تفسير سورة العنكبوت

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة العنكبوت من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

٩٧٧- الرغبة والرهبة لغير الله تعالى إن أريد بها خوف الظلمة أو السباع أو الغلاء أو الأمراض إن سلط الله تعالى بعض ذلك، فهذا لا ينهى عنه، وقد يؤمر به كما أمرنا أن لا نقدم على الوباء وأن نفر من المجذوم فرارنا من الأسد. وإن أريد بها أن نخاف الأسباب والخلق من حيث هم هم، بحيث نعصى الله تعالى لأجلهم، فهذا حرام، وهو معنى قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ﴾ قال أرباب المعاني : فتنة الناس مؤلمة وعذاب الله كذلك، فالشبه واقع، فلم أنكر التشبيه ؟.
وأجابوا بأن عذاب الله تعالى حاث على طاعته ومانع من مخالفته، هذا وضعه. فمن أوذي في طاعة الله، أي بسببها فجعل ذلك حاثا على طاعة الخلق في موافقتهم على ترك الطاعة، وملابسة المعصية فهذا جعل فتنة الناس كعذاب الله، فاستحق الذم في إيقاع الشبه بينهما من هذا الوجه. ( الفروق ٤/٢٣٧. والذخيرة : ١٣/٢٥٣-٢٥٤. )
٩٧٨- دليل على أنهم على الباطل، فإنهم لو كانوا على الحق ما احتجنا للجدال معهم " إلا الذين ظلموا منهم " : المراد من طغى، ولم يقصد الاسترشاد من كل طائفة ولا يختص ذلك باليهود، فإنا نعدل معه عن الدليل والبرهان إلى السيف القاطع والبنان ". ( الأجوبة الفاخرة : ١٢٥ ).
Icon