ﰡ
" الم " وسائر حروف الهجاء في أوائل السور كان بعض المفسرين يجعلها اسما للسورة تعرف كل سورة بما افتتحت به وبعضهم يجعلها أقساما- " أقسم الله - عز وجل - بها لشرفها وفضلها ولأنها مبادىء كتبه المنزلة ومباني أسمائه الحسنى وصفاته العليا وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى كقول ابن عباس في " كهيعص " إن الكاف من كاف والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق - زه - وقيل غير ذلك.
" لا ريب فيه " لا شك - زه - وقيل الريب الشك مع تهمة المشكوك فيه، " هدى " رشد - زه - وهو كل ما يهتدى به، " للمتقين " المتقي من يقي نفسه من تعاطي ما يعاقب عليه من فعل أو ترك وأصل الاتقاء الحجز وذكرت هذه المادة في القرآن في مائتين وستة وثلاثين موضعا.
" الذين يؤمنون بالغيب " يصدقون بأخبار الله تعالى عن الجنة والنار والقيامة والحساب وأشباه ذلك والمؤمن المصدق والله تعالى مؤمن أي مصدق ما وعد ويكون أيضا من الأمان أي لا يأمن إلا من أمنه - زه -
والغيب ما غاب عن الحاسة مما يعلم بالأدلة، " ويقيمون الصلاة " إقامتها أن يؤتى بها بحقوقها كما فرضها الله تعالى يقال قام بالأمر وأقام الأمر إذا جاء به معطى حقوقه والصلاة هنا ذات الركوع والسجود وتأتي على أربعة أوجه أخر الدعاء والترحم والاستغفار والدين.
" ويؤتون الزكاة " أصلها الطهارة والنماء وإنما قيل لما يجب في الأموال من الصدقة زكاة لأن تأديتها تطهر الأموال مما يكون فيها من الإثم والحرام إذا لم يؤد منها حق الله تعالى وتنميها وتزيد فيها بالبركة وتقيها من الآفات، " ومما رزقناهم ينفقون " أي يزكون ويتصدقون - زه -.
" بما أنزل إليك " أصل الإنزال التصيير إلى جهة السفل وكذلك التنزيل، " وما أنزل من قبلك " قبل لما مضى من الزمان نقيض بعد، " هم يوقنون " الإيقان علم حاصل ناشئ بالاستدلال.
" هم المفلحون " أي الظافرون بما طلبوا الباقون في الجنة. والفلاح : الظفر والبقاء. ثم قيل لكل من عقل وحزم وتكاملت فيه خلال الخير قد أفلح - زه - فاسم الفاعل منه مفلح.
" كفروا " ستروا وجحدوا نعم الله، " سواء عليهم " مستو عندهم، " أأنذرتهم " أعلمتهم بما تحذرهم منه. ولا يكون المعلم منذرا حتى يحذر بإعلامه فكل منذر معلم وليس كل معلم منذرا - زه - والهمزة للتسوية.
" ختم الله على قلوبهم " أي طبع عليها ووسمها بسمة الكفر - زه -
و " القلب " : الفؤاد سمي قلبا لتقلبه بالخواطر والعزوم، وهو محل العزم والفكر والعلم والقصد- " - " وعلى سمعهم " السمع والسماع مصدران لسمع والسمع الإذن أيضا " وعلى أبصارهم " جمع بصر وهي حاسة يدركها المبصر ويستعمل للمصدر أيضا، " غشاوة " أي غطاء والغشاوة الغطاء السائل أي جعل قلوبهم بحيث لا تفهم وآذانهم بحيث لا تسمع بالمسموع وأبصارهم بحيث لا تنتفع بالمرئي، " ولهم عذاب عظيم " العذاب إيصال الألم حالا بعد حال وقيل أصله استمرار للشيء
والعظيم الدائم الذي لا ينقطع والعظم في الأصل الزيادة على المقدار ثم ينقسم إلى عظم الشأن وعظم الأجسام.
" ومن الناس من يقول " الناس والإنس البشر واشتقاقه من النوس وهو الحركة ومن الإنس أو من النسيان أقوال والقول والكلام يطلقان لغة على اللساني والنفساني بالاشتراك أو حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر مذاهب، " اليوم الآخر " سمي بذلك لأنه بعد أيام الدنيا وقيل لأنه آخر يوم بعد ليلة.
" يخادعون الله " بمعنى يخدعون أي يظهرون غير ما في قلوبهم وقيل يظهرون من الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويضمرون خلاف ما يظهرون فالخداع منهم يقع بالاحتيال والمكر ومن الله عز وجل بأن يظهر لهم من الإحسان- " ويعجل لهم من النعم في الدنيا خلاف ما يغيب عنهم ويستر من عذاب الآخرة لهم فجمع الفعلان لمشابهتهما من هذه الجهة وقيل معنى الخدع في كلامهم الفساد ومنه قول الشاعر :
طيب الريق إذا الريق خدع ***
أي فسد فمعنى " يخادعون الله " يفسدون ما يظهرون من الإيمان وأعماله بما يضمرون من الكفر كما يفسد الله عليهم نعيمهم في الدنيا بما يصيرون إليه من عذاب الآخرة، " وما يشعرون " أي ما يعلمون ذلك ويفطنون له.
" في قلوبهم مرض " أي شك ونفاق يقال أصل المرض الفتور فهو في القلب فتور عن الحق وفي الأبدان فتور الأعضاء وفي العيون فتور النظر، " فزادهم " الزيادة الإلحاق بالمقدار ما ليس منه والنقصان الإخراج عن المقدار ما هو منه والتمام البلوغ حد المقدار من غير زيادة ولا نقصان، " أليم " مؤلم أي موجع - زه - وقيل الألم يعم كل أذى صغر أو كبر، " يكذبون " التكذيب نسبة المخبر إلى الكذب وهو نقيض الصدق أي الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به.
" لا تفسدوا في الأرض " الإفساد التغيير عن استقامة الحال والفساد التغير عنها تقول فسدت التفاحة إذا عفنت- " والأرض هي الغبراء التي عليها مستقر الخلق، " مصلحون " الإصلاح التغيير إلى استقامة الحال.
" السفهاء " أي الجهال والسفه الجهل بلغة كنانة ثم يكون لكل شيء يقال للكافر سفيه لقوله " سيقول السفهاء من الناس " يعني اليهود والجاهل سفيه لقوله " فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا " قال مجاهد السفيه الجاهل والضعيف الأحمق وللنساء والصبيان سفهاء لجهلهم لقوله تعالى " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " يعني الصبيان والنساء يعني غير الرشيدات منهن وقيل السفه في اللغة الخفة ورب سفيه أي خفيف بال وهو أيضا القبح الذي يدل على خفة الخ.
وإذا لقوا " إذا ظرف مستقبل واللقاء الاجتماع مع الشيء على طريق المقاربة، " خلوا إلى شياطينهم " الخلاء من الشيء الفراغ منه وضده الملأ يقال خلوت به وإليه ومعه والشياطين جمع شيطان وهو كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب واشتقاقه من شطن إذا بعد وقيل من شاط إذا هلك- " - " مستهزؤون " ساخرون.
" الله يستهزئ بهم " أي يجازيهم جزاء استهزائهم، " ويمدهم في طغيانهم يعمهون " أي في غيهم وكفرهم يحارون ويترددون ويعمهون في اللغة يركبون رءوسهم متحبرين حائرين عن الطريق يقال رجل عمه وعامه أي متحير وحائر عن الطريق - زه - وأصل الطغيان مجاوزة الحد وأصل العمه في العين وهو أن يحار بصره فلا يرى في تلك الحالة وإن كان يرى في غيرها والمد الجذب وقيل الزيادة على الشيء على جهة القدام دون جهة اليمين والشمال.
" اشتروا الضلالة بالهدى " استبدلوا وأصل هذا أن من اشترى شيئا بشيء فقد استبدل منه واشتقاق الاشتراء من الشروى وهو الميل لأن المشترى يعطى شيئا ويأخذ شيئا والاشتراء أخذ الشيء الثمن عوضا وهو الابتياع والشراء البيع يمد ويقصر ومنه " وشروه بثمن بخس " ويستعمل للابتياع كما يستعمل الاشتراء للبيع أيضا والباء تدخل على المتروك، " فما ربحت تجارتهم " الربح الزيادة على رأس المال والتجارة قال الزمخشري هي صناعة التاجر وهو الذي يبيع ويشتري للربح وناقة تاجرة كأنها من حسنها وسمنها تبيع نفسها انتهى
وقضية كلامه أن التجارة البيع والشراء للربح ورد بأنها للشراء للاسترجاع بدليل " لا تلهيهم تجارة ولا بيع " والعطف يدل على المغايرة وبأنه لو حلف لا يتجرف فاشترى للربح حنث ومعنى قولهم ناقة تاجرة أنها تحمل المشتري على شرائها لا أنها تبيع نفسها.
" مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " أي أوقد - زه - مثل استجاب بمعنى أجاب وقيل هو على بابه وهو استدعاء الإيقاد والمثل في أصل كلامهم بمعنى المثل وهو النظير يقال مثل ومثل ومثيل كشبه وشبه وشبيه ثم قيل للقول السائر الممثل مضربه بمورده مثل والمراد به هنا الصفة والنار جوهر لطيف مضيء حار محرق واشتقاقها من نار ينور إذا نفر لأن فيها حركة واضطرابا، " فلما أضاءت ما حوله " لما كلمة تدل على وجود شيء لوجود غيره وأضاءت وضاءت لغتنان بمعنى ويجوز في ( ما ) أن تكون موصولة وأن تكون نكرة موصوفة وأن تكون صلة.
وحول الشيء ما دار من جوانبه وتأليفه للدوران والإطافة.
ذهب الذهاب المرور أو الزوال أو الإبطال تفسيرات
- " والإذهاب الحمل عليه وكذلك الذهاب به، " بنورهم " النور الضوء - زه - النور نقيض الظلمة واشتقاقه من النار، " وتركهم " يجوز أن يكون ترك بمعنى صير وأن يكون بمعنى طرح خلى، " في ظلمات " جمع ظلمة وهي عرض يناقض النور وقيل عدم النور وكذلك الظلام واشتقاقها من قولهم ما ظلمك أن تفعل كذا أي ما منعك وما شغلك لأنها تسد العين وتمنع الرؤية.
" صم " جمع أصم والصمم داء في الأذن يمنع من السمع وأصله الصلابة وقيل أصله السد، " بكم " خرس - زه - والبكم آفة في اللسان مانعة من الكلام والأبكم الذي يولد أخرس وقيل هو المسلوب الفؤاد الذي لا يعي شيئا ولا يفهم، " عمي " جمع أعمى والعمى آفة في العين مانعة من إدراك المبصر والمعنى صم عن استماع الحق بكم عن التكلم به عمي عن الإبصار له.
" أو كصيب " أي مطر وهو فعل من صاب يصوب إذا نزل من السماء - زه - والصيب صفة غالبة والمطر موصوفها وقيل بقدرها سحاب
و " السماء " في اللغة كل ما علاك فأظلك وهل المراد ذات البروج أو السحاب قولان، " ورعد وبرق ".
يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله عز وجل ينشىء " السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك أحسن الضحك فمنطقه الرعد وضحكه البرق ".
وقال ابن عباس الرعد ملك اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق صوت من نار يزجر به الملك السحاب.
وقال أهل اللغة الرعد صوت السحاب والبرق نور وضياء يصحبان السحاب - زه - وفي صحة الحديث نظر.
وللمفسرين في مسمى الرعد أقوال بلغتها سبعة وقد بينتها في موضع آخر.
قال أبو حيان والذي يفهم من اللغة أن الرعد عبارة عن الصوت المزعج المسموع من جهة السماء وأن البرق هو الجرم اللطيف النوراني الذي يشاهد ولا يثبت، " يجعلون أصابعهم في آذانهم " أي يلقونها فيها وفي واحد الأصابع عشر لغات بتثليث الهمزة والباء والعاشرة أصبوع بضم الهمزة والباء، " من الصواعق " هي جمع صاعقة وهي صوت والصاعقة أيضا هي كل عذاب مهلك والصاعقة أيضا الموت بلغة عمان - زه - وقال الخليل- " هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها أحيانا قطعة نار تحرق ما أتت عليه وقال أبو زيد هي نار تسقط من السماء في رعد شديد وبين التفسيرين فروق بينتها في موضع وقال الزمخشري الشقة المنقضة مع قصفة الريح الرعد، " حذر الموت " الجزع والحذر والفرق والفزع نظائر والموت يكون مصدرا كمات يموت كقال يقول أو كمات يمات كخاف يخاف ويكون اسما وهو يقابل الحياة تقابل الملكة والعدم عند المعتزلة فهو زوال الحياة وتقابل الضدين عند الأشعريين فقيل هو عرض يعقب الحياة وقيل عرض لا يصح معه إحساس يعقب الحياة، " محيط " الزجاجي : هو من أحاط بالشيء إذا استولى عليه وضم جميع أقطاره ونواحيه حتى لا يمكنه التخلص منه ولا فوته وقيل الإحاطة حصر الشيء بالمنع له من كل جهة قال الزجاجي حقيقة الإحاطة بالشيء ضم أقطاره ونواحيه ونظيره وسطا كإحاطة البيت بمن فيه والأوعية بما يحلها وأصل جميع ذلك راجع إلى معنى الحائط لإحاطته بما يدور عليه ثم اتسع فيه واستعمل في القدرة والعلم والإهلاك لتقارب المعاني وقال الكواش أصل الإحاطة الإحداق بالشيء من جميع جهاته ومنه الحائط وقال بعضهم الإحاطة بالشيء والإحداق به والإطافة به نظائر في اللغة.
