ﰡ
• ﴿الحَيُّ﴾ «أل» للاسْتِغْرَاق؛ أي: الكَامِلُ الحَيَاةِ.
• ﴿الْقَيُّومُ﴾ على وَزْن فَيْعُول، وهو مأخوذ من القِيام، ومعناه: القَائِمُ بِنَفْسِهِ، القَائِمُ عَلَى غَيْرِهِ، الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ، والقائم على غيره فكُلّ أحدٍ محتاجٌ إليه.
وفي الجَمْعِ بَيْنَ الاسْمَيْنِ الكَرِيمَيْنِ ﴿الحَيّ القَيّوم﴾ استغراق لجميع ما يوصف الله به بِجَمِيعِ الكَمَالَاتِ، فَفِي «الحَيِّ» كَمَال الصِّفَاتِ، وفي «القيوم» كمال الأفْعَالِ، وفِيهِمَا جَمِيعًا كَمَالُ الذَّاتِ، فهو كامل الصِّفَاتِ والأفْعَالِ والذَّاتِ.
• ﴿مُصَدِّقًا﴾ وتصديقه لما بَيْنَ يَدَيْهِ لَهُ وَجْهَانِ:
الوجه الأول: أنه صدقها؛ لأنها أخبرت به فَوَقَع مُصَدِّقًا لها.
الوجه الثاني: مصدِّقًا لما بين يديه؛ أي: حاكمًا عليها بالصدق.
فهو مصدق لِمَا سَبَقَ من الكتب بالوجْهَيْنِ المذْكُورَيْنِ؛ لأنَّ الكتب أخْبَرَتْ بِهِ فَوَقَعَ، وإذا وقع صار من عند الله عز وجل، وهذا التَّصْديق لما بين يَدَيْهِ يَشْمَلُ الوَجْهَيْنِ جَميعًا، فالقرآن شَاهِدٌ بِأَنّ التَّوْرَاة حَقٌّ، والإنْجِيل حَق، والزَّبورُ حق، وصحف إبراهيم حق، وأن الله أنْزَل على رسوله كتابًا، كذلك مُصَدِّقًا للكتب التي أخبرت به، فإن الكتب السابقة أخبرت بهذا القرآن، أنه سينزل، ووصفت النبي - ﷺ - الذي سينزل عليه بأوصافه التي كانوا يعرفونه بها كما يعرفونَ أبناءهم.
• ﴿لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ أي لما سبقه؛ لأن الذي بين يديك سابق عليك؛ لأنه أمامك فهو متقدم عليك.
• ﴿وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾ قال: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾، ﴿وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ﴾ اختلاف التعبير يدل على اختلاف المعنى.
قال أهل العلم: إن التوراة والإنجيل نزلتا دفعة واحدة بدون تَدريج بخلاف القرآن، فإنه نزل بالتدريج.
وقوله: ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ يعني أن أحكامها غير معلومة، وأخْبَارُهَا غير معلومة، فصار المُحْكَم هو المُتْقَن في الدلالة سَوَاءٌ كَانَ خَبَرًا أو حُكْمًا، والمُتَشَابِهُ هو الذي دلالته غير وَاضِحَة سَوَاء كَانَ خَبَرًا أو حُكْمًا.
ولهذا نجد أن بعض الآيات لا تَدُلّ دلالة صريحة على الحكم الذي اسْتُدِلَّ بها عليه، وبعض الآيات الخَبَرِيَّة أيضًا لا تدل دلالة صريحة على الخبر الذي استدل بها عليه.
• ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ أي ومنه أُخَرُ متشابهات، والاشْتِبَاهُ قَدْ يَكُونُ اشْتِبَاهًا في المعنى، بحيث يكون المعنى غير واضح، أو اشتباهًا في التَّعَارُضِ، بِحَيْثُ يظن الظانّ أن القرآن يُعَارِضُ بعضُهُ بعضًا، وهذا لا يمكن أن يَكُون.
• ﴿زَيْغٌ﴾ أي: في قلوبهم مَيْلٌ عن الحَقِّ، فهم لا يُرِيدُونَ الحَقَّ، وإنما يَتَّبِعون المتشابه.
• ﴿ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ﴾ أي: صَدّ الناس عن دين الله؛ لأن الفِتْنَةَ بمعنى الصَّدِّ عن دين الله.
• ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ﴾ أكثر السّلَفِ وقَفَ عَلَيْهَا، وابتدأ بالرَّاسِخِين فالواو للاستئناف، والمعنى أن هذا المُتَشَابِهَ لا يَعْلَمُ تَأويلَه إلا الله، والراسَّخون يقولون آمنا به، وَوَصَلَ بعض السلف فَتَكون الواو عاطفة، والمعنى أن تأويله -أي تفسير المتشابه- يَعْلُمُه الله والراسخون، أما إذا جعلنا التأويلَ بمعنى العَاقِبَةُ والحَقِيقَةُ التي يؤول إليها الكلام فيجب الوَقْفُ؛ لأنَّ حَقَائِقَ الأشياء لا يعلمها إلا الله.
• ﴿الألْبَابِ﴾ العُقُولُ، واللّب: العقل.
