تفسير سورة سورة الليل من كتاب التفسير الحديث
.
لمؤلفه
دروزة
.
المتوفي سنة 1404 هـ
في السورة تصنيف الناس حسب أعمالهم، وتنويه بصالح العمل وأصحابه، وتنديد بسيئ العمل وأصحابه وإنذارهم. وفيها تنويه بمن يتزكى بماله، وتنديد بالبخل والمنع. وأسلوبها كسابقتها من حيث دلالته على احتوائها عرضاً عاماً للدعوة، وعلى تبكير نزولها قبل غيرها الذي احتوى مشاهد ومواقف حجاجية وتكذيبية. وبين السورتين من التوافق في المبنى والأسلوب والجرس ما يلهم أنهما نزلتا متتابعتين.
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
- يغشى : يغطي أو يخيم أو ينتشر.﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
- تجلى : ظهر أو انكشف أو برز.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾
وجملة ﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾ التي جمع فيها من الذكر والأنثى في القسم قرينة على نظرة الله تعالى المتساوية لهما وتسوغ القول : إن ما جاء بعدها من الإشارة إلى أعمال الناس من خير وشر وتيسير الله لهم وفقها يشمل الذكر والأنثى معا. وإن صح استنتاجنا ونرجو أن يكون صحيحا فيكون أول تقرير قرآني لمبدأ تكليف الذكر والأنثى على السواء تكليفاً متساوياً بكل ما يتصل بشؤون الدين والدنيا ولمبدأ ترتيب نتائج سعي كل منهما وفقا لما يكون من نوع هذا السعي من خير وشر ونفع وضر وهدى وضلال. وأول تقرير قرآني لتساوي الذكر والأنثى في القابليات التي يختار كل منهما عمله وطريقه بها. ولقد تكرر تقرير كل ذلك كثيراً وبأساليب متنوعة وفي القرآن المكي والمدني معا.
ومن ذلك آيتان مهمتان في بابهما في سورة الأحزاب وهما :﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا( ٧٢ ) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا( ٧٣ ) ﴾. وجمهور المؤولين والمفسرين على أن كلمة " الأمانة " تعني هنا : التكليف أي ما رسمه الله للإنسان من واجبات ونهاه عنه من محظورات. والإنسان في الآية الأولى مطلق أريد به الإنسان الذي يمثله الذكر والأنثى معاً بدليل الآية الثانية التي احتوت إنذاراً للمنافقات والمشركات اللاتي ينحرفن عن التكليف أسوة بالمنافقين والمشركين وبُشرى للمؤمنات اللاتي يلتزمن حدود الله المرسومة أسوة بالمؤمنين على قدم المساواة، وفي ذلك ما فيه من روعة وجلال.
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾
وجملة ﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾ التي جمع فيها من الذكر والأنثى في القسم قرينة على نظرة الله تعالى المتساوية لهما وتسوغ القول : إن ما جاء بعدها من الإشارة إلى أعمال الناس من خير وشر وتيسير الله لهم وفقها يشمل الذكر والأنثى معا. وإن صح استنتاجنا ونرجو أن يكون صحيحا فيكون أول تقرير قرآني لمبدأ تكليف الذكر والأنثى على السواء تكليفاً متساوياً بكل ما يتصل بشؤون الدين والدنيا ولمبدأ ترتيب نتائج سعي كل منهما وفقا لما يكون من نوع هذا السعي من خير وشر ونفع وضر وهدى وضلال. وأول تقرير قرآني لتساوي الذكر والأنثى في القابليات التي يختار كل منهما عمله وطريقه بها. ولقد تكرر تقرير كل ذلك كثيراً وبأساليب متنوعة وفي القرآن المكي والمدني معا.
ومن ذلك آيتان مهمتان في بابهما في سورة الأحزاب وهما :﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا( ٧٢ ) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا( ٧٣ ) ﴾. وجمهور المؤولين والمفسرين على أن كلمة " الأمانة " تعني هنا : التكليف أي ما رسمه الله للإنسان من واجبات ونهاه عنه من محظورات. والإنسان في الآية الأولى مطلق أريد به الإنسان الذي يمثله الذكر والأنثى معاً بدليل الآية الثانية التي احتوت إنذاراً للمنافقات والمشركات اللاتي ينحرفن عن التكليف أسوة بالمنافقين والمشركين وبُشرى للمؤمنات اللاتي يلتزمن حدود الله المرسومة أسوة بالمؤمنين على قدم المساواة، وفي ذلك ما فيه من روعة وجلال.
