تفسير سورة آل عمران

تفسير ابن المنذر
تفسير سورة سورة آل عمران من كتاب تفسير ابن المنذر .
لمؤلفه ابن المنذر . المتوفي سنة 318 هـ

قوله جل وعز :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾
[ آل عمران : ١-٢ ]
١٩٧- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثني مجاهد بن موسى، قال : حدثنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة : " أن الذي نزل بالمدينة من القرآن : البقرة، وآل عمران "، وذكر بقية الحديث١.
١٩٨- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد، عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن عمرو وزيد بن الحارث يوادان رجالا من اليهود ؛ فأنزل الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم ﴾ الآية٢.
وقدم على رسول الله وفد نصارى نجران ستون راكبا/ فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، في الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم، العاقب أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه : عبد المسيح، والسيد ثمالهم٣ وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه : الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أحد بكر بن وائل أشفعهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدراسهم٤، كان أبو حارثة قد شرف منهم، ودرس كتبهم، حتى حسن علمه في دينهم، فكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه ومولوه وأخدموه وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات، لما يبلغوا عنه من علمه واجتهاده في دينه. فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلته موجها، وإلى جنبه أخ له يقال له كوز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال كوز : تعس الأبعد ! – يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم – فقال له أبو حارثة : بل تعست أنت ! قال : ولم يا أخي ؟ ! قال : والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر. قال له كوز : فما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرفونا ومولونا وأكرمونا، وقد أبوا إلا خلافه، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى، فأضمر عليها منه أخوه كوز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك، فهو كان يحدث هذا الحديث عنه، فيما بلغني.
قال أحمد : وحدثنا إبراهيم بن سعد هذا الحديث، عن محمد بن إسحاق، عن ابن سفيان الأسلمي، عن عبد الرحمن بن البيلماني٥.
١٩٩- وحدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات ؛ جبب وأردية في جمال رجال للحارث بن كعب، قال : يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم، وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم/ يصلون، فمنعوهم ؛ فقال رسول الله : دعوهم ! فصلوا إلى المشرق. وكانت تسمية الأربعة عشر منهم الذين إليهم يؤول أمرهم : العاقب، و[ هو ]٦ عبد المسيح، والسيد - وهو الأيهم-، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل، وأوس[ و ]٧ الحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله، ويحنس في ستين راكبا. فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب، وعبد المسيح، والأيهم السيد، وهو٨ من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف من أمرهم يقولون : هو الله، ويقولون : هو ولد الله، ويقولون : هو ثالث ثلاثة. وكذلك قول النصرانية، فهم يحتجون في قولهم يقولون : هو الله بأنه كان يحيي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا، وذلك كله بإذن الله ليجعله آية للناس !.
ويحتجون في قولهم بأنه ولد أنهم يقولون : لم يكن له أب يعلم، وقد تكلم في المهد شيئا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله ! ويحتجون في قولهم : إنه ثالث ثلاثة بقول الله عز وجل : فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا، فيقولون : لو كان واحدا ما قال : إلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت، ولكنه هو وعيسى بن مريم، ففي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن، وذكر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فيه قولهم، فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله : أسلما. قالا : قد أسلمنا قبلك. قال : كذبتما، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعباتكما الصليب، وأكلكما الخنزير، قالا : فمن أبوه يا محمد ؟ قال : فصمت رسول الله فلم يجبهما ؛ فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها فقال :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾، فافتتح السورة بتنزيه نفسه مما قالوه، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك له فيه، وردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر/ وجعلوا معه من الأنداد، واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم لتعرفهم بذلك ضلالتهم فقال :﴿ ألم الله لا إله إلا هو ﴾ أي : ليس معه غيره شريك في أمره، ﴿ الحي ﴾ الذي لا يموت وقد مات عيسى، وصلب في قولهم٩، ﴿ القيوم ﴾ القائم على مكانه من سلطانه في خلقه لا يزول وقد زال عيسى في قولهم١٠ عن مكانه الذي كان به، وذهب عنه إلى غيره١١.
٢٠٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ قال : إن اليهود كانوا يجدون محمدا وأمته أن محمدا مبعوث، ولا يدرون ما هذه أمة محمد، فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾، قالوا : قد كنا نعلم أن هذه الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها ؟ فإن كان محمد صادقا فهو نبي هذه الأمة، قد بين لنا كم مدة محمد ؛ لأن ﴿ ألم ﴾ في حساب جملنا١٢ إحدى وسبعون١٣ سنة، فما نصنع بدين إنما هو واحد وسبعون سنة ؟ ! فلما نزلت ﴿ ألر ﴾ وكانت في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وثلاثين سنة، فقالوا : هذا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة، مع واحد وسبعين قبل، ثم أنزل ﴿ ألمر ﴾ فكان في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وسبعين سنة في نحو هذا من صدور السور، فقالوا : قد التبس علينا أمره١٤.
١ - ذكره السيوطي في الإتقان ١/ ٢٨ من طريق ابن الأنباري بسنده عن قتادة..
٢ - الآية ١٣ من سورة الممتحنة..
٣ - ثمال ككتاب: الغياث الذي يقوم بأمر قومه. القاموس مادة: ثمل ص ١٢٥٧..
٤ - مدراس: بكسر الميم وسكون الدال هو البيت الذي يدرسون فيه كتبهم. ويعني بقوله: "صاحب مدراسهم" عالمهم الذي درس الكتب، يفتيهم ويتكلم بالحجة في دينهم..
٥ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٣-٥٧٣، وابن جرير ٦/١٥١، رقم: ٦٥٤٣، والبيهقي في الدلائل ٥/٣٨٢-٣٨٣..
٦ زيادة من سيرة ابن هشام وتفسير ابن جرير..
٧ - في الأصل: بن، والمثبت كما في المصدرين السابقين، وبذلك يتم عددهم أربعة عشر..
٨ - هكذا في الأصل، وعند ابن هشام : وهم..
٩ - يعني: في قول الأحبار الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجران..
١٠ - أي: في قول الأحبار الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجران في عيسى..
١١ - أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ٢/٢٢٢-٢٢٥، وابن جرير ٦/١٥٣، رقم : ٦٥٤٣..
١٢ - حساب الجمل: حساب مبناه على حروف أبجد، كل حرف يدل على رقم من الأعداد، آحآدها وعشراتها ومئاتها. متن اللغة للشيخ أحمد رضا١/٥٧١..
١٣ - في الأصل: سبعين، والمثبت هو الصحيح وكذا ما بعده..
١٤ - لم أقف عليه من رواية ابن جريج عند غير ابن المنذر، ينظر الدر المنثور ٢/١٤٧، ورواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ١/٥٤٥-٥٤٧، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/٢٠٨، من حديث جابر بن عبد الله بن رئاب..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:قوله جل وعز :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾
[ آل عمران : ١-٢ ]

١٩٧-
حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثني مجاهد بن موسى، قال : حدثنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة :" أن الذي نزل بالمدينة من القرآن : البقرة، وآل عمران "، وذكر بقية الحديث١.

١٩٨-
حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد، عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن عمرو وزيد بن الحارث يوادان رجالا من اليهود ؛ فأنزل الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم ﴾ الآية٢.
وقدم على رسول الله وفد نصارى نجران ستون راكبا/ فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، في الأربعة عشر منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم، العاقب أمير القوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه : عبد المسيح، والسيد ثمالهم٣ وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه : الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أحد بكر بن وائل أشفعهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدراسهم٤، كان أبو حارثة قد شرف منهم، ودرس كتبهم، حتى حسن علمه في دينهم، فكانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه ومولوه وأخدموه وبنوا له الكنائس، وبسطوا عليه الكرامات، لما يبلغوا عنه من علمه واجتهاده في دينه. فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلته موجها، وإلى جنبه أخ له يقال له كوز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال كوز : تعس الأبعد ! – يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم – فقال له أبو حارثة : بل تعست أنت ! قال : ولم يا أخي ؟ ! قال : والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر. قال له كوز : فما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرفونا ومولونا وأكرمونا، وقد أبوا إلا خلافه، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى، فأضمر عليها منه أخوه كوز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك، فهو كان يحدث هذا الحديث عنه، فيما بلغني.
قال أحمد : وحدثنا إبراهيم بن سعد هذا الحديث، عن محمد بن إسحاق، عن ابن سفيان الأسلمي، عن عبد الرحمن بن البيلماني٥.

١٩٩-
وحدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة، فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات ؛ جبب وأردية في جمال رجال للحارث بن كعب، قال : يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم، وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم/ يصلون، فمنعوهم ؛ فقال رسول الله : دعوهم ! فصلوا إلى المشرق. وكانت تسمية الأربعة عشر منهم الذين إليهم يؤول أمرهم : العاقب، و[ هو ]٦ عبد المسيح، والسيد - وهو الأيهم-، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل، وأوس[ و ]٧ الحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله، ويحنس في ستين راكبا. فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب، وعبد المسيح، والأيهم السيد، وهو٨ من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف من أمرهم يقولون : هو الله، ويقولون : هو ولد الله، ويقولون : هو ثالث ثلاثة. وكذلك قول النصرانية، فهم يحتجون في قولهم يقولون : هو الله بأنه كان يحيي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرا، وذلك كله بإذن الله ليجعله آية للناس !.
ويحتجون في قولهم بأنه ولد أنهم يقولون : لم يكن له أب يعلم، وقد تكلم في المهد شيئا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله ! ويحتجون في قولهم : إنه ثالث ثلاثة بقول الله عز وجل : فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا، فيقولون : لو كان واحدا ما قال : إلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت، ولكنه هو وعيسى بن مريم، ففي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن، وذكر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فيه قولهم، فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله : أسلما. قالا : قد أسلمنا قبلك. قال : كذبتما، يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا، وعباتكما الصليب، وأكلكما الخنزير، قالا : فمن أبوه يا محمد ؟ قال : فصمت رسول الله فلم يجبهما ؛ فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها فقال :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾، فافتتح السورة بتنزيه نفسه مما قالوه، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك له فيه، وردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر/ وجعلوا معه من الأنداد، واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم لتعرفهم بذلك ضلالتهم فقال :﴿ ألم الله لا إله إلا هو ﴾ أي : ليس معه غيره شريك في أمره، ﴿ الحي ﴾ الذي لا يموت وقد مات عيسى، وصلب في قولهم٩، ﴿ القيوم ﴾ القائم على مكانه من سلطانه في خلقه لا يزول وقد زال عيسى في قولهم١٠ عن مكانه الذي كان به، وذهب عنه إلى غيره١١.

٢٠٠-
حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ قال : إن اليهود كانوا يجدون محمدا وأمته أن محمدا مبعوث، ولا يدرون ما هذه أمة محمد، فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾، قالوا : قد كنا نعلم أن هذه الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها ؟ فإن كان محمد صادقا فهو نبي هذه الأمة، قد بين لنا كم مدة محمد ؛ لأن ﴿ ألم ﴾ في حساب جملنا١٢ إحدى وسبعون١٣ سنة، فما نصنع بدين إنما هو واحد وسبعون سنة ؟ ! فلما نزلت ﴿ ألر ﴾ وكانت في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وثلاثين سنة، فقالوا : هذا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة، مع واحد وسبعين قبل، ثم أنزل ﴿ ألمر ﴾ فكان في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وسبعين سنة في نحو هذا من صدور السور، فقالوا : قد التبس علينا أمره١٤.
١ - ذكره السيوطي في الإتقان ١/ ٢٨ من طريق ابن الأنباري بسنده عن قتادة..
٢ - الآية ١٣ من سورة الممتحنة..
٣ - ثمال ككتاب: الغياث الذي يقوم بأمر قومه. القاموس مادة: ثمل ص ١٢٥٧..
٤ - مدراس: بكسر الميم وسكون الدال هو البيت الذي يدرسون فيه كتبهم. ويعني بقوله: "صاحب مدراسهم" عالمهم الذي درس الكتب، يفتيهم ويتكلم بالحجة في دينهم..
٥ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٣-٥٧٣، وابن جرير ٦/١٥١، رقم: ٦٥٤٣، والبيهقي في الدلائل ٥/٣٨٢-٣٨٣..
٦ زيادة من سيرة ابن هشام وتفسير ابن جرير..
٧ - في الأصل: بن، والمثبت كما في المصدرين السابقين، وبذلك يتم عددهم أربعة عشر..
٨ - هكذا في الأصل، وعند ابن هشام : وهم..
٩ - يعني: في قول الأحبار الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجران..
١٠ - أي: في قول الأحبار الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجران في عيسى..
١١ - أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ٢/٢٢٢-٢٢٥، وابن جرير ٦/١٥٣، رقم : ٦٥٤٣..
١٢ - حساب الجمل: حساب مبناه على حروف أبجد، كل حرف يدل على رقم من الأعداد، آحآدها وعشراتها ومئاتها. متن اللغة للشيخ أحمد رضا١/٥٧١..
١٣ - في الأصل: سبعين، والمثبت هو الصحيح وكذا ما بعده..
١٤ - لم أقف عليه من رواية ابن جريج عند غير ابن المنذر، ينظر الدر المنثور ٢/١٤٧، ورواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ١/٥٤٥-٥٤٧، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/٢٠٨، من حديث جابر بن عبد الله بن رئاب..


قوله جل وعز :﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ [ آل عمران : ٢ ]
٢٠١- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن الكسائي في قوله :﴿ ألم الله لا إله إلا هو ﴾ قال : إنما انفتحت الميم، ولم تنخفض لفتحة الألف واللام التي استقبلتها١. وقد فسرناه في البقرة.
٢٠٢- أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ألم ﴾ افتتاح كلام شعار للسورة، وقد مضى تفسيرها في البقرة٢، ثم انقطع، فقلت :﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ استئناف٣.
قوله جل وعز :﴿ الحي القيوم ﴾
٢٠٣- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن هارون بن /موسى، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن عمر٤ أنه صلى العشاء الآخرة، فاستفتح آل عمران، فقرأ :﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيام ﴾٥، قال :
قال هارون : وهي في مصحف عبد الله٦ مكتوبة :﴿ الحي القيوم ﴾٧. ٨
٢٠٤-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا شعبة، عن سفيان، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن علقمة أنه قرأها :﴿ الحي القيام ﴾٩ قال : قلت : أأنت سمعتها منه ؟ قال : لا أدري١٠.
٢٠٥- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : فهذا من الفعل فيعال من قمت، أصلها : قيوام، فانقلبت الواو ياء، ولو أنه فعال لكان : قوام، كقول الله تبارك وتعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ﴾١١. وقال أبو عبيد في قوله عز وجل :﴿ القيوم ﴾ : هي من الفعل : فيعول. وكان في الأصل أن يكون : قيوم، فانقلبت الواو لسكون الياء التي قبلها، وكذلك القيام.
٢٠٦- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ الحي القيوم ﴾، قال : القائم على كل شيء١٢.
١ - ينظر إعراب القرآن للنحاس ١/٣٠٣، ٣٥٤..
٢ - مجاز القرآن ١/٨٦..
٣ - مجاز القرآن ١/٨٦..
٤ - المراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
٥ - وهي قراءة ابن مسعود أيضا. معاني القرآن للفراء ١/١٩٠ وهي أيضا قراءة إبراهيم النخعي والأعمش، وأصحاب عبد الله وزيد بن علي وجعفر بن محمد وأبي رجاء بخلاف، ورويت عن النبي صلى الله عليه و سلم المحتسب ١/١٥١. وينظر إعراب القرآن للنحاس ١/٣٥٤..
٦ - المراد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..
٧ - وهي قراءة علقمة بن قيس كما في مختصر ابن خالويه. المحتسب ١/١٥١..
٨ - أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١٦٨، وسعيد ابن منصور ٣/١٠٢٩، رقم: ٤٨٦، وعبد بن حميد المنتخب ق ٣، وابن أبي داود في المصاحف ص ٦١-٦٢، والحاكم وصححه ٢/٢٨٧ مختصرا..
٩ - ينظر الهامش رقم (٤)..
١٠ - أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ١٦٨-١٦٩، وابن جرير ٦/١٥٥، رقم : ٦٥٤٧..
١١ - سورة النساء، الآية ١٣٥..
١٢ - تفسير مجاهد ١/١٢١، وأخرجه ابن جرير ٦/١٥٧، رقم: ٦٥٥٠، وابن أبي حاتم ٢/٥٨٦، رقم: ٣١٢٧، والبيهقي في الأسماء والصفات ١/١٣١، رقم: ٧٦..
قوله جل وعز :﴿ نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ﴾
[ آل عمران : ٣ ]
٢٠٧- حدثنا علي بن المبارك : قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج قال : قال مجاهد :﴿ مصدقا لما بين يديه ﴾ من كتاب أو رسول١.
٢٠٨- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : أخبرنا يزيد بن زريع العبسي، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ابن دعامة : قوله عز وجل :﴿ نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ﴾ يقول : القرآن مصدق لما بين يديه من الكتب التي قد خلت قبله٢.
٢٠٩- أخبرنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ نزل عليك الكتاب بالحق ﴾ : أي بالصدق فيما اختلفوا فيه٣.
- وقال ابن جريج في قوله :﴿ مصدقا لما بين يديه ﴾ : التوراة والإنجيل.
قوله جل وعز :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ﴾
[ آل عمران : ٣-٤ ]

٢١٠-
حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل ﴾ : أنزلت التوراة والإنجيل قبل القرآن.

٢١١-
/حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ﴾ : هما كتابان أنزلهما الله : التوراة والإنجيل فيهما بيان من الله، وعظة لمن أخذ به، وصدق به، وعمل بما فيه٤.
١ - أخرجه عبد بن حميد المنتخب ق ٣، وابن جرير ٦/١٦١، رقم: ٦٥٥٤، ٦٥٥٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٨٧، رقم ٣١٣٥..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/١٦١ رقم: ٦٥٥٧. وزاد السيوطي في الدر ٢/١٤٣ نسبته إلى عبد بن حميد..
٣ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦..
قوله جل وعز :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ﴾
[ آل عمران : ٣-٤ ]

٢١٠-
حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل ﴾ : أنزلت التوراة والإنجيل قبل القرآن.