• ﴿وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنكَ رَحْمَةً﴾: أي: أعْطِنا توفيقًا وتَثْبِيتًا للذي نحن عليه من الإيمان والهُدَى.
• ﴿إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ﴾ الهِبَة: العَطِيَّة الخَالِيَةُ من الأعْوَاضِ والأَعْرَاضِ، والوَهَّاب في صِفَةِ الله تَعَالَى: يُعْطِي كل أحَدٍ عَلَى قَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِ.
• ﴿آلِ فِرْعَوْنَ﴾ أي: أَتْبَاعه، وفرعون: اسْم عَلَم لكل من مَلَكَ مِصَر كافرًا، كَمَا أنَّ كُلَّ من ملك الروم يسمى قيصرًا، ومن ملك الفُرْسَ يسمى كِسْرَى.
• ﴿وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ وكان قبل آل فرعون أممٌ، مثل: قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، ثم بيَّنَ الله شأن آل فرعون والذين من قبلهم.
• ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ الشَّرْعِيَّة والكونية، وأكثر ما يَكُونُ أَنْ يُكَذِّبُوا بالآيَاتِ الشَّرْعِيَّة؛ لأن الآيَاتِ الْكَوْنِيَّة قلَّ مَنْ يُكَذِّبُ بِهَا.
فالآيات الكونية مَخْلُوقَات الله، وَقَلّ من يُنْكِر أن يكون الخالق هو الله، ولكن الآيات الشرعية التي هي الوَحْي الذي جَاءَتْ به الرُّسُل هي التي يقع فيها التكذيب، فآل فرعون كذبوا بآيات الله.
• ﴿فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ عَجَّلَ لهم في العقوبة الدُّنْيَوِيَّة مُتَّصِلَةً بالعقوبة الأخروية.
• ﴿فِئَتَيْنِ﴾ فَرِيقَيْنِ الْتَقَيَا يَوْمَ بَدْرٍ.
• ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ وهم الرَّسُول - ﷺ - وأصحابه وكانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلًا؛ سبعة وسبعون رجلًا من المهاجرين، ومائتان وستة وثلاثون رجلًا من الأنصار.
• ﴿وَأُخْرَى كَافِرَةٌ﴾ وهم مُشْرِكُو مكة، وكانوا تسعمائة وخمسين رجلًا.
• ﴿يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ﴾ أي: يرى المسلمون المشركين مِثْلَيْهِم، أي أن الله تعالى قلَّلَ المشركين في أعين المسلمين حتى اجترؤوا عليهم فَصَبَرُوا على قِتَالِهمْ.
• ﴿لِأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾ لذوي العقول والبصائر.
• ﴿حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾ ولم يقل: حب النساء، أو حُبّ البنين، أو حُبّ القناطير المقنطرة، بل قال: حب الشهوات من هذه الأشياء، فسلّط الحب على الشهوات، لا على هذه الأشياء؛ لأن هذه الأشياء حُبُّهَا قد يكون محمودًا.
• ﴿مِنَ النِّسَاء﴾ ولم يقل حب النساء، يعني: أن يتزوج الإنسان المرأة لمجرَّدِ الشهوة، لا لأمر آخر؛ لأن تزيين حب النِّساء إذا كان لغير مجرد الشهوة قد يُحْمَدُ عليه الإنسان، لكن إذا كان لمجرَّدِ الشَّهْوة فهذا من الفتنة.
• ﴿وَالْبَنِينَ﴾ يُحِبُّ البنين لا ليكونوا عونًا له على طاعة الله، ولكن لِيَفْتَخِرَ بهم، ولا شَكَّ أن كثيرًا من الناس زُيِّنَ لهم حُبُّ البنين شهوةً، ولكن شهوة الفخر والشرف.
• ﴿الْقَنَاطِيرِ﴾ جمع قنطار، قيل: المراد به ألف مِثْقَالٍ ذَهبًا، فإذا صارت قناطير تكون آلافًا.
• ﴿المُقَنطَرَةِ﴾ أي: المعتنى بها، وقيل: إن القِنْطَار ما يَمْلأ مسك الثور -يعني: جلد الثور- من الذَّهَبِ، وهذا أكثر من ألف مثقال، وقد ذكر الله تعالى هذه المبالغ من الذَّهَبِ والفِضَّة؛ لأنه كلما كثر المال في الغالب افْتَتَنَ به الإنسان، فإذا كانت قناطير مقنطرة من الذهب صارت الفتنة بها أَشَدّ.
• ﴿وَالخَيْلِ﴾ وسُمِّيَتْ خَيْلًا؛ لأن صَاحِبَها غالبا يُبْتَلَى بالخيلاء؛ لأنَّها أفخر المراكب، فالرَّاكِبُ لها يكون في قلبه خُيَلَاء، أو لأنها هي تختال في مشيتها، ولهذا ترى الخيل عند مشيتها ليست كغيرها، تَشْعُرُ بأنّ فيها ترفعًا واختيالًا، وأصحابها لا شك أنهم يرون أنفسهم فوق الناس؛ لأنها أفْخَرُ المرَاكِب في ذلك الوقت وإلى الآن.