" يكاد " يهم ولم يفعل يقال كاد يفعل ولا يقال كاد أن يفعل - زه - وأجاز ابن مالك وغيره أن يقال في السعة كاد أن يفعل ومنه قول عمر رضي الله عنه ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب، " يخطف " الخطف أخذ الشيء بسرعة، " أظلم " يجوز أن تكون همزته للصيرورة أي صار الموضع مظلما أو ذا ظلام وأن تكون للدخول في الشيء كالذي في أنجد وأصاف إذا دخل نجدا أو في الصيف، " قاموا " وقفوا وثبتوا في مكانهم ولو حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه، " شاء " أراد كل شيء الشيء مصدر شاء فإذا وصف به الله تعالى فمعناه شاء وإذا وصف به غيره فمعناه الشيء والغالب خروجه عن المصدرية واستعماله اسما غير ملاحظ فيه اشتقاق - " كما يقال ما عندي شيء، " قدير " هو أبلغ من قادر وكلاهما من القدرة وهو والقوة والاستطاعة بمعنى.
" يا أيها " يا حرف نداء وقيل اسم فعل هو أنادي ولم يقع النداء في القرآن مع كثرته إلا بها وينادى بها القريب وغيره أي وصلة لنداء ما فيه أل أو مناداة عبارتان
ها حرف تنبيه، " خلقكم " الخلق الاختراع بلا مثال وأصله التقدير وخلقت الأديم قدرته وقال قطرب هو الإيجاد على تقدير وترتيب والخلق والإيجاد والإحداث والإبداع والاختراع والإنشاء متقاربة، " من قبلكم " قبل ظرف زمان وأصله وصف ناب عن موصوفه لزوما فإذا قلت قمت قبل زيد فالتقدير قمت زمانا قبل زمان قيام زيد فحذف هذا كله وناب عنه قبل زيد، " لعلكم " لعل حرف توقع تكون للترجي في المحبوب وللإشفاق في المكروه ولا يستعمل إلا في الممكن.
" فراشا " الفراش المهاد أي ذللها لكم ولم يجعلها حزنة غليظة
لا يمكن الاستقرار عليها - زه - وقيل الفراش الوطاء الذي يقعد عليه وينام ويتقلب عليه، " بناء " هي مصدر وقد يراد به المفعول من بيت أو قبة أو خباء أو طراف وأبنية العرب أخبيتهم
و " الماء " معروف وعرفه بعضهم بأنه جوهر جسم شفاف لا لون له وما يظهر فيه من اللون لون ظرفه أو ما يقابله ووصفه الغزالي في الوسيط بالتركيب ونوقش في ذلك بأنه بسيط ويقصد للري وبعضهم بأنه جوهر سيال به قوام الحيوان، " من الثمرات " الثمرة ما تخرجه الشجرة من مطعوم أو مشموم، " أندادا " أمثالا ونظراء واحدهم ند - زه - وقيل الند المقاوم والمضاهى مثلا كان أو ضدا أو خلافا وقال أبو عبيدة والمفضل الند الضد
- " المبغض المناوىء من الندود وقال الزمخشري الند المثل ولا يقال إلا للمخالف المثل المناوىء.
" العبد " لغة المملوك الذكر من جنس الإنسان وقيل والإنثى أيضا، " فأتوا " الإتيان المجيء، " بسورة " السورة غير مهموزة منزلة يرتفع القارىء منها إلى منزلة أخرى إلى أن يستكمل القرآن كسور البناء وبالهمزة قطعة من القرآن على حدة من قولهم أسأرت من كذا أي أبقيت وأفضلت منه فضلة - زه - وقيل الدرجة الرفيعة وسميت بها سور القرآن لأن قارئها يشرف بقراءتها على من لم تكن عنده كسور البناء وقيل لتمامها وكمالها ومنه قيل للناقة التامة سورة أو لأنها قطعة من القرآن من أسارت والسؤر فأصلها الهمز وخففت قاله أبو عبيدة والهمز فيها لغة، " من مثله " المماثلة تقع بأدنى مشابهة وقد ذكر سيبويه أن مررت برجل مثلك يحتمل وجوها ثلاثة، " وادعوا " الدعاء الهتف باسم المدعو، " شهداءكم " آلهتكم سموا بذلك لأنهم يشهدونهم ويحضرونهم إلى النار - زه - وهو جمع شهيد للمبالغة كعليم وعلماء ويجوز أن يكون جمع شاهد كشاعر وشعراء- " - " دون " ظرف مكان ملازم للظرفية الحقيقية أو المجازية ولا يتصرف فيه بغير من، " صادقين " الصدق مقابله الكذب وهو مطابقة الخبر للمخبر عنه ولا واسطة بينهما عند الجمهور.
" ولن " حرف نفي في المستقبل، " فاتقوا " إحذروا، " وقودها " الوقود اسم لما يوقد به وبالضم المصدر وجاء في المصدر الفتح أيضا حكاه سيبويه والأخفش وهو أحد المصادر التي جاءت على فعول بقلة قال ابن عصفور لم يحفظ منها سوى هذا والوضوء والطهور والولوع والقبول، " والحجارة " جمع الحجر والتاء فيه لتأكيد تأنيث الجمع كالفحولة، " أعدت " ادخرت وهيئت.
" بشر " أي أخبر خبرا يظهر أثره على البشرة، وهي ظاهر الجلد. والبشارة أول خبر يرد على الإنسان من خير أو شر. وأكثر استعماله في الخير، واستعماله في الشر قيل مجاز، وقيل حقيقة فيكون مشتركا.
" وعملوا الصالحات " العمل إيجاد الشيء بعد أن لم يكن والصلاح الفعل المستقيم وهو مقابل الفساد، " جنات " جمع جنة وهي في اللغة البستان فيه نخل وشجر وقيل البستان الذي سترت أشجاره أرضه وكل شيء ستر شيئا فقد أجنه ومن ذلك الجنة والجنة والجن والمجن والجنين فإن كان فيه كرم فهي فردوس والمراد هنا دار الله في الآخرة، " تحتها " تحت ظرف مكان لا يتصرف فيه بغير من، " الأنهار " جمع نهر وهو دون البحر وفوق الجدول وأصله السعة وقيل هو نفس مجرى الماء أو الماء في المجرى المتسع قولان، " كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا " أي كلما أطعموا فاكهة منها، " متشابها " يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن ويقال يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم - زه - والتشابه تفاعل من الشبه والشبه المثل
- " فيكون معناه التماثل، " أزواج " جمع زوج وهو الواحد الذي يكون آخر واثنان زوجان ويقال للرجل زوج ولامرأته أيضا زوج وزوجة أقل، " مطهرة " يعني مما في نساء الآدميين من الحيض والحبل والغائط والبول ونحو ذلك هن مطهرات خلقا وخلقا محببات ومحبات - زه - والطهارة النظافة وهي النقاوة والنزاهة عن المستقذر وفي كون الجنة فيها حمل وولادة قولان، " خالدون " باقون بقاء لا آخر له وبه سميت الجنة دار الخلد وكذلك النار - زه - والخلود المكث في الحياة أو الملك أو المكان مدة طويلة لا انتهاء لها وهل يطلق على المدة الطويلة التي لها انتهاء بطريق الحقيقة أو المجاز قولان.
" يستحيي " الاستحياء افتعال من الحياء وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم ومحله الوجه ومنعه من القلب واشتقاقه من الحياة وضده القحة والحياء والاستحياء والانخزال والانقماع والانقلاع متقاربة المعنى وقيل الاستحياء الامتناع والارتداع، " أن يضرب مثلا " أن يذكر شبها وقيل معنى يضرب يبين وقيل معناه يضع من " ضربت عليهم الذلة " فيتعدى إلى واحد وقيل معناه يجعل ويصير فيتعدي إلى مفعولين، " بعوضة " هي واحد البعوض وهي طائر صغير جدا معروف وهو في- " الأصل صفة على فعول فغلبت واشتقاقه من البعض بمعنى القطع، " فما فوقها " قيل في الكبر وقيل في الصغر وقال ابن قتيبة فوق من الأضداد يطلق على الأكثر والأقل، " الحق " الثابت الذي لا يسوغ إنكاره والباطل مقابله وهو المضمحل الزائل، " أراد " الإرادة نقيضة الكراهية مصدر أردت الشيء إرادة طلبته وقيل الإرادة المشيئة والمشهور ترادفهما فهي صفة مخصصة لأحد طرفي الممكن بما هو جائز عليه وجود أو عدم أو هيئة دون هيئة أو حالة دون حالة أو زمان دون زمان وجميع ما يمكن أن يتصف به الممكن بدلا من خلافه أو ضده او نقيضه أو مثله تميزا بها في الشاهد لا يجب لها حضور مرادها وفي حق الله تعالى يحق لها ذلك لأنها في الشاهد عرض مخلوق مصرف بالقدرة الإلهية والمشيئة الربانية هي ومرادها في حق الله تعالى معني ليس بعرض واجب الوجود متعلقة لذاتها أزلية أبدية واجبة النفوذ بما تعلقت به، " كثيرا " ضد القليل، " الفاسقين " الخارجين عن أمر الله عز وجل وقوله " ففسق عن أمر ربه " خرج عنه وكل خارج عن أمر الله فهو فاسق فأعظم الفسق الشرك بالله ثم ما أدى إلى معاصيه وحكي عن العرب فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها - زه - وقيل الفاسق شرعا الخارج عن الحق وجاء في مضارعه الضم والكسر
- " قال ابن الأعرابي لم يسمع قط في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسق قال وهذا عجيب وهو كلام عربي قلت قال القرطبي قد ذكر ابن الأنباري في الزاهر لما تكلم علي معنى الفسق قول الشاعر :
يذهبن في نجد وعورا غائرا | فواسقا عن قصدهن جوائرا |
" ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " الميثاق العهد مفعال من الوثيقة - زه - والنقض فك تركيب الشيء ورده إلى ما كان عليه أولا فنقض البناء هدمه ونقض المبرم حله والعهد الموثوق وعهد إليه في كذا وصاه به ووثقه عليه والعهد في كلام العرب له ستة حامل الوصية والضمان والأمر والالتقاء والرؤية والترك وأما الميثاق فالعهد المؤكد باليمين والميثاق الوثيقة كالميعاد بمعنى الوعد والميلاد بمعنى الولادة.
ويقطعون " القطع فصل الشيء عن الشيء بحيث يمكن أن يكون بينهما حاجز غيرهما، " الخاسرون " المغبونون لاستدلالهم لنقض بالوفاء والقطع بالوصل والفساد بالصلاح قال العزيري خسروا أنفسهم غبنوها انتهى وقيل الخسار النقصان أو الهلاك.
" استوى إلى السماء " قصد إلى بنائها والاستواء الاعتدال والاستقامة استوى العود وغيره إذا استقام واعتدل ثم قيل استوي إليه كالسهم المرسل إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوي على شيء، " فسواهن " أي جعلهن لا تفاوت فيهن والتسوية التقويم والتعديل.
" إذ " وقت ماض - زه - زعم أبو عبيدة وابن قتيبة أن إذ هنا صلة وبعضهم أنها بمعنى قد وقيل غير ذلك، " خليفة " الخليفة هو الذي قام مقام غيره في الأمر الذي جعل إليه، " ويسفك الدماء " يصبها - زه - السفك الصب والإراقة ولا يستعمل إلا في الدم ويقال سفك وأسفك وسفك بمعنى وفي مضارع المجرد الكسر والضم، " نسبح بحمدك " نصلي ونحمدك - زه - التسبيح تنزيه الله وتبريئه عن السوء- " ولا يستعمل إلا لله تعالى وأصله من السبح وهو الجري والمسبح جار في تنزيه الله تعالى، " ونقدس " نطهر - زه - والتقديس التطهير ومنه بيت المقدس والأرض المقدسة وقال الزمخشري هو من قدس في الأرض إذا ذهب فيها وأبعد.