٢١١-
/حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ﴾ : هما كتابان أنزلهما الله : التوراة والإنجيل فيهما بيان من الله، وعظة لمن أخذ به، وصدق به، وعمل بما فيه٤.
قوله جل وعز :﴿ وأنزل الفرقان ﴾ [ آل عمران : ٤ ]
٢١٢- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ وأنزل الفرقان ﴾ هو القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وفرق به بين الحق والباطل، أحل فيه حلاله، وحرم فيه حرامه، وشرع فيه شرائعه، وحد فيه حدوده، وفرض فيه فرائضه، وبين فيه بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عن معصيته١.
٢١٣- حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وأنزل الفرقان ﴾ أي : الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره٢.
٢١٤- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى الحماني، قال : حدثنا. . . ٣ عن إسماعيل، عن أبي صالح قال :﴿ الفرقان ﴾ : التوراة٤.
قوله عز وجل :﴿ إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد ﴾
[ آل عمران : ٤ ]
٢٣٨-حدثنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ﴾ إن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها٥.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/١٦٣، رقم: ٦٥٦٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٨٨-٥٨٩، رقم: ٣١٤٦..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦، ورواه ابن جرير عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير ٦/١٦٣، رقم: ٦٥٦١..
٣ وقع هنا في الأصل طمس بمقدار كلمة أو كلمتين، ولعله: حدثنا شريك، أو ابن المبارك، وذلك لظهور حرف الكاف في نهاية الطمس، وشريك بن عبد الله وعبد الله بن المبارك تلميذان لإسماعيل بن أبي خالد وشيخان ليحيى الحماني. ينظر: تهذيب الكمال ٣/٧٢، ٣١/٤٢٠..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٨٩، رقم: ٣١٤٨. وضعف ابن كثير هذا القول بقوله: وأما ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي صالح أن المراد هاهنا بالفرقان: التوراة فضعيف – أيضا - لتقدم ذكرها. تفسير ابن كثير ٢/٦- تحقيق: سامي السلامة..
٥ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٧٨٩، رقم: ٣١٥٣..
قوله جل وعز :﴿ إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ﴾ [ آل عمران : ٥ ]
٢٣٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا ابراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ﴾ قد علم ما يريدون وما يكيدون، وما يضاهون بقولهم في عيسى إذ جعلوه ربا و إلها، وعندهم من علمه غير ذلك، غرة بالله وكفرا به١.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٨٩، رقم: ٣١٥٥..
قوله جل وعز :﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام ﴾
[ آل عمران : ٦ ]
٢١٥- حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا حماد بن سلمة، قال : حدثنا الزبير أبو عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله بن مكرز، عن عبد الله بن مسعود :﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾، ﴿ يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ﴾١.
٢١٦- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة : قوله عز وجل :﴿ إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ قادر- والله- ربنا على أن يصور عباده في الأرحام كيف يشاء، من ذكر وأنثى، وأسود وأحمر، تام خلقه أو غير تام٢.
قوله عز و جل :﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ الآية [ آل عمران : ٦ ]
٢٤٠- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا ابراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ أي : قد كان عيسى ممن صور في الأرحام، لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه، كما صور غيره من بني آدم. فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل ؟ !، ثم قال إنزاها٣ وتوحيدا له مما جعلوا معه ﴿ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾٤. ٥
قوله عز وجل :﴿ العزيز الحكيم ﴾ [ آل عمران : ٦ ]
٢٤١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ العزيز الحكيم ﴾ العزيز : في نصرته ممن كفر به إذا شاء، الحكيم : في حجته وعذره إلى عباده٦.
١ - الآيتان في سورة الشورى : ٤٩-٥٠..
٢ - أخرجه عبد بن حميد في المنتخب ق ٤، وابن جرير ٦/١٦٨، رقم: ٦٥٧٠..
٣ - إنزاها : أي تنزيها..
٤ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦..
٥ - من الآية ٧ من سورة آل عمران..
٦ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٦، وأخرجه ابن جرير ٦/١٦٩، رقم: ٦٥٧١، وابن أبي حاتم ٢/٥٩١، رقم: ٣١٦١..
قوله عز وجل :﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ﴾
[ آل عمران : ٧ ]
٢١٧- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح /قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ﴾ المحكمات : ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يؤمن به، ويعمل به١.
٢١٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله :﴿ آيات محكمات ﴾ قال : ما فيه من الحلال والحرام٢.
٢١٩- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك قال : المحكمات : ما لم ينسخ٣.
٢٢٠- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ﴾ فالمحكمات : الناسخ الذي يعمل به : ما أحل الله فيه حلاله، وحرم فيه حرامه٤.
٢٢١- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال، حدثنا هشيم، قال : أخبرنا العوام بن حوشب، عمن حدثه٥، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ﴾، قال : الثلاث آيات في سورة الأنعام :﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ﴾٦ إلى ثلاث آيات، والتي في بني إسرائيل :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ﴾٧ إلى آخر الآيات٨.
يتلوه في الذي يليه قوله عز وجل :﴿ وأخر متشابهات ﴾.
قوله جل وعز :﴿ وأخر متشابهات ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٢٢- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله :﴿ وأخر متشابهات ﴾، المتشابهات : منسوخه، ومقدمه، ومؤخره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به٩.
٢٢٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ محكمات ﴾ ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك فهو [ متشابه ]١٠ يصدق بعضه بعضا، وهو مثل قوله :﴿ وما يضل به إلا الفاسقين ﴾، ومثل قوله :﴿ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ﴾١١ ومثل قوله :﴿ كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ﴾١٢. ١٣
٢٢٤- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سلمة بن نبيط، عن الضحاك :﴿ وأخر متشابهات ﴾ المتشابهات : ما قد نسخ١٤.
٢٢٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة ﴿ وأخر متشابهات ﴾، أما المتشابهات فالمنسوخ الذي لا يعمل به ويؤمن به١٥.
٢٢٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وأخر متشابهات ﴾ تشبه بعضها بعضا١٦.
٢٢٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وأخر متشابهات ﴾ في الصدق، لهن تحريف، وتصريف، وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، أن يصرفن إلى الباطل، ولا يحرفن عن الحق١٧.
٢٢٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، قال : حدثنا محمد بن حرب، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثني عطاء بن دينار الهذلي، عن سعيد بن جبير :﴿ وأخر متشابهات ﴾ أما المتشابهات فهي آيات في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرؤوهن، ومن أجل ذلك يضل من ضل ممن ادعى بهذه الكلمة، فكل فرقة يقرؤون آية من القرآن يزعمون أنها لهم أصابوا بها الهدى، وما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله عز وجل :﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾١٨ / ثم يقرؤون معها ﴿ والذين كفروا بربهم يعدلون ﴾١٩، فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحق قالوا قد كفر، فمن كفر عدل به، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه، [ فهؤلاء ]٢٠ الأئمة مشركون٢١ ومن أطاعهم، فيخرجون فيفعلون ما رأيت ؛ لأنهم يتأولون هذه الآية، وفتحت لهم هذه الآية بابا كبيرا، وقولهم فيه لغير الحق.
ومن قولهم أنهم يقرؤون ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾٢٢، فيجعلونها في المسلمين واحدة، وإنما أنزلها الله عز وجل في الناس جميعا، المشرك يعلم أن الله حق، وأنه خلق السماوات والأرض، ثم يشرك به، وآي على نحو ذلك، لو شعر كثر فيه القول، وتتأول السبئية إذ يقولون فيه بغير الحق، إنما يقولون قول الله جل وعز :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ﴾٢٣ فيجعلونها فيمن يخاصمهم من أمة محمد صلى الله عليه و سلم في بعث الموتى قبل يوم القيامة.
٢٢٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : وحدثت عن ابن حيان في قوله عز وجل :﴿ وأخر متشابهات ﴾ فهو المنسوخ الذي يؤمن به، ولا يعمل به، فبلغنا والله أعلم " ألم، وألمص، وألر، وألمر " أن هؤلاء الآيات الأربع المتشابهات٢٤.
قوله جل وعز :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٣٠- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : إنما سمي القلب لأنه يتقلب.
٢٣١- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ من أهل الشك فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم، ويلبسون، فلبس الله عليهم٢٥.
٢٣٢- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل :﴿ في قلوبهم زيغ ﴾ قال : شك٢٦.
٢٣٣- حدثنا علي بن المبارك قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا ابن ثور /عن ابن جريج قال : قال آخرون في قوله :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ قال : المنافقون٢٧.
٢٣٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : وحدثت عن ابن حيان في قوله عز وجل :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ يعني به : حيي بن أخطب وأصحابه من اليهود٢٨.
٢٣٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ أي : ميل عن الهدى٢٩.
٢٣٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ في قلوبهم زيغ ﴾ أي : جور٣٠.
٢٣٧- حدثنا علي بن الحسن، وأخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي – ولقبه عارم-، حدثنا حماد ابن زيد، قال : حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، وقال ابن عبد العزيز : إن عائشة قالت يا رسول الله : هذه الآية ﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ﴾ إلى آخر الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا رأيتم الذين يجادلون به أو فيه، فهم الذين عنى الله فاحذروهم ".
زاد ابن عبد العزيز : قال أيوب : ولا أعلم أحدا من أهل الأهواء يجادل إلا بالمتشابه٣١.
﴿ هو الذي أنزل عليك الكتاب ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٤٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي غالب قال :
كنت في المسجد جالسا فجاء أبو أمامة فدخل المسجد، فصلى ركعتين خفيفتين قال : ثم توجه نحو الرؤوس٣٢ فظننت أنه سيكون له فيها كلام قال : فاتبعته وهو لا يشعر، فلما رآها قال : كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار، شر قتلى تحت ظل السماء، شر قتلى تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلوه، خير قتلى من قتلوه، خير قتلى من قتلوه، قال وكان يتكلم بهذا الكلام وهو يبكي قال : فدنوت منه، فقال : أبو غالب ؟ قلت : نعم، قال : أما إنهم قبلك كثير، قلت : أجل، قال : عافاك الله منهم، أعاذك الله منهم، أعاذني الله منهم. قال : قلت : يا أبا أمامة ما شأني أراك تبكي ؟ قال : أرحمهم أنهم كانوا مسلمين، قلت : بم ؟ قال : يا أبا غالب أتقرأ سورة آل عمران ؟ قلت : نعم قال : اقرأ ﴿ وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ايتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ﴾، فهم هؤلاء يا أبا غالب. قال : ثم قرأ ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ﴾٣٣ هم هؤلاء٣٤ يا أبا غالب. فقلت : يا أبا أمامة أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو شيء بلغك عنه ؟ قال : بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم /لا مرة ولا اثنتين ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسا ولا ستا ولا سبعا، إني إذا لجريء، إني إذا لجريء، إني إذا لجريء٣٥. ٣٦
قوله عز وجل :﴿ فيتبعون ما تشابه منه ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٤٣- حدثنا علان، قال حدثنا : أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله عز وجل :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ﴾، وقوله :﴿ وتقطعوا أمرهم بينهم ﴾٣٧، وقوله عز وجل :﴿ إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ﴾٣٨، وقوله :﴿ ولا تتبعوا السبل ﴾٣٩، وقوله :﴿ أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ﴾٤٠، ونحو هذا في القرآن، أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة في القرآن وأخبرهم إنما هلك من كان قبلكم بالمراء٤١ والخصومات في دين الله.
٢٤٤- حدثنا زكريا، قال حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ فيتبعون ما تشابه منه ﴾ أي ما تحرف منه وتصرف، ليصدقوا به ما ابتدعوا وأحدثوا، ليكون لهم حجة، ولهم على ما قالوا شبهة٤٢.
٢٤٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فيتبعون ما تشابه منه ﴾ ما يشبه بعضه بعضا فيطعنون فيه٤٣.
قوله عز وجل :﴿ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٤٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله :﴿ ابتغاء الفتنة ﴾ الشبهات إنما أهلكوا به٤٤.
٢٤٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ ابتغاء الفتنة ﴾ أي : اللبس٤٥.
٢٤٨- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ابتغاء الفتنة ﴾ الكفر٤٦.
قوله عز وجل :﴿ وابتغاء تأويله ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٤٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وابتغاء تأويله ﴾ ذلك ما ركبوا من الضلال في قولهم : خلقنا وقضينا يقول :﴿ وما يعلم تأويله ﴾ الذي به أراد /وما أرادوا إلا الله٤٧.
قوله عز وجل :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ [ آل عمران : ٧ ]
٢٥٠- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ يعني تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلا الله٤٨.
٢٥١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن ابن عباس :﴿ وما يعلم تأويله إلا الله ﴾ قال : جزاءه وثوابه يوم القيامة.
٢٥٢- حدثنا علي
١ - أخرجه ابن جرير ٦/١٧٥، رقم: ٦٥٧٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٢، رقم: ٣١٦٧، وابن كثير ٢/٧..
٢ - عزاء السيوطي في الدر ٢/١٤٥ إلى عبد بن حميد والفريابي..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/١٧٦، رقم: ٦٥٨١..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/١٧٥، رقم: ٦٥٧٧..
٥ - رجح الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على تفسير ابن جرير الطبري ٦/١٧٤، رقم: ٦٥٧٣ أن الصحيح في الإسناد : أخبرنا العوام بن الحوشب، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله ابن قيس، عن ابن عباس، فيكون المبهم في قوله: عمن حدثه هو عبد الله بن قيس؛ لأن العوام يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن قيس لم يرو عنه إلا االسبيعي، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢/٢٨٨ عن طريق علي بن صالح بن حي، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس، والله أعلم..
٦ - الآية : ١٥١ من سورة الأنعام..
٧ - الآية : ٢٣ من سورة الإسراء "بني إسرائيل"..
٨ - أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم: ٤٩٣، وعبد ابن حميد في المنتخب ق ٥، وابن جرير ٦/١٧٤، رقم: ٦٥٧٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٩١، رقم: ٣١٦٩، والحاكم ٢/٢٨٨ وصححه..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/١٧٥، رقم : ٦٥٧٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٣، رقم: ٣١٧٤..
١٠ - في الأصل: متشابها..
١١ - الآية: ١٧ من سورة محمد..
١٢ - الأنعام الآية : ١٢٥..
١٣ - أخرجه عبد بن حميد المنتخب ق ٥، وابن جرير ٦/١٧٧، رقم: ٦٥٨٥..
١٤ - أخرجه سفيان الثوري ص ١٥، رقم: ١٣٧، وابن جرير ٦/١٧٦، رقم: ٦٥٨١..
١٥ - أخرجه ابن جرير ٦/١٧٥، رقم: ٦٥٧٧..
١٦ - مجاز القرآن ١/٨٦..
١٧ سيرة ابن هشام ١/٥٧٦-٥٧٧، وأخرجه ابن جرير بنحوه من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر ٦/١٧٧، رقم: ٦٥٨٧، وأورده ابن كثير ٢/٧ وقال: إن هذا القول هو أحسن ما قيل في المتشابهات..
١٨ - المائدة الآية : ٤٤..
١٩ - الأنعام آية: ١..
٢٠ - في الأصل: فهذه..
٢١ - الدر المنثور ٢/١٤٦..
٢٢ - الآية: ١٠٦ من سورة يوسف..
٢٣ - سورة النحل من الآية ٣٨..
٢٤ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٤، رقم: ٣١٧٦..
٢٥ - أخرجه ابن جرير ٦/١٨٥، رقم: ٦٥٩٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٥، رقم: ٣١٨٥..
٢٦ - أخرجه ابن جرير ٦/١٨٤، رقم: ٦٥٩٧..
٢٧ - أخرجه ابن جرير ٦/١٨٤، رقم: ٦٥٩٧..
٢٨ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥، رقم: ٣١٨٢..
٢٩ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥، رقم: ٣١٨٣..
٣٠ - مجاز القرآن ١/٨٦..
٣١ - أخرجه عبد الرزاق ١/١٢٣، وسعيد بن منصور ٤٩٢، وأحمد في المسند ٦/٤٨، وإسحاق بن راهويه في مسنده ٣/٦٤٨، ٦٤٩، رقم: ٦٩١، ٦٩٢، وابن ماجة ٤٧، وابن أبي عاصم في السنة ١/٩، رقم: ٦، ومن طريق عبد الرزاق ابن جرير ٦/١٩١، رقم: ٦٦٠٨..
٣٢ - يعني : رؤوس قتلى المعركة..
٣٣ - الآية : ١٠٦ من سورة آل عمران..
٣٤ - أي: الخوارج..
٣٥ - أي إن قلت ذلك من تلقاء نفسي..
٣٦ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١٠/١٥٢، رقم: ١٨٦٦٣، وأحمد ٤/٢٦٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٤، رقم: ٣١٧٩، ٣١٨٠، والطبراني في الكبير ٨٠٤٩- ٨٠٥١..
٣٧ - سورة الأنبياء من الآية: ٩٣..
٣٨ - سورة النساء من الآية : ١٤٠..
٣٩ - سورة الأنعام من الآية: ١٥٣..
٤٠ - سورة الشورى من الآية : ١٣..
٤١ - أي الجدال، القاموس المحيط ص ١٧١٩ مادة: مرى..
٤٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٦، رقم: ٣١٨٨..
٤٣ - مجاز القرآن ١/٨٦..
٤٤ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٦، رقم: ٣١٩٠..
٤٥ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٦، رقم: ٣١٩٢..
٤٦ - مجاز القرآن ١/٨٦..
٤٧ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن جرير بنحوه من طريق ابن إسحاق، عن محمد ابن جعفر ٦/٢٠٠، رقم : ٦٦٢٥..
٤٨ - أخرجه ابن جرير ٦/ ١٩٩، رقم: ٦٦٢٣، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٧، رقم: ٣١٩٧..
قوله عز وجل :﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ﴾
[ آل عمران : ٨ ]
٢٦٦- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا ﴾ أي : لا تمل قلوبنا وإن ملنا بأحداثنا١، ﴿ وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾، ثم عرض بما شاء أن يعرض من الترهيب والترغيب والذكر لمن شاء أن يذكر، ثم قال :﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط ﴾ بخلاف ما قالوا٢.
١ - فسره الأستاذ محمود شاكر في حاشية ابن جرير فقال: الأحداث جمع حدث وهو الفعل. يسألون الله أن يثبت قلوبهم بالإيمان، وإن مالت أفعالهم إلى بعض المعصية: تفسير ابن جرير ٦/٢١٢، رقم : ٦٦٤٩..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، وأخرجه ابن جرير ٦/٢١٢، رقم: ٦٦٤٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠١، رقم: ٣٢٢١، من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير..
قوله عز وجل :﴿ ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ﴾
[ آل عمران : ٩ ]
٢٦٥- [ حدثنا علي بن عبد العزيز ]١، حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لا ريب فيه ﴾ لا شك فيه٢.
١ - ما بين القوسين سقط من الأصل، وهو في [م]..
٢ - مجاز القرآن ١/٨٧..
قوله عز وجل :﴿ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ﴾
[ آل عمران : ١٠ ]
٢٦٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ﴾ معناها : أي عند الله١.
١ - مجاز القرآن ١/٨٧..
قوله عز وجل :﴿ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم ﴾ الآية
[ آل عمران : ١١ ]
٢٦٨- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان قال، حدثني سلمة بن نبيط، عن الضحاك في هذه الآية :﴿ كدأب آل فرعون ﴾ قال : كفعل آل فرعون١، وكذلك قال ابن جريج.
٢٦٩- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي/ عبيدة :﴿ كدأب آل فرعون ﴾ كسنة آل فرعون وعادتهم، قال الشاعر :
ما زال هذا دأبها ودأبي٢ ***. . .
قوله عز وجل :﴿ كذبوا بآياتنا ﴾ [ آل عمران : ١١ ]
٢٧٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ كذبوا بآياتنا ﴾ أي : بكتبنا وعلامات الحق٣.
١ - أخرجه عبد بن حميد المنتخب ق ٩، وابن جرير ٦/٢٢٣-٢٢٤. رقم: ٦٦٦٠-٦٦٦١، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٣. رقم: ٣٢٣٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما..
٢ - مجاز القرآن ١/٨٧..
٣ - مجاز القرآن ١/٨٧، وفيه :"وعلاماتنا عن الحق"..
قوله جل وعز :﴿ قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ﴾
[ آل عمران : ١٢ ]
٢٧١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة في قوله جل وعلا :﴿ قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ﴾ قال : فنحاص اليهودي قال يوم بدر : لا يغرن محمدا أن قتل قريشا وغلبها، إن قريشا لا تحسن القتال. فنزلت هذه الآية١.
٢٧٢- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : لما أصاب الله قريشا يوم بدر جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يهودا في سوق بني قينقاع حين قدم المدينة فقال : يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريشا، فقالوا له : يا محمد، لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنا – والله- لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا. فأنزل الله في ذلك من قوله :﴿ قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ﴾ إلى قوله ﴿ إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ﴾٢.
قوله عز وجل :﴿ ولبئس المهاد ﴾ [ آل عمران : ١٢ ]
٢٧٣- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله :﴿ ولبئس المهاد ﴾ قال : لبئس ما مهدوا لأنفسهم٣.
وقال أبو عبيدة : المهاد : الفراش، أخبرنيه علي، عن الأثرم عنه٤.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٢٨. رقم: ٦٦٧٠..
٢ - ذكره ابن هشام في السيرة النبوية ١/٥٥٢، ٢/٤٧ مقطوعا من قول ابن إسحاق، وأخرجه ابن جرير ٦/٢٢٧- رقم: ٦٦٦٦. وابن أبي حاتم ٢/٦٠٤، رقم: ٣٢٣٤، والبيهقي في الدلائل ٣/١٧٣-١٧٤، كلهم رووه موقوفا من قول ابن عباس..
٣ - أخرجه عبد ابن حميد المنتخب ق ٩، وابن جرير ٦/ ٢٢٩، رقم: ٦٦٧١، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٠٤، رقم: ٣٢٣٥..
٤ - مجاز القرآن ١/ ٨٧..
قوله عز وجل :﴿ قد كان لكم آية في فئتين التقتا ﴾
[ آل عمران : ١٣ ]
٢٧٤- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قول الله عز وجل ﴿ قد كان لكم آية في فئتين التقتا ﴾ محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه ومشركي قريش يوم بدر١.
٢٧٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب /قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة : قوله عز وجل :﴿ قد كان لكم آية في فئتين التقتا ﴾ ذاكم يوم بدر لقد كان لكم عبرة ومتفكر٢. ٣
٢٧٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ قد كان لكم آية ﴾ أي : علامة٤.
قوله عز وجل :﴿ يرونهم مثليهم ﴾ [ آل عمران : ١٣ ]
٢٧٧- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله ﴿ قد كان لكم آية في فئتين التقيا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثلهم رأي العين ﴾ ذلكم يوم البدر، ألف المشركون أو قاربوا، وكان أًصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، لقد كان لكم في هؤلاء عبرة ومتفكر، أيدهم الله ونصرهم على عدوهم٥.
قوله عز وجل :﴿ رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة ﴾ [ آل عمران : ١٣ ]
٢٧٨- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأُثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يرونهم مثليهم رأي العين ﴾ مصدر، تقول : فلان ذاك رأي عيني وسمع أذني ﴿ والله يؤيد ﴾ يقوي من الأيد، وإن شئت من الأد، ﴿ لعبرة ﴾ : اعتبار٦.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٣١، رقم: ٦٦٧٨، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٥، رقم: ٣٢٣٩، وزاد السيوطي في الدر المنثور ٢/١٥٨ نسبته إلى ابن إسحاق..
٢ في م: تفكر..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٢٢٩، رقم: ٦٦٧٣..
٤ - مجاز القرآن ١/ ٨٧..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٣٧، رقم: ٦٦٨٦، وأخرجه ابن أبي حاتم بمعناه ٢/ ٦٠٦، رقم: ٣٢٤٧..
٦ - مجاز القرآن ١/٨٨..
قوله عز وجل :﴿ زين للناس حب الشهوات من النساء ﴾ الآية
[ آل عمران : ١٤ ]
٢٧٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين الكوفي، قال : حدثنا عبد السلام، عن عطاء بن السائب، عن رجل من آل سعد بن أبي وقاص١ قال : قرأ عمر هذه الآية ﴿ زين للناس حب الشهوات من الناس ﴾ حتى انتهى إلى قوله :﴿ قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ﴾ فبكى وقال : نزلت بعد ماذا ؟ بعد ما زينها٢. ٣
قوله عز وجل :﴿ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ﴾
[ آل عمران : ١٤ ]
٢٨٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج قال : قال مجاهد :﴿ القناطير المقنطرة ﴾ قال : القنطار سبعون ألف دينار٤.
٢٨١- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة ﴿ زيد للناس حب الشهوات ﴾ إلى قوله عز وجل :﴿ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ﴾ المقنطرة : المال الكثير، بعضه على بعض٥.
٢٨٢- أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ القناطير ﴾ : واحدها قنطار، وتقول العرب : هو قدر وزن لا يجدونه، ﴿ المقنطرة ﴾ : المفعلة مثل قولك : آلاف مؤلفة٦.
قوله عز وجل :﴿ والخيل المسومة ﴾ [ آل عمران : ١٤ ]
٢٨٣- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله :﴿ والخيل المسومة ﴾ قال : المطهمة٧ المشوبة حسنا٨.
٢٨٤- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ والخيل المسومة ﴾ قال : شية٩ في الخيل في وجوهها١٠.
٢٨٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ المسومة ﴾ : المعلمة١١.
٢٨٦- حدثنا موسى بن عبد الرحمن، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس :﴿ المسومة ﴾ : قال : الراعية١٢.
٢٨٧- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله بن الوليد العدني، عن سفيان، عن حبيب١٣ بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير في قوله جل وعز :﴿ والخيل المسومة ﴾ قال : المسومة الراعية١٤. وممن قال بأنها الراعية عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى ١٥ والضحاك، وقال الحسن : المسرحة في الرعي١٦.
قوله عز وجل :﴿ والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا ﴾ الآية [ آل عمران : ١٤ ]
٢٨٨- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، الأنعام : جماعة النعم، والحرث : الزرع. متاع الحياة الدنيا : تمتعهم، أي نعيمهم. المآب : المرجع، من : آب يؤوب١٧.
١ - هو أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد، كما في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم..
٢ - في م: زينتها..
٣ - روى بمعناه ابن جرير ٦/٢٤٤، رقم: ٦٦٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٦، رقم: ٣٢٤٧، مختصرا من طريق عطاء عن أبي بكر بن حفص..
٤ - أخرجه سعيد بن منصور ٥٩٨، وعبد بن حميد المنتخب ق ١٠، وابن جرير ٦/٢٤٨، رقم: ٦٧١٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٩، رقم: ٣٢٦٢..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٨، رقم: ٦٧٢٥..
٦ - مجاز القرآن ١/٨٨..
٧ - المطهمة: المقربة المكرمة العزيزة الأنفس، والمطهم من الناس، والخيل: الحسن التام، كل شيء منه على حدته فهو بارع. اللسان ١٢ / ٣٧٢..
٨ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٤، رقم: ٣٨٠، وابن جرير ٦/٢٥٢، رقم: ٦٧٣٨، وابن أبي حاتم ٢/٦١٠، رقم: ٣٢٧١، وعزاه السيوطي في الدر ٢/١٦٣ إلى عبد بن حميد..
٩ - الشية: العلامة، وسواد في بياض، أو بياض في سواد، وكل ما خالف اللون في جميع الجسد، وفي جميع الدواب، وشية الفرس: لونه، جمعه شيات. المعجم الوسيط مادة: وشى..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٥٤، رقم: ٦٧٤٨، وابن أبي حاتم ٢/٦١١، رقم: ٣٢٧٢، وعبد الرزاق في التفسير ١/١١٧..
١١ - مجاز القرآن ١/ ٨٩..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٢٥٢، رقم : ٦٧٣٤، وابن أبي حاتم ٢/ ٦١٠، رقم: ٣٢٦٨..
١٣ - في الأصل : عن سفيان بن حسين بن أبي ثابت، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر التخريج..
١٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/ ١٢٥، رقم: ٣٨١، وعبد بن حميد المنتخب ق ١١، وابن جرير ٦/ ٢٥٢، رقم: ٦٧٢٩، وابن أبي حاتم ٢/٦١٠، رقم: ٣٢٦٩..
١٥ - ذكره البخاري معلقا في صحيحه، ينظر: فتح الباري ٨/٢٠٨، وقد وصله ابن جرير ٦/٢٥٢، رقم: ٦٧٣٣، وابن أبي حاتم ٢/٦١٠، رقم: ٣٢٦٩..
١٦ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٥٢، رقم: ٦٧٣٢..
١٧ - مجاز القرآن ١/٨٩.
.