• ﴿المُسَوَّمَةِ﴾ قيل: معنى المُسَوَّمَة هي التي تسوم، أي: تُطْلَق لترعى، وقيل: المسومة: المُعَلَّمَةُ التي جُعِلَ عليها أعلام للزينة والفخر، مثل أن يجعل عليها ريش النعام أو أشياء أخرى تحسنها.
• ﴿مَتَاعُ﴾ أي: المتعة التي يَتَمَتَّع بها الناس في الحياة الدنيا، وغايتها الزوال، فإما أن تزول عنها، وإما أن تزول عنك.
• ﴿الدُّنْيَا﴾ مؤنث أدْنَى، ووصفت بهذا الوصف لِدُنُوِّ مَرْتَبَتِهَا بالنسبة للآخرة، فليست بشيء بالنسبة للآخرة.
• ﴿بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ﴾: أي المذكورين في الآية السابقة من النساء والبنين... إلخ.
• ﴿أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾ زَوْجات هي الحور العين، نقيِّاتٌ من دمِ الحيض والبول وكل أذًى وقذر.
• ﴿وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ عالِمٌ بمن يؤثر ما عنده ممن يؤثر شهوات الدنيا، فيُجَازِي كُلّا على عَمَلِهِ.
• ﴿الصَّادِقِينَ﴾ في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم.
• ﴿وَالْقَانِتِينَ﴾ المطيعين لله.
• ﴿وَالمُنفِقِينَ﴾ أموالهم في طاعة الله، ويَدْخُل فيه نَفَقَةِ الرجل على نفسه وأهله، وصلة رحمه، والزكاة، والنفقة في جميع القربات.
• ﴿وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ المصلِّين بالسحر، وهو الوقت بعد ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إلى طلوع الفجر.
• ﴿وَأُوْلُوا الْعِلْمِ﴾ أصْحَاب العِلْمِ الصَّحِيح المُطَابق للواقع وهم الأنبياء والعلماء.
• ﴿بِالْقِسْطِ﴾ بالعَدْلِ في الحكم والقَوْلِ والعَمَلِ.
• ﴿الْعَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ الغالب ذو العِزَّةِ، التي لا تُغْلَب، والحَكِيم في كلِّ خَلْقِهِ وفعلِهِ وسَائِر تَصَرَّفَاتِهِ.
• ﴿الإِسْلاَمُ﴾ الانقياد لله بالطَّاعَةِ، والخلوص من الشِّرْكِ، والمرَاد هنا ملة الإسلام.
• ﴿بَغْيًا﴾ ظلمًا وحسدًا.
• ﴿أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ﴾ أخلصْتُ كلَّ أعمالي القلبية والبدنيه لله وحده لا شريك له.
• ﴿أُوْتُوا الْكِتَابَ﴾ اليهود والنَّصَارى.
• ﴿وَالأُمِّيِّينَ﴾ أي: العرب المشركين، سمُّوا بالأُميين لقلة من يقرأ ويكتب فيهم.
• ﴿تَوَلَّوْاْ﴾ أدْبَرُوا عن الحقِّ بعد رؤيته وأعرضوا عنه بعد مَعْرِفَتِهِ.
• ﴿وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾ يَمْنَعُونَهُمْ من العَذَابِ.
• ﴿يُدْعَوْنَ﴾ يُطْلَبُ إليهم أن يَتَحَاكَمُوا فيما اختلفوا فيه من الحق إلى كتابهم الذي يؤمنون به وهو التَّوْرَاة فَيَأبون ويعرضون.
• ﴿غَرَّهُمْ﴾ خدعهم وأطمعهم.
• ﴿تُعِزُّ﴾ تجعله عزيزًا قويًّا غالبًا على غيره.
• ﴿تُذِلّ﴾ تجعله يستسلم للقهر والغلبة.
• ﴿وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الحَيِّ﴾ يخرج الحي من الميت، كما يخرج الزُّرُوع والأشجار المتنوعة من بذورها، والمؤمن من الكافر؛ والميت من الحي، كما يخرج الحَبَّ والنَّوَى، والزروع مِنَ الأشْجَارِ، والبيضة من الطائر فهو الذي يُخْرِج المتضادات بعضها من بعض، وقدِ انْقَادَتْ لَهُ جميع العناصر.
• ﴿إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ أي: إلا أن تخافوا على أنْفُسِكُمْ في إِبْدَاءِ العَدَاوَةِ لِلْكَافِرِينَ، فَلَكُمْ في هذه الحال الرُّخْصَةُ في المُسَالمَة والمُهَادَنَةِ، لا في التولِّي الذي هو محبَّةُ القلب، الذي تتبعه النصرة.
• ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ﴾ أي: فَخَافُوه واخشوه وقدِّمُوا خَشْيَتَهُ على خَشْيَةِ النَّاس، فإنه هو الذي يتولى شؤون العباد وقد أخذ بنواصيهم.
• ﴿أَمَدًا بَعِيدًا﴾ مدى وغاية بعيدة.
• ﴿آلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ لا شك أنه يَدْخل فيهم إبراهيم بالأولى، لكنه نَصَّ على آله لكثرة الرسل فيهم ولا سيما أن فيهم أفضل الرسلِ محمدًا - ﷺ -؛ فإن محمدًا - ﷺ - من آل إبراهيم.
• ﴿آلَ عِمْرَانَ﴾ اختلفوا في المراد بهم، فقيل: آل عمران أبي موسى؛ لأن موسى أفضل أنبياء بني إسرائيل، وقيل: آل عمران أبى مريم.
• ﴿الْعَالَمِينَ﴾ الناس المعاصرون لهم.
• ﴿بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ﴾ أي بعضها ولد بعض.
• ﴿وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ سميع لأقوال العباد وعليم بنيِّاتِهِمْ.
• ﴿مُحَرَّرًا﴾ خالصًا لا شركة فيه لأحد غير الله بحيث لا تنتفع به أبدًا.
• ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى﴾ وهذا اعتذار منها إلى الله أنها وضعتها أنثى، والأنثى ليس من العادة أن تخدم المَسْجد، فكأنها تَعْتَذِرُ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ عن هذا النذر.
• ﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ﴾ يعني العابدة بلغتهم، وأرادت بذلك أن يفضلها الله على نساء الدنيا.
• ﴿وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ أي: أُحَصِّنُها وأحفظها بِجَنَابِكَ من الشَّيْطَانِ فلا يقربها ولا يقرب ذُرِّيَّتَها، فاسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَى لها وحَفِظَهَا وَحَفِظَ وَلَدَها عِيسى عليه السلام فلم يقربه شيطان قط.
• ﴿وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ ربَّاها تَرْبِيَةً عَجِيبَةً دِينِيَّةً، أخلاقية، أدبية، كملت بكل أحوالها وصلحت بها أقوالها وأفعالها.
• ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾ أي: يَسَّرَ لَهَا زكريا كافلًا، وهذا من منة الله على العبد أن يجعل من يتولى تربيته من الكافلين المصلحين.
• ﴿الْمِحْرَابَ﴾ مقصورة ملاحقة للْمَسْجِدِ، وقيل: أي مَكَان للعبادة.
• ﴿وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا﴾ طعامًا، وقيل فَاكِهَة في غير وقتها.
• ﴿إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء﴾ سَامِعُهُ ومجيبه.
• ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللهِ﴾ هي عيسى عليه السلام؛ لأنه كان بكلمة الله تعالى (كن).
• ﴿وَسَيِّدًا﴾ السيد هو الرئيس الذي يُتْبَع ويُنْتَهَى إلى قوله، وكان يحيي عليه السلام سيد المؤمنين ورئيسهم في الدين والعلم والحلم.
• ﴿وَحَصُورًا﴾ هو الذي لا يُولَدُ له ولا شهوةَ له في النساء، وقيل: هو الذي عُصِمَ وحُفِظَ من الذنوب والشهوات الضارة، وهذا أَلْيَقُ المَعْنَيَيْنِ.
• ﴿كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ لا يُعْجِزه شيء، وهو قادر أن يَهَبَكَ الولد على الكبر منك ومن زوجك.
• ﴿إِلاَّ رَمْزًا﴾ إشارة بالعين أو اليد والإيماء بالرأس.
• ﴿سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ عَظِّمْ ربَّك ونَزِّهْهُ عن النقائص بالعَشِيِّ: ما بين زوال الشمس إلى غروبها، والإبْكَار: ما بَيْنَ طلوع الفجر إلى الضحى.
• ﴿طَهَّرَكِ﴾ من الذنوب وسائر النقائص المُخِلّة بالولاية لله تعالى.
• ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ كناية عن صلاة الجماعة في بيت المقدس.
• ﴿نُوحِيهِ إِلَيكَ﴾ نُلْقِيهِ إِلَيْكَ؛ لأنَّكَ لا يمكن أن تعلم أخبار الأمم الماضية إلا بِوَحْيٍ مِنَ اللهِ.
• ﴿إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ﴾ اختلف العلماء في تفسيرها، فقيل: إنها على ظاهرها أنهم ألقوا أقلامهم التي يكتبون بها، وقيل: إن المراد بها سِهَامُهُم التي تكون في النصل يرمون بها، وسميت قلمًا؛ لأنها تُشْبِهُهُ في الاسْتِطَالَةِ، ودقة الرأس، وظاهر القرآن أن المراد بالأقلامِ الأقلامُ حقيقةً التي يكتب بها، ولا نعدل عن ظاهر القرآن إلا بدليل.
• ﴿أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ يربيها ويقوم بمصلحتها.
• ﴿اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ اختار الله تعالى له اسم المسيح؛ لأنه كان لا يَمْسَح ذا عَاهةٍ إلا بَرِئَ، أو لِكَثْرَةِ مَسْحِهِ الأرض وسَيْرِهِ فيها، أو من المسْحة وهي الجَمَال، والمعنى الأول أشهر.
والمسيح فعيل بمعنى فاعل، إلا على قول من يقول: إن المراد بذلك المسح من الجمال، فهذا يكون بمعنى مفعول.
• ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ شريفًا رفيعًا ذا جاه وقَدْرٍ في الدنيا بسبب النبوة، وفي الآخرة بِسَبِبِ عُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ في الجَنَّةِ.
• ﴿وَمِنَ المُقَرَّبِينَ﴾ الذين هم أقْرَبُ الخَلَائِقِ إلى الله وأعْلَاهمْ دَرَجَةً، وهذه بشارة لا يشبهها شيء في البشارات.
