تفسير سورة النساء

تفسير ابن المنذر
تفسير سورة سورة النساء من كتاب تفسير ابن المنذر .
لمؤلفه ابن المنذر . المتوفي سنة 318 هـ

قوله عز وجل :﴿ يا أيها الناس ﴾ [ النساء : ١ ]
١٢٩٩-حدثنا موسى بن هارون الحمال، قال : حدثنا مجاهد بن موسى، قال : حدثنا
عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال : حدثنا سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، قال : نزل بالمدينة النساء.
١٣٠٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال :[ حدثنا ]١
وكيع، عن سلمة، عن الضحاك، قال : ما كان في القرآن ﴿ يا أيها الناس ﴾ نزل بمكة، وما كان ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ نزل بالمدينة.
١٣٠١-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، مثله٢.
قوله عز وجل :﴿ اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ﴾ [ النساء : ١ ]
١٣٠٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد :﴿ الذي خلقكم من نفس واحدة ﴾، قال : آدم٣.
قوله عز وجل :﴿ وخلق منها زوجها ﴾[ النساء : ١ ]
١٣٠٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال حدثنا شريك، عن سماك، عن عمران/ بن مخنف، عن عبد الله بن عمرو، قال : خلقت حواء من خلف، من ضلع آدم الأيسر٤.
١٣٠٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن قتادة عن ابن عباس، قال : خلقت المرأة من الرجل، فجعل نهمتها في الرجل، فأحبوا نساءكم، وخلق الرجل من الأرض فجعل نهمته في الأرض٥.
١٣٠٥-حدثنا علي بن مبارك، قال : حدثنا زيد : قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وخلق منها زوجها ﴾ قال : خلق الله حواء في قصيراء آدم، وهو نائم، فقال : أثا بالنبطية امرأة٦ حواء٧.
قوله عز وجل :﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به ﴾[ النساء : ١ ]
١٣٠٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به ﴾، تعاطفون٨ به.
وقال الربيع بن أنس يقول :﴿ واتقوا الله ﴾ الذي تعاقدون٩به، وتعاهدون ( والأرحام ) أن تقطعوها.
قوله عز وجل :﴿ والأرحام ﴾ [ النساء : ١ ]
١٣٠٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ تساءلون به والأرحام ﴾، قال : هو أنشدك بالله والرحم١٠.
-وكذلك روي عن النخعي، والحسن١١.
١٣٠٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ تساءلون به والأرحام ﴾ اتقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء.
١٣٠٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة :﴿ تساءلون به والأرحام ﴾، قال : اتقوا الأرحام أن تقطعوها١٢.
١٣١٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن :﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ﴾ قال : اتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوه في الأرحام١٣.
قوله عز وجل :﴿ إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ [ النساء : ١ ]
١٣١١-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ كان عليكم رقيبا ﴾ حافظا. وقال/أبو دؤاد١٤ :
كمقاعد الرقباء للضرباء أيديهم نواهد.
( يعني ) التي تضرب القداح، نهدت أيديهم، أي : مدوها.
١ - الزيادة من(م).
٢ - أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص ٢٢٢) وابن الضريس في الفضائل القرآن (ص ٣٨/ رقم ٢٦)، والحاكم ( ٣/١٨).
وقد روي موقوفا عن ابن مسعود أخرجه البيهقي في دلالة النبوة (٧/١٤٤)..

٣ - أخرجه عبد بن حميد في تفسيره (المنتخب ق ١٠٦)، وابن جرير (٧/٥١٤ رقم ٨٤٠٢)
وابن أبي حاتم ( ٣/٨٥٢ رقم ٤٧١٤).

٤ - أخرجه عبد بن حميد في تفسيره (المنتخب ق ١٠٢).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم ( ٣/ ٨٥٢ رقم ٤٧١٨)..
٦ في م : امرأته.
٧ - أخرجه عبد بن حميد في تفسيره (المنتخب ق ١٠١)، وابن جرير ( ٧/٥١٥ رقم ٨٤٠٣)، وابن أبي حاتم (٣/٨٥٣ رقم ٤٧١٩).
٨ - أخرجه ابن جرير ( ٧/٥١٨ رقم ٥٤١٣) من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس..
٩ - وقول الربيع بن أنس: أخرجه ابن جرير (٧/ ٥١٨ رقم٨٤١١) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٤ رقم ٤٧٢٥).
١٠ - أخرجه ابن جرير ( ٧/٥١٩ رقم ٨٤١٨) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٣ رقم ٤٧٢٣).
١١ - قول الحسن : أخرجه ابن جرير (٧/٥١٩ رقم ٨٤٢٠) وقول إبراهيم النخعي أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٠٢)، وابن جرير ٧/٥١٩ رقم ٨٤١٩)..
١٢ - أخرجه ابن جرير ( ٧/٥٢١ رقم ٨٤٢٥) وابن أبي حاتم ( ح ٣/ ٨٥٤).
١٣ - أخرجه ابن جرير(٧/٥٢١ رقم ٨٤٢٤).
١٤ - البيت لأبي دؤاد الإيادي من ضمن أبيات تنظر في هامش تحقيق تفسير ابن جرير (٧/٥٢٤) والرقباء جمع رقيب وهو أمين أصحاب المسير، يحفظ ضربهم بالقداح ورقبهم، والضرباء جمع ضريب وهو الضارب بالقداح..
قوله عز وجل :﴿ وآتوا اليتامى أموالهم ﴾ الآية [ النساء : ٢ ]
١٣١٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ﴾ قال : الحلال بالحرام١.
١٣١٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن مغيرة، عن ابراهيم، قال : قال لا يعطي زيفا، ويأخذ جيدا٢.
١٣١٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال : لا تعط مهزولا، وتأخذ سمينا٣.
-وكذلك قال الزهري.
قوله عز وجل :﴿ ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ﴾ [ النساء : ٢ ]
١٣١٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا بُندار، قالك حدثنا مؤمل، قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ﴾ قال : أموالهم مع أموالكم٤.
١٣١٦-حدثنا محمد، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ﴾ قال : مع أموالكم.
قوله عز وجل :﴿ إنه كان حوبا كبيرا ﴾ [ النساء : ٢ ]
١٣١٧-حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا يحيى، قال : حدثنا حديج، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس :﴿ إنه كان حوبا كبيرا ﴾ قال : إثما٥.
١٣١٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ إنه كان حوبا كبيرا ﴾ قال : إثما٦.
-وكذلك قال ابن سيرين، والضحاك وقتادة. وقال الحسن : ذنبا والله كثيرا٧.
١٣١٩-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ إنه كان حوبا كبيرا ﴾ أي : إثما٨. قال أمية الليثي :
وإن مهاجرين تكنفاه *** غداة لقد خطئا وحابا٩
وقال الهذلي :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ***. . . . . . . . إن الهجر حوب١٠
١ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٢٥ رقم ٨٤٣٢)، وابن أبي حاتم (٣/٨٥٥ رقم ٤٧٣٢)، والبيهقي في الشعب (١١٨٤)..
٢ - أخرجه ابن جرير ( ٧/٥٢٥ رقم ٨٤٣٩) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٦ رقم ٣٧٣٧)..
٣ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٢٥ رقم٨٤٤٠ ) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٥ رقم ٤٧٣٦)..
٤ - أخرجه ابن جرير بمعناه (٧/٥٢٨ رقم ٨٤٤٦).
٥ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٣٠ رقم ٨٤٥٠) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٦ رقم ٤٧٤٠).
٦ - قول مجاهد (أخرجه ابن جرير (٧/٥٣٠ رقم ٨٤٤٨)..
٧ - قول قتادة أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٤٥) وابن جرير (٧/٥٣٠ رقم ٨٤٥٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٦ رقم ٤٧٤٠).
وقول الحسن وابن سيرين والضّحاك أورده ابن أبي حاتم ( ٣/٨٥٦ رقم ٤٧٤٠)..

٨ - مجاز القرآن (١/١١٣).
٩ - البيت في طبقات الجمحي (٤٤) والطبري (٤/١٥٤) والأغاني (١٧/١٥٨)، والإصابة (١/١٥٠).
١٠ -عند أبي عبيدة في المجاز (١/١١٤) وقال الهذلي:
ولا تخنوا علي ولا تشطوا *** بقول الفخر، إن الفخر حوب.
ديوان الهذليين (١/٩٨) والأضداد لابن الأنباري (١١٠)..

قوله عز وجل :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾ [ النساء : ٣ ]
١٣٢٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو عثمان، قال : حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة :﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ تقول ما أحللت لكم١.
١٣٢١-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي خالد، عن أبي مالك :﴿ ما طاب لكم من النساء ﴾ ما حل من النساء٢.
١٣٢٢-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا عبد الله بن سعد الأشج، قال حدثنا ابن فضيل، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك في قوله عز وجل :﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ قال : ما أحل لكم من النساء.
قوله عز وجل :﴿ مثنى وثلاث ورباع ﴾ [ النساء : ٣ ]
١٣٢٣-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قال : قلت : ما قلت الله جل وعلا :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾.
قالت : يا ابن أختي، هي اليتيمة تكون في حجر وليها، فيرغب في مالها وجمالها ويريد أن ينكحها بأدنى من صداقها، فنهوا على أن ينكحوهن، إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما سواهن من النساء٣.
١٣٢٤-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا ابن عثمان، قال : حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة في قوله عز وجل :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾ قالت : نزلت في الرجل، يكون له اليتيمة، وهو وليها، ووارثها، ليس لها أحد يخاصم دونها، فيضربها ويسيء صحبتها، فقال جل ثناؤه :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ هذه الآية، يقول : ما أحللت لكم، ودع هذه التي تضر بها٤
١٣٢٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبوسلمة، قال : حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾ /يقول : إن تحرجتم من ولاية اليتامى وأكل أموالهم، إيمانا وتصديقا، فكذلك تحرجوا من الزنا، فانكحوا إلى الناس نكاحا طيبا ﴿ مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ﴾٥.
١٣٢٦-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير قال : سمعته يقول : بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والناس على أمر الجاهلية، إلا أن يؤمروا [ بشيء ]٦ وينهوا عنه، فكانوا يسألون عن اليتامى، ولم يكن للنساء عدد ولا ذكر، فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ﴾، وكان الرجل يتزوج ما شاء، فقال : فكما تخافو[ ن ]٧ ألا تقسطوا في اليتامى، فخافوا في النساء أن لا تعدلوا بينهن٨.
١٣٢٧-حدثنا موسى قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس قال : قُصر الرجال على أربع من أجل أموال اليتامى٩.
١٣٢٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾ إلى قوله :﴿ ورباع ﴾ قال : كان الرجل يتزوج الأربع، والخمس، والست، والعشر، فيقول : ما يمنعني من أن أتزوج كما يتزوج فلان، فيأخذ مال اليتيم، فيتزوج به، فنهوا أن يتزوج الرجل فوق الأربع١٠.
وقال بعضهم في قوله عز وجل :﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ يقول : لينكح كل واحد منكم من هذه العدة كما قال :﴿ فاجلدوهن ثمانين جلدة ﴾ يقول : فاجلدوا كل واحد منهم.
قوله عز وجل :﴿ فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ﴾ [ النساء : ٣ ]
١٣٢٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فإن خفتم ألا تعدلوا ﴾ مجازه : أيقنتم.
قالت ليلى بنت الحماس :/
قلت لكم خافوا بألف فارس مقنعين في الحديد اليابس
أي : أيقنوا.
قال١١ : لم أسمع هذا من أبي عبيدة١٢
قوله عز وجل :﴿ أو ما ملكت أيمانكم ﴾ [ النساء : ٣ ]
١٣٣٠-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله :﴿ أو ما ملكت أيمانكم ﴾ فكانوا في حلال فيما ملكت أيمانهم من الإماء كلهن، ثم أنزل الله عز وجل بعد هذا، تحريم نكاح المرأة وأمها، ونكاح ما نكح الآباء والأبناء، وأن يُجمع بين الأخت والأخت من الرضاعة، والأم من الرضاعة، والمرأة لها زوج حرم الله عز وجل ذلك، فحرُمن حرة أو أمة١٣.
قوله عز وجل :﴿ ذلك أدنى ألا تعولوا ﴾ [ النساء : ٣ ]
١٣٣١-حدثنا موسى، قال : حدثنا بشار بن موسى الخفاف، قال : حدثنا عبيد الله، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس :﴿ ذلك أدنى ألا تعولوا ﴾ قال : أدنى أن لا تميلوا١٤.
١٣٣٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب والزبير، أو أحدهما، عن عكرمة قال :﴿ ذلك أدنى أن لا تعولوا ﴾ قال : تميلوا.
قال : وتمثل بهذا البيت :
بميزان قسط لا يخس شعيرة ووازن صدق وزنه غير عائل١٥
١٣٣٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ذلك أدنى ألا تعولوا ﴾ تميلوا١٦.
وكذلك قال الشعبي والنخعي١٧ وقتادة.
١٣٣٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، قال : لا تميلوا عن الحق.
١٣٣٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، قال : كتب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة، في شيء عاتبوه فيه : إني لست بميزان لا أعول١٨.
١٣٣٦-حدثنا حاتم بن يونس، قال : حدثنا دحيم، قال : حدثنا محمد بن شعيب، عن عمر بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ ذلك أدنى ألا تعولوا ﴾ قال : أن لا تجوروا.
١٣٣٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ذلك أدنى أن لا تعولوا ﴾ /أي : أقرب أن لا تجوروا عُلت عليّ، أي : جُرت عليّ١٩.
١٣٣٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، قال : سمعت مجاهدا يقول في :﴿ ألا تعولوا ﴾ ألا تضلوا.
١ - أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٥٩).
٢ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٣٥٩) وابن جرير (٧/٥٤٢ رقم ٨٤٧٨) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٨ رقم ٤٧٥٠).
٣ - أخرجه البخاري (٤٥٧٤) ومسلم (٣٠١٨)..
٤ - أخرجه البخاري (٨/١٩٩) ومسلم (٢/٣٩٩) في كتاب التفسير..
٥ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٣٩ رقم ٨٤٧٥) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٧ رقم ٤٧٤٨)..
٦ في الأصل (به) وهو غير ظاهر المعنى، ولعل ما أثبته من ابن جرير هو الصواب..
٧ في الأصل (تخافوا) وما أثبته هو الصحيح كما في (م)..
٨ - أخرجه سعيد ابن منصور (٥٥٤)، وابن جرير (٧/٥٣٧ رقم ٨٤٧١) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٧ رقم ٤٧٤٧).
٩ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٣٥ رقم ٨٤٦٤) وابن أبي حاتم (٣/٨٥٩ رقم ٤٧٥٥).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٣٥ رقم ٨٤٦٣).
١١ - القائل هنا هو: الأثرم..
١٢ - مجاز القرآن (١/١١٦).
١٣ - لم أجده إلا عند ابن المنذر، كما في الدر المنثور (٢/٤٦٩-٤٣٠).
١٤ - أخرجه سعيد ابن منصور (٣ رقم ٥٥٩) وابن أبي شيبة (٤/٣٦١)، وابن جرير (٧/٥٥١ رقم ٨٥٠٠، ٨٥٠١)، وابن أبي حاتم (٣/٨٦٠ رقم (٤٧٦١)..
١٥ - سيرة ابن هشام (١/٢٩٦) والبيت من القصة التي زعموا أن أبا طالب قالها وواجه بها قريشا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويروى هذا البيت كما قال ابن جرير الذي أخرجه الأثر:-
بميزان صدق لا يغل شعيرة له شاهد من نفسه غير عائل.
أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٠ رقم ٨٤٩١) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٠ رقم ٤٧٦٢).

١٦ -أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٣٦١) وابن جرير (٧/٥٤٩ رقم ٨٤٨٨) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٠ رقم ٤٧٦١).
١٧ - قول النخعي أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٠ رقم ٨٤٩٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٠ ٤٧٦١).
١٨ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٥١ رقم ٨٤٩٤).
١٩ - مجاز القرآن (١/١١٧).
قوله عز وجل :﴿ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ﴾ [ النساء : ٤ ]
١٣٣٩-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا سيار، عن أبي صالح، في قوله عز وجل :﴿ فإن طبن ﴾ الآية، قال : كان الرجل إذ زوج أيمه أخذ صداقها، فنهوا١ عن ذلك٢.
١٣٤٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جرير :﴿ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ﴾ قال : فريضة مسماة٣.
١٣٤١-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ﴾ أي : مهرهن، عن طيب نفس، بالفريضة بذلك٤.
قوله عز وجل :﴿ فإن طبن لكم ﴾ [ النساء : ٤ ]
١٣٤٢-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا علي بن حجر، قال : حدثنا شريك. [ ح ]
-وحدثنا موسى ابن هارون، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال : حدثنا شريك، جميعا عن سالم، عن سعيد في قوله عز وجل :﴿ فإن طبن لكم ﴾ قال : الأزواج٥.
قوله عز وجل :﴿ عن شيء منه نفسا ﴾ [ النساء : ٤ ]
١٣٤٣-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا بشير، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة :﴿ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ﴾ قال : من المهر٦.
١٣٤٤-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ﴾ قال : من الصداق.
١٣٤٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ﴾ قال : إلى الممات٧.
قوله عز وجل :﴿ فكلوه هنيئا مريئا ﴾[ النساء : ٤ ]
١٣٤٦-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله :﴿ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ﴾ يقول : إذا كان من غير إضرار، ولا خديعة، فهو هنيئ مريء، كما قال الله عز وجل٨/.
١٣٤٧-حدثنا علي، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سفيان، عن السدي، عن يعقوب بن المغيرة بن شعبة، قال : قال علي : إذا اشتكى أحدكم، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها، فليشتري بها عسلا، وليأخذ من ماء السماء، فيجمع هنيئا مريئا، وشفاء مباركا. ٩
١٣٤٨-حدثنا علي بن عبد العزيز، وأبو أحمد، قالا : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، أنه كان يقول لامرأته : أطعمينا من ذلك الهنيء المريء١٠، ثم قال سفيان :﴿ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ﴾
قال أبو أحمد في حديثه : ثم قرأ سفيان١١.
١ في الأصل (فنهى) والصحيح ما أثبته، كما في (م).
٢ -أخرجه سعيد بن منصور (٣/رقم ٥٥٩)، وابن جرير(٧/٥٥٣ رقم ٨٥١٠)، وابن أبي حاتم (٣/٨٦٠ رقم ٤٧٦٥)..
٣ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٣ رقم ٨٥٠٨ ) وابن أبي حاتم (٣/٨٦١ رقم ٤٧٧١)..
٤ - مجاز القرآن (١/١١٧)..
٥ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٥رقم ٨٥١٤) وابن أبي حاتم (٣/٨٦١ رقم ٤٧٧٢).
٦ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٥ رقم ٨٥١٣)..
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٦٢ رقم ٤٧٧٧).
٨ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٥٦ رقم ٨٥١٧) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٢ رقم ٤٧٨٠).
٩ - هو في سفير سفيان الثوري (رقم ١٨٧ ص ٨٧)، أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٠٦)، وابن أبي حاتم (٣/٨٦٢ رقم ٤٧٧٩)..
١٠ - أخرجه ابن سعيد في الطبقات (٦/٨٧)..
١١ - وهو كذلك في تفسير سفيان الثوري (رقم ١٨٧) ص ٨٧..
قوله عز وجل :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ الآية [ النساء : ٥ ]
١٣٤٩- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله جل ثناءه :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ﴾ يقول : معاشا، يقول الله جل ثناؤه : لا تعمد إلى مالك، ما خولك الله، وجعله لك معيشة، فتعطيه امرأتك أو بنتك، ثم تضطر إلى ما في أيديهم، ولكن أمسك مالك، وأصلحه، وكن أنت الذي تنفق عليهم، في كسوتهم، ورزقهم، ومؤنتهم١.
١٣٥٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا أبو محمد ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ قال : نُهي الرجال أن يعطوا النساء أموالهم، وهن سفهاء من كن أزواج أو بنات أو أمهات، وأمروا أن يرزقوهم فيه، ويقولوا لهم قولا معروفا٢.
