" بسم الله " : اسم عزيز إذا تجلى لقلب فإن لاطفه بجماله أحياه، وإن كاشفه بجلاله أباده وأفناه ؛ فالعبد في حالتي بقاء وفناء، ومحو وإثبات، ووجد وفقد.
ﰡ
أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ. والفلقُ : الصُّبْحُ.
ويقال : هو الخَلْقُ كلُّهم، وقيل : الفَلَقُ وادٍ في جهنم.
وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من الله. ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على الله فهو الذي صحَّ تحقُّقُه بالله، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللَّهُ للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه ؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه، فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا. . كُفِيَ مُرَادَه أم لا. وعند ذلك الملك الأعظم، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذة، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا.