تفسير سورة البقرة

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة البقرة من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة البقرة (٢)
«الم» (١) سكّنت الألف واللام والميم، لأنه هجاء، ولا يدخل فى حروف الهجاء إعراب، قال أبو النّجم العجلىّ:
أقبلت من عند زياد كالخرف أجر رجلىّ بخط مختلف «١»
كأنما تكتّبان لام الف
فجزمه لانه هجاء، ومعنى «الم» : افتتاح، مبتدأ كلام، شعار للسورة.
«ذلِكَ الْكِتابُ» (٢) معناه: هذا القرآن وقد تخاطب العرب الشاهد فتظهر له مخاطبة الغائب.
قال خفاف بن ندبة السلمىّ، وهى أمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غربان العرب فى الجاهلية:
فان تك خيلى قد أصيب صميمها فعمدا على عين تيمّمت مالكا «٢»
(١) الأشطر فى المخصص ١٣/ ٤ والشنتمرى ٢/ ٣٥ وشواهد المغني ٢٦٧ والخزانة ١/ ٤٩ مع اختلاف الرواية.
(٢) خفاف: هو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد بن رياح، وهو أحد فرسان قيس وشعراءها المذكورين، مخضرم، نشأ فى الجاهلية وأدرك الإسلام وشهد فتح مكة، وكان معه لواء بنى سليم واللواء الآخر مع العباس بن مرداس وشهد حنينا والطائف وثبت على إسلامه فى الردة وبقي إلى زمن عمر بن الخطاب، له ترجمة فى الشعراء ١٩٦ والمؤتلف ١٠٨ والأغانى ١٦/ ١٣٤ والخزانة ٢/ ٤٧٢، وأما ندبة:
فهى أمه كان سباها الحارث بن الشريد حين أغار على بنى الحارث بن كعب فوهبها لابنه عمير فولدت له خفافا، وكانت امرأة سوداء. - والبيتان فى المراجع السابقة، والكامل ٥٦٩، والطبري ١/ ٧٤ والبيت الثاني فى الزجاج ١/ ٣١ ا، والقرطبي ١/ ١٣٦، واللسان، والتاج (صمم).
أقول له والرّمح يأطر متنه تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا
يعنى مالك بن حمّاد الشمخىّ، وصميم خيله: معاوية أخو خنساء، قتله دريد وهاشم ابنا حرمله المريّان. «١»
«لا رَيْبَ فِيهِ» (٢) لا شكّ فيه، وأنشدنى أبو عمرو الهذلىّ لساعدة بن جؤيّة الهذلىّ:
فقالوا تركنا الحىّ قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثمّ لحيم «٢»
أي قتيل، يقال: فلان قد لحم، أي قتل، وحصروا به: أي أطافوا به، لا ريب:
لا شكّ.
«هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» (٢) أي بيانا للمتقين.
«الْمُفْلِحُونَ» (٥) : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح، ومصدره الفلاح وهو البقاء، وكل خير، قال لبيد بن ربيعة:
(١) «يعنى... المريان» : الخبر فى الأغانى ١٦/ ١٣٤- ١٤١.
(٢) ساعدة بن جؤية: هو من بنى تميم بن سعد بن هذيل، مخضرم، ترجمته فى السمط ١١٥. - والبيت فى ديوان الهذليين ٢/ ٢٣٢ والطبري ١/ ٧٥ والصحاح واللسان والتاج (لحم).
29
نحلّ بلادا كلها حلّ قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير «١»
الفلاح أي البقاء، وقال عبيد بن الأبرص:
أفلح بما شئت فقد يدرك بالضّعف وقد يخدع الأريب «٢»
والفلاح فى موضع آخر: السّحور أيضا. وفى الاذان: حىّ على الفلاح وحىّ على الفلح جميعا والفلّاح الأكار، وانما اشتقّ من: يفلح الأرض أي يشقّها ويثيرها، «٣» ومن ذلك قولهم:
إنّ الحديد بالحديد يفلح «٤»
أي يفلق والفلاح هو المكاري فى قول ابن أحمر أيضا:
لها رطل تكيل الزيت فيه وفلّاح يسوق لها حمارا «٥»
(١) فى ديوانه ١/ ٨١. [.....]
(٢) ديوانه ٧- وشرح العشر ١٦١، والطبري ١/ ٨٣، والجمهرة ٢/ ١٧٧، والسمط ٣٢٧، واللسان، والتاج (فلح)، والقرطبي ١/ ١٥٨.
(٣) «والفلاح... يثيرها» : أنظر اللسان والتاج (فلح)
(٤) ذكره ابن دريد (٢/ ١٧٧) بغير عزو فى كلمة، آخرها:
حتى ترى جماجما تطوّح إن الحديد بالحديد يفلح
وهو فى الصحاح واللسان والتاج (فلح) والقرطبي ١/ ١٥٨ وقد ذهب مثلا، انظر الميداني ١/ ٨، والفرائد ١/ ١٨.
(٥) ابن أحمر: هو عمرو بن أحمر الباهلي، شاعر إسلامى يكنى أبا الخطاب، أنظر ترجمته فى المؤتلف ٣٧ والإصابة رقم ٦٤٦٦. - والبيت فى الجمهرة ٢/ ١٧٧ والزجاج ١/ ١٢ ب، واللسان والتاج (فلح).
30
فلّاح مكار، وقال لبيد:
اعقلى إن كنت لمّا تعقلى ولقد أفلح من كان عقل «١»
أي ظفر، وأصاب خيرا.
«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» (٦) : هذا كلام هو إخبار، خرج مخرج الاستفهام وليس هذا إلا فى ثلاثة مواضع، هذا أحدها، والثاني: ما أبالى أقبلت أم أدبرت، والثالث: ما أدرى أولّيت أم جاء فلان.
«خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ» (٧) : ثم انقطع النصب، فصار خبرا، فارتفعت «٢» فصار «غشاوة» كأنها فى التمثيل، قال: «وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ» أي غطاء، قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة:
تبعتك إذ عينى عليها غشاوة فلما أنجلت قطّعت نفسى ألومها «٣»
«يُخادِعُونَ» (٩) فى معنى يخدعون، ومعناها: يظهرون غير ما فى أنفسهم، ولا يكاد يجىء «يفاعل» إلّا من اثنين، إلا فى حروف هذا أحدها قوله:
«قاتَلَهُمُ اللَّهُ» (٩/ ٣١) »
معناها: قتلهم الله.
(١) ديوانه ٢/ ١٢- والإتقان والخزانة ٤/ ٦٩
(٢) «فارتفعت» : كذا فى الأصلين.
(٣) الحارث... المغيرة: بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، شاعر إسلامى، وهو من الشعراء المعدودين فى قريش، انظر أخباره فى الأغانى ٣/ ٣١١ (الدار) والبيت فى الطبري ١/ ٨٨، واللسان، والتاج (غشو).
(٤) «يخادعون... قاتلهم» : روى أبو على الفارسي تفسير أبى عبيدة هذا، فقال:
وقال أبو عبيدة: يخادعون الله يخدعون... وقال أبو عبيدة أيضا: يخادعون الله والذين آمنوا فيظهرون بما يستخفون خلافه... إلخ (الحجة- نسخة مراد منلا ١/ ١٦ آ)، وقال الطبري (١/ ٩١) : وقد كان بعض أهل النحو من أهل البصرة يقول: لا تكون المفاعلة إلا من شيئين، ولكنه إنما قيل يخادعون عند أنفسهم أن لا يعاقبوا... إلخ.
«فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» (١٠) أي شكّ ونفاق.
«عَذابٌ أَلِيمٌ» (١٠) أي موجع من الألم، وهو فى موضع مفعل، قال ذو الرمة:
ونرفع فى صدور شمر دلات يصكّ وجوهها وهج أليم «١»
الشّمردلة: الطويلة من كل شىء.
«الشياطين» (١٤) كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان. «٢»
«فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ» (١٥) : أي بغيهم وكفرهم، يقال: رجل عمه وعامه، أي جائر عن الحق، قال رؤبة:
ومهمه أطرافه فى مهمه أعمى الهدى بالجاهلين العمّه «٣»
«وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ» (١٧) ثم انقطع النصب،
وجاء الاستئناف: «صُمٌّ بُكْمٌ» (١٨)، قال النابغة:
(١) ديوانه ٥٩٢- والكامل ١١٤ والطبري ١/ ٩٤ والقرطبي ١/ ١٧٢ واللسان والتاج صدره فقط (شمردل).
(٢) «كل... شيطان» : هذا الكلام فى اللسان، وباختلاف يسير عند الراغب (شيطان).
(٣) من أرجوزة فى ديوانه ١٦٦- وهو فى الطبري ١/ ١٠٤ والسمط ٥٥ والقرطبي ١٣/ ١٥٥ واللسان والتاج (عمه) والعيني ٣/ ٣٤٥ وشواهد الكشاف ١٥١.
توهّمت آيات لها فعرفتها لستّة أعوام وذا العام سابع «١»
ثم استأنف فرفع فقال:
رماد ككحل العين لأيا أبينه ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع
«كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ» (١٩) معناه: كمطر، وتقديره تقدير سيّد من صاب يصوب، معناه: ينزل المطر، قال علقمة بن عبدة:
كأنهم صابت عليهم سحابة صواعقها لطيرهن دبيب «٢»
فلا تعدلى بينى وبين مغمّر سقتك روايا المزن حيث تصوب
وقال رجل من عبد القيس، جاهلى، يمدح بعض الملوك:
ولست لانسىّ ولكن لملأك تنزّل من جوّ السماء يصوب «٣»
(١) ديوانه من الستة ١٨- والبيت الأول فى الكتاب ١/ ٢٢١ والشنتمرى ١/ ٢٦٠ وشواهد الكشاف ١٧٦ ومع الثاني فى العيني ٣/ ٤٠٦ والخزانة ١/ ٤٢٩.
(٢) البيت الأول هو الرابع والثلاثون والثاني هو الخامس من القصيدة الموجودة فى ديوانه من الستة ص ١٠٥- ١٠٧ وهما معا فى الطبري ١/ ١١٤، والأول فى اللسان والتاج (صوب) والثاني فقط فى القرطبي ١/ ١٨٦.
(٣) قد اختلفوا فى نسبة هذا البيت، قال العيني ٤/ ٥٢٤: قائله رجل من عبد القيس يمدح به النعمان بن المنذر، وقيل قائله هو أبو وجزة، يمدح به عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما، ويقال قائله علقمة بن عبدة... إلخ. وأنشده سيبويه من غير عزو ٢/ ٤٢٠ ونسبه الأعلم (٢/ ٣٧٩) إلى علقمة، والبيت فى الطبري ١/ ١١٣ والاشتقاق ١٧ وابن الشجري ٢/ ٢٠ والقرطبي ٩/ ١٨٣ والصحاح واللسان والتاج (صوب) وشواهد الكشاف ٣٥. [.....]
«الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً» (٢٢) أي مهادا ذللها لكم فصارت مهادا.
«فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً» (٢٢) «١» واحدها ندّ، معناها: أضداد، قال حسّان:
أتهجوه ولست له بندّ فشرّكما لخيركما الفداء «٢»
«فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» (٢٣) أي من مثل القرآن، وإنما سمّيت سورة لأنها مقطوعة من الأخرى. وسمّى القرآن قرآنا لجماعة السور.
«وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ» (٢٤) : حطبها الناس، والوقود مضموم الأول التلهب.
«وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً» (٢٥) أي يشبه بعضه بعضا، وليس من الاشتباه عليك، ولا مما يشكل عليك.
«وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ» (٢٥) واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء.
«وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ» (٢/ ٣٥).
«لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً» (٢٦) معناها: أن يضرب
(١) «أندادا... أضداد» قال ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ١٣٢: قد تقدم تفسير الأنداد فى أوائل هذه السورة، وتفسير الأنداد بالأضداد لابى عبيدة، وهو تفسير باللازم. وقال أبو حاتم فى الأضداد ١٠٦: اجتمعت العرب على أن ند الشيء مثله وشبهه وعدله، ولا أعلمهم اختلفوا فى ذلك... وكثير من العرب يجعلون الند أيضا للجمع والعدل والضد... إلخ.