١٣٥١-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال : حدثنا حميد، [ حدثنا ] الرؤاسي، عن الحسن بن صالح، عن السدي يرده إلى عبد الله، قال : النساء والصبيان٣.
١٣٥٢-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا أبو مرة، قال : حدثنا يونس، عن الحسن، في قوله عز وجل :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ قال : السفهاء : الصغار، والنساء من السفهاء٤.
١٣٥٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال : حدثنا أبو سعيد
-يعني المؤدب- عن سالم، عن سعيد :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ﴾ قال : النساء والصبيان، لا تعطهم مالك ونفقتك، ولكن كن أنت الذي تنفق عليهم.
وممن قال إن السفهاء – في هذا الموضع – النساء والصبيان : أبو مالك والضحاك وقتادة٥.
١٣٥٤-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك، في قول الله عز وجل :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ قال : لا تعط ولدك السفيه مالك، فيفسده، الذي هو قيامك بعد الله٦.
١٣٥٥-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا روح، عن عثمان بن غياث، قال : سمعت عكرمة يقول :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ قال : هو اليتيم يكون عندك، يقول : لا تؤته إياه، وأنفق عليه، حتى يبلغ.
١٣٥٦-حدثنا أبو سفيان، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله عن شريك، عن سالم، عن سعيد في قوله عز وجل :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ قال : هم اليتامى. قال : أموالكم فأموالهم بمنزلة قوله :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾٧.
١٣٥٧-قال سالم : قال مجاهد : النساء٨.
١٣٥٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال : حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال : ثلاثة يدعون الله عز وجل، فلا يستجاب لهم : رجل أعطى يتيما ماله، وقد قال الله عز وجل :﴿ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ﴾ ورجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل : كان له على رجل دين، فلم يُشهد عليه. ٩
قوله عز وجل :﴿ أموالكم التي جعل الله لكم قياما ﴾ [ النساء : ٥ ]
١٣٥٩-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ التي جعل الله لكم قياما ﴾ يقول : معاشا.
١٣٦٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله، عن إسماعيل، عن أبي مالك : لا تعطه مالك فيفسده الذي هو قيامك بعد الله١٠.
١٣٦١-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ التي جعل الله لكم قياما ﴾ مصدر يقيمكم، ويجيء في الكلام في معناه : قوام فيكسر، وإنما هو [ من ]١١ الذي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتركها بعضها، كما قالوا ضياء للناس، وضواء للناس١٢.
قوله عز وجل :﴿ وارزقوهن فيها ﴾ الآية [ النساء : ٥ ]
١٣٦٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : قال ابن عباس :/﴿ وارزقوهم ﴾ أنفقوا عليهن١٣.
وقال مجاهد : أمروا أن يرزقوهن، ويقولوا لهن قولا معروفا١٤.
١ - أخرجه ابن جرير (٧/ ٥٧٠ رقم ٨٥٦٠ ). وابن أبي حاتم (٣/٨٦٤ رقم ٤٧٩١)..
٢ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٥ رقم ٨٥٤٩)..
٣ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٦١ رقم ٨٥٢٨) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٦) والمراد: عبد الله..
٤ - أخرجه سعيد بن منصور (٣/رقم ٥٦١)، وابن جرير بنحوه (٧/٥٦١ رقم ٨٥٦٤، ٨٥٢٦) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٤).
٥ - قول قتادة أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٢ رقم ٨٥٣٦) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٦) وقول الضحاك أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٢ رقم ٨٥٣٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٦) وقول أبي مالك أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٢ رقم ٨٥٣٧)..
٦ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٣ رقم ٨٥٤٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٣).
٧ - من الآية ٢٩ من سورة النساء..
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٦٣ رقم ٤٧٨٧).
٩ - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٤/٣٠٩)، وابن جرير (٧/٥٦٤ رقم ٨٥٤٤) والحاكم (٢/٢٠٣) وصححه، والبيهقي في الشعب (٨٠٤١)
وقد تقدم هذا الأثر برقم ٧٧..

١٠ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٦٩ رقم ٨٥٥٨). وابن أبي حاتم (٣/٨٦٤ رقم ٤٧٩٢)..
١١ الزيادة من مجاز القرآن وهو مصدر التخريج.
١٢ - مجاز القرآن (١/١١٧).
١٣ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧١ رقم ٨٥٦٦).
١٤ - قول مجاهد : أخرجه ابن جرير (٧/٥٧١ رقم ٨٥٦٤).
قوله عز وجل :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٦٣-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ يقول الله عز وجل : اختبروا اليتامى١.
١٣٦٤-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة والحسن جميعا، في قوله عز وجل :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ قال : يقول : اختبروا اليتامى٢.
١٣٦٥-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ قال : عقولهم٣.
١٣٦٦-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله، قال : سمعت سفيان يقول : في قوله عز وجل :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ قال : جربوهم٤.
١٣٦٧-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وابتلوا اليتامى ﴾ قال : أي : اختبروهم٥.
قوله عز وجل :﴿ حتى إذا بلغوا النكاح ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٦٨-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله عز وجل :﴿ وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح ﴾ يقول الله عز وجل : اختبروا اليتامى عند الحلم٦.
١٣٦٩-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ حتى إذا بلغوا النكاح ﴾ قال الحلم٧.
قوله عز وجل :﴿ فإن آنستم منهم رشدا ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٧٠-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ فإن آنستم منهم رشدا ﴾ فإن عرفتم منهم رشدا٨.
١٣٧١-أخبرنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد :﴿ فإن آنستم ﴾ قال : آنستم : أحسستم.
قوله عز وجل :﴿ منهم رشدا ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٧٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس :﴿ فإن آنستم منهم رشدا ﴾ قال : إذا أدرك اليتيم حلما وعقلا ووقارا٩، دفع إليه ماله١٠.
١٣٧٣-حدثنا علي بن الحسن، قال/ : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في هذه الآية :﴿ فإن آنستم منهم رشدا ﴾ : العقل١١.
١٣٧٤-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن الحسن في هذه الآية قال : صلاحا في دينه وحفظا لماله١٢.
١٣٧٥-حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، وعلي بن عبد العزيز، قالا : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زائدة، عن منصور، عن مجاهد :﴿ فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ﴾ قال : لا يدفع إلى اليتيم ماله، وإن شمط، ما لم يؤنس منه رشدا١٣.
١٣٧٦-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا جرير.
وحدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا جرير جميعا، عن مغيرة، عن الشعبي، قال : إن الرجل ليشمط وما أونس منه رشدا ! ١٤.
١٣٧٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال : إنه ليشمط وما أونس منه رشدا.
قوله عز وجل :﴿ فادفعوا إليهم أموالهم ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٧٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن جابر، عن عامر، قال : لا يُدفع إلى اليتيم ماله حتى يُدرك.
١٣٧٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن جابر، عن عامر، قال : لا يدفع إلى الجارية مالُها حتى تزوج، ولو قرأت التوراة والإنجيل والزبور.
قوله عز وجل :﴿ ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غينا فليستعفف ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٨٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي عميس، عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي يحيى، عن ابن عباس :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ﴾ قال : يستعف بماله حتى لا يفضي إلى مال اليتيم١٥.
١٣٨١-حدثنا موسى، قال : حدثنا داود بن عمرو، قال : حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو، قال : سمعت عكرمة يقول :﴿ من كان غنيا فليستعفف ﴾ قال : الوصي إذا كان غنيا فلا يأكل.
١٣٨٢-حدثنا علي، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا عبد السلام، عن ليث، عن مجاهد :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ﴾ لغناه١٦. ١٧
وقال بعضهم : في قوله عز وجل :﴿ ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ﴾ يقول : لا تأكلوا مبادرة١٨.
قوله عز وجل :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ [ النساء : ٦ ]
١٣٨٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن رجلا أتى ابن عباس، فقال : إن لي إبلا أفقر وأمنح١٩، وليتيم لي إبل، فما لي من إبله ؟ قال : إن كنت تلوط٢٠ حياضها، وتهنأ جرباها٢١، وتبغي٢٢ ضالتها وتسقي٢٣ عليها، فاشرب غير ناهيك٢٤ في الحلب، ولا مضر للنسل٢٥.
١٣٧٤-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي، عن ابن عباس :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ يقول : يأكل الفقير إذا ولي مال اليتيم، بقدر قيامه على ماله، ومنفعته له، ما لم يسرف أو يبذر.
١٣٨٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : يضع الوصي يده مع أيديهم ولا يلبس العمامة فما فوقها٢٦
١٣٨٦-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج وعثمان بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في هذه الآية :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : فنسخ الله عز وجل من ذلك الظلم والاعتداء نسخ ﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نار وسيصلون سعيرا ﴾٢٧ ٢٨.
١٣٨٧-حدثنا أبو سعد، قال حدثنا أبو عثمان، قال : حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، في قوله عز وجل :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قالت : إنها نزلت في والي مال اليتيم إذا كان فقيرا فليأكل منه مكان قيامه علي بالمعروف٢٩.
١٣٧٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا داود بن عمرو، قال : حدثنا محمد بن مسلم، عن عمرو، قال : سمعت عكرمة يقول في قوله عز وجل :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ﴾ قال : الوصي إذا كان غنيا فلا يأكل، ﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : يضع يده٣٠.
١٣٨٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن يوسف، قال : حدثنا زهير، قال : حدثنا مغيرة، عن إبراهيم في قوله جل ثناؤه :﴿ فليأكل بالمعروف ﴾ قال : هو ما سد / ووارى عورته، ليس بلبس الحلي والكتان٣١.
١٣٩٠-حدثنا علي، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، قال : يأكل من الصامت وغيره، ولا يقضي.
١٣٩١-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا عوف، عن الحسن، أنه قال : إنما كانت أموالهم إذ ذاك، النخل والماشية، فرخص لهم إذا كان أحدهم محتاجا أن يصيب من الثمار، ويأكل من الرسل٣٢. ٣٣
١٣٩٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، قال : حدثنا الفضل بن عطية، عن عطاء بن أبي رباح :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : ذلك إذا احتاج فليأكل بالمعروف، فإن أيسر بعد ذلك، فلا قضاء عليه٣٤.
١٣٩٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فليأكل بالمعروف ﴾ أي : لا يتأثل مالا.
التأثل : الاتخاذ أصل مال، والأثلة : الأصل. قال الأعشى :
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطت الإبل٣٥
مجد مؤثل : قائم له أصل٣٦.
١٣٩٤-حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثنا شعبة، قال : حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال : قال عمر : إني أنزلت مال الله بمنزلة مال اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن احتجت استقرضت وقضيت٣٧.
١٣٩٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا حجاج، عن مجاهد وسعيد بن جبير أنهما قالا : هو القرض ما أصاب منه من شيء، قضاه إذا أيسر٣٨.
١٣٩٦-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وعن حماد، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل :﴿ فليأكل بالمعروف ﴾ قالا : هو القرض.
١٣٩٧-قال عبد الرزاق : قال الثوري وقال الحكم أيضا. ألا ترى أنه يقول :﴿ فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم ﴾، يعني : الوصي٣٩.
١٣٩٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا يونس بن عبيد، عن أبي العالية :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : المعروف : القرض، / ألا ترى إلا قوله عز وجل :﴿ فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم ﴾.
١٣٩٩-حدثنا علي، حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، قال : ولي اليتيم يأكل، ويقضي٤٠.
١٤٠٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو خالد، عن حجاج، عن عطاء قال : خمس في كتاب الله رخصة، وليست بعزيمة : قوله عز وجل :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل.
١٤٠١-حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا الحجبي، قال : حدثنا أبو عوانة، عن منصور، قال : قال الحكم بن عتيبة :﴿ فليأكل بالمعروف ﴾ من مال نفسه٤١.
١٤٠٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا يحيى بن أبي عتبة، عن أبيه، عن الحكم :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل ﴾ من مال نصيبه ﴿ بالمعروف ﴾ حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم٤٢.
١ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧٤ رقم ٨٥٧٤) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٤ رقم ٤٧٩٧) والبيهقي في السنن (٦/٥٩).
٢ - قوله قتادة والحسن: أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٤٨ رقم ٥٠٩)، وابن جرير (٧/٥٧٤ رقم ٨٥٧١).
٣ -أخرجه ابن جرير(٧/٥٧٤ رقم ٨٥٧٣) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٤ رقم ٤٧٨٧)..
٤ في م: اختبروهم..
٥ - مجاز القرآن (١/١١٧)..
٦ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧٥ رقم ٧٥٧٧) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٤ رقم ٤٧٩٧) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/٥٩)..
٧ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧٤ رقم ٨٥٧٦)..
٨ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧٥ رقم ٨٥٧٩). وابن أبي حاتم (٣/٨٦٥ رقم ٤٨٠٢)..
٩ في الأصل (حلم وعقل ووقار) والصحيح ما أثبته..
١٠ -أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٦٥ رقم ٤٧٨٠٣)..
١١ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٠٧)، وابن جرير (٧/٥٧٧ رقم ٨٥٨٥)..
١٢ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٨٦ رقم ٨٥٨٢) والبيهقي (٦/٥٩)..
١٣ - أخرجه سعيد بن منصور (٥٦٣)، وابن جرير (٨/٥٧٦ رقم ٨٥٨٤)..
١٤ - أخرجه سعيد بن منصور (٥٦٤)..
١٥ - أخرجه بنحوه ابن جرير عن ابن عباس (٧/٥٨١ رقم ٨٥٩٤).
١٦ في م : بغناه..
١٧ - أخرجه ابن جرير بمثله عن إبراهيم النخعي (٧/٥٨١ رقم ٨٥٩٥)..
١٨ - ينظر معاني القرآن للفراء ( ١/٢٥٧).
١٩ - قوله (أفقر): من (أفقرت فلانا بعيرا) إذا أعرته بعيرا للركوب النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٣/٤٦٢). وقوله (أمنح) أي: يعطيه ناقة ينتفع بلبنها ويعيدها. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ( ٤/٣٦٤).
٢٠ - أي تطينه وتصلحه النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٤/٢٧٧).
٢١ - تهنأ جربها : من قولهم : هنأ البعير الأجرب يهنؤه، إذا طلاه بالهناء (بكسر الهاء)، وهو القطران، يعالج به من الجرب..
٢٢ - يعني الضالة بغاء وبغية وبغاية كلها بضم الباء : نشدها وطلبها..
٢٣ في الأصل (وتسعى عليها) وهو خطأ وقع به، كما وقع في مخطوطة تفسير الإمام الطبري..
٢٤ - أي غير مبالغ في الحلب. النهاية في غريب الحديث (٥/١٣٧).
٢٥ - أخرجه مالك في الموطأ (٢/٩٣٤ رقم ٣٣)، وعبد الرزاق في التفسير (١/١٤٨ رقم ٥١٠-٥١١) وسعيد بن منصور (٥٧١)، وابن جرير بنحوه (٧/٥٨٨ رقم ٨٦٣٢)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٩٣، والبيهقي في سننه (٦/٢٨٤)..
٢٦ -أخرجه سعيد بن منصور (٥٧٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/٤)..
٢٧ - الآية ١٠ من سورة النساء..
٢٨ - أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ (ص١١٢)..
٢٩ - أخرجه البخاري (٤٥٧٥)..
٣٠ - أخرجه عبد الرزاق (٢/١٤٨) من طريق عطاء، عن عكرمة، وسعيد بن منصور (٥٦٦)، وابن جرير (٧/٥٨٧ رقم ٨٦٢٥)..
٣١ - أخرجه سفيان (ص ٨٩ رقم ١٩٤)، ومن طريق سفيان أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٤٧)، وسعيد بن منصور (٥٦٧)، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٠٧)، وابن جرير (٧/٥٨٧ رقم ٨٦٢٧).
٣٢ - الرِّسل: اللبن، ينظر اللسان (١١/٢٨٢) مادة (رسل) والفائق للزمخشري (٢/٢٨٠)..
٣٣ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٩٠ رقم ٨٦٣٦).
٣٤ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٩٢ رقم ٨٦٤٢).
٣٥ - البيت للأعشى، وهو في ديوانه ص ٤٦..
٣٦ - مجاز القرآن (١/١١٧، ١١٨)..
٣٧ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٨٢ رقم ٨٥٩٧)، والنحاس في ناسخه (ص ١١٢)، والبيهقي في السنن (٦/٤-٥).
٣٨ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٧٨ رقم ٧٦١٥) وابن أبي حاتم (٣/٨٦٩ رقم ٤٨٢٩).
٣٩ - تفسير عبد الرزاق (١/١٤٧).
٤٠ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٨٣ رقم ٨٥٩٩) بنحوه..
٤١ - أخرجه ابن جرير من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس (٧/٥٨١ رقم ٨٥٩٤).
٤٢ -أخرجه ابن جرير (٧/٥٨١ رقم ٨٥٩٦) بنحوه..
قوله عز وجل :﴿ للرجال نصيب ﴾ الآية [ النساء : ٧ ]
١٤٠٣-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج وعثمان بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس :﴿ إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ﴾ قال : نسختها هذه الآية :﴿ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ﴾ الآية.
١٤٠٤-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : قال مولى ابن عباس١ :﴿ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ﴾ قال : نزلت في أم كلثوم، وبنت أم كحلة، وثعلبة بن أوس، وسويد، كان أحدهم زوجها، والآخر عم ولدها، فقالت : يا رسول الله توفي زوجي، وتركني وابنته، ولم نورث من ماله ! فقال عم ولدها : يا رسول الله لا تركب فرسا، ولا تنكى عدوا، ويكسب عليها ولا تكتسب٢.
-قال ابن جرير : وقال آخرون : هي أم حجة، توفي زوجها، وتركها وبنات لها ذمائم، فقالت يا رسول الله : توفي زوجي وتركني وبناتي فلم نورث.
١٤٠٥-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال : كانوا لا يورثون النساء، فنزلت :﴿ للرجال نصيب مما ترك الوالدين والأقربون ﴾ [ الآية ]٣. ٤/
قوله عز وجل :﴿ نصيبا مفروضا ﴾ [ النساء : ٧ ]
١٤٠٦- حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى وقبيصة، عن سفيان، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ نصيبا مفروضا ﴾، ذلك وقفا معلوما٥.
١٤٠٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ نصيبا مفروضا ﴾ نصب على الخروج من [ الوصف ]٦.
وقال بعضهم في قوله عز وجل :﴿ نصيبا مفروضا ﴾ نصب٧، وإنما جعله نصبا، جعل ذلك لهم نصيبا مفروضا، وانتصابه كانتصاب ﴿ كتابا مؤجلا ﴾٨.
١ - هو عكرمة..
٢ - أخرجه ابن جرير، (٧/٥٩٨ رقم ٨٦٥٦) وابن أبي حاتم (٣/٨٧٢ رقم ٤٨٤٤).
٣ ما بين المعقوفين زيادة من (م).
٤ - أخرجه ابن جرير (٧/٥٩٧ رقم ٨٦٥٥) وابن أبي حاتم (٣/٨٧٢ رقم ٤٨٤٥).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٧٢ رقم ٤٨٤٨) وعزاق السيوطي في الدر المنثور (٢/٤٣٩) إلى عبد بن حميد..
٦ - مجاز القرآن (١/١١٨) وفي الأصل (الوصية) بدلا من (الوصف).
٧ -أي نصب على الحال، كما قال النحاس في إعراب القرآن (١/٤٣٧) وقال الأخفش والفراء هو مصدر، كما تقول: فرضا. معاني القرآن للفراء (١/٢٥٧)..
٨ - من الآية ١٤٥من سورة آل عمران..
قوله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى ﴾ [ النساء : ٨ ]
١٤٠٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا عباد، قال : حجاج : حدثناه عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس في قول الله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى ﴾ قال : هي قائمة يُعمل بها١.
١٤٠٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : محكمة، ليست بموجبة٢.
