تفسير سورة سورة ص من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
المعروف بـتفسير ابن عباس
.
لمؤلفه
الفيروزآبادي
.
المتوفي سنة 817 هـ
ﰡ
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿ص﴾ يَقُول ص وَالْقُرْآن أَي كرروا الْقُرْآن حَتَّى تعلمُوا الْإِيمَان من الْكفْر وَالسّنة من الْبِدْعَة وَالْحق من الْبَاطِل والصدق من الْكَذِب والحلال من الْحَرَام وَالْخَيْر من الشَّرّ وَيُقَال ص صد عَن الْهدى أَي صرف أهل مَكَّة عَن الْحق وَالْهدى وَيُقَال أَبُو جهل وَيُقَال ص صَادِق فِي قَوْله وَيُقَال ص اسْم من أَسمَاء الله صَادِق وَيُقَال قسم أقسم بِهِ ﴿وَالْقُرْآن﴾ أقسم بِالْقُرْآنِ ﴿ذِي الذّكر﴾ ذِي الشّرف وَالْبَيَان شرف من آمن بِهِ وَبَيَان الْأَوَّلين والآخرين
﴿بَلِ الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿فِي عِزَّةٍ﴾ حمية وتكبر ﴿وَشِقَاقٍ﴾ خلاف وعداوة وَلِهَذَا كَانَ الْمقسم عَلَيْهِ
﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم﴾ من قبل قُرَيْش ﴿مِّن قَرْنٍ﴾ من الْأُمَم الخالية ﴿فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ فنادتهم الْمَلَائِكَة عِنْد هلاكهم ولات حِين مناص أَي لَيْسَ بِحِين حَملَة وَلَا فرار قفوا فوقفوا حَتَّى أهلكهم الله وَقد كَانُوا قبل ذَلِك إِذا قَاتلُوا عدوا نَادَى بَعضهم بَعْضًا مناص مناص يعنون حَملَة وَاحِدَة فنجا من نجا وَهلك من هلك وَإِذا غلب الْعَدو عَلَيْهِم كَانُوا يبدرون بَعضهم بَعْضًا وينادون بَعضهم بَعْضًا مناص مناص بِنصب الصَّاد أَي فِرَارًا فِرَارًا فيفرون من الْقِتَال وَهَذِه عَلامَة كَانَت بَينهم فِي القتالإذا أَرَادوا أَن يحملوا على الْعَدو أَو يَفروا من الْعَدو فَلَمَّا أَرَادَ الله هلاكهم نادتهم الْمَلَائِكَة ولات حِين مناص أَي لَيْسَ بِحِين حَملَة وَلَا فرار
﴿وعجبوا﴾ قُرَيْش ﴿أَن جَآءَهُم﴾ بِأَن جَاءَهُم ﴿مٌّنذِرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿مِّنْهُمْ﴾ من نسبهم ﴿وَقَالَ الْكَافِرُونَ﴾ كفار مَكَّة ﴿هَذَا﴾ يعنون مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿سَاحِرٌ﴾ يفرق بَين الِاثْنَيْنِ ﴿كَذَّابٌ﴾ يكذب على الله
﴿أَجَعَلَ الْآلهَة إِلَهًا وَاحِداً﴾ أيسعنا وَيَكْفِينَا إِلَه وَاحِد فى حوائجنا كَمَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِن هَذَا﴾ الذى يَقُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ عَجِيب
﴿وَانْطَلق الْمَلأ﴾ الرؤساء
﴿مِنْهُمْ﴾ من قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة وَأبي بن خلف الجُمَحِي وَأَبُو جهل بن هِشَام
﴿أَنِ امشوا﴾ قَالَ لَهُم أَبُو جهل أَن امضوا إِلَى آلِهَتكُم
﴿وَاْصْبِرُواْ على آلِهَتِكُمْ﴾ اثبتوا على عبَادَة آلِهَتكُم
﴿إِن هَذَا لشَيْء﴾ يعنون مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿يُرَادُ﴾ أَن يهْلك وَيُقَال إِن هَذَا الَّذِي يَقُول مُحَمَّد
380
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لشَيْء يُرَاد يكون بِأَهْل الأَرْض
381