(٢) البيت فى ديوانه ٨ وهو من قصيدة يخاطب بها أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ويهجوه، والخبر مع البيت فى السيرة (جوتنجن) ٨٣٠، وبحاشية الروض ٢/ ٢٨١ وهو فى الشعراء ١٧٣ والطبري ١/ ١٥٥ والسمط ٣٥٣ والاقتضاب ٣٠٠ والقرطبي ١/ ١٩٨ واللسان والتاج (ندد)
مثلا بعوضة، «ما» توكيد للكلام من حروف الزوائد، قال النابغة الذبياني:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا ونصفه فقد «١»
أي حسب، و «ما» هاهنا حشو.
قال: «٢» وسأل يونس رؤبة عن قول الله تعالى «ما بَعُوضَةً»، فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين فى الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعا:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا ونصفه فقد (٤٢)
«فَما فَوْقَها» (٢٦) : فما دونها «٣» فى الصغر.
«وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ» (٣٠) : الهمزة فيها مجتلبة، لأن واحدها ملك بغير همزة، قال الشاعر فهمز:
ولست لإنسىّ ولكن لملأك تنزّل من جوّ السماء يصوب (٤٠)
«أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها» (٣٠) جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربّها، وقد قال تبارك وتعالى: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» (٣٠) ولكن معناها معنى الإيجاب: أي انك ستفعل. وقال جرير، فأوجب ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان:
(١) ديوانه من الستة ص ٧، شرح العشر ١٥٥ والكتاب ١/ ٢٣٤ والاقتضاب ٣٤ والشنتمرى ١/ ٢٨٢ والعيني ٢/ ٢٥٤ والخزانة ٤/ ٢٩٧.
(٢) «قال» : القائل هو أبو عبيدة.
(٣) فما دونها: قال ابن قتيبة فى أدب الكاتب ٢٣٣ فى كلامه على آية «إِنَّ اللَّهَ...
فَما فَوْقَها»
فما دونها، هذا قول أبى عبيدة، وقال الفراء: فما فوقها يعنى الذباب والعنكبوت انتهى. وقول الفراء هذا فى معانى القرآن (٤ آنسخة بغداد لى وهبى).
ألستم خير من ركب المطايا... وأندى العالمين بطون راح «١»
وتقول وأنت تضرب الغلام على الذنب: ألست الفاعل كذا؟ ليس باستفهام ولكن تقرير.
«نُقَدِّسُ لَكَ» (٣٠) نطهّر، التقديس: التطهير.
و «نُسَبِّحُ» (٣٠) نصلىّ، تقول: قد فرغت من سبحتى، أي من صلاتى.
«وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها» (٣١) اسماء الخلق، «ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ» (٣١) أي عرض الخلق.
«سُبْحانَكَ» (٣٢) تنزيه للرب، وتبرؤ، قال الأعشى تبرءا وتكذيبا لفخر علقمة:
أقول لمّا جاءنى فخره... سبحان من علقمة الفاخر «٢»
«وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا» (٣٤) معناه: وقلنا للملائكة، وإذ من «٣»
(١) ديوانه ٩٧- والطبري ٢١/ ١٠ والأغانى ٧/ ٦٧ وشواهد المغني ١٥.
(٢) : ديوانه ١٠٦، الكتاب ١/ ١٣٥- والجهرة ١/ ٢٢٩ والشبنتمرى ١/ ١٦٣ والراغب والأساس واللسان والتاج (سبح)، والقرطبي ١/ ٢٣٦ والخزانة ٢/ ٤١ وغيرهم. - علقمة: هو علقمة بن علاثة، صحابى، قدم على رسول الله عليه السلام وهو شيخ فأسلم وبايع وروى حديثا واحدا واستعمله عمر بن الخطاب على حوران فمات بها. انظر ترجمته وخبره مع الأعشى فى الأغانى ١٥/ ٥٥ والخزانة ٢/ ٤٢- ٤٤
(٣) «وإذ من... إلخ» : قال القرطبي ١/ ٢٢٤ فى تفسير الآية: وقال معمر ابن المثنى «إذ» زائدة والتقدير: وقال ربك، واستشهد بقول الأسود بن يعفر...
وأنكره الزجاج والنحاس وجميع المفسرين، قال النحاس: هذا خطأ لأن «إذ» اسم وهى ظرف زمان ليس مما يزاد، وقال الزجاج هذا اجتراء من أبى عبيدة، وقال الطبري:
(١/ ١٠٥) زعم بعض المنسوبين إلى العلم بلغات العرب من أهل البصرة: أن تأويل «وإذ قال»، وأن «إذ» من حروف الزوائد، وإن معناها الحذف وأعتل لقوله الذي... إلخ.
36
حروف الزوائد، وقال الأسود بن يغفر:
فإذا وذلك لا مهاه لذكره والدهر يعقب صالحا بفساد «١»
ومعناها: وذلك لا مهاه لذكره، لا طعم ولا فضل وقال عبد مناف بن ربع الهذلىّ وهو آخر قصيدة:
حتى إذا أسلكوهم فى قتائدة شلّا كما تطرد الجمّالة الشردا «٢»
معناه: حتى أسلكوهم
(١) : الأسود بن يعفر: ابن عبد الأسود جاهلى، من بنى نهشل بن دارم وكان أعشى. أخباره فى الأغانى ١١/ ١٢٩ وشرح المفضليات ٤٤٥ والخزانة ١/ ١٩٠. -
والبيت فى ديوانه ملحق ديوان الأعشى ٢٩٨ وفى القصيدة المفضلية ٤٤٥/ ٤٥٧ وهو فى الطبري ١/ ١٥٠ والقرطبي ١/ ٢٢٤ واللسان (مهه)
(٢) عبد مناف: له خبر فى الخزانة ٣/ ١٧٣. - والبيت فى ديوان الهذليين ٢/ ٤٢- والشعراء ٤٠٢ والطبري ١٤/ ٧، ١٨/ ١٢ والجمهرة ٢/ ٩ والاقتضاب ٤٠٣ والقرطبي ١٢/ ١١٩ ومعجم البلدان (قتائدة) واللسان والتاج (قتد) والخزانة ٣/ ١٧٠، ١٨٢.
قال ابن دريد: وأجاز أبو عبيدة «سلكت وأسلكت» واحتج بقول الهذلي...
قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: هذا مكفوف عن خبره لأن هذا البيت آخر القصيدة.
وقال ابن السيد فى معنى البيت: وصف قوما هزموا حتى ألجئوا إلى الدخول فى قتائدة وهى ثنية ضيقة، وقال الأصمعى: كل ثنية قتائدة، الإسلاك الإدخال، والشل: الطرد والجمالة أصحاب الجمال، قال أبو عبيدة: إذ زائدة فلذلك لم يأت لها جواب، وذهب الأصمعى إلى أن الجواب محذوف... إلخ.
37
«فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» (٣٤) نصب إبليس على استثناء قليل من كثير، ولم يصرف إبليس لأنه أعجمى.
«وَقُلْنا يا آدَمُ» (٣٥) هذا شىء تكلمت به العرب، تتكلم بالواحد على لفظ الجميع.
«وَكُلا مِنْها رَغَداً» (٣٥) الرغد: الكثير الذي لا يعنّيك من ماء أو عيش أو كلأ أو مال، يقال: قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، «١» قال الأعشى:
زبدا بمصر يوم يسقى أهلها... رغدا تفجّره النبيط خلالها «٢»
«فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ» (٣٦) أي استزلهما.
«وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» (٣٦) إلى غاية ووقت.
«فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ» (٣٧) أي قبلها وأخذها عنه، قال أبو مهدى، «٣» وتلا علينا آية فقال: تلقيتها من عمّى، تلقّاها عن أبى هريرة، تلقّاها عن النبي عليه السلام.
(١) «رغدا... واسعا» : وفى البخاري: رغدا واسعا كثيرا، وقال ابن حجر:
هو من تفسير أبى عبيدة قال: الرغد الكثير الذي... كثيرا. انظر فتح الباري ٨/ ١٢٥.
(٢) : ديوانه ٢٤ من قصيدة يمدح الأعشى بها قيس بن معدى كرب الكندي
(٣) أبو مهدى: هو أحد فصحاء الأعراب. أنظر لسان الميزان ٦/ ٤٤٣.
«إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ» (٣٣) أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس: الذي يتوب من الذنب.
«وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ» (٤٥) العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره: الذي يلى الفعل، قال عمرو بن امرى، القيس من الخزرج:
نحن بما عندنا وأنت بما... عندك راض والرأى مختلف «١»
الخبر للآخر وفى القرآن مما جعل معناه على الأول قوله: «وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» (٦٢/ ١١)، «الخاشعون» (٤٥) المخبتون المتواضعون.
«الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ» (٤٦) معناها: يوقنون، فالظن على وجهين: يقين، وشك قال دريد بن الصّمّة: «٢»
(١) عمرو بن امرئ القيس: من بنى الحارث بن الخزرج، جاهلى ترجمته عند المرزباني ٢٣٣، - والبيت من الأبيات المختلف فى عزوها، نسبه أبو عبيدة إلى عمرو بن امرئ القيس، وسيبويه ١/ ٢٩ إلى قيس بن الخطيم، قال العيني ١/ ٢٢٨:
قائله قيس بن الخطيم... وقال ابن هشام: قائله عمرو بن امرئ القيس الأنصاري، وكذا قال ابن برى، وقد ورد البيت فى ملحق ديوان قيس ابن الخطيم من رقم ١٤ وفى الطبري ١٠/ ٧٦ والمرزباني ٢٣٣ وابن الشجري ١/ ٣٣ والشنتمرى ١/ ٣٨ والقرطبي ٨/ ١٢٨ والمعاهد ١/ ٩٠. [.....]
(٢) دريد بن الصمة: ابن عبد الله بن الطفيل بن مرة بن هبيرة عامر بن سلمة، شاعر، إسلامى، بدوي مقل من شعراء الدولة الأموية. له ترجمة فى المؤتلف ١٤٤ والأغانى ٥/ ١٢٤. - والبيتان من قصيدة فى الاصمعيات ٢٣ والحماسة ٢/ ٣٠٥- ٣٠٦ والأغانى ٩/ ٤ وجمهرة الأشعار ١١٧، والطبري ١/ ٢٠٠ والقرطبي ١/ ٣٢١ وأسرار العربية ٦٤ واللسان (ظنن)
فقلت لهم ظنّوا بألفى مدجّج سراتهم فى الفارسىّ المسرّد
ظنّوا أي أيقنوا:
فلما عصونى كنت منهم وقد أرى غوايتهم واننى غير مهتد
أي حيث تابعتهم وجعله يقينا.
«يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ» (٤٩) [يولونكم أشدّ العذاب]. «١»
«وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ» (٤٩) أي ما ابتليتم من شدة، وفى موضع آخر: البلاء الابتلاء، يقال: الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من يلوته، ويقال: له عندى بلاء عظيم أي نعمة ويد، وهذا من: ابتليته خيرا.
«آلَ فِرْعَوْنَ» (٥٠) قومه وأهل دينه، ومثلها: «أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ» (٤٠/ ٤٦).
«آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ» (٥٣) أي التوراة. «وَالْفُرْقانَ» (٥٣) ما فرّق بين الحق والباطل.
(١) «يولونكم... العذاب» : لم يثبت فى النسخ التي بيدي تفسير لهذه الآية ويروى ابن مطرف فى القرطين ١/ ٣٩ والقرطبي ١/ ٣٢٧ أنه فسر الآية هكذا. وفى البخاري: وقال غيره (أي أبى العالية) : يسومونكم يولونكم، قال ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ١٢٣: والغير المذكور هو أبو عبيد القاسم بن سلام ذكره كذلك فى الغريب المصنف، وكذا قال أبو عبيدة معمر بن المثنى فى المجاز.
«وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ» (٥٤)، معناها: وقال موسى لقومه.
«بارِئِكُمْ» (٥٤) : خالقكم من برأت.
«الْمَنَّ» (٥٧) شىء كان يسقط فى السّحر على شجرهم فيجبتنونه حلوا يأكلونه.
«وَالسَّلْوى» (٥٧) : طائر [بعينه، وهو الذي سمّاه المولّدون سمانى].
«وَقُولُوا حِطَّةٌ» (٥٨) رفع، وهى مصدر من حطّ عنا ذنوبنا تقديره مدّة من مددت، حكاية أي قولوا: هذا الكلام، فلذلك رفع. «١»
«الرجز» (٥٩) : العذاب.
«وَلا تَعْثَوْا» (٦٠) : أي لا تفسدوا، من عثيت تعثى عثوّا، وعثا يعثوا عثوا وهو أشدّ الفساد.
[ «وَفُومِها» ] (٦١) : الفوم: الحنطة، «٢» وقالوا: هو الخبز.
(١) «قولوا... رفع» : قابل هذا الكلام بما نقله الطبري ١/ ٢٣٠ عن بعض نجاة أهل البصرة.
(٢) «الفوم... فومتان» : قال ابن دريد الفوم الحنطة والله أعلم وأزد... فوما وهكذا قال أبو عبيدة فى كتاب المجاز وأنشد، وقال... فومتان، فخفف الهاء غير مشبع، هكذا لغته (الجمهرة ٣/ ١٦٠). وهذا الكلام فى اللسان (فوم) أيضا وفيه: والهاء فى قوله بكفه غير مشبعة، وقال اليزيدي فى غريب القرآن له (٢ آ) :
الفوم الزرع أو الحنطة والسنبل هكذا قال أبو عبيدة، وأنشد وقال: البيت.
«اهْبِطُوا مِصْراً» (٦١) من الأمصار لأنهم كانوا فى تيه. قالوا:
اثنى عشر فرسخا فى ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلّا أن الله ظلّل عليهم بالغمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوى، وفجّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فاذا نزلوا وضعوا الحجر فبجس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المقدس إلى قنّسرين. «١»
«الذِّلَّةُ» (٦١) : الصّغار «وَالْمَسْكَنَةُ» (٦١) : مصدر المسكين، يقال:
ما فى بنى فلان أسكن من فلان أي أفقر منه.
«باؤُ بِغَضَبٍ» (٦١) : أي احتملوه.
«الَّذِينَ هادُوا» (٦٢) أي الذين تابوا ممن تهوّد (؟) أي هدنا إلى ربنا.
(١) قنسرين: انظر معجم البلدان ٤/ ١٨٤.
«وَالصَّابِئِينَ» (٦٢) : يقال: صبأت من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها.
[ويقال صبأت ثنية إذا طلعتها]
«الطُّورَ» (٦٣) جبل، كان رفع عليهم حيث قيل لهم: «قُولُوا حِطَّةٌ» (٥٨).
«خاسِئِينَ» (٦٥) : مبعدين، «١» يقال: خسأته عنى وخسأت الكلب، باعدته وخسأ الرجل، إذا تباعد.
«إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ» (٦٨) : لا فارض: مسنّة، ولا بكر: صغيرة.
«بَيْنَ ذلِكَ» (٦٨) : والعرب تقول: لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك فمجاز هذه الآية: بين هذا الوصف، ولذلك قال: بين ذلك، وقال رؤبة:
فيها خطوط من سواد وبلق «٢»
فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال:
كأنه فى الجلد توليع البهق
(١) مبعدين: كذا فى الجمهرة ٣/ ٢٣٧.
(٢) ديوانه ١٠٤- مجالس ثعلب ٤٤٣ والسمط ١٧٤ والقرطبي ١٣/ ٣١٢ واللسان (بهق) وشواهد الكشاف ٣٢٣
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل: كأنهما، فقال: كأنّ ذاك ويلك توليع البهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال:
يحسبن شاما أو رقاعا من بنق «١»
جماعة شأمة.
«بَقَرَةٌ صَفْراءُ» (٦٩) إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، «٢» كقوله:
«جِمالَتٌ صُفْرٌ» (٧٧/ ٣٣) أي سود.
«فاقِعٌ لَوْنُها» (٦٩) أي ناصع.
«إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها» (٧١) أي لون سوى لون جميع جلدها.
«قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» (٧٣) أي الآن تبيّنا ذلك، ولم تزل جائيا بالحق.
(١) «قال... بنق» : نقل هذا الكلام عن أبى عبيدة باختلاف يسير فى مجالس ثعلب ٤٤٤ والسمط ١٧٤، والقرطبي ١٣/ ٣١٤.
(٢) «صفراء... سوداء» : كذا فى غريب القرآن لأبى بكر السجستاني ١٠٩- ١١٠ والبخاري، أنظر فتح الباري ٨/ ١٢٣. «صفراء» من الأضداد. انظر الأضداد لأبى حاتم السجستاني ١٠٢. فاقع: ناصع: مثله فى غريب القرآن لأبى بكر السجستاني ١٠٩.
«فَادَّارَأْتُمْ فِيها» (٧٢) : اختلفتم فيها من التدارئ والدرء.
«فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها»
(٧٣) : أي اضربوا القتيل ببعضها، ببعض البقرة.
«وَيُرِيكُمْ آياتِهِ»
(٧٣) : أي عجائبه، ويقال: فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال: اجعل بينى وبينك آية أي علامة، وآيات:
بينات، أي علامات وحجج، والآية من القرآن: كلام متصل إلى انقطاعه.
«قَسَتْ قُلُوبُكُمْ» (٧٤) أي جفت، والقاسي: الجافي اليابس.
«أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ» (٧٦) : أي بما منّ الله عليكم، وأعطاكم دونهم.
«أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً» (٨٠) : أي وعدا، والميثاق: العهد يوثق له.
[ «لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ» ] (٨٤) : سفك دمه: أي صبّ دمه كما يسفح نحي السمن يهريقه.
«وَقَفَّيْنا» (٨٧) : أي أردفنا، من يقفوه.
«وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» (٨٧) أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
من أن تبدّلت بآدى آدا «١»
«وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ» (٥١/ ٤٧) أي: بقوة.
«قُلُوبُنا غُلْفٌ» (٨٨) :«٢» كل شىء فى غلاف، ويقال: سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يختتن.
[ «قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ» (٤١/ ٥) : أي فى أغطية واحدها كنان، قال عمر بن أبى ربيعة:
تحت عين كنانها... ظلّ برد مرحّل] «٣»
«لَعَنَهُمُ اللَّهُ» (٨٨) : أي أطردهم وأبعدهم، قالوا: ذئب لعين، أي مطرود مبعد، وقال الشّماخ:
ذعرت به القطا ونفيت عنه... مقام الذئب كالرجل اللّعين «٤»
يريد: مقام الذئب اللعين كالرجل.
(١) : ديوانه ٧٦ والطبري ١/ ٣٠٥ واللسان والتاج (أيد)
(٢) «غلف... إلخ» : فأما الذين قرؤوها بسكون اللام وتخفيفها فإنهم أولوها:
أنهم قالوا قلوبنا فى أكنة وأغطية، «والغلف» على قراءة هؤلاء: جمع أغلف وهو الذي فى غلاف وغطاء، كما يقال للرجل الذي لم يختتن: أغلف والمرأة غلفاء وكما يقال للسيف إذا كان فى غلافه: سيف أغلف، وقوس غلفاء (الطبري ١/ ٣٦)
(٣) : لم أجده فى ديوان عمر بن أبى ربيعة وهو فى اللسان (كنن) من كلمة له.
(٤) فى ديوانه ٩٢ والطبري ١/ ٣٠٨ والجمهرة ٢/ ١٣٩ والقرطبي ٢/ ٢٥ واللسان والتاج (لعن) والخزانة ٢/ ٢٢٣ وشواهد الكشاف ٣٢٢.
«يَسْتَفْتِحُونَ» (٨٩) : يستنصرون. «١»
«وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ» (٩١) : أي بما بعده.
«وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ» (٩٣) : سقوه حتى غلب عليهم مجازه مجاز المختصر أشربوا فى قلوبهم العجل: حبّ العجل، وفى القرآن: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (١٢/ ٨٢)، مجازها: أهل القرية، وقال النابغة الذبياني:
كأنك من جمال بنى أقيش يقعقع خلف رجليه بشنّ «٢»
أقيش: حى من الجن، «٣» أضمر جملا يقعقع خلف رجليه بشن، وقال الأسدىّ:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب «٤»
أضمر التي شاب قرناها وقال أبو أسلم، «٥» وأوتى بطعام قبل طعام، فقال:
(١) «يَسْتَفْتِحُونَ يستنصرون» : قال البخاري: وقال غيره: يستفتحون... إلخ.
قال ابن حجر: هو تفسير أبى عبيدة، وروى مثله الطبري من طريق العوفى عن ابن عباس ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: أي يستظهرون (٨/ ١٢٤). [.....]
(٢) فى ديوانه من الستة ٣٠، وفى الكتاب ١/ ٣٢٧- والكامل ٢١٩، والطبري ٥/ ٧٠، والشنتمرى ١/ ٣٧٥، واللسان والناج (قعقع) والعيني ٤/ ٦٨، والخزانة، ٢/ ٣١٢.
(٣) «أقيش... الجن» : كذا نقله البغدادي عن ابن الكلبي، وقال المبرد: أقيش حى من عكل، أقيش بن عبيد بن كعب بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
(٤) فى الكتاب ١/ ٢٢١، والكامل ٢١٧، والشنتمرى ١/ ٢٥٩، ٢/ ٦٥ واللسان (قرن).
(٥) أبو أسلم: ولم أقف على ترجمته.
الذي قبل أطيب.
«بِمُزَحْزِحِهِ» (٩٦) بمبعده.
«مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» (٩٧) أي لما كان قبله.
«نَبَذَ فَرِيقٌ» (١٠١) أي بعض نبذه: تركه، وقال أبو الأسود الدّؤلىّ، قال أبو عبيدة: أخذ من الدألان، واختار الدّؤلى:
نظرت إلى عنوانه فنبذته... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا «١»
«فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ» (١٠٢) : من نصيب خير.
«وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ» (١٠٢) أي تتبّع (؟)، وتتلو: تحكى وتكلم به كما تقول: يتلو كتاب الله أي يقرؤه.
«وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ» (١٠٢) أي: باعوا به أنفسهم، وقال ابن مفرّغ الحميرىّ:
وشريت بردا ليتنى... من بعد برد كنت هامه «٢»
أي بعته.
(١) : لم أجد البيت فى القسم المطبوع من ديوانه وهو فى الطبري ١/ ٣٣٣، والقرطبي مع بيت قبله (٢/ ٤٠).
(٢) ابن مفرغ: هو يزيد بن ربيعة بن مفرغ، شاعر إسلامى، ولقب جده مفرغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه فشربه حتى فرغ فلقب مفرغا، ويكنى أبا عثمان وهو من حمير، أنظر أخباره فى الأغانى ١٧/ ٥١- ٧٢. - والبيت فى الأضداد لابن السكيت ١٨٥، والكامل ٢١١، والأمالى الصغرى للزجاجى ٣٠، والأغانى ١٧/ ٥٥، واللسان، والتاج (شرى) والخزانة ٢/ ٢١٢، وشواهد الكشاف ٢٧٢، ٣٢٥.
«لَمَثُوبَةٌ» (١٠٢) : من الثواب.
«راعِنا» (١٠٤) : من راعيت إذا لم تنوّن، ومن نوّن جعلها كلمة نهوا عنها راعيت: حافظت وتعاهدت.
«أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ» (١٠٥)، قال أبو ذؤيب:
جزيتك ضعف الحب لما استثبته وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى «١»
أي أحد قبلى، [استثبته: استغللته].
«ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ» (١٠٦) أي: ننسخها بآية أخرى، / «أَوْ نُنْسِها» «٢» من النّسيان: [نذهب بها]، ومن همزها جعلها من نؤخرها [من التأخير، ومن قال: ننسوها كان مجازها تمضيها، وقال جرير:
ولا أنسأتكم غضبى «٣» ونسأت الناقة: سقتها، وقال طرفة:
(١) ديوان الهذليين ١/ ٣٥.
(٢) «أو ننسها» : قرأ أبو عمرو بالهمزة مع فتح النون والسين والباقون بغير همز مع ضم النون وكسر السين (الداني ٧٦).
(٣) تكملة البيت:
لولا عظام طريف ما غفرت لكم يومى بأود ولا أنسأتكم غضبى
فى ديوانه ٤٩.
وعنس كألواح الإران نسأتها... على لاحب كأنه ظهر برجد «١»
يعنى أنه يسوقها ويمضيها].
«نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها» (١٠٦) أي نأتيك منها بخير.
«سَواءَ السَّبِيلِ» (١٠٨) أي وسطه، قال عيسى بن عمر: «٢» ما زلت أكتب حتى انقطع سوائى: أي وسطى، «٣» وقال حسّان بن ثابت يرثى عثمان بن عفّان:
يا ويح أنصار النبي ونسله... بعد المغيّب فى سواء الملحد «٤»
«فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا» (١٠٩) عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالهجرة والقتال فكل أمر نهى عنه عن مجاهدة الكفار فهو قبل أن يؤمر بالقتال، «٥» وهو مكى.
(١) البيت: هو الثاني عشر من معلقته وفى ديوانه من الستة ٥٥- وشرح العشر ٣٣ وجمهرة الأشعار ٨٤ واللسان (أرن).
(٢) عيسى بن عمر: الثقفي، وكنيته أبو سليمان، ويقال «أبو عمر» وكان ثقة عالما بالعربية والنحو والقراءة ومات سنة ١٤٩ فى خلافة المنصور. أنظر ترجمته فى نزهة الألباء ٢٥- ٣١ والإرشاد ١٦/ ١٤٦- ١٥٠ والبغية ٢٧٠.
(٣) «قال... وسطى» : هذا الكلام فى الطبري ٣٦٧ وقال القرطبي: (٢/ ٧٠) قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ومنه قوله: «فِي سَواءِ الْجَحِيمِ» وحكى عيسى... إلخ.
(٤) ديوانه ٩٨- والكامل ٧٠٨ والطبري ١/ ٣٦٨ والقرطبي ٢/ ٧٠ واللسان (سوى).
(٥) «كل... بالقتال» التي وردت فى الفروق: رواها القرطبي (٢/ ٧٢) عن أبى عبيدة. [.....]
«وَآتُوا الزَّكاةَ» (١١٠) أي أعطوا.
«بُرْهانَكُمْ» (١١١) بيانكم وحجتكم.
«بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ» (١١٢) ذهب إلى لفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع.
«وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» (١١٢) (؟)
«يَتْلُونَ الْكِتابَ» (١١٣) : يقرؤنه.
«وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ» (١١٥) : ما بين قطرى المغرب وما بين قطرى المشرق، والمشارق والمغارب فيهما: فهو مشرق كلّ يوم تطلع فيه الشمس من مكان لا تعود فيه إلى قابل، «١» والمشرقين والمغربين: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، وكذلك مغربهما، «٢» [القطر والقتر والحدّ والتّخوم واحد].
«إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ» (١١٥) أي جوا يسع لما يسأل.
«قانِتُونَ» (١١٦) «٣» كل مقرّ بأنه عبد له قانتات: مطيعات.
(١) إلى قابل: وفى الطبري «إلى الحول الذي بعده».
(٢) «وما بين... مغربهما» : هذا الكلام فى الطبري ١/ ٣٧٨ باختلاف يسير.
(٣) قانتون: قال أبو بكر السجستاني فى غريب القرآن (١٤٠) : أي مطيعون، وقيل مقرون بالعبودية... إلخ.
«بَدِيعُ» (١١٧) : مبتدع، وهو البادئ الذي بدأها.
«وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (١١٧) أي أحكم أمرا، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السّوابغ تبّع «١»
أي أحكم عملهما، فرفع «فيكون» لأنه ليس عطفا على الأول، ولا فيه شريطة فيجازى، إنما يخبر أن الله تبارك وتعالى إذا قال: كن، كان.
«لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ» (١١٨) : هلّا يكلمنا الله، وقال الأشهب ابن رميلة:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم بنى ضوطرى لولا الكمي المقنّعا «٢»
(١) ديوان الهذليين ١٩- من قصيدة مفضلية (٨٧٨) وهو عند الطبري ١/ ٣٨٣، ١١/ ٥٨، والقرطي ٢/ ٨٧، ١٤/ ٢٨٩، واللسان والتاج (تبع، قضى)
(٢) الأشهب بن رميلة: يكنى أبا ثور، شاعر مخضرم أخباره فى الأغانى ٨/ ١٥٣، وانظر ابن عساكر ٣/ ٨٠ والعيني ١/ ٤٨٢، والخزانة ٢/ ٥٠٩. -
والبيت: لجرير من قصيدة يهجو بها الفرزدق وهو فى ديوانه ٣٣٨ وقد نسبه أبو عبيدة فى النقائض (٨٣٣) له، أسند هنا للأشهب وتبعه كثير من الناس، كالطبرى ١/ ٣٨٦، ٧/ ١١٠ والقرطبي ٢/ ٩١، ونسبه صاحب اللسان والتاج للفرزدق (ضطر)، وانظر الكامل ١٦٣ وشواهد المغني ٢٢٩ والخزانة ١/ ٤٦١، ٤/ ٤٩٤.
يقول: هلّا تعدّون الكمىّ المقنّعا، [يقال رجل ضوطرى وامرأة ضوطرة:
أي ضخمة كثيرة الشحم ومثله ضيطار].
«حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ» (١٢٠) أي دينهم، والملل: الأديان.
«يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ» (١٢١) أي يحلّون حلاله، ويحرّمون حرامه.
«وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» (١٢١) وقع على الجميع.
«لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً» (١٢٣) أي لا تغنى. «١»
«وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ» (١٢٣) : أي مثل، [يقال: هذا عدل هذا والعدل الفريضة، والصّرف النافلة وقال أبو عبيدة: العدل «٢» المثل والصّرف المثل، والعدل الفداء، قال الله تبارك وتعالى: «وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ» (٦/ ٧٠) ].
(١) «لا نجزى... لا تغنى» : وفى البخاري: لا تجرى لا تغنى، قال ابن حجر:
(٨/ ١٢٤) هو قول أبى عبيدة فى قوله تعالى «تَجْزِي نَفْسٌ شَيْئاً» أي لا تغنى.
(٢) العدل: قال ابن دريد فى الجمهرة ٢/ ٢٨١: والعدل من قولهم: الصرف والعدل، قالوا: العدل الفريضة، والصرف النافلة، وقال قوم: العدل ضد الجور، وعدلت الشيء بالشيء، إذا جعلته بوزنه.
«وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ» (١٢٤) أي اختبره.
«مَثابَةً» (١٢٥) مصدر «يثوبون إليه» أي يصيرون إليه. «١»
[ «وَالْعاكِفِينَ» ] (١٢٥) : العاكف أي المقيم.
والركّع السّجود (١٢٥) : الذين يركعون ويسجدون [والراكع العاثر من الدواب قال الشاعر:
على قرواء تركع فى الظّراب «٢»
الظراب: الجبال الصغار قال لبيد:
أخبر أخبار القرون التي مضت أدبّ كأنّى كلما قمت راكع] «٣»
«قواعد البيت» (١٢٧) : أساسه، «٤» مخفف، والجميع أسس، وجماع
(١) «مثابة... يصيرون إليه» : رواه ابن حجر (٨/ ١٢٨) عن أبى عبيدة، وقال:
ومراده بالمصدر اسم المصدر، وقال غيره: هو اسم مكان.
(٢) هو عجز بيت لبشر بن أبى حازم الأسدى، حسبما فى الجمهرة (٢/ ٣٨٥) وصدره:
وأفلت حاجب فوت العوالي وورد فى الأساس واللسان والتاج (ركع) بغير عزو. قال ابن دريد: قوله تركع أي تكبو على وجهها، والظراب جمع ظرب وهو ارتفاع من الأرض لا يبلغ أن يكون جبلا.
(٣) : ديوانه ١/ ٣٦- والمعمرين ٦١، والشعراء ١٥٢، والأغانى ١٤/ ٩٦، ١٣٤ واللسان والتاج (ركع).
(٤) «قواعد... أساسه» : رواه ابن حجر (٨/ ١٢٩) عن أبى عبيدة.
الأسّ إذا ضممته آساس، تقديره: أفعال [ «وَالْقَواعِدُ» : الواحد من قواعد البيت قاعدة. والواحدة من قواعد النسا قاعدة، وقاعد أكثر، قال الكميت ابن زيد:
فى ذروة من يفاع أوّلهم... زانت عواليها قواعدها ٦٦
وقال أيضا:
وعادية من بناء الملوك... تمتّ قواعد منها وسورا] ٦٧
واحدها قاعدة.
«يَرْفَعُ» (١٢٧) أي يبنى.
«وَأَرِنا مَناسِكَنا» (١٢٨) أي علّمنا، قال حطائط بن يعفر:
أرينى جوادا مات هزلا لأننى... أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا «١»
[لأننى بفتح اللام]، أراد: دلّينى ولم يرد رؤية العين، ومعنى «لأننى» لعلنى.
(١) حطائط: هو أخو الأسود بن يعفر، ترجمته مع ترجمة أخيه فى الشعراء ١٣٤ والأغانى ١١/ ١٢٩. - والبيت من الأبيات التي اختلف اختلافا قديما فى عزوها، نسبه إلى حطائط أبو تمام (الحماسة ٤/ ٢٥٤) وابن قتيبة فى العيون ٣/ ١٨١، ونسبه فى الشعراء، (١٣٩) مرة له ومرة (١٢٩) إلى حاتم الطائي، ونسبه ابن السكيت فى القلب والإبدال ٢٣ والأصفهانى فى الأغانى ١١/ ١٣٣ إلى حطائط. وقال الجوهري (أنن) : أنشده أبو زيد لحاتم، قال: وهو الصحيح وقد وجدته فى شعر معن بن أوس المزني. وقال العيني (١/ ٣٢٩) : أقول قائله هو حاتم بن عدى الطائي، كذا قالت جماعة من النحاة... نعم البيت ثابت فى قصيدة لحاتم فى ديوانه صنع ابن الكلبي ٢٦، من الممكن أن بعضهم أخذ هذا البيت القوى المعنى من بعض. والبيت فى الطبري ١/ ٤١٣، والأمالى للقالى ٢/ ٩٢، والسمط ٧١٤ والقرطبي ٢/ ١٢٧، واللسان والتاج (انن) والخزانة ١/ ١٩٥.
«وَيُزَكِّيهِمْ» (١٢٩) أي يطهّرهم، قال: «نَفْساً زَكِيَّةً» (١٨/ ٧٥) أي مطهّرة.
«سَفِهَ نَفْسَهُ» (١٣٠) أي أهلك نفسه وأوبقها، «١» تقول: سفهت نفسك.
«اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ» (١٣٢) أي أخلص لكم الدين، من الصفوة.
«أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ» (١٣٣) «أم» تجىء بعد كلام قد انقطع، وليست فى موضع هل، ولا ألف الاستفهام، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظّلام من الرّباب خيالا «٢»
(١) «سفه... وأوبقها» : قال أبو بكر السجستاني عن أبى عبيدة: قال يونس: سفه دمه بمعنى سفه، قال أبو عبيدة: سفه نفسه أي أوبقها وأهلكها (غريب القرآن ٩٤).