• ﴿كَهْلًا﴾ الكَهَالَةُ في اللغة: هي اجتماع القوة واكتمال الشباب، والكَهْلُ عند العرب هو الذي جَاوَزَ الثَّلاثِين.
• ﴿وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ الذين أصْلَحَ الله قُلوبَهُمْ بمعرفته وَحُبِّهِ، وألْسِنَتَهُمْ بالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَذكره، وجوارحهم بطاعته وخدمته.
• ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ ليعلم العِبَادُ أنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير.
• ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ العِلْمُ وأحكام الشَّرِائع.
• ﴿وَالتَّوْرَاةَ﴾ التي نَزَلَتْ عَلَى موسى عليه السلام.
• ﴿وَالإِنجِيلَ﴾ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ.
• ﴿كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾: كَصُورَةِ الطَّيْرِ.
• ﴿الأكْمَهَ﴾ الَّذِي وُلِدَ أَعْمَى.
• ﴿الأَبْرَصَ﴾ ذو البرص وهو مَرَضٌ عياء عَجَزَ عنه الطبُّ القديمُ والحديثُ، وَالْبَرَصُ: بياضٌ يُصِيبُ الْجلْدَ الْبَشَرِيَّ.
• ﴿وَمَا تَدَّخِرُونَ﴾ تَحْبِسُونَ وَتُخْفُونَ عن أطفالكم من الطعام وغيرِه.
• ﴿لآيَةً لَّكُمْ﴾ لَدَلَالَةً عَلَى صِدْقِي (أني رسولٌ من الله).
• ﴿الحَوَارِيُّونَ﴾ الأنصارُ وهم أصفياءُ عِيسَى وَخَوَاصُّهُ.
والقول الثاني: مُتَوَفِّيكَ وَفَاةَ نَوْمٍ، يعني مُنيمُكَ؛ لأن النائمَ مُتَوَفًّى، قال اللهُ تعالى: ﴿اللهُ يَتَوَفّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ (الزمر: ٤٢) وقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ﴾ (الأنعام: ٦٠).
والقول الثالث: أنها وفاةٌ حقيقيةٌ، تَوَفَّاهُ اللهُ وفاةً حقيقيةً وَسَيُحْيِيهِ في آخِرِ الزمان وينزل إلى الدنيا، والصحيح أنها وفاةُ نَوْمٍ؛ لأن الله عز وجل لمَّا أراد أن يرفعه إلى السماء أَنَامَهُ ليسهل عَلَيْهِ الانتقالُ من الأرض إلى السماء؛ لأن الانتقالَ من الأرض إلى السماء ليس بالأمر الْهَيِّنِ لطولِ المسافة وَبُعْدِهَا ورؤية الأهوال فيما بَيْنَ السماء والأرض وفي السماوات أيضًا، فَأَنَامَهُ الله ثم رَفَعَهُ نَائمًا حتى وَصَلَ إلى السماء، لَكِنَّ هذا القولَ لا يُنَافِي القولَ الأولَ الَّذِي معناه: قَابِضُكَ؛ لأن نهايتَها واحدةٌ، أما القول الثالث: أنها وفاةُ موتٍ، فقولٌ ضعيفٌ يُضَعِّفُهُ قولُه تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ (النساء: ١٥٩)، قَبْلَ مَوْتِهِ أي: عِيسَى، وهذا يَدُلُّ عَلَى أنه لم يَمُتْ، ولأن الله تعالى لم يَبْعَثْ أحدًا بعد الموت فيبقى كما في نزول عيسى عَلَيْهِ السلام في آخِرِ الزمان؛ ولأنه -أعني إطلاقَ الوفاةِ عَلَى النوم- كثيرٌ من القرآن، يعني ليس بمعنًى غَرِيبٍ حتى نقولَ: لا يَصِحُّ حَمْلُها عليه، بل هُوَ معنًى له كثرةٌ في القرآن.
فَمَنْ أقرَّ بأن الله خَلَقَ آدمَ من تراب وهو أبلغُ في القدرة فَلِمَ لا يُقِرُّ بأن الله خَلَقَ عيسى من مريم من غير أب، بل الشأن في خَلْقِ آدمَ أعجبُ وأغربُ.
• ﴿فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ أي نقولُ في دعائنا جميعًا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَعْنَتَكَ عَلَى الْكَاذِبِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ.
• ﴿أَرْبَابًا﴾ جمع رَبٍّ وهو المألوه المُطَاعُ بغيرِ طاعةِ الله تَعَالَى.
• ﴿مُّسْلِمًا﴾ مُطِيعًا لله عَابِدًا له، وكان دينُه الإسلامَ.
• ﴿بِقِنطَارٍ﴾ وَزْنٌ مَعْرُوفٌ، والمراد هنا أنه مِنْ ذَهَبٍ بدليلِ الدينارِ.
• ﴿إِلّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا﴾ أي: ملازمًا له تطالبه به ليلَ نهارَ.
• ﴿رَبَّانِيِّينَ﴾ قال سيبويه: الرَّبَّانِيُّ: المنسوبُ إلى الرب بمعنى كونه عالمًا به ومواظبًا عَلَى طاعته.