قوله عز وجل :﴿ قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ﴾ [ آل عمران : ١٥ ]
٢٨٩- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة :﴿ قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ﴾ ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان يقول : اللهم زينت لنا الدنيا وأنبأتنا أن ما بعدها خير منها، فاجعل حظنا في الذي هو خير وأبقى١.
قوله [ جل وعز ]٢ ﴿ وأزواج مطهرة ﴾ [ آل عمران : ١٥ ]
٢٩٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز /قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ مطهرة ﴾ : مهذبة من كل عيب٣.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦١٢، رقم: ٣٢٧٩..
٢ - ليست في الأصل، وهي مكتوبة قبل كل آية..
٣ - مجاز القرآن ١/٨٩..
قوله عز وجل :﴿ الصابرين ﴾ [ آل عمران : ١٧ ]
٢٩١- حدثنا موسى قال حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن المبارك، عن سعيد، عن قتادة :﴿ الصابرين ﴾ قال : صبروا عن محارم الله، وصبروا على طاعة الله١. ٢
قوله عز وجل :﴿ والصادقين ﴾ [ آل عمران : ١٧ ]
٢٩٢- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة قوله :
﴿ والصادقين ﴾ قال : الصادقون : قوم صدقت نيتهم، واستقامت قلوبهم وألسنتهم، وصدقوا في السر والعلانية٣.
قوله عز وجل :﴿ والقانتين ﴾ [ آل عمران : ١٧ ]
٢٩٣- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ والقانتين ﴾ قال : القانتون هم المطيعون لله عز وجل٤.
٢٩٤- وأخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : القانت : المطيع٥.
قوله عز وجل :﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾ [ آل عمران : ١٧ ]
٢٩٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة :﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾ قال : المستغفرين بالأسحار : أهل الصلاة٦.
٢٩٦- حدثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وموسى بن هارون، قالا : حدثنا أبو رجاء، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، قال : سألت زيد بن أسلم عن ﴿ المستغفرين بالأسحار ﴾ فقال : هم الذين يحضرون الصبح٧.
٢٩٧- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا هارون بن معروف، قال : حدثنا الوليد بن مسلم، قال : سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله جل ثناؤه :﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾ قال : حدثني سليمان بن موسى، قال : حدثني نافع، أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة، ويقول : يا نافع أسحرنا ؟ فنقول : لا. فيعاود الصلاة، فإذا قلت : نعم، قعد يستغفر الله ويدعوه حتى يصبح٨.
١ - في الأصل: وصبروا على محارم الله، والتصريح من المصادر الآتي ذكرها في الهامش التالي..
٢ - أخرجه عبد ابن حميد المنتخب ق ١٢، وابن جرير ٦/٢٦٤، رقم: ٦٧٥٢، وابن أبي حاتم ٢/٦١٤، رقم: ٣٢٩٤..
٣ - أخرجه عبد ابن حميد المنتخب ق ١٢، وابن جرير ٦/٢٦٤، رقم : ٦٧٥٢. وابن أبي حاتم ٢/٦١٤، رقم: ٣٢٩٤..
٤ - أخرجه عبد بن حميد المنتخب ق ١٢، وابن أبي حاتم ٢/٦١٥، رقم: ٣٢٩٧..
٥ - مجاز القرآن ١/٨٩..
٦ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٦٥، رقم: ٦٧٥٣، وابن أبي حاتم ٢/٦١٥، رقم: ٣٣٠٠..
٧ - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/٤٩٨، رقم: ١٧٠٣٥، وابن جرير ٦/٢٦٧، رقم : ٦٧٥٩. وابن أبي حاتم ٢/٦١٥، رقم: ٣٣٠١..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٦٦، رقم : ٦٧٥٦، وابن أبي حاتم ٢/٦١٦، رقم: ٣٣٠٢..
قوله عز وجل :﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو ﴾ [ آل عمران : ١٨ ]
٢٩٨- حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم ﴾ بخلاف ما قالوا١.
٢٩٩- أخبرنا علي : قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ﴾ شهود على ذلك٢.
قوله عز وجل :﴿ والملائكة وأولوا العلم ﴾ [ آل عمران : ١٨ ]
٣٠٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز، عن أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي، قال : حدثنا يعقوب – وهو القمي-، عن جعفر- وهو ابن ربيعة-، عن سعيد بن جبير قال : كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنما، لكل قبيلة من قبائل العرب صنم٣ أو صنمان. قال : فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾٤. قال : فأصبحت الأصنام كلها قد خرت سجدا للكعبة٥.
قوله عز وجل :﴿ قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾
[ آل عمران : ١٨ ]
٣٠١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ قائما بالقسط ﴾ أي : بالعدل٦ قائما ﴿ لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾٧.
٣٠٢- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ بالقسط ﴾ : مصدر أقسط وهو العادل، والقاسط : الجائر الكافر٨. ٩
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، وأخرجه ابن جرير ٦/٢٧٣، رقم: ٦٧٦١، وابن أبي حاتم ٢/٦١٦، رقم : ٣٣٠٥..
٢ - مجاز القرآن ١/٨٩..
٣ - في الأصل: صنما، والصحيح ما أثبته..
٤ - الآية ١٨ من سورة آل عمران..
٥ - زاد في الدر المنثور ٢/ ١٦٧ نسبته إلى عبد بن حميد..
٦ - أخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق، عن مجاهد، ومحمد بن جعفر بن الزبير ٦/٢٧٣، رقم : ٦٧٦، وأخرجه عن مجاهد أيضا ٦/٢٧٣، رقم: ٦٧٦٢..
٧ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر ٦/٢٧٣، رقم: ٦٧٦١..
٨ - ومن ذلك قوله تعالى :(وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) [سورة الجن الآية ١٥]..
٩ - مجاز القرآن ١/ ٩٠ بدون قوله : الكافر..
قوله عز وجل :﴿ إن الدين عند الله الإسلام ﴾
[ آل عمران : ١٩ ]
٣٠٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن أبي : إن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ولا المشركة، من يعمل خيرا فلن يكفره.
٣٠٤- وحدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إن الدين عند الله الإسلام ﴾ والإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وهو دين الله الذي شرع لنفسه، وبعث به رسله، ودل عليه أولياءه١، ولا يقبل غيره، ولا يجزئ إلا به٢.
٣٠٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ إن الدين عند الله الإسلام ﴾ إن الذي أنت عليه يا محمد التوحيد للرب، والتصديق بالرسل٣.
قوله عز وجل :﴿ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ﴾
[ آل عمران : ١٩ ]
٣٠٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ﴾ الأمم التي أتتهم الكتب والأنبياء٤.
قوله عز وجل :﴿ إلا من بعد ما جاءهم العلم ﴾ [ آل عمران : ١٩ ]
٣٠٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم ﴾ الذي جاءك، أن الله الواحد الذي ليس له شريك، ﴿ بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ﴾٥.
قوله عز وجل :﴿ بغيا بينهم ﴾ [ آل عمران : ١٩ ]
٣٠٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا الهيثم، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد ابن جبير في قول الله جل ثناؤه :﴿ وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ﴾ قال : كثرت أموالهم فتباغوا بينهم٦.
قوله جل ذكره :﴿ ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ﴾
[ آل عمران : ١٩ ]
٣٠٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا روح في قوله عز وجل :﴿ ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ﴾، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : أحصاه، وكذلك قال ابن جريج٧.
١ - في الأصل : أولياؤه..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٧٥، رقم : ٦٧٦٣..
٣ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر ٦/ ٢٧٦، رقم: ٦٧٦٦..
٤ - مجاز القرآن ١/٩٠..
٥ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر ٦/٢٧٨، رقم: ٦٧٧، وابن أبي حاتم ٢/ ٦١٨، رقم: ٣٣١٧..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٦١٨، رقم: ٣٣١٩..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٧٩، رقم: ٣٣٠، وابن أبي حاتم ٢/ ٦١٩، رقم: ٣٣٢٠، وعند ابن جرير: إحصاؤه عليهم..
قوله عز وجل :﴿ فإن حاجوك ﴾ إلى ﴿ ومن اتبعن ﴾
[ آل عمران : ٢٠ ]
٣١٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ فإن حاجوك ﴾ قال : اليهود والنصارى، فقالوا : إن الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد : أسلمت وجهي لله.
٣١١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فإن حاجوك ﴾ أي : بما يأتون به من الباطل، من قولهم : خلقنا، وفعلنا، وجعلنا، وأمرنا، فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق، ﴿ فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن ﴾١.
قوله عز وجل :﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم ﴾
[ آل عمران : ٢٠ ]
٣١٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في " تفسيره "، عن ابن جريج :﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب ﴾ قال : اليهود والنصارى، عن ابن عباس٢.
قوله عز وجل :﴿ والأميين أأسلمتهم فإن أسلموا فقد اهتدوا ﴾ [ آل عمران : ٢٠ ]
٣١٣- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق.
قال : وحدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ﴾ بمعنى : الذين لا كتاب لهم ﴿ أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ﴾٣.
٣١٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في " تفسيره "، عن ابن جريج :﴿ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ﴾ الأميين الذين لا يكتبون، عن ابن عباس٤.
٣١٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : الأميين، قال : والأميون الذين لم يأتهم الأنبياء بالكتب، والنبي الأمي : الذي لا يكتب٥.
قوله عز وجل :﴿ وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ﴾
[ آل عمران : ٢٠ ]
٣١٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وإن تولوا ﴾ في هذا الموضع : وإن كفروا٦.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧، وأخرجه ابن جرير ٦/٢٨٠، رقم: ٦٧٧٣، وابن أبي حاتم ٢/٦١٩، رقم: ٣٣٢٢، من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر..
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦١٩، رقم: ٣٣٢٥..
٣ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٧-٥٧٨، وأخرجه ابن جرير ٦/٢٨٢، رقم: ٦٧٧٤، وابن أبي حاتم ٢/٦١٩، رقم: ٣٣٢٦ من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٨٢، رقم: ٦٧٧٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٠، رقم: ٣٣٢٧..
٥ - مجاز القرآن ١/٩٠..
٦ - مجاز القرآن ١/٩٠..
قوله عز وجل :﴿ إن الذين يكفرون بآيات الله ﴾ [ آل عمران : ٢١ ]
٣١٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الرمادي، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله : إن بني إسرائيل كانوا يقتلون في اليوم ثلاثمائة نبي، ثم تقوم سوقهم من آخر النهار.
٣١٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : بعث عيسى يحيى عليهما السلام في اثنى عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس، فكان ينهى عن نكاح بنت الأخ، وكان ملك له بنت أخ تعجبه، فأرادها وجعل يقضي لها كل يوم حاجة، فقالت لها أمها : إذا سألك عن حاجتك فقولي : حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا ! فقال لها الملك : حاجتك ؟ فقالت : حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا. فقال : سلي غير هذا. فقالت : لا أسألك غير هذا، فلما أبت أمر به فذبح في طست، فبدرت قطرة من دمه، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر، فدلت عجوز عليه، فألقي في نفسه أن لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم، فقتل في يوم واحد من بيت واحد وسن واحد سبعين ألفا، ( فسكن )١.
قوله عز وجل :﴿ ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ﴾
[ آل عمران : ٢١ ]
٣١٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح :﴿ ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ﴾ حدثني عن معقل بن أبي مسكين قال : كان الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكرون قومهم، فيقتلون فيهم الذين يأمرون بالقسط من الناس٢.
٣٢٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن حميد، قال : حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد قال : أقحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل سنين، فقال الملك : ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه، فقال له جلساؤه : كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه وهو في السماء ؟ ! قال : أقتل أولياءه من أهل الأرض، فيكون ذلك إيذاء له قال : فأرسل الله عليهم السماء.
٣٢١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس، قال : حدثنا أبو العباس الحراني أو إبراهيم الشافعي، قال : فقال فضيل :﴿ ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ﴾ قال : ما بال الذين كانوا يأمرون بالقسط من الناس كانوا يقتلون في ذلك الزمان، وهم اليوم يقربون ويكرمون، أما والله على ذلك ما فعلوا ذلك بهم حتى أطاعوهم، أما والله ما أطاعوهم حتى عصوا الله.
١ - أخرجه ابن أبي الدنيا في جزء من عاش بعد الموت ص ٨٧-٨٨، رقم : ٤٤، والحاكم وصححه ٢/٢٩٠. وكلمة: فسكن، زيادة من الدر المنثور، لإيضاح المعنى..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٨٥، رقم: ٦٧٧٧..
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ﴾
الآية [ آل عمران : ٢٣ ]
٣٢٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس١ على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله عز وجل، فقال له النعمان بن عمرو، والحارث ابن يزيد : على أي دين أنت يا محمد ؟ قال : على ملة إبراهيم ودينه، قالا : فإن إبراهيم كان يهوديا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلم إلى التوراة فهي بيني وبينكم، فأبيا عليه، فأنزل الله جل وعز فيهما :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ﴾، وفي قوله عز وجل :﴿ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ﴾٢.
٣٢٣- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله عز وجل ﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ﴾ قرأ إلى ﴿ يفترون ﴾ أولئك أعداء الله اليهود دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم، وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة، ثم تولوا عنه وهم معرضون٣.
١ - تقدم تفسيره ص ٩٩..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٥٢-٥٥٣، وأخرجه ابن جرير ٦/٢٨٨، رقم: ٦٧٨١ من طريق ابن عباس وابن أبي حاتم ٢/٦٢٢، رقم: ٣٣٤٠..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٠، رقم: ٦٧٨٤، وابن أبي حاتم بنحوه ٢/٦٢٢-٦٢٣ رقم: ٣٣٤٣..
قوله عز وجل :﴿ ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ﴾ [ آل عمران : ٢٤ ]
٣٢٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : قالت العرب : لا نبعث ولا نحاسب.
**دينهم }١ قال : غرهم قولهم :﴿ لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ﴾ ٢.
٣٢٧- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ﴾ قالوا :﴿ نحن أبناء الله وأحباؤه ﴾ ٣.
- وقال ابن جريج في قوله :﴿ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ﴾ قولهم :﴿ لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ﴾.
قوله عز وجل :﴿ ما كانوا يفترون ﴾ [ آل عمران : ٢٤ ]
٣٢٨- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ما كانوا يفترون ﴾ قال : يختلقون الكذب٤.
١ - من الآية ٢٤ من سورة آل عمران..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٣، رقم: ٦٧٨٨، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٣، رقم: ٣٣٤٧..
٣ - أخرجه ابن جرير ٣/٢١٩..
٤ - مجاز القرآن ١/٩٠..
قوله عز وجل :﴿ فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ﴾ الآية
[ آل عمران : ٢٥ ]
٣٢٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، قال : حدثنا محمد بن سوقة، قال : أتيت نعيم بن أبي هند الأشجعي، قال : فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها : من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب، إنا نحذرك يوما تعنى فيه الوجوه، وتجب١ فيه القلوب، وتنقطع فيه الحجج لحجة ملك قهرهم بجبروته، والخلق داخرون له، يرجون رحمته، ويخافون عذابه.
فكتب إليهما عمر، كتبتما إلي تحذراني مما حذرت منها الأمم قبلنا، وقد كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس، يقربان كل بعيد، ويفنيان كل جديد، ويأتيان كل موعود، حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار بأعمالهم ﴿ ثم توفى كل نفس ما كسبت ﴾ الآية٢.
٣٣٠- حدثنا زكريا قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي :﴿ لا ريب فيه ﴾ لا شك فيه.
١ - تجب القلوب، أي: تخفق خوفا. القاموس المحيط مادة: وجب، ص ١٨٠..
٢ - من الآية ٢٥ من سورة آل عمران..
قوله عز وجل :﴿ قل اللهم مالك الملك ﴾ [ آل عمران : ٢٦ ]
٣٣١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا زياد، عن محمد ابن إسحاق، ﴿ قل اللهم مالك الملك ﴾ أي : رب العباد، الملك الذي لا يقضي فيهم غيره١.
قوله جل وعز :﴿ تؤتي الملك من تشاء ﴾ الآية [ آل عمران : ٢٦ ]
٣٣٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ﴾ قال : النبوة٢.
٣٣٣- حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير ﴾ لا إلى غيرك ﴿ إنك على كل شيء قدير ﴾ أي : لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك٣.
٣٣٤- حدثنا موسى، قال : حدثنا بشر بن هلال قال : حدثنا جعفر بن سليمان، قال : حدثنا عوف، عن الحسن قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد سل ربك :﴿ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ﴾ إلى قوله ﴿ وترزق من تشاء بغير حساب ﴾. ثم جاءه جبريل فقال : يا محمد سل ربك :﴿ وقل رب أدخلني مدخل صدق ﴾ ٤ المدينة، ﴿ وأخرجني مخرج صدق ﴾ من مكة، ﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾. قال : فسأل ربه بقول الله تبارك وتعالى، فأعطاه ذلك.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٨، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٢٤، رقم: ٣٣٥٠..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٨، وأخرجه ابن جرير ٦/٣٠٠، رقم: ٦٧٩٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٤، رقم: ٣٣٥١..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٩، رقم: ٦٧٨٩ بنحوه من طريق محمد بن جعفر، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٥، رقم: ٣٣٥٦..
٤ - من الآية ٨٠ من سورة الإسراء..
قوله عز وجل :﴿ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ﴾
[ آل عمران : ٢٧ ]
٣٣٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، عن أبي أسامة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، في قوله :﴿ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ﴾ قال : أخذ الشتاء من الصيف والصيف من الشتاء١.
٣٣٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي، عن الحسن، في قوله عز وجل :﴿ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ﴾ قال : الليل اثنتا عشرة ساعة، والنهار اثنتا عشرة ساعة، فإذا أولج الليل في النهار أخذ النهار من ساعات الليل، فطال النهار وقصر الليل، وإذا أولج النهار في الليل أخذ الليل من ساعات النهار، فطال الليل وقصر النهار٢.
٣٣٧- حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله ﴿ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ﴾ قال : ما نقص من أحدهما في الآخر يعاقبان ذلك على الساعات٣.
وقال بمثل معنى ما قال، مجاهد وعكرمة والضحاك ومحمد بن كعب وقتادة٤.
قوله عز وجل :﴿ وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾
[ آل عمران : ٢٧ ]
٣٣٨- حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن عفان البزار، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن إبراهيم قال : قال عبد الله :﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ قال : قال : النطفة ميتة يخرجها من الحي، ويخرج الحي من النطفة وهي ميتة٥.
٣٣٩- حدثنا علان، قال : حدثنا عبد الله بن صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ تخرج الحي من الميت ﴾ قال : يخرج النطفة الميتة من الحي، ثم يخرج من النطفة بشرا حيا٦.
٣٤٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا النضر بن شميل، عن هارون، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقول :﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ حقيقة، قال : وزعموا أن تفسيرها : يخرج النطفة وهي ميتة من الرجل الحي، ويخرج الحي من النطفة وهي ميتة.
٣٤١- حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ قال : الناس الأحياء من النطفة والنطقة ميتة تخرج من الناس الأحياء ومن الأنعام، والنبات كذلك أيضا٧.
٣٤٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن الكلبي :﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ مخففة، تقول : النطفة والحبة والبيضة.
٣٤٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، قال : حدثنا سفيان، عن السدي، عن أبي مالك :﴿ تخرج الحي ﴾ الآية. قال : النخلة من النواة، والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة٨.
٣٤٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، قال : حدثني أبي، عن ﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ قال : الحب والبيض٩.
٣٤٥- حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال : أخبرنا عبد الله بن حمران، قال حدثنا الأشعث، عن الحسن أنه قال في هذه الآية :﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ﴾ يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
وكذلك قال قتادة١٠.
٣٤٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، ﴿ وتخرج الحي من الميت ﴾ أي : الطيب من الخبيث، والمسلم من الكافر١١.
٣٤٧- [ حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق.
وحدثنا زكريا، حدثنا عمرو، حدثنا زياد- واللفظ له-، عن محمد بن إسحاق :﴿ وتخرج الميت من الحي ﴾، قال : بالقدرة، ﴿ وترزق من تشاء بغير حساب ﴾، لا يقدر على ذلك غيرك، ولا يصنعه إلا أنت، أي فإن كنت سلطت عيسى على الأشياء التي بها يزعمون أنه الإله، من إحياء الموتى، وإيزال الأسقام، وخلق الطير من الطين، والخبر عن الغيوب، لأجعله به آية للناس، وتصديقا له في نبوته التي بعثته بها إلى قومه، فإن من سلطاني وقدرتي ما لم أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة ووضعها حيث شئت، وإيلاج الليل في النهار، وإيلاج النهار في الليل، وإخراج الحي من الميت، والميت من الحي، ورزق من شئت من بر أو فاجر بغير حساب، وذلك لم سلطت عيسى عليه، أفلم يكن لهم في ذلك عبرة وبينة ؟
ألو كان إلها كان ذلك كله إليه، وهو في علمهم يهرب من الملوك، وينتقل منهم في البلاد من بلد إلى بلد ؟ ! ]١٢.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٢٥، رقم: ٣٣٥٧..
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة ٢/٦٢٥، رقم: ٣٣٨٥، وقال: وروي عن الحسن، والربيع بن أنس، وقتادة نحوه..
٣ - قول مجاهد أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٢، رقم: ٦٧٩٧..
٤ - قول عكرمة أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٢، رقم: ٦٧٩٦، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٢٥، رقم: ٣٣٥٨، وقول الضحاك أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٣، رقم : ٦٨٠٢..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٤، رقم: ٦٨٠٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٦، رقم: ٣٣٦٤، وقال: وروى عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والنخعي، وقتادة، والضحاك..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٢٦، رقم: ٣٣٦٣..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٤، رقم: ٦٨٠٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٧ رقم ٣٣٦٩..
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٢٧، رقم: ٣٣٦٥، وأبو الشيخ في العظمة ٢/٦٢٧، رقم: ٣٣٦٥..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٦، رقم : ٦٨١٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٧، رقم: ٣٣٦٦..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٠٧، رقم : ٦٨١٦، ٦٨١٩..
١١ - مجاز القرآن : ١/٩٠..
١٢ هذا الأثر ليس في الأصل، وإنما هو من [م]. وقد أخرجه ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير ٣/٢٢٧..
قوله عز وجل :﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ﴾ [ آل عمران : ٢٨ ]
٣٤٨- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس، في قوله :﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ﴾ قال : نهى الله سبحانه المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، ويتخذوهم وليجة١ من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهروا لهم اللطف، ويخالفونهم في الدين، وذلك قوله عز وجل ﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ ٢.
٣٤٩- حدثنا علي بن المبارك قال : حدثنا زيد قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، ﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ﴾ قال : إلا مصانعة في الدنيا تقاة٣.
٣٥٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قال : وكان الحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار، ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر : اجتنبوا النفر من اليهود، واحذروا مباطنتهم، لا يفتنونكم عن دينكم، فأبى أولئك النفر إلا لزومهم، فأنزل الله جل وعز :﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ﴾ إلى قوله ﴿ والله على كل شيء قدير ﴾ ٤.
٣٥١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : وحدثت عن ابن حيان في قوله جل وعز :﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء ﴾ قال : المؤمنون يظهرون للمشركين المودة بمكة فنهاهم الله عن ذلك، قال :﴿ ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ﴾ إلا أن يكون معهم أو بين أظهرهم فيتقيهم بلسانه، ولا يكون في قلبه لهم مودة.
قوله عز وجل :﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ [ آل عمران : ٢٨ ]
٣٥٢- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال : قال ابن عباس ﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ قال : التقية باللسان يتكلم به مخافة الناس، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه، ما لم يبسط يده فيقتل، أو يبسطها إلى معصية الله، فلا عذر له إن فعل٥.
٣٥٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن سعيد، قال : حدثنا وهب ابن جرير، قال : حدثنا أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك : وأما قوله :﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ فهو أن يحمل الرجل على أمر يتكلم به هو لله معصية، فتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه٦.
٣٥٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، قال : حدثنا ابن أبي مريم، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : أخبرني ابن أبي جعفر، عن الحسن في قول الله عز وجل :﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ قال : ذلك في المشركين يكرهونهم على الكفر وقلوبهم كارهة، ولا يصبرون لعذابهم.
٣٥٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ الرحم من المشركين، من غير أن تتولوهم في دينهم، إلا أن يصل رجل رحما له في المشركين٧.
٣٥٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : تقاة وتقية، واحدة٨.
١ - الوليجة: كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه وليس من أهله، من قولهم : فلان وليجة في القوم إذا لحق بهم وليس منهم، إنسانا كان أو غيره. المفردات في غريب القرآن: ولج. ص ٥٣٢..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٣١٣، رقم: ٦٨٢٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٨، رقم: ٣٣٧٥..
٣ - أخرجه ابن جريج ٦/٣١٥، رقم : ٦٨٣١، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٠، رقم: ٣٣٨٥..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣١٤، رقم : ٦٨٢٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٩، رقم: ٣٣٧٧..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٣١٤، رقم: ٦٨٢٩، و ٦/٣١٥-٣١٦، رقم: ٦٨٣٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٢٢، رقم : ٣٣٨١، والحاكم وصححه ٢/٢٩١، والبيهقي في السنن ٨/٢٠٩..
٦ - أخرجه ابن جرير ٦/٣١٥، رقم: ٦٨٣٤..
٧ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١١٨، وعبد بن حميد المنتخب ق ١٨، وابن جرير ٦/ ٣١٥، رقم: ٦٨٣٤..
٨ - مجاز القرآن ١/٩٠..
قوله عز وجل :﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ﴾
[ آل عمران : ٣٠ ]
٣٥٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي، قال : حدثنا أبو عامر الخراز، عن رجل أخبره عن سعيد بن المسيب أنه تلا هذه الآية ﴿ أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ﴾١، فقال سعيد : ودوا أن سيئاتهم كانت أكثر، قال : فذكرت ذلك لمجاهد، قال : وكان مجاهد إذا أنكر الشيء لم يقل ليس كما قال، قال : ولكنه يقول ما يعلم. قال : فتلا مجاهد هذه الآية :﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ﴾ إلى ﴿ أمدا بعيدا ﴾.
٣٥٨- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة ﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ﴾ يقول : موفرا٢.
قوله عز وجل :﴿ وما عملت من سوء تود لو أن بينهما وبينه أمدا بعيدا ﴾ [ آل عمران : ٣٠ ]
٣٥٩- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله ﴿ أمدا بعيدا ﴾ قال : أجلا بعيدا٣.
٣٦٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أمدا بعيدا ﴾ قال : الأمد الغاية٤.
قوله عز وجل :﴿ ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ﴾
[ آل عمران : ٣٠ ]