" آدم " اسم أعجمي كآزر وغابر ممنوع الصرف للعملية والعجمة ومن زعم أنه افعل مشتق من الأدمة وهي كالسمرة أو من أديم الأرض وهو وجهها فغير صواب لأن الاشتقاق لا يكون في الأسماء العجمية وقيل هو عبري من الأدام وهو التراب ومن زعم أنه فاعل من أديم الأرض فالهمزة الثانية عنده زائدة بخلاف الأول فعنده الأولى هي الزائدة فخطأه ظاهر لعدم صرفه وأبعد الطبري في زعمه أنه فعل رباعي سمي به، " ثم عرضهم " عرض الشيء أظهاره حين تعرف جهته، " أنبئوني " الإنباء الإخبار.
" سبحانك " تنزيه وتبريء للرب جل وعز - زه - وسبحان علم علي التسبيح- " - " الحكيم " فعيل بمعني مفعل من أحكم الشيء أتقنه ومنعه من الخروج عما يريده.
" تبدون " تظهرون، " تكتمون " تخفون.
" قلنا للملائكة " للملائكة مذهب العرب إذا أخبر الرئيس منها عن نفسه قال قلنا صنعنا لعلمه بأن أتباعه يفعلون بأمره كفعله ويجرون على مثل أمره ثم كثر الاستعمال لذلك حتى صار الرجل من السوق يقول فعلنا وصنعنا والأصل ما ذكرت لك - زه - وحكى الحريري خلافا في علة نون الجمع في كلام الله تعالى فقيل للعظمة وليس لمخلوق أن ينازعه فيها فعلى هذا يكره استعمال الملوك لها في قولهم فعلنا كذا وقيل لما كانت تصاريف أقضيته تعالى تجري على أيدي خلقه فنزلت أفعالهم منزلة فعله فلذلك ورد الكلام موارد الجمع فعلى هذا يجوز أن يستعمل النون من لم يباشر الفعل أو العمل بنفسه، " اسجدوا " السجود التذلل والخضوع وقال ابن السكيت هو الميل وقال بعضهم سجد وضع جبهته بالأرض وأسجد ميل رأسه وانحنى، " إبليس " إفعيل من أبلس أي يئس ويقال هو اسم أعجمي فلذلك لا ينصرف - زه - للعجمة والعلمية وهذا هو المشهور واعتل من قال بالاشتقاق فيه عن- " منع الصرف بأنه لا نظير له في الأسماء ورد بإغريض وإزميل وإحريط وإجفيل وإعليط وإصليط وإحليط وإكليل وإحريض وقيل شبه بالأسماء الأعجمية فامتنع الصرف للعلمية وشبه العجمة وشبه العجمة هو أنه وإن كان مشتقا من الإبلاس فإنه لم يسم به أحد من العرب فصار خاصا بمن أطلقه الله عليه فكأنه دخيل في لسانهم وهو علم مرتجل، " أبى " امتنع، " واستكبر " تكبر.
" رغدا " كثيرا واسعا بلا عناء وهو الخصب بلغة طيء، " حيث " ظرف مكان مبهم ملازم الظرفية، " ولا تقربا " هذا النهي للتنزيه أو التحريم قولان للمفسرين حكاهما الإمام فخر الدين ورجح الأول لكونه أليق بمنصب نبوة آدم صلى الله عليه وسلم، " الظالمين " الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومنه قولهم من أشبه اباه فما ظلم أي فما وضع الشيء في غير موضعه - زه - هذا أصله ثم يطلق على الشرك وعلى الجحد وعلى النقص والمظلومة الأرض التي لم تمطر ومعناه راجع إلى النقص.
" فأزلهما " أي استزلهما يقال أزللته فزل وأزالهما نجاهما يقال أزلته فزال - زه - وقوله أي استزلهما يعني أنه من باب ورود أفعل بمعنى استفعل وإلا فمادتهما واحدة ومن جهل أحدهما جهل الآخر وأزل وأزال من مادتين مختلفتين لأن أزل من المضاعف وهو من الزلل والزلل عثور القدم يقال زلت قدمه وزلت به النعل والزلل في الرأي والنظر مجاز وأزال من الأجوف وهو من الزوال وأصله التحية والهمزة في كلا الفعلين للتعدية وأفادت أن أزل وأزآل مطاوعان وأن مطاوع أزل زل ومطاوع أزال زال ويقال زال يزول وزال يزال وزال يزيل والمعاني مختلفة والأول تام قاصر ومعناه الانتقال ومنه " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا " والثاني ناقص ومعناه منفي ولذلك إذا دخل عليه النافي كان معناه الإثبات نحو ما زال زيد عالما والثالث تام متعد يقال زل ضأنك من معزك زيلا أي ميز، " عنها " في مرجع الضمير أقوال الجنة أو الشجرة أو الطاعة أو السماء وقيل غير ذلك.
" اهبطوا " الهبوط الانحطاط من علو إلى سفل - زه - ويقال علو سفل بالضم والكسر جميعا اهبطوا مصرا انزلوها وفي عين مضارعة الكسر والضم والهبوط بالفتح موضع النزول وقال المفضل : الهبوط الخروج عن البلدة وهو أيضا الدخول فيها من الأضداد ويقال في انحطاط المنزلة مجاز ولهذا قال الفراء والهبوط الذل.
" بعضكم " أصل بعض مصدر بعض يبعض بعضا أي قطع ويطلق على الجزء ويقابله كل وهما معرفتان لصدور الحال منهما في فصيح الكلام قالوا مررت ببعض قائما وبكل جالسا وينوي فيهما الإضافة ومن ثمة لا تدخل عليهما أداة التعريف ولذلك خطأ من قال بدل البعض من الكل، " عدو " العداوة مجاوزة الحد يقال عدا فلان طوره إذا جاوزه وقيل هي اختلاف القلوب والتباعد بها من عدوتي الجبل وهما طرفاه وسميا بذلك لبعد ما بينهما وقيل من عدا أي ظلم وكلها متقاربة معنى والعدو يكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، " مستقر " مستفعل من القرار وهو اللبث والإقامة وهو مشترك بين المصدر واسما الزمان والمكان والمفعول واستفعل فيه بمعنى فعل إذ استقر وقر بمعنى، " ومتاع إلى حين " إلى أجل وحين غاية ووقت أيضا وزمان غير محدود وقد- " يجيء محدودا - زه - المتاع البلغة وهو مأخوذ من متع النهار إذا ارتفع فيطلق على ما يتحصل للإنسان من عرض الدنيا وعلى الزاد وعلى الانتفاع بالنساء وعلى الكينونة على النعيم وقوله غاية أي في هذا الموضع بواسطة إلى الموضوعة لذلك والوقت أعم من الزمان وقوله غير محدود إلى آخره أي الحين اسم الزمان المبهم وقد يتعين بالقرائن.
" فتلقى آدم " أي قبل وأخذ - زه - تلقى تفعل من اللقاء نحو تعدى من العد وقبل بمعنى استقبل ومنه تلقى فلان فلانا استقبله ويتلقى الوحي أي يستقبله ويأخذه ويتلقفه وخرجنا نتلقى الحجيج نستقبلهم وقال القفال التلقي التعرض للقائم يوضع موضع القبول والأخذ ومنه " وإنك لتلقى القرآن " وتلقيت هذه الكلمة من فلان اتخذتها منه، " فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " التواب هو الله يتوب على العباد والتواب من الناس التائب - زه - وأصل التوبة الرجوع تاب يتوب توبا وتوبة ومتابا فإذا عدي بعلى ضمن معنى العطف وهي من العبد رجوع وإقلاع عن الذنب ومن الله قبول ورحمة.
" تبع " بمعنى لحق وبمعنى تلا وبمعنى اقتدى
- " - " خوف " أي فزع والخوف توقع مكروه في المستقبل وضده الأمن، " يحزنون " الحزن غلظ الهم لفوت المرغوب في الماضي والحال مأخوذ من الحزن وهو ما غلظ من الأرض وضده السرور.
" إسرائيل " يعقوب عليه السلام - زه - ممنوع الصرف للعلمية والعجمة وقد ذكروا أنه مركب من إسرا وهو العبد وإيل اسم من أسماء الله تعالى فكأنه عبدا لله وذلك باللسان العبراني فيكون مثل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام وقيل غير ذلك، " اذكروا " الذكر بضم الذال وكسرها لغتان بمعنى واحد وقال الكسائي بالكسر ضد الصمت وبالضم ضد النسيان وهو بمعنى التيقظ والتنبه ويقال اجعله منك على ذكر، " نعمتي " النعمة اسم للشيء المنعم به وكثيرا ما يجيء فعل بمعنى مفعول كالذبح والنقض والطحن، " أوفوا " أدوه وافيا تاما والوفاء تمام الشيء ووفى وأوفى ووفى لغات بمعنى واحد، " فارهبون " خافون وإنما حذفت الياء لأنها في رأس آية ورءوس الآي ينوى الوقف عليها والوقف على الياء يستثقل فاستغنوا عنها بالكسرة - زه - الرهب- " والرهب والرهبة الخوف والخشية.
" مصدقا " التصديق اعتقاد مطابق للمخبر به وقيل قول نفساني تابع للاعتقاد المذكور وهما قولان للأشعري أرجحهما الثاني والتكذيب يقابله، " آيات " علامات وعجائب أيضا وآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه وقيل إن معنى آية من القرآن جماعة حروف يقال خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم - زه - وفي حد الآية من القرآن عسر والتعريفان لا يطردان ولا ينعكسان، " ثمنا " هو العوض المبذول في مقابلة العين المبيعة.
" تلبسوا " تخلطوا - زه - واللبس الخلط تقول العرب لبست الشيء بالشيء خلطته والتبس به اختلط.
" واركعوا " الركوع له معنيان في اللغة أحدهما التطامن والانحناء وهو قول الخليل وأبي زيد والثاني الذلة والخضوع وهو قول المفضل والأصمعي
" البر " الدين والطاعة - زه - وله معان أخر الصلة وبررت أبر برا فأنا بار، " وتنسون " النسيان ضد الذكر وهو السهو الحادث بعد حصول العلم ويطلق أيضا على الترك وهو المراد هنا وضده الفعل، " تتلون " تقرءون وسميت القراءة تلاوة لأن الآيات أو الكلمات أو الحروف يتلو بعضها بعضا في الذكر التلو التبع، " تعقلون " العاقل الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها ومن هذا قولهم اعتقل لسان فلان إذا حبس ومنع من الكلام - زه - وللعقل محامل منها الإدراك المانع من الخطأ وهو نقيض الحمق وقيل ضد الجهل وأصله المنع وقيل الشد لأنه يشد على المعنى الذي يفهمه في قلبه.
" بالصبر " حبس النفس على المكروه وقيل حبسها عما تسارع إليه، " الخاشعين " المتواضعين - زه - والخشوع قريب من الخضوع وأصله اللين والسهولة وقيل الاستكانة والتذلل وقال الليث الخضوع في البدن- " والخشوع في البدن والبصر والصوت
" يظنون أنهم ملاقو ربهم " أي يوقنون ويظنون أيضا يشكون والظن من الأضداد - زه - وهو حقيقة في التردد بين جائزين مجاز في اليقين.
" فضلتكم على العالمين " أي عالمي دهرهم ذلك لا على سائر العالمين فكذلك قوله واصطفاك على نساء العالمين أي عالمي دهرها وكما فضلت خديجة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم - زه - وفضل فعل من الفضل وهو الزيادة وفعله فضل يفضل بالضم وأما في الفضلة من الشيء وهي البقية فيقال كذلك ويقال فضل يفضل كسمع يسمع وربما قيل بالكسر من الماضي والضم من المضارع على التداخل.
" لا تجزي نفس عن نفس شيئا " أي لا تقضي ولا تغني عنها شيئا يقال جزى فلان عني أي ناب عني وأجزأني كفاني ويقال أجزى فلان دينه أي قضاه وتجازى فلان دين فلان أي تقاضاه والمتجازى هو المتقاضى - زه - والجزاء القضاء عن المفضل والمكافأة والإجزاء الإغناء، " ولا يقبل منها شفاعة " قبول الشيء التوجه إليه والشفاعة ضم غيره إلى وسيلته، " ولا يؤخذ منها عدل " أي فدية ومثله وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها- " - زه - " ينصرون " النصر العون.
" نجيناكم " النجاة التنجية من الهلكة بعد الوقوع فيها والأصل الإلقاء بنجوة، " آل فرعون " قومه وأهل دينه - زه - قيل الآل بمعنى الأهل وألفه بدل من هاء وتصغيره أهيل وقيل الآل من يؤول إليك في قرابة أو راي أو مذهب فألفه بدل من واو وتصغيره أويل قال الأخفش لا يضاف إلا إلى الر ئيس الأعظم نحو آل محمد صلى الله عليه وسلم وآل فرعون لأنه رئيسهم في الضلالة وفرعون لا ينصرف للعلمية والعجمة قال البيهقي هو اسم لمن ملك القبط ومصر وقال غيره علم لمن ملك العمالقة كما قيل قيصر لمن ملك الروم وكسرى لمن ملك الفرس والنجاشي لمن ملك الحبشة وتبع لمن ملك اليمن، " يسومونكم " يولونكم ويقال يريدونه منكم ويطلبونه - زه - والأول قول أبي عبيدة ومنه يقال سامه بخطة خسف أولاه وإياه والثاني من مساومة البيع وقيل سامه كلفه العمل الشاق وقيل معناه يعلمونكم من السيماء وهي العلامة وقيل يرسلون عليكم من إرسال الإبل المرعى، " سوء العذاب " أشده والسوء اسم جامع للآفات وهو مصدر ساء يسوء سوء أي أحزن ثم استعمل في كل ما يستقبح يقال أعوذ بالله من
- " سوء الخلق وسوء الفعل يراد قبحهما، " ويستحيون نساءكم " يستفعلون من الحياة أي يستبقونهن - زه - والاستحياء الإبقاء حيا واستفعل فيه بمعنى أفعل استحيا وأحيا بمعنى قولهم آبل واستبأل وقيل طلب الحيا وهو الفرج فيكون استفعل على بابه للطلب نحو استغفر أي طلب الغفران، " بلاء " على ثلاثة أوجه نعمة واختبار ومكروه - زه - وقيل البلاء في الأصل الاختبار بلاه يبلوه بلاء ثم صار يطلق على المكروه والشدة ويقال أبلى بالنعمة وبلي بالشدة وقد يدخل أحدهما على الآخر فيقال بلاه بالخير وأبلاه بالشر.
" فرقنا بكم البحر " أي فلقناه لكم - زه - وأصل الفرق الفصل بين الشيئين والفرق ضد الجمع وضد الفصل الوصل والشق والصدع وضدهما الالتئام والتمييز ضده الاختلاط وقيل يقال فرق في المعاني وفرق في الأجسام وهو غير مستقيم، " تنظرون " أي تبصرون.
" واعدنا " وعد في الخير والشر والوعد في الخير وأوعد في الشر وكذلك الإيعاد والوعيد- " - " موسى " اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والعلمية ويقال هو مركب من مو وهو الماء و شا وهو الشجر فلما عرب بدلوا شينه سينا، " اتخذتم " الاتخاذ افتعال من الأخذ.
عفونا عنكم " أي محونا عنكم ذنوبكم ومنه عفا الله عنك أي محا عنك ذنوبك - زه - وعفا عنه بين معان، " تشكرون " أي تجازون على الإحسان فيقال شكرت الرجل إذا جازيته على إحسانه إما بفعل وإما بثناء والله تعالى اسمه شكور أي مثيب عباده على أعمالهم - زه - والشكر هو الثناء على أيد المنعم وقيل إظهار النعمة.
" الفرقان " ما فرق بين الحق والباطل.
" بارئكم " خالقكم - زه - ويقال إن خلق وبرأ وأنشأ وأبدع نظائر.
" نرى " نبصر، " جهرة " علانية - زه - ومنه الجهر ضد السر
" الغمام " سحاب أبيض سمي بذلك لأنه يغم السماء أي يسترها - زه - وقيل
- " السحاب هو اسم جنس بينه وبين مفرده التاء يقال غمامة وغمام، " المن " شيء حلو كان يسقط على شجرهم فيجتنونه فيأكلونه ويقال المن الترنجبين، " والسلوى " طائر يشبه السماني لا واحد له قيل واشتقاق السلوى من السلوة لأنه لطبيه يسلي عن غيره، " طيبات " الطيب فيعل من طاب يطيب وهو اللذيذ
" حطة " مصدر حط عنا ذنوبنا حطة والرفع على تقدير إرادتنا حطة ومسألتنا حطة، ويقال الرفع على أنهم أمروا بهذا اللفظ، وقال المفسرون تفسير حطة لا إله إلا الله - زه - وقيل حطة هيئة وحال كالخطة والجلسة والحط الإزالة، وفسرها بعضهم بالتوبة وهو تفسير باللازم لا بالمرادف لأن من حط عنه الذنب فقد تيب عليه، وحطة مفرد ومحكى القول جملة فاحتيج إلى تقدير مصحح للجملة، وقيل التقدير دخولنا الباب كما أمرنا حطة أي باب حطة في هذه القرية ونستقر فيها وقيل غير ذلك، " نغفر " نستر، " خطاياكم " جمع خطيئة وهي فعيلة من الخطأ وهو العدول عن القصد ويقال- " خطىء الشيء أصابه بغير قصد وأخطأ إذا تعمد، " المحسنين " جمع محسن وهو اسم فاعل من أحسن إذا أتى بالحسن وأحسن الشيء إذا أتى به حسنا وأحسن إلى فلان أسدى إليه خيرا والإحسان والإنعام والإفضال نظائر.
" فبدل " التبديل تغيير الشيء بآخر تقول هذا بدل هذا أي عوضه، " رجزا " الرجز العذاب بلغة بلى لقوله تعالى " فلما كشفنا عنهم الرجز " أي العذاب - زه - وتكسر راؤه وتضم
" استسقى " طلب السقيا، " فانفجرت " الانفجار انصداع شيء من شيء ومنه الفجر والفجور، " مشربهم " هو مفعل من الشراب يكون للمصدر والزمان والمكان، " تعثوا " العثو والعيث والعثي أشد الفساد - زه - يقال عثا يعثو عثوا وعثى عثيا عث وعاث يعيث عيثا وعيوثا ومعاثا وعث يعت كذلك ومنه عثة الصوف وهي السوسة التي تلحسه.
" طعام " هو اسم لما يطعم كالعطاء اسم لما يعطى- " - " واحد " الواحد لا يتبعض ولا يضم إليه بأن يقال وحد يحد وحدا وحدة إذا انفرد، " فادع " الدعاء التصويت باسم المدعو على سبيل النداء، " تنبت " الإنبات هو الإخراج لما من شأنه النمو.
" بقلها " البقل جنس مندرج فيه النبات الرطب مما يأكله الناس والبهائم يقال فيه بقلت الأرض وأبقلت أي صارت ذا بقل.
" وقثائها " القثاء اسم جنس واحدة قثاءه بضم القاف وكسرها وهو هذا المعروف وقال الخليل هو الخيار ويقال أرض ومعناه كثيرة القثاء ".
" وفومها " الفوم الحنطة والخبز جميعا يقال فوموا أي اختبزوا ويقال الفوم الثوم أبدلت الفاء ثاء كما قالوا جدث وجدف للقبر وقيل الفوم الحنطة فقط وقيل الحبوب التي تخبز وقيل السنبلة وقيل الحبوب التي تؤكل وقيل عقدة في البصل وكل قطعة عظيمة في اللحم وكل لقمة كبيرة وقيل الحمص والثوم بأن الفاء بدل من الثاء معزوة إلى الكسائي والفراء والنضر بن شميل وغيرهم.
" أدنى " أفعل تفضيل من الدنو وهو القرب وقال الأخفش من الدناءة وهي الخسة والرداءة خففت الهمزة بإبدالها ألفا وقيل من الدون أي أحط في المنزلة وأصله " أدون فصار وزنه أفلع ".
مصرا " المصر البلد مشتق من مصرت الشاة أمصرها مصرا حلبت كل شيء في ضرعها وقيل المصر الحد بين الأرضين وقرىء بغير تنوين فالمراد به مصر فرعون واستشكل وعلى التنوين هل المراد مصر غير معين لا من الشام ولا من غيره أو من أمصار الشام أو معين هو بيت المقدس أو مصر فرعون أقوال.
" وضربت عليهم الذلة والمسكنة " أي الزموها والذلة الذل وهو الصغار والمسكنة مصدر سكن وقيل المسكنة فقر النفس لا يوجد يهودي موسر ولا فقير غني النفس وإن تعمد لإزالة ذلك عنه - زه - والذل الخضوع وذهاب العزة وهو مصدر ذل يذل ذلة وذلا وقيل الذلة هيئة من الذل كالجلسة والمسكنة مفعلة من السكون قيل ومنه سمى المسكين لقلة حركاته وفتور نشاطه.
" وباؤوا بغضب من الله " انصرفوا بذلك وقيل استوجبوا بلغة جرهم ولا يقال باء بكذا إلإ في الشر ويقال باء بكذا إذا أقر به - زه - وقيل غير ذلك-.
" عصوا " العصيان عدم الانقياد للأمر والنهي.
" هادوا " تهودوا أي صاروا يهودا وهادوا تابوا ايضا من قوله " إنا هدنا إليك " أي تبنا - زه - وسيأتي الكلام على لفظ يهود، " والنصارى " جمع نصران ونصرانه مثل ندمان وندمانه قاله سيبويه وأنه لا يستعمل في الكلام إلا بياء النسب كلحيان. وقال الخليل واحد النصارى نصري كمهري ومهارى، وقيل هو منسوب إلى نصرة وهي قرية نزلها عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقال قتادة نسبوا إلى ناصرة وهي قرية نزلوها فعلى هذا يكون من تغيير النسب، ".
والصابئين " أي الخارجين من دين إلى دين يقال صبأ فلان إذا خرج من دينه إلى دين آخر، وصبأت النجوم خرجت من مطالعها وصبأ نابه خرج - زه - وفيهم أقوال للمفسرين شتى، " أجرهم " هو مصدر أجر يأجر ويطلق على المأجور به وهو الثواب.
" الطور " الجبل وافقت لغة العرب في هذا الحرف لغة السريانية - زه - أي اسم لكل جبل وقيل الجبل المنبت دون غيره وقيل الجبل الذي ناجى عليه الله موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام وأصله الناحية ومنه طور الدار، " بقوة " أي شدة وهي مصدر قوي يقوى.
" توليتم " التولي الإعراض بعد الإقبال.
" السبت " اسم ليوم معلوم مأخوذ من السبت الذي هو القطع أو من السبات وهو الدعة والراحة وأنكر هذا ابن الجوزي وقال لا يعرف في كلام العرب سبت بمعنى استراح، " خاسئين " أي باعدين ومبعدين أيضا أو صاغرين بلغة كنانة وهو إبعاد المكروه ويقال خسأت الكلب وخسأ الكلب - زه - والخسوء الصغار والطرد.
" نكالا " عقوبة وتنكيلا وقيل معنى " فجعلناها نكالا لما بين يديها " أي جعلنا قرية أصحاب السبت عبرة لما بين يديها من القرى وما خلفها ليتعظوا بهم - زه - والنكال العبرة وأصله المنع والنكال القيد، وقال مقاتل النكال العقوبة، " موعظة " تخويف سوء العاقبة وهي مفعلة من الوعظ وهو الادكار في الخير بما يرق له القلب.
" بقرة " الأنثى من الحيوان المعروف وقد يقع على الذكر قيل سميت بذلك لأنها تبقر الأرض أي تشقها للحرث، " أعوذ " أعتصم
" فارض " مسنة أي التي انقطعت ولادتها من الكبر سميت بذلك لأنها- " فرضت سنها أي قطعتها وبلغت آخرها، " بكر " صغيرة وزاد بعضهم التي لم تلد من الصغر وقال ابن قتيبة التي ولدت ولدا واحدا، " عوان " نصف بين الصغيرة والكبيرة - زه - وقيل التي ولدت بطنا أو بطنين، " بين " ظرف مكان متوسط التصرف.
" صفراء فاقع لونها " أي سوداء ناصع لونها ويجوز أن يكون صفراء وصفر من الصفرة - زه - الناصع الخالص من كل شيء صفرة كانت أو غيرها وقيل الفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأبلغه يقال أصفر فاقع ووارس كما يقال أسود حالك وحانك وأبيض يقق ولهق وأحمر قاني وأخضر ناضر ومدهام وأزرق خطباني، " تسر " السرور لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه أو رؤية أمر يعجب وقيل السرور والفرح والحبور والجذل نظائر ويقابل السرور الغم.
" تشابه علينا " يشبه بعضه بعضا.
" ذلول تثير الأرض " أي تذللها للحرث يقال في الدواب دابة ذلول بينة الذل بكسر الذال وفي الناس يقال رجل ذليل بين الذل بضم الذال - زه - وقيل الذلول الربض الذي زالت صعوبته
والإثارة الاستخراج والقلقلة من مكان إلى مكان، " ولا تسقي الحرث " لا يسنى عليها لتسقي الزرع - زه - أي ليست بناضحة تسقى الأرض المزروعة، " مسلمة " أي مخلصة مبرأة من العيوب يقال سلم له كذا سلاما وسلامة أي خلص مثل اللذاذ واللذاذة، " لا شية فيها " اصلها وشية فلحقها من النقص ما لحق زنة وعدة والمعنى لا لون فيها سوى لون جميع جلدها - زه - والشية مصدر وشى الثوب يشي وشيا وشية حسنه وزينه بخطوط مختلفة الأنواع والألوان ومنه قيل للساعي في الإفساد بين الناس واش لأنه يحسن كذبه عندهم حتى يقبل منه والشية اللمعة المخالفة للون، " الآن " ظرف زمان حضر جميعه أو بعضه
" فادارأتم " أصله تدارأتم أي تدافعتم واختلفتم في القتيل أي ألقى بعضكم ذلك- " على بعض فأدغمت التاء في الدال لأنهما من مخرج واحد فلما أدغمت سكنت فاجتلبت لها همزة الوصل للابتداء وكذلك اداركوا واطيرنا وما أشبه ذلك - زه - والدرء الدفع ومنه " ويدرأ عنها العذاب ".