﴿مَا سمعنَا بِهَذَا﴾ الذى يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فِى الْملَّة الْآخِرَة﴾ فِي الْملَّة الْيَهُودِيَّة والنصرانية يعنون لم نسْمع من الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى أَن الْإِلَه وَاحِد ﴿إِنْ هَذَا﴾ مَا هَذَا الذى يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِلَّا اخْتِلَاق﴾ اختلقه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تِلْقَاء نَفسه
﴿أأنزل عَلَيْهِ الذّكر مِن بَيْنِنَا﴾ أخص بِالنُّبُوَّةِ وَالْكتاب من بَيْننَا ﴿بْل هُمْ﴾ كفار مَكَّة ﴿فَي شكّ من ذكري﴾ من كتابى ونبوة نَبِي ﴿بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ﴾ لم يَذُوقُوا عَذَابي فَمن ذَلِك يكذبُون عَليّ
﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيز الْوَهَّاب﴾ يَقُول أبأيديهم النُّبُوَّة والكتب فيعطون من شَاءُوا وَهُوَ الْعَزِيز بالنقمة لمن لَا يُؤمن الْوَهَّاب وهب النُّبُوَّة وَالْكتاب لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿أَمْ لَهُم﴾ ألهم ﴿مٌّلْكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ مقدرَة على السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿وَمَا بَيَنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿فَلْيَرْتَقُواْ﴾ فليصعدوا ﴿فِى الْأَسْبَاب﴾ فِي أَبْوَاب السَّمَوَات إِن كَانَت لَهُم مقدرَة ذَلِك فلينظروا ءأنزل عَلَيْهِ النُّبُوَّة وَالْكتاب أم لَا
﴿جند﴾ هم جند ﴿مَا هُنَالك﴾ عِنْد مَا أَرَادوا قتل النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر ﴿مَهْزُومٌ﴾ مقتول مغلوب فَقتلُوا يَوْم بدر ﴿مِّن الْأَحْزَاب﴾ من الْكفَّار كفار مَكَّة
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ﴾ قبل قَوْمك يَا مُحَمَّد ﴿قَوْمُ نُوحٍ﴾ نوحًا ﴿وَعَادٌ﴾ قوم هود هوداً ﴿وفِرْعَوْنُ﴾ مُوسَى ﴿ذُو الْأَوْتَاد﴾ صَاحب الْملك الثَّابِت وَيُقَال صَاحب الْعَذَاب بالأوتاد وَإِنَّمَا سمي ذَا أوتاد لِأَنَّهُ كَانَ إِذا غضب على أحد وَكره بأَرْبعَة أوتاد
﴿وَثَمُودُ﴾ قوم صَالح صَالحا ﴿وَقَوْمُ لُوطٍ﴾ لوطاً ﴿وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ﴾ الغيضة وهم قوم شُعَيْب كذبُوا شعيباً ﴿أُولَئِكَ الْأَحْزَاب﴾ الْكفَّار
﴿إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُل﴾ يَقُول كل هَؤُلَاءِ كذبُوا الرُّسُل كَمَا كَذبك قُرَيْش ﴿فَحَقَّ عِقَاب﴾ فَوَجَبت عَلَيْهِم عقوبتى
﴿وَمَا ينظر هَؤُلَاءِ﴾ قَوْمك إِن كَذبُوك ﴿إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً﴾ لَا تثني وَهِي نفخة الْبَعْث ﴿مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ﴾ من نظرة وَلَا رَجْعَة
﴿وَقَالُواْ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة حِين ذكر الله فِي كِتَابه فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ وَأما من أُوتِيَ كِتَابه بِشمَالِهِ ﴿رَبَّنَا﴾ يَا رَبنَا ﴿عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا﴾ يعنون كتَابنَا أَي صحيفَة أَعمالنَا ﴿قَبْلَ يَوْمِ الْحساب﴾ حَتَّى نعلم مَا فِيهَا