٣٦١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن في قوله :﴿ ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ﴾ قال : من رأفته بهم حذرهم نفسه٥.
١ - من الآية ٧٠ من سورة الفرقان..
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٦٣١، رقم : ٣٣٩٢..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٠، رقم: ٦٨٤٢..
٤ - مجاز القرآن ١/٩٠..
٥ - أخرجه ابن ٦/٣٢٠، رقم: ٦٨٤٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٢، رقم: ٣٣٩٨..
قوله عز وجل :﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ﴾
[ آل عمران : ٣١ ]
٣٦٢- حدثنا زكريا قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال : حدثنا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن في حديث ذكره بطوله : قال : وقال أقوام على عهد نبيهم : والله يا محمد إنا لنحب ربنا، فأنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا فقال :﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ﴾ فجعل الله أتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه، وكذب من خالفها١، ثم جعل على كل قول دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا قال العبد قولا حسنا وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله، وإذا قال العبد قولا حسنا وعمل عملا سيئا، رد الله القول على العمل، وذلك في كتابه ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ﴾٢. ٣
٣٦٣- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ﴾ قال : كان أقوام يزعمون أنهم يحبون الله بقول : إنا نحب ربنا، فأمرهم الله جل وعز أن يتبعوا محمدا، وجعل أتباع محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه٤.
٣٦٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق، قال : وعظ الله المؤمنين وحذرهم فقال :﴿ إن كنتم تحبون الله ﴾ أي : إن كان هذا من قولكم حبا لله وتعظيما له ﴿ فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ﴾ لما مضى من كفرهم، ﴿ والله غفور رحيم ﴾٥.
١ - كذا في الأصل، والمعنى غير ظاهر..
٢ - من الآية : ١٠ من سورة فاطر..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٢- ٣٢٤، رقم : ٦٨٤٥- ٦٨٤٦، وضعفه ابن جرير بقوله :" وأما ما روى عن الحسن في ذلك مما قد ذكرناه، فلا خبر به عندنا يصح..."..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٣، رقم: ٦/٦٨٤٧..
٥ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٨-٥٧٩، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير ٦/٣٢٣، رقم : ٦٨٤٩..
قوله جل وعز :﴿ قل أطيعوا الله والرسول ﴾
[ آل عمران : ٣٢ ]
٣٦٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ قل أطيعوا الله والرسول ﴾ فأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم١.
قوله عز وجل :﴿ فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ﴾
[ آل عمران : ٣٢ ]
٣٦٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فإن تولوا ﴾ أي : على كفرهم ﴿ فإن الله لا يحب الكافرين ﴾ ٢.
٣٦٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فإن تولوا ﴾ في هذا الموضع هو فإن كفروا٣.
١ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٩، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر ابن الزبير ٦/ ٣٢٥، رقم: ٦٨٥٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٣، رقم: ٣٤٠٦..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٧٩، وأخرجه ابن جرير من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير ٦/٣٢٥، رقم: ٦٨٥٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٤، رقم: ٣٤٠٩..
٣ - مجاز القرآن ١/٩٠..
قوله عز وجل :﴿ إن الله اصطفى آدم ونوحا ﴾ الآية
[ آل عمران : ٣٣ ]
٣٦٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عبد الوهاب الأصم، قال : حدثنا هاشم بن القاسم، عن قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس قال : إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة١، واصطفى موسى بالكلام٢، واصطفى محمدا بالرؤية ٣.
٣٦٩- حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس : قوله جل وعز :﴿ إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ﴾ قال : هم المؤمنون، منهم آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلوات الله عليهم بقول الله سبحانه ﴿ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ﴾ وهم المؤمنون٤.
٣٧٠- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة :﴿ إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ﴾ قال : ذكر الله أهل بيتين صالحين، ورجلين صالحين، ففضلهما الله على العالمين، وكان محمد صلى الله عليه و سلم من آل إبراهيم٥.
١ - الخلة لغة: المودة، والصديق. القاموس مادة: خلل ص ١٢٨٥، والمفردات ص ٢٩١، والخليل : الصادق، أو من أصغى المودة وأصحها. القاموس (ص ١٢٨٥، وقوله : إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة: إشارة إلى قوله تعالى :﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾ سورة النساء من الآية ١٢٥..
٢ - يشير إلى قوله تعالى: ﴿وكلم الله موسى تكليما﴾ سورة النساء من الآية ١٦٤..
٣ - وهذا على قول ابن عباس إن النبي صلى الله عليه و سلم رأى ربه، وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " من زعم أن محمدا صلى الله عليه و سلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية" أخرجه مسلم في صحيحه رقم: ١٧٧..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٦، رقم: ٦٨٥١، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٥، رقم: ٣٤١٤..
٥ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١١٨، وابن جرير ٦/٣٢٦، رقم: ٦٨٥٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٥، رقم: ٣٤١٣..
قوله عز وجل :﴿ ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ﴾
[ آل عمران : ٣٤ ]
٣٧١- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ﴾ يقول : في النية والعمل والإخلاص والتوحيد له١.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٢٨، رقم: ٦٨٥٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٥، رقم: ٣٤١٨..
قوله عز وجل :﴿ إذ قالت امرأة عمران ﴾ [ آل عمران : ٣٥ ]
٣٧٢- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إذ قالت امرأة عمران ﴾ معناها : قالت امرأة عمران١.
٣٧٣- حدثنا زكريا، حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في تفسيره، عن ابن جريج، قال : أخبرني القاسم، قال : قال عكرمة : اسم أم مريم : حنة٢.
٣٧٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق قال : إن زكريا وعمران تزوجا أختين، وكانت أم يحيى عند زكريا، وكانت أم مريم عند عمران، فهلك عمران وأم مريم حامل بمريم جنين في بطنها٣.
قوله عز وجل :﴿ رب إني نذرت لك ما في بطني ﴾
[ آل عمران : ٣٥ ]
٣٧٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة ابن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق قال : كانت أم مريم عند عمران، فكانت فيما يزعمون قد أمسك عنها الولد حتى أيست، وكانوا أهل بيت من الله بمكان، فبينا هي في ظل شجرة إذ نظرت إلى طائر يطعم فراخا له، فتحركت نفسها للولد، ودعت الله أن يهب لها ولدا، فحملت بمريم وهلك عمران. فلما عرفت أن في بطنها جنينا جعلته نذيرة. والنذيرة : أن يعبد الله بجعله حبيسا في الكنيسة، لا ينتفع بشيء من أمر الناس. فلما حضرها الولادة ولدت مريم بنت عمران، فلما وضعتها
﴿ قالت رب إني وضعتها أنثى ﴾ إلى آخر الآية٤.
قوله عز وجل :﴿ محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ﴾
[ آل عمران : ٣٥ ]
٣٧٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله جل ثناؤه :﴿ رب إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ قال : نذرت أن تجعله محررا للعبادة٥. ٦
٣٧٧- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : وأخبرني القاسم، عن عكرمة مولى ابن عباس : إنها لحرة بنت الأحرار، ولكن محررا للكنيسة يخدمها، كنائس كانوا يعبدون فيها، ويخدمون فيها التوراة، ليس لهم عمل إلا ذلك٧.
٣٧٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عبد الله بن الجراح، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن خصيف، عن مجاهد في قول أم مريم :﴿ إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ قال : جعلته محررا للعبادة للمسجد، لم تجعل للدنيا فيه شيئا٨.
٣٧٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو يحيى بن المقرئ، قال : حدثنا مروان، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ وكانت المرأة في زمان بني إسرائيل إذا ولدت غلاما أرضعته وربته، حتى إذا أطاق الخدمة دفعته إلى الذين يدرسون الكتب فقالت : هذا محرر لكم يخدمكم٩.
٣٨٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان في قوله عز وجل :﴿ محررا ﴾ قال : يخدم الكنيسة سنة.
٣٨١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ محررا ﴾ جعلته عتيقا، تعبده لله، لا ينتفع به لشيء من الدنيا١٠.
٣٨٢- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ محررا ﴾ أي : عتيقا [ لله ]، أعتقته وحررته واحد١١.
وقال الشعبي :﴿ إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ قال : جعلها معه في الكنيسة، وفرغها للعبادة١٢.
١ - مجاز القرآن ١/٩٠..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٢، رقم : ٦٨٧٥..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٠، رقم: ٦٨٥٨..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٠، رقم: ٦٨٥٨..
٥ - في م: للصلاة..
٦ - الدر المنثور ٢/١٨٢..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٢، رقم: ٦٨٧٥..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣١، رقم: ٦٨٦٧ مختصرا، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٦، رقم: ٣٤٢٢..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣٢، رقم: ٦٨٧٤..
١٠ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٩، وأخرجه ابن جرير ٢/٣٣٠، رقم: ٦٨٥٩ من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير..
١١ - مجاز القرآن ١/٩٠..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٣١، رقم: ٦٨٦٢ – ٦٨٦٤..
قوله عز وجل :﴿ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ﴾
[ آل عمران : ٣٦ ]
٣٨٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن عبد الهادي، قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا الحكم بن الصلت، قال : سألت شرحبيل أبا سعد عن قوله جل وعز :﴿ إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ قال : إنما كانوا يحررون الغلمان فقالت :﴿ رب إني نذرت لك ما في بطني محررا ﴾ ولم تقل : إن كان غلاما، ﴿ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ﴾ أي تعتذر بذلك١.
٣٨٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال : أخبرني القاسم بن أبي بزة، عن عكرمة :﴿ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ﴾ قال : ليس في الكنيسة إلا الرجال، ولا ينبغي للمرأة أن تكون مع الرجال، أمها تقوله. فذلك الذي منعها أن تجعلها في الكنيسة، وتنفذ نذرها في الكنيسة٢.
قوله عز وجل :﴿ وليس الذكر كالأنثى ﴾ [ آل عمران : ٣٦ ]
٣٨٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وليس الذكر كالأنثى ﴾ قال : كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها، وكانوا إنما يحررون الذكور، فكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها، يقوم عليها ويكنسها، وكانت المرأة لا تستطيع أن تصنع ذلك ؛ لما يصيبها من الحيض والأذى، فعند ذلك قالت :﴿ وليس الذكر كالأنثى ﴾٣.
- وقال الضحاك : أي : ليس يصلح أن يخدم الجواري الأحبار، فربتها.
قوله عز وجل :﴿ وإني سميتها مريم ﴾ [ آل عمران : ٣٦ ]
٣٨٦- حدثنا أبو ميسرة، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حسان، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود إلا مسه الشيطان فيستهل صارخا من مسه، إلا مريم بنت عمران وابنها. ثم قال : إن شئتم قرأتم :﴿ وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ﴾ ٤.
٣٨٧- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن المنذر بن النعمان الأفطس، أنه سمع وهب بن منبه يقول : لما ولد عيسى أتت الشياطين إبليس فقالت : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها، فقال : هذا حدث  ! مكانكم، فطار حتى جاء خافقي الأرض فلم يجد شيئا، ثم جاء البحار فلم يقدر على شيء، ثم طار أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار، وإذا الملائكة قد حفت حوله، فرجع إليهم فقال : إن نبيا قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا بحضرتها إلا هذا، فأيسوا أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة، ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة٥.
- وقال قتادة : ذكر لنا أن عيسى كان يمشي على البحر كما يمشي على البر، مما أعطاه الله من اليقين والإخلاص٦.
١ - أخرجه ابن جرير بمعناه ٦/ ٣٣٥، رقم : ٦٨٨٢..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٥١، رقم: ٦٩٠٦، و ٦/٣٣٦، رقم: ٦٨٨٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٧، رقم: ٣٤٢٨، وعبد الرزاق ١/١٢٦، رقم: ٣٩٠ مختصرا..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٣٢، رقم: ٦٨٧٠ – ٦٨٧١، و ٦/٣٣٥، رقم : ٦٨٧٩ – ٦٨٨٠..
٤ - أخرجه البخاري رقم: ٤٥٤٨، ومسلم رقم: ٢٣٦٦..
٥ - أخرجه عبد الرزاق ١/ ١٢٦، رقم: ٣٩٢، وابن جرير ٦/٣٤١، رقم : ٦٨٩٤..
٦ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٤١، رقم: ٦٨٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٨، رقم: ٣٤٣٦..
قوله عز وجل :﴿ فتقبلها ربها بقبول حسن ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ]
٣٨٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ فتقبلها ربها بقبول حسن ﴾ قال : تقبل من أمها ما أرادت بها للكنيسة فأجرها فيه١.
٣٨٩- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : أخبرني اليزيدي، عن أبي عمرو بن العلاء، قال : لم أسمع العرب تضم القاف في ﴿ قبول ﴾ وكان القياس الضم، لأنه مصدر، مثل : دخول وخروج. قال : ولم أسمع بحرف آخر يشبهه في كلام العرب٢.
- قال أبو عبيد : وقد اجتمعت القراء عليه بالفتح لا أعلمه اختلفوا فيه.
قوله عز وجل :﴿ وأنبتها نباتا حسنا ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ]
٣٩٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ وأنبتها نباتا حسنا ﴾ قال : إن نبتت لفي غذاء الله٣.
قوله عز وجل :﴿ وكفلها زكريا ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ]
٣٩١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : نذرت أن يجعلها محررا في المسجد للعبادة، فكان زكريا يدخل عليها المحراب.
٣٩٢- حدثنا علي، عن أبي عبيد، عن الكسائي وغيره في قوله عز وجل :﴿ وكفلها زكريا ﴾، من قرأها بالتشديد٤ أراد : كفلها الله زكريا، أي : ضمها إليه، وبالتشديد قرأها الكسائي٥، ومن خفف ٦ ﴿ كفلها ﴾ جعل الكفل لزكريا.
- قال أبو عبيد : وهذه قراءة أهل المدينة٧، وكذلك قرأها أبو عمرو٨.
٣٩٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، :﴿ كفلها ﴾ خفيفة ﴿ زكريا ﴾٩ بمدة يقول : ضمها إليه، فكان زوج أختها١٠.
٣٩٤- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله :﴿ وكفلها زكريا ﴾ قال : سهمهم بقلمه١١.
٣٩٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق قال : ووليها زكريا بعد هلاك أمها، فضمها إلى خالتها أم يحيى، فكانت معهم حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة، لنذر أمها الذي نذرت، فجعلت تنبت وتزيد، وجعلت الملائكة – وهي مقبلة ومدبرة - يقولون : يا مريم يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. قال : فيسمع ذلك زكريا فيقول : إن لبنت عمران لشأنا.
ثم أصاب بني إسرائيل أزمة، وهي على ذلك من حالها حتى ضعف زكريا عن حملها، فخرج إلى بني إسرائيل، فشكا ذلك إليهم فقالوا : ونحن على مثل حالك، حتى تقارعوا عليها بالأقلام، فخرج السهم على رجل من بني إسرائيل يقال له : جريج، قال : فعرفت مريم في وجهه شدة المؤونة، فقالت له : أحسن الظن بالله فإنه سيرزقنا، فجعل جريج يرزق بمكانها١٢.
قوله عز وجل :﴿ كلما دخل عليها زكريا المحراب ﴾
[ آل عمران : ٣٧ ]
٣٩٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي :﴿ زكريا المحراب ﴾ المحراب : المصلى١٣.
٣٩٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ زكريا المحراب ﴾ المحراب : سيد المجالس ومقدمها وأشرفها، وكذلك هو من المساجد١٤.
قوله عز وجل :﴿ وجد عندها رزقا ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ]
٣٩٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : كان زكريا يدخل عليها المحراب، فوجد عندها عنبا في مكتل١٥ في غير حينه، فقال : يا مريم أنى لك هذا ؟ قال : فقالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب١٦.
٣٩٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي قال : كان زكريا يدخل عليها فيجد عندها كل شيء في غير حينه، فاكهة الصيف في الشتاء والشتاء في الصيف١٧، فلو كان كل شيء يجده في حينه لاتهمها، وقال : لعل إنسانا يأتيها به، فسألها عن ذلك قال :﴿ أنى لك هذا ﴾ يا مريم ﴿ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾، فذلك قول الله جل وعز :﴿ كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ﴾.
٤٠٠- حدثنا علي بن المبارك، قال حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وجد عندها رزقا ﴾ قال : عنبا وجده زكريا عند مريم في غير زمانه١٨.
قوله عز وجل :﴿ قال يا مريم أنى لك هذا ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ]
٤٠١- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أنى لك هذا ﴾ أي : من أين لك هذا ؟ !
قال الكميت :
أنى ومن أين لك الطرب من حيث لا صبوة ولا ريب١٩
قوله عز وجل :﴿ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ [ آل عمران : ٣٨ ]
٤٠٢- حدثنا إسحاق الطحان، قال : حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال : حدثني الهقل، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح قال : سألت ابن عباس عن تفسير هذه الآية :﴿ إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ قال : تفسيرها : ليس على الله رقيب ولا من يحاسبه.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٤٥، رقم: ٦٩٠١..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٤٤، رقم: ٦٩٠٠..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٤٥، رقم: ٦٩٠١..
٤ - قرأها بالتشديد القراء الكوفيون وهم: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وقرأ الباقون من القراء العشرة بتخفيف الفاء وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو البصري وابن عامر الشامي وأبو جعفر المدني، ويعقوب. ينظر النشر ٢/٢٣٩..
٥ - سبق ذكره بين الكوفيين في الهامش السابق..
٦ - تقدم ذكر الذين خففوا في الهامش المتقدم..
٧ - قراء المدينة : نافع المدني وأبو جعفر..
٨ - أبو عمر البصري تقدم ذكره مع الذين قرؤوا بالتخفيف..
٩ - أي: بالمد زكريا، وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف وحفص، ينظر النشر ٢/٢١٩..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٥٠، رقم: ٦٩٠٥ – ٦٩٠٨..
١١ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٥٠، رقم: ٦٩٠٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٣٩، رقم: ٣٤٣٨..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٥٦، رقم: ٦٩٣٦..
١٣ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٣٩، رقم: ٣٤٤٢..
١٤ - مجاز القرآن ١/٩١..
١٥ - المكتل والمكتلة (بكسر الميم ): الزنبيل الكبير الذي يحمل فيه التمر أو العنب، كأن فيه كتلا منه، أي قطعا مجتمعة..
١٦ - أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٥٤، رقم: ٦٩١٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٠، رقم: ٣٤٤٢، والحاكم وصححه ٢/٢٩١..
١٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٥٥، رقم : ٦٩٣١، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٠، رقم: ٣٤٤٥ من طريق عكرمة..
١٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٥٤، رقم : ٦٩٢٥..
١٩ - مجاز القرآن ١/ ٩١، وهو في هاشمياته – مع شرحها ص ١٠٠..
قوله عز وجل :﴿ هنالك دعا زكريا ربه ﴾ [ آل عمران : ٣٨ ]
٤٠٣- حدثنا زكريا قال : حدثنا إسحاق قال : أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس – وذكر مريم- قال : قال زكريا : إن الله١ رزقك العنب في غير حينه، قادر على أن يرزقني من العاقر الكبير العقيم ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه٢.
٤٠٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي :﴿ إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ﴾ قال : قال زكريا في نفسه : إن ربا رزق هذه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، لقادر أن يهب لي ولدا. فخرج إلى المحراب فصلى فيه، ونادى ربه نداء خفيا، قال : خفيا من أصحابه، والمحراب : المصلى، ﴿ هب لي من لدنك وليا ﴾.
٤٠٥- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وجد عندها رزقا ﴾ الآية. قال : فعجب من ذلك زكريا، قال الله عز وجل :﴿ هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ﴾.
١ - هكذا في الأصل ولعل الصواب: إن الذي رزقك... إلخ..
٢ - أخرجه بمعناه ابن جرير ٦/٣٦٠، رقم: ٦٩٤١..
قوله عز وجل :﴿ فنادته الملائكة ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]
٤٠٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن رافع، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله قال : ذكروا الملائكة.
٤٠٧- حدثنا علي، عن أبي عبيد، عن الكسائي في قوله :﴿ فناديه الملائكة ﴾ بالياء، هكذا قرأه الكسائي١.
وكذلك روي عن عبد الله.
قال أبو عبيد : حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال : كان عبد الله٢ يذكر الملائكة في القرآن٣. ٤
قوله عز وجل :﴿ وهو قائم يصلي في المحراب ﴾
[ آل عمران : ٣٩ ]
٤٠٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا سيار، قال : حدثنا جعفر، قال : سمعت ثابتا يقول : الصلاة خدمة الله في الأرض، ولو علم الله شيئا أفضل من الصلاة ما قال :﴿ فنادته الملائكة وهو قائم يصلي ﴾ ٥.
٤٠٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن أبي عبيدة قال : المحراب سيد المجالس وأشرفها وأكرمها، وكذلك هو من المساجد٦.
قوله عز وجل :﴿ أن الله يبشرك ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]
٤١٠- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قال : إن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، وبشرته بيحيى٧.
٤١١- أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : يبشرك، ويبشرك واحد٨. ٩
قوله عز وجل :﴿ بيحيى ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]
٤١٢- حدثنا محمد بن علي، قال حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ أن الله يبشرك بيحيى ﴾ يقول : عبد أحياه الله بالإيمان١٠.
٤١٣- حدثنا زكريا، عن إسحاق، عن عمرو، عن أسباط، عن السدي :﴿ يحيى لم نجعل له من قبل سميا ﴾ ١١ قال : لم يسمها أحد قبله.
٤١٤- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا محمد ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فنادته الملائكة. . . أن الله يبشرك بيحيى ﴾ بالحمل به.
قوله عز وجل :﴿ مصدقا بكلمة من الله ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]
٤١٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن يوسف، عن إسرائيل، قال : حدثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله :﴿ مصدقا بكلمة من الله ﴾ قال : عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم هو الكلمة١٢.
٤١٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن سعيد، قال : حدثنا وهب ابن جرير، قال : حدثنا أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك : وأما قوله عز وجل في يحيى :﴿ مصدقا بكلمة من الله ﴾ مصدق بعيسى، وكان يحيى أول من صدق بعيسى، وشهد أنه كلمة من الله، وكان يحيى ابن خالة عيسى، وكان أكبر من عيسى١٣.
٤١٧- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ مصدقا بكلمة من الله ﴾ يقول : مصدقا بعيسى ابن مريم على منهاجه١٤.
٤١٨- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ بكلمة من الله ﴾ أي : بكتاب من الله، تقول العرب للرجل : أنشدني كلمة كذا١٥ أي : قصيدة فلان وإن طالت١٦. ١٧
قوله جل ذكره :﴿ وسيدا ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]
٤١٩- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى الحماني، قال : حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد :﴿ وسيدا ﴾ قال : السيد : التقي١٨.
٤٢٠- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثني يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وسيدا ﴾ أي : والله، لسيد في العبادة والحلم والعلم١٩.
٤٢١- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا العدني، عن سفيان، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ وسيدا ﴾ حليما تقيا٢٠.
٤٢٢- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى الحماني، قال : حدثنا ابن المبارك، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة :﴿ سيدا ﴾ قال : السيد الذي لا يغلبه غضبه٢١.
٤٢٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عباس بن محمد، قال : حدثنا شهاب بن عباد، قال : حدثنا ابن المبارك، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل :﴿ وسيدا ﴾ قال : السيد : الذي يملك غضبه٢٢.
٤٢٤- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد قال : السيد : الحليم٢٣، وكذلك قال الربيع بن أنس.
٤٢٥- حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ وسيدا ﴾ قال : كريم على الله٢٤.
قوله عز وجل :﴿ وحصورا ونبيا من الصالحين ﴾
[ آل عمران : ٣٩ ]
٤٢٦- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى الحماني، قال : حدثنا حماد بن شعيب، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال : هو العنين : حصورا٢٥.
٤٢٧- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال : حدثنا سلمة بن شابور، عن عطية، عن ابن عباس :
﴿ وحصورا ﴾ قال : الحصور الذي لا يأتي النساء.
وممن قال : إنه الذي لا يأتي النساء سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك٢٦ والفراء٢٧. ٢٨
٤٢٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس أنه قال في الحصور : الذي لا ينزل الماء٢٩.
٣٢٩- حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، قال : حدثنا عبيد الله وهو ابن موسى العبسي، قال : أخبرنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس في قوله عز وجل :﴿ وحصورا ﴾ قال : الحصور الذي لا يولد له٣٠.
٤٣٠- حدثنا أحمد بن داؤد السمناني، قال : حدثنا سويد بن سعيد، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عبد الله بن عمرو قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يلقى الله إلا ذا ذنب إلا يحيى بن زكريا، فإن الله عز وجل يقول :﴿ وسيدا وحصورا ﴾ قال : وإنما كان ذكره مثل هدبة الثوب٣١، وأشار بأنمله، وذبح ذبحا.
٤٣١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، أنه قرأ :﴿ وسيدا وحصورا ﴾ فأخذ شيئا من الأرض فقال : الحصور الذي معه مثل هذا٣٢.
٤٣٢- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وحصورا ﴾ الحصور : له غير موضع، والأصل واحد، والذي لا يأتي النساء، وهو الذي لا يولد له، والذي يكون مع الندامى، فلا يخرج شيئا٣٣.
٤٣٣- حدثنا علي، عن أبي عبيد، عن الفراء قال : هو الذي لا يقرب النساء. قال : ويقال منه حصرت أحصر إذا امتنع من ذلك.
قال أبو عبيد : ولا أحسب الحصر في القراءة إلا من هذا، لأنه يمتنع منها ولا يقدر عليها، كما لا يقدر هذا على النكاح.
١ - الكسائي لم يقرأ بالياء وإنما قال: فناداه، بألف بعد الدال في النطق، ممالة، وأما في الرسم فبالياء، فناديه وهي قراءة الكسائي وحمزة. ينظر البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي ص ٦٣..
٢ - هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..
٣ - أي: فناداه، بالتذكير للتأويل أي فناداه جبريل، بدلا من : فنادته، بالتأنيث، وهي قراءة جماعة من أهل الكوفة. وقراءة عامة قراء أهل المدينة وبعض أهل الكوفة والبصرة ﴿فنادته الملائكة﴾ على التأنيث بالتاء، يراد بها جمع ﴿الملائكة﴾ وكذلك تفعل العرب في جماعة الذكور، إذا تقدمت أفعالها، أنثت أفعالها، ولا سيما الأسماء التي في ألفاظها التأنيث، كقولهم: «جاءت الطلحات»، ابن جرير ٦/٣٦٣، ٣٦٤..
٤ - عزاه في الدر المنثور ٢/ ١٨٧ إلى الخطيب في تاريخه وانظر المصاحف للسجستاني ص ٧٠..
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤١، رقم: ٣٤٥٤..
٦ - مجاز القرآن ١/٩١ وفيه: سيد المجالس ومقدمها وأشرفها وكذلك هو من المساجد..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٠، رقم: ٦٩٤٨ بنحوه، وابن أبي حاتم ٢/٦٤١، رقم : ٣٤٥٢..
٨ - مجاز القرآن ١/٩١..
٩ - أي: بتشديد الشين وضم الياء، على وجه تبشير الله زكريا بالولد وهي قراءة عامة قراء أهل المدينة والبصرة. وبفتح الياء وضم الشين وتخفيفها بمعنى أن الله يسرك بولد يهبه لك وهي قراءة جماعة من قراء الكوفة وغيرهم. وقد قيل: إنها لغة أهل تهامة من كنانة وغيرهم من قريش. ابن جرير ٦/٣٦٨..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٠، رقم : ٦٩٤٩، وابن حاتم ٢/٦٤٢، رقم: ٣٤٥٧..
١١ - الآية ٧ من سورة مريم..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٣، رقم : ٦٩٦١. وابن أبي حاتم ٢/٦٤٢، رقم : ٣٤٥٨..
١٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٢، رقم : ٦٩٦٠. وابن أبي حاتم ٢/٦٤٣، رقم : ٣٤٥٨..
١٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣١٢، رقم: ٦٩٥٧..
١٥ - من مجاز القرآن كلمة كذا وكذا..
١٦ - مجاز القرآن ١/٩١..
١٧ - وقد عد الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله ذلك جهلا من صاحب مجاز القرآن بتأويل (الكلمة) واجتراء منه على ترجمة القرآن برأيه. ابن جرير ٦/٣٧٣.
.

١٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٥، رقم: ٦٩٧٠..
١٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٤، رقم: ٦٩٦٧..
٢٠ - أخرجه أحمد في الزهد ص ١٣٦، رقم: ٤٦٠، وابن جرير ٦/٣٧٥، رقم: ٦٩٧٣، ولفظه قال: السيد: الحسن الخلق. وبه قال ابن عباس، كما أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٦، رقم: ٦٩٧٨، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٢، رقم: ٣٤٥٩..
٢١ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٦، رقم: ٦٩٧٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٢، رقم: ٣٤٦٠..
٢٢ - في م: يملك نفسه عن الغضب..
٢٣ - أخرجه ابن جرير ٦ /٣٧٥، رقم: ٦٩٦٩..
٢٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٥، رقم : ٦٩٧١، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٣، رقم: ٣٤٦٢، من طريق ابن أبي نجيح، زعم الرقاشي السيد: الكريم على الله..
٢٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٧، رقم: ٦٩٨٠ بلفظ: الذي لا يأتي النساء، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٣، رقم: ٣٤٦٦..
٢٦ - أخرجه الإمام أحمد في الزهد ص ١٣٩، رقم : ٤٦٠ بمعناه..
٢٧ - معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٣..
٢٨ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٦٤٣، رقم: ٣٤٦٦، وزاد فيهم: [وعطية وجابر بن زيد]. وقول سعيد بن جبير أخرجه ابن جرير ٦/٣٧٨، رقم: ٦٩٨٥، وكذلك قول مجاهد ٦/٣٧٩، رقم : ٦٩٨٩..
٢٩ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤٣، رقم: ٣٤٦٧..
٣٠ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤٤، رقم : ٣٤٦٨..
٣١ - أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على زهد أبيه ١/١٣٩، رقم: ٤٦١، وابن جرير ٦/٣٧٧، رقم: ٦٩٨١، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٣، رقم: ٣٤٦٤..
٣٢ - أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ينظر: الرقم السابق، وابن جرير ٦/٣٧٨، رقم: ٦٩٨٤ بمعناه..
٣٣ - مجاز القرآن ١/٩٢..
قوله جل ذكره :﴿ قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر ﴾
[ آل عمران : ٤٠ ]
٤٣٤- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وقد بلغني الكبر ﴾ أي : بلغت الكبر، والعرب تصنع مثل هذا تقول : هذا القميص لا يقطعني١.
قوله عز وجل :﴿ وامرأتي عاقر ﴾ الآية [ آل عمران : ٤٠ ]
٤٣٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وامرأتي عاقر ﴾ العاقر : التي لا تلد، والرجل العاقر : الذي لا يلد.
قال عامر بن الطفيل :
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر٢.
١ - مجاز القرآن ١/٩٢..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٢. والبيت لعامر بن الطفيل ينظر في ديوانه ص ١١٩..
قوله عز وجل :﴿ قال رب اجعل لي آية ﴾ [ آل عمران : ٤١ ]
٤٣٦- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ رب اجعل لي آية ﴾ بالحمل به.
قوله جل وعز :﴿ قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام ﴾
[ آل عمران : ٤١ ]
٤٣٧- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام ﴾ قال : إنما عوقب بذلك لأن الملائكة شافهته بذلك مشافهة، فبشرته بيحيى، فسأل الآية بعد كلام الملائكة إياه، فأخذ عليه بلسانه١.
٤٣٨- حدثنا زكريا، قال حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي :﴿ فنادته الملائكة ﴾ الآية قال : فجاء الشيطان إلى زكريا فقال : هذا النداء الذي نوديت ليس من الله، إنما هو من الشيطان سخر بك، لو كان من الله أوحاه إليك كما كان يوحي إليك، فقال عند ذلك :﴿ رب اجعل لي آية ﴾ حتى أعلم أن هذا النداء منك، فقال له :﴿ آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ﴾ ٢.
قال ابن جريج : آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام، تمسك على فيك.
قوله عز وجل :﴿ إلا رمزا ﴾ [ آل عمران : ٤١ ]
٤٣٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ إلا رمزا ﴾ يومئه إيماء بشفتيه٣.
٤٤٠- حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو الأشعث، قال : حدثنا عثام ابن علي، قال : حدثنا النضر بن عدي، عن عكرمة في قوله عز وجل :﴿ إلا رمزا ﴾ قال : حرك شفته.
٤٤١- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إلا رمزا ﴾ الرمز باللسان، من غير أن يبين، ويخفض بالصوت، مثل الهمس٤.
٤٤٢- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا محمد بن بكار، قال : حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب أنه قال :﴿ إلا رمزا ﴾ قال : الإشارة.
- وكذلك قال الضحاك٥.
٤٤٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن سلمة، عن خصيف :﴿ إلا رمزا ﴾ قال : إشارة بالشفتين والحاجبين٦.
٤٤٤- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا هدبة، قال : حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ﴾ قال : إيماء٧.
قوله عز وجل :﴿ واذكر ربك كثيرا ﴾ [ آل عمران : ٤١ ]
٤٤٥- حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن بكار، قال : حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب أنه قال : لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا حين قال :﴿ آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ﴾ قال : الإشارة، قال :﴿ واذكر ربك كثيرا ﴾٨.
قوله عز وجل :﴿ وسبح بالعشي والإبكار ﴾ [ آل عمران : ٤١ ]
٤٤٦- حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ وسبح بالعشي والإبكار ﴾ قال : الإبكار : أول الفجر، والعشي : ميل الشمس إلى أن تغيب٩.
٤٤٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : الإبكار : مصدر من قال أبكرت، وأكثرهما بكر يبكر وباكر١٠.
١ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٧، رقم: ٣٩٧، وابن جرير ٦/٣٨٦، رقم: ٧٠٠٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٥، رقم : ٣٤٧٨..
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤٥، رقم: ٣٤٧٧..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٨٩، رقم: ٧٠١٠-٧٠١٢..
٤ -مجاز القرآن ١/٩٣..
٥ - قول الضحاك أخرجه ابن جرير ٦/٣٨٩، رقم: ٧٠١٣ – ٧٠١٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٦، رقم: ٣٤٨١..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤٦، رقم : ٣٤٨٠..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٩٠، رقم: ٧٠١٨..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٩١، رقم : ٧٠٢٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٦، رقم: ٣٤٨٤..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٣٩٢، رقم: ٧٠٢٤. وابن أبي حاتم ٢/٦٤٦، رقم: ٣٤٨٦..
١٠ - مجاز القرآن ١/٩٣، وينظر ابن جرير ٦/٣٩٢، رقم: ٧٠٢٣..
قوله عز وجل :﴿ وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك ﴾ [ آل عمران : ٤٢ ]
٤٤٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ وطهرك ﴾ قال : جعلك طيبة إيمانا١.
٤٤٩- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وإذ قالت الملائكة ﴾ مثل : قالت الملائكة٢.
قوله عز وجل :﴿ واصطفاك على نساء العالمين ﴾
[ آل عمران : ٤٢ ]
٤٥٠- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد »٣.
٤٥١- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب في قوله :﴿ يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ﴾ قال :[ كان ]٤. أبو هريرة يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه لزوج في ذات يده ». قال أبو هريرة :«ولم تركب مريم بعيرا قط٥ ».
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٠٠، رقم: ٧٠٣٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٧، رقم : ٣٤٨٩..
٢ - مجاز القرآن ١/ ٩٣..
٣ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم: ٢٠٩١٩، وفي التفسير ١/١٢٨، رقم: ٤٠٣، وأحمد ٣/١٣٥، والترمذي رقم: ٣٨٧٨، وصححه، وابن جرير ٦/٣٩٧، رقم: ٧٠٣٠، والحاكم ٣/١٥٧..
٤ - زيادة يقتضيها السياق..
٥ - أخرجه البخاري رقم : ٣٤٣٤، ومسلم رقم: ٢٥٢٧..
قوله عز وجل :﴿ يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ﴾ [ آل عمران : ٤٣ ]
٤٥٢- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله العدني، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد في قوله :﴿ يا مريم اقنتي لربك ﴾ قال : أطيلي الركوع١.
٤٥٣- حدثنا علي، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال : كانت تصلي حتى تورم قدماها٢.
٤٥٤- حدثنا علي النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ يا مريم اقنتي لربك ﴾ قال : أطيعي ربك٣.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٠٢، رقم: ٧٠٤٣..
٢ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٧، رقم: ٣٩٥، وابن جرير ٦/٤٠٢، رقم: ٧٠٤٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٤٨، رقم : ٣٤٩٤، بمعناه..
٣ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٨، رقم: ٤٠٢، وابن جرير ٦/٤٠٣، رقم: ٧٠٤٨..
قوله عز وجل :﴿ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم ﴾
[ آل عمران : ٤٤ ]
٤٥٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وما كنت لديهم ﴾ أي : ما كنت معهم١.
٤٥٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وما كنت لديهم ﴾ أي : عندهم٢.
قوله عز وجل :﴿ إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ﴾
[ آل عمران : ٤٤ ]
٤٥٧- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ إذ يلقون أقلامهم ﴾ قال : زكريا وأصحابه استهموا بأقلامهم على مريم حين دخلت، فسهمهم بقلمه زكريا٣.
٤٥٨- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ﴾ كانت مريم ابنة إمامهم وسيدهم، فتشاجر بنو إسرائيل، فاقترعوا فيها بسهامهم أيهم يكفلها، فقرعهم زكريا، فكفلها زكريا، يقول ضمها إليه٤.
٤٥٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، قال : ألقوا أقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي، فاستهموا بالأقلام، فخرج سهم زكريا.
٤٦٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ يلقون أقلامهم ﴾ قال : كان عطاء يقول : بقداحهم.
- وقال ابن جريج : كان غير عطاء يقول : أقلامهم التي يكتبون بها التوراة٥.
٤٦١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يلقون أقلامهم ﴾ : قداحهم٦.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٠، وأخرجه ابن أبي حاتم بمعناه ٢/٦٤٩، رقم: ٣٥٠٠..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٣..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٧٠٤- ٤٠٨، رقم: ٧٠٥٣. وابن أبي حاتم ٢/٦٤٩، رقم: ٣٥٠٢..
٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٨، رقم: ٤٠٤ مختصرا، وابن جرير ٦/٤٠٨، رقم: ٧٠٥٥..
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٤٩، رقم: ٣٥٠٤- ٣٥٠٥..
٦ - مجاز القرآن ١/٩٣..
قوله عز وجل :﴿ وما كنت لديهم إذ يختصمون إذ قالت الملائكة ﴾ الآية
[ آل عمران : ٤٤-٤٥ ]
٤٦٢- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إن الله يبشرك ﴾ ويبشرك واحد١.
قوله عز وجل :﴿ بكلمة منه ﴾ [ آل عمران : ٤٥ ]
٤٦٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا وكيع، قال : حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس :﴿ بكلمة منه ﴾ قال : عيسى، وهو الكلمة من الله٢.
٤٦٤- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أن الله يبشرك بكلمة منه ﴾ أي : الرسالة، هو ما أوحى الله به إلى الملائكة في أن يجعل لمريم ولدا٣.
قوله عز وجل :﴿ اسمه المسيح ﴾ [ آل عمران : ٤٥ ]
٤٦٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال : المسيح : الصديق٤.
قوله عز وجل :﴿ عيسى ابن مريم ﴾ [ آل عمران : ٤٥ ]
٤٦٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ﴾ أي : هكذا أمره
لا ما يقولون فيه٥.
قوله عز وجل :﴿ وجيها في الدنيا والآخرة ﴾ [ آل عمران : ٤٥ ]
٤٦٧- حدثنا علي، عن أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ وجيها في الدنيا والآخرة ﴾ أي : عند الله٦.
٤٦٨- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وجيها في الدنيا والآخرة ﴾ الوجيه الذي يشرف وتوجهه الملوك أي : تشرفه٧.
قوله عز وجل :﴿ ومن المقربين ﴾ [ آل عمران : ٤٥ ]
٤٦٩- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ﴾ يقول : من المقربين عند الله يوم القيامة٨.
٤٧٠- حدثنا زكريا قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ﴾ أي : ومن المقربين عند الله.
١ - مجاز القرآن ١/٩١ وقد تقدم الأثر قريبا عند تفسير الآية رقم : ٣٩ عن أبي عبيد، عن أبي عبيدة..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٢، رقم: ٧٠٦٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٥١، رقم: ٣٥١٤..
٣ - مجاز القرآن ١/٩٣..
٤ - تفسير سفيان ص ٧٨، وأخرجه ابن جرير ٦/٤١٤، رقم : ٧٠٦٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٥١، رقم: ٣٥١٦..
٥ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٠، وأخرجه ابن جرير ٦/٤١٤، رقم: ٧٠٦٣..
٦ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٠، وأخرجه ابن جرير ٦/٤١٥، رقم: ٧٠٦٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٥١، رقم : ٣٥١٩..
٧ - مجاز القرآن ١/٩٣، وفيه : ويكون له وجه عند الملوك..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٦، رقم: ٧٠٦٨..
قوله جل ذكره :﴿ ويكلم الناس في المهد ﴾ [ آل عمران : ٤٦ ]
٤٧١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج [ قال ]١ : وبلغني عن ابن عباس قال :
﴿ ويكلم الناس في المهد ﴾ قال : المهد مضجع الصبي في رضاعه٢.
قوله جل ذكره :﴿ وكهلا ومن الصالحين ﴾ [ آل عمران : ٤٦ ]
٤٧٢- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وكهلا ﴾ قال : الكهل : الحليم٣.
- وكذلك روي عن عكرمة.
٤٧٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، قال : حدثنا خارجة، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ﴾ قال : يكلمهم صغيرا وكبيرا٤.
- وكذلك قال ابن جريج٥.
٤٧٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ﴾ يخبرهم بحالاته التي يتقلب فيها في عمره، كتقلب بني آدم في أعمارهم صغارا وكبارا، إلا أن الله عز وجل خصه بالكلام في مهده، آية لنبوته، وتعريفا للعباد مواقع قدرته٦.
١ - زيادة يقتضيها السياق. وعند ابن جرير عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٧، رقم: ٧٠٧١..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٩، رقم: ٧١٧٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٢، رقم: ٣٥٢٥..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٩، رقم: ٧٠٧٣، وقول ابن جريج أيضا..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٤١٩، رقم: ٧٠٧٦..
٦ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٠ وأخرجه ابن جرير ٦/٤١٩، رقم: ٧٠٧٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٣، رقم: ٣٥٢٧..
قوله عز وجل :﴿ قالت رب أنى يكون لي ولد ﴾
[ آل عمران : ٤٧ ]
٤٧٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قوله :﴿ يخلق ما يشاء ﴾ أي : يصنع ما أراد، ويخلق ما يشاء، من بشر أو غير بشر١.
قوله عز وجل :﴿ إذا قضى أمرا فإنما ﴾ الآية [ آل عمران : ٤٧ ]
٤٧٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن ﴾ مما شاء وكيف شاء، فيكون كما أراد٢.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٠، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر ابن الزبير ٦/٤٢١، رقم: ٧٠٧٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٣، رقم : ٣٥٢٩..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٨١، وأخرجه ابن جرير بنفس الطريق السابق ٦/٤٢١، رقم: ٧٠٧٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٣، رقم: ٣٥٣٠..
قوله عز وجل :﴿ ويعلمه الكتاب ﴾ [ آل عمران : ٤٨ ]
٤٧٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال : لما ترعرع عيسى جاءت به أمه إلى الكتاب، فدفعته إليه فقال : قل : باسم، فقال عيسى : الله، قال المعلم : قل : الرحمن، قال عيسى : الرحيم.
فقال المعلم : قل : أبو جاد١، قال : هو في كتاب، قال عيسى : أتدري ما ألف ؟ قال : لا، قال : آلاء الله، أتدري ما باء ؟ قال : لا، قال : بهاء الله، قال : أتدري ما جيم ؟ فقال : لا، فقال : جلال الله، أتدري ما اللام ؟ فقال : لا، قال : آلاء الله، قال : فجعل يفسر على هذا النحو، قال المعلم : كيف أعلم من هو أعلم مني ؟ ! قالت : فدعه يقعد مع الصبيان، فكان يخبر الصبيان بما يأكلون، وما تدخر لهم أمهاتهم في بيوتهم٢.
٤٧٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق في قصة عيسى، قال : حتى إذا بلغ التسع أو العشر أو نحو ذلك، أدخلته الكتاب فيما يزعمون، فكان عند رجل من المكتبين يعلمه كما يعلم الغلمان، ولا يذهب يعلمه شيئا مما يعلمهم إلا بدره على علمه قبل أن يعلمه إياه، فيقول : ألا تعجبون إلى ابن هذه الأرملة ؟ ما أذهب به أعلمه شيئا إلا وجدته أعلم به مني٣.
٤٧٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في «تفسيره » عن ابن جريج :﴿ ويعلمه الكتاب ﴾ النبوة٤.
٤٨٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ويعلمه الكتاب ﴾ بيده٥.
قوله عز وجل :﴿ والحكمة ﴾ [ آل عمران : ٤٨ ]
٤٨١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ والحكمة ﴾ قال : بلسانه أو قال : السنة٦. ٧
٤٨٢- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ويعلمه الكتاب والحكمة ﴾ والحكمة : السنة٨.
٤٨٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في «تفسيره » عن ابن جريج :﴿ والحكمة ﴾ : السنة.
قوله عز وجل :﴿ والتوراة والإنجيل ﴾ [ آل عمران : ٤٨ ]
٤٨٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة ﴾ التي كانت فيهم من عهد موسى قبله، ﴿ والإنجيل ﴾ : كتابا آخر أحدثه الله، لم يكن عندهم علمه إلا ذكره أنه كائن من الأنبياء قبله٩.
١ - أبو جاد، المراد بها: أبجد..
٢ - هذه رواية إسرائيلية مما لا يصدق ولا يكذب حسبما أرشد النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذلك..
٣ - هذه رواية إسرائيلية كذلك، ولا يمكن أن يجهلوا قدر عيسى عليه السلام وقد ولد من غير أب وتكلم في المهد ! والكتاب : مكان صغير لتعليم الصبيان القراءة والكتابة، جمع كتاتيب. المعجم الوسيط ٢/٧٧٥..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي ٢/٦٥٤، رقم: ٣٥٣٤..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٢، رقم: ٧٠٨٠..
٦ - لم أجد هذا الأثر من طريق آخر مرويا بالجزم، وقد رواه المؤلف بعده من طريقين مجزوما به..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٣، رقم: ٧٠٨٣..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٣، رقم: ٧٠٨١-٧٠٨٢..
٩ - سيرة ابن هشام ١/٥٨١، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٢٣، رقم: ٧٠٨٤، وابن أبي حاتم بمعناه ٢/٦٥٤، رقم: ٣٥٣٧..
قوله عز وجل :﴿ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم ﴾ [ آل عمران : ٤٩ ]
٤٨٥- حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم ﴾، أي : يحقق بها نبوتي أني رسول منه إليكم١.
٤٨٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم عن أبي عبيدة :﴿ جئتكم بآية من ربكم ﴾ أي : بعلامة٢.
قوله عز وجل :﴿ أني أخلق لكم من الطين ﴾ الآية
[ آل عمران : ٤٩ ]
٤٨٧- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ أني أخلق لكم من الطين ﴾ قالوا : أي شيء يطير أشد خلقا ليخلق عليه عيسى ؟ قالوا : الخفاش وهو الوطواط٣.
قوله عز وجل :﴿ فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ﴾
[ آل عمران : ٤٩ ]
٤٨٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق وذكر عيسى قال : جلس يوما مع غلمان من الكتاب، فأخذ طينا ثم قال : أجعل لكم هذا الطين طيرا ؟ فقالوا : أو تستطيع ذلك ؟ ! قال : نعم، بإذن ربي !.
قال : ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطير نفخ فيه، ثم قال له : كن طيرا بإذن الله، فخرج يطير من بين كفيه، وخرج الغلمان من أمره، فذكروه لمعلمهم، وأفشوه في الناس٤.
٤٨٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن هارون، عن الحسن :﴿ فيكون طيرا ﴾ يعني : حماما.
٤٩٠- وكذلك حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن نافع :﴿ كهيئة الطير ﴾ جماعا، ﴿ فأنفخ فيه فيكون طائرا ﴾ على التوحيد.
٤٩١- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي جعفر أنه قرأها :﴿ كهيئة الطائر فأنفخ فيه فيكون طائرا٥ بإذن الله ﴾ كلاهما على التوحيد٦.
قوله عز وجل :﴿ وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ﴾
[ آل عمران : ٤٩ ]
٤٩٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن الصلت، عن بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله عز وجل :﴿ وأبرئ الأكمه والأبرص ﴾ قال : الأكمه : الذي يولد وهو أعمى٧.
- وكذلك قال قتادة٨.
٤٩٣- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، الأكمه : الذي يولد من أمه أعمى، قال رؤبة :
هرجت فارتد ارتداد الأكمه٩ ***. . .
٤٩٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وأبرئ الأكمه ﴾. والأكمه : الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل ؛ فهو يتكمه ١٠. ١١
٤٩٥- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال : الأكمه : الأعمش
- وروي عن عكرمة أنه قال : الأعمى١٢.
قوله عز وجل :﴿ وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ﴾
[ آل عمران : ٤٩ ]
٤٩٦- حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ﴾ قال : ما أكلتم البارحة من طعام وما خبأتم، عيسى يقوله١٣.
٤٩٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال : لما ترعرع عيسى جاءت به أمه إلى الكتاب فدفعته إليه، فقعد مع الصبيان، وكان يخبر الصبيان بما يأكلون وما تدخر لهم أمهاتهم في بيوتهم١٤.
٤٩٨- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون ﴾ قال : أنبئكم بما تأكلون من المائدة وما تدخرون منها، قال : كان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت أن يأكلوا ولا يدخرون، فادخروا وخالفوا، فجعلوا خنازير حين ادخروا وخانوا، فذلك قوله عز وجل :﴿ فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ﴾١٥.
قال معمر : وذكره قتادة عن خلاس بن عمرو، عن عمار بن ياسر١٦.
قوله عز وجل :﴿ إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ﴾
[ آل عمران : ٤٩ ]
٤٩٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق قوله :﴿ إن في ذلك لآية لكم ﴾ أي رسول من الله إليكم
﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾١٧.
١ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٨١، وأخرجه ابن جرير من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ٦/٤٢٤، رقم: ٧٠٨٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٤، رقم: ٣٥٣٨ – ٣٥٣٩..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٣..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٦، رقم: ٧٠٨٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٥، رقم: ٣٥٤٠..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٥، رقم: ٧٠٨٦..
٥ - قراءة نافع من القراء السبعة، وأبي جعفر من الثلاثة المكملين للعشرة، وهما مدنيان. ينظر البدور الزاهرة ص ٦٤..
٦ - أي: على الإفراد، أي: طائرا واحدا، وينظر ابن جرير ٦/٤٢٤، ٤٢٥..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٩، رقم: ٧٠٩٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٥، رقم : ٣٥٤٢..
٨ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٨، رقم: ٤٠٥، وابن جرير ٦/٤٢٨، رقم: ٧٠٩٠..
٩ - مجاز القرآن ١/٩٣، والبيت في ديوان رؤبة بن العجاج ص ١٦٦..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٨، رقم: ٧٠٨٨، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٧، رقم: ٣٥٤٤..
١١ - يقال: خرج يتكمه في الأرض، إذا خرج متحيرا مترددا، راكبا رأسه، لا يدري أين يتوجه..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٢٩، رقم: ٧٠٩٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٥، رقم: ٣٥٤٥..
١٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٣٤، رقم: ٧١٠٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٦، رقم: ٣٥٤٦..
١٤ - تقدم قريبا في تفسير الآية السابقة، والأثر أخرجه ابن جرير بنحوه ٦/٤٣٣، رقم: ٧١٠٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٦، رقم: ٣٥٥..
١٥ - الآية ١١٥ من سورة المائدة..
١٦ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٨ – ١٢٩، رقم: ٤٠٦، وابن جرير ٦/٤٣٦، رقم: ٧١١٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٦، رقم: ٣٥٤٨..
١٧ - سيرة ابن هشام ١/٥٨١، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٧، رقم: ٣٥٥٣..
قوله عز وجل :﴿ ومصدقا لما بين يدي من التوراة ﴾
[ آل عمران : ٥٠ ]
٥٠٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ومصدقا لما بين يدي من التوراة ﴾ أي : لما سبقني منها١.
وقوله عز وجل :﴿ ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ﴾
[ آل عمران : ٥٠ ]
٥٠١- حدثنا زكريا قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ﴾ أي أخبركم أنه كان حراما عليكم فتركتموه، ثم أحله لكم، تخفيفا عليكم، فتصيبون يسره وتخرجون من تبعاته٢.
٥٠٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في «تفسيره »، عن ابن جريج :﴿ ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ﴾ الإبل والشحوم، فلما بعث عيسى أحلها لهم٣.
قوله عز وجل :﴿ وجئتكم بآية من ربكم ﴾ [ آل عمران : ٥٠ ]
٥٠٣- أخبرنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وجئتكم بآية من ربكم ﴾، قال : ما بين عيسى لهم من الأشياء كلها، وما أعطاه ربه٤.
٥٠٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق في ذكره عيسى قال : وترعرع وهمت به بنو إسرائيل، فلما خافت عليه أمه احتملته على حمار لها، ثم خرجت به هاربة منهم، حتى انتهت به إلى مصر، فأقامت به اثنتي عشرة سنة فيما يذكرون، حتى بلغ، فأحدث الله إليه الإنجيل، وعلمه التوراة مع الإنجيل، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والعلم بالغيوب، مما يخفون في بيوتهم.
قوله عز وجل :﴿ فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه ﴾
[ آل عمران : ٥٠-٥١ ]