" قست قلوبكم " يبست وصلبت وقلب قاس وجاس وعاس وعات أي صلب يابس جاف عن الذكر غير قابله - زه -، والقساوة غلظ القلب وصلابته يقال قسا يقسوا قسوا وقسوة وقساوة وحسا وعسا متقاربة. والخشية الخوف مع تعظيم المخشى. والغفلة والسهو والنسيان متقاربة.
﴿ أفتطمعون ﴾ الطمع رجاء الشيء والرغبة فيه، ﴿ فريق منهم ﴾، طائفة منهم، ﴿ يحرفونه ﴾ يقلبونه ويغيرونه
﴿ فتح ﴾ علم وقيل أنزل وقيل حكم ويقال للقاضي الفتاح وأصل الفتح إزالة الإغلاق
﴿ أميون ﴾ الذين لا يكتبون واحدهم أمي منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادات أمهاتها لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها - زه - وقيل منسوب إلى الأم لأنه تربى معها ولم تربه الرجال فيعلم ما تعلمه الرجال- " - ﴿ أماني ﴾ جمع أمنية وهي التلاوة ومنه قوله تعالى :﴿ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته والأماني الأكاذيب أيضا ومنه قول عثمان رضي الله عنه ما تمنيت منذ أسلمت أي ما كذبت وقول بعض العرب لابن ذؤاب وهو يحدث أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته أي افتعلته والأماني أيضا ما يتمناه الإنسان ويشتهيه
﴿ ويل ﴾ كلمة تقال عند الهلكة وقيل واد في جهنم وقال الأصمعي ويل قبوح وويس استغفار وويح ترحم وقيل هو جبل في النار وقيل واد من صديد في جهنم وقيل الشديد من العذاب وقيل الهلاك يستعمل لمن لا يرجى خلاصه
﴿ تمسنا ﴾ تصيبنا والمس الجمع بين الشيئين على نهاية القرب معدودة من العدد
﴿ والمساكين ﴾ جمع مسكين وهو مفعيل من السكون وهو الذي سكنه الفقر أي قلل حركته قال يونس المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له بعض ما يقيمه وقال الأصمعي بل المسكين أحسن من الفقير لأن الله تعالى قال :﴿ أما السفينة فكانت لمساكين ﴾ فأخبر أن المسكين له سفينة من سفن البحر وهي تساوي جملة - زه - وفي الأسوء حالا منهما مذهبان للعلماء وما احتج به في- " دلالته نزاع، " حسنا " الحسن والحسن لغتان كالبخل والبخل وقيل الحسن وصف أي قولا حسنا والحسن مصدر أي قولا ذا حسن
﴿ أقررتم ﴾ اعترفتم الاعتراف الإخبار على طريق الإيجاب بنعم
﴿ تظاهرون عليهم ﴾ تعاونون عليهم - زه - والمظاهرة والمعاونة واحد وأصله تتظاهرون فأدغم التاء بعض وحذفها بعض، ﴿ بالإثم ﴾ بما فيه إثم والإثم الفعل الذي يستحق عليه اللوم، ﴿ والعدوان ﴾ هو التعدي والظلم - زه - وهو مجاوزة الحد وقيل العدوان الإفراط في الظلم، ﴿ أسارى ﴾ جمع أسرى وأسرى جمع أسير فهو جمع الجمع وأصله الشد بالأسر وهو القد، ﴿ تفادوهم ﴾ الفداء البدل من الشيء صيانة له وقيل إن فادى وفدى بمعنى، ﴿ جزاء ﴾ الجزاء المقابلة على الخير بالثواب وعلى الشر بالعقاب، ﴿ خزي ﴾ هوان وهلاك ايضا - زه - قال ابن السراج يصلح ان يكون- " أصله من الخزاية وهو أن يقف موقفا يستحيى منه، ﴿ يردون ﴾ يصرفون والرد الرجع، ﴿ أشد العذاب ﴾ هو الذي لا روح فيه ولا فرج وقيل إلى أشد من عذاب الدنيا
﴿ قفينا ﴾ أتبعنا وأصله من القفا تقول قفوت الرجل إذا سرت خلفه - زه - والتقفية إلحاق الشيء بغيره
و﴿ الرسل ﴾ جمع رسول وهو المؤدى عن الله ما أوحاه إليه المبان عن غيره بالمعجزة الدالة على صدقه واشتقاقه من الرسل وهو اللين، ﴿ وأيدناه ﴾
قويناه - زه - والأيد والأد القوة، ﴿ روح القدس ﴾ هو جبريل عليه السلام سمي بذلك لأنه يأتي بما فيه حياة القلوب وقيل الاسم الذي كان يحيي به الموتى ويعمل العجائب به وقيل هو الإنجيل، ﴿ تهوى أنفسكم ﴾ أي تميل والهوى في المحبة إنما هو ميل النفس إلى من تحبه.
﴿ غلف ﴾ جمع أغلف وهو كل شيء جعلته في غلاف أي قلوبنا محجوبة عما تقول كأنها في غلف ومن قرأ غلف بضم اللام أراد جمع غلاف وتسكين اللام فيه جائز أيضا مثل كتب وكتب أي قلوبنا أوعية للعلم فكيف تجيئنا بما ليس عندنا، تجيئنا بما ليس عندنا.
﴿ لعنهم الله ﴾ طردهم وأبعدهم - زه - واللعن والطرد واحد وذئب لعين أي طريد.
﴿ يستفتحون ﴾ يستنصرون - زه -
﴿ بغيا ﴾ هو شدة الطلب للتطاول، ﴿ مهين ﴾ مذل والهوان الاستخفاف.
﴿ وأشربوا في قلوبهم العجل ﴾ أي حب العجل هو من قولهم هذا مشرب حمرة وصفرة أي مخالط والمعنى خالط قوبهم حب العجل فحذف المضاف، ﴿ بئس ﴾ كلمة موضوعة لإنشاء الذم
﴿ أبدا ﴾ ظرف لاستغراق الزمان المستقبل، ﴿ قدمت أيديهم ﴾ أسلفوا من الأعمال القبيحة والتقديم محصل شيء قبل شيء.
﴿ أحرص ﴾ أفعل تفضيل من الحرص وهو شدة الطلب، ﴿ أشركوا ﴾ كفروا والإشراك في عبادة الله كفر وأصله من الشركة
﴿ أشركوا ﴾ كفروا والإشراك في عبادة الله كفر وأصله من الشركة وهو ضد الاختصاص وهو ضد الاختصاص، ﴿ يود ﴾ مضارع ود أي تمنى وود أحب ايضا، ﴿ وما هو بمزحزحه ﴾ أي مبعده - زه - والزحزحة الإبعاد، ﴿ يعمر ﴾ يطول عمره.
﴿ وجبريل ﴾ اسم غير منصرف للعجمة والعلمية وفيه لغات وقد نظمها ابن مالك فقال :
وجبريل جبريل جبرائيل | وجبرئيل وجبرال وجبرين |
ويقال جبرين بالفتح قلت وقد بلغ لغاته ابني محمد رحمه الله تعالى في كتاب الغرر المضيئة إلى قريب الثلاثين قال وغالبها قرىء به في الشاذ وبينه ويقال إنه مركب من جبر وهو العبد بالسريانية ومن إيل وهو اسم الله تعالى وكذلك ميكائيل.
﴿ نبذه ﴾ تركه وألقاه والنبذ الطرح على وجه الاستحقار.
﴿ تتلوا ﴾ تقرأ وتتلو تتبع أيضا - زه - قال ابن عباس معنى تتلو تقضي وقيل من التلاوة وقال قتادة معناه تتبع من التلو وقيل معناه على ملك سليمان أي في عهده وزمانه، ﴿ ببابل ﴾ قيل الكوفة وقيل نصيبين وقيل جبل نهاوند وقيل وهدة من الأرض، ﴿ هاروت وماروت ﴾ قيل ملكان وقيل رجلان وقيل شيطانان وعلى الأول فقيل جبريل وميكائيل وقيل غيرهما وهو والمشهور، ﴿ فتنة ﴾ بلاء واختبار، ﴿ بإذن الله ﴾ أي بعلمه والإذن والأذن بمعنى كالشبه والشبه وقيل بالفتح المصدر وبالكسر الاسم كالحذر والحذر، ﴿ خلاق ﴾ نصيب - زه - وقيل دين وقيل خير، ﴿ شروا به أنفسهم ﴾ أي باعوها به بلغة هذيل.
﴿ راعنا ﴾ حافظنا من راعنت الرجل إذا تأملته وعرفت أحواله فكان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا وكان اليهود يقولونها وهي بلغتهم سب فأمر الله تعالى المؤمنين أن لا يقولوها حتى لا يقولها اليهود وراعنا منون اسم مأخوذ من الرعونة أي لا يقولوا حمقا وجهلا - زه - وقيل عنوا براعنا يا راعي إبلنا.
﴿ يختص ﴾ الاختصاص بالشيء الانفراد به، ﴿ ذو الفضل العظيم ﴾ صاحب الثواب الكبير.
﴿ ما ننسخ من آية ﴾ النسخ على ثلاثة معان أحدها نقل الشيء من موضع إلى موضع كقوله :﴿ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ﴾ الثاني نسخ الآية بأن يبطل حكمها ويكون لفظها متروكا كقوله :﴿ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ﴾ نسخت بقوله :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ والثالث أن تقلع الآية من المصحف ومن قلوب الحافظين يعني في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال :﴿ ما ننسخ من آية ﴾ أي نبدل ومنه قوله عز وجل :﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية ﴾ - زه - له في اللغة معنيان مشهوران الإزالة والنقل وقيل هو مقول عليهما بلاشتراك فيكون حقيقة فيهما أو حقيقة في أحدهما مجاز.
في الآخر ثلاثة مذاهب وحقيقته العرفية مبينة في اصول الفقه ويقع في القرآن على ثلاثة أوجه نسخ الرسم والحكم ونسخ أحدهما دون الآخر
ننسأها نؤخرها وننسها من النسيان - زه - فقوله :﴿ ما ننسخ من آية ﴾ قيل هي ما نسخ حكمها وبقي رسمها أو نسخ رسمها وبقي حكمها وقوله < أو ننسأها > أي نؤخر إنزالها ومن قرأ ﴿ أو ننسها ﴾ قيل هي ما نسخ رسمها وحكمها من النسيان الذي هو ضد الحفظ وقيل من النسيان الذي معناه الترك الترك أي بتركها محكمة فلا ننسخها وضعف الفارس ذلك بأن قوله :﴿ نأت بخير منها ﴾ إنما يحمل على المنسوخ لا على المتروك.
﴿ ولي ﴾ أي والى والولى المقيم بالأمر، ﴿ نصير ﴾ ناصر.
﴿ سواء السبيل ﴾ قصد الطريق - زه - والسواء الوسط والسبيل كالطريق يذكر ويؤنث.
﴿ هودا أو نصارى ﴾ أي يهودا فحذفت الياء الزائدة ويقال كانت اليهود تنتسب إلى يهوذ بن يعقوب فسموا اليهوذ وعرب بالدال وقيل هو موضع هائد كحائل وحول وقيل مصدر وقيل اصله يهودي فحذفت الياءان بديل قراءة أبي /< من كان يهوديا أو نصرانيا >/ وفي الكلام إيجاز والتقدير وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا. ، ﴿ أمانيهم ﴾ أكاذيبهم وأباطيلهم بلغة قريش، ﴿ هاتوا ﴾ أحضروا وقربوا، ﴿ برهانكم ﴾ أي حجتكم يقال قد برهن قوله بحججه - زه - وقال ابن عيسى البرهان بيان عن معنى يشهد بمعنى آخر حق في نفسه وشهادته.
﴿ فثم وجه الله ﴾ أي هنالك جهته التي أمركم بالتوجه إليها وثمة إشارة إلى المكان البعيد، ﴿ واسع ﴾جواد يسع لما يسأل ويقال الواسع المحيط بعلم كل شيء كما قال عز وجل﴿ وسع كل شيء علما ﴾ - زه - وقيل قادر وقيل واسع الشريعة.