﴿اصبر﴾ يَا مُحَمَّد ﴿على مَا يَقُولُونَ﴾ من التَّكْذِيب ﴿وَاذْكُر عَبدنَا دَاوُد﴾ يَقُول اذكر لَهُم خبر عَبدنَا دَاوُد ﴿ذَا الأيد﴾ ذَا الْقُوَّة وَالْعِبَادَة ﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ مُطِيع لله مقبل إِلَى طَاعَة الله
﴿إِنَّا سَخَّرْنَا﴾ ذللنا ﴿الْجبَال مَعَهُ يُسَبِّحْنَ﴾ مَعَه ﴿بالْعَشي وَالْإِشْرَاق﴾ غدْوَة وَعَشِيَّة
﴿وَالطير﴾ وسخرنا لَهُ الطير ﴿مَحْشُورَةً﴾ مَجْمُوعَة ﴿كُلٌّ لَّهُ﴾ الطير وَالْجِبَال ﴿أَوَّابٌ﴾ مُطِيع لله
﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾ بالحرس وَكَانَ يحرس كل لَيْلَة محرابه ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألف رجل ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ أعطيناه ﴿الْحِكْمَة﴾ النُّبُوَّة ﴿وَفَصْلَ الْخطاب﴾ الْقَضَاء كَانَ لَا يتعتع فِي الْكَلَام عِنْد الْقَضَاء يقْضِي بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِين الْبَيِّنَة على الطَّالِب وَالْيَمِين على الْمَطْلُوب
﴿وَهَلْ أَتَاكَ﴾ مَا أَتَاك ثمَّ أَتَاك يَا مُحَمَّد ﴿نَبَأُ الْخصم﴾ خبر الْخصم خصم دَاوُد ﴿إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَاب﴾ نزلُوا عَلَيْهِ من فَوق الْمِحْرَاب
﴿إِذْ دخلُوا على دَاوُد فَفَزِعَ مِنْهُمْ﴾ دَاوُد ﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي الْملكَيْنِ اللَّذين دخلا عَلَيْهِ يَا دَاوُد ﴿لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ﴾ نَحن خصمان ﴿بغى﴾ تطاول وظلم ﴿بَعْضُنَا على بَعْضٍ فاحكم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ﴾ بِالْعَدْلِ ﴿وَلاَ تُشْطِطْ﴾ لَا تمل وَلَا تجر ﴿واهدنآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاط﴾ دلنا إِلَى الصَّوَاب
﴿إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾ امْرَأَة ﴿وَلِي نَعْجَةٌ﴾ امْرَأَة ﴿وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا﴾ أعطنيها ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخطاب﴾ غلبني فِي الْكَلَام وَهَذَا مثل ضرباه لداود لكَي يفهم مَا فعل بأوريا
﴿قَالَ﴾ دَاوُد
﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ﴾ بِأخذ نعجتك
﴿إِلَى نِعَاجِهِ﴾ مَعَ كَثْرَة نعاجه
﴿وَإِنَّ كثيرا من الخلطاء﴾ من الشُّرَكَاء والإخوان
﴿ليبغي﴾ ليظلم
﴿بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ إِلاَّ الَّذين آمَنُواْ﴾ بِاللَّه
﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾
381
فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم
﴿وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ﴾ مَالا يظْلمُونَ فَخَرَجَا من حَيْثُ دخلا
﴿وَظن دَاوُد﴾ علم وأيقن بعد لَك
﴿أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾ ابتليناه بالذنب الَّذِي كَانَ مِنْهُ
﴿فَاسْتَغْفر رَبَّهُ﴾ من الذَّنب
﴿وَخَرَّ رَاكِعاً﴾ سَاجِدا
﴿وَأَنَابَ﴾ أقبل إِلَى الله بِالتَّوْبَةِ والندامة
382
﴿فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ﴾ الذَّنب ﴿وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى﴾ قربى فِي الدَّرَجَات ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ مرجع فى الْآخِرَة
﴿يَا دَاوُد إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْض﴾ نَبيا ملكا على بني إِسْرَائِيل ﴿فاحكم بَيْنَ النَّاس بِالْحَقِّ﴾ بِالْعَدْلِ ﴿وَلاَ تَتَّبِعِ الْهوى﴾ كَمَا اتبعت فِي بتشايع امْرَأَة أوريا وَكَانَت بنت عَم دَاوُد ﴿فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن طَاعَة الله ﴿إِنَّ الَّذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن طَاعَة الله ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحساب﴾ بِمَا تركُوا الْعَمَل ليَوْم الْحساب
﴿وَمَا خَلَقْنَا السمآء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿بَاطِلاً﴾ عَبَثا جزَافا بِلَا أَمر وَلَا نهي ﴿ذَلِك ظَنُّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ إِنْكَار الَّذين كفرُوا بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿فَوَيْلٌ﴾ فشدة الْعَذَاب ﴿لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿مِنَ النَّار﴾ فِي النَّار
﴿أم نجْعَل الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم وَهُوَ عَليّ بن أبي طَالب وَحَمْزَة ابْن عبد الْمطلب وَعبيدَة بن الْحَارِث ﴿كالمفسدين﴾ كالمشركين ﴿فِي الأَرْض﴾ وَهُوَ عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة والوليد بن عتبَة ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش عليا وصاحباه ﴿كالفجار﴾ كالكفار وَعتبَة وَشَيْبَة والوليد وهم الَّذين بارزوا يَوْم بدر عليا وَحَمْزَة وَعبيدَة فَقتل عَليّ الْوَلِيد بن عتبَة وَقتل حَمْزَة عتبَة بن ربيعَة وَقتل عُبَيْدَة شيبَة
﴿كِتَابٌ﴾ هَذَا كتاب ﴿أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾ أنزلنَا جِبْرِيل بِهِ إِلَيْك ﴿مُبَارَكٌ﴾ فِيهِ الْمَغْفِرَة وَالرَّحْمَة لمن آمن بِهِ ﴿ليدبروا آيَاتِهِ﴾ لكَي يتفكروا فِي آيَاته ﴿وليتذكر﴾ لكى يتعظ ﴿أولُوا الْأَلْبَاب﴾ ذَوُو الْعُقُول من النَّاس
﴿وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْد إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ مقبل إِلَى الله وَإِلَى طَاعَته
﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بالْعَشي﴾ بعد الظّهْر ﴿الصافنات﴾ الْخَيل العراب الخوالص ﴿الْجِيَاد﴾ السراع وَيُقَال الصافنات هُوَ الْفرس إِذا قَامَ بِثَلَاث قَوَائِم وَرفع إِحْدَى يَدَيْهِ حَتَّى يكون على طرف الْحَافِر
﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْر﴾ اخْتَرْت المَال ﴿عَن ذِكْرِ رَبِّي﴾ على طَاعَة رَبِّي ﴿حَتَّى تَوَارَتْ﴾ الشَّمْس ﴿بالحجاب﴾ بجبل قَاف
﴿رُدُّوهَا عَلَيَّ﴾ مَا عرض عَليّ فردوها ﴿فَطَفِقَ﴾ عمد ﴿مَسْحاً بِالسوقِ﴾ ضرب سوقهن ﴿والأعناق﴾ وأعناقهن وَيُقَال فَطَفِقَ مسحاً بِالسوقِ والأعناق حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس وَذَهَبت مِنْهُ صَلَاة الْعَصْر فَمن أجل ذَلِك فعل مَا فعل
﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا﴾ ابتلينا ﴿سُلَيْمَانَ﴾ بذهاب ملكه أَرْبَعِينَ يَوْمًا بِقدر مَا عبد الصَّنَم فِي بَيته مَكَان كل يَوْم يَوْمًا ﴿وَأَلْقَيْنَا﴾ أجلسنا ﴿على كُرْسِيِّهِ جَسَداً﴾ شَيْطَانا ﴿ثُمَّ أَنَابَ﴾ ثمَّ رَجَعَ إِلَى ملكه وَإِلَى طَاعَة ربه وَتَابَ من ذَنبه
﴿قَالَ رَبِّ اغْفِر لِي﴾ ذَنبي ﴿وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي﴾ لَا يصلح ﴿لأَحَدٍ مِّن بعدِي﴾ وَيُقَال لَا يسلب فِيمَا بَقِي كَمَا سلب الْمرة الأولى ﴿إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب﴾ بِالْملكِ والنبوة لمن شِئْت
﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرّيح﴾ بعد ذَلِك ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ﴾ بِأَمْر الله وَيُقَال بِأَمْر سُلَيْمَان ﴿رُخَآءً﴾ لينَة ﴿حَيْثُ أَصَابَ﴾ أَرَادَ
﴿وَالشَّيَاطِين﴾ وسخرنا لَهُ الشَّيَاطِين ﴿كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ﴾ فِي قَعْر الْبَحْر
﴿وَآخَرِينَ﴾ من غَيرهم ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ مصفدين مسلسلين ﴿فِي الأصفاد﴾ فِي أغلال الْحَدِيد وهم المردة من الشَّيَاطِين الَّذين لَا يَبْعَثهُم إِلَى عمل إِلَّا انقلبوا
﴿هَذَا عَطَآؤُنَا﴾ ملكنا يَا سُلَيْمَان ملكناك على الشَّيَاطِين ﴿فَامْنُنْ﴾ على من شِئْت من المتمردين وخل سبيلهم من الغل ﴿أَوْ أَمْسِكْ﴾ احْبِسْ فِي الغل ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ من غير أَن تحاسب وتأثم بذلك
﴿وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى﴾ قربى فِي الدَّرَجَات ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ مرجع فِي الْآخِرَة
﴿وَاذْكُر عَبْدَنَآ﴾ اذكر لكفار مَكَّة خبر عَبدنَا ﴿أَيُّوب إِذْ نَادَى ربه﴾ دَعَا ربه ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَان﴾ أصابني من تسليطك الشَّيْطَان عَليّ ﴿بِنُصْبٍ﴾ تَعب وعناء ﴿وَعَذَابٍ﴾ بلَاء وَمرض فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل يَا أَيُّوب
﴿اركض﴾ اضْرِب ﴿بِرِجْلِكَ﴾ على الأَرْض فَضرب فَخرج مِنْهَا عين فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل ﴿هَذَا مُغْتَسَلٌ﴾ اغْتسل مِنْهُ فاغتسل مِنْهُ فالتأم مابه ثمَّ قَالَ لَهُ اضْرِب ضَرْبَة أُخْرَى فَضرب فَخرج مِنْهَا عين أُخْرَى فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل ﴿بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ أَي وَهَذَا شراب بَارِد عذب اشرب مِنْهُ فَشرب فالتأم مَا فِي جَوْفه
﴿وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ﴾ الَّذين أهلكناهم ﴿وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ﴾ فِي الْآخِرَة وَيُقَال فِي الدُّنْيَا ﴿رَحْمَةً مِّنَّا﴾ نعْمَة منا عَلَيْهِ ﴿وذكرى﴾ عظة ﴿لأُوْلِي الْأَلْبَاب﴾ لِذَوي الْعُقُول من النَّاس
﴿وَخُذْ بِيَدِكَ﴾ يَا أَيُّوب ﴿ضِغْثاً﴾ قَبْضَة من سنبل فِيهَا مائَة سنبلة ﴿فَاضْرب بِّهِ﴾ امْرَأَتك رَحْمَة بنت يُوسُف الصّديق ﴿وَلاَ تَحْنَثْ﴾ لَا تأثم فِي يَمِينك وَكَانَ قبل ذَلِك حلف بِاللَّه لَئِن شفَاه الله ليجلدنها مائَة جلدَة فِي سَبَب كَلَام تَكَلَّمت بِهِ لم يرض الله بِهِ ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً﴾ على الْبلَاء ﴿نِّعْمَ العَبْد إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ مُطِيع لله مقبل إِلَى طَاعَة الله