٥٠٥-
حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم ﴾ تبريا من الذي يقولون فيه، واحتجاجا لربه عليهم ﴿ فاعبدوه ﴾ ٥.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٨١، وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر ابن الزبير ٦/٤٤٠، رقم: ٧١١٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٧، رقم: ٣٥٥٥..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٨١، وأخرجه ابن جرير من الطريق السابق ٦/٤٤٠، رقم: ٧١١٥..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٣٩، رقم: ٧١١٤..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٤٠، رقم : ٧١١٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٨، رقم: ٣٥٥٨..
قوله عز وجل :﴿ فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه ﴾
[ آل عمران : ٥٠-٥١ ]

٥٠٥-
حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم ﴾ تبريا من الذي يقولون فيه، واحتجاجا لربه عليهم ﴿ فاعبدوه ﴾ ٥.
٥٠٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق، قال : ومن عهد عيسى إليهم حين أخبرهم عن نفسه وموته :﴿ إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ﴾ يخبرهم عن نفسه وعنهم أنهم عبيد الله، ثم صمت – كما يذكرون- فلم يتكلم بعد ذلك، وهو في حجر أمه يغذى بما يغذى به بنو آدم من الطعام والشراب، حتى انتهى إلى أن كان ابن سبع سنين أو ثمان، وقد كذبوا بكل ما سمعوا منه وما يدعونه بينهم إلا بابن الهنة بما تسمى به البغي، يقول الله عز وجل :﴿ وقولهم على مريم بهتانا عظيما ﴾ حتى إذا بلغ السبع أو العشر أو نحو ذلك أدخلته الكتاب١ فيما يزعمون.
قوله عز وجل :﴿ هذا صراط مستقيم ﴾ [ آل عمران : ٥١ ]
٥٠٧- حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم ابن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ هذا صراط مستقيم ﴾ أي : هذا الهدى قد حملتكم عليه وجئتكم به٢.
١ - الكتاب: تقدم تعريفه..
٢ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٨١ – ٥٨٢، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٨، رقم: ٣٥٦٢..
قوله عز وجل :﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر ﴾
[ آل عمران : ٥٢ ]
٥٠٨- حدثنا علي بن المبارك قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر ﴾ قال : كفروا وأرادوا قتله، فذلك حين استنصر قومه، فذلك حين يقول :﴿ فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا ﴾.
- قال ابن جريج : وبعث إلى يهود، واختلفوا وتفرقوا، فتنصروا واختلفوا١.
٥٠٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر ﴾ والعدوان عليه، ﴿ قال من أنصاري إلى الله ﴾ ٢.
٥١٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر ﴾ عرف منهم الكفر٣.
قوله عز وجل :﴿ قال من أنصاري إلى الله ﴾ [ آل عمران : ٥٢ ]
٥١١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن المبارك، قال : حدثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ قال من أنصاري إلى الله ﴾ قال : من يتبعني إلى الله ؟ !  ٤.
٥١٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : قرأت على أبي قرة في «تفسيره »، عن ابن جريج قال :﴿ قال من أنصاري إلى الله ﴾ يقول : من أنصاري مع الله ؟ ٥.
٥١٣- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ قال من أنصاري إلى الله ﴾ أي : من أعواني في ذات الله٦.
قوله عز وجل :﴿ قال الحواريون ﴾ [ آل عمران : ٥٢ ]
٥١٤- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان.
وحدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن ميسرة النهدي، عن المنهار بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : إنما سموا «الحواريين » لبياض ثيابهم، كانوا صيادين٧.
٥١٥- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا عيسى، عن أبي الجحاف، عن مسلم البطين، قال : كانوا صيادين، إنما سموا الحواريين لبياض ثيابهم٨.
٥١٦- حدثنا موسى، قال : حدثنا سريج بن يونس، قال : حدثنا إسماعيل، عن روح بن القاسم، أن قتادة ذكر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان من الحواريين، فقيل لقتادة : من الحواريون ؟ قال : الذين تصلح لهم الخلافة٩.
٥١٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة قال : الحواريون صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم. قال أبو عبيدة : وقد قالوا القصارين١٠.
٥١٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريح في قوله عز وجل :﴿ الحواريون ﴾ قال : الغسالون للثياب، يقول : وهو بالنبطية : الحوار١١.
٥١٩- حدثنا علي، قال : قال أبو عبيد : والأصل في هذا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين لتبييضهم الثياب، وكل شيء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار عيسى دون الناس، فقيل : قال الحواريون، وفعل الحواريون، فكثر هذا في الكلام حتى صار كأنه اسم معناه النصرة، وهذا مما يدخل في كلام الناس بعضه في بعض كما سمي الغائط، وإنما أصله الصحراء المطمئنة من الأرض، فكان الرجل يأتيها لقضاء حاجته فيقول : أتيت الغائط، فكثر ذلك في الكلام حتى صار غائط الإنسان يسمى بذلك الاسم.
قال أبو عبيدة : وكذلك ﴿ الحواريون ﴾ لما كانوا يوصفون بالنصرة لعيسى صار هذا كالنعت لهم، وكذلك كل قائم بنصرة فهو حواري، ومنه حديث النبي صلى الله عليه و سلم :«لكل نبي حواري، وحواريي الزبير ».
حدثنا به علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا به أبو معاوية، عن هشام ابن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم ١٢.
قوله عز وجل :﴿ أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ﴾
[ آل عمران : ٥٢ ]
٥٢٠- حدثنا زكريا قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد ابن إسحاق :﴿ قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ﴾ هذا قولهم الذين أصابوا [ به ]١٣ الفضل من ربهم ﴿ واشهد بأنا مسلمون ﴾ لا ما يقول هؤلاء الذين يحاجون فيه١٤.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٩، رقم: ٣٥٦٤..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٨، رقم: ٣٥٦٣..
٣ - مجاز القرآن ١/٩٤..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٨، رقم: ٣٥٦٤..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٤٤، رقم: ٧١٢١..
٦ - مجاز القرآن ٩٤/١..
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٩، رقم: ٣٥٦٨، وابن جرير عن سعيد بن جبير موقفا عليه ٦/٤٤٩، رقم: ٧١٢٤..
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٥٩، رقم: ٣٥٦٨..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٥٠، رقم: ٧١٢٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٥٩، رقم: ٣٥٧٠..
١٠ - مجاز القرآن ١/٩٥..
١١ قال ابن جرير رحمه الله: «وأشبه الأقوال التي ذكرنا في معنى: الحواريين قول من قال: سموا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنهم كانوا غسالين» ٦/٤٥٠..
١٢ - أخرجه البخاري رقم: ٢٨٤٦، ومسلم رقم: ٢٤١٥..
١٣ - زيادة من تفسير ابن جرير يتضح بها المعنى ٦/٤٥٢، رقم: ٧١٢٩..
١٤ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد ابن جعفر بن الزبير ٦/٤٥٢، رقم: ٧١٢٩، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٦٠، رقم: ٣٥٧٤..
قوله عز وجل :﴿ ربنا آمنا بما أنزلت ﴾ الآية [ آل عمران : ٥٣ ]
٥٢١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا المؤمل ويحيى بن آدم، قالا : حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله عز وجل :﴿ وما أنزلت التوراة ﴾ ﴿ ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ﴾، قال : مع محمد وأمته إنهم شهدوا له أنه بلغ، وشهدوا للرسل أنهم بلغوا١.
٥٢٢- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثني أحمد بن يونس، عن مندل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس :﴿ فاكتبنا مع الشاهدين ﴾ قال : مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
٥٢٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ربنا آمنا بما أنزلت ﴾ إلى قوله ﴿ الشاهدين ﴾ أي : هكذا كان قولهم وإيمانهم٢.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم بنحوه ٢/٦٦٠، رقم: ٣٥٧٧..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٥٣، رقم: ٧١٣٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٠، رقم: ٣٥٧٦..
قوله عز وجل :﴿ ومكروا ﴾ [ آل عمران : ٥٤ ]
٥٢٤- حدثنا زكريا، قال حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا صدقة بن سابق، قال : قرأت على محمد بن إسحاق، قال : فأقبلت مريم بعيسى حتى نزلت إيليا١، وتحدثوا به وبقدومه، وهم إذ ذاك تحت أيدي الروم، والروم أهل وثن، إنما بعثه إليهم ليستنقذهم به ولينقذهم به، ، وليظهرهم على من خالفهم، فعدوا عليه بعد أن رأوا منه الآيات والعبر البينة، فهموا به وأجمعوا على قتله وقتل من معه ممن تابعه وآمن به، وإنما كانوا اثني عشر رجلا من الحواريين، وبعضهم يقول : ثلاثة عشرة، وكان اسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى عيسى ليكلمه رجل يقال له : رواد، فلم يفظع عبد من عباد الله فيما ذكر لنا فظعه، ولم يجزع منه جزعه، ولم يدع الله في صرفه عنه دعاه، حتى أنه ليقول فيما يزعمون : اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من خلقك فاصرفها عني، حتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دما.
فدخل المدخل الذي أجمعوا ليدخلوا عليه فيه، فيقتلوه هو وأصحابه، وهم ثلاثة عشر رجلا بعيسى، فلما أيقن أنهم داخلون عليه، وأتاه من الله عز وجل أنه متوفيه ورافعه إليه، فقال : يا معشر الحواريين، أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة على أن يشتبه للقوم فيقتلوه مكاني ؟. فقال جرجس : أنا، قال : فاجلس، فدخلوا – وقد رفع عيسى- وكان عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة، قد رأوهم وأحصوا عدتهم، فلما دخلوا عليهم ليأخذوا عيسى – فيما يرون – وأصحابه فقدوا من العدة رجلا، فهو الذي اختلفوا فيه، وكانوا لا يعرفون عيسى حتى جعلوا للفرطرس ثلاثين درهما على أن يعرفهموه، فقال لهم : نعم إذا دخلتم عليه، فإني سأقبله فهو الذي أقبل، فلما دخل دخلوا معه – وقد رفع عيسى – رأى جرجس في صورة عيسى، فلم يشك أنه هو، فأكب عليه فقبله، وأخذوه وصلبوه. ثم إن بطرس ندم على ما صنع، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه، فهو ملعون في النصارى، وكان أحد المعدودين من أصحابه.
قوله عز وجل :﴿ ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ﴾
[ آل عمران : ٥٤ ]
٥٢٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ومكروا ومكر الله ﴾ أهلكهم الله٢.
٥٢٦- حدثنا علي، عن أبي عبيد، عن الفراء قوله :﴿ ومكروا ومكر الله ﴾ قال : يقال :-والله أعلم- إن المكر من الله إنما هو استدراجه العباد، وليس على مكر المخلوقين، يعني : الخديعة والخبء٣.
١ - إيليا: بكسر أوله، واللام، وياء وألف ممدودة: اسم مدينة بيت المقدس، عبري. قيل: معناه بيت، ينظر مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ١/١٣٨..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٥..
٣ - معاني القرآن للفراء ١/٢١٨..
قوله عز وجل :﴿ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ﴾
[ آل عمران : ٥٥ ]
٥٢٧- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ إني متوفيك ﴾ يقول : مميتك١.
٥٢٨- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن في قوله :﴿ إني متوفيك ﴾ قال : متوفيك في الأرض٢.
٥٢٩- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ﴾، قال : فرفعه إياه إليه : توفيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا٣.
٥٣٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ﴾ أي : إني قابضك٤ ورافعك إلي.
قوله عز وجل :﴿ ورافعك إلي ﴾ [ آل عمران : ٥٥ ]
٥٣١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد ابن يوسف، قال : حدثنا محرز، قال : سألت الحسن عن قول الله عز وجل :﴿ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ﴾ قال : عيسى مرفوع عند الرب تبارك وتعالى، ثم ينزل قبل يوم القيامة٥.
قوله عز وجل :﴿ ومطهرك من الذين كفروا ﴾ [ آل عمران : ٥٥ ]
٥٣٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق : ثم ذكر عيسى إليهم حين أجمعوا لقتله ثم أخبرهم٦، ورد عليهم فيما افترت اليهود بصلبه، ثم كيف رفعه وطهره منهم، فقال عز وجل :﴿ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ﴾ إذ هموا منك بما هموا٧.
قوله عز وجل :﴿ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ﴾ [ آل عمران : ٥٥ ]
٥٣٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد ابن يوسف، قال : حدثنا محرز، قال : سألت الحسن عن قول الله عز وجل :﴿ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ﴾ قال : عيسى مرفوع عند الله عز وجل، ثم ينزل قبل يوم القيامة، فمن صدق عيسى ومحمدا صلى الله عليهما وسلم، وكان على دينهما، لم يزالوا ظاهرين على من فارقهم إلى يوم القيامة.
٥٣٤- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله :﴿ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ﴾ هم أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته، وملته وسنته، لا يزالون ظاهرين على ما ناوأهم إلى يوم القيامة٨.
وقال ابن جريج :﴿ وجاعل الذين اتبعوك ﴾ قال : ناصر من اتبعه على الإسلام، ومظهره على الذين كفروا إلى يوم القيامة٩.
٥٣٥- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ﴾ أي : هم عند الله خير من الكفار١٠.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٥٧، رقم: ٧١٤١، وابن أبي حاتم ٢/٦٦١، رقم: ٣٥٨٠..
٢ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٩، رقم: ٤٠٧، وابن جرير ٦/٤٥٦، رقم: ٧١٣٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٦١، رقم: ٣٥٨٢..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٥٦، رقم ٧١٣٦..
٤ - أخرجه ابن جرير عن طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ٦/٤٥٧، رقم: ٧١٣٨..
٥ - أخرحه ابن جرير ٦/٤٥٧، رقم: ٧١٤٠، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٦١، رقم: ٣٥٨٤..
٦ - يعني الوفد من نجران..
٧ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٦١، رقم: ٧١٤٦، ٧١٤٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٨، رقم: ٣٥٨٥..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٦٢، رقم: ٧١٤٩..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٦٢، رقم : ٧١٥٢..
١٠ - مجاز القرآن ١/٩٥..
قوله عز وجل :﴿ والله لا يحب الظالمين ﴾ [ آل عمران : ٥٧ ]
٥٣٦- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ والله لا يحب الظالمين ﴾ قال : الكافرين١.
١ - مجاز القرآن ١/٩٥..
قوله عز وجل :﴿ ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ﴾
[ آل عمران : ٥٨ ]
٥٣٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قوله عز وجل :﴿ ذلك نتلوه عليك ﴾ يا محمد ﴿ من الآيات والذكر الحكيم ﴾ القاطع الفاصل الحق، الذي لا يخلطه الباطل من الخبر عن عيسى، وعما اختلفوا فيه من أمره، فلا تقبلن خبرا غيره١.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٦٧، رقم: ٧١٥٧. وابن أبي حاتم ٢/٦٦٥، رقم: ٣٦٠٣..
قوله عز وجل :﴿ إن مثل عيسى عند الله ﴾ الآية
[ آل عمران : ٥٩ ]
٥٣٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ﴾ قال : بلغنا أن نصارى نجران قدم وفدهم على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، منهم السيد والعاقب، وأخبرت أن معهما عبد المسيح، وهما يومئذ سيدا أهل نجران، فقالوا : يا محمد، فيم تشتم صاحبنا ؟ ! قال : ومن صاحبكم ؟ قالوا : عيسى بن مريم ! تزعم أنه عبد ! قال النبي صلى الله عليه وسلم : أجل : هو عبد الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، فغضبوا وقالوا : إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ولكنه الله، فسكت النبي عليه السلام حتى جاءه جبريل عليهما السلام، فقال : يا محمد ﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ﴾١، هذه الآية قال النبي صلى الله عليه و سلم : إنهم قد سألوني أن أخبرهم مثل عيسى، قال جبريل :﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ إلى قوله :﴿ فمن حاجك فيه ﴾٢.
٥٣٩- وحدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إن مثل عيسى عند الله ﴾ فاسمع، ﴿ كمثل آدم ﴾ قرأ إلى قوله :﴿ الحق من ربك ﴾، وإن قالوا : خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة من غير أنثى٣. ٤
١ - سورة المائدة الآية : ٧٢..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٧٠، رقم ٧١٦٤..
٣ - ولا ذكر، كما سيأتي..
٤ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٦١، رقم: ٧١٤٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٨، رقم: ٣٥٨٥..
قوله عز وجل :﴿ الحق من ربك ﴾ [ آل عمران : ٦٠ ]
٥٤٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا أسباط، عن محمد بن إسحاق، قوله عز وجل :﴿ الحق من ربك ﴾ ما جاءك من الخبر عن عيسى١.
٥٤١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ كن فيكون. الحق من ربك ﴾ انقضى الكلام الأول فاستأنف، فقال :
﴿ الحق من ربك فلا تكن من الممترين ﴾ ٢.
٥٤٢- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق :﴿ إن مثل عيسى عند الله ﴾ فاسمع ﴿ كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك ﴾ ما جاءك من الخبر عن عيسى ﴿ فلا تكن من الممترين ﴾ أي : قد جاءك الحق من ربك فلا تمتر فيه، وإن قالوا : خلق عيسى من غير ذكر فقد خلقت آدم من تراب، بتلك القدرة، من غير أنثى ولا ذكر، فكان كما كان عيسى لحما ودما وشعرا وبشرا، فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من هذا ٣.
قوله عز وجل :﴿ فلا تكن من الممترين ﴾ [ آل عمران : ٦٠ ]
٥٤٣- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين ﴾ يقول : لا تكونن في شك من عيسى أنه كمثل آدم، عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه٤.
٥٤٤- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فلا تكن من الممترين ﴾ الشاكين٥.
١ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٧٣، رقم: ٧١٦٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٦، رقم: ٣٦١٠..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٥..
٣ - سيرة ابن هشام ١/٥٨٢، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٧٠، ٤٧١، رقم: ٧١٦٥..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٧٢، رقم: ٧١٦٧..
٥ - مجاز القرآن ١/٩٥..
قوله عز وجل :﴿ فمن حاجك فيه ﴾ [ آل عمران : ٦١ ]
٥٤٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا معاوية ابن عمرو، قال : حدثنا أبو إسحاق، عن عطاء بن السائب، قال : عن الشعبي قال : قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءوا معهم بهدية، فبسطوا المسوح١، وبسطوا عليها بسطا فيها تماثيل فقالوا : انظروا إلى هذه، فنظروا إليها، فجعل يمسح المسوح ونظر إليها، فقال : أما هذه البسط، فلا حاجة لي فيها، وأما المسوح فتعطونيها، قالوا : نعم  ! قالوا : حدثنا عن عيسى بن مريم، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :﴿ وكلمته ألقاها إلى مريم ﴾ ٢ قالوا : ينبغي لعيسى أن يكون فوق هذا، فأنزل الله عز وجل :﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ قالوا : ما ينبغي لعيسى أن يكون مثل آدم، فأنزل الله عز وجل :﴿ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ﴾ الآية.
قوله عز وجل :﴿ من بعد ما جاءك من العلم ﴾
[ آل عمران : ٦١ ]
٥٤٦-حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله :﴿ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ﴾ أي : في عيسى أنه عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه ﴿ فقل تعالوا ﴾ ٣.
٥٤٧- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ﴾ أي : من بعد ما قصصت عليك من خبره، وكيف كان أمره ﴿ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ﴾ الآية٤.
قوله عز وجل :﴿ تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ﴾ الآية
[ آل عمران : ٦١ ]
٥٤٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللهم هؤلاء أهلي٥.
٥٤٩- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ﴾ الآية، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي وحسن وحسين، وجعلوا فاطمة من ورائهم، ثم قالوا : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا، فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم، فنجعل لعنة الله على الكاذبين.
قوله عز وجل :﴿ ثم نبتهل ﴾ [ آل عمران : ٦١ ]
٥٥٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : قال ابن عباس :﴿ ثم نبتهل ﴾ نجتهد٦.
٥٥١- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ثم نبتهل ﴾ أي : نلتعن، يقال : ما له بهله الله : أي : لعنه الله، ويقال : عليه بهلة الله٧.
٥٥٢- حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : قال أبو عبيدة : قوله :﴿ نبتهل ﴾ نلتعن، مثل معناه، وزاد عن أبي عبيدة : وقال لبيد – وذكر قوما هلكوا- :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** نظر الدهر إليهم فابتهل٨
كأنه أراد الدعاء عليهم بالهلاك٩.
قوله عز وجل :﴿ فنجعل لعنة الله على الكاذبين ﴾
[ آل عمران : ٦١ ]
٥٥٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا أبو إسحاق، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، قال : قدم وفد نجران – وذكر بعض الحديث- قال : فأنزل الله عز وجل :﴿ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ﴾، فقال بعضهم لبعض : أما أنتم فقد استيقنتم أن هذا نبي، ولئن لاعنتموه لترجعن وليس في أرضكم أحد، قالوا : لا نتلاعن، قال : أما لو فعلتم لترجعن وليس في أرضكم منكم أحد، ثم قال لهم : اختاروا : إما أن تسلموا، وإما أن تؤدوا الجزية، وإما أن نأخذكم على سواء١٠.
٥٥٤- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، قال : أخبرني عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : لو خرج الذين يباهلون النبي صلى الله عليه و سلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا١١.
٥٥٥- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فمن حاجك فيه ﴾ إلى قوله :﴿ على الكاذبين ﴾. ذكر نصارى نجران قال : فأبى السيد، وقالوا : نصالحك، فصالحوا على ألفي حلة كل عام، في كل رجب ألف، وفي كل صفر ألف حلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :«والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول ومنهم أحد إلا أهلك الله الكاذبين »١٢.
١ - المسوح: جمع مسح، وهو ثوب الراهب، وهو عبارة عن كساء من الشعر. المعجم الوسيط ٢/٨٦٨..
٢ - من الآية ١٩٧ من سورة النساء..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٦٧٥، رقم: ٧١٧١..
٤ - سيرة ابن هشام، وأخرجه ابن جرير ٦/٤٧٥، رقم: ٧١٧٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٦، رقم: ٣٦١٤..
٥ - أخرجه مسلم رقم: ٣٤٠٤..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٦٨، رقم: ٣٦٢٣..
٧ - مجاز القرآن ١/٩٦..
٨ - عجز بيت من قصيدته التي رثى فيها أربد، وصدر البيت:
في قروم سادة من قومه ***..............
ينظر ديوان لبيد، وأساس البلاغة (بهل)، وأمالي الشريف المرتضى ١/٤٥. مختار الشعر الجاهلي ٢/٥١١..