• ﴿وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ وَبِسَبَبِ دِرَاسَتِكُمْ للكتابِ.
• ﴿إِصْرِي﴾ الإِصْرُ: الْعَهْدُ الثَّقِيلُ.
(٨٧ (﴿لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ طَرْدُ اللهِ لهم مِنْ كُلِّ خيرٍ، ولعنةُ الملائكةِ والناسِ: دُعَاؤُهُمْ عليهم بذلك.
• ﴿وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ﴾ وَلَا هُمْ يُمْهَلُونَ.
• ﴿وَلَوِ افْتَدَى بِهِ﴾ ولو قَدَّمَهُ فداءً لنفسه من النار ما قُبِلَ منه.
• ﴿حِلًّا﴾ حَلاَلاً لهم، وَسُمِّيَ حَلالًا لانحلالِ عُقْدَةِ الْحَظْرِ عنه.
• ﴿لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ أَوْلَادُ يعقوبَ الملقَّبِ بإسرائيلَ، المُنْحَدِرُونَ من أبنائه الاثْنَيْ عَشَرَ إلى يومنا هذا.
• ﴿حَرَّمَ﴾ حظر ومنع.
• ﴿مُبَارَكًا﴾ أَصْلُ البركةِ النموُّ والزيادةُ؛ لأن الطاعاتِ وسائرَ العباداتِ تَتَضَاعَفُ وَيَزْدَادُ ثَوَابُهَا عِنْدَهُ.
• ﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ العِوجُ بالكسر: الزَّيْغُ وَالمَيْلُ عن الاستواءِ في الدينِ والقولِ والعملِ، والمعنى: لِمَ تَطْلِبُونَ الزيغَ والميلَ في سبيل الله بإلقاءِ الشُّبَهِ في قلوبِ الضعفاءِ.
• ﴿بِحَبْلِ اللهِ﴾ كتابُه القرآنُ ودينُه الإسلامُ؛ لأن الكتابَ والدِّينَ هما الصلةُ التي تربطُ المسلمَ بربِّه، وكلّ ما يربط ويشدُّ شيئًا بآخَرَ هُوَ سببٌ وَحَبْلٌ.
• ﴿إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء﴾ قَبْلَ الإِسْلاَمِ.
• ﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾ بالإسلامِ وَنَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ.
• ﴿شَفَا حُفْرَةٍ﴾ حافَّتُهَا وَطَرَفُهَا، بحيث لو غَفَلَ الواقفُ عليها وَقَعَ فيها.
• ﴿فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا﴾ بِهِدايتِكُمْ إلى الإسلامِ وبذلك أَنْجَاكُمْ من النارِ.
• ﴿الخَيْرِ﴾ الإسلامُ وكلُّ ما ينفع الإنسانَ في حياته الأُولَى والآخرة من الإيمانِ والعملِ الصالحِ.
• ﴿المَعْرُوفِ﴾ كُلّ ما عَرَّفَهُ الشرعُ فَأَمَرَ به لنفعِه وصلاحِه للفردِ والجماعةِ.
• ﴿المُنكَرِ﴾ ضِدُّ المعروفِ وهو ما نهى عنه الشرعُ لضررِه وإفسادِه للفردِ أو الجماعةِ.
والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر فرضُ كفايةٍ، وهو بِحَقِّ العلماءِ وولاةِ الأمر أَخَصُّ وَأَلْزمُ.
• ﴿المُفْلِحُونَ﴾ الفائزون.
• ﴿أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ أُظْهِرَت وأُبْرِزَتْ لهداية الناس وَنَفْعِهِمْ.
• ﴿يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ﴾ يَنْهَزِمُونَ وَيَفِرُّونَ من المعركة.
والمراد بالذلة: قتلُهم، وغنيمةُ أموالهم وَضَرْبُ الجزيةِ عليهم.
• ﴿أَيْنَ مَا ثُقِفُوا﴾ حَيْثُمَا وُجِدُوا.
• ﴿إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ﴾ إلا بعهدٍ من الله وهو أن يُسَلِّمُوا فتزولَ عنهم الذلةُ.
• ﴿وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾ أي: وَعَهْدٌ من المؤمنين يُزِيلُ الجزيةَ.
• ﴿وَبَآؤُوا﴾ رَجَعُوا.
• ﴿المَسْكَنَةُ﴾ كما يُضْرَبُ البيتُ عَلَى أهله فَهُمْ سَاكِنُونَ في المسكنة غيرَ خارجينَ منها، والمسكنةُ: قيل: هي الجزية، وقيل: التَّظَاهُرُ بالفقرِ.
• ﴿أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ﴾ جماعةٌ قائمةٌ ثابتةٌ عَلَى الإيمانِ والعملِ الصالحِ.
• ﴿حَرْثَ قَوْمٍ﴾ ما تُحْرَثُ له الأرضُ وهو الزرعُ.
• ﴿لاَ يَألُونَكُمْ﴾ لا يُقَصِّرُونَ في إفسادِ الأمورِ عليكم.
• ﴿خَبَالًا﴾ فَسَادًا مِنْ أمورِ دِينِكُمْ ودُنْيَاكُمْ.