١٤١٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا غندر، عن سعيد، عن قتادة، قال : سمعت يونس بن جبير يحدث عن حطان بن عبد الله، عن أبي موسى في هذه الآية :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ﴾ قال : قضى بها أبو موسى٣.
١٤١١-وحدثني أبو توبة، عن إسحاق بن منصور، قال : قلت :-يعني لأحمد- قوله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى ﴾، قال : أبو موسى أطعم منها، وعبد الرحمن بن أبي بكر، قال إسحاق كما قال.
١٤١٢-حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو عمر، قال : حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال : إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين ﴾، ولا والله ما نسخت ! ولكنه مما تهاون به الناس، هما واليان : فوال يرث، فذاك الذي يُرزق ويكسوا. ووال /ليس بوارث، فذاك الذي يقول قولا معروفا، يقول : إنه مال يتيم، وماله فيه شيء٤.
١٤١٣-حدثنا أبو سعد، قالك حدثنا علي بن حجر، عن هشيم، عن منصور، عن قتادة عن يحيى بن يعمر، قال : ثلاث آيات، مدنيات، محكمات، ضيعهن كثير من الناس، هذه الآية :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ﴾ وآية الإستئذان :﴿ والذين لم يبلغوا الحلم منكم ﴾ وقوله عز وجل :﴿ يا أيها الناس إنا خلقانكم من ذكر وأنثى ﴾ إلى آخر الآية٥.
١٤١٤-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا من سمع أسامةابن زيد الليثي يحدث عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال : مثل ذلك، حين قسم ميراث أبيه، يعني : أمر بشاة، فاشتُريت من المال، وبطعام فصُنع، حين قسم ميراث أبيه، قال : فذكرت ذلك لعائشة، فقالت : عمل بالكتاب، هي لم تُنسخ.
١٤١٥-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا يزيد عن هشام، عن ابن سيرين، عن عبيدة، أنه قسم ميراث أيتام، فأمر بشاة، فاشتريت من المال، وبطعام فصُنع، و٦قال : لولا هذه الآية لأحببت أن يكون من مالي ! ثم تلا ﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين ﴾ الآية ٧.
١٤١٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن هشام، أن عروة قسم ميراث أخيه مصعب، فأعطى من حضره من هؤلاء، وبنوه صغار٨.
١٤١٧-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، عن يونس ومنصور، عن الحسن، ومغيرة، عن إبراهيم إنهما قالا : هي محكمة وليست بمنسوخة٩.
١٤١٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي العالية، والحسن قالا : يرضخون١٠ ويقولون قولا معروفا١١.
١٤١٩-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا مغيرة، عن الشعبي، قال : قال رجل : لأحيين اليوم آية من كتاب الله، ولو من نصيبي.
١٤٢٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا عباد بن العوام، عن داود، عن سعيد بن المسيب، في قوله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ﴾ قال : ذلك من الثلث عند الوصية١٢.
١٤٢١-حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو عمر، قال : حدثنا همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، في قوله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ﴾ قال : هذه منسوخة، إنما١٣ كانت قبل الفرائض، كان ما ترك رجل من مال أُعطي منه الفقراء والمساكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة، ثم نسختها المواريث، فألحق الله لكل ذي حق حقه١٤.
١٤٢٢-أخبرنا ابن عبد الحكم، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : وأخبرنا يونس، عن ابن شهاب، في قول الله جل ثناؤه :﴿ إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ﴾، قال : فكان الأمر على هذا ما شاء الله أن يكون، ثم أنزلت فرائض المواريث، ففرض مواريث الوالدين، فنسخت المواريث في السنة، الوصية للوالدين، ولكل وارث إلا بإذن الورثة في شيء، فيجوز ما أذنوا به١٥.
-قال ابن وهب : قال مالك : سمعت أن هذه الآية ﴿ إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين ﴾ إنما نزلت قبل الفرائض، ثم أنزل الله عز وجل فراض المواريث، فنُسخت المواريث في السنة الوصية للوالدين، ولكل وارث إلا بإذن الورثة، في شيء، فيجوز ما أذنوا فيه.
١٤٢٣-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن عمارة أبي عبد الرحمن، قال : سمعت عكرمة يقول في هذه الآية : نسختها الفرائض١٦.
١٤٢٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن السدي، عن أبي مالك١٧، قال : نسختها آية الميراث١٨.
وقال بعضهم في قوله عز وجل :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى ﴾، ثم قال :﴿ فارزقوهم منه ﴾ لأن معناه المال، قال : فذكر على ذلك المعنى.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٨ رقم ٨٦٦٩)..
٢ - أخرجه البخاري (٤٥٧٦). وفيه (ليست بمنسوخة) بدلا من (ليست بموجبة).
٣ - أخرجه ابن أبي شيبة (١١/١٩٤-١٩٥ رقم ١٠٩٤٤)، وابن جرير (٧/١٤ رقم ٨٦٩٣) وابن أبي حاتم (٣/٨٧٥ رقم ٤٨٦١).
٤ - أخرجه البخاري (٢٧٥٩).
٥ - أخرجه سعيد بن منصور (٥٧٨)، وابن جرير (٧/٩ رقم ٨٦٧٢).
٦ في م: "ثم".
٧ - أخرجه ابن أبي شيبة (١١/١٩٣ رقم ١٠٩٣٨)، وابن جرير (٧/١٢ رقم ٨٢٨٩)..
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/١٣ رقم ٨٦٨٩).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٧ رقم ٨٦٦٠).
١٠ - رضخ له من ماله رضيخة: أعطاه مقاربة أو قليلة..
١١ - أخرجه ابن أبي شيبة (١١/١٩٣ رقم ١٠٩٤٠)، وابن جرير (٨/١٥ رقم ٨٢٩٦) وابن أبي حاتم (٣/٨٧٤ رقم ٤٨٥٦)..
١٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١١ رقم ٨٦٨٤).
١٣ في الأصل إنها، ما أثبته من (م).
١٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٠ رقم ٥٢٥) مختصرا، وابن جرير(٨/٩ رقم ٨٦٧٥)، وابن أبي حاتم (٣/٨٧٤ رقم ٤٨٥٨)، والبيهقي في السنن (٦/٢٦٧).
١٥ - أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ (١١٦) وينظر تفسير ابن أبي حاتم (٣/٨٧٦ رقم ٤٨٦٥).
١٦ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٧٥ رقم ٤٨٦٤)..
١٧ - قوله «عن أبي مالك» ليس في م..
١٨ - أخرجه ابن أبي شيبة (١١/١٩٦ رقم ١٠٩٤٩)، وابن جرير (٨/١٠ رقم ٨٦٧٧)..
قوله عز وجل :﴿ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ﴾ الآية [ النساء : ٩ ]
١٤٢٥-/حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله جل ذكره :﴿ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ﴾ إلى آخر الآية، فهذا في الرجل، يحضر الرجل عند موته، فيسمعه يوصي وصية تضر بورثته، فأمر الله سبحانه الذي يسمعه، أن يتقي الله ويوفقه، ويسدده للصواب، ولينظر لورثته كما كان يحب أن يُصنع بورثته، إذا خشي عليهم الضيعة١.
١٤٢٦- حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب، قال : ذهبت أنا والحكم إلى سعيد بن جبير، فسألته عن قول الله عز وجل :﴿ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا ﴾ إلى قوله ﴿ سديدا ﴾، قال : هو الرجل يحضره الموت، فيقول له من يحضره : اتق الله، أعطهم، صلهم، برهم، ولو كانوا هم الذين يأمرونه بالوصية، لأحبوا أن يبقوا لأولادهم ! ٢.
١٤٢٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وليخش الذين لو تركوا ﴾ إلى قوله ﴿ سديدا ﴾ كان يقول هذا عند تفريق المال حين يُقسم، فيقول الذين يحضرون : أقللت، فزد فلانا، فيقول : وليخش أولئك، وليقولوا فيهم ما يحب أحدهم أن يقال في ولده، بالعدل إذا أكثر، أن يقولوا :«أبق على ولدك »٣.
قوله عز وجل :﴿ فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ﴾ [ النساء : ٩ ]
١٤٢٨-أخبرنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا ﴾، قال : إذا حضرت وصية ميت، فأمره بما كنت آمرا به نفسك مما يتقرب به إلى الله عز وجل : وخف في ذلك ما كنت خائفا على ضعفة، لو تركتهم بعدك، فاتق الله، وقل قولا سديدا : سدده إن هو زاغ٤.
١٤٦٩-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ قولا سديدا ﴾ أي : قصدا٥/.
١ -أخرجه ابن جرير (٧/١٩ رقم ٨٧٠٧)، وابن أبي حاتم (٣/٨٧٦ رقم ٤٨٦٩)، والبيهقي في السنن (٦/٢٨٠-٢٧١)..
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٢ رقم ٨٧١٦).
٣ - أخرجه سعيد بن منصور (٥٨٤)، وابن جرير (٨/٢١-٢٢ رقم ٨٧١٥)، والبيهقي (٦/٢٧١).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠ رقم ٨٧١٠).
٥ - مجاز القرآن (١/١١٨)..
قوله عز وجل :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ﴾ الآية [ النساء : ١٠ ]
١٤٣٠-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ﴾ قال : ذلك أن الله عز وجل لما أنزل :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ﴾ الآية. كره المسلمون أن يضموا اليتامى إليهم، وتحرجوا أن يخالطوهم في شيء، وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فأنزل الله عز وجل :﴿ يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ﴾ إلى قوله :﴿ لأعنتكم ﴾. لأحرجكم، وضيق عليكم، ولكنه وسع ويسر فقال :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾.
١٤٣١-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال : لما نزلت ﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ﴾ الآية، أمسك الناس، ولم يخالطوا الأيتام، في الطعام، والأموال، حتى نزلت :﴿ يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ﴾.
وقال بعضهم في قوله عز وجل :﴿ إنما يأكلون في بطونهم نار ﴾ يقول ﴿ في بطونهم ﴾ هنا، هي توكيد، لأنه لا يؤكل إلا في البطن.
قوله عز وجل :﴿ يوصيكم الله في أولادكم ﴾ [ النساء : ١١ ]
١٤٣٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : أخبرنا ابن المنكدر، عن جابر قال : عادني النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، في بني سلمة، ماشيين، فوجدني النبي لا أعقل، فدعا بماء، فتوضأ، ثم رش عليّ، فأفقت، فقلت : ما تأمرني أن أصنع في مالي، فنزلت :﴿ يوصيكم الله في أولادكم. . . ﴾١.
١٤٣٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، كان ابن عباس، يقول : كان المال للولد، وكانت الوصية للوالدين والأقربين، فنسخ الله عز وجل من ذلك ما أحب، فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس، مع الولد، وللزوجة : الثمن، والربع، وللزوج الشطر أو الربع٢.
يتلوه قوله :﴿ فإن كان له إخوة فلأمة السدس ﴾
قوله عز وجل :﴿ فإن كان له إخوة ﴾ [ النساء : ١١ ]
١٤٣٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فإن كان له إخوة ﴾ أي : أخوان فصاعدا، لأن العرب تجعل لفظ٣ الجميع، على معنى الاثنين، قال الراعي٤ :-
أخليد إن أباك ضاف وساده همان باتا جمبة ودخيلا
طرقا فتلك هماهمي أقريهما قلصا لواقح كالقسي وحولا
فجعل الاثنين على لفظ الجميع وجعل الجميع٥ على لفظ الاثنين٦.
قوله عز وجل :﴿ آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ﴾ [ النساء : ١١ ]
١٤٣٥-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله :﴿ آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ﴾ أطوعكم لله من الآباء والأبناء أرفعكم درجة عند الله يوم القيامة، لأن الله سبحانه شفع المؤمنين، بعضهم في بعض٧.
١٤٣٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ لاتدرون أيهم أقرب لكم نفعا ﴾ في الدنيا٨.
١٤٣٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أيهما أقرب لكم نفعا ﴾ أدنى نفعا لكم٩.
١ - أخرجه البخاري (٤٥٨٨)، ومسلم (١٦١٦)..
٢ أخرجه البخاري (٤٥٧٨)..
٣ في م: نداء..
٤ - البيت للراعي النميري، ينظران اللسان (همم ١٢/٦٢٠)..
٥ في م في المواطنين: الجمع..
٦ - مجاز القرآن (١/١١٨)..
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٩ رقم ٨٧٣٠) وابن أبي حاتم (٣/٨٨٤ رقم ٤٩١٠)..
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٩ رقم ٨٧٤١) وابن أبي حاتم (٣/٨٨٤ رقم ٤٩١١).
٩ - مجاز القرآن (١/١١٨)..
قوله عز وجل :﴿ من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة ﴾ [ النساء : ١٢ ]
١٤٣٨-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان.
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري جميعا، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه يقضي بالدين، ولفظ العدني قال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدين قبل الوصية، وأنتم تقرءون ﴿ من بعد وصية توصون بها أو دين ﴾ وإن أعيان١بني الأم يتوارثون، دون بني العلات٢ الإخوة للأب والأم، دون الإخوة للأب، ولفظ العدني الإخوة للأب والأم أقرب من الإخوة للأب يتوارثون دون الإخوة للأب٣.
١٤٣٩- حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، وابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، قال : قال عمر : لأن أكون سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث، أحب إلي من كذا عن الكلالة، وذكر بقية الحديث٤.
١٤٤٠-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال : حدثنا أبو حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، قال : سمعت عمر يقال على منبر المدينة : وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدا ننتهي إليه، الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا٥.
اللفظ لسعيد، والمعنى واحد.
١٤٤١-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا حسين بن الأسود، قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع، عن عمر، أنه قال لابن عباس، وسعيد بن زيد، وابن عمر حين طُعن : اعلموا أن من أدرك وفاتي من سبي العرب، من مال الله، فهو حر، واعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا، واعلموا أني لم أستخلف أحدا.
١٤٤٢-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : حدثنا سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، عن طاووس، قال : سمعت ابن عباس يقول : كنت آخر الناس عهدا بعمر، فسمعته يقول : القول ما قلت، قلت : وما قلت ؟ قال : الكلالة : من لا ولد له٦.
١٤٤٣-حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عاصم بن سليمان، عن الشعبي، قال : كان عمر يقول :
الكلالة : من لا ولد له، فلما طعن عمر، قال : إني لأستحي الله أن أخالف أبا بكر، أرى الكلالة : ما عدا الوالد والولد٧.
١٤٤٤-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا محمد بن بشار بُندار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة قال : سمعت محمد بن المنكدر، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا مريض، فتوضأ، فصبه عليّ، أو قال : صبوه عليّ، فقلت : إنه لا يرثني إلا كلالة، فنزلت آية الفرض٨.
وقال أبو عبد الله محمد بن نصر : ولم يكن لجابر بن عبد الله يومئذ ولد ولا والد، لأن والده قتل يوم أحد، ونزلت آية الكلالة بعد ذلك.
-قال أبو عبد الله : والدليل عليه، ما حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال :/حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال : سمعت البراء يقول : آخر آية أنزلت آية للكلالة، وآخر سورة نزلت براءة٩.
١٤٤٥-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عاصم بن سليمان، عن الشعبي، قال : كان أبو بكر يقول : الكلالة : من لا ولد له، ولا والد١٠.
١٤٤٦-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله العدني، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، عن ابن عباس، قال : الكلالة : ما خلا الولد والوالد١١.
١٤٤٧-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا حسن بن الأسود، قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا شريك وزهير وأبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد، قال : ما رأيتهم إلا وقد تواطؤوا، وقال بعضهم : أجمعوا على أن الكلالة : من مات ليس له ولد ولا والد١٢.
١٤٤٨-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا حسين بن الأسود، قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا عبد الرحيم، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، قال : الكلالة ما كان سوى الوالد والولد من الورثة، إخوة أو غيرهم، من العصبة.
-كذلك قال علي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت١٣.
١٤٤٩-حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن الزهري، وقتادة، وأبي إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، قال : الكلالة من ليس له والد ولا ولد١٤.
١٤٥٠-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن عبد الله بن قالف، عن سعد بن مالك، أنه كان يقرأ هذه الآية :﴿ وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ لأم أو أخت لأم فلكل واحد منهما السدس ﴾١٥.
١٤٥١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ كلالة ﴾ قال : كل من لم يرثه أب، أو ابن، أو أخ، فهو عند العرب : كلالة ﴿ يورث كلالة ﴾، كلالة : مصدر، من تكلله النسب أي : تعطف النسب عليه، ومن قال :﴿ يورث كلالة ﴾، فهم الرجال الورثة، أي : تعطف النسب عليه١٦.
قوله عز وجل :﴿ من بعد وصية توصون بها أو دين ﴾ [ النساء : ١٢ ]
١٤٥٢-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، /قال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين قبل الوصية وأنتم تقرءون :﴿ من بعد وصية توصون بها أو دين ﴾ وإن أعيان بني الأم يتوارثون، دون بني العلات، الإخوة للأب والأم أقرب من الإخوة للأب، يتوارثون دون الإخوة للأب١٧.
قوله عز وجل :﴿ غير مضار ﴾ [ النساء : ١٢ ]
١٤٥٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زهير، قال : حدثنا داود بن أبي هند، قال : حدثني عكرمة مولى ابن عباس، أن ابن عباس كان يقول : الضرار في الوصية من الكبائر، ثم قرأ هذه الآية :﴿ غير مضار ﴾ إلى ﴿ مهين ﴾١٨.
١٤٥٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله :﴿ مضآر ﴾ قال : في الميراث لأهله١٩.
١ - الأعيان: الإخوة من أب وأم (القاموس : مادة: عين ١٥٧٢).
٢ - بنو العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى (مختار الصحاح ٤٥١).
٣ - أخرجه ابن أبي شيبة (١٠/١٢٠ و١١/ ٤٠٢-٤٠٣)، وأحمد (١/٧٩، ١٣١) والترميذي (٢٠٩٤)، وابن ماجة (٢٧١٥، ٢٧٣٩)، وابن جرير (٨/٤٦ رقم ٨٧٣٦)، وابن أبي حاتم (٣/٤٩٠٦)، والحاكم (٤/٩٣٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/٢٣٢، ٢٦٧).
٤ - ينظر تفسير البغوي مع الهامش (٢/١٧٩)..
٥ - أخرجه مسلم (٣٠٣٢)..
٦ - أخرجه سعيد بن منصور (٥٨٩)، وابن جرير (٨/٥٩ رقم ٨٧٦٧) وابن أبي حاتم (٣/٨٨٧ رقم ٤٩٣٣)..
٧ - أخرج الجزء الثاني من قوله عمر رضي الله عنه "إني لأستحيي...." عبد الرازق في المصنف (١٠/٣٠٤ رقم ١٩١٩١)، وسعيد بن منصور (٥٩١)، وابن أبي شيبة (١١٦٤٥)، وابن جرير (٨/٥٣ رقم ٨٧٤٥)، والحاكم (٢/٣٠٤)، والبيهقي في السنن (٦/٢٢٤)..
٨ - تقدم تخريجه برقم (١٤٣٢).
٩ - أخرجه البخاري (٤٦٠٥، ٤٦٥٤)، ومسلم (١٦١٨).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤ رقم ٨٧٤٧).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥ رقم ٨٧٥٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٨٧ رقم ٤٩٣٤)..
١٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦ رقم ٨٧٥٦) وينظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٥٨٧٦).
١٣ - ينظر كتاب أحكام القرآن للقرطبي، غيره..
١٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٧٢ رقم ٦٦٠).
١٥ - أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص١٦٩)، وسعيد بن منصور (٥٩٢)، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١١٥)، والدارمي (٢/٢٦٤ رقم ٢٩٧٩)، وابن جرير (٨/٦٢ رقم ٨٧٧٥)، وابن أبي حاتم (٣/٨٨٧ رقم ٤٩٣٦) وجاء عنده سعد بن مالك هو ابن أبي وقاص، والبيهقي في السنن (٦/٢٣١).