٩ - وبمثل هذا التفسير لمعنى بيت لبيد فسره الإمام ابن جرير الطبري. تنظر حاشية تفسير ابن جرير ٦/٤٧٤..
١٠ - أخرجه ابن جرير مفرقا ٦/٤٦٨، رقم: ٧١٦٠ و ٦/٤٧٨، رقم: ٧١٨٠..
١١ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٩، رقم: ٤١١، وأحمد ١/٢٤٨، والنسائي في التفسير ١/٢٩٧، رقم: ٨١، وأبو يعلى في مسنده ٤/٤٧١ – ٤٧٢، رقم: ٢٦٠٤، وابن جرير ٦/٦٨٢، رقم: ٧١٨٦- ٧١٨٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٨، رقم: ٣٦٢٠، وأخرجه البخاري ٤٩٥٨، والترمذي ٣٣٤٥ مختصرا..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٨٢، رقم: ٧١٨٨ مقتصرا على المرسل منه..
قوله عز وجل :﴿ إن هذا لهو القصص الحق ﴾ الآية.
[ آل عمران : ٦٢ ]
٥٥٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ فنجعل لعنة الله على الكاذبين ﴾ ﴿ إن هذا لهو القصص الحق ﴾ أي : إن هذا الذي جئت به من الخبر عن عيسى لهو القصص الحق من أمره ﴿ وما من إله إلا الله ﴾١.
٥٥٩- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إن هذا لهو القصص الحق ﴾ أي : الخبر اليقين٢.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٧٧، رقم: ٧١٧٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٦٨، رقم: ٣٦٢٤، وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ١/ ٥٨٣..
٢ - مجاز القران ١/٩٦..
قوله عز وجل :﴿ فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ﴾
[ آل عمران : ٦٣ ]
٥٦٠- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فإن تولوا ﴾ فإن كفروا وتركوا أمر الله١.
١ - مجاز القرآن ١/٩٦..
قوله عز وجل :﴿ فإن الله عليم بالمفسدين قل يا أيها الكتاب ﴾ [ آل عمران : ٦٣- ٦٤ ]
٥٥٦- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، قال :﴿ فإن الله عليم بالمفسدين قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعض أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ﴾ فدعاهم إلى النصف١، وقطع عنهم الحجة، فلما أتى رسول الله الخبر من الله، والفصل من القضاء بينه وبينهم، وأمره بما أمره به من ملاعنتهم إن ردوا ذلك عليه، دعاهم إلى ذلك، فقالوا : يا أبا القاسم، دعنا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه، فانصرفوا عنه، ثم خلوا بالعاقب، وكان ذا رأيهم٢، فقالوا : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال : والله يا معشر النصارى، لقد عرفتم أن محمدا النبي المرسل، ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم، ولقد علمتم : ما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم، إنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل، ثم انصرفوا إلى بلادكم حتى يريكم أمرا برأيه٣.
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونرجع على ديننا، ولكن ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه، ليحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها من أموالنا، فإنكم عندنا رضاة.
٥٥٧- فحدثنا علي قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم ابن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : قال محمد بن جعفر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«نعم. ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين »، قال : فكان عمر بن الخطاب يقول : ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت إلى الظهر، فلما صلى رسول الله الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه ويساره، فجعلت أتطاول له ليراني، فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح، فدعاه فقال : اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه. قال عمر : فذهب بها أبو عبيدة٤.
قوله عز وجل :﴿ قل يا أهل الكتاب تعالوا إن كلمة سواء ﴾ الآية.
[ آل عمران : ٦٤ ]
٥٦١- حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، وذكر حديث هرقل وخبر أبي سفيان حين قدم عليه.
قال عبد الرزاق : عن معمر، عن الزهري، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال : حدثني أبو سفيان من فيه إلى في قال : انطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى٥، فدفعه إلى هرقل، فقال هرقل : هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ قالوا : نعم، قال : فدعيت في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل. فأجلسنا بين يديه، فقال : أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : أنا، فأجلسوني بين يديه، - وذكر حديثا طويلا- قال : ثم دعا بكتاب رسول الله فإذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام٦، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين٧ ﴿ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ﴾ إلى قوله :﴿ مسلمون ﴾. فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا. قال : قلت لأصحابي حين خرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة٨. إنه ليخافه ملك بني الأصفر.
قال : فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام.
قال الزهري : فدعا هرقل عظماء الروم، فجمعهم في دار له، فقال : يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد، وأن يثبت لكم ملككم، فحاصوا٩ حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، قال : فدعا بهم، فقال : إني إنما اختبرت شدتكم في دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه١٠.
٥٦٢- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ﴾ يقول : عدل١١.
٥٦٣- حدثنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ سواء بيننا وبينكم ﴾ أي : النصف يقال : قد دعاك إلى السواء فاقبل منه١٢.
٥٦٤- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد، عن يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد :﴿ تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ﴾ قال : لا إله إلا الله.
٥٦٥- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته قد فرق رجالا من أصحابه إلى ملوك العرب والعجم دعاة إلى الله عز وجل فيما بين الحديبية ووفاته صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن إسحاق : حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري أنه وجد كتابا فيه تسمية من بعث رسول الله إلى ملوك الناس، وما قال لأصحابه حين بعثهم، فبعث به إلي ابن شهاب الزهري مع ثقة من أهل بلده، فعرفه في الكتاب أن رسول الله خرج على أصحابه ذات غداة فقال لهم : إني بعثت رحمة وكافة، فأدوا عني يرحمكم الله، فلا تختلفوا علي كاختلاف الحواريين على عيسى، فقالوا : يا رسول الله كيف كان اختلافهم ؟ قال : دعاهم إلى مثل ما دعوتكم له، وأما من قرب فأجاب وأسلم، وأما من بعد به فكره وأبى، فشكا ذلك منهم عيسى إلى الله عز وجل، فأصبحوا من ليلتهم تلك وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين بعث إليهم، فقال عيسى : هذا أمر قد يخرج الله عليه فامضوا له، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فبعث سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخا عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء ابن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى أخي عبد القيس صاحب البحرين، وعمرو بن العاص إلى جيفر بن جلندي، وعباد بن جلندي من الأزديين صاحبي عمان١٣.
قال محمد بن إسحاق : وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فأدى إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى المقوقس إلى رسول الله جواري أربعا، منهن مارية أم إبراهيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم١٤
وبعد دحية بن خليفة الكلبي ثم الخزرجي إلى قيصر وهو هرقل ملك الروم، فلما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر فيه، ثم جعله تحت قدمه، وحل صرته.
قال محمد بن إسحاق : حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال : حدثني أبو سفيان - وذكر حديث هرقل- قال : وكانت حمص منزله، قال ابن إسحاق : عن خالد بن سيار، عن رجل من سيار قدم الشام، قال : ثم جلس على بغل له، ثم ركض حتى دخل قسطنطينية.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب أخا بني أسد بن خزيمة إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق. وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي.
فكتب إليه النجاشي : وبعثت إليك بابني أبرها بن الأصحم بن بحري، فإني أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله.
وبعث عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم إلى كسرى بن هرمز ملك فارس، وكتب معه، فلما قرأه شقه. . . ١٥.
فبلغني أن رسول الله قال : شقق ملكه، ثم كتب كسرى إلى باذان وهو على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه بانويه وجرجيس، وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما : إن ربي قد قتل ربكما ليلة كذا وكذا، وسلط عليه ابنه شيرويه، قالا : إنا نكتب بهذا عنك وبخبر الملك، قال : نعم، فقولا له : إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، وملكتك على قومك، فلم ينشب باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه أني قد قتلت كسرى، فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذان أسلم وأسلمت الأبناء من فارس.
٥٦٦- حدثنا١٦ إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحريين، وأن يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى١٧.
٥٦٧- قال إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه مع دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى قيصر١٨.
قال ابن عباس : فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله وبين كفار قريش، قال أبو سفيان : فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام، فانطلق بي وبأصحابي، فقدمنا فأدخلنا، فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وحوله عظماء الروم، قال أبو سفيان : ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فقرئ فإذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، و﴿ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ﴾.
قال أبو سفيان : فلما قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم، فما أدري ماذا قالوا ؟ وأمر بنا فأخرجونا١٩.
فقال ابن إسحاق : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذي الحجة وبعض المحرم، ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر٢٠، وحاصر رسول الله خيبر في حصنهم الوطيح والسلالم، حتى أيقنوا بالهلكة، وسألوه أن يسترهم ويحقن لهم دماءهم، ففعل.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاز الأموال كلها وجميع حصونهم، فلما سمع لهم أهل فدك بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يسترهم ويحقن دماءهم ويخلون له الأموال، ففعل.
وكانت فدك خالصة لرسول الله ؛ لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب، وكانت خيبر فيئا للمسلمين.
فلما نزل أهل خيبر سألوا رسول الله أن يعاملهم الأموال على النصف، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف، على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم، [ فصالحه ]٢١ أهل فدك٢٢ على مثل ذلك٢٣، فلما فرغ من خيبر انصرف إلى وادي القرى، فحاصر أهله ليالي، ثم انصرف راجعا إلى المدينة.
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي
١ - النصف والنصفة: كلاهما بفتحتين هو الانصاف، وإعطاء الحق لصاحبك كالذي تستحق لنفسك..
٢ - ذو رأيهم: صاحب الرأي والتدبير فيهم الذي يستشار فيما يعرف من أمور هامة لعفله وحسن رأيه..
٣ - عند ابن جرير الطبري «حتى يريكم زمن رأيه » أي: حتى يمضي زمن وتتقلب أحوال وليست في سيرة ابن هشام..
٤ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٨٣-٥٨٤..
٥ - المراد بعظيم بصرى : أميرها. وبصرى مدينة تقع في الشام..
٦ - دعاية الإسلام أي: دعوته، وهي كلمة التوحيد..
٧ - هم خدم قيصر وخوله، وقيل: الفلاحون والمزارعون. ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ١/٣٨. ومعنى هذا القول : إن عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك وينقادون دون لأول..
٨ - أمر يعني: عظم، وقيل: إن ابن أبي كبشة، رجل من خزاعة كان يعبد الشعري، ولم يوافقه أحد من العرب في عبادتها. فشبهوا النبي صلى الله عليه وسلم به، لمخالفته إياهم في دينهم، كما خالفهم أبو كبشة..
٩ - من حاص القوم : جالوا يطلبون الفرار والمهرب. المعجم الوسيط ١/ ٢١١..
١٠ - أخرجه البخاري، رقم: ٤٥٥٣، ومسلم، رقم: ١٧٧٣..
١١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٨٧، رقم : ٧١٩٧..
١٢ - مجاز القرآن ١/ ٩٦..
١٣ - سيرة ابن هشام ٢/٦٠٧-٧٠٨، وابن سعد في الطبقات ١/٢٠١..
١٤ - ابن سعد في الطبقات ١/ ٢٠٠..
١٥ مقدار كلمة غير واضحة في الأصل..
١٦ - القائل: «حدثنا » هو أحمد بن محمد المتقدم ذكره عند بداية الحديث السابق رقم: ٥٩٢..
١٧ - أخرجه البخاري، رقم: ٤٥٥٣..
١٨ - علقه المصنف، وقد وصله البخاري رقم: ٢٩٤٠، قال: وحدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح... الحديث..
١٩ - أخرجه البخاري، رقم: ٢٩٤١..
٢٠ - سيرة ابن هشام ١/٣٢٨..
٢١ - في الأصل: فصالحهم، وما أثبته هو الصحيح..
٢٢ - فدك: قرية في شرقي خيبر، تعرف اليوم بالحائط. ينظر معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية لعاتق بن غيث البلادي، ص ٢٣٥..
٢٣ - سيرة ابن هشام ٢/ ٣٣٧..
قوله عز وجل :﴿ يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم ﴾ الآية
[ آل عمران : ٦٥ ]
٥٧٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة.
قال زكريا : وحدثنا يزيد، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة، وهم الذين حاجوا في إبراهيم، وزعموا أنه مات يهوديا، فأكذبهم الله عز وجل ونفاهم منه فقال :﴿ يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ﴾١.
٥٧١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله :﴿ يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم ﴾ قال : اليهود والنصارى برأه الله منهم حين ادعى كل أنه منهم، وألحق به المؤمنين٢.
٥٧٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قال : وقال أحبار يهود ونصارى نجران حين اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا، فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى من أهل نجران : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا. قال : فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم :﴿ قل يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ﴾ إلى قوله :﴿ وأنتم تشهدون ﴾٣.
قوله :﴿ أفلا تعقلون ﴾ [ آل عمران : ٦٥ ]
٥٧٣- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ أفلا تعقلون ﴾ يقول :﴿ لم تحاجون في إبراهيم ﴾ وتزعمون أنه كان يهوديا ونصرانيا، ﴿ وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ﴾، فكانت اليهودية بعد التوراة، وكانت النصرانية بعد الإنجيل ﴿ أفلا تعقلون ﴾٤.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٩١، رقم: ٧٢٠٤..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٩٤١، رقم: ٧٢٠٦ و ٧٢٠٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٧١، رقم : ٣٦٣٨..
٣ - أخرجه ابن إسحاق في السيرة - كما في سيرة ابن هشام ١/ ٥٥٣ – مقطوعا على ابن إسحاق، وأخرجه ابن جرير ٦/ ٤٩٠، رقم: ٧٢٠٢، والبيهقي في الدلائل ٥/٣٨٤ من طريق ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس موقوفا عليه..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٩١، رقم : ٧٢٠٣..
قوله عز وجل :﴿ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم ﴾ الآية
[ آل عمران : ٦٦ ]
٥٧٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة.
قال زكريا : وحدثنا يزيد عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم ﴾ يقول : فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم، فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ؟ يقول : فلم تحاجون فيما لم تشهدوا ولم تروا ولم تعاينوا، ﴿ والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾١.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٩٣، رقم: ٧٢٠٩..
قوله عز وجل :﴿ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ﴾
[ آل عمران : ٦٧ ]
٥٧٥- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ﴾ فأكذبهم الله وأدحض حجتهم١.
٥٧٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد ابن يوسف، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال : برأه الله منهم حين ادعى كل أنه منهم – يعني اليهود والنصارى- وألحق به المؤمنين٢.
قوله عز وجل :﴿ ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ﴾
[ آل عمران : ٦٧ ]
٥٧٧- حدثنا زكريا، حدثنا محمد بن أحمد بن نصر، قال : حدثنا يوسف بن عدي، قال : حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن عطاء الخراساني، في قول الله عز وجل :﴿ حنيفا مسلما ﴾ قال : مخلصا مسلما٣.
٥٧٨- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا شريك، قال : سمعت السدي، قال : ما كان في القرآن حنفاء، قال : مسلمين، وما كان في القرآن حنفاء مسلمين، قال : حجاجا.
٥٧٩- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : حنفاء، قال : متبعين٤.
٥٨٠- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن مورق، قال : سمعت الضحاك يقول : حنفاء، قال : حجاجا٥.
١ - تقدم برقم: ٥٩٣، وأخرجه ابن جرير من طريق الشعبي ٦/٤٩٤، رقم: ٧٢١١، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٣، رقم: ٣٦٤٩ عن الربيع..
٢ - تقدم برقم: ٥٦٧..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٦٧٤، رقم: ٣٦٥٥..
٤ - أخرجه ابن جرير ٣/١٠٤ –١٠٨، رقم : ٢٠٩٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٣، رقم: ٣٦٥١..
٥ - أخرج ابن جرير بنحوه ٣/١٠٦، رقم: ٢٠٩٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٣، رقم: ٢٦٥٠..
قوله عز وجل :﴿ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ﴾
[ آل عمران : ٦٨ ]
٥٨١- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ﴾ يقول : الذين اتبعوه على ملته وسنته، ومنهاجه وفطرته١.
قوله جل وعز :﴿ وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ﴾
[ آل عمران : ٦٨ ]
٥٨٢- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا إبراهيم، قال : حدثنا سفيان، عن أبي الضحى، عن عبد الله قال : أراه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي منهم وخليلي أبي، إبراهيم ». ثم قرأ :﴿ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ﴾٢.
٥٨٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا وكيع، قال : حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل نبي، فذكر مثله.
٥٨٤- وحدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال : ألحق الله به – يعني إبراهيم- المؤمنين، كانوا من أهل الحنيفية٣.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٤٩٧، رقم : ٧٢١٤..
٢ - أخرجه سعيد بن منصور رقم: ٥٠١، وأحمد ١/٤٢٩-٤٣٠، والترمذي رقم: ٤٠٧٩، وابن جرير ٦/٤٩٨، رقم: ٧٢١٦، و٦/٤٩٩، رقم: ٧٢١٧، وابن أبي حاتم في التفسير ٢/٦٧٤، رقم: ٣٦٥٦، وفي العلل ٢/٦٣، رقم: ١٦٧٧، والحاكم ٢/٥٥٣، والواحدي في أسباب النزول ص ١٠٢- ١٠٤، ويراجع تفسير ابن كثير ١/٣٧٢..
٣ - تقدم برقم: ٥٦٨..
قوله عز وجل :﴿ ودت طائفة من أهل الكتاب ﴾ الآية
[ آل عمران : ٦٩ ]
٥٨٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : قال سفيان : كل شيء في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى١.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٧٦، رقم: ٣٦٦٤..
قوله عز وجل :﴿ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله ﴾ الآية
[ آل عمران : ٧٠ ]
٥٨٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة.
قال زكريا : وحدثنا إسحاق، قال : حدثنا روح، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ﴾، قال : تشهدون أن نعت نبي الله محمد في كتابكم، ثم تكفرون به، وتنكرونه ولا تؤمنون به، وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل : النبي الأمي١.
٥٨٧- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ﴾ على أن الدين الإسلام ليس لله دين غيره٢.
٥٨٨- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لم تكفرون بآيات الله ﴾ بكتاب الله، ﴿ وأنتم تشهدون ﴾ أي : تعرفون٣.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٠٢، رقم: ٧٢١٩..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٠٣، رقم: ٧٢٢٢. وابن أبي حاتم ٢/٦٧٧، رقم: ٣٦٧٢..
٣ - مجاز القرآن ١/ ٩٦..
قوله عز وجل :﴿ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل ﴾
[ آل عمران : ٧١ ]
٥٨٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق قال : وقال عبد الله بن صيف، وعدي بن زيد، والحارث ابن عوف بعضهم لبعض : تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه بكرة ونكفر به عشية، حتى نلبس عليهم دينهم، لعلهم أن يصنعوا كما نصنع، فيرجعوا عن دينهم ؛ فأنزل الله جل ثناؤه في ذلك من قولهم :﴿ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل ﴾ إلى قوله :﴿ يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ﴾١.
٥٩٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله عز وجل :﴿ لم تلبسون الحق بالباطل ﴾، ﴿ لم تلبسون الحق ﴾ الحق : الإسلام، ﴿ بالباطل ﴾ : باليهودية والنصرانية٢.
٥٩١- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لم تلبسون الحق بالباطل ﴾ أي : لم تخلطون ؟ يقال : لبست علي أمرك٣.
قوله عز وجل :﴿ وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ﴾
[ آل عمران : ٧١ ]
٥٩٢- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ وتكتمون الحق ﴾ قال : الإسلام، وأمر محمد عليه السلام، وأنتم تعلمون أن محمدا رسول الله، وأن الدين : الإسلام٤.
٥٩٣- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ﴾ كتموا شأن محمد وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة، والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر٥.
١ - سيرة ابن هشام ١/ ٥٥٣ مقطوعا على ابن إسحاق كما عند المؤلف ها هنا، وأخرجه ابن جرير ٦/٥٠٤، رقم: ٧٢٢٣، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٧٧، رقم: ٣٦٧٥، من طريق ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس موقوفا عليه..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٠٤، رقم: ٧٢٢٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٧، رقم: ٣٦٧٤..
٣ - مجاز القرآن ١/٩٦..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨٣..
٥ - أخرجه ابن جرير٦/٥٠٥، رقم : ٧٢٢٨..
قوله عز وجل :﴿ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا ﴾ الآية
[ آل عمران : ٧٢ ]
٥٩٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد ابن الصلت، قال : حدثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس :﴿ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ﴾ الآية، قال : كانوا يكونون معهم أول النهار ويجالسونهم ويكلمونهم، فإذا أمسوا وحضرت الصلاة كفروا به وكفروه١.
٥٩٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار ﴾، قال : يهود تقوله، صلت مع محمد صلاة الصبح، وكفروا آخر النهار، مكرا منهم، ليروا الناس أن قد بدت منه الضلالة بعد إذ كانوا اتبعوه٢.
٥٩٦- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد : فذكر مثله.
٥٩٧- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة والكلبي في قوله :﴿ آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ﴾ قال بعضهم لبعض : أعطوهم الرضا بدين نبيهم أول النهار واكفروا آخره، فإنه أجدر أن يصدقوكم ويعلموا أنكم قد رأيتم فيهم ما تكرهون، وهو أجدر أن يرجعوا عن دينهم٣.
٥٩٨- حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن أبي مالك في قوله عز وجل :﴿ آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ﴾ قال : قالت اليهود : آمنوا معهم بما يقولون أول النهار، وارتدوا آخره لعلهم يرجعون معكم٤.
٥٩٩- أخربنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وجه النهار ﴾ : أوله.
قال ربيع بن زياد٥ :
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار٦
كقولك : بصدر نهار٧.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨٣..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٠٨، رقم ٧٢٣٥، ٧٢٣٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨٤..
٣ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٩، رقم: ٤١٢، وابن جرير ٦/٥٠٧، رقم: ٧٢٣١، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨٢، كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة بنحوه..
٤ - أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم: ٥٠٢، وعبد بن حميد المنتخب ق ٣٦، وابن جرير ٦/٥٠٧، رقم: ٧٢٣٢، ٧٢٣٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨١..
٥ - شاعر فارس من سادات قومه بني عبس، أحد الكملة ودهاة العرب. كان نديم النعمان بن المنذر. تنظر أخباره في الأغاني ١٧/١١٦..
٦ - البيت للشاعر من قصيدة له في الأغاني ١٧/١٢٦..
٧ - مجاز القرآن ١/٩٦-٩٧..
قوله عز وجل :﴿ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ﴾
[ آل عمران : ٧٣ ]
٦٠٠- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ﴾ هذا قول بعضهم لبعض١.