﴿وَاذْكُر عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ﴾ خَلِيل الرَّحْمَن ﴿وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي﴾ الْقُوَّة فِي الْعِبَادَة لله ﴿والأبصار﴾ فى الدّين
﴿إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ﴾ اختصصناهم ﴿بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّار﴾ يَقُول بخالصة ذكر الله وَذكر الْآخِرَة
﴿وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المصطفين الأخيار﴾ المختارين فِي الدُّنْيَا بِالنُّبُوَّةِ وَالْإِسْلَام الأخيار عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة
﴿وَاذْكُر إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسع﴾ ابْن عَم إلْيَاس ﴿وَذَا الكفل﴾ الَّذِي كفل وَضمن أَشْيَاء لقوم فوفاها وَيُقَال تكفل لله بِشَيْء فوفاه وَيُقَال كفل مائَة نَبِي فَكَانَ يُطعمهُمْ حَتَّى نجاهم الله من الْقَتْل وَكَانَ رجلا صَالحا وَلم يكن نَبيا ﴿وَكُلٌّ﴾ كل هَؤُلَاءِ ﴿مِّنَ الأخيار﴾ عِنْد الله
﴿هَذَا ذِكْرٌ﴾ ذكر الصَّالِحين وَيُقَال فِي هَذَا الْقُرْآن خبر الْأَوَّلين والآخرين ﴿وَإِن لِلْمُتقين﴾ الكفروالشرك وَالْفَوَاحِش ﴿لَحُسْنَ مَآبٍ﴾ مرجع فِي الْآخِرَة
ثمَّ بَين مستقرهم فِي الْآخِرَة فَقَالَ ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ مَعْدن الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ ﴿مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَاب﴾ يَوْم الْقِيَامَة
﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا﴾ جالسين على السرر فِي الحجال ناعمين فِي الْجنَّة ﴿يَدْعُونَ فِيهَا﴾ يسْأَلُون فِي الْجنَّة ﴿بِفَاكِهَةٍ﴾ بألوان الْفَاكِهَة ﴿كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ وألوان الشَّرَاب
﴿وَعِندَهُمْ﴾ فِي الْجنَّة جوَار ﴿قَاصِرَاتُ الطّرف﴾ غاضات الْعين قانعات بأزواجهن ﴿أَتْرَابٌ﴾ مستويات فِي السن والميلاد
يَقُول الله لَهُم ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ﴾ إِذْ أَنْتُم فِي الدُّنْيَا ﴿لِيَوْمِ الْحساب﴾ يَوْم الْقِيَامَة
﴿إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا﴾ طعامنا ونعيمنا لَهُم ﴿مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ﴾ من فنَاء وَلَا انْقِطَاع
﴿هَذَا﴾ للْمُؤْمِنين ﴿وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ﴾ للْكَافِرِينَ أبي جهل وَأَصْحَابه ﴿لَشَرَّ مَآبٍ﴾ مرجع فِي الْآخِرَة
﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا﴾ يدْخلُونَهَا يَوْم الْقِيَامَة ﴿فَبِئْسَ المهاد﴾ الْفراش والقرار لَهُم النَّار
﴿هَذَا﴾ للْكَافِرِينَ ﴿فَلْيَذُوقُوهُ﴾ عَذَاب جَهَنَّم ﴿حَمِيمٌ﴾ مَاء حَار قد انْتهى حره ﴿وَغَسَّاقٌ﴾ زمهرير يحرقهم كَمَا تحرقهم النَّار
﴿وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ﴾ من نَحْو الْحَمِيم والغساق ﴿أَزوَاج﴾ ألوان الْعَذَاب فيدخلهم الله النارالأول فَالْأول فَكلما دخلت أمة لعنت أُخْتهَا الَّتِي دخلت قبلهَا فَيَقُول الله لأوّل أمة دخلت النَّار