١٦ - مجاز القرآن (١/١١٩) وينظر القاموس المحيط (مادة) الكل.(ص١٣٦١).
١٧ -تقدم تخريجه برقم (١٤٣٨).
١٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٦٥ رقم ٨٧٨٣) وابن أبي حاتم (٣/٨٨٨ رقم ٤٩٣٩).
١٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٦٤ رقم ٨٧٨٠).
قوله عز وجل :﴿ تلك حدود الله ﴾ [ النساء : ١٣ ]
١٤٥٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ تلك حدود الله ﴾ قال : شروط الله١.
١٤٥٦-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :{ تلك حدود
الله } فرائض الله٢.
١٤٥٧-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة :﴿ تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله ﴾ التي حد لخلقه وفرائضه التي افترض عليه في الميراث وقسمه ﴿ يدخله نارا خالدا فيها ﴾ فانتهوا إليها، ولا تعتدوها إلى غيرها٣.
قوله عز وجل :﴿ ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري ﴾ الآية [ النساء : ١٣ ]
١٤٥٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ ومن يطع الله ورسوله ﴾ في الدنيا٤ فليعمل بحدوده ﴿ يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ﴾.
١٤٥٩-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ومن يطع الله ورسوله ﴾ من يؤمن بهذه الفرائض٥.
١ - قول السدي: أخرجه ابن جرير (٨/٦٨ رقم ٨٧٩٠) وابن أبي حاتم (٣/٨٩٠ رقم ٤٩٥١).
٢ - مجاز القرآن (١/١١٩).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٧١ رقم ٨٧٩٣).
٤ الكلمة غير واضحة وما أثبته أقرب للصحيح.
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٩١ رقم ٤٩٥٥).
قوله عز وجل :﴿ ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ﴾ الآية [ النساء ١٤ ]
١٤٦٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله ابن إدريس، قال : سمعت دوود بن أبي هند يحدث، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : الإضرار في الوصية من الكبائر ثم قرأ :﴿ ومن يعص الله ورسوله ﴾ الآية١.
١٤٦١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ومن يعص الله ورسوله ﴾ من لا يؤمن بالله، أو قال به. قال : وقال آخرون : ومن يعمل عملا يحيط برقبته.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم(٣/٨٩١ رقم ٤٩٦١) وتقدم قريبا.
قوله عز وجل :﴿ واللاتي ﴾ [ النساء : ١٥ ]
١٤٦٢-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة ﴾ واحدها : التي، وبعض العرب تقول : اللواتي، وبعضهم يقول : اللاتي. قال الراجز :
من اللواتي والتي واللاتي زعمن أني كبرت لداتي
أي : أسناني.
وقال الأخطل :
من١ اللواتي إذا لانت عريكتها يبقى لها بعده آل ومجلود٢
آلها : شخصها ومجلودها جلدها.
وقال عمر بن أبي ربيعة :
من اللاتي لم يحججن يبغين حسبة ولكن ليقتلن البريء المغفلا٣. ٤
قوله عز وجل :﴿ يأتين الفاحشة من نسآئكم ﴾ [ النساء : ١٥ ]
١٤٦٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ﴾ قال : الزنا، كان أمر بحبسهن حين يشهد عليهن أربعة شهداء، حتى يمُتن، أو يجعل الله لهن سبيلا٥.
قوله عز وجل :﴿ فاستشهدوا ﴾ إلى قوله ﴿ في البيوت حتى يتوفاهن الموت ﴾ [ النساء : ١٥ ]
١٤٦٤-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله عز وجل :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت ﴾ الآية، فكانت المرأة إذا زنت حُبست في البيت حتى تموت، ثم أنزل الله عز وجل/ بعد ذلك ﴿ الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدة منهما مائة جلدة ﴾ فإن كانا محصِنين رُجما، فهذا سبيلهما الذي جعل الله لهما٦.
١٤٦٥-حدثنا زكريا بن داود الخفاف، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا جرير، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ﴾ قال : كانت المرأة إذا فجرت حبست في البيوت، حتى نزلت هذه الآية، فجعل الله سبيلهن الحد٧. ٨
١٤٦٦-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا همام، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا ﴾ الآية، قال : كان هذا بدء عقوبة الزنا، كانت المرأة تحبس، قال : ويؤذيان جميعا، ويعيران بالقول وبالشتيمة ثم إن الله جل ثناؤه نسخ ذلك بعد في سورة النور، فجعل لهن سبيلا قال :﴿ الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدة منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ﴾، فصارت السنة في من أحصن جلد مائة، ثمى الرجم بالحجارة. وفي من لم يحصن جلد مائة، ثم نفي سنة، فهذا سبيل الزانية والزاني٩.
١٤٦٧- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال : كانت الثيب قبل أن تنزل الحدود إذا فجرت، وشهد عليها أربعة، حبست في البيت حتى تموت، حتى أنزل الله جل ثناؤه :﴿ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ﴾، الآية ﴿ أو يجعل الله لهن سبيلا ﴾ والسبيل : الحد١٠.
قوله عز وجل :﴿ أو يجعل الله لهن سبيلا ﴾ [ النساء : ١٥ ]
١٤٦٧-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا علي بن الجعد، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال :«خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر، والثيب بالثيب، البكر تجلد وتنفى، والثيب تجلد وترجم »١١.
١٤٦٩-حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة، قال : حدثنا العلاء بن عبد الجبار، / قال : حدثنا حماد بن سلمة، قال : حدثنا قتادة وحميد، عن الحسن، عن حطان، عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب له، وتربد وجهه، فلما سري عنه قال :«خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا : الثيب بالثيب، جلد مائة والرجم، والبكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة »١٢.
١٤٧٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا شريك، عن إسماعيل، عن الحكم :﴿ أو يجعل الله لهن سبيلا ﴾ قال : الحد
١٤٧١-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان :﴿ أو يجعل الله لهن سبيلا ﴾ قال : السبيل : الحد.
١ ليست في الأصل وهي مثبتة من م..
٢ - البيت للأخطل من قصيدة يمدح بها يزيد بن مالك وعجزه (كان لها بعده إل مجلود) وهي في ديوانه (ص)..
٣ - البيت لعمر بن أبي ربيعة وهو في ديوانه..
٤ -مجاز القرآن :(١/١١٩، ١٢٠)..
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٧٤ رقم ٨٧٩٦)..
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٧٤ رقم ٨٧٩٧) والنحاس في ناسخه (ص ١٠٠)، والبيهقي في سننه (٨/٢١١).
٧ في (م) الجلد..
٨ - أخرجه البزار في (كشف الأستار ١/٢١٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٩٤ رقم ٤٩٧٨)، والطبراني (١١١٣٤).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٧٥ رقم ٨٧٩٩) وزاد في الدر المنثور (٢/٤٥٦) نسبته إلى عبد بن حميد وأبي داود في ناسخه..
١٠ في (م) والسبيل : الجلد..
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٧٧ رقم ٨٨٠٦).
١٢ - أخرجه مسلم (١٦٩٠).
قوله عز وجل :﴿ واللذان يأتيانها منكم ﴾ [ النساء : ١٦ ]
١٤٧٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ واللذان يأتيانها منكم ﴾ الرجلان الزانيان١.
١٤٧٣-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، ﴿ واللذان يأتيانها منكم ﴾ قال : هما البكران.
١٤٧٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج :﴿ واللذان يأتيانها منكم ﴾ قال : قال عطاء وابن كثير٢ : هذه للرجل والمرأة جميعا٣.
قوله عز وجل :﴿ فآذوهما ﴾ [ النساء : ١٦ ]
١٤٧٥-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ﴾ فكان الرجل إذا زنا، أوذي بالتعيير، وضرب بالنعال، فأنزل الله جل ثناؤه بعدها :﴿ الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ﴾ فإن كان محصنين رُجما، في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم٤.
١٤٧٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله :﴿ واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ﴾ سبا. كل هذا نسخته الآية التي في النور، بالحد المفروض٥.
١٤٧٧- حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، قال : حدثنا سفيان٦ :﴿ واللذان يأتيانها منكم ﴾ البكران، فآذوهما بالقول. كانا إذا جاءا بفاحشة آذوهما بالقول، حتى نزل الحد/.
قوله عز وجل :﴿ فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ﴾ [ النساء : ١٦ ]
١٤٧٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ﴾ قال : عن تعييرهما.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٨٢ رقم ٨٨١٤) وابن أبي حاتم (٣/٨٩٥ رقم ٤٩٨٤) وزاد نسبته في الدر المنثور (٢/٤٥٧) إلى عبد بن حميد..
٢ المراد عبد الله بن كثير، كما في تفسير ابن جرير (٧/٨٣ رقم ٨٨١٨٨).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٨٣ رقم ٨٨١٨).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٨٥ رقم ٨٨٢٢) وابن أبي حاتم (٣/٨٩٥ رقم ٤٩٨٨).
٥ - أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/٢١٠)..
٦ - هو الثوري..
قوله عز وجل :﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ﴾ [ النساء : ١٧ ]
١٤٧٩-حدثنا أبو داوود، قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن ربيع بن أنس، عن أبي العالية، في هذه الآية :﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ﴾ قال : هذه للمؤمنين١.
١٤٨٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا حميد، قال : حدثنا سفيان، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي، قال : اجتمع رأي رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن كل ذنب أصابه ابن آدم فهي جهالة٢.
١٤٨١-حدثنا أبو أحمد، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ﴾ قال : من عمل ذنبا من شيخ أو شاب، فهو بجهالة.
قوله عز وجل :﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ [ النساء : ١٧ ]
١٤٨٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن إدريس، قال : عبيد الله بن موسى، قال : أخبرنا عثمان بن الأسود، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ يتوبون من قريب ﴾، قال : كل شيء قبل الموت، فهو قريب.
١٤٨٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع عن أبي ليلى، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله :﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ قال : كل شيء دون الموت فهو قريب٣.
قوله عز وجل :﴿ فأولئك يتوب الله عليهم ﴾ الآية [ النساء : ١٧ ]
١٤٨٤-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال : كتب إليّ محمد بن عبد الرحمن، قال : هو عندي البيلماني، قال : حدثني أبي، قال : جلست إلى نفر من أصحاب رسول الله، بالمدينة، قال : فقال رجل منهم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : من تاب قبل موته بيوم تاب /الله عليه، قال : قلت : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم، قال : فقال آخر : سمعت رسول الله يقول : من تاب قبل موته بنصف نهار، تاب الله عليه. قلت : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نعم. قال : فقال آخر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من تاب قبل موته بساعة، تاب الله عليه. قال : قلت : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟. قال : نعم. قال : قال آخر : سمعت رسول الله يقول من تاب قبل موته قبل الغرغرة، تاب الله عليه. قال : قلت : أنت سمعته من رسول الله ؟ قال : نعم٤.
١ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١١٨)، وابن أبي حاتم (٣/٨٩٧ رقم ٤٩٩٧).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٨٩ رقم ٨٨٣٢) وعبد الرزاق في التفسير (١/١٥١ رقم ٥٣٣) من قول قتادة وليس من قول أبي العالية..
٣ - أخرجه عبد الرزاق ( ١/١٥١)، وابن جرير (٨/٩٤ رقم ٨٨٥) وابن أبي حاتم (٣/٨٩٨ رقم ٥٠٠٦).
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٨٩٩ رقم ٥٠١٠).
قوله عز وجل :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات ﴾ [ النساء : ١٨ ]
١٤٨٥-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾، فأنزل الله جل ثناؤه بعد ذلك :﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ فحرّم الله المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته، فلم يؤيسهم من المغفرة١.
١٤٨٦-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال : لقاتل المؤمن توبة.
١٤٨٧-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال : حدثنا أبو عثمان، قال : أخبرني عبد الله بن عمرو، قال :( ) فأرسلنا٢ إليه امرأة فسألته عن الذنب الذي لا يغفره الله، فقال : ما من ذنب، أو ما من عمل مما يعمل الناس بين السماء والأرض، يتوب من العبد، قبل أن يموت، إلا تاب الله عليه.
١٤٨٨-حدثنا أبو داود الخفاف، قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن ربيع بن أنس، عن أبي العالية :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات ﴾، قال : هذه للمنافقين٣.
١٤٨٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو عبيد، قال : حدثنا محمد بن ربيعة، عن النضر أبي عمران، وأبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾/، قال : هم أهل الشرك٤.
قوله جل وعز :﴿ حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾ [ النساء : ١٨ ]
١٤٩٠-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال : حدثني يعلي بن نعمان الأسدي، قال : حدثني من سمع ابن عمر، يقول : التوبة مبسوطة ما لم يُسق، ثم قرأ :﴿ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ﴾، فقرأ إلى قوله :﴿ حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾ قال : فقال : فهل حضور إلا السوق٥. ٦
١٤٩١-حدثنا علي، قال : حدثنا عبد الله العدني، عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر، عن النخعي، قال : التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه٧. ٨
قوله عز وجل :﴿ ولا الذين يموتون وهم كفار ﴾ [ النساء : ١٨ ]
١٤٩٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال : نزلت الأولى في المؤمنين الوسطى في المنافقين، والآخرة في الكافرين، ثم قرأ إلى قوله عز وجل :﴿ يموتون وهم كفار ﴾٩.
١٤٩٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو بن زرارة : قال : حدثنا محمد بن ربيعة، عن أبي عمر الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس :﴿ وليست التوبة ﴾ إلى ﴿ ولا الذين يموتون وهم كفار ﴾ قال : هذا الشرك١٠.
قوله عز وجل :﴿ أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما ﴾ [ النساء : ١٨ ]
١٤٩٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ اعتدنا لهم عذابا أليما ﴾ أفعلنا، من العتاد، ومعناها : أعددنا لهم ﴿ أليما ﴾ مؤلما، أعددنا لهم ألما مؤلما١١.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٠١ رقم ٨٨٦٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٠١ رقم ٥٠٢٠) وأبو داود في ناسخه..
٢ يظهر أن هناك سقطا بين قوله (قال) وقوله (فأرسلنا).
٣ - تقدم تخريجه برقم (١٤٧٩) وسيأتي برقم (١٥١٥) وهو أثر واحد فرقه المؤلف..
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/١٠٠ رقم ٨٨٦٥).
٥ - رواه سفيان الثوري كما في تفسيره (ص ٩٢ رقم ٢٠٧) وأخرجه عبد الرزاق (١/١٥٠) وابن جرير(٨/٩٩ رقم ٨٨٦٠) وابن أبي حاتم (٣/٩٠٠ رقم ٥٠١٧).
٦ - المراد بالسوق النزع عند إقبال الموت..
٧ - الكظم: مخرج النفس عند الحلق، والمراد عند خروج نفسه وانقطاع نفسه..
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/ ١٠٠ رقم ٨٨٦٤).
٩ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١١٨)، وابن جرير (٨/١٠٠ رقم ٨٨٦٥) وقد تقدم برقم (١٤٧٩)، ( ١٤٨٨).
١٠ -أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٠١ رقم ٥٠٢١).
١١ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ [ النساء : ١٩ ]
١٤٩٥-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ قال ابن جريج : قال عطاء : عن ابن عباس، كان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كان أحق بامرأة الميت إذا شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي منه بصداقها أو تموت فيذهب بمالها١.
-وقال عكرمة مولى ابن عباس، نزلت في كبيشة ابنت معمر ابن عاصم، كانت عند الأسلت، فتوفي عنها، فجنح عليها أو قيس بن الأسلت، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تُركت فأُنكح !، فأنزل الله عز وجل :﴿ لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ الآية كلها٢.
١٤٩٦-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال : حدثنا أسباط بن محمد، قال : حدثنا الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال أبو إسحاق : وذكره عطاء أبو الحسن السوائي، ولا أظنه إلا عن ابن عباس في هذه الآية :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ قال : كانوا إذا مات الرجل، كان أولياؤه أحق بامرأته من ولي نفسها، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاء زوجها، وإن شاء لم يزوجها، فهم أحق بها أهلها ! فنزلت هذه الآية، حتى قرأ الآية٣.
١٤٩٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا روح، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق، قال : حدثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس في هذه الآية :﴿ لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾، قال : كان الرجل إذا مات، كان أولياء أحق بامرأته من ولي نفسها، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاء لم يتزوجها، فنزلت هذه الآية.
١٤٩٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ قال، كان إذا توفي الرجل، كان ابنه أحق بامرأته أن ينكحها إن شاء، أو ينكحها من شاء، أخاه أو ابن أخيه٤.
١٤٩٩-حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال : حدثنا سليمان، عن أبي مجلز في قوله عز وجل :﴿ لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ قال : كان الأنصار إذا مات رجل منهم كان وليه أولى بامرأته من وليها، فنهى الله عز وجل عن ذلك٥.
١٥٠٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، عن عبد الله، عن شريك، عن سالم، عن سعيد، قوله جل ثناؤه :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ قال : كان الرجل إذا كانت في حجره اليتيمة ولها مال منعها أن تتزوج، يحبسها على ولده حتى يتزوجها، أو تموت، فيرثها، فنزلت هذه الآية :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾.
قوله عز وجل :﴿ ولا تعضلوهن ﴾ [ النساء : ١٩ ]
١٥٠١-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن سالم بن الفضل، عن ابن البيلماني في قوله عز وجل :﴿ ولا تعضلوهن ﴾ قال : نزلت هاتان الآيتان، إحداهما في أمر الجاهلية، والأخرى في أمر الإسلام إلا أن التي في الإسلام :﴿ ولا تعضلوهن. . . إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾ والتي في الجاهلية ولا﴿ ترثوا النساء كرها ﴾٦.
قوله عز وجل :﴿ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾ [ النساء : ١٩ ]
١٥٠٢-أخبرنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن عطاء الخرساني قال : إن الرجل إذا أصابت امرأة فاحشة، أخذ ما ساق إليها، وأخرجها، فنسخ ذلك الحدود٧.
١٥٠٣- حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن خالد السجستاني، عن الضحاك، في قوله عز وجل :﴿ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾ قال : إذا فعلت ذلك، حل لك أن تأخذ منها٨.
١٥٠٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أبي قلابة، وابن سيرين، قالا : لا يحل الخُلع حتى يوجد رجل على بطنها، لأن الله عز وجل يقول :﴿ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾.
قوله عز وجل :﴿ وعاشروهن بالمعروف ﴾ [ النساء : ١٩ ]
١٥٠٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله عن يحيى بن قيس، قال : سمعت عكرمة يقول : حقها عليه ؛ الصحبة الحسنة، والكسوة، والرزق المعروف.
١٥٠٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :
﴿ وعاشروهن بالمعروف ﴾ أي : خالقوهن٩.
قوله عز وجل :﴿ فإن كرهتموهن ﴾ الآية [ النساء : ١٩ ]
١٥٠٧-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، قال : حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، قال : حدثنا حجاج، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن ﴾ فعسى أن يجعل الله في الكراهية خيرا١٠.
١٥٠٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ﴾ قال : إذا وقع بين الرجل، وبين امرأته كلام، فلا يعجل بطلاقها، وليتأنّ بها، وليصبر، فلعل الله سيُريه منها ما يحب.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٠٦ رقم ٨٨٧٣).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٠٦ رقم ٨٨٧٣).
٣ -أخرجه البخاري (٤٥٧٩).
٤ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٢٠)، وابن جرير (٨/١٠٧ رقم ٨٨٧٣).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/١٠٦ رقم ٨٨٧٢) وابن أبي حاتم (٣/٥٠٢٩).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/١١١ رقم ٨٨٨٦).
٧ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٥٢) وابن جرير (٨/١١٥ رقم ٨٨٩٤).
٨ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/١١٧ رقم ٨٩٠١).
٩ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
١٠ -أخرجه ابن جرير (٨/١٢٢ رقم ٨٩٠٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٠٥ رقم ٥٠٤٦).
قوله عز وجل :﴿ وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ﴾ [ النساء : ٢٠ ]
١٥٠٩-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ﴾ قال : يطلق امرأة وينكح أخرى، فلا يحل له من ميراث المطلقة – وإن كثر- شيء إلى قوله :﴿ بهتانا وإثما مبينا ﴾ ١
١٥١٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، قال : حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ وإن أردتم استبدال زوج ﴾ قال : طلاق امرأة، ونكاح أخرى، فلا يحل له من مال المطلقة شيء٢.
قوله عز وجل :﴿ وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذو منه شيئا ﴾ [ النساء : ٢٠ ]
١٥١١-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن قيس بن ربيع، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال : قال عمر بن الخطاب : لا تغالوا في مهور النساء، فقالت امرأة : ليس ذلك لك يا عمر ! إن الله عز وجل يقول :﴿ وآتيتم إحداهن قنطارا من ذهب ﴾٣ قال : وكذلك هي، في قراءة عبد الله٤، ولا يحل لكم أن تأخذوا منه شيئا، فقال عمر إن امرأة خاصمت عمر فخصمته٥.
قوله عز وجل :﴿ أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ﴾ [ النساء : ٢٠ ]
١٥١٢-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ بهتانا ﴾ قال : إثما٦.
١٥١٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ بهتانا ﴾ أي : ظلما٧.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٢٤ رقم ٨٩١٢).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٢٤ رقم ٨٩١٢).
٣ -هذه قراءة شاذة، لم أجدها في المحتسب ولا غيره..
٤ -أي ابن مسعود رضي الله عنه..
٥ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٦/١٨٠) ومن طريقه أخرجه المؤلف..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم ( ٣/٩٠٨ رقم ٥٠٦٤).
٧ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
قوله عز وجل :﴿ وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ [ النساء : ٢١ ]
١٥١٤-حدثنا موسى قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عباس :﴿ وقد أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ قال : الإفضاء الجماع١.
١٥١٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وقد أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ قال : مجامعة النساء٢.
١٥١٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ المجامعة٣.
قوله عز وجل :﴿ وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾ [ النساء : ٢١ ]
١٥١٧-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا عبد الله بن صالح أبو صالح الجهني، كاتب الليث بن سعد، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله عز وجل :﴿ وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾، والميثاق الغليظ : إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان٤.
١٥١٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، أن ابن عمر كان إذا أنكح، قال : أنكحك على ما أمر٥ الله به، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
١٥١٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير :﴿ وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾، قال : إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان.
-وكذلك قال الضحاك، ومحمد بن سيرين، والكلبي، وقتادة٦.
١٥٢٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سفيان، عن سالم الأفطس، عن مجاهد :﴿ وأخذن منكم ميثاقا غليظا ﴾ قال : النكاح٧.
١٥٦١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : الميثاق : مفعال، من : الوثيقة، بيمين، أو عهد، أو غير ذلك٨.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٢٦ رقم ٨٩١٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٠٨ رقم ٥٠٦٦).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٢٦ رقم ٨٩١٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٠٨ رقم ٥٠٦٦).
٣ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٠٩ رقم ٥٠٧١).
٥ - في م: قال.
٦ - قول قتادة: أخرجه ابن جرير (٨/١٢٧ رقم ٨٩٢٠) وقول الضحاك: أخرجه ابن جرير (٨/١٢٧ رقم ٨٩٢١) وقول ابن سيرين: أخرجه ابن جرير (٨/١٢٨ رقم ٨٩٢٦)..
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/١٢٨ رقم ٨٩٢٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٠٩ رقم ٥٠٦٩).
٨ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
قوله عز وجل :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ﴾ [ النساء : ٢٢ ]
١٥٢٢-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال : قلت لعطاء ما ﴿ إلا ما قد سلف ﴾ ؟ قال : كان الأبناء ينكحون نساء آبائهم في الجاهلية.
-وكذلك قال قتادة١.
١٥٢٣-حدثنا أبو سعد، قال : حدثني معاذ بن عفان، قال : حدثني أبو جعفر المخرمي محمد بن عبد الله، قال : حدثنا قُراد، قال : حدثنا سفيان ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله، إلا امرأة الأب، والجمع بين الأختين، فلما جاء الإسلام أنزل الله عز وجل :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾ ﴿ وأن تجمعوا بين الأختين ﴾٢ يعني : في النكاح٣.
١٥٢٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن جوبير، عن الضحاك :﴿ إلا ما قد سلف ﴾ إلا ما كان في الجاهلية.
١٥٢٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن أشعث، عن عدّي بن ثابت رجل من الأنصار، قال : توفي أبو قيس – وكان من صالحي الأنصار – فخطب قيس امرأته، فقالت : إنما أعدك ولدا، وأنت من صالحي قومك، ولكن آتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأستأمره، فأتته فقالت : إن أبا قيس توفي – فقال له رسول الله : خيرا- وإن ابنه قيس خطبني، وهو من صالحي قومه، وإنما [ كنت ]٤ أعده ولدا فما ترى ؟ فقال لها : ارجعي إلى بيتك، فانزل الله عز وجل :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾٥.
١٥٢٦-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ﴾ يقول : كل امرأة يتزوجها أبوك، أو ابنك، دخل أو لم يدخل بها٦ فهي٧ عليك حرام٨.
قوله عز وجل :﴿ إلا ما قد سلف ﴾ [ النساء : ٢٢ ]
١٥٢٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾ نهاهم أن ينكحوا نساء آبائهم، ولم يحل لهم ما سلف أي : ما مضى ولكن يقول : إلا ما فعلتم٩.
قوله عز وجل :﴿ إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ﴾ [ النساء : ٢٢ ]
١٥٢٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن عبيدة :﴿ إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ﴾، أي : سوء طريقة ومسلكا. ومن كان يتزوج امرأة أبيه فولد له منها، يقال له : مقتي ومقتوي، من قتوت، وهذا من مقت١٠.
١ -أخرجه ابن جرير (٨/١٣٤ رقم ٨٩٤١).
٢ - من الآية ٢٣ من سورة النساء..
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/١٣٣ رقم ٨٩٣٨).
٤ - في الأصل (كلت) وما أثبته هو الصواب.
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٠٩ رقم ٥٠٧٣).
٦ - في الأصل (به) الصحيح ما أثبته..
٧ - في الأصل (فهو) والصحيح ما أثبته..
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩١٠ رقم ٥٠٧٤).
٩ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
١٠ - مجاز القرآن (١/١٢٠).
قوله عز وجل :﴿ حرمت عليكم أمهاتكم ﴾ الآية [ النساء : ٢٣ ]
١٥٢٩-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال : أخبرنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس، قال : يحرم من النسب سبع، ومن الرضاع سبع، قال الله عز وجل ﴿ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ﴾ إلى قوله ﴿ وبنات الأخ وبنات الأخت ﴾ ومن الرضاع ﴿ وأمهاتكم اللآتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة ﴾ إلى قوله ﴿ إلا ما قد سلف ﴾ ثم قال :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ﴾ قال سفيان : الأول : النسب، والآخر : الصهر١.
١٥٣٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن عبد الواحد – وهو ابن زياد – قال : حدثنا عاصم الأحوال، عن لاحق بن حميد، وعكرمة قالا : قال ابن عباس : إن الله عز وجل جعل وعز جعل النسب في سبع، وجعل الصهر في سبع، قال :﴿ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ﴾ وجعل الصهر في سبع ﴿ وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسآئكم ﴾، وسقط هناهنا هذا الواحد :﴿ وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. . . وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ﴾ ثم قال السابعة :﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ﴾
١٥٣١-حدثنا أبو حاتم، قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال : أخبرني عبد الله بن زياد بن سمعان، قال : حرم الله عز وجل سبعا من الولادة، وحرم سبعا من الصهر والرضاعة.
فحرم على الرجل من نسبه، أمه، وابنته، وأخته، وعمته، وخالته، وبنت أخيه، وبنت أخته. فقال عندما حرم من ذلك :﴿ حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ﴾ فسمى الله هؤلاء تسمية في كتابه، ثم حرم بتحريمهن من شاء، فمضت به السنة.
فحرم لحرمة الأم ما/ فوقها وما تحتها، ما فوقها من الجدات فهن : أمهات أبيها، وما أسفل منها من بناتها، فهن أخوات أبيها، وما كان أسفل من ذلك، من بنات بنيها، وبنات ابن ابنها، وابنها عم وخال، فحرم لحرمة الأم ما فوقها وما تحتها.
وحرم بحرمة البنت ما أسفل منها من بناتها، أو بنات بنيها، وبنات بناتها. فالأب جد هؤلاء كمنزلة والدهم.
وحرم بحرمة الأخت ما أسفل منها من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها. أخ الأم خال هؤلاء كلهم، وما فوق الأخت من أمهاتها، وعماتها، وخالاتها، إن كانت أخته لأبيه وأمه، فهي حرام، وإن كانت أخته لأبيه فأمها حرام، لأنها حليلة أبيه، وأم أمها، وخالتها، وما فوق ذلك من أمهاتها حلال. وبنات أمها من غير أبيه قبل نكاحه إياها، وبعد نكاحه إياها، إن مات عنها، أو طلقها، إن كانت بيده، لم يفارقها، فهي حلال، وإن كانت أخته لأمه فأمهاتها من قبل أمها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال.
وحرم بحرمة العمة، إن كانت أخت الأب لأبيه، وأمه، فما فوقها من أمهاتها، وعماتها، وخالاتها. وإن كانت أخت الأب لأبيه، فإنها حرام، لأنها حليلة الجد، والجد في ذلك كمنزلة الأب، وما فوق أخ العمة، من خالات العمة، وأمهاتها فهي حلال. وإن كانت أخت الأب لأمه، فأمها، وخالتها، وأمهات أمها حرام، وعماتها وأمهاتهن من قبل أبيها حلال، وما أسفل من العمة وبنات العمة، وبنات بنيها، وبنات بناتها فهو حلال.
وحرم بحرمة الخالة إن كانت أخت الأم لأبيها وأمها ما فوقها، من أمهاتها، وعماتها وخالاتها. وإن كانت أخت الأم لأبيها فإنها مكروهة يستثقلها العلماء، وما فوق أم الخالة، من أمهاتها فهو حلال. وإن كانت أخت الأم لأمهاتها، فأمهاتها/ وأمهات أمهاتها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال، وما أسفل من الخالة من بناتها، وبنات بنيها وبنات بناتها فهو حلال.
وحرم لحرمة بنت الأخ ما أسفل منها، من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها، هو حرام. عم المرأة عم هؤلاء كلهم، وما فوق بنت الأخ من قبل أمها، وأمهات أمها، وخالتها فهي حلال. وما فوق ذلك، من أمهات أبيها- إن كانت بنت أخته لأبيه وأمه – فهي حرام. وإن كانت بنت أخيه لأبيه فجدتها أم أبيها حرام، لأنها حليلة أبيه. وأم عمتها، وما كان حذو الجدة، من أخوات الجدة، فما فوق ذلك، من أمهاتها، فهي حلال. وإن كانت بنت أخيه لأمه فجدتها أم أبيها، وما فوقها، من أمهاتها حرام، وجدة أمها وأبيها شاكلت أم أبيه، وما فوق ذلك، من أمهاتها حلال.
وحرم بحرمة بنت الأخت ما أسفل منها، من بناتها، وبنات بنيها، وبنات بناتها هو حرام. خال المرأة خال هؤلاء كلهن، وما فوق بنت الأخ، من أمهاتها، إن كانت بنت أخيه لأبيه وأمه، فهي حرام، وإن كانت بنت أخته لأبيه فإنها وأم أبيها، حرام، وما فوق ذلك حلال، لأن أمها أخته، وجدتها حليلة ابنه، وإن كانت بنت أخته لأمه، فأمها وأمها أمهات أمها حرام، وأمهاتها من قبل أبيها حلال.
وحرم الله من الصهر والرضاعة : أمه التي أرضعته، وأخته من الرضاعة، وحليلة أبيه، وحليلة ابنه، وأم امرأته، وبنت امرأته التي دخل بها، وأخت امرأته أن يجمعهما، فقال عندما حرم من ذلك ﴿ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء ﴾ وقال :﴿ وأمهاتكم الاتي أرضعنكم ﴾ إلى قوله :﴿ إن الله كان غفورا رحيما ﴾ قال ابن سمعان : فسمى الله هؤلاء تسمية في كتابه، ثم حرم بتحريمهن ما شاء، فمضت به السنن٢.
قوله عز وجل :﴿ وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة ﴾ [ النساء : ٢٣ ]
١٥٣٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد قال : أخبرنا محمد بن عمرو، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أنه قال : سأل سعيد بن المسيب، وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فقالوا : إنما تحرم من الرضاعة ما كان من قبل النساء، ولا تحرم ما كان من قبل الرجال.
١٥٣٣-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن خصيف، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، قال : لا بأس بلبن الفحل.
وكذلك روي عن النخعي ومكحول.
١٥٣٤-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت : جاء أفلح أخو أبي القعيس يستأذن عليها، فقال : إني عمها، فأبت أن تأذن له، فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :«أولا أذنت لعمك ؟ ». قالت : يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة، ولم يرضعني الرجل ! قال :«فأذني له، فإنه عمك، تربت يمينك ! ».
قال : وكان أبو القعيس أخو زوج المرأة التي أرضعت عائشة.
قوله عز وجل :﴿ وأمهات نسائكم ﴾ [ النساء : ٢٣ ]
١٥٣٥-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، قال : أخبرني من سمع مثنى بن الصباح يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما رجل نكح امرأة فدخل بها، أو لم يدخل بها، فلا تحل له أمها٣.
١٥٣٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، في أمهات نسائكم، قال : هي مبهمة٤.
١٥٣٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : هي مبهمة٥.
١٥٣٨-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي فروة، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود، قال : إن رجلا من بني كمخ من فزارة تزوج امرأة، ثم رأى أمها، فأعجبته، /فاستفتى ابن مسعود، فأمره أن يفارقها، ثم يتزوج أمها، فتزوجها، وولدت أولادا، ثم أتى ابن مسعود بالمدينة، فسأل عن ذلك فأُخبر أنها لا تحل له، فلما رجع إلى الكوفة، قال للرجل : إنها عليك حرام، إنها لا تنبغي لك، ففارقها.
١٥٣٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا ابن علية، عن ابن جريج، قال أخبرني عكرمة بن خالد، عن مجاهد، أنه قال في ﴿ أمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم ﴾ أريد بهما الدخول جميعا٦.
١٥٤٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا ابن علية، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، في الرجل يتزوج المرأة، ثم يطلقها، قبل أن يدخل بها، أيتزوج أمها ؟ قال علي : هي بمنزلة الربيبة٧
١٥٤١-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن قتادة، عن خُلاس، أن عليا قال في رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها، أله أن يتزوج ابنتها ؟ قال علي : هما بمنزلة واحدة، يجريان مجرى واحدا، إن طلق البنت قبل أن يدخل بها، تزوج أمها، وإن تزوج أمها ثم طلقها، قبل أن يدخل بها، تزوج ابنتها٨.
١٥٤٢-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا حميد، قال : حدثنا خالد، عن سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن زيد، أنه كان يقول : إذا تزوجها فتوفيت، فأصاب ميراثها، فليس له أن يتزوج أمها. وإن طلقها فما شاء فعل يعني : إن شاء تزوجها٩.
١٥٤٣-حدثنا علي، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، أن زيد بن ثابت قال : إن طلق البنت طلاقا قبل أن يدخل بها، تزوج أمها، فإن ماتت موتا، لم يتزوج أمها١٠.
١٥٤٤-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال : أخبرنا أبو بكر بن حفص، عن مسلم بن عويمر الأجدع، من بكر كنانة، أخبره أن أباه أنكحه امرأة بالطائف، قال : فلم أجمعها حتى توفي عمي عن أمها، وأمها ذات مال كثير، فقال أبي : هل لك في أمها ؟ قال : فسألت ابن عباس، وأخبرته الخبر، فقال : انكح أمها، قال : فسألت ابن عمر فقال : لا تنكحها ! / فأخبرت أبي ما قال ابن عباس، وما قال ابن عمر، فكتب إلى معاوية، وأخبره في كتابه بما قال ابن عمر وابن عباس، فكتب معاوية إني لا أحل ما حرم الله، ولا أحرم ما أحل الله، وأنت وذاك ! والنساء كثير، ولم ينهني، ولم يأذن لي، وانصرف أبي عن أمها، فلم ينكحها.
قوله عز وجل :﴿ وربائبكم ﴾ [ النساء : ٢٣ ]
١٥٤٥-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا هشيم، عن داود، أنه قرأ في مصحف عبد الله١١ :﴿ وربائبكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن ﴾١٢
١٥٤٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة ﴿ وربائبكم ﴾ من نسائكم بنات المرأة من غيره، وربيبة الرجل : بنت امرأته، ويقال لها : المربوبة، وهي بمنزلة قتيلة، ومقتولة١٣.
قوله عز وجل :﴿ اللاتي في حجوركم ﴾ [ النساء : ٢٣ ]
١٥٤٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ اللاتي في حجوركم ﴾ في بيوتكم١٤.
قوله عز وجل :﴿ من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ﴾ إلى قوله ﴿ فلا جناح عليكم ﴾ [ النساء : ٢٣ ]
١٥٤٨-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم عن بكر بن عبد الله المزني، قال : قال ابن عباس : الدخول، والتغشي، والإفضاء، والمباشرة، والرفث، واللمس هو : الجماع، غير أن الله حيي كر
١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤١ رقم ٨٩٤٤)، وابن أبي حاتم (٣/٩١١ رقم ٥٠٨٢).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤٢ رقم ٨٩٤٩)..
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤٦ رقم ٨٨٥٦) وقال: في إسناده ضعف..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩١١ رقم ٥٠٨٦).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩١١رقم ٥٠٨٦)..
٦ - أخرجه ابن أبي جرير (٨/١٤٥ رقم ٨٩٥٥).
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩١١ رقم ٥٠٨٥).
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤٥ رقم٨٩٥١، ٨٩٥٢) وابن أبي حاتم (٣/٩١١ رقم ٥٠٨٥).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤٥ رقم٨٩٥٣).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/١٤٥ رقم٨٩٥٤).
١١ - أي ابن مسعود رضي الله عنه..
١٢ -مجاز القرآن (١/١٢١).
١٣ -مجاز القرآن (١/١٢١).
١٤ -مجاز القرآن (١/١٢١).
قوله عز وجل :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٦٥-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الحسن بن الربيع، قال : حدثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن عثمان البتي، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري، قال : أصبنا سبايا، يوم أوطاس، ولهن أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾١.
١٥٦٦-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله جل ثناؤه :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ يقول : كل امرأة لها زوج، فهي عليك حرام، إلا أمة ملكتها، ولها زوج، بأرض الحرب، فهي لك حلال، إذا اشتريتها٢.
١٥٦٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا معاوية بن هشام، قال : حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ والمحصنات من الناس ﴾ قال : من النساء كلهن، إلا ذوات الأزواج من السبايا٣.
١٥٦٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن خالد عن أبي قلابة، عن ابن مسعود، قال : سبايا كان لهن أزواج قبل أن يُسبين٤.
١٥٧٩-حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو عمر، قال : حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، في قول الله عز وجل :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾/، قال :«كل ذات زوج عليك حرام، إلا ما اشتريت بمالك، وكان يقول : بيعها طلاق٥ »٦.
١٥٧٠-حدثنا النجار، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، في قوله جل ثناؤه :﴿ والمحصنات من النساء ﴾ قال : من ذوات الأزواج، حرم الله عز وجل نكاحهن، إلا ما ملكت يمينك، وبيعها طلاقها٧.
-قال معمر : وقال الحسن مثل ذلك٨.
١٥٧١-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا نصر بن علي، قال : أخبرني أبي، عن إسرائيل، عن سماك، ( سقط من كتابي ( عن )فقط )٩ عكرمة، عن ابن عباس :﴿ والمحصنات من النساء ﴾ لا يحل له أن يتزوج فوق أربع، فما زاد فهو عليه حرام، كأمه وأخته.