٦٠١- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ﴾ : لا تقروا ولا تصدقوا٢.
قوله عز وجل :﴿ أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾
[ آل عمران : ٧٣ ]
٦٠٢- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك وسعيد بن جبير :﴿ أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾ قالا : أمة محمد٣.
٦٠٣- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن الكسائي والفراء قالا في قوله عز وجل :﴿ أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم ﴾ قالا : على معنى : أو أن يحاجوكم.
وكذلك في قراءة عبد الله كأنه أراد : لا تؤمنوا أن يحاجوكم عند ربكم، وإن شئت بمعنى، لا تؤمنوا بذلك إلا أن يحاجوكم، ردا على قوله :
﴿ إلا لمن تبع دينكم ﴾ قال الكسائي : وهذا أعجبهما إلي٤.
قوله عز وجل :﴿ قل إن الهدى هدى الله ﴾ [ آل عمران : ٧٣ ]
٦٠٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن نصر، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك قال :﴿ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا ﴾ إلى ﴿ لعلهم يرجعون ﴾ قال : كانت اليهود تقول أحبارها للذين دونهم : ائتوا محمدا وأصحابه فقولوا لهم أول النهار : إنا على دينكم، فإذا كان العشي فائتوهم فقولوا : إنا كفرنا بدينكم، ونحن على ديننا الأول، إنا قد سألنا علماءنا فأخبرونا أنكم لستم على شيء، لعل المسلمين يرجعون إلى دينكم ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل :
﴿ إن الهدى هدى الله ﴾٥.
٦٠٥- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله :﴿ أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾ حسدا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم، وأرادوا أن يتابعوا٦. على دينهم٧.
٦٠٦- حدثنا محمد، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾، يقول : لما أنزل الله عز وجل كتابا مثل كتابكم وبعث نبيا كنبيكم حسدتموهم على ذلك ﴿ قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ﴾ ٨.
قوله عز وجل :﴿ أن يحاجوكم عند ربكم ﴾ [ آل عمران : ٧٣ ]
٦٠٧- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ أو يحاجوكم عند ربكم ﴾ قال بعضهم لبعض : لا تخبرونهم بما بين الله لكم في كتابه، فيخاصموكم عند ربكم، فتكون لهم حجة عليكم ٩.
قوله عز وجل :﴿ قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ﴾
[ آل عمران : ٧٣ ]
٦٠٨- حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله، عن ابن جريج قراءة في قوله :﴿ قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ﴾، قال : الإسلام١٠.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١١، رقم: ٧٢٤٦..
٢ - مجاز القرآن ١/٩٧..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٨١، رقم: ٣٦٩٥..
٤ - معاني القرآن الكريم للفراء ١/٢٢٢-٢٢٣، والقراءات وعلل النحويين فيها لأبي منصور الأزهري ١/١١٨، والكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي ١/٣٤٧-٣٤٨..
٥ - أخرجه عبد بن حميد – المنتخب ق ٣٦، وابن جرير ٦/٥٠٧، رقم: ٧٢٣٢، ٧٢٣٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٧٩، رقم: ٣٦٨١..
٦ - في ابن جرير: أن يتبعوا على دينهم..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٢، رقم: ٧٢٤٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٨١، رقم: ٣٦٩٧..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٤، رقم: ٧٢٥٢..
٩ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٥، رقم: ٧٢٥٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٢، رقم: ٣٦٩٩..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٧، رقم: ٧٢٥٥..
قوله عز وجل :﴿ يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ﴾
[ آل عمران : ٧٤ ]
٦٠٩- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ يختص برحمته من يشاء ﴾ قال : النبوة يختص بها من يشاء١.
٦١٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ يختص برحمته من يشاء ﴾ قال : قال آخرون : القرآن والإسلام٢.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٧، رقم: ٧٢٥٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٢، رقم: ٣٧٠٢..
٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٥١٨، رقم: ٧٢٥٩، وفيه أن صاحب القول هو ابن جريج نفسه..
قوله عز وجل :﴿ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه ﴾ الآية
[ آل عمران : ٧٥ ]
٦١١- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عكرمة :﴿ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ﴾ قال : هذا من النصارى، ﴿ ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ﴾، قال : هذا من اليهود١.
٦١٢- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن معاذ، قال : القنطار : ألف ومائتا أوقية٢.
٦١٣- وقال أبو هريرة : القنطار : ألف ومائتا أوقية٣.
٦١٤- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا حماد – يعني : ابن سلمة- عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال : القنطار اثنا عشر ألف أوقية٤، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض.
٦١٥- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا هشام، قال : كان الحسن يقول : القنطار ألف ومائتا دينار، وهي دية الرجل٥.
٦١٦- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حوشب، عن عطاء الخراساني، قال : سئل ابن عمر : كم القنطار ؟ قال : سبعون ألف دينار٦.
٦١٧- وكذلك روي عن مجاهد٧.
٦١٨- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا هشيم، عن عوف،
عن الحسن قال : القنطار : ألف دينار، وهي دية أحدكم٨.
٦١٩- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة :﴿ الكتاب من إن تأمنه بقنطار ﴾ قال : القنطار مائة رطل من ذهب، أو ثمانون ألف درهم من ورق٩.
٦٢٠- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح، قال : القنطار مائة رطل١٠.
٦٢١- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : أخبرنا يزيد، عن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن قال : اثنا عشر ألفا القنطار١١.
٦٢٢- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي الأشهب، قال : سمعت أبا نضرة يقول : القنطار ملء مسك ثور ذهبا١٢. ١٣.
- وكذلك قال الكلبي١٤.
٦٢٣- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك، في القنطار، قال : ألف دينار، ومن الورق اثنا عشر ألفا.
قوله عز وجل :﴿ ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ﴾
[ آل عمران : ٧٥ ]
٦٢٤- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ إلا ما دمت عليه قائما ﴾ قال : مواظبا١٥.
٦٢٥- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عكرمة :﴿ إلا ما دمت عليه قائما ﴾ قال : إلا ما طلبته واتبعته١٦.
٦٢٦- حدثنا النجار، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله :﴿ ما دمت عليه قائما ﴾ قال : تقتضيه إياه١٧.
٦٢٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إلا ما دمت عليه قائما ﴾ يقول : ما لم تفارقه١٨.
قوله عز وجل :﴿ ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ﴾
[ آل عمران : ٧٥ ]
٦٢٨- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ ليس علينا في الأميين سبيل ﴾ قال : بايعهم ناس من المسلمين في الجاهلية، فأسلموا فتقاضوا، فقالوا : ليس لكم علينا أمانة، ولا قضاء لكم عندنا ؛ لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه !
[ قال :]١٩ وادعوا ذلك في كتابهم٢٠.
٦٢٩- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق الهمداني، عن صعصعة بن معاوية، أنه سأل ابن عباس فقال : إنا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة ؟ قال ابن عباس : فتقولون ماذا ؟ قال : نقول : ليس علينا في ذلك من بأس. قال : هذا كما قال أهل الكتاب :﴿ ليس علينا في الأميين سبيل ﴾، إنهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب أنفسهم٢١.
٦٣٠- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى الحماني، قال : حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد٢٢ قال : لما نزلت ﴿ ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذب أعداء الله، ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي هاتين، إلا الأمانة فإنها مؤداة٢٣.
قوله عز وجل :﴿ ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ﴾
[ آل عمران : ٧٥ ]
٦٣١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج في قوله :﴿ ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ﴾، قال : بايعهم ناس من المسلمين في الجاهلية، فأسلموا فتقاضوا، فقالوا : ليس لكم علينا أمانة ولا قضاء ؛ لأنكم تركتم دينكم، وادعوا ذلك في كتابهم، فقال :﴿ ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ﴾، ثم تلا :﴿ بلى من أوفى بعهده واتقى ﴾٢٤.
١ - أخرجه عبد بن حميد – المنتخب ق ٣٧..
٢ - أخرجه عبد بن حميد – المنتخب ق ١٠، والدارمي في السنن ٢/٤٦٨، وابن جرير ٦/٢٤٤، رقم: ٦٦٩٦- ٦٦٩٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٨، رقم: ٣٢٥٤، والبيهقي في السنن ٧/٢٣٣..
٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٤، رقم: ٦٧٠٠..
٤ - أخرجه البيهقي ٧/٢٣٣..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٦، رقم: ٦٧٠٣، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٩، رقم: ٣٢٦٣..
٦ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٣٠، رقم: ٤١٥، وابن جرير ٦/٢٤٨، رقم: ٦٧٢١، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٩، رقم : ٣٢٦١..
٧ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٨، رقم: ٦٧١٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٩، رقم: ٣٢٦٢..
٨ - أخرجه ابن جرير ٢/٢٤٧، رقم: ٦٧١٢..
٩ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٩، رقم: ٤١٣..
١٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٧، رقم: ٦٧١٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٨، رقم: ٣٢٥٨..
١١ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٦، رقم: ٦٧٠٨، ٦٧٠٩، ٦٧١١، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٩، رقم: ٣٢٦٣..
١٢ - أخرجه ابن جرير ٦/٢٤٦، رقم: ٦٧٢٣، والبيهقي ٧/٢٣٣..
١٣ - مسك ثور: أي جلد ثور. القاموس المحيط مادة : مسك ١٢٣٠..
١٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٢٩، رقم: ٤١٤..
١٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٢٠، رقم: ٧٢٦٣-٧٢٦٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٣، رقم: ٣٧٠٧..
١٦ - أخرجه عبد بن حميد في تفسيره- المنتخب ق ٣٧..
١٧ - أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٣٠، رقم: ٤١٦، وابن جرير ٦/٥٢٠، رقم: ٧٢٦٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٣، رقم: ٣٧٠٨..
١٨ - مجاز القرآن ١/٩٧..
١٩ - زيادة يقتضيها السياق، لايضاح المعنى، كما في تفسير ابن جرير ٦/٥٢٣، رقم: ٧٢٧٢..
٢٠ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٢٣، رقم: ٧٢٧٢ و ٦/٥٢٥، رقم: ٧٢٧٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٤، رقم: ٣٧١٤..
٢١ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٣٠، رقم: ٤١٨، وابن جرير ٦/٥٢٣ – ٥٢٤، رقم: ٧٢٧٣ – ٧٢٧٤، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٤، رقم: ٣٧١١، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ١٦١٨..
٢٢ - هو ابن جبير..
٢٣ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٢٢- ٥٢٣، رقم: ٧٢٦٩ – ٧٢٧٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٤، رقم: ٣٧١٢..
٢٤ - تقدم برقم : ٦٥٣..
قوله عز وجل :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾
[ آل عمران : ٧٧ ]
٦٣٢- حدثنا محمد بن علي النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، والأعمش، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يحلف رجل على يمين صبر١، يقتطع بها مالا هو فيها فاجرا، إلا لقي الله وهو عليه غضبان. قال : فأنزل الله عز وجل :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ الآية، فجاء الأشعث ابن قيس – وعبد الله يحدثهم-، فقال : في نزلت وفي رجل خاصمته في بئر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألك بينة ؟ قال : فقلت : لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيحلف. قال : قلت : إذا يحلف. وأنزل الله :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ الآية، ففي نزلت٢.
٦٣٣- حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا سهل بن بكار، قال : حدثنا جرير بن حازم، عن عدي بن عدي الكندي، عن رجاء بن حيوة، والعرس بن عميرة، عن أبيه عدي، قال : اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرؤ القيس الكندي ورجل من حضرموت في أرض ؛ فسأل الحضرمي البينة، وقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي : أمكنته باليمين ؟ ذهب والله بأرضي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف على يمين صبر كاذبا ليقتطع بها مال أخيه لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان. قال : فقال امرؤ القيس : فما لمن تركها يا رسول الله ؟ قال : الجنة. قال : فإني أشهدك أني قد تركتها٣.
٦٣٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا محمد بن عبيد ومحمد بن يزيد الواسطي، قال : حدثنا العوام بن حوشب عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى : أن رجلا أقام سلعة له، فحلف لقد أعطي بها ما لم يعط ؛ فنزلت :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ الآية٤.
وقال ابن أبي أوفى : الباخس : آكل الربا الخائن.
٦٣٥- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب في قوله :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ قال : هي اليمين الفاجرة يقتطع الرجل مال أخيه. واليمين الفاجرة من الكبائر. قال : ثم قرأ سعيد٥ :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ﴾ الآية٦.
قوله جل وعز :﴿ أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ﴾
[ آل عمران : ٧٧ ]
٦٣٦- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لا خلاق لهم ﴾ : لا نصيب لهم ٧.
قوله عز وجل :﴿ ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ﴾
[ آل عمران : ٧٧ ]
٦٣٧- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولا يزكيهم ﴾ ولا يكونون عنده كالمؤمنين٨.
١ - هي اللازمة لصاحبها من جهة الحكم. ينظر النهاية في غريب الحديث ٣/٨..
٢ - أخرجه البخاري رقم: ٤٥٤٩- ٤٥٥٠، ومسلم رقم: ١٣٨..
٣ - أخرجه أحمد ٤/١٩١-١٩٢، وعبد بن حميد – المنتخب ق ٣٩، والنسائي في السنن الكبرى ٣/٤٨٦، رقم: ٥٩٩٦، وابن جرير ٦/٥٣٠، رقم: ٧٢٨٠، والطبراني في المعجم الكبير ١٧/١٨٠، رقم: ٢٦٥، والبيهقي في الشعب رقم: ٤٨٤٠..
٤ - أخرجه البخاري رقم: ٤٥٥١..
٥ - هو ابن المسيب..
٦ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٣٠، رقم: ٤١٩، وابن جرير ٦/٥٣٤، رقم: ٧٢٨٨..
٧ - مجاز القرآن ١/٩٧..
٨ - مجاز القرآن ١/٩٧..
قوله عز وجل :﴿ وإن منهم لفريقا ﴾ الآية [ آل عمران : ٧٨ ]
٦٣٨- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ﴾ يحرفونه١.
٦٣٩- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : حدثنا عثمان بن عمر، قال : حدثنا مالك بن مغول، عن الشعبي قال في هذه الآية :﴿ يلوون ألسنتهم بالكتاب ﴾ قال : يحرفونه عن مواضعه٢.
٦٤٠- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثني عبد الصمد، أنه سمع وهبا يقول : إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف، ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل، وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله، وما هو من عند الله، فأما كتب الله فإنها محفوظة لا تحول٣.
٦٤١- أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يلوون ألسنتهم بالكتاب ﴾ يقلبونه ويحرفونه٤.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٣٦، رقم: ٧٢٩٠ –٧٢٩١، وابن أبي حاتم ٢/٦٨٩، رقم: ٣٧٣٤..
٢ - قول الشعبي أورده ابن أبي حاتم ٢/٦٨٩، رقم: ٣٧٣٤..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٨٩، رقم: ٣٧٣٥..
٤ - مجاز القرآن ٢/٩٧..
قوله عز وجل :﴿ ما كان لبشر ﴾ الآية [ آل عمران : ٧٩ ]
٦٤٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق قال :
وقال أبو رافع أو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام [ قالوا ]١ : أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما يعبد النصارى المسيح بن مريم ؟ فقال رجل من أهل نجران يقال له الرئيس نصراني : أوذاك تريد يا محمد وإليه تدعو ؟ أو كما قال  ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن نعبد غير الله، أو أن آمر بعبادة غيره، ما بذلك بعثني ولا أمرني  ! أو كما قال ؛ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهما :﴿ ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ﴾ إلى قوله :﴿ بعد إذ أنتم مسلمون ﴾٢.
قوله عز وجل :﴿ ولكن كونوا ربانيين ﴾ [ آل عمران : ٧٩ ]
٦٤٣- حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس :﴿ ولكن كونوا ربانيين ﴾، قال : الفقهاء المعلمون٣.
- وكذلك روي عن سعيد بن جبير٤.
٦٤٤- حدثنا علي بن الحسن الهلالي، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان، قال : أخبرنا عباد بن العوام، قال : أخبرنا عوف، عن الحسن :﴿ ولكن كونوا ربانيين ﴾ قال : علماء فقهاء٥.
- وكذلك روي عن أبي رزين٦ وقتادة٧.
٦٤٥- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا سعيد بن سليمان، قال : حدثنا حفص، قال : حدثنا ميمون أبو عبد الله، عن الضحاك في قوله عز وجل :﴿ كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب ﴾، قال : حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها٨.
٦٤٦- حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد هو ابن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن عاصم، قال : سمعت زر، عن عبد الله في قوله عز وجل :﴿ كونوا ربانيين ﴾ قال : حكماء علماء٩.
٦٤٧- حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب وعلي بن الحسن الهلالي وعلي بن عبد العزيز، قالوا : حدثنا أبو نعيم، قال أبو أحمد : أخبرنا سفيان، عن منصور، عن أبي رزين :﴿ كونوا ربانيين ﴾ قال : حكماء علماء١٠.
قوله عز وجل :﴿ بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ﴾
[ آل عمران : ٧٩ ]
٦٤٨- حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال : بلغني عن أبي عوانة، عن أبي المعلى العطار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وعن مغيرة، عن إبراهيم أنهما كانا يقرآن ﴿ تعلمون ﴾.
٦٤٩- حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا سفيان، عن مجاهد أنه كان يقرأ :﴿ بما كنتم تعلمون ﴾١١. ١٢
٦٥٠- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : أما أبو عمرو بن العلاء فكان يقرأها :﴿ تعلمون ﴾ ١٣، يحتج بقوله :﴿ وبما كنتم تدرسون ﴾ يقول : ألا تراه لم يقل : تدرسون١٤.
١ - زيادة يقتضيها السياق..
٢ - سيرة ابن هشام ١/٥٥٤، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٩٣، رقم: ٣٧٥٦، وابن جرير ٦/٥٣٩، رقم: ٧٢٩٦ من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٩١، رقم: ٣٧٤٦..
٤ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٤٢، رقم: ٧٣١٨، وابن أبي حاتم ٢/٦٩١، رقم: ٣٧٤٥..
٥ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٤١، رقم: ٧٣٠٥، وعزاه له ابن أبي حاتم ٢/٦٩٢، رقم: ٣٧٤٩..
٦ - سيأتي برقم: ٦٧٠..
٧ - أخرجه عبد بن حميد- المنتخب ق ٤٠، وابن جرير ٦/٥٤١، رقم: ٧٣٠٩، ٧٦١٠..
٨ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٤٢، رقم: ٧٣١٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٩٢، رقم: ٣٧٥٠..
٩ - أخرجه ابن جرير من طريق أبي رزين ٦/٥٤٠، رقم: ٧٣٠٢..
١٠ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير ١/١٣٠، رقم: ٤٢٢، وسعيد بن منصور رقم: ٥٠٤، وعبد بن حميد – المنتخب ق ٤٠، وابن جرير ٦/ ٥٤٠، رقم: ٧٣٠١-٧٣٠٢..
١١ - قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي ﴿تعلمون﴾ مثقلا وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ﴿تعلمون﴾ بإسكان العين ونصب اللام. الحجة للقراء السبعة ص ٣/٥٨، ٥٩..
١٢ - أخرجه عبد ابن حميد – المنتخب ق ٤٠، وابن جرير ٦/٥٤٥، رقم: ٧٣٢٠، وابن أبي حاتم ٢/٦٩٢، رقم: ٣٧٥١..
١٣ - بفتح التاء، وسكون العين، وفتح اللام، قراءة غير الشامي والكوفيين من القراء العشرة، تنظر البدور الزاهرة ص ٦٧. وقرأ الباقون وهم : الشامي والكوفيون: تعلمون، بضم التاء، وتشديد اللام مكسورة كما في رواية حفص عن عاصم. ينظر المصدر السابق ص ٦٧، وتفسير القرطبي ٤/١٢٣..
١٤ - الحجة للقراء السبعة، لأبي علي الفارسي ٢/٦١..
قوله عز وجل :﴿ ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ﴾
[ آل عمران : ٨٠ ]
٦٥١- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ولا يأمركم أن تتخذوا ﴾ ولا يأمرهم النبي أن يتخذوا الملائكة والنبيين أربابا١.
٦٥٢- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : قد قرأها غير واحد بالفتح٢ على ما قبله ﴿ ثم يقول للناس كونوا ﴾، فينصب على هذا، ومن رفع جعله كلاما مبتدأ٣. وقرأها الكسائي بالرفع، والثانية٤ كذلك، وكذلك قرأها أهل المدينة أبو جعفر ونافع وشيبة.
١ - أخرجه ابن جرير ٦/٥٤٩، رقم: ٧٣٢٢..
٢ - قوله: ولا يأمركم، بنصب الراء وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب. وقرأ الباقون بالرفع وهم: الكسائي وأبو عمرو بن العلاء وابن كثير وأبو جعفر ونافع. ينظر النشر في القراءات العشر ٢/٢٤٠، والتبصرة في القراءات ص ٤٦٢..
٣ - فمن نصب ﴿يأمركم﴾ عطفه على ﴿أن يؤتيه الله﴾ أو على ﴿ثم يقول﴾ والضمير في ﴿يأمركم﴾ للبشر، والمراد به النبي صلى الله عليه و سلم ومن رفعه قطعه مما قبله، وجعل ﴿لا﴾ بمعنى ليس ويكون الضمير في يأمركم لله جل ذكره. القراءات وعلل النحويين فيها المسمى علل القراءات لأبي منصور محمد بن أحمد إلا زهري ١/١٢١، ومشكل إعراب القرآن ١/١٧٤-١٦٥، وكتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ١/٣٥٠-٣٥١، كلاهما لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي..
٤ - يعني قوله تعالى: ﴿لما آتيتكم من كتاب...﴾ فمن قرأ ﴿لما﴾ بكسر اللام وهو حمزة فقط. فجعلها لام جر، وعلق اللام بالأخذ، أي: أخذ الله الميثاق لهذا الأمر، لأن من أوتي الحكمة يؤخذ عليه الميثاق، لما أوتوه من الحكمة، لأنهم الخيار من الناس، و "ما" بمعنى الذي. ومن قرأ " لما" بفتح اللام. وهي قراءة جميع القراء ما عدا حمزة جعل اللام لام الابتداء، و﴿ما﴾ بمعنى الابتداء. وجعل اللام جوابا لما هو في معنى القسم.... الخ. كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/٣٥١-٣٥٢، ومشكل إعراب القرآن ١/١٦٥-١٦٧. وينظر الحجة للقراء السبعة ٢/٦٢..
قوله عز وجل :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ [ آل عمران : ٨١ ]
٦٥٣- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله العدني، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، قال : قلت لابن عباس : إن الضحاك عبد الله يقول :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم من كتاب وحكمة ﴾، ونحن نقرأ :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ﴾، ونحن نقرأ :﴿ ميثاق النبيين ﴾، فقال ابن عباس : إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم١.
٦٥٤- حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال : أخبرني ابن طاووس، عن أبيه :
﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم ﴾ قال : أخذ ميثاق الأول من الأنبياء لتصدقن ولتؤمنن بما جاء به الآخر منهم٢.
٦٥٥- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه في قوله عز وجل :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ أن يصدق بعضهم بعضا، ثم قال :﴿ ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ﴾، قال : فهذه الآية لأهل الكتاب أخذ الله ميثاقهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوا به٣.
٦٥٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قال : بعث الله عز وجل محمدا رحمة للعالمين وكافة للناس، وقد كان الله عز وجل أخذ له الميثاق على كل نبي بعثه قبله بالإيمان به، والتصديق له، وأخذ عليهم أن يؤدوا ذلك إلى كل من آمن بهم وصدقهم، فأدوا من ذلك ما كان عليهم من الحق فيه، يقول الله عز وجل لمحمد عليه السلام :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم ﴾ قرأ إلى ﴿ الشاهدين ﴾، فأخذ الله له ميثاق النبيين جميعا بالتصديق له والنصر له ممن خالفه، وأدوا ذلك إلى من آمن منهم وصدقهم، فبعثه الله بعد بنيان الكعبة بخمس سنين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن أربعين سنة.
٦٥٧- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ﴾ قال : هذا خطأ من الكاتب٤، هي في قراءة عبد الله ٥ :﴿ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ﴾٦.
٦٥٨- حدثنا علي، عن أبي عبيد قال : كان ابن عباس أنكر أن يكون الميثاق يوجد من غير الأنبياء. وقال الكسائي : قد يكون في الكلام ميثاق النبيين بمعنى ميثاق الذين كانوا قبلهم النبيون، والذين اتبعوا النبيين، فهذا مخرج لقراءة عبد الله وأصحابه٧.
قوله عز وجل :﴿ لما آتيتكم من كتاب وحكمة ﴾ الآية
[ آل عمران : ٨١ ]
٦٥٩- حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال الكسائي : وأما قوله :﴿ لما آتيتكم من كتاب ﴾ فإن مع