﴿ قانتون ﴾ أي مطيعون وقيل مقرون بالعبودية والقنوت على وجوه الطاعة والقيام في الصلاة والدعاء والصمت قال زيد بن أرقم كنا نتكلم في الصلاة، حتى نزلت
﴿ وقوموا لله قانتين ﴾ فأمسكنا عن الكلام - زه - حديث زيد متفق عليه ومعاني القنوت تزيد على عشر وقد نظمتها في قولي :
معاني قنوت طاعة ودوامها | إقامتها سكت خشوع عبودية |
صلاة قيام طولة وعبادة | دعاء وإقرار وإخلاص ذي النية. |
﴿ بديع ﴾ مبتدع أي مبتدىء - زه - هو فعيل بمعنى مفعل لأنه من أبدع وعن قطرب بدعه بمعنى أبدعه فيكون بمعنى فاعل أيضا وفسر الإبداع بالاختراع لا على مثال سبق وضد الإبداع الأخذ.
﴿ تشابهت قلوبهم ﴾ أي أشبه بعضهم بعضا في الكفر والفسق - زه -، ﴿ يوقنون ﴾ الإيقان إفعال من اليقين وهو علم ما يثلج به الصدر.
﴿ الجحيم ﴾ النار إذا شب وقودها.
﴿ ملتهم ﴾ الملة الدين مشتق من أمللت لأنها تبنى على مسموع ومتلو
﴿ أهواءهم ﴾ جمع هوى.
﴿ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ﴾ أي اختبره بما تعبده به من السنن وقيل هي عشر خلال خمس منها في الرأس الفرق وقص الشارب والسواك والمضمضة والاستنشاق وخمس في البدن الختان وحلق العانة والاستنجاء وتقليم الأظفار ونتف الإبط فأتمهن فعمل بهن ولم يدع منهن شيئا - زه - إبراهيم لا ينصرف للعجمة والعلمية وقيل معناه أب راحم وفيه لغات بلغها ابني محمد رحمه الله عشرا وبينها في الغرر المضيئة وقوله اختبره أي عامله معاملة المحنة وقال الحسن ابتلاه بالنجم والقمر والشمس وبالختان وذبح ابنه وبالنار والهجرة وعن ابن عباس أيضا أنها ثلاثون خصلة عشر في براءة﴿ التائبون العابدون ﴾ الآية وعشر في الأحزاب﴿ إن المسلمين والمسلمات ﴾ وعشر في أول المؤمنين والله أعلم قال الكرماني ويحتمل أن تكون الكلمات أوامر الله ونواهيه ويندرج تحتها الأقاويل كلها، ﴿ إني جاعلك للناس إماما ﴾ أي تأتم بك الناس فيتبعونك ويأخذون عنك وبهذا سمي الإمام إماما لأن الناس يؤمون أفعاله أي يقصدونها ويتبعونها - زه - جعله الله شجرة الأنبياء لأن الأنبياء بعده من ولده صلوات الله عليهم أجمعين وسلامه، ﴿ ذريتي ﴾ الذرية أولاد وأولاد أولاد قال بعض النحويين ذرية تقديرها فعلية من الذر لأن الله عز وجل أخرج الخلق من صلب آدم عليه السلام كالذر وأشهدهم على أنفسهم " ألست بربكم قالوا بلى " وقال غيره أصل ذرية ذرورة على وزن فعولة فلما كثر التضعيف أبدلت الراء الأخيرة ياء فصارت ذروية ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ذرية وقيل ذرية فعولة من ذرأ الله الخلق فأبدلت الهمزة ياء كما أبدلت في نبي والذرية مثلث الذال وقيل مشتق من الذور وهو الطرف.
﴿ مثابة للناس ﴾ مرجعا لهم يثوبون إليه أي يرجعون إليه في حجهم وعمرتهم كل عام ويقال ثاب جسم فلان إذا رجع بعد النحول - زه - قال الزجاجي سمي بالمصدر كالمقامة والمثابة اسم المكان قال الأخفش ودخول التاء للمبالغة وقال ابن عباس مثابة أي من قصده تمنى العود إليه وقيلب مثابة من الثواب أي يحجون فيثابون عليه، ﴿ مصلى ﴾ قال مجاهد مدعى وقال غيره موضع صلاة وكأنه يريد الشرعية لا اللغوية، ﴿ وعهدنا إلى إبراهيم ﴾ اي أوصيناه وأمرناه، ﴿ والعاكفين ﴾ المقيمين ومنه الاعتكاف وهو الإقامة في المسجد على الصلاة والذكر لله عز وجل.
﴿ أضطره ﴾ الاضطرار افتعال من الضرورة وهو فعل ما لا يتهيأ له الامتناع منه، ﴿ المصير ﴾ المرجع.
﴿ القواعد ﴾ قواعد البيت أساسه واحدها قاعدة - زه - قال الزجاج أصلها في اللغة الثبوت والاستقرار وقال في الكشاف القاعدة هي الأساس والأصل لما فوقه وهي صفة غالبة ومعناها القاعدة الثابتة ومنه قعدك الله أي أسأل الله أن يقعدك أي يثبتك.
﴿ أمة ﴾ الأمة على ثمانية أوجه الجماعة كقوله﴿ أمة من الناس يسقون ﴾ وأتباع الأنبياء عليهم السلام كما تقول نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم والجامع للخير والمقتدى به كقوله :﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ﴾ والدين والملة كقوله :﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ والحين والزمان إلى ﴿ أمة معدودة ﴾ وقوله :﴿ وادكر بعد أمة ﴾ أي بعيد حين ومن قرأ أمه وأمه أي نسيان والقامة يقال فلان حسن الأمة أي القامة والمنفرد بدين لا يشركه فيه أحد قال صلى الله عليه وسلم يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده والأم يقال هذه أمة زيد أي أم زيد - زه - وهو محتمل أن يكون حقيقة في الجمع وأن يكون حقيقة في أحدها مجازا في الباقي، " مناسكنا " أي متعبداتنا واحدها منسك و منسك وأصل النسك من الذبح يقال نسكت أي ذبحت والنسيكة الذبيحة المتقرب بها إلى الله عز وجل ثم اتسعوا فيه حتى جعلوه لموضع العبادة والطاعة ومنه قيل للعابد ناسك.
﴿ والحكمة ﴾ هي اسم للعقل وإنما سمي حكمة لأنه يمنع صاحبه من الجهل ومنه حكمت الدابة لأنها ترد من غربها وإفسادها - زه - وقيل هي القرآن وقيل الفقه وقيل السنة وقيل الحكم والقضاء، ﴿ ويزكيهم ﴾ يطهرهم - زه -، ﴿ العزيز ﴾ الغالب في نفسك الحكيم في حكمك.
﴿ ملة إبراهيم ﴾ دينه، ﴿ سفه نفسه ﴾ يعني خسر بلغة طيء قال يونس يعني سفه نفسه وقال : أبو عبيد سفه نفسه أهلكها وأوبقها قال الفراء معناه سفهت نفسه فنقل الفعل عن النفس إلى ضمير من ونصبت النفس على التشبيه بالتفسير وقال الأخفش معناه سفه في نفسه فلما سقط حرف الخفض نصب ما بعده لقوله ولا نعزموا عقد النكاح معناه على عقدة النكاح - زه - وما قاله الأخفش بناه على مذهبه أن يحذف الجار والنصب بعده قياس وهو عند الجمهور سماعي وقيل ضمن سفه معنى ظلم، " اصطفى " اختار - زه - وهو افتعل من الصفو وهو الخالص من الكدر والشوائب أبدل من تائه طاء لمجاورة الصاد وكان ثلاثيا لازما يقال صفا الشيء يصفو وجاء الافتعال منه متعديا، ﴿ الدنيا ﴾ تأنيث أدنى من الدنو وهو القرب سميت بذلك لدنوها وسبقها الآخرة وهي من الصفات الغالبة التي تذكر بدون موصوفها غالبا والمشهور ضم الدال وحكى ابن قتيبة وغيره كسرها وفي حقيقة الدنيا قولان للمتكلمين أحدهما ما على الأرض مع الجو والهواء وأظهرهما كل المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة، ﴿ والآخرة ﴾ تأنيث آخر أيضا وهي صفة غالبة، " الصالح " هو القائم بما عليه من حقوق الله تعالى وحقوق عباده.
﴿ أسلمت لرب العالمين ﴾ أي سلم ضميري ومنه اشتقاق المسلم - زه -
﴿ ووصى بها ﴾ قيل بالملة وقيل بالكلمة وهي﴿ أسلمت لرب العالمين ﴾ وقرىء /< وأوصى >/ والإيصاء والتوصية بمعنى والتشديد أبلغ واصله /< الوصاية >/ وهي الإيصال كأن الموصي وصل حبل أمره بالموصى إليه.
﴿ آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ﴾ العرب تجعل العم أبا والخالة أما ومنه قوله :﴿ ورفع أبويه على العرش ﴾ يعني أباه وخالته وكانت أمه قد ماتت - زه -
﴿ تلك أمة قد خلت ﴾ أي جماعة قد مضت.
﴿ حنيفا ﴾ الحنيف من كان على دين إبراهيم عليه السلام ثم سمى من كان يختتن ويحج البيت حنيفا والحنيف اليوم المسلم وقيل إنما سمى إبراهيم عليها لاسلام حنيفا لأنه حنف عما كان يعبده أبوه وقومه من الآلهة إلى عبادة الله عز وجل أي عدل عن ذلك ومال وأصل الحنف ميل من إبهامي القدمين كل واحدة على صاحبتها - زه - وكما قيل إن الحنيف في اللغة المائل قيل معناه فيها المستقيم وقيل إنه مشترك بينهما نحو الجون وعسعس.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ حنيفا ﴾ الحنيف من كان على دين إبراهيم عليه السلام ثم سمى من كان يختتن ويحج البيت في الجاهلية حنيفا والحنيف اليوم المسلم وقيل إنما سمى إبراهيم عليه السلام حنيفا لأنه حنف عما كان يعبده أبوه وقومه من الآلهة إلى عبادة الله عز وجل أي عدل عن ذلك ومال وأصل الحنف ميل من إبهامي القدمين كل واحدة على صاحبتها - زه - وكما قيل إن الحنيف في اللغة المائل قيل معناه فيها المستقيم وقيل إنه مشترك بينهما نحو الجون وعسعس.
﴿ والأسباط ﴾ في بني يعقوب كالقبائل في بني إسماعيل وأحدهم سبط وهم اثنا عشر سبطا من اثني عشر ولدا ليعقوب وإنما سمي هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل ليفصل بين ولد إسماعيل وولد إسحاق عليهما السلام - زه - قال الكرماني السبط أي بكسر السين جمع ينتسبون إلى أب واحد.
﴿ شقاق ﴾ عداوة ومباينة - زه - وقيل مباينة واختلاف.
﴿ صبغة الله ﴾ دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها - زه - قيل سمى الدين صبغة لظهور أثره على الإنسان من الصلاة والصوم والطهور والسكينة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ حنيفا ﴾ الحنيف من كان على دين إبراهيم عليه السلام ثم سمى من كان يختتن ويحج البيت في الجاهلية حنيفا والحنيف اليوم المسلم وقيل إنما سمى إبراهيم عليه السلام حنيفا لأنه حنف عما كان يعبده أبوه وقومه من الآلهة إلى عبادة الله عز وجل أي عدل عن ذلك ومال وأصل الحنف ميل من إبهامي القدمين كل واحدة على صاحبتها - زه - وكما قيل إن الحنيف في اللغة المائل قيل معناه فيها المستقيم وقيل إنه مشترك بينهما نحو الجون وعسعس.
والسمت قال ابن الأنباري العرب تقول فلان يصبغ فلانا في الشر إذا أدخله وألزمه إياه كما يلزم الثوب الصبغ، ﴿ عابدون ﴾ موحدون كذا في التفسير وقال أصحاب اللغة عابدون خاضعون أذلاء من قولهم طريق معبد أي مذلل قد أثر الناس فيه - زه –
﴿ أتحاجوننا ﴾ أتجادلوننا وقيل أتخاصموننا، ﴿ مخلصون ﴾ الإخلاص لله عز وجل أن يكون العبد يقصد بنيته وعمله إلى خالقه ولا يجعل ذلك لغرض الدنيا ولا يحسن عند مخلوق - زه - وللإخلاص تعاريف كثيرة مبينة في غير هذا الموضع.
﴿ تلك أمة قد خلت ﴾ أي جماعة قد مضت.
" قبلتهم " القبلة الجهة يقال إلى أين قبلتك أي إلى أين تتوجه وسميت القبلة قبلة لأن المصلى يقابلها وتقابله - زه - ولذلك قيل غنها مشتقة من المقابلة
" وسطا " أي عدلا خيارا بلغة قريش وكذا في سورة ن " قال أوسطهم " - زه - جمع بين التعريفين للوسط قال الزجاج وسطا عدلا والاعتدال هو التوسط وقال أبو عبيدة الوسط الخيار من واسطة العقد، " شطر المسجد الحرام " أي قصده ونحوه أي تلقاءه والتلقاء النحو وشطر الشيء نصفه ايضا - زه -
" ولكل وجهة هو موليها " أي قبلة هو مستقبلها أي يولى إليها وجهه.
" مصيبة " ومصابة ومصوبة الأمر المكروه يحل بالإنسان.