(٢) : من قصيدة يهجو بها جريرا فى ديوانه ٤١، وهو فى الكامل ٣٨٠، والطبري ١/ ٢٦١، والنهاية واللسان (كذب)، وشواهد المغني ٥٢، والخزانة ٢/ ٤١١، ٤/ ٤٥٢. - قال فى الخزانة: ونقل ابن هشام فى المغني عن أبى عبيدة أنه زعم: أن «أم» بمعنى الاستفهام المجرد من الإضراب، فقال فى قول الأخطل...
أن المعنى هل رأيت. [.....]
[يقول: كذبتك عينك، هل رأيت، أو بل رأيت].
«قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ» (١٣٤) والعرب تجعل العم والخال أبا.
[قال أبو عبيدة: لم أسمع من حمّاد «١» هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، «٢» عن عكرمة: إنّ النبي صلّى الله عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة:
ردّوا علىّ أبى فإنّى أخاف أن يفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة ابن مسعود، «٣» ثم قال: لئن فعلوا، لأضرمنّها عليهم نارا، وكان النبي صلى الله عليه بعث عروة إلى ثقيف، يدعوهم إلى الله، فرقى فوق بيت، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله]. «٤»
«بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ» (١٣٥) : انتصب، لأن فيه ضمير فعل، كأن مجازه بل اتبعوا ملة إبراهيم، أو: عليكم ملة إبراهيم.
(١) حماد: هو حماد بن زيد بن درهم الأزدى الجهضمي، أبو إسماعيل البصري ولد سنة ٩٨ وتوفى سنة ١٧٩ على خلاف، أنظر ترجمته فى تهذيب التهذيب ٣/ ٩- ١١.
(٢) أيوب: هو ابن أبى تيمية كيسان السختياني، وترجمته فى تهذيب التهذيب ١/ ٣٩٧- ٣٩٩.
(٣) عروة بن مسعود: ابن معقب بن مالك الثقفي، وهو عم والد المغيرة بن شعبة وأمه سبية بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة. كان أحد الأكابر من قومه (الإصابة ٤/ ١١٣٧).
(٤) «يوم الفتح... فقتله» : هذا الخبر فى الكامل ٢٩١ وفى ترجمة عروة ابن مسعود فى الإصابة. وانظر قصة مقتل عروة فى السيرة (جوتنجن) ٩١٤.
«حَنِيفاً» (١٣٥) : الحنيف فى الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفا لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا: نحن حنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والختان والحنيف اليوم: المسلم. «١»
[قال ذو الرمة:
إذا خالف الظّل العشىّ رأيته حنيفا ومن قرن الضّحى يتنصّر «٢»
يعنى الحرباء].
«فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ» (١٣٧)، مصدر شاققته وهو المشاقّة أيضا، [وشاقّه: باينه، قال النابغة الجعدىّ:
وكان إليها كالذى اصطاد بكرها شقاقا وبغضا او أطمّ وأهجرا] «٣»
(١) «حنيفا... المسلم» : قد روى صاحب اللسان (حنف) هذا الكلام عن أبى عبيدة باختلاف يسير.
(٢) ديوانه ٢٢٩- والاضداد للانبارى ١٣١ والاقتضاب ٣٩٣ والقرطبي ٢/ ١٤٠ واللسان (حول)
. (٣) البيت فى كتاب المعاني الكبير ٧٠٠ والاقتضاب ١٤١، وهو فى وصف بقرة أكل السبع ولدها فلما يئست منه عرض لها ثور فرد ليس معه أزواج فأرادها ففرت عنه لما كانت فيه من الحزن على ولدها وكان عندها فى كراهتها إياه كالذى اصطاد ولدها وكانت له أشد بغضا، عن الاقتضاب.
ومجازه: حارب، وعصى.
«صِبْغَةَ اللَّهِ» (١٣٨) أي دين الله، وخلقته التي خلقه عليها، وهى فطرته، من فاطر أي خالق.
«أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ» (١٤٠) أم فى موضع ألف الاستفهام، ومجازها: أتقولون.
«أُمَّةً وَسَطاً» (١٤٣) أي عدلا خيارا، ومنه قولهم: فلان واسط فى عشيرته، أي فى خيار عشيرته.
[وقال غيلان:
وقد وسطت مالكا وحنظلا «١» أي صرت من أوسطهم وخيارهم]. وواسط: فى موضع وسط، كما قالوا:
ناقة يبس ويابسة الخلف.
«رؤف» (١٤٣) : فعول من الرأفة، وهى أشدّ الرحمة.
[قال الكميت:
وهم الأرأفون بالناس فى الرأ فة والأحلمون فى الأحلام] «٢»
(١) غيلان: لعله غيلان بن حريث الربعي، قال البغدادي (الخزانة ٤/ ١٢٦) :
لم أقف على خبر لغيلان. - والشطر فى الكتاب ١/ ٢٩٩ والشنتمرى ١/ ٣٤٢ والصحاح مع آخر بعده:
صيّابها والعدد المجلجلا فى اللسان والتاج (وسط).
(٢) الهاشميات ١٣
«شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» (١٤٤) أي قصد المسجد الحرام، قال الهذلىّ:
إنّ العسير بها داء مخامرها... فشطرها نظر العينين محسور «١»
[العسير: الناقة التي لم تركب]، شطرها: نحوها، وقال ابن أحمر:
تعدو بنا شطر جمع وهى عاقدة... قد كارب العقد من إيقادها الحقبا «٢»
إيقادها: سرعتها.
«بِكُلِّ آيَةٍ» (١٤٥) أي علامة، وحجة.
َ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها»
(١٤٨) أي موجّهها.
«لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» (١٥٠) موضع «إلّا» هاهنا ليس بموضع استثناء، إنما هو موضع واو الموالاة، ومجازها: لئلا يكون للناس عليكم حجة، وللذين ظلموا، وقال الأعشى:
(١) الهذلي هو قيس بن خويلد الهذلي. - والبيت فى الكامل للمبرد (١٠٩، ٤١٠) بغير عزو ونسبه صاحب اللسان ثم صاحب التاج إلى قيس بن خويلد الهذلي (حسر) ومن غير عزو فى مادة (شطر).
(٢) ابن أحمر: هو عمرو بن أحمر بن عامر... الباهلي شاعر إسلامى يكنى أبا الخطاب، وفى نسبه اختلاف. انظر الشعراء ٢٠٧، والجمحي ١٢٩، والمؤتلف ٣٧ والإصابة رقم ٦٤٦٦ والخزانة ٣/ ٣٨. - والبيت فى الطبري ٢/ ١٣ والخزانة ٣/ ٣٨.
إلّا كخارجة المكلّف نفسه وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا «١»
ومعناه: وخارجة، وقال عنز بن دجاجة المازنىّ:
من كان أسرع فى تفرّق فالج فلبونه جربت معا وأغدّت «٢»
إلّا كناشرة الذي ضيّعتم كالغصن فى غلوائه المتنبّت
غلوائه: سرعة نباته، يريد: وناشرة الذي ضيعتم، لأن بنى مازن يزعمون أن فالجا الذي فى بنى سليم، وناشرة الذي فى بنى أسد: هما، ابنا مازن.
«أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ» ١٥٧ يقول: ترحّم من ربهم، قال الأعشى:
(١) : ديوانه ص ١٥٣.
(٢) عنز بن دجاجة المازني: ورد اسم هذا الشاعر فى الأصول كلها دجاجة بن عنز. قال سيبويه (١/ ٣٢١) : وهو قول بعض بنى مازن يقال له عنز بن دجاجة، وأضاف إليه الأعلم الشنتمرى (١/ ٣٦٨) «المازني». - والبيتان فى الكتاب والشنتمرى وفى اللسان والتاج (نبت).
وفالج: هو فالج بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، سعى به بعض بنى مازن وأساء إليه حتى رحل عنهم، ولحق ببني ذكوان... فنسب إليهم، وكان بنو مازن قد ضيقوا على رجل منهم يسمى ناشرة، حتى انتقل عنهم إلى بنى أسد فدعا هذا الشاعر المازني على بنى مازن حيث اضطروا فالجا إلى الخروج عنهم، واستثنى ناشرة منهم، لأنه لم يرض فعلهم، ولأنه قد امتحن محنة فالج بهم... إلخ، عن الشنتمرى.
تقول بنتي إذا قرّبت مرتحلا يا ربّ جنّب أبى الأوصاب والوجعا «١»
عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضى نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
فمن رفع «مثل» جعله: عليك مثل ذلك الذي قلت لى ودعوت لى به، ومن نصبه جعله أمرا يقول: عليك بالترحم والدعاء لى.
«شَعائِرِ اللَّهِ» (١٥٨) : واحدتها شعيرة، وهى فى هذا الموضع: ما أشعر لموقف أو مشعر أو منحر أي أعلم لذاك. وفى موضع آخر: الهدى، إذا أشعرها، وهو أن يقلّدها، أو يحلّلها فأعلم أنها هدى، والأصل: أن يشعرها بحديدة فى سنامها من جانبها الأيمن: يطعنها حتى يخرج الدم.
«وَالْفُلْكِ» (١٦٤) : تقع على الواحد، وعلى الجميع، وهى السفينة والسّفن، والعرب تفعل ذلك قالوا: هى الطّرفاء، وهذه الطّرفاء. «٢»
«وَبَثَّ فِيها» (١٦٤) أي فرّق وبسط، «وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ» (٨٨/ ١٦) أي متفرقة مبسوطة.
«وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» (١٦٥) أي يعلم، وليس برؤية عين.
(١) ديوانه ص ٧٣، والأول هو التاسع والثاني هو الثاني عشر من رقم ١٣، وهما معا فى جمهرة الأشعار، والاقتضاب ٦، والخزانة ١/ ٣٥٩. [.....]
(٢) الطرفاء جماعة الطرفة: شجر، وقال سيبويه: الطرفاء: واحد وجميع، والطرفاء اسم للجمع (اللسان).
«وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ» (١٦٦) أي الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها فى الدنيا، واحدتها «وصلة».
[ «حَسَراتٍ» ] (١٦٧) : الحسرة أشدّ الندامة.
«خُطُواتِ الشَّيْطانِ» (١٦٨) هى الخطى، واحدتها: خطوة، ومعناها: اثر الشيطان.
«أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا» (١٦٨) : أي وجدنا. «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً» (١٧٠)، الألف ليست ألف [الاستفهام] أو الشك، إنما خرجت مخرج الاستفهام تقريرا بغير الاستفهام. «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً» أي: وإن كان آباؤهم.
«وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ» (١٧٠)، إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به وهى الغنم تقول:
كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها والعرب تريد الشيء فتحوّله إلى شىء من سببه، يقولون: أعرض الحوض على الناقة وإنما تعرض الناقة على الحوض، ويقولون: هذا القميص لا يقطعنى، ويقولون: أدخلت القلنسوة
فى رأسى، وإنما أدخلت رأسك فى القلنسوة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفى القرآن: «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ» (٢٨/ ٣٦) ما إنّ العصبة لتنوء بالمفاتح: «١» أي تثقلها. والنعيق: الصياح بها، قال الأخطل:
انعق بضأنك يا جرير فإنما منّتك نفسك فى الخلاء ضلالا «٢»
«وَما أُهِلَّ بِهِ» (١٧٣) أي وما أريد به، وله مجاز آخر، أي:
ما ذكر عليه من أسماء آلهتهم، ولم يرد به الله عز وجل. جاء فى الحديث:
أرايت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ أليس مثل ذلك يطلّ. «٣»
«غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ» (١٧٣) أي لا يبغى فيأكله غير مضطر إليه، ولا عاد شبعه.
«فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» (١٧٥) «ما» فى هذا الموضع فى معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب.
(١) «فى رأسى... بالمفاتح» : هذا الكلام فى الاضداد لأبى حاتم السجستاني (ص ١٥) باختلاف يسير.
(٢) ديوانه ص ٥٠- وفى الجمهرة ٣/ ٢٣٣ واللسان والتاج (نعق) والقرطبي ٢/ ٢١٥ وشواهد الكشاف ٢١٧.