• ﴿وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ﴾ أَحَبُّوا مَشَقَّتَكُمْ.
• ﴿مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ﴾ هذا دعاءٌ عليهم أن يَزْدَادُوا غيظًا حتى يَهْلَكُوا كلما يرون من قوة الإسلام وعزة أهله، والمعنى: ابْقَوْا إلى الممات بغيظكم.
• ﴿وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ﴾ ما يسؤوكم كالهزيمةِ أو الموتِ أو المجاعة ِ.
• ﴿كَيْدُهُمْ﴾ مكرُهم بكم وَتَبْيِيتُ الشرِّ لكم.
• ﴿بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ علمًا به وقدرةً عَلَيْهِ؛ إِذْ هُمْ واقعونَ تحتَ قهرِه وعظيمِ سُلْطَانِهِ.
• ﴿مِنْ أَهْلِكَ﴾ أَهْلُ الرَّجُلِ: زوجُه وأولادُه، ومِنْ لابتداءِ الغايةِ؛ إذ خرج - ﷺ - صباحَ السبتِ من بيته إلى أُحُدٍ حيث نَزَلَ المشركون به يومَ الأربعاءِ.
• ﴿تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ تُنْزِلُ المجاهدين الأماكنَ التي رأيتَها صالحةً للنزولِ فيها في ساحةِ المعركةِ.
• ﴿أَن تَفْشَلاَ﴾ تَضْعفَا وَتَعُودَا إلى ديارهما تَارِكِينَ الرسولَ - ﷺ - وَمَنْ مَعَهُ يخوضون المعركةَ وحدَهم.
• ﴿مُسَوِّمِينَ﴾ مُعَلَّمِينَ بعلاماتٍ تَعْرِفُونَهُمْ بها.
• ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ﴾ يُخْزِيهِمْ وَيُذِلُّهُمْ، وأصلُ الكبتِ في اللغة صرعُ الشيء عَلَى وجهه، والمعنى: أنه يَصْرَعُهُمْ عَلَى وجوههم، والمراد منه: القتلُ والهزيمةُ.
• ﴿فَيَنقَلِبُوا خَآئِبِينَ﴾ يَرْجِعُوا خَاسِرِينَ لم ينالوا شيئًا من الَّذِي أَمَّلُوهُ من الظَّفَرِ بكم.
• ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ العَفْوُ: عَدَمُ المؤاخذةِ للمسيءِ مع القدرةِ عَلَى ذلك.
• ﴿وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ المُحْسِنُونَ: هُمُ الَّذِينَ يَبَرُّونَ وَلَا يُسِيئُونَ في قولٍ أو عملٍ.
• ﴿ذَكَرُوا اللهَ﴾ ذَكَرُوا وَعِيدَهُ وَعِقَابَهُ وأنَّ اللهَ يسألهم عن ذلك يومَ الفَزَعِ الأكبرِ، فسألوه المغفرةَ لذنوبهم، والسَّتْرَ لعيوبهم.
• ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا﴾ الإصرارُ: هُوَ الشدةُ عَلَى الشيءِ والربطُ عَلَيْهِ، والمقصودُ أنهم يُسَارِعُونَ إلى التَّوْبَةِ.
• ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أنهم مُخَالِفُونَ للشرعِ بتركهم مَا أَوْجَبَ، وبِفِعْلِهِمْ ما حَرَّمَ.
• ﴿وَلاَ تَحْزَنُوا﴾ عَلَى ما فَاتَكُمْ مِنْ رِجَالِكُمْ.
• ﴿وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾ أي الغالبونَ لأعدائكم، المنتصرون عليهم، وذلك فيما مَضَى وفيما هُوَ آتٍ مستقبلًا بشرطِ إيمانِكم وَتَقْوَاكُمْ.
• ﴿فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ﴾ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ.
• ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ المُدَاوَلَةُ: نَقْلُ الشَّيْءِ من واحدٍ لآخَرٍ والمعنى: أن أيام الدنيا هي دُوُلٌ بَيْنَ الناس، فَيَوْمٌ لهؤلاء وَيَوْمٌ لهؤلاء، فكانت الدَّوْلَةُ للمسلمين عَلَى المشركين في بَدْرٍ حتى قَتَلُوا منهم سبعين رجلًا وَأَسَرُوا سبعين، وَأُدِيلَ المشركون من المسلمين يومَ أُحُدٍ حتى جرحوا منهم سبعين وقتلوا خمسًا وسبعين.
• ﴿انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ رَجَعْتُمْ عن الإسلامِ إلى الكُفْرِ.
• ﴿وَمَا اسْتَكَانُوا﴾ مَا خَضَعُوا وَلَا ذَلُّوا لِعَدُوِّهِمْ.
• ﴿حُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ﴾ وهو الفوزُ بِرِضَا رَبِّهِمْ، والنعيمُ المقيمُ الَّذِي قد سَلِمَ مِنْ جميع المُنْكَرَاتِ، وما ذَاكَ إلا أنهم أَحْسَنُوا له الأعمالَ فَجَزَاهُمْ أَحْسَنَ الجَزَاءِ.