" صلوات " ترحم - زه - وجمع أي رحمة بعد رحمة ومرة بعد أخرى.
" الصفا والمروة " جبلان بمكة - زه - والصفا جمع صفاة وهي من الحجارة مما صفا من مخالطة التراب والرمل والمروة الأبيض من الحجارة وقيل الشديد منها، " شعائر الله " ما جعله الله علما لطاعته واحدتها شعيرة مثل الحرم :
حج البيت : قصده يقال حججت الموضع أحجه حجا إذا قصدته ثم سمي السفر إلى البيت حجا دون ما سواه والحج والحج لغتان ويقال الحج المصدر
" والحج الاسم، " اعتمر " أي زار البيت والمعتمر الزائر قال الشاعر :
وراكب جاء من تثليث معتمرا ***
ومن هذا سميت العمرة ويقال اعتمر أي قصد ومنه قول العجاج :
لقد سما ابن معمر حين اعتمر | مغزى بعيدا من بعيد وضبر |
زه - قيد بعضهم القول الأول بزيارة البيت المزور بكونه عامرا وقال المفضل اعتمر أقام بمكة والعمرة الإقامة وقال قطرب العمرة موضع العبادة كالمسجد والبيعة والكنيسة
" جناح " هو الإثم - زه - قيل أصله من جنح إذا مال
" ويلعنهم اللاعنون " إذا تلا عن اثنان فكان أحدهما غير مستحق رجعت
" اللعنة على المستحق لها فإن لم يستحق واحد منهما رجعت على اليهود - زه - هذا قول ابن مسعود ومن تفسير ذلك أقوال آخر
والفلك " السفينة تكون واحدا وتكون جمعا - زه - ويتميزان بالنية والقرينة فهو في قوله " في الفلك المشحون " واحد فضمته كضمة قفل وفي قوله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم جمع فضمته كضمة حمر، " وبث فيها " أي فرق، " دابة " ما يدب - زه - زعم الكرماني أنها لا تطلق على الإنسان إلا شتما وفيه نظر إن اراد الإطلاق بحسب الوضع لغة، " وتصريف الرياح " تحويلها من حال إلى حال جنوبا وشمالا ودبورا وصبا وسائر أجناسها - زه - وقال قتادة مجيئها بالرحمة مرة وبالعذاب أخرى والتقطيع التباعد عند الاتصال،
" الأسباب " الوصلات الواحد سبب ووصلة وأصل السبب الحبل يشد بالشيء فيجذب به ثم جعل كل ما جر شيئا سببا.
" كرة " رجعة إلى الدنيا، " حسرات " الحسرة الندامة والاغتمام على ما فات ولا يمكن ارتجاعه
" خطوات الشيطان " آثاره - زه - وقال ابن عباس عمله وقال الزجاج طرقه التي يدعوهم إليها وقال أبو عبيدة محقرات الذنوب الخطوة المصدر والخطوة ما بين قدمي الماشي والمعنى لا تأتموا به.
" ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء " أي يصيح بالغنم فلا تدري ما يقول لها إلا أنها تنزجر بالصوت عما هي فيه.
" أهل به لغير الله " أي ذكر عند ذبحه اسم غير الله وأصل الإهلال رفع الصوت
" اضطر " ألجىء، " غير باغ " لا يبغي الميتة أي لا يطلبها وهو يجد غيرها، " ولا عاد " أي لا يعد وشبعه - زه - وعن الحسن وقتادة ومجاهد والربيع غير باغ اللذة ولا عاد سد الجوعة وعن الزجاج غير باغ في الإفراط ولا عاد في التقصير وعن مجاهد وسعيد غير باغ على الإقام ولا عاد بالمعصية.
" فما أصبرهم على النار " أي أي شيء صبرهم عليها ودعاهم إليها ويقال ما أصبرهم على النار ما أجرأهم عليها وأصبرهم وصبرهم بمعنى - زه - والحاصل أن في ما قولين أحدهما أنها استفهامية وهو قول ابن عباس والسدى وقال الكسائي والمبرد والمعنى على التوبيخ لهم والتعجب لنا قال الفراء التقدير أي شيء حبسهم عليها وقيل على عمل يؤدي إليها والثاني أنها
" تعجبية وهو قول الحسن وقتادة ومجاهد والمعنى ما أشار إليه ثانيا وقال مجاهد ما أعملهم بأعمال أهل النار وقال الزجاج ما أبقاهم على النار.
" في شقاق بعيد " في ضلال بعيد بلغة جرهم.
" ولكن البر من آمن " أي ولكن البر بر من آمن فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كقوله تعالى " واسأل القرية " أي أهل القرية ويجوز أن يسمى الفاعل والمفعول به بالمصدر كقولك رجل عدل ورضي فرضى في موضع مرضى وعدل في موضع عادل فعلى هذا يجوز أن يكون البر بمعنى البار، " البأساء " أي البأس أي الشدة وهو أيضا البؤس أي الفقر وسوء الحال، " الضراء " الفقر والقحط وسوء الحال وأشباه ذلك.
" كتب عليكم " فرض - زه - القصاص الأخذ من الجاني مثل ما جنى من قص الأثر وهو تلوه، " عفي له " ترك.
" الألباب " العقول واحدها لب
" إن ترك خيرا " الخير المال بلغة جرهم. وفي سورة النور " إن علمتم فيهم خيرا " أي لهم مالا " وقوله :" ما مكني فيه ربي خير " يعني المال.
" جنفا " أي ميلا وعدولا عن الحق ؛ يعني متعمدا للجنف بلغة قريش. وفي المائدة " متجانف لإثم " أي متعمد. يقال جنف علي أي مال.
" القرآن " اسم كتاب الله عز وجل فإنه لا يسمى به غيره، وإنما سمي قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها، ومنه قول الشاعر :
هجان اللون لم تقرأ جنينا ***
أي لم تضم في رحمها ولدا قط. ويكون القرآن مصدرا كالقراءة، يقال فلان يقرأ قرآنا حسنا أي : قراءة حسنة - زه - ينبغي أن نقول كتاب الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ليتميز بذلك عن المنزل على موسى وعيسى وغيرهما، " الفرقان " ما فرق به بين الحق والباطل
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " اليسر ضد العسر أي يريد بكم الإفطار في السفر ولا يريد بكم الصوم فيه - زه - وقيل اليسر الخير والصلاح كاليسرى والعسر الشدة والشر كالعسري.
" الرفث " النكاح، فلا رفث يعني فلا جماع بلغة مذحج، وقيل أيضا الإفصاح بما يجب أن نكنى عنه من ذكر النكاح - زه - أراد بالنكاح الوطء لا العقد، وقيل الأصل فيه فحش القول، " تختانون أنفسكم " تفتعلون من الخيانة - زه - وهي انتقاض الحق على جهة الساترة، " باشروهن " جامعوهن، والمباشرة الجماع سمي بذلك لمس البشرة البشرة، والبشرة ظاهر الجلد والأدمة باطنة، " وابتغوا " اطلبوا، " الخيط الأبيض " بياض النهار، " الخيط الأسود " سواد الليل.
حدود الله " ما حده الله لكم، والحد النهاية التي إذا بلغها المحدود له امتنع.
" الأهلة " جمع هلال يقال في أول ليلة إلى الثالثة هلال ثم يقال القمر إلى آخر الشهر - زه - قيل إن الهلال مشتق من الإهلال وهو رفع الصوت عند رؤيته، " مواقيت " جمع ميقات وهو مفعال من الوقت.
" غفور " ساتر على عباده ذنوبهم، ومنه المغفر لأنه يغطي الرأس، وغفرت المتاع في الوعاء إذا جعلته فيه لأنه يغطيه ويستره.
" فلا عدوان إلا على الظالمين " أي فلا جزاء ظلم إلا على ظالم. والعدوان : التعدي والظلم - زه - سمي عدوانا على الازدواج والمقابلة.
" التهلكة " الهلاك - زه - والهلاك قال الكرماني مصير الشيء بحيث لا يدرى أين هو
" أحصرتم " منعتم من السير بمرض أو عدو أو سائر العوائق، " استيسر " تيسر وسهل، " من الهدى " هو ما أهدي إلى البيت الحرام واحدته هدية و هدي في الجمع، " محله " منحره يعني الموضع الذي يحل فيه نحره، " أذى " الأذى ما يكره ويغتم به، " نسك " ذبائح واحدتها نسيكة - زه -، " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج " التمتع أن يحرم بالعمرة فإذا وافى البيت طاف به وسعى وحلق أو قصر فإذا فعل هذه حل فتمتع بما كان يعمله في الحلال إلى أن يحرم بالحج، والتمتع لغة إطالة الانتفاع من قول العرب متع النهار،
" الحج أشهر معلومات " شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة أي خذوا في أسباب الحج وتأهبوا له في هذه الأوقات من التلبية وغيرها - زه - التقدير أشهر الحج أشهر، والحج حج أشهر، ويجوز أن يجعل الأشهر حجا على " الاتساع لوقوعه فيها كما قالت الخنساء :
ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت | فإنما هي إقبال وإدبار |
وجمع الشهر لوجود شهرين وبعض شهر ومعلومات مؤقتة، " فرض فيهن الحج " أي ألزم نفسه بالشروع فيه بالإحرام به، والفرض الإيجاب والإلزام وأصله الحد.
" أفضتم من عرفات " دفعتم بكثرة أو نفرتم بلغة خزاعة وعامر بن صعصعة، " المشعر الحرام " هو مزدلفة وهي جمع يسمى : جمع ومزدلفة، والمشعر : المعلم المتعبد من متعبداته وجمعه مشاعر.
" من خلاق " نصيب بلغة كنانة.
" أيام معدودات " هي أيام التشريق.
" ألد الخصام " شديد الخصومة - زه - وقيل اللديد مشتق من لديدي الوادي وهما جانباه والخصام جمع خصم عند أكثرهم وقال المبرد مصدر خاصم.
" والنسل " الولد مشتق من نسل الشعر إذا خرج فسقط.
" العزة " الأنفة والحمية وقال الزجاج حمله كبره على الارتداد والكفر، " فحسبه جهنم " أي كافيته - زه - وجهنم اسم النار وقيل للدرك الأسفل منها وقيل أصله من الجهم وهو الغلظة والكراهة وزيد فيها وقيل اصلها أعجمي وهو كهنام وهو محين من جعل فيه سقط اسمه من الدنيا وقال صاحب المجمل جهنم مشتقة من قول العرب بئر جهنم أي بعيدة القعر، " المهاد " الفراش
" يشري " يبيع - زه -، " مرضات الله " رضاه.
" السلم " بفتح السين وكسرها الإسلام والصلح أيضا والسلم الدلو العظيمة، " كافة " عامة أي كلكم.
" ظلل " جمع ظلة وهي ما غطى وستر، " الغمام " سحاب أبيض سمي بذلك لأنه يغم السماء أي يسترها.