١٥٧٢-حدثنا علي، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة أنه قال في هذه الآية :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ قال : هن النساء الأربع١٠.
١٥٧٣-حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا سليمان، عن عزرة في قوله عز وجل :﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ قال : أربع أحلهن الله، وحرم ما سوى ذلك١١.
١٥٧٤-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، عن أبيه، عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك، أنه قال في ﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ قال أنس : المحصنات : ذوات الأزواج الحرائر حرام، إلا ما ملكت أيمانكم١٢.
١٥٧٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس :﴿ والمحصنات من النساء ﴾ قال : ذوات الأزواج١٣.
١٥٧٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا أبو داود، عن زمعة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال : ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا١٤.
١٥٧٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج قال : قال عطاء : هو الزنا حرمه١٥.
١٥٧٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : قال لي ابن شهاب : قال لي ابن المسيب :﴿ والمحصنات من النساء ﴾ ذوات الأزواج فلا ينكحن امرأة زوجين١٦.
١٥٧٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، /قال : حدثنا غُندر، عن ابن جريج، عن عطاء، قال : وقال ابن عباس :﴿ إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ ينزع الرجل وليدته امرأة عبده، وقال غيره : سبايا العدو يؤطئن، إذا ما سبيت أزواجهن.
١٥٨٠-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا عتاب بن بشير، ( قال )١٧، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ والمحصنات ﴾ قال : العفيفة الغافلة، من مسلمة، أو من أهل الكتاب١٨.
قوله عز وجل :﴿ كتاب الله عليكم ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٨١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن ابن عباس قال :﴿ كتاب الله عليكم ﴾، واحدة إلى أربع، في النكاح.
١٥٨٢-حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال : حدثنا عبد الله بن بكر، قال : حدثنا هشام، عن محمد بن سيرين، قال : سألت عبيدة، عن قول الله عز وجل ﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ﴾ قال : أربع١٩
١٥٨٢-حدثنا موسى، قال حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن منصور٢٠، عن إبراهيم :﴿ كتاب الله عليكم ﴾ قال : ما حرم عليكم٢١.
قوله عز وجل :﴿ وأحل لكم ما وراء ذلكم ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٨٤-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا محمد بن يحيى، وسئل عن :﴿ وأحل لكم ما وراء ذلكم ﴾ قال : فحدثنا٢٢ عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، قال : ما ملكت أيمانكم٢٣.
١٥٨٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ما وراء ذلكم ﴾ أي : سوى ذلك٢٤.
قوله عز وجل :﴿ محصنين ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٨٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله :﴿ محصنين ﴾ ناكحين٢٥. ٢٦
قوله عز وجل :﴿ غير مسافحين ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٨٧-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ مسافحين ﴾ قال : زانين بكل زانية٢٧.
قوله عز وجل :﴿ فما استمتعتم به منهن ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٨٨-حدثنا / موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ فما استمتعتم به منهن ﴾ قال : النكاح ٢٨.
١٥٨٩-أخبرنا الدبري، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال : أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ :﴿ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن ﴾.
قال : وقال ابن عباس في حرف : إلى أجل مسمى٢٩.
١٥٩٠-حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء، قال : سمعت ابن عباس.
-وحدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال : أخبرني عطاء، قال : سمعت ابن عباس يقول : يرحم الله عمر ! ما كانت المتعة إلا رحمة من الله، رحم بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولولا نهيه عنها، ما احتاج إلى الزنا إلا شقي.
قال : وقال : كأني أسمع قوله الآن " إلا شقي " عطاء القائل [ ذلك ]٣٠
قال : قال عطاء٣١ : وهي التي في سورة النساء ﴿ فما استمتعتم به منهم ﴾ إلى كذا وكذا من الأجل، على كذا وكذا، قال وليس بينهما وراثة، فإن بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم، وإن تفرقا فنعم، وليس بينهما نكاح، قال : وأخبرني أنه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا ( اللفظ لأبي عبيد )٣٢.
١٥٩١-حدثنا علان، قال : حدثنا عبد الله، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ﴾ يقول :[ إذا ]٣٣ تزوج الرجل منكم المرأة، ثم نكحها مرة واحدة، فقد وجب صداقها كله. والاستمتاع : النكاح، وهو قوله :﴿ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ﴾.
١٥٩٢-حدثنا علي، عن أبي عبيدة، قال : حدثنا ابن بكير عن الليث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عمار مولى الشريد، قال : سألت ابن عباس عن المتعة أسِفاح هي أم نكاح ؟ فقال ابن عباس : لا سفاح ولا نكاح، قلت : فما هي ؟ قال هي : المتعة، كما قال الله جل ثناؤه، قلت : هل لها من عدة ؟ قال : نعم، عدتها حيضة، قلت : هل يتوارثان ؟ قال : لا٣٤.
١٥٩٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا عبد السلام، / عن حجاج، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، قال : قلت لابن عباس : هل ترى ما صنعت وبم أفتيت ؟ ! سارت بفتياك الركبان، وقالت فيه الشعر ؟ ! [ قال : ما قالوا ؟ ]٣٥ قلت : قالوا :
[ أقول للشيخ ]٣٦ لما طال مجلسه يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس ؟
هل لك في رخصة الأطراف آنسة تكون مثواك حتى [ مصدر ]٣٧ الناس ؟
قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ! لا والله ما بهذا أفتيت، ولا هذا أردت، ولا أحللت منها إلا ما أحل الله من الميتة، والدم، ولحم الخنزير٣٨.
١٥٩٤-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء الخرساني، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ فما استمتعتم به منهن ﴾ قال : نسختها ﴿ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ﴾٣٩. ٤٠
١٥٩٥-حدثنا علي، عن أبي عبيدة، قال : حدثنا ابن أبي زائدة، عن حجاج، عن الحكم، عن أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال : المتعة منسوخة، نسخها الطلاق، والصدقة، والعدة، والميراث٤١.
١٥٩٦-حدثنا الدبري، قال : قال عبد الرزاق : سمعت رجلا يحدث معمرا قال : أخبرني الأشعث، والحجاج بن أرطاة أنهما سمعا أبا إسحاق يحدث عن الحارث، عن علي، قال : نسخ المتعة الطلاق، والعدة، والميراث.
قال : وسمعت غير الحجاج يحدث عن محمد بن علي، عن علي ونسخت الضحية كل ذبح٤٢.
١٥٩٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن داود، عن سعيد بن المسيب، قال : نسخت آية الميراث المتعة٤٣.
قوله عز وجل :﴿ فآتوهن أجورهن فريضة ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٩٨-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله :﴿ فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ﴾ يقول : إذا تزوج الرجل منكم المرأة، ثم نكحها مرة واحدة، فقد وجب صداقها كله. والاستمتاع هو النكاح، وهو قوله عز وجل :﴿ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ﴾٤٤/.
قوله عز وجل :﴿ ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ﴾ [ النساء : ٢٤ ]
١٥٩٩-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله جل ثناؤه :﴿ ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ﴾ والتراضي : أن يوفيها صداقها ثم يخيرها٤٥.
١ - أخرجه مسلم (١٤٥٦).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٥٢ رقم ٤٩٦٣) وابن أبي حاتم (٣/٩١٦ رقم ٥١١٤) والطبراني (رقم ١٢٦٣٩)..
٣ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٨)، وابن جرير (٨/١٥١ رقم ٨٩٦١) والحاكم وصححه (٢/٣٠٤)، والبيهقي (٧/١٦٧)..
٤ -أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٦)، والطبراني (٩٠٣٧).
٥ - في م : طلاقها.
٦ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٠٥)، وابن أبي شيبة (٤/٢٦٧)، وابن جرير (٨/١٥٦ رقم (٨٩٧٩)..
٧ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٣ رقم ٥٤٧) وابن أبي شيبة (٤/٢٦٦) مختصرا..
٨ - فول الحسن أخرجه ابن أبي شيبه (٤/٢٦٦ – ٢٦٧، ٢٦٨).
٩ - يقصد أنه كان في كتابه (سماك، عكرمة) بسقوط (عن) بينهما وهذا يدل على شدة التحري والتوثيق..
١٠ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٣ رقم ٥٤٨)، وابن أبي شيبة (٤/٢٦٦) وابن جرير (٨/١٥٩ رقم ٨٩٩) وابن أبي حاتم (٣/٩١٦ رقم ٥١١١)..
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٦٣ رقم ٩٠١٠).
١٢ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٦).
١٣ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٦)، وابن أبي حاتم (٣/٩١٥ رقم ٥١٠٧).
١٤ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٦)، والبيهقي (٧/١٦٧).
١٥ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٢٦٧، ٢٦٨).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/١٦١ رقم ٩٠٠٣) إلى قوله (ذوات الأزواج) وأخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩١٥ رقم ٥١٠٧)..
١٧ - (قال) ليست في (م).
١٨ - أخرجه سعيد بن منصور(٦١١)، وابن جرير (٨/١٦٠ رقم ٨٩٩٨)..
١٩ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٠ رقم ٩٠١٧) وابن أبي حاتم (٣/٩١٧ رقم ٥١١٧)..
٢٠ - تكررت كلمتا (عن منصور) في الأصل مرتين، واكتفيت بإثبات واحدة..
٢١ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٠ رقم ٩٠١٥) وابن أبي حاتم (٣/٩١٧ رقم ٥١١٨).
٢٢ - في (م) " فقال حدثنا".
٢٣ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٢ رقم ٩٠٢٤).
٢٤ - مجاز القرآن: (١/١٢٣).
٢٥ - في م: «متناكحين» بدل «ناكحين» وينظر: مجاز القرآن (١/١٢٣).
٢٦ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٤رقم ٩٠٢٥) وابن أبي حاتم (٣/٩١٨ رقم ٥١٢٥).
٢٧ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٤ رقم ٩٠٢٥) وابن جرير وابن أبي حاتم (٣/٩١٨ رقم ٥١٢٥).
٢٨ - أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ (١٢٥) وابن جرير (٨/١٧٥ رقم ٩٠٣٠).
٢٩ أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٤٩٨ رقم ١٤٠٢٢) وأبو عبيد في فضائل القرآن (١٦٩) ومعنى في حرف: في لغة..
٣٠ - ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق، كما في (م).
٣١ - ليست في (م).
٣٢ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٤٩٦-٤٩٧) رقم ١٤٠٢١)، وأبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص ٨٠ رقم ١٣٠)..
٣٣ - ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق، كما في (م)..
٣٤ - رواه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (٨٠-٨١ رقم ١٣٦) ومن طريقه المؤلف..
٣٥ - ما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق كما في (م).
٣٦ كذا في م، وفي الأصل: "قال الشيخ" ولا يستقيم به الوزن.
٣٧ - كذا في م، وفي الأصل: !يصدر! وبه يكون في البيت إقواء.
٣٨ - أخرجه أبو عبيدة في الناسخ والمنسوخ ( ٨٢ رقم ١٣٩) ورواية المؤلف هنا تدل على أن هذا الرواية من زيادة علي بن عبد العزيز، كما أخرجه البيهقي (٧/٢٠٥).
٣٩ - من الآية: ١ من سورة الطلاق..
٤٠ - أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص ٨٣ رقم ١٤٠)، والنحاس في الناسخ المنسوخ ( ص ١٢٦).
٤١ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/ ٥٠٥ رقم ١٤٠٤٣)، وأبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ( ص٧٩ رقم ١٣٤) والبيهقي ( ٧/٢٠٧).
٤٢ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٥٠٥ رقم ١٤٠٤٦).
٤٣ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٥٠٥ رقم ١٤٠٤٥) والنحاس في الناسخ والمنسوخ ( ص ١٢٦) والبيهقي ( ٧/٢٠٧).
٤٤ - أخرجه ابن جرير (٨/١٧٥ رقم ٩٠٢٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩١٩ رقم ٥١٣٣) والنحاس في الناسخ والمنسوخ ( ص ١٢٧).
٤٥ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨١ رقم ٩٠٤٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٠ رقم ٥١٣٦) والنحاس في ناسخه (ص ١٢٧).
قوله عز وجل :﴿ ومن لم يستطع منكم طولا ﴾ الآية [ النساء : ٢٥ ]
١٦٠٠-حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ ومن لم يستطع منكم طولا ﴾، يقول : من لم يكن له سعة١.
١٦٠١-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، قال : حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله جل ثناؤه :﴿ طولا ﴾ قال : غنى٢.
قوله عز وجل :﴿ أن ينكح المحصنات المؤمنات ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦٠٢-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، عن أبي عاصم، عن عيسى، قال : حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ أن ينكح المحصنات ﴾ قال : الحرائر، فلينكح الأمة المؤمنة٣
قوله عز وجل :﴿ فمن ما ملكت أيمانكم ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٢٠٣-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ﴾ يقول : إن لم يكن له سعة، أن ينكح الحرائر، فلينكح من إماء المؤمنين، و﴿ ذلك لمن خشي العنت ﴾ وهو الفجور، فليس لأحد من الأحرار، أن ينكح أمة، إلا أن لا يقدر على حرة، وهو يخشى العنت، قال :﴿ وأن تصبروا ﴾ عن نكاح الإماء ﴿ فهو خير لكم ﴾٤.
١٦٠٤-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي، حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن خالد بن ميمون، عن إبي إسحاق، أن أبا عبيدة عن عبد الله حدثه، عن عبد الله بن مسعود :﴿ ذلك لمن خشي العنت منكم ﴾ على نفسه، إنما أحل الله نكاح الإماء لمن لم يستطع طولا، وخشي العنت على نفسه.
١٢٠٥-حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج، قال : أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : من وجد صداق حرة فلا ينكح أمة٥.
-وهذا قول الشعبي، والحسن.
١٦٠٦-حدثنا أبو أحمد بن عبد الوهاب، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال : مما وسع الله على هذه الأمة، نكاح الأمة، والنصرانية، واليهودية، وإن كان موسرا٦.
١٦٠٧-حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد في الرجل ينكح الأمة، قال : هو مما وسع الله به على هذه الأمة، نكاح الأمة، والنصرانية، وإن كان موسرا.
وبه يأخذ سفيان بقول : لا بأس بنكاح الأمة، ثم ذكر حديث ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد الله، عن علي، قال : إذا نُكحت الحرة على الأمة كان للحرة يومان، وللأمة يوم، وذلك أني سألته عن نكاح الأمة، فحدثني حديث علي هذا وقال : لم ير به علي بأسا.
١٦٠٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن مبارك، عن ابن جريج، عن عطاء، قال : سمعته يقول في المياسير٧ إذا خشوا على أنفسهم، فلا بأس بنكاح الإماء٨.
١٦٠٩-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر أنه سئل عن الحر يقع حب الأمة في نفسه، قال : إن خشي العنت، فليتزوجها، يعني : الحر إذا كان ذا طول٩. ١٠
١٦١٠-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن سعيد، قال : سألت الحكم وحمادا، عن الرجل يتزوج الأمة، قال : إذا خشي العنت، فلا بأس.
قوله عز وجل :﴿ من فتياتكم المؤمنات ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا يزيد - هو ابن زريع- قال : حدثنا يونس، عن الحسن قال : كان يكره أن يتزوج الأمة النصرانية أو اليهودية، قال : إنما/ رخص في الأمة المسلمة، قال الله عز وجل :﴿ من فتياتكم المؤمنات ﴾ لمن لم يجد طولا١١.
١٦١١-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، قال : قال مجاهد : في قوله ﴿ من لم يستطع منكم طولا ﴾ الآية، فلينكح أمة مؤمنة١٢.
قوله عز وجل :﴿ فانكحوهن بإذن أهلهن ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦١٢-قال زكريا، حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، قال : حدثنا أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ فانكحوهن بإذن أهلهن ﴾ قال : بإذن مواليهن.
قوله عز وجل :﴿ وآتوهن أجورهن بالمعروف ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦١٣-حدثنا زكريا، عن إسحاق، عن عمرو بن محمد، قال : حدثنا أسباط، عن السدي :﴿ وآتوهن أجورهن ﴾، مهورهن.
قوله عز وجل :﴿ محصنات غير مسافحات ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦١٤- حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا بشر – هو ابن المفضل– قال : حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية :﴿ غير مسافحات ﴾ قال : المسافحة السوق القائمة١٣
قوله عز وجل :﴿ ولا متخذات أخدان ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦١٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا بشر – هو ابن المفضل– قال : حدثنا داود، عن عامر في هذه الآية :﴿ غير مسافحات ولا متخذات أخدان ﴾، قال : الزنا زناءان، المسافحة : السوق القائمة، والمتخذات أخدان : التي تتخذ خذنا واحدا، فحرمهما الله جميعا١٤.
١٦١٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ولا متخذات أخدان ﴾، الخليلة يتخذها الرجل، والمرأة تتخذ الخليل، فيقيم عليها وتقيم عليه، فأولئك الأخدان١٥.
١٦١٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ ولا متخذات أخدان ﴾ قال : أخلاء١٦.
قوله عز وجل :﴿ فإذا أحصن ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦١٨-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : إنما قال الله عز وجل :﴿ فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن ﴾ قال : فليس يكون عليها حد حتى تحصن١٧.
١٦١٩-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن هارون/ بن موسى، قال : أخبرني أبان بن تغلب، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قرأها :﴿ فإذا أحصن ﴾ يعني : برفع الألف، يقول : أحصن بالأزواج، يقول : لا تجلد أمة حتى تزوج.
١٦٢٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي، وسئل عن قوله جل ثناؤه :﴿ فإذا أحصن ﴾ فحدثنا محمد قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة عن الحسن، وهو قول قتادة :﴿ فإذا أحصن ﴾ أحصنتهن البعولة١٨.
١٦٢١-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا حماد –هو ابن زيد-، قال حدثنا منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث أن ابن مقرن سأل ابن مسعود قال : أمتي زنت، قال : اجلدها، قال : إنها لم تحصن، قال : إحصانها إسلامها١٩.
١٦٢٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد عن٢٠ عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، أن أبا عبيدة بن عبد الله حدثه أن عبد الله بن مسعود٢١ كان يقرأها :﴿ فإذا أحصن أسلمن ﴾.
-وكذلك قرأ٢٢ النخعي والضحاك٢٣. ٢٤
١٦٢٣-حدثنا محمد، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا داود، قال : أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس، قال : شهدت أنس ابن مالك يضرب إماه الحد إذا زنين، تزوجن أو لم يتزوجن٢٥.
قوله عز وجل :﴿ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ﴾[ النساء : ٢٥ ]
١٦٢٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، أن أبا عبيدة بن عبد الله حدثه أن عبد الله بن مسعود كان يقرؤها ﴿ فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ﴾ خمسون جلدة، ولا نفي ولا رجم.
١٦٢٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : حدثنا عبد الله، عن أبي جريج، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : حد العبد يفتري على الحر، أربعون٢٦.
١٦٢٦-حدثنا الدبري، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال : إن افترى عبد على حر، جلد أربعين / أحصن بنكاح امرأة أو لم يحصن، قلت : فإنهم يقولون : يجلد ثمانين، فأنكر ذلك، وتلا :﴿ والذين يرمون المحصنات فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ﴾ ولا شهادة لعبد٢٧.
١٦٢٧-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : حدثنا روح، قال : حدثنا ابن أبي ذئب، قال : قال ابن شهاب : يُجلد العبد في الفرية على الحر، ثمانين٢٨.
١٦٢٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن عبيدة :﴿ فنصف ما على المحصنات من العذاب ﴾ من عقوبة الحد٢٩.
قوله عز وجل :﴿ ذلك لمن خشي العنت منكم ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٦٢٩-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ ذلك لمن خشي العنت ﴾ وهو الفجور٣٠.
١٦٣٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : أخبرنا هشيم، عن مغيرة، عن الشعبي، قال : العنت، الزنا.
-وكذلك قال عطية والضكاك٣١
قوله :﴿ وأن تصبروا ﴾[ النساء : ٢٥ ]
١٦٣١-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ وأن تصبروا ﴾ عن نكاح الإماء فهو ﴿ خير لكم ﴾٣٢.