(٣) «أرأيت... يطل» : أخرجه البخاري ومسلم والنسائي فى القسامة، وهو فى السنن الكبرى للبيهقى ٨/ ١١٣ وفى النهاية (هلل، طلل) واللسان والتاج (هلل).
«لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» (١٧٧)، «١» فالعرب تجعل المصادر صفات، فمجاز البرّ هاهنا:
مجاز صفة ل «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ»، وفى الكلام: ولكن البارّ من آمن بالله، قال النابغة:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتى على وعلى فى ذى القفارة عاقل «٢»
«وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ» (١٧٧) رفعت على موالاة قوله: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» وفى وفعل «وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ»، ثم أخرجوا «وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ» (١٧٧) من الأسماء المرفوعة، والعرب تفعل ذلك إذا كثر الكلام سمعت من ينشد بيت خرنق بنت هفّان من بنى سعد بن ضبيعة، رهط الأعشى:
لا يبعدن قومى الذين هم سمّ العداة وآفة الجزر «٣»
(١) «ليس... البار» : قال القرطبي (٢/ ٢٣٩) : ويجوز أن يكون البر بمعنى المبار، والبرّ، والفاعل قد يسمى بمعنى المصدر، كما يقال: رجل عدل وصوم، وفطر وفى التنزيل: «إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً» (٦٧/ ٣٠) أي غائرا وهذا اختيار أبى عبيدة. وقال المبرد: لو كنت ممن يقرأ القرآن لقرأت «ولكن البر» بفتح الباء.
(٢) ديوانه من الستة ٢٢- وأمالى المرتضى ١/ ١٥٥، والإنصاف لابن الأنبارى ١٦٤، والسمط ٤٦٥، ومعجم البلدان ٤/ ٥٦١ فى مادة «مطارة».
(٣) خرنق: بنت بدر بن هفان بن تميم بن قيس بن ثعلبة بن عكابة، كانت شاعرة جاهلية. أنظر ترجمتها فى مقدمة ديوانها ص ٣، ٨، والسمط ٧٨٠، والعيني ٣/ ٦٠٣، والخزانة ٢/ ٣٠٧. - والبيتان: قد اختلفوا فى قائلهما قديما، فهما فى ديوان خرنق ص ١٠ ونسبهما أبو عبيدة إليها (حسبما ذكر فى الخزانة ٢/ ١٠٧) وأبو زيد فى النوادر ١٠٨ إلى حاتم، وهما فى الكتاب ١/ ٨٤، ٢١٠، ٢١٣، وتهذيب الألفاظ ٥٥٨، والكامل ٤٥٢، ومنتخب كنايات الجرجاني ١١، وأمالى المرتضى ١/ ١٤٦ والسمط ٥٤٨، والشنتمرى ١/ ١٠٤، ٢٤٦، ٢٤٩، والقرطبي ٦/ ١٤، والعيني ٣/ ٦٠٢.
النازلين بكل معترك... والطيبين معاقد الأزر
فيخرجون البيت الثاني من الرفع إلى النصب، ومنهم من يرفعه على موالاة أوله فى موضع الرفع.
«فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ» (١٧٨) أي ترك له.
«مِنْ مُوصٍ جَنَفاً» (١٨٢) أي جورا عن الحق، وعدولا، قال عامر الخصفيّ:
هم المولى وقد جنفوا علينا... وإنّا من لقائهم لزور «١»
جنفوا: أي جاروا، والمولى هاهنا فى موضع الموالي، أي بنى العم، كقوله:
«يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (٢٢/ ٥). «٢»
«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ» (١٨٣) أي فرض عليكم.
(١) عامر الخصفى: هو من حى خصفة بن قيس عيلان، له ذكر فى السيرة (جوتنجن) ص ٦٥ وانظر التاج (خصف). - والبيت فى القرطين ١/ ١٥، والقرطبي ٢/ ٢٦٩ من غير عزو، وعزاه فى اللسان (جنف).
(٢) «والمولى... طفلا» : روى القرطبي (٢/ ٢٧٠) هذا الكلام عنه، وهو فى اللسان (جنف).
«فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي» (١٨٦) أي يجيبونى قال كعب الغنوىّ:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى فلم يستجبه عند ذاك مجيب «١»
أي فلم يجبه عند ذاك مجيب.
«لَيْلَةَ الصِّيامِ» (١٨٧) : مجازها ليل الصيام، والعرب تضع الواحد فى موضع الجميع، قال عامر الخصفيّ:
هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لزور (٨٢)
«الرَّفَثُ» (١٨٨) أي الإفضاء إلى نسائكم، أي النكاح.
«هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ» (١٨٧) : يقال لامرأة الرجل: هى فراشه، ولباسه وإزاره، ومحل إزاره، «٢» قال الجعدي:
تثنّت عليه فكانت لباسا «٣»
(١) : كعب الغنوي: هو كعب بن سعد بن عقبة أو علقمة بن عوف بن رفاعة الغنوي، أحد بنى سالم بن عبيد بن سعد بن كعب، ويقال له: كعب الأمثال لكثرة ما فى شعره من الأمثال، له ترجمة فى معجم الشعراء ٣٤١، والسمط ٧٧١ والخزانة ٤/ ٣٧٤، ويرد العلامة الميمنى قول البغدادي والبكري إنه شاعر إسلامى، ويقول إنه جاهلى. وهو الصواب. - البيت من قصيدة له يرثى بها أخاه أبا المغوار وهى من المجمهرات ١٣٣، ونسبه الأصمعى (ص ١٥) ضمن أبيات أخرى إلى عريقة بن مسافع العبسي والبيت فى نوادر أبى زيد ص ٣٧، والطبري ٢/ ٩٠، والأمالى للقالى ٢/ ١٥١، والاقتضاب ٤٥٩ واللسان والتاج (جوب)، والعيني ٣/ ٢٤٧، والخزانة ٤/ ٣٧٤.
(٢) «يقال... إزاره» : هذا الكلام فى الغريين (لبس).
(٣) : الجعدي: هو النابغة قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة، صحب النبي عليه الصلاة والسلام وروى عنه ومدحه، وله ترجمة فى المعمرين لأبى حاتم رقم ٦٥، وفى الشعراء ١٥٨، والجمحي ٢٦، والأغانى ٤/ ١٢٨، والسمط ٢٤٨.
- والمصراع عجز بيت صدره:
إذا ما الضجيع ثنى جيدها وهو فى الشعراء ١٦٤، والطبري ٢/ ٩١، والقرطين ١/ ٦٨، والقرطبي ٢/ ٣١٧ واللسان والتاج (لبس) وشواهد الكشاف ١٥٢.
«الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» (١٨٧) : الخيط الأبيض:
هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود هو الليل، والخيط هو اللون.
[ «فريقا» ] (١٨٨) : الفريق هى الطائفة.
«وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» (١٨٩) : البرّ هنا: فى موضع البار، ومجازها: اى اطلبوا البرّ من أهله ووجهه ولا تطلبوه عند الجهلة المشركين. «١»
«وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» (١٩) أي الكفر أشدّ من القتل فى أشهر الحرم، يقال: رجل مفتون فى دينه أي كافر.
«التَّهْلُكَةِ» (١٩٥) والهلاك، والهلك، والهلك واحد.
«وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ» (١٩٦) : والمعنى: أن العمرة ليست بمفترضة، وإنما نصبت على ما قبلها قال أبو عبيدة: وأخبرنا ابن عون»
عن الشّعبى أنه كان
(١) «اطلبوا... المشركين» : روى السيد المرتضى هذا الكلام عن أبى عبيدة فى أماليه ٢/ ٤٥.
(٢) ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطان المزني، مولاهم أبو عون الخراز البصري، رأى أنس بن مالك، وروى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس... وعن الشعبي، مولده سنة ٦٦ وموته سنة ١٥١ انظر تهذيب التهذيب ٥/ ٣٤٦. وأما الشعبي فهو عامر بن شراحيل بن عبد الله، وقيل عامر بن عبد الله بن شراحيل الشعبي الحميرى أبو عمرو مات سنة ١٠٩، وقيل غير ذلك، انظر تهذيب التهذيب ٥/ ٦٥. [.....]
68
يقرأ «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ» «١» يرفع العمرة، ويقول: إنها ليست بمفترضة.
ومن نصبها أيضا جعلها غير مفترضة.
«فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ» (١٩٦) أي إن قام [بكم] بعير، أو مرضتم، أو ذهبت نفقتكم، أو فاتكم الحجّ، فهذا [كله] محصر، والمحصور: الذي جعل فى بيت، أو دار، أو سجن.
[ «الهدى» ] (١٩٦) قال يونس: «٢» كان أبو عمرو يقول فى واحد «الهدى» :
هدية، تقديرها جدية السرج، والجميع الجدى، مخفف. قال أبو عمرو: ولا أعلم حرفا يشبهه. «٣»
(١) «وأتموا الحج... إلخ» : انظر الطبري ٢/ ١٧٧ حيث ينقل ما روى عن الشعبي فى تفسير هذه الآية.
(٢) يونس: هو يونس بن حبيب الضبي، كان من أصحاب ابى عمرو بن العلاء، سمع من العرب، وروى عن سيبويه فأكثر، وله قياس فى النحو ومذاهب ينفرد بها سمع منه الكسائي، والفراء، مولده سنة ٩٠ ومات سنة ١٨٢ انظر الفهرست ٤٢ ونزهة الألباء ١٥٤، والبغية ٤٢٦، وأبو عمرو: هو زبان بن عمار بن العلاء كما مر.
(٣) «هدية... يشبهه» : روى الطبري (٢/ ١٢٣) هذا الكلام عن أبى عبيدة.
69
[أو نسك] (١٩٦) : النّسك أن ينسك، يذبح لله، فالذبيحة النسيكة.
«فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ» (١٩٦)، العرب تؤكد الشيء وقد فرغ منه فتعيده بلفظ غيره تفهيما وتوكيدا.
«فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ» (١٩٧) من أو ذم فى الحج: أي فرضه عليه أي ألزمه نفسه.
«فَلا رَفَثَ» (١٩٧) أي لا لغا «١» من الكلام، قال العجاج:
عن اللّغا ورفث التكلّم (٨٥)
«وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ» (١٩٧) أي لا شك فيه أنه لازم فى ذى الحجة، هذا فيمن قال: «جِدالَ» ومن قال: «لا جِدالَ فِي الْحَجِّ» :
من المجادلة. «٢»
(١) «أي لا لغا... العجاج» والشطر: رواه القرطبي عن أبى عبيدة (٢/ ٤٠٧).
وقال أبو على الفارسي (الحجة ٢/ ٦٢ م) : وقال أبو عبيدة فيما روى عنه التوزى...
الكلام، وأنشد الشطر. - ٨٥: فى ديوانه ٥٩- والمقصور والممدود لابن ولاد ١١١، الطبري ٢/ ٢٣٣، والاقتضاب ٤٦١، واللسان والتاج (رفث) وشواهد الكشاف ٢٩٨.
(٢) «لا جدال... المجادلة» : روى أبو على الفارسي هذا الكلام عنه (فى الحجة ٢/ ٦٢ م). «جدال» : قال الطبري (٢/ ١٥٦) : وفتح الجدال بغير تنوين وذلك هو قراءة جماعة البصريين وكثير من أهل مكة منهم عبد الله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء.
«فَإِذا أَفَضْتُمْ» (١٩٨) أي رجعتم من حيث جئتم.
[معدودات] (٢٠٣) : المعدودات: أيام التشريق المعلومات: عشر ذى الحجة.
«أَلَدُّ الْخِصامِ» (٢٠٤) : شديد الخصومة، ويقال للفاجر: أبلّ وألدّ، ويقال:
قد بللت ولددت بعدي مصدره اللدد، والجميع: قوم لدّ، قال المسيّب بن علس:
ألا تتّقون الله يا آل عامر وهل يتّقى الله الإبل المصمّم «١»
«وَلَبِئْسَ الْمِهادُ» (٢٠٦) : الفراش.