- شتى : جمع شتيت بمعنى أنواع مختلفة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
ﯘﯙ
ﰅ
- الحسنى : مؤنث الأحسن. ومن المفسرين من أول جملة -ayah text-primary">﴿ وصدق بالحسنى ﴾ بمعنى صدق بوعد الله بزيادة الإخلاف على المنفقين. ومنهم من أوّلها بمعنى صدق بالموعود الأحسن من الله، ومنهم من أوّلها بمعنى صدق بالجنة التي وعد الله المؤمنين المحسنين-note text-primary mx-٢" href="#foonote-١">١.
- اليسرى : مؤنث الأيسر أي الأسهل.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
- اليسرى : مؤنث الأيسر أي الأسهل.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
١ - انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري والزمخشري والطبرسي وابن كثير..
- استغنى : شعر بالغنى عن غيره أو عن الله بما صار عنده من مال.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
ﭑﭒ
ﰉ
- العسرى : مؤنث الأعسر أي الأشق الأصعب.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
- تردى : سقط أو هوى من عال.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ ( ١ ) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى٢ ( ٢ ) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ( ٣ ) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٣ ( ٤ ) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ( ٥ ) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى٤ ( ٦ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى٥ ( ٧ ) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى٦ ( ٨ ) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى( ٩ ) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى٧ ( ١٠ ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى٨ ( ١١ ) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى( ١٢ ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى( ١٣ ) ﴾ [ ١- ١٣ ].
الخطاب في الآيات موجه إلى السامعين بأسلوب مطلق وتقريري. وقد تضمنت :
١- قسما ربانيا بالليل إذا خيم والنهار إذا انجلى، وما خلق الله من ذكر وأنثى عن الناس في سلوكهم وأعمالهم أنواع. منهم المؤمن بالله والمتصدق بماله والمصدق بوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل اليسرى التي فيها النجاة والسعادة. ومنهم البخيل الذي يستشعر الغنى عن غيره وربه، البخيل بماله الجاحد لوعود الله الحسنى في الدنيا والآخرة. وهذا ييسره الله في السبيل العسرى التي فيها الهلاك والخسران، ولن يغني عنه ماله ويقيه السقوط والتردي في ذلك المصير الرهيب.
٢ - وتقريراً ربانياً بأن ما للناس على الله أن يبين لهم طريق الهدى والخير ويدلهم عليه ويحذرهم من طريق الضلال والشر، وبأن أمر الدنيا والآخرة في يده وهو المتصرف فيهما تصرفاً مطلقاً.
والآيات كما هو ظاهر بسبيل الدعوة العامة للناس. ليس فيها مواقف ومشاهد حجاجية وتكذيبية. وفيها مبادئ هذه الدعوة بإيجاز بليغ وهي الإيمان بالله وتصديق وعود الله والعمل الصالح ونفع الغير ومساعدتهم وعدم البخل بالمال بسبيل ذلك مع التنبيه على أن المال لن يغني عنه شيئا إذا لم يستجب للدعوة ويلتزم بمبادئها. فمن فعل ذلك فهو ناج سعيد، ومن فعل العكس فهو خاسر شقي.
وقد انطوى فيها حكمة إرسال الله الرسل للناس ليبين لهم بلسانهم معالم الهدى. كما انطوى فيها تقرير كون الناس موكولين بعد ذلك إلى اختيارهم للطريق التي يسيرون فيها ومستحقين للنتائج التي تترتب على هذا الاختيار في الدنيا والآخرة معا. وكل هذا مما تكرر تقريره بحيث يعد من المبادئ القرآنية المحكمة.
ولقد روى الشيخان والترمذي في سياق هذه الآيات حديثا عن علي بن أبي طالب قال :" كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغَرَقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميَسرٌ لما خلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسّرُ لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاء فييسّرُ لعمل أهل الشقاء ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى ( ٥ ) وصدق بالحسنى( ٦ ) فسنيسره لليسرى( ٧ ) الليل :[ ٥- ٧ ] " ١. والحديث ينطوي على إيذان بعلم الله عز وجل الأزلي بمصير كل إنسان في الآخرة وليس في كون الله عز وجل قد قدر على الناس مصائرهم الأخروية بقطع النظر عن أعمالهم التي يستحقون هذه المصائر بسببها كما هو المتبادر. وهذا ما ينطوي في الآيات أيضا حين إمعان النظر فيها ؛ حيث يربط الآيات والحديث السعادة والشقاء بالعمل فمن عَمِل عَمَلَ أهل السعادة سعد ومن عمِلَ عَمَلَ أهل الشقاء شقي.
وهذا الموضوع متصل بناحية ما بموضوع القدر الذي سوف نبحثه بحثاً وافياً في مناسبة أكثر ملاءمة.
١-تلظى : تتوهج وتتقد.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
ﭱﭲ
ﰐ
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
ﮆﮇ
ﰔ
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى١ ( ١٤ ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى( ١٥ ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى( ١٦ ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى( ١٧ ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( ١٨ ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى( ١٩ )إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى( ٢٠ ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى( ٢١ ) ﴾ [ ١٤- ٢١ ].
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة: وقد روى المفسرون١ أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] نزلت في حق أبي بكر رضي الله عنه لكثرة ما أنفقه وخاصة في شراء أرقاء المسلمين الذين كان مالكوهم الكفار يعذبونهم. غير أن وحدة وزن الآيات السابقة لها وأسلوب آيات السورة وتماسكها يجعلنا نرجح نزولها جملة واحدة وكونها بسبيل عرض عام للدعوة وأهدافها. وهذا لا ينفي رواية إنفاق أبي بكر رضي الله عنه وإنقاذه الأرقاء المعذبين من المؤمنين. وقد رأينا ابن كثير يقول بعد ذكر رواية نزولها في حق أبي بكر : إنه ولا شك داخل فيها بسبب كثرة ما أنفقه ولكن لفظها لفظ العموم. والسورة من أبكر ما نزل كما قلنا. وقد نزلت فيما نعتقد قبل أن ينشب حجاج ونضال بين النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه الأولين وبين الكفار. ومن المحتمل أن يكون أبو بكر فعل ما فعل بتأثير ما احتوته من حث وتنويه، وأن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في فعله مطابقة تامة للآيات فنوهوا به في مناسبتها، فكان هذا أصل الرواية.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.
وهذه الآيات معقبة على الآيات الأولى وفيها إنذار للسامعين الذين وجهت إليهم الدعوة بأسلوب تقريري بالنار المتوهجة للأشقياء الذين يكذبون الدعوة ويعرضون عنها. أما الذين يتقون الله بالإيمان والعمل الصالح ويعطون أموالهم زكاة ابتغاء وجه ربهم ورضائه، ودون أن يكون مقابلة لأحد له عليهم نعمة سابقة أو يد سالفة فيجنبونها، ويكون لهم من الله ما فيه رضاؤهم وطمأنينتهم.
وآيات السورة كسابقتها تماما من حيث هي عرض عام للدعوة وتبشير وإنذار بأسلوب آخر هو أيضا هادئ ورضين ورائع. وقد احتوت مثلها تلقينات جليلة. ففيها حث على تقوى الله بالإيمان والعمل الصالح والإنفاق في وجوه البر دون غاية من غايات الدنيا المألوفة وتنويه بجلال هذا العمل. وتلقين بأن المال إنما يفيد صاحبه إذا هو اتجه في طريق الصلاح والخير وأنفقه بسخاء في وجوه البر ابتغاء وجه الله. وأنه شر على صاحبه إذا أثار فيه الغرور والاعتداء وبخل به ولم ينتفع به غيره.
وقد جاءت الدعوة فيها إلى إعطاء المال زكاة بصراحة، وهذا يدعم ترجيحنا من أن تعبير ﴿ تزكى ﴾ في السورة السابقة قد قصد به زكاة المال.
وهكذا يتوالى في المجموعات القرآنية الأولى الحث على الإنفاق والزكاة وفعل الخير ابتغاء وجه الله ورضائه فحسب، والتنديد بالبخل والغرور بالغنى والمال والتمسك بأعراض الدنيا وشهواتها والإعراض عن الخير والبر، مما ينطوي فيه أن ذلك من أهم أ هداف ومبادئ الدعوة بعد الإيمان بالله واليوم الآخر وعبادة الله وحده. وفي هذا ما فيه من بالغ الروعة والجلال. فالمال من أعز الأشياء على أصحابه. والمعوزون أكثر من الميسورين دائما كما أن كل مشروع خيري وإصلاحي عام يحتاج إلى المال في أول ما يحتاج.
ولقد استعظم مفسرو الشيعة ما روي من أن الآيات [ ١٧- ٢١ ] في حق أبي بكر رضي الله عنه فنفوا ذلك وقالوا : إنها مع الآيات [ ٥- ٧ ] في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والهوى الحزبي بارز على هذا القول، وهذا مثال آخر من أمثلة كثيرة سوف نوردها في مناسباتها٢.