١٦٣٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير :﴿ وأن تصبروا خير لكم ﴾ قال : عن نكاح الإماء٣٣.
-وكذلك قال طاوس والضحاك.
قوله عز وجل :﴿ خير لكم والله غفور رحيم ﴾ [ النساء : ٢٥ ]
١٢٣٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : وقال مولى ابن عباس٣٤ :[ وأن ]٣٥ تصبروا عن نكاح الأمة خير، وهو حل لكم استرقاق أولادهن.
١٦٣٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن يحيى / القطعي، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، أن أبا عبيدة بن عبد الله حدثه عن عبد الله بن مسعود :﴿ وأن تصبروا خير لكم ﴾ يقول : إن تصبروا عن نكاح الإماء خير لكم ﴿ والله غفور رحيم ﴾.
١٦٣٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ وأن تصبروا ﴾ يقول عن نكاح الإماء ﴿ خير لكم ﴾ وهن حل٣٦.
١ -أخرجه ابن جرير (٨/١٨٢ رقم ٩٠٥١) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٠ رقم ٥١٣٩) والبيهقي في السنن (٧/١٧٣).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨٢ رقم ٩٠٤٩) والبيهقي (٧/١٧٤).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨٦ رقم ٩٠٦٣).
٤ - تقدم تخريجه قريبا جدا برقم (١٦٢٥) إلا أنه اختصره هناك.
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨٤ رقم ٩٠٥٩).
٦ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/١٤٧).
٧ - المياسير : جمع موسر؛ وهو الغني..
٨ - أخرجه بمعناه ابن جرير (٨/١٨٤ رقم ٩٠٦١).
٩ - أي : ذا غنى..
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨٤ رقم ٩٠٥٩)..
١١ - أخرجه البيهقي (٧/١٧٤-١٧٥).
١٢ - أخرجه ابن جرير (٨/١٨٦ رقم ٩٠٦٣) والبيهقي (٧/١٧٤).
١٣ - أخرجه ابن جرير (٨/١٩٤ رقم ٩٠٧٦).
١٤ - أخرجه ابن جرير (٨/١٩٤ رقم ٩٠٧٦) وقد وقع في الأصل هنا طمس، والمثبت كما في (م).
١٥ - أخرجه ابن جرير (٨/١٩٤ رقم ٩٠٧٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٢ رقم ٥١٥. ٥).
١٦ -أخرجه ابن جرير (٨/١٩٤-١٩٥ رقم ٩٠٨١ وابن أبي حاتم (٣/٩٢٢ رقم ٥١٥٥).
١٧ - أخرجه سعيد بن منصور (٦١٢).
١٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٢ رقم ٩١٠٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٣ رقم ٥١٥٨).
١٩ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٣٩٤ رقم ١٣٦٠٤) وابن أبي جرير (٨/٢٠٠ رقم ٩٠٨٩ – ٩٠٩١) والطبراني (٩٦٩١) والبيهقي في السنن الكبرى (٨/٢٤٣).
٢٠ - في الأصل: "محمد بن عبد الله" وعليها علامة تضبيب، والتصحيح من كتب الرجال..
٢١ - ما بين القوسين سقط من نص النسخة الأصلية، وعلق على الهامش بشكل لم أتبين قراءته، فنقلته من (م)..
٢٢ - في م: "وكذلك في قراءة".
٢٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠١ رقم ٩٠٩٥).
٢٤ - الحجة للقراء السبعة (٣/١٤٨، ١٥١).
٢٥ - أخرجه سعيد بن منصور (٦١٤).
٢٦ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٤٣٧ رقم ١٣٧٩٠).
٢٧ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٤٣٦ رقم ١٣٧٨٦).
٢٨ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف ( ٧/٤٣٨ رقم ١٣٩٥).
٢٩ - مجاز القرآن (١/١٢٣).
٣٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٥ رقم ٩١١٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٤ رقم ٥١٦٤) وفي الدر المنثور (٢/٤٩٢).
٣١ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٥ رقم ٩١١٧، ٩١١٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٤ رقم ٥١٦٤).
٣٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٨ رقم ٩١٢١) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٤ رقم ٥١٤٦٥).
٣٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٧ رقم ١٢١٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٤ رقم ٥١٦٥)..
٣٤ - المراد به عكرمة.
٣٥ - زيادة يقتضيها السياق.
٣٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٠٧-٢٠٨ رقم ٩١١٢٢).
قوله عز وجل :﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات ﴾ [ النساء : ٢٧ ]
١٦٣٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن رجل، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال :﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات ﴾ قال : الزنا.
-وكذلك قال عكرمة١.
قوله عز وجل :﴿ أن تميلوا ميلا عظيما ﴾ [ والنساء : ٢٧ ]
١٦٣٧-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا أبو سلمة، عن أبي عاصم، عن عيسى، قال : حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ أن تميلوا ميلا عظيما ﴾ قال : أن تزنوا٢.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٢٦ رقم ٥١٧٢).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٢١٢ رقم ٩١٣٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٦ رقم ٥١٧٣).
قوله عز وجل :﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾ [ النساء : ٢٨ ]
١٦٣٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾ في نكاح الأمة، وفي كل شيء فيه يسر١.
قوله عز وجل :{ وخلق الإنسان ضعيفا [ النساء : ٢٨ ]
١٦٣٩-حدثنا محمد بن علي النجار، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، في قوله عز وجل :﴿ وخلق الإنسان ضعيفا ﴾. قال : في أمور النساء، ليس يكون الإنسان في شيء منه، أضعف منه في النساء٢.
١ -أخرجه ابن جرير (٨/٢١٥ رقم ٩١٣٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٦ رقم ٥١٧٥).
٢ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٣ رقم ٥٥٣) وابن جرير (٨/٢١٦ رقم ٩١٣٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٦ رمق ٥١٧٧).
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾ [ النساء : ٢٩ ]
حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو الربيع، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا عاصم، أن مسروقا أتى صفين١ فوقف بين الصفين، فقال : يا أيها الناس أنصتوا، ثم قال :/يا أيها الناس أرأيتم لو أن مناديا ناداكم في السماء، فرأيتموه، وسمعتم كلامه، فقال : إن الله عز وجل ينهاكم عما أنتم فيه، قال : سبحان الله، فقال : نزل جبريل على محمد عليهما السلام، بأمر ما هذا بأبين عندي منه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾ حتى بلغ ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ﴾ ثم ذهب فقام في الناس٢.
١٦٤٠-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال : حدثني الربيع، عن الحسن بن أبي الحسن، في هذه الآية :﴿ لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ قال : ما نسخها شيء من القرآن.
١٦٤١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن حيويه، قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا خالد بن عبد الله، قال : حدثنا داوود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾، قال : هو الرجل يشتري السلعة فيردها، ويرد معها درهما٣.
قوله عز وجل :﴿ إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ﴾ [ النساء : ٢٩ ]
١٦٤٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا عبد العزيز ابن محمد، عن داود بن صالح، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إنما البيع عن تراض »٤.
١٦٤٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض ﴾ في تجارة بيع أو عطاء يعطيه أحد أحدا٥.
قوله عز وجل :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ﴾ [ النساء : ٢٩ ]
١٢٤٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن بشار بندار، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي، قال سمعت يحيى بن أيوب، ويزيد ابن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، قال : احتلمت في ليلة باردة، وذاك في غزوة ذات السلاسل٦، وأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال : يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ ! فأخبرته /بالذي منعني من الاغتسال، وقلت له : إني سمعت الله عز وجل يقول :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ﴾، فضحك نبي الله عليه السلام، ولم يقل شيئا٧.
١٦٤٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا حفص بن غياث، عن عمران بن سليمان، عن أبي صالح، وعكرمة :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ الآية، قال : لا يقتل بعضكم بعضا٨.
١٦٤٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال : حدثنا أبو سعيد –يعني المؤدب- عن خصيف، عن مجاهد :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ قال : بعضكم بعضا٩.
١٦٤٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، قال : حدثنا أسباط، عن السدي، قوله عز وجل :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ﴾، قال : لا تقتلوا أهل دينكم١٠.
١٦٤٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ أي : تهلكوها١١.
١ - صفين: بكسر أوله وثانيه وتشديده: موضع بقرب الرقة على شاطئ الفرات من غريبها، بين الرقة وبالس. وفيه وقعت المعركة المشهورة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. مراصد الإطلاع (٢/٨٤٦).
٢ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٢٢).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٢١٧ رقم ٩١٤٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٧ رقم ٥١٨٢).
٤ - أخرجه ابن ماجة (٢١٨٥) وابن حبان في صحيحه (الإحسان ١١/٣٤٠ رقم ٤٩٦٧) والبيهقي في السنن الكبرى (٦/١٧).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٢٩ رقم ٩١٤٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٧ رقم ٥١٨٤)..
٦ - ذات السلاسل: جمع سلسلة: ماء بأرض جذام، سميت به غزوة ذات السلاسل. مرصد الإطلاع (٢/٧٢٤).
٧ - أورده البخاري معلقا في صحيحه (الفتح ١/٤٥٤) وأخرجه أحمد (٤/٢٠٣) وأبو داود (٣٣٤-٣٣٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٢٨ رقم ٥١٨٧).
٨ أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٢٨ رقم ٥١٨٦).
٩ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٢٨ رقم ٥١٨٦).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٢٩ رقم ٩١٦٥).
١١ - مجاز القرآن (١/١٢٤).
قوله عز وجل :﴿ ومن يفعل ذلك ﴾ الآية [ النساء : ٣٠ ]
١٦٤٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال قلت لعطاء : أرأيت قوله عز وجل :﴿ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ﴾ في كل ذلك، أم في قوله عز وجل :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ ؟ قال : هي في قوله ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ ١.
١٦٥٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عطاء :﴿ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما ﴾ من يقتل عدوانا وظلما. ﴿ فسوف نصليه نارا ﴾٢.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٣٠ رقم ٩١٦٧).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٣٠ رقم ٩١٦٧).
قوله عز وجل :﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾ [ النساء : ٣١ ]
١٦٥١-حدثنا يحيى، قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى، عن سفيان، قال : حدثني منصور، وسليمان، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، عن عبد الله [ ح ]
قال : وحدثني واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال : سألت أو سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الذنب عند الله أكبر ؟. قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت : ثم أي ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك "، قلت : ثم أي ؟ قال : " أن تزاني حليلة جارك "، ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ﴾ إلى قوله ﴿ ولا يزنون ﴾١. ٢
١٦٥٢-حدثنا علي بن الحسن الهلالي، قال : حدثنا معلي بن أسد، قال : حدثنا وهيب، عن الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " – وكان متكئا فجلس- ثم قال : " ألا وقول الزور  ! ألا وقول الزور " ٣.
١٦٥٣-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من الكبائر أن يشتم الرجل والديه " قالوا : يا رسول الله، وكيف يشتم الرجل والديه ؟ ! قال : " يسب الرجل [ أبا ]٤ الرجل فيسب أباه ويشتم أمه فيشتم أمه " ٥.
١٦٥٤-حدثنا ابن أبي ميسرة، قال : حدثنا يحيى بن محمد الحارثي، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن مسلم بن الوليد، عن المطلب بن عبد الله ابن حنطب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، ثم قال : لا أقسم، لا أقسم، ثم نزل فقال : أبشروا ! أبشروا ! أبشروا ! من صلى الصلوات الخمس، واجتنب الكبائر السبع، نودي من أي أبواب الجنة : ادخل. قال عبد العزيز لا أعلمه إلا قال : بسلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن ؟ قال : نعم. " عقوق الوالدين، والإشراك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وأكل الربا " ٦.
١٦٥٥-حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال : حدثنا يونس بن محمد قال : حدثنا ليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفد التيمي، عن أبي أمامة الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : " من أكبر الكبائر : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر، وأدخل فيها مثل جناح البعوضة، إلا كانت نكتة في قلبه، إلى يوم القيامة٧.
١٦٥٦-حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال : حدثنا الحسن، قال : حدثنا يحيى بن بسطام، قال : حدثنا عمرو بن علي المقدمي، قال : حدثنا صالح بن حيان، قال : سمعت عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أكبر الكبائر : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء بعد الري " ٨.
١٦٥٧-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، قال : حدثنا نافع بن يزيد، عن سنان، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " شهادة الزور من الكبائر " ٩.
١٦٥٨-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا اسحاق بن راهويه، قال : أخبرني بقية بن الوليد، قال : حدثني عمر بن سعد، عن خالد ابن معدان، أن أبا رهم حدثه، أن أبا أيوب الأنصاري حدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : " من جاء يعبد الله، ولا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر، فإن له الجنة " فسألوه عن الكبائر، فقال : " الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، والفرار من الزحف " ١٠.
١٦٥٩-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا الجدي، قال : حدثنا شعبة، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أو ذكر عنده الكبائر، فقال : " الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور " ١١.
١٦٦٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا المعلى بن مهدي : قال حدثنا أبو عوانة، عن بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الكبائر سبع : أولاهن : الإشراك بالله، وقتل النفس بغير حق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم :( بدارا أن يكبروا ) وفرار من الزحف، ورمي المحصنات، وانقلاب إلى الأعراب بعد هجرة١٢.
يتلوه في الذي يليه.
١٦٦١-حدثنا علي بن عبد الله العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال : أكبر الكبائر : الإشراك بالله، والإياس١٣ من روح الله١٤، والقنوط من رحمة الله، والأمن لمكر١٥ الله١٦. ١٧
قوله :﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾ إلى ﴿ أم يحسدون الناس ﴾ [ النساء : ٣١-٥٤ ]
١٦٦٢-حدثنا بن منصور الشاشي أبو سعيد، قال : حدثنا الحميدي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن داوود بن صالح، عن سالم بن عبد الله التمار، عن أبيه، أن أبا بكر، وعمر، وأناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ جلسوا ]١٨ بعد وفاة رسول الله فذكروا أعظم الكبائر، فلم يكن عندهم فيها علم ينتهون إليه، فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أسأله عن ذلك، وأخبرني : أن أعظم الكبائر : شرب الخمر، فأتيتهم فأخبرتهم، فأنكروا ذلك. وتواثبوا إليه جميعا، حتى أتوه في داره، فأخبرهم أنهم تحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ملكا من بني إسرائيل، أخذ رجلا فخيره أن يشرب الخمر، أو يقتل نفسا، أو يزني، أو يأكل لحم خنزير، أو يقتله إن أبى، فاختار شرب الخمر، فإنه لما شربها لم يمتنع من شيء أرادوه منه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لنا مجيبا : " ما أحد يشربها، فيقبل الله له صلاة أربعين ليلة، ولا يموت وفي مثانته منها شيء، إلا حرمت عليه الجنة، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية ".
١٦٦٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، قال : أخبرنا زياد بن مخراق، عن طيسلة، قال : قلت لابن عمر : فعلت كذا وكذا، أكبيرة هي ؟ قال : لا. قلت : فعلت كذا وكذا فكبيرة هي ؟ قال : لا. ثم قال : الكبائر : الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، والإلحاد في المسجد الحرام/، بظلم، والاستسحار، وقذف المحصنات، وبكاء الوالدين من العقوق، ثم قال : هل تخاف النار ؟ قلت : نعم، قال : أحي والداك ؟ قلت : أمي، قال : فوا لله لأن أطعمتها بر الطعام، وألنت لها الكلام، لتدخلن الجنة، ما اجتنبت الموجبات١٩. ٢٠
١٦٦٤-حدثنا أبو عمران موسى بن هارون، قال : حدثنا أبو عبد الله حماد بن غسان الأرمني، قال : حدثنا عبد الله بن وهب، عن موسى بن أيوب الغافقي، عن عمه إياس بن عامر قال : لقيت عليا في العمرة، فقلت، يا أمير المومنين ما أكبر الكبائر ؟ قال : الأمن لمكر الله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله.
١٦٦٥-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا خلف بن هشام، ويحيى الحماني، واللفظ له، قالا : حدثنا خالد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قرأ من النساء، حتى بلغ ثلاثين آية منها، ثم قال :﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾ مما في أول السورة إلى حيث بلغ.
١٦٦٦- حدثنا محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد، قال : أخبرنا يعلى، قال : حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، قال : قال عبد الله : الكبائر من أول سورة النساء، إلى هذه الآية :﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾٢١.
١٦٦٧-حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال : أخبرنا بكار، قال : حدثنا عبد الله بن عون، عن محمد، عن ابن عباس، قال : كل ما نهى الله عنه كبير، وقد ذكرت الطرفة٢٢.
١٦٦٨-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، قال : ما عصي الله به فهو كبير وقد ذكر الطرفة٢٣ ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ﴾٢٤.
١٦٦٩-حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، أنه قيل لابن عباس : الكبائر سبع ؟ قال : هي إلى السبعين أقرب٢٥.
١٢٧٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله ابن الحارث، عن شبل المكي، عن قيس بن سعد، عن سعيد بن جبير، قال : قال رجل لابن عباس الكبائر سبع ؟ فقال ابن عباس : إلى سبع مائة أقرب، إنه لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار٢٦.
١٦٧١-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ الذين يجتنبون كبائر الإثم ﴾٢٧ قال فأكبر الكبائر : الإشراك بالله، لأن الله عز وجل يقول :﴿ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ﴾٢٨ والإياس من روح الله، لأن الله يقول :﴿ ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ﴾٢٩، والأمن لمكر الله، لأن الله عز وجل يقول :﴿ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ﴾٣٠، ومنها : عقوق الوالدين، لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا عصيا وشقيا٣١ وقتل النفس التي حرمها الله، لأن الله يقول :﴿ فجزآؤه جهنم ﴾ ٣٢ إلى آخر الآية، وقذف المحصنات، لأن الله يقول :﴿ لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ﴾٣٣، وأكل مال اليتيم لأن الله عز وجل يقول :﴿ إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ﴾٣٤ والفرار من الزحف، لأن يقول :﴿ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ﴾٣٥، وأكل الربا، لأن الله عز وجل يقول :﴿ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذين يتخبطه الشيطان من المس ﴾٣٦، والسحر، لأن الله يقول :﴿ ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ﴾٣٧، والزنا، لأن الله يقول :﴿ يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ﴾٣٨، واليمين الغموس الفاجرة لأن الله عز وجل يقول :﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ﴾٣٩. والغلول لأن الله يقول :﴿ ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ﴾٤٠، ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول :﴿ تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ﴾٤١ وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، لأن الله يقول :﴿ ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ﴾ ٤٢ وشرب الخمر، لأن الله عز وجل عدل بها الأوثان، وترك الصلاة متعمدا في شيء مما افترض الله عليه، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : " من ترك الصلاة متعمدا، فقد برئ من ذمة / الله، ورسوله ". ونقض العهد، وقطيعة الرحم، لأن الله جل ثناؤه يقول :﴿ لهم اللعنة ولهم سوء الدار ﴾ ٤٣. ٤٤
١٦٧٢-حدثنا موسى بن هارون، قال :
١ -من الآية ٦٨ من سورة الفرقان..
٢ - أخرجه البخاري (٤٧٦١)، ومسلم (٨٦).
٣ - أخرجه البخاري (٢٦٥٤) ومسلم (٨٧).
٤ - ما بين المعقوفين ساقط من الأصل وهو في الصحيحين..
٥ - أخرجه البخاري (٥٩٧٣)، ومسلم (٩٠).
٦ - عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى الطبراني، وابن مردويه (٢/٢٦٢).
٧ - أخرجه أحمد (٣/٤٩٠)، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٣٠) والترميذي (٣٠٢٠) وحسنه، ابن أبي حاتم (٣/٩٣٠ رقم ٥١٩٩)، وابن حبان (٥٥٦٣) والطبراني في الأوسط (٣٢٦١).
٨ - أخرجه البزار (كما في كشف الأستار ١/٧١).
٩ - أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/١٦٤).