• ﴿مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ حجةً وبرهانًا، والسلطانُ: القوةُ والقدرةُ، وَسُمِّيَتِ الحجةُ سُلْطَانًا لِقُوَّتِهَا عَلَى دَفْعِ الْبَاطِلِ.
• ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ﴾ تَقْتُلُونَهُمْ؛ إِذِ الحَسُّ: القتلُ، يقال: حَسَّهُ إذا قَتَلَهُ فَأَبْطَلَ حِسَّهُ.
• ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ﴾ ضَعُفْتُمْ وَجَبُنْتُمْ عَنِ الْقِتَالِ.
• ﴿وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ﴾ اخْتَلَفْتُمْ في مَقَامِكُمْ حيث أقامَكم رسولُ الله في أُحُدٍ.
• ﴿وَعَصَيْتُم﴾ أَمْرَ رسولِ الله - ﷺ - فيما أَمَرَكُمْ مِنْ لزومِ مَرْكَزِكُمْ.
• ﴿وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ﴾ لا تَلْوُون رؤوسكم عَلَى أَحَدٍ تلتفتون إليه.
• ﴿فَأَثَابَكُمْ غُمَّا بِغَمٍّ﴾: جَزَاكُمْ عَلَى مَعْصِيَتِكُمْ وَفرَارِكُمْ غمًّا عَلَى غمٍّ، والغَمُّ: أَلَمُ النفسِ وَضِيقُ الصَّدْرِ.
• ﴿نُّعَاسًا﴾ النُّعَاسُ: استرخاءٌ يُصِيبُ الجسمَ قَبْلَ النومِ، قيل: هُوَ أَخَفُّ من النوم.
• ﴿قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ﴾ أي: لا يُفَكِّرُونَ إلا في نجاةِ أنفسهم غيرَ مُكْتَرِثِينَ بما أصابَ رسولَ الله - ﷺ - وأصحابَه.
• ﴿ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ﴾ هُوَ اعتقادُهم أن النبي - ﷺ - قُتِلَ أو أنه لا يُنْصَر.
• ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾ ليختبرَ ما في صدوركم من الإخلاصِ.
• ﴿وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾ التمحيصُ: هُوَ التمييزُ وهو إظهارُ شيءٍ من شيءٍ، كإظهارِ الإيمانِ من النِّفَاقِ، وَالحُبِّ من الكُرْهِ.
• ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بالأشياءِ الموجودةِ فيها وهي الأسرارُ والضمائرُ.
• ﴿حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ الحسرةُ: أَلَمٌ يأخذ بِخِنَاقِ النَّفْسِ بسبب فوتِ مرغوبٍ أو فَقْدِ محبوبٍ.
• ﴿فَظًّا﴾ خَشِنًا في مُعَامَلَتِكَ، شَرِسًا في أخلاقكَ وحاشاه - ﷺ -.
• ﴿غَلِيظَ الْقَلْبِ﴾ هُوَ قَاسِي القلب سَيِّءُ الخُلُقِ، قَلِيلُ الاحْتِمَالِ.
• ﴿لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ أَيْ: تَفَرَّقُوا وَذَهَبُوا تَارِكِيكَ وَشَأْنَكَ.
• ﴿بِسَخْطٍ مِّنَ اللهِ﴾ غَضَبُهُ الشديدُ عَلَى الفاسقين عن أَمْرِهِ المُؤْذِينَ رسولَه - ﷺ -.
• ﴿أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ في الآخرةِ.
• ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ عَلَى ما فَاتَهُمْ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا.
• ﴿لِيَزْدَادُوا إِثْمًا﴾ الإثمُ: كلُّ ضارٍّ قبيحٍ، وَأَصْلُهُ الكفرُ والشِّرْكُ.
• ﴿حَتَّىَ يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ يَمِيزَ بَيْنَ مَنْ خَبُثَتْ نَفْسُهُ بالشرك والمعاصي وَمَنْ طَهُرَتْ نفسُه بالإيمانِ والعملِ الصالحِ.
• ﴿مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ولا يتحولُ ميراثُها إلا إليه وحدَه عزَّ وَجَلَّ.
• ﴿وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ إخفاءُ الشيء حتى لا يُرى ولا يُعلَمَ.
• ﴿تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ﴾ تَصَرُّفُهُمْ فيها بالتجارةِ والزراعةِ والأموالِ والمآكِلِ والمَشَارِبِ.
• ﴿جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ أَمَاكِنُهُمْ بعد التمتع القليل إلى جهنمَ يَأْوُونَ إليها فيخلدون فيها أبدًا.
• ﴿لِلأَبْرَارِ﴾ جَمْعُ بَارٍّ وهو المطيعُ لله ورسولِه الصادقُ في طاعتِه.
• ﴿لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ لا يَجْحَدُونَ أحكامَ اللهِ وما أَمَرَ ببيانه للناس مقابلَ مَنَافِعَ تَحْصُلُ لهم.
• ﴿وَرَابِطُوا﴾ المرابطةُ: لزومُ الثغور مَنْعًا للعَدُوِّ من التسربِ إلى ديارِ المسلمين.
• ﴿تُفْلِحُونَ﴾ تفوزون بالظَّفَرِ المرغوبِ، والسلامةِ من المرهوب، في الدنيا والآخرة.