«يَشْرِي نَفْسَهُ» (٢٠٧) : يبيعها.
«السِّلْمِ» (٢٠٨) : الإسلام، والسّلم يؤنث ويذكر، قال حاجز الأزدىّ:
وإنّ السّلم زائدة نواه «٢»
(١) : المسيب بن علس: هو زهير بن على بن مالك بن عمرو بن قمامة، شاعر جاهلى له ترجمة فى الشعراء ٨٢، والجمحي ٣٦، والخزانة ١/ ٥٤٥. - والبيت فى ديوانه ٣٢٩، والجمهرة ١/ ٣٨، والسمط ٦٥٩ واللسان والتاج (بلل) والخزانة ٤/ ٢٢٦.
(٢) حاجز الأزدى: هو حاجز بن عوف بن الحارث بن الاخثم بن الأزد، وهو شاعر جاهلى مقل ليس من مشهورى الشعراء، وهو أحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب، أخباره فى الأغانى ١٢/ ٤٧. - والبيت كما يروى فى: مختل من حيث وزنه ومعناه غير واضح، ولم أجده فى مظانه ولا فيما ألف فى المذكر والمؤنث، وفى الأغانى (١٢/ ٥٢) فى أخبار الحرث بن الطفيل، بيت يشبهه هو:
وفى موضع آخر الصلح. «كَافَّةً» (٢٠٨) : جميعا يقال: إنه لحسن السّلم.
«وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ» (٢١٢) : أي أفضل منهم.
«بِغَيْرِ حِسابٍ» (٢١٢) بغير محاسبة.
«أُمَّةً واحِدَةً» (٢١٣) أي ملّة واحدة.
«أَمْ حَسِبْتُمْ [أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ] » (٢١٤) أي أحسبتم «أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ».
«خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ» (٢١٤) أي مضوا.
«وَزُلْزِلُوا» (٢١٤) أي خوّفوا.
«يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ» (٢١٧) مجرور بالجوار «١» لما كان بعده «فِيهِ» كناية للشهر الحرام، وقال الأعشى:
لقد كان فى حول ثواء ثويته... تقضّى لبانات ويسأم سائم «٢»
(١) «مجرور بالجوار» : قال القرطبي (٣/ ٤٤) : وقال أبو عبيدة: هو محفوض على الجوار، قال النحاس: لا يجوز أن يعرب الشيء على الجوار فى كتاب الله، ولا فى شىء من الكلام وإنما الجوار غلط... إلخ، وانظر الخزانة ٢/ ٣٢٤، ٣٢٨.
(٢) ديوانه ص ٥٦ والكتاب ١/ ٣٧٦- والكامل للمبرد ٣٩٤، والشنتمرى ١/ ٤٢٣، وابن يعيش ١/ ٣٨٦، وشواهد المغني ٢٩٧. - ثواء: الثواء:
الإقامة، بالجر، قال ثعلب: وأبو عبيدة يخفضه. والنصب أجود ومن روى «تقضى لبانات» فإنه ينبغى أن يرفع «ثواء» (شرح الديوان).
«حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ» (٢١٧) أي بطلت وذهبت.
«الْمَيْسِرِ» (٢١٨) القمار.
«قُلِ الْعَفْوَ» (٢١٨) أي الطاقة التي تطيقها والقصد، تقول: خذ ما عفا لك، أي ما صفا لك. «١»
«لَأَعْنَتَكُمْ» (٢٢٠) أي لأهلككم، «٢» من العنت.
«نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» (٢٢٣) كناية، وتشبيه، قال: «فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» (٢٢٣).
«وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ» (٢٢٤) أي نصبا.
و «اللغو» (٢٢٥) : لا والله، وبلى والله، وليس بيمين تقتطع بها مالا أو تظلم بها.
[يولون] (٢٢٥) : يولى يحلف، من الأليّة وهى اليمين، ألوة، وأليّة اليمين قال أوس بن حجر:
فان السلم زائدة نواها وإن نوى المحارب لا تروب
علىّ أليّة عتقت قديما فليس لها وإن طلبت مرام
«٣»
«فَإِنْ فاؤُ» (٢٢٦) أي رجعوا عن اليمين.
(١) «خذ... صفا لك» : هذا الكلام فى الطبري ٢/ ٢٠٦.
(٢) «لَأَعْنَتَكُمْ لأهلكم» : رواه النحاس عن أبى عبيدة فى معانى القرآن ١٦ ب.
(٣) ديوانه ٣٤ والسمط ٩٠ واللسان (الو).
[يتربّصن] (٢٢٨) : والتربّص [أن] «١» لا تقدم على زوج حتى تقضى ثلاثة قروء «٢» واحدها: قرء، فجعله بعضهم «الحيضة»، وقال بعضهم: الطهر، قال الأعشى:
وفى كل عام أنت جاشم غزوة تشدّ لأقصاها عزيم عزائكا «٣»
مؤرّثة مالا وفى الأصل رفعة لما ضاع فيها من قروء نسائكا
وكلّ قد أصاب، لأنه خروج من شىء إلى شىء فخرجت من الطهر إلى الحيض، ومن قال: بل هو الطهر فخرجت من الحيض إلى الطهر. وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت. «٤»
«وَبُعُولَتُهُنَّ» (٢٢٨) : الأزواج، واحدها بعل.
«دَرَجَةٌ» (٢٢٨) : منزلة.
«إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ» (٢٢٩) معناها: إلّا أن يوقنا.
«فَإِنْ خِفْتُمْ» (٢٢٩) هاهنا: فإن أيقنتم.
«إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ» (٢٣٠) أي أيقنا.
(١) زيادة «أن» اقتضاها السياق.
(٢) «قُرُوءٍ» : روى الأصمعى وأبو حاتم السجستاني وابن السكيت تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى كتبهم التي ألفوها فى الأضداد (ص ٤، ٩٩، ١٦٣) باختلاف يسير، ولا أدرى أنقلوها من مجاز القرآن أم من مؤلف له فى الأضداد. [.....]
(٣) : ديوانه ص ٦٧- والكامل ١٦٣، والقرطين ١/ ٧٧، والطبري ٢/ ٢٥٢، والقرطبي ٣/ ١١٣.
(٤) «وأظنه... غابت» : رواه الأصمعى عن أبى عبيدة فى الأضداد ص ٥ وهو فى اللسان (قرأ).
«فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ» (٢٣٢) : منتهى كل قرء أو شهر، فإذا فبلغن أجلهن «فَلا تَعْضُلُوهُنَّ» (٢٣٢) فى هذا الموضع: منتهى العدّة الوقت الذي وقّت الله ثم قال: «تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ» (٢٣٢) أي تزويجا صحيحا «فَلا تَعْضُلُوهُنَّ» (٢٣٢) أي لا تحبسوهن، ونرى أن أصله من التعضيل.
«لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها» (٢٢٣) رفع، خبر، ومن قال: «لا تُضَارَّ» «١» بالنصب فإنما أراد «لا تضارر»، نهى.
«فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ» (٢٣٥) أي فى عدّتهن أن تقول:
إنى أريد أن أتزوجك وإن قضى شىء كان.
«لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا» السرّ: الإفضاء بالنكاح، قال الحطيئة:
ويحرم سرّ جارتهم عليهم ويأكل جارهم أنف القصاع «٢»
(١) «لا تُضَارَّ» : قال الطبري: اختلفت القراء فى قراءة ذلك فقرأ عامة قراء أهل الحجاز والكوفة والشام «لا تُضَارَّ والِدَةٌ» بفتح الراء (٢/ ٢٨٣). وابن كثير وأبو عمرو بالرفع. انظر الداني ٨١.
(٢) الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك من بنى حطيئة بن عبس، يكنى أبا مليكة لقب الحطيئة لقصره، وقربه من الأرض، وهو من المخضرمين أسلم بعد وفاة النبي عليه السلام، انظر السمط ٨٠ والعيني ١/ ٤٧٣ والخزانة ١/ ٤٠٩- والبيت فى ديوانه ٣٢٨- والكامل ٤٢٨ والطبري ٢/ ٣٠٠ والقرطبي ٣/ ١٩١ واللسان والتاج (سرر، أنف)
أي ما استأنفت وقال رؤبة بن العجّاج:
فعفّ عن إسرارها بعد العسق «١»
يعنى غشيانها، أراد الجماع. قال امرؤ القيس بن حجر الكندىّ:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّنى كبرت وألا يحسن السرّ أمثالى «٢»
«الْمُقْتِرِ» (٢٣٦) يقال: قد أقتر فلان، إذا كان مقّلا، قال الشاعر:
ولا من ربيع المقترين رزئته بذي علق فاقنى حياءك واصبري «٣»
«إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ» (٢٣٧) هن: يتركن، يهبن، عفوت لك عن كذا وكذا: تركته لك.
«فَرِجالًا» (١٣٩) : واحدها: راجل، مثل قيام وقائم.
«وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ» (٢٤١) : كانوا إذا طلّقوا يمتعونها من المقنعة فما فوق ذلك متعها وحمّمها: أي أعطاها.
(١) : ديوانه ١٠٤- والطبري ٢/ ٣٠٠ والقرطبي ٣/ ١٩١ واللسان والتاج (سرر).
(٢) ديوانه من الستة ١٥٤ والقرطبي ٣/ ١٩١ والإتقان ١/ ١٦٣ والعيني ١/ ١٩٧ والخزانة ١/ ٣١.
(٣) : البيت للبيد، يذكر أباه ربيعة، من قصيدة فى ديوانه ١/ ٧٢- ٨١ وهو فى السمط ٣٢٠.
«الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ» (٢٤٦) : وجوههم، وأشرافهم، «١» ذكر أن النبي ﷺ لما رجعوا من بدر سمع رجلا من الأنصار يقول:
إنما قتلنا عجائز صلعا، «٢» فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: أولئك الملأ من قريش لو احتضرت فعالهم، أي حضرت، احتقرت فعالك مع فعالهم.
«هَلْ عَسَيْتُمْ» (٢٤٦) : هل تعدون أن تفعلوا ذلك.
«بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» (٢٤٧) أي زيادة، وفضلا وكثرة. «٣»
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً» (٢٤٧) : علامات، وحججا.
«مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ» (٢٤٩) : مختبركم.
[ «غرفة» ] (٢٤٩) الغرفة مصدر، والغرفة: ملء الكف.
«يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ» (٢٤٩) يوقنون.
«فِئَةٍ» (٢٤٩) : جماعة.
«أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» (٢٥٠) :«٤» أنزل علينا.
(١) «وجوههم وأشرافهم» : كذا فى غريب القرآن لأبى بكر السجستاني ١٥٤، والقرطين ١/ ٨٤.
(٢) «عجائز صلعا» : أي مشايخ عجزة (النهاية).
(٣) «بسطة... وكثرة» : وورد فى البخاري: بسطة: زيادة وفضلا، وقال ابن حجر (فتح الباري ٨/ ١٤٩) : وهو تفسير أبى عبيدة، قال: فى قوله... إلخ.
(٤) «أَفْرِغْ... عَلَيْنا» : وفى البخاري: أفرغ أنزل، وقال ابن حجر (فتح الباري ٨/ ١٤٩) : وهو تفسير أبى عبيدة، قال فى قوله تعالى: «رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» أي أنزل علينا.
«خُلَّةٌ» (٢٥٤) : مصدر الخليل، وتقول: فلان خلّتى: أي خليلى، قال أوفى بن مطر المازنىّ:
ألا أبلغا خلتى جابرا... بأن خليلك لم يقتل «١»
يقال: فلان خلّتى: أي خليلى.
«الْقَيُّومُ» (٢٥٥) : القائم وهو الدائم الذي لا يزول، وهو فيعول.