" وزلزلوا " خوفوا وحركوا - زه - وقيل معناه جاءتهم الشدائد من قبل أعدائهم وأصل الكلمة عند الكوفيين من زل وزلزلته بالغته كصل وصلصل وكب وكبكب وعند البصريين هو مضاعف الرباعي
" كتب عليكم القتال " أي فرض عليكم الجهاد، " وهو كره لكم " وكره لغتاه ويقال هو بالضم المشقة وبالفتح الإكراه يعني أن الكره ما حمل الإنسان نفسه عليه والكره ما أكره عليه
" الشهر الحرام " يأتي بيانه في براءة، " حبطت أعمالهم " بطلت
" هاجروا " تركوا بلادهم ومنه سمي المهاجرون لأنهم هجروا بلادهم أي تركوها وصاروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
" والميسر " القمار - زه - وقيل اليسر جمع الياسر والأيسار جمع الجمع والميسر الجزور أيضا، " يسألونك ماذا ينفقون " أي ماذا يتصدقون ويعطون، " قل العفو " أي يعطون عفو أموالهم فيتصدقون مما فضل عن أقواتهم وأقوات عيالهم والعفو فضل المال يقال عفا الشيء إذا كثروا لعفو أيضا الميسور والطاقة يقال خذ ما عفا لك أي أتاك سهلا بغير مشقة
" لأعنتكم " أي لأهلككم ويجوز أن يكون المعنى لشدد عليكم وتعبدكم بالضعف عن أدائه كما فعل بمن كان قبلكم - زه - وأصل العنت من عنت البعير إذا حدث في رجله كسر بعد جبر لا يمكنه التصرف معه وعقبه عنوت شديدة والإعنات الحمل على مشقة لا تطاق
" المحيض " هو والحيض واحد - زه - والمحيض يكون مصدرا كالمقيل
" والمسير ويكون زمانا ومكانا وهو هنا محتمل للثلاثة وقال بكل قائل
والحيض دم جبلة يرميه رحم المرأة لزمان مخصوص. ، " يطهرن " ينقطع عنهن الدم ويطهرن يغتسلن وأصله يتطهرن فأدغمت التاء في الطاء
" أنى شئتم " أي كيف شئتم ومتى شئتم وحيث شئتم فيكون أنى على ثلاثة معان - زه - يعني للحالة وللزمان وللمكان
" عرضة لأيمانكم " نصبا لها ويقال عدة لها ويقال هذا عرضة لك أي عدة مبتذلة فيما تشاء
" باللغو في أيمانكم " يعني مالم تقصدوه يمينا ولم توجبوه على أنفسكم نحو لا والله وبلى والله
" للذين يؤلون " يحلفون من الألية وهي اليمين يقال ألوة وإلوة وألوة وألية وألية أي يحلفون على وطء نسائهم فكانت العرب في الجاهلية يكره الرجل منهم المرأة ويكره أن يتزوجها غيره فيحلف أن لا يطأها أبدا ولا يخلى سبيلها
" إضرارا بها فتكون معلقة عليه حتى يموت أحدهما فأبطل الله عز وجل ذلك من فعلهم وجعل الوقت الذي يعرف فيه ما عند الرجل للمرأة أربعة أشهر، " تربص أربعة أشهر " تمكثها، " فاؤوا " رجعوا
" عزموا الطلاق " صححوا رأيهم في إمضائه أو حققوه بلغة هذيل العراق الحيض وكل
" ثلاثة قروء " جمع قرء والقرء عند أهل الحجاز الطهر وعند أهل قد أصاب لأن القرء خروج من شيء إلى شيء فخرجت من الحيض إلى الطهر ومن الطهر إلى الحيض هذا قول أبي عبيدة وقال غيره القرء الوقت يقال رجع فلان لقرئه ولقارئه أيضا أي لوقته الذي كان يرجع فيه فالحيض يأتي لوقت والطهر يأتي لوقت وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقعد عن الصلاة أيام أقرائها أي أيام حيضها وقال الأعشى :
لما ضاع فيها من قروء نسائكا ***
يعني من أطهارهن وقال ابن السكيت القرء الطهر وهو من الأضداد - زه - ما اقتصر عليه من الفتح هو المشهور وكذا اقتصر عليه صاحبا ديوان الأدب والصحاح وحكى ضم القاف جماعة من الأئمة ففيه لغتان وفي معناه أقوال لأئمة اللغة أحدها أنه الجمع والثاني الشيء المعتاد الذي يؤتى به في حالة بعينها الثالث الوقت الرابع الحيض الخامس انقضاء الحيض السادس الطهر السابع أنه مقول على الحيض والطهر بالشترك وزعم بعضهم أنه بالفتح الطهر الطهر وبالضم الحيض قال النووي في أصل الروضة والصحيح أنهما يقعان على الحيض والطهر لغة ثم فيه وجهان لأصحابنا أحدهما أنه حقيقة في الطهر مجاز في الحيض وأصحهما أنه حقيقة فيهما وفي التدريب لشيخنا شيخ الإسلام البلقيني رحمه الله نص يقتضي الأول قال وهو المعتمد خلافا لما صححه في الروضة تبعا لأصلها من الاشتراك قال وفيه مقالة أخرى لأهل اللغة أنه حقيقة في الحيض مجاز في الطهر وما يحكى عن الشافعي مع أبي عبيدة إن صح يحمل على هذا قال وأما في العدة " فتعليق الطلاق على الأقراء لا خلاف في المذهب أنه الطهر انتهى
" بعولتهن " بعل المرأة زوجها - زه - قيل البعولة جمع بعل كالذكورة والعمومة والخؤولة وفيه نظر والبعلان كالزوجين والبعال المجامعة والتبعل للمرأة إطاعة الزوج وأداء حقه وأصله السيد.
" تعضلوهن " تمنعوهن من التزويج يقال عضل فلان أيمه إذا منعها من التزويج وأصله من عضلت المرأة إذا نشب ولدها من بطنها وعسر خروجه - زه - والعضل المنع والشدة ومنه الداء العضال للذي أعيا الطبيب.
" حولين " أي سنتين مشتق من الانتقال من قولك تحول عن المكان وقيل من الانقلاب من قولك حال الشيء عما كان، " فصالا " فطاما - زه -
" بلغن أجلهن " انقضت عدتهم والأجل غاية تقال في الموت وغيره
" عرضتم به من خطبة النساء " التعريض الإيماء والتلويح من غير كشف ولا تبيين وخطبة النساء تزوجهن - زه - وقيل التعريض تضمين الكلام دلالة على شيء ليس فيه ذكر له نحو ما أقبح البخل يعرض بأنه بخيل وفي تفسير الخطبة بما ذكر نظر بل الخطبة طلب النكاح أي خطاب في العقد عقد النكاح، " أو أكننتم " أضمرتم من أكننت الشيء سترته وصنته، " ولكن لا تواعدوهن سرا " السر ضد العلانية ويقال نكاحا وسر كل شيء خياره - زه - قال الزجاج هو كناية عن الجماع وقال ابن جرير هو الزنا وقيل غير ذلك، " عقدة النكاح " عقدة كل أمر إيجابه وأصله الشد.
" تمسوهن " تجامعوهن من قوله " ولم يمسسني بشر "، " الموسع " المكثر أي الغني.
" والصلاة الوسطى " صلاة العصر لأنها بين صلاتين في الليل وصلاتين في، " المقتر " أي الفقير
- " النهار - زه - هذا أرجح الأقوال المفسرة فيها وهي داخلة في الصلوات وأفردت بالذكر لبيان فضلها على سائرها
" فرجالا أو ركبانا " جمعا راجل وراكب.
" ألوف " جمع ألف وقيل جمع إلف.
" يقبض ويبسط " يضيق ويوسع.
" الملإ من بني إسرائيل " يعني أشرافهم ووجوههم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم أولئك الملأ من قريش واشتقاقه من ملأت الشيء وفلان مليء إذا كان مكثرا فمعنى الملأ الذين يملأون العين والقلب وما أشبه هذا - زه - وقيل مليئون بما يعصب بهم من عظائم الأمور
" بسطة في العلم " أي سعة من قولك بسطت الشيء إذا كان مجموعا ففتحته ووسعته - زه - وقيل البسط في الشيء إمداده في جميع جهاته.
" التابوت " شبه صندوق وتابوه بالهاء لغة الأنصار، " سكينة من ربكم " قيل لها وجه مثل وجه الأنسان ثم هي بعد ريح هفافة وقيل لها رأس مثل رأس الهر وجناحان وهي من أمر الله جل وعز - زه - وقيل طست من ذهب كان يغسل فيه قلوب الأنبياء حكاه ابن جرير عن السدي وهي في الأصل مصدر كالضريبة والعزيمة والقضية، " وبقية " قيل بقية كل شيء سلامته مشتقة من البقاء
" مبتليكم بنهر " مختبركم، " غرفة بيده " أي مقدار ملء اليد من المغروف وغرفة بفتح الغين يعني مرة واحدة باليد مصدر غرفت - زه - قال الكرماني وأصل الغرف إخراج المرق من " القدر بالمغرفة، " كم من فئة " الفئة الجماعة
" أفرغ علينا صبرا " أي اصبب كما يفرغ الدلو أي يصب - زه -، " وثبت أقدامنا " شجع قلوبنا وقوها حتى لا نفارق مواطن القتال منهزمين
" ولا خلة " أي لا مودة وصداقة متناهية في الإخلاص
" القيوم " القائم الدائم الذي لا يزول وليس من قيام على رجل - زه - وقال الزجاج القائم بأمر الخلق وقيل العالم بالأشياء كما تقول هو يقوم بهذا الكتاب أي هو عالم به وهو تعالى عالم بالكليات والجزئيات لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ويقال قيوم وقائم وقيم ثلاث لغات، " لا تأخذه سنة ولا نوم " السنة ابتداء النعاس في الرأس فإذا خالط القلب صار نوما ومنه قول عدي بن الرقاع :
وسنان أقصده النعاس فرنقت | في عينه سنة وليس بنائم ) |
-زه - وفيها أقوال أخر منها أن السنة النعاس وهو الفتور الذي يتقدمه ويبقى معه بعض الذهن فإذا زال بالكلية فهو النوم ويعرف النعاس بأن يسمع صاحبه كلام من يحضره ولا يعرف معناه والنائم لا يسمع شيئا، " ولا يؤوده " يثقله يقال ما آدك فهو آئد لي أي ما أثقلك فهو لي مثقل
" الغي " الضلال، " الطاغوت " الأصنام والطاغوت من الإنس والجن شياطينهم يكون واحدا وجمعا - زه - واشتقاقه من الطغيان وهو مجاوزة الحد وزنه فاعوت، " لا انفصام " لا انقطاع
" فبهت الذي كفر " انقطع وذهبت حجته وبهت كذلك - زه - والبهت الحيرة عند استيلاء الحجة والبهت أيضا مواجهة الرجل بالكذب عليه
" خاوية على عروشها " خالية قد سقط بعضها على بعض - زه - ويقال
" خاوية على ما فيها من العروش والعروش السقوف أي تسقط السقوف ثم تسقط عليها الحيطان، " لم يتسنه " يجوز إثبات الهاء وإسقاطها من الكلام فمن قال سانهت فالهاء من أصل الكلمة ومن قال ساننت فالهاء لبيان الحركة ومعنى " لم يتسنه " لم يتغير بمر السنين عليه قال أبو عبيدة ولو كان من الأسن لكان يتأسن وقال غيره " لم يتسنه " لم يتغير من قوله " حمإ مسنون " أي متغير وأبدلوا النون من يتسنن ياء كما قالوا في تظنيت تظننت وتقضي البازي يريد تقضض وحكى بعض العلماء سنة الطعام أي تغير - زه - وقيل معناه لم يأت عليه سنة وإثبات الهاء وحذفها على الخلاف في لام سنة فمن قال أصلها سنه وجعل المسانهة منها أثبتها ومن جعل أصلها سنوة حذفها، " ننشزها " نرفعها إلى مواضعها مأخوذ من النشز وهو المكان المرتفع العالي أي نعلي بعض العظام على بعض وننشرها أي بالمهملة نحييها وننشرها من النشر ضد العلى.
" فصرهن إليك " أي ضمهن ويقال أملهن وصرهن بكسر الصاد قطعهن بلغة الروم فإذا أراد الرومي أن يقول اقطع يقول إصر ووافقت هذه اللغة النبطية أيضا والمعنى فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن أي قطعهن.
" صفوان " حجر أملس وهو اسم صنم واحد معناه جمع واحدته صفوانة - زه -، " وابل " مطر شديد، " صلدا " يابسا أملسا أو أجردا بلغة هذيل
" ربوة " هي الاتفاع من الأرض وهي مثلثة الراء، " فآتت أكلها ضعفين " أعطت ثمرتها ضعفي غيرها من الأرضين - زه - وضعف الشيء مثله وقيل مثلاه، " فطل " المطر الصغير
" إعصار " ريح عاصف ترفع التراب إلى السماء كأنه عمود نار - زه - وتسميها
" العامة الزوبعة.
" ولا تيمموا " لا تتعمدوا - زه - أي لا تقصدوا، " تغمضوا فيه " أي تغمضوا عن عيب فيه أي لستم بآخذي الخبيث من الأموال ممن لكم قبله حق إلا على إغماض ومسامحة فلا تؤدوا في حق الله تبارك وتعالى مالا ترضون مثله من غرمائكم ويقال تغمضوا فيه أي تترخصوا ومنه قول الناس للبائع اغمض وغمض أي لا تستقصي وكن كأنك لم تبصر.
" للفقراء الذين أحصروا " هم أهل الصفة، " بسيماهم " بعلاماتهم، " إلحافا " إلحاحا.
" الربا " أصله الزيادة لأن صاحبه يزيد على ماله ومنه قولهم أربى فلان على فلان إذا زاد عليه في القول، " يتخبطه الشيطان من المس " أي الجنون يقال رجل ممسوس أي مجنون، " سلف " مضى
" يمحق الله الربا " يذهبه يعني في الآخرة حيث، " ويربي الصدقات " أي يكثرها وينميها، " كفار أثيم " هما لغتان في الكفر والإثم وقيل الأثيم المتمادي في الكفر.
" فأذنوا بحرب " اعلموا ذلك واسمعوه وكونوا على إذن منه ومن قرأ " فأذنوا " أي فأعلموا غيركم ذلك
" فنظرة إلى ميسرة " إي فإنظار إلى وقت ميسرة مثلث السين
" ولا يبخس منه شيئا " أي ينقص - زه -، " تضل إحداهما " تنسي، " ولا تسأموا " لا تملوا، " أقسط عند الله " أعدل عنده، " ترتابوا " تشكوا، " فسوق بكم " أي خروج من الطاعة إلى المعصية وخروج من الإيمان إلى الكفر أيضا
" إصرا " أي ثقلا، " مولانا " ولينا والمولى على ثمانية أوجه المعتق والمعتق والولي والأولى بالشيء وابن العم والصهر والجار والحليف.