﴿هَذَا فَوْجٌ﴾ جمَاعَة ﴿مُّقْتَحِمٌ﴾ دَاخل ﴿مَّعَكُمْ﴾ النَّار فَيَقُول أول الْأمة لآخر الْأمة ﴿لاَ مَرْحَباً بِهِمْ﴾ لَا وسع الله عَلَيْهِم ﴿إِنَّهُمْ صَالُواْ النَّار﴾ داخلوا النَّار ﴿قَالُواْ﴾ آخر الْأمة
﴿بل أَنْتُم لَا مرْحَبًا بكم﴾ لَا وسع الله عَلَيْكُم ﴿أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ﴾ شرعتموه ﴿لَنَا﴾ هَذَا الدّين فاقتدينا بكم ﴿فَبِئْسَ الْقَرار﴾ الْمنزل لنا وَلكم
﴿قَالُواْ﴾ الأول وَالْآخر ﴿رَبَّنَا﴾ يَا رَبنَا ﴿مَن قَدَّمَ لَنَا﴾ من شرع لنا ﴿هَذَا﴾ الدّين يعنون إِبْلِيس وَسَائِر الرؤساء ﴿فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّار﴾ مِمَّا علينا
﴿وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نرى﴾ فِي النَّار ﴿رِجَالاً﴾ يعنون فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ ﴿كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ الأشرار﴾ من السفلة والفقراء
﴿أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً﴾ سخرناهم فِي الدُّنْيَا ﴿أَمْ زَاغَتْ﴾ مَالَتْ ﴿عَنْهُمُ الْأَبْصَار﴾ أبصارنا فَلَا نراهم
﴿إِنَّ ذَلِكَ﴾ الَّذِي ذكرت من خبر أهل النَّار ﴿لَحَقٌّ﴾ صدق ﴿تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّار﴾ كَلَام أهل النَّار بِالْخُصُومَةِ بَعضهم مَعَ بعض
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿وَمَا مِنْ إِلَه إِلاَّ الله الْوَاحِد﴾ بِلَا ولد وَلَا شريك ﴿القهار﴾ الْغَالِب على خلقه
﴿رَبُّ السَّمَاوَات﴾ خَالق السَّمَوَات ﴿وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿الْعَزِيز﴾ هُوَ الْعَزِيز بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ ﴿الْغفار﴾ لمن تَابَ وآمن بِهِ
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿هُوَ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿نَبَأٌ﴾ خبر ﴿عَظِيمٌ﴾ كريم شرِيف فِيهِ خبر الْأَوَّلين والآخرين
﴿أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾ مكذبون بِهِ تاركون لَهُ
﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بالملإ الْأَعْلَى﴾ يَعْنِي الْمَلَائِكَة لَو لم أكن رَسُولا ﴿إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ إِذْ يَتَكَلَّمُونَ حِين قَالُوا أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا الْآيَة
﴿إِن يُوحى﴾ مَا يُوحى ﴿إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿مُّبِينٌ﴾ بلغَة تعلمونها ثمَّ بَين خُصُومَة الْمَلَائِكَة فَقَالَ اذكر يَا مُحَمَّد لَهُم
﴿إِذْ قَالَ﴾ قد قَالَ ﴿رَبُّكَ للْمَلَائكَة إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ﴾ يَعْنِي آدم
﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ﴾ جمعت خلقه ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ جعلت الرّوح فِيهِ ﴿فَقَعُواْ لَهُ﴾ فَخَروا لَهُ ﴿ساجدين﴾
﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ لآدَم
﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ استكبر﴾ تعظم عَن السُّجُود لآدَم ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافرين﴾ صَار من الْكَافرين بإبائه عَن أَمر الله
﴿قَالَ﴾ الله لَهُ ﴿يَا إِبْلِيس﴾ يَا خَبِيث ﴿مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ صورت بيَدي ﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾ عَن السُّجُود لآدَم ﴿أَمْ كُنتَ مِنَ العالين﴾ من الْمُخَالفين لأمرى
﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ فَالنَّار تَأْكُل الطين فَلذَلِك لم أَسجد لَهُ
﴿قَالَ﴾ الله لَهُ ﴿فَاخْرُج مِنْهَا﴾ من صُورَة الْمَلَائِكَة وَيُقَال من الأَرْض ﴿فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ مَلْعُون مطرود من رحمتى وكرامتى
﴿وَإِن عَلَيْك لَعْنَتِي﴾ عَذَابي وسخطي وَيُقَال أجلاه الله إِلَى جزائر الْبَحْر وَلَا يدْخل فِيهَا إِلَّا كَهَيئَةِ السَّارِق وَعَلِيهِ أطمار يروع فِيهَا ﴿إِلَى يَوْمِ الدّين﴾ يَوْم الْحساب
﴿قَالَ﴾ إِبْلِيس
﴿رَبِّ﴾ يَا رب
﴿فأنظرني﴾ فأجلني
384
﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ من الْقُبُور أَرَادَ الْخَبيث أَن لَا يَذُوق الْمَوْت
385
﴿قَالَ﴾ الله ﴿فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين﴾ المؤجلين
﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْت الْمَعْلُوم﴾ إِلَى النفخة الأولى
﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ﴾ فبنعمتك وقدرتك ﴿لأُغْوِيَنَّهُمْ﴾ لأضلنهم عَن دينك وطاعتك ﴿أَجْمَعِينَ﴾
﴿إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ﴾ من بني آدم ﴿المخلصين﴾ المعصومين منى
﴿قَالَ﴾ الله لَهُ ﴿فَالْحق﴾ يَقُول أَنا الْحق ﴿وَالْحق﴾ يَقُول وبالحق ﴿أَقُولُ﴾
﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ﴾ وَمن ذريتك ﴿وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾ من بني آدم ﴿أَجْمَعِينَ﴾ جَمِيع من أطاعك بِالدينِ
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل ورزق ﴿وَمَآ أَنَآ مِنَ المتكلفين﴾ من المختلقين من تِلْقَاء نَفسِي
﴿إِنْ هُوَ﴾ مَا هُوَ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿إِلاَّ ذِكْرٌ﴾ عظة ﴿لِّلْعَالَمِينَ﴾ للجن وَالْإِنْس
﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ﴾ خبر الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْوَعْد والوعيد ﴿بَعْدَ حِينِ﴾ بعد الْإِيمَان وَيُقَال بعد الْمَوْت فَمنهمْ من علم بعد الْإِيمَان وهم الْمُؤْمِنُونَ وَمِنْهُم من علم بعد الْمَوْت وهم الْكفَّار أَن مَا قَالَ الله فِي الْقُرْآن هُوَ الْحق
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الزمر وهى كلهَا مَكِّيَّة غير قَوْله ﴿قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم﴾ إِلَى آخر الْآيَة فانها مَدَنِيَّة آياتها اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ آيَة وكلماتها ألف وَمِائَة وَاثْنَتَانِ وَتسْعُونَ وحروفها أَرْبَعَة آلَاف
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