[ «سِنَةٌ» ] (٢٥٥) السّنة: النّعاس، والوسنة النّعاس أيضا. قال عدى بن الرّقاع:
وسنان أقصده النّعاس فرنقت... فى عينه سنة وليس بنائم «٢»
«وَلا يَؤُدُهُ» (٢٥٥) : ولا يثقله، تقول: لقد آدانى هذا الأمر، وما أداك فهو لى آئد، «٣» قال الكميت:
(١) أوفى بن مطر: هو أحد ثلاثة رجال من العرب، خرجوا ليغيروا على بنى أسد، وهم أوفى، ومالك... إلخ، فى خبر طويل. انظر السمط ٤٦٦. - البيت فى الجمهرة ١/ ١٠٩ والصحاح واللسان والتاج (خطأ) مع بيت قبله، والقرطبي ١٠/ ٢٥٣.
(٢) عدى بن الرقاع: شاعر إسلامى، يكنى أبا داود، له ترجمة فى الجمحي ١٤٢، والأغانى ٨/ ١٧٢. - والبيت فى الشعراء ٣٩٤، والكامل ٨٥، والأغانى ٨/ ١٧٤، والطبري ٣/ ٥ وغريب القرآن لأبى بكر السجستاني ١٠٣، والقرطين ١/ ٨٤، والقرطبي ٣/ ٧٢، واللسان والتاج (وسن) وشواهد الكشاف ٢٩٩.
(٣) «آدانى... آئد» : هذا الكلام فى الطبري ٣/ ٩. [.....]
علينا كالنّهاء مضاعفات... من الماذى لم تؤد المتونا «١»
تقول: ما أثقلك فهو لى مثقل.
[ «لَا انْفِصامَ لَها» (٢٥٦) أي لا تكسر، وقال الكميت:
فهم الآخذون من ثقة الأمر... بتقواهم وعرى لا انفصام لها]
«٢» [ «بِالطَّاغُوتِ» ] (٢٥٦) : الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والانس شياطينهم. «العروة الوثقى» (٢٥٦) شبّه بالعرى التي يتمسك بها.
«أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ» (٢٥٧) فى موضع جميع لقوله: «يُخْرِجُونَهُمْ» (٢٥٧)، والعرب تفعل هذا، قال:
فى حلقكم عظم وقد شجينا»
وقال العباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم... فقد برئت من الإحن الصّدور «٤»
«فَبُهِتَ» (٢٥٨) : انقطع، وذهبت حجته، «٥» وبهت: أكثر الكلام، وبهت إن شئت.
(١) : البيت فى كتاب المعاني الكبير ١٠٣١. - والنهاء: الغدران.
(٢) لم أجده فى مظانه.
(٣) : الشطر لمسيب بن زيد بن مناة الغنوي، وهو مع شطر قبله فى الكتاب ١/ ٨٧، والشنتمرى ١/ ١٠٧، وابن يعيش ١/ ٧٨١، والزجاج ١/ ١٤ ب.
(٤) : العباس بن مرداس: ابن أبى عامر السلمى، وأمه الخنساء الشاعرة، وهو مخضرم. أخباره فى الأغانى ١٣/ ٦٢، والإصابة رقم ٤٥١١، والاستيعاب ٣/ ١٠١، والخزانة ١/ ٧٣. - والبيت فى الشنتمرى ٢/ ١٠١.
(٥) «فَبُهِتَ... حجته» : وفى البخاري: فبهت: ذهبت حجته، قال ابن حجر ٨/ ١٥٠ هو كلام أبى عبيدة قاله فى قوله تعالى: «فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ»، قال: انقطع... حجته.
«خاوِيَةٌ» (٢٥٩) : لا أنيس بها، «عَلى عُرُوشِها» على بيوتها وأبنيتها.
«لَمْ يَتَسَنَّهْ» (٢٥٩) :«١» لم تأت عليه السنون فيتغير، وهذا فى قول من قال للسنة:
«سنية» مصغرة، وليست من الأسن المتغير، ولو كانت منها لكانت ولم يتأسن.
[ «ننشرها» (٢٥٩) :«٢» نحييها ومن قال: «نُنْشِزُها» قال: ننشز بعضها إلى بعض].
«فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» (٢٦٠) :«٣» فمن جعل من صرت تصور، ضمّ، قال:
«فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» «٤» ضمّهن إليك، ثم اقطعهن.
«ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» : فمن جعل من «صرت قطّعت وفرّقت» قال: خذ أربعة من الطير إليك فصرهن إليك أي قطعهن ثم ضع على كل جبل منهن جزءا قالت خنساء:
(١) «لَمْ يَتَسَنَّهْ» : وفى الداني (٨٢) : حمزة والكسائي «لم يتسن» بحذف الهاء فى الوصل خاصة والباقون بإثباتها فى الحالين.
(٢) ننشرها: فى الداني (٨٢) : الكوفيون وابن عامر «نُنْشِزُها» بالزاي والباقون بالراء.
(٣) «فَصُرْهُنَّ» فى الداني (٨٢) : وحمزة: «فَصُرْهُنَّ» بكسر الصاد والباقون بضمها.
(٤) «فصرهن... (ص ٨١ س ٨) كثيرة الحمل» : معظم هذا الكلام فى الأضداد للأصمعى ٣٣ وبعضه فى أضداد ابن السكيت ١٥٧.
80
لظلت الشّمّ منها وهى تنصار «١»
الشّمّ: الجبال، تنصار: تقطع وتصدع وتفلق وأنشد بعضهم بيت أبى ذؤيب:
فانصرن من فزع وسدّ فروجه غبر ضوار وافيان وأجدع «٢»
صرنا به الحكم: أي فصّلنا به الحكم. وقال المعلّى بن جمال العبدىّ.
وجاءت خلعة دهس صفايا يصور عنوقها أحوى زنيم «٣»
ولون الدّهاس: لون الرمل كأنه تراب رمل أدهس. خلعة: خيار شائه صفايا: غزار، ويقال للنخلة: صفيّة أي كثيرة الحمل. «٤»
(١) : لم أجد المصراع فى ديوانها، وهو فى الأضداد للاصمعى وابن السكيت (ص ٣٣، ١٥٧) وللانبارى ٢٣، والغريبين واللسان (صور).
(٢) : فى ديوان الهذليين ١/ ١٢، والمفضليات ٨٧٣ والأضداد للاصمعى ٣٣ وابن السكيت ١٨٧ والطبري ٣/ ٩٤ واللسان (جدع).
(٣) المعلى: لم أقف على ترجمته. - والبيت فى مجموعة الأضداد (٣٣، ١٥٧) والطبري ٣/ ٣٤، والسمط ٦٧٥، ونظام الغريب للربعى ١٤٣.
(٤) «ولون... الحمل» : ورد هذا الكلام فى نظام الغريب باختلاف يسير.
81
[ «صفوان» ] (٢٦٤) الصفوان: جماع، ويقال للواحدة: «صفوانة» فى معنى الصّفاة، والصّفا: للجميع، وهى الحجارة الملس.
[ «صلدا» ] (٢٦٤) والصّلد: التي لا تنبت شيئا أبدا من الأرضين، والرؤوس «١»، وقال رؤبة:
براق أصلاد الجبين الأجله «٢»
وهو الأجلح
[ «بربوة» ] (٢٦٥) «٣» ربوة: ارتفاع من المسيل.
[ «إعصار» ] (٢٦٦) الإعصار: ريح عاصف، تهبّ من الأرض إلى السماء، كأنه عمود فيه نار. «٤»
«وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ» (٢٦٧) : أي لا تعمدوا له، قال خفاف بن ندبة:
(١) «الصفوان... والرؤوس» : فى البخاري:... ويقال الحجارة الملس التي لا تنبت شيئا، والواحدة صفوانة بمعنى الصفاة والصفا للجميع، وقال ابن حجر:
(٧/ ١٣٢) هو كلام أبى عبيدة أيضا قال: «الصفوان... والرؤوس». [.....]
(٢) من أرجوزة فى ديوانه ١٦٥- ١٦٧ والشطر فى القرطبي ٣/ ٣١٣ واللسان (جله).
(٣) «بِرَبْوَةٍ» : قرأ عاصم وابن عامر هنا وفى «الْمُؤْمِنُونَ» (٢٣/ ٥٠) بفتح الراء والباقون بضمها (الداني ٨٣)
(٤) «الإعصار... نار» : هكذا فى البخاري قال ابن حجر (٨/ ١٣٢) : هو كلام أبى عبيدة.
فإن تك خيلى قد أصيب صميمها فعمدا على عين تيمّمت مالكا (٢٨)
«إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» (٢٦٧) : ترخّص لنفسك.
«إِلْحافاً» (٢٧٣) : إلحاحا.
«الْمَسِّ» (٢٧٥) من الشيطان، والجن، وهو اللّمم، وهو ما ألمّ به، وهو الأولق والألس والزّؤد، هذا كله مثل الجنون.
«فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ» (٢٧٥) : العرب تصنع هذا إذا بدءوا بفعل المؤنث قبله.
«فَلَهُ ما سَلَفَ» (٢٧٥) : ما مضى.
«يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا» (٢٧٦) : يذهبه كما يمحق القمر، ويمحق الرجل إذا انتقص ماله.
«فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ» (٢٧٩) : أيقنوا، تقول: آذنتك بحرب، فأذنت به.
«لا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً» (٢٨٢) : لا ينقص، قال: لا تبخسنى حقى (؟)، قال فى مثل: «تحسبها حمقاء وهى باخسة» «١» أي ظالمة.
«أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى» (٢٨٢) أي تنسى.
«وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا» (٢٨٢) قال فيمن شهد: لا يأب إذا دعى، وله قبل أن يشهد أن لا يفعل.
(١) «تحسبها... باخسة» : المثل فى الميداني ٨٢ والفرائد ١/ ١٠٣.
«أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ» (٢٨٢) أعدل.
[ «فسوق» ] (٢٨٢) الفسوق: المعصية فى هذا الموضع.
«فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ» (٢٨٣) قال أبو عمرو: الرّهان فى الخيل، وأنشد قول قعنب بن أمّ صاحب من بنى عبد الله بن غطفان:
بانت سعاد وأمسى دونها عدن وغلّقت عندها من قبلك الرّهن «١»
«غُفْرانَكَ» (٢٨٥) : مغفرتك، أي اغفر لنا. «٢»
[ «إصرا» ] (٢٨٦) : الإصر الثّقل وكلّ شىء عطفك على شىء من عهد، أو رحم فقد أصرك عليه، وهو الأصر مفتوحة، فمن ذلك قولك: ليس بينى وبينك آصرة رحم تأصرنى عليك، وما يأصرنى عليك حق: ما يعطفنى عليك وقال الأبيرد فى قوله عزّت قدرته: «فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» (٢٦٠).
فما تقبل الأحياء من حب خندف ولكن أطراف العوالي تصورها «٣»
(١) قعنب: هو قعنب بن ضمرة بن أم صاحب، كان فى أيام الوليد، وله ترجمة فى كتاب من نسب إلى أمه ص ٩٣، وانظر السمط ٣٦٢. - والبيت فى الطبري ٣/ ٨٦ واللسان والتاج (رهن)
(٢) «غفرانك... اغفر لنا» : كذا فى البخاري: قال ابن حجر: هو تفسير أبى عبيدة، وروى تفسيره مرة أخرى فى فتح الباري ٨/ ١٥٤.
(٣) الأبيرد: هو الأبيرد بن المعذر شاعر إسلامى كان فى أول الدولة الأموية، فى نسبه اختلاف، انظر المعمرين رقم ٥٨ والمؤتلف ٢٤ والأغانى ١٢/ ٩ والسمط ٤٩٤.
- والبيت الأول فى الجمهرة ٢/ ٣٦٠ وشواهد الكشاف ١١٢.
84
أي تضمّها إلينا.
ولو أن أمّ الناس حوّاء حاربت تميم بن مرّ لم تجد من تجيرها
«١»
(١) البيت الذي ورد فى الحاشية: لكثير عزة، وهو فى ديوانه ٢/ ٢٢٠.
85
Icon