١٠ - أخرجه أحمد (٥/٤١٣)، والنسائي في التفسير (١/٣٧٥-٣٧٦ رقم ١٢٠) وابن جرير (٨/٢٥١ رقم ٩٢٢٥) والحاكم، وصححه (١/٢٣) والطبراني في الكبير (٣٨٨٥-٣٨٨٦).
١١ - أخرجه البخاري (٥٩٧٧)، ومسلم (٨٨).
١٢ - أخرجه مسلم (٨٩).
١٣ -الإياس: القنوط، ضد الرجاء، أو قطع الأمل. القاموس. مادة يأس (٧٥١).
١٤ - روح الله، أي رحمه الله. القاموس (روح ٢٨٢).
١٥ - في (م): "من مكر".
١٦ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٩٧٠١) وفي التفسير (١/١٥٤ رقم ٥٥٦)، وابن أبي الدنيا في التوبة (٣١)، وابن جرير (٨/٢٤٣ رقم ٩١٩١)، والطبراني في المعجم الكبير (٨٧٨٣- ٨٧٨٥).
١٧ - كرر هذا الإسناد في الأصل، في الجزء الثاني، فحذفته واكتفيت بهذا..
١٨ - الكلمة بين القوسين ليست في الأصل، وأثبتها من (م) ليستقيم بها المعنى..
١٩ - أخرجه معمر في جامعه (المصنف لعبد الرزاق ١٠/٤٦١ رقم ١٩٧٠٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٨) وابن جرير (٨/ ٢٣٨) – ٢٤١ رقم ٩١٨٦- ٩١٨٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/٤٠٩).
٢٠ - الموجبات: من أوجب الرجل إذا عمل عملا يوجب الجنة أو النار، والمراد هنا العمل الذي يوجب النار (مجاهد).
٢١ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٣٣ رقم ٩١٧٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٣٣ رقم ٥٢١٤).
٢٢ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ٢٣١)، وابن جرير (٨/٢٤٤ رقم ٩٢٠١) والبيهقي في الشعب (٢٩٢، ٧١٥)..
٢٣ -الطرفة: النظرة..
٢٤ - أخرجه معمر في جامعه (المصنف لعبد الرزاق ١٠/٤٦٠ رقم ١٩٧٠٣)، إلا أنه جاء عنده (عن عمرة) بدل (عن عبيدة)، والأقرب أنه عن عبيدة بن عمرو السلماني، لأن تلميذه ابن سيرين وليس عمرة بنت عبد الرحمن! وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٣١).
٢٥ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/٤٦٠) وفي التفسير (١/١٥٣ رقم ٥٥٥)، وابن جرير (٨/٣٤٥ رقم ٩٢٠٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٣٤ رقم ٥٢١٦)..
٢٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٤٥ رقم ٩٢٠٧)) وابن أبي حاتم ٣/٩٣٤ رقم ٥٢١٧) والبيهقي في الشعب (٧٢٦٨)..
٢٧ - من الآية ٣٢ من سورة النجم..
٢٨ - من الآية ٧٢ من سورة المائدة. وقد كتب الآية في الأصل (ومن يشرك).
٢٩ - من الآية ٨٧ من سورة يوسف..
٣٠ - من الآية ٩٩ من سورة الأعراف، وقد كتبت الآية في الأصل (لا يأمن).
٣١ - يشير إلى قوله تعالى في سورة مريم (الآية : ٤١) (وبرا بوالديه، ولم يكن جبارا عصيا) وقوله تعالى: ﴿وبرا بوالدتي ولم يجلعني جبارا شقيا﴾ الآية ٣٢ من نفس السورة..
٣٢ - من الآية ٩٣ من سورة النساء..
٣٣ - من الآية ٢٣ من سورة النور..
٣٤ - من الآية ١٠ من سورة النساء..
٣٥ -من الآية ١٦ من سورة الأنفال..
٣٦ - من الآية ٢٧٥ من سورة البقرة..
٣٧ - من الآية ١٠٢ من سورة البقرة..
٣٨ - من الآية ٦٩ من سورة الفرقان..
٣٩ - من الآية ١٠٢ من سورة البقرة..
٤٠ - من الآية ١٦١ من سورة آل عمران..
٤١ - من الآية ٣٥ من سورة التوبة..
٤٢ - من الآية ٢٥ من سورة البقرة.
٤٣ - من الآية ٢٥ من سورة الرعد..
٤٤ - ينظر الدر المنثور (٢/٥٠٤-٥٠٥) ولم أقف عليه بهذا السياق عند غير المصنف..
قوله عز وجل :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾ [ النساء : ٣٢ ]
١٦٧٧-حدثنا أبو أحمد، قال : أخبرنا يعلى بن عبيد، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله لا نقاتل فنستشهد ولا نعطى١ الميراث فنزلت :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾ إلى قوله :﴿ مما اكتسبن ﴾ ثم نزلت :﴿ أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ﴾ ٢. ٣
١٦٧٨-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا / أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾، يقول : لا يتمنى الرجل فيقول : ليت أن لي مال فلان، وأهله. فنهى الله سبحانه عن ذلك، ولكن سلوا الله من فضله٤.
١٦٧٩-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا عتاب بن بشير، قال : أخبرنا خُصيف، عن عكرمة، في قوله جل ثناؤه :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾، زعم أن النساء سألن الجهاد، فقلن : وددنا أن الله عز وجل جعل لنا الغزو، فنصيب من الأجر ما يصيب الرجال، فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾ ٥.
قوله عز وجل :﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ﴾ [ النساء : ٣٢ ]
١٢٨٠-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله جل ثناؤه :﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ﴾ يعني : مما ترك الوالدان والأقربون، يقول الله عز وجل :﴿ للذكر مثل حظ الأنثيين ﴾٦. ٧.
قوله عز وجل :﴿ واسألوا الله من فضله ﴾ الآية [ النساء : ٣٢ ]
١٦٨١-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، في التمني، قال : قد نهاكم الله عز وجل عن هذا، ودلكم على خير منه، ﴿ واسألوا الله من فضله٨
١ - في الأصل (لا نقتل فنستشهد ولا نقطع).
٢ - الآية ١٩٥ من سورة آل عمران..
٣ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٤ رقم ٥٦٣) وسعيد بن منصور (٦٢٤) والترمذي (٣٠٢٢) وابن جرير (٨/٢٦١ رقم ٩٢٣٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٣٥ رقم ٥٢٢٤)، والحاكم (٢/٣٠٥).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٦١ رقم ٩٢٣٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٣٥ رقم ٥٢٢٦).
٥ - أخرجه سعيد بن منصور رقم (٦٢٣).
٦ - من الآية ١١ من سورة النساء..
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٦٦ رقم ٩٢٦١) وابن أبي حاتم (٣/٩٣٦ رقم ٥٢٢٧).
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٦٤ رقم (٩٢٤٨).
قوله عز وجل :﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدين والأقربون ﴾ [ النساء : ٣٣ ]
١٦٨٢-حدثنا محمد بن نصر، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن، قال : حدثنا حماد بن أسامة، قال : إدريس بن يزيد أخبرني، قال : حدثنا طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك ﴾ قال : ورثة١
وكذلك قال مجاهد وقتادة.
١٦٨٣-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في هذه الآية :﴿ ولكل جعلنا موالي ﴾ قال : العصبة٢.
١٦٨٤-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن / الثوري عن منصور عن مجاهد :﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك ﴾ قال : هم الأولياء٣.
١٦٨٥-حدثنا ابن نصر، قال : حدثنا محمد بن عبدة المروزي، قال : حدثنا أبو وهب : محمد بن مزاحم، قال : حدثنا بُكير بن معروف، عن مقاتل ابن حيان، قوله عز وجل :﴿ ولكل جعلنا موالي ﴾ يعني : بني العم والقربى٤.
١٦٨٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك ﴾، كتب عمر بن عبد العزيز كتابا، فقريء على الناس، الموالي ثلاثة : مولى رحم، ومولى حلف، ومولى ولاء.
١٦٨٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولكل جعلنا موالي ﴾ قال : أولياء ورثة، المولى ابن العم، والمولى : الحليف –وهو العقيد- والمولى : المنعم عليه، والمولى : الأسفل، والمولى : الولي، ﴿ اللهم من كنت مولاه ﴾ والمولى : المُنعم على المعتق، [ وقال الشاعر ]٥ :
ومولى كداء البطن لو كان قادرا على الموت أفنى الموت أهلي وماليا٦
يعني : ابن العم.
وقال الفضل بن العباس٧ :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرن لنا ما كان مدفونا
وقال ابن الطيفان، من بني عبد الله بن دارم، والطيفان : أمه٨.
ومولى كمولى الزبرقان ادملته كما اندملت ساق يهاض بها كسر
ادملته : أصلحته، واحتملت ما جاء منه٩.
قوله عز وجل :﴿ والذين عاقدت١٠ أيمانكم ﴾ [ النساء : ٣٣ ]
١٢٨٨-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾ فكان الرجل يعاقد الرجل أيهما مات ورثه الآخر١١.
١٦٨٩-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾ قال : كان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل، يقول : ترثني وأرثك١٢.
١٦٩٠-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا الثوري، عن منصور عن مجاهد :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾ قال : كان هذا حلف في الجاهلية.
-وكذلك / سعيد بن جبير١٣.
١٢٩١-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾، قال : كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل، ويقول : دمي دمك، وهدمي هدمك، وترثني وأرثك، وتطلب بدمي، وأطلب بدمك١٤.
١٦٦٢-حدثنا النجار، قال : حدثنا عبد الرزاق بإسناده نحوه١٥
١٦٩٣-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا هارون بن معروف، قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله عز وجل :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾ قال :«هم رجال كانوا حالفوا رجالا في الجاهلية على العقل، والنصر، والميراث »١٦.
١٦٩٤-حدثنا أبو ميسرة، قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا أبو أسامة، قال : حدثنا إدريس بن يزيد الأيلي١٧، قال : حدثنا طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قول الله جل ثناؤه :﴿ والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾ قال : كان المهاجرون حين قدموا المدينة، يورث الأنصار، دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم. فلما نزلت هذه الآية :﴿ ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان ﴾ نسخت، ثم قال :﴿ والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾١٨.
قوله عز وجل :﴿ فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا ﴾ [ النساء : ٣٣ ]
١٦٩٥-حدثنا أبو ميسرة الهمذاني، قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا أبو أسامة، قال : أخبرني إدريس بن يزيد الأيلي، قال : حدثنا طلحة ابن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال :﴿ والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾ النصر، والنصيحة، والرفادة١٩ ويوصى لهم وقد ذهب الميراث٢٠.
١٦٩٦-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾ فكان الرجل يعاقد الرجل، أيهما مات ورثة الآخر، فأنزل الله جل ثناؤه بعد :﴿ وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلى أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ﴾٢١، يقول : إلا أن توصوا لأوليائكم الذين عاقدوا وصية، فهو لهم جائز من ثلث مال الميت، وذلك المعروف.
١٦٩٧-حدثنا الدبري، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا الثوري، عن منصور، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾ قال : هذا حلف في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمروا أن يورثوهم نصيبهم، من النصر، والولاء، والمشورة، ولا ميراث٢٢.
١٦٩٨-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ والذين عاقدت أيمانكم ﴾ قال : الحلفاء لهم نصيبهم، من النصر، والرفد٢٣.
١٦٩٩-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا هارون بن معروف، قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله عز وجل :﴿ والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ﴾ قال : هم رجال كانوا حالفوا رجالا في الجاهلية، على العقل٢٤، والنصر، والميراث، فأمرهم الله عز وجل أن يوفوا لهم٢٥.
١٧٠٠-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال : كان الرجل يعاقد الرجل، فيرث كل واحد منهما صاحبه، وكان أبو بكر عاقد رجلا فورثه٢٦.
١ - أخرجه البخاري (٤٥٨٠).
٢ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٢٦)، وابن جرير (٨/٢٧٠ رقم ٦٢٦٠)، وابن أبي حاتم (٣/٩٣٧ رقم ٥٢٣٤)، والنحاس (ص١٢٩)..
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٧١ رقم ٩٢٦١)..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٢٣٧ رقم ٥٢٣٤).
٥ - ليست في الأصل.
٦ - لم أعثر على البيت فيما رجعت إليه من المراجع..
٧ - أحد شعراء بن هاشم المذكورين الأغاني (١٥/٢) والكامل (٧٣٦).
٨ - ابن الطيفان: هو خالد بن علقمة، أحد بن مالك بن زيد بن عبد الله بن دارم فارس شاعر ينظر المؤتلف (٤٩) والبيت في المؤتلف (١٤٩) واللسان مادة (دمل).
٩ - مجاز القرآن ١/١٢٥).
١٠ - اختلف القراء في (عاقدت) فقرأ الكوفيون يغير ألف (وعليها قراءة حفص عن عاصم) وقرأ الباقون بالألف النشر في القراءات العشر (٢/٢٤٩).
قال الإمام ابن جرير: والذي نقول به في ذلك : إنهما قراءتان معروفتان مستفيضتان في قراءة أحصار المسلمين بمعنى واحد (٨/٢٧٢)..

١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٨٥ رقم ٩٢٦٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٣٧ رقم ٥٢٣٧)، والنحاس في ناسخه (ص١٢٩)، وابن مردويه..
١٢ أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٢٣٧ رقم ٥٢٣٧).
١٣ --أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٥ رقم ٥٦٥)، وابن جرير (٨/٢٧٨ رقم ٩٢٧٨) وقول سعيد بن جبير سيأتي برقم (١٧١٨).
١٤ -دمي دمك: تطالب بدمي وأطالب بدمك إن قتل أحد منا. وهدمي هدمك: أي من هدمه من الآخر وتطلب بي وأطلب بك: تطلب الثأر بي، إذا أصابني مكروه وأفعل ذلك بك.
وهذه الكلمات الثلاث كلها توثيق في العهد وعقد لازم بين الرجلين..

١٥ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٥ رقم ٥٦٦)، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٣٣)، وابن جرير (٨/٢٧٢ رقم ٩٣٧١).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٨٠ رقم ٩٢٨٨).
١٧ - هكذا في الأصل، وقد قال الحافظ بن حجر في الفتح: إدريس هو ابن يزيد الأودي.
١٨ - أخرجه البخاري (٨/١٨٦).
١٩ - الرفادة: العطاء والصلة والإعالة – القاموس مادة (رفد) ص (٣٦١). ومنه الرفادة التي كانت قريش تترافد بها في الجاهلية للحاج. وكانت الرفادة والسقاية لبني هاشم..
٢٠ - أخرجه البخاري (٨/١٨٦).
٢١ - الآية ٧٥ من سورة الأنفال..
٢٢ -أخرجه ابن جرير (٨/٢٧٩ رقم ٩٢٨٠).
٢٣ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٢٦)، وابن جرير (٨/٢٧٩ رقم ٩٢٨٣)، النحاس (ص١٢٩).
٢٤ - العقل: الدية يقال: عقل القتيل عقلا: أدنى ديته و«عقل عنه» أدنى جنايته، وذلك إذا لزمته دية، فأعطاها عنه..
٢٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٧٨ رقم ٩٢٧٨).
٢٦ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٢٥)، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٣٣)، وابن جرير (٨/٢٨٤ رقم ٩٢٦٧).
قوله عز وجل :﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٠١-حدثنا علي، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، أن الرجل لطم امرأته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينكما القصاص، ونزل القرآن :﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ﴾١. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونزل القرآن ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ﴾ إلى آخر الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أردنا أمرا وأراد الله غيره »٢.
قال جرير : سمعت الحسن قرأها ﴿ من قبل أن نقضي إليك وحيه ﴾٣
١٧٠٢-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر قال/ : حدثنا عبد، عن أبي إسحاق الشيباني، عن من سمع مجاهدا في قوله :﴿ الرجال قوامون على النساء ﴾ قال : بالتأديب والتعليم.
١٧٠٣-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن الأوزاعي، عن الزهري، قال : لا تقص المرأة من زوجها، إلا في النفس٤.
١٧٠٤-حدثنا علي، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال نحن نقص منه٥ إلا في الأدب.
قوله عز وجل :﴿ وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٠٥-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن سفيان، عن من سمع مجاهدا في قوله عز وجل :﴿ وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ قال : بالمهر.
١٧٠٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، عن سفيان الثوري، في قوله عز وجل :﴿ وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ قال : بما أعطوا من المهر٦.
قوله عز وجل :﴿ فالصالحات قانتات ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٠٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد [ ح ]
قال زكريا : وحدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، ﴿ فالصالحات قانتات ﴾ قال : مطيعات٧.
١٧٠٨-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، قال : صوالح النساء قانتات، مطيعات لله عز وجل ولأزواجهن، يعني في قوله ﴿ فالصالحات قانتات ﴾٨.
١٧٠٩-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن سفيان، عن من سمع مجاهدا في قوله عن رجل ﴿ فالصالحات ﴾ قال : عاملات للخير٩.
قوله عز وجل :﴿ حافظات للغيب بما حفظ الله ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧١٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ حافظات للغيب ﴾ للأزواج.
١٤١١-حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال : حدثنا عبد الله بن حمران الحمراني، قال : حدثنا أبو معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك/ وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها "، قال : ثم تلا هذه الآية :﴿ الرجال قوامون على النساء ﴾١٠.
١٧١٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ حافظات للغيب بما حفظ الله ﴾ حافظات لما استودعهن الله عز وجل من حقه، وحافظات لغيب أزواجهن١١.
قوله عز وجل :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧١٣-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، أن ابن عباس قال له : ما فعلت تهلك، عهدي بها سيئة الخلق قال : أجل ! والله لقد خرجت وما أكلمها.
١٧١٤-وأخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، النشوز : بغض الزوج ١٢
١٧١٥-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله عز وجل :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن ﴾ فتلك المرأة تنشز، وتستخف بحق زوجها، ولا تطيع أمره١٣.
١٧١٦-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال : إذا نشزت المرأة عن فراش زوجها، يعني في قوله :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن ﴾١٤
قوله عز وجل :﴿ فعظوهن ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧١٧-حدثنا علان قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ تخافون نشوزهن فعظوهن ﴾ الآية، فتلك المرأة تنشز، وتستخف بحق زوجها، ولا تطيع أمره، فأمره الله عز وجل أن يعظها، ويذكرها بالله، وبعظم حقه عليها، فإن قبلت، وإلا هجرها١٥.
١٧١٧-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ فعظوهن ﴾ قال : إذا نشزت المرأة عن فراش زوجها، فإنه يقول لها : اتقي الله، وارجعي١٦.
١٧١٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، أنه قال : في قوله عز وجل :﴿ وللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن ﴾، قال : يعظها، فإن فعلت، وإلا هجرها١٧.
-وكذلك روي عن الحسن، وقتادة/.
قوله عز وجل :﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٢٠-حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله عز وجل :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع ﴾ قال : فأمره الله أن يعظها، فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها، من غير أن يذر نكاحها، وذلك عليها شديد، فإن رجعت، وإلا ضربها١٨.
١٧٢١-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن خصيف، عن عكرمة : إنما الهجران بالمنطق أن يغلظ لها، وليس بالجماع١٩.
١٧٢٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، قال : قال الكلبي : ليس الهجران في المضاجع أن يقول لها هجرا، والهجران أن أمرها(. . . )٢٠ وترجع إلى مضجعها.
١٧٢٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا هشيم، عن جوبير، عن الضحاك :﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ قال : يضاجعها، ويهجر كلامها، ويوليها ظهره.
١٧٢٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا مغيرة، عن الشعبي، وإبراهيم :﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ يهجر مضاجعتها، حتى ترجع إلى ما يحب٢١.
١٧٢٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا سويد، قال : أخبرنا عبد الله، عن شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس :﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ قال : لا يجامعها.
-وكذلك روي عن سعيد بن جبير٢٢.
قوله عز وجل :﴿ واضربوهن ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٢٦-أخبرنا الربيع بن سليمان، قال : أخبرنا الشافعي، قال : أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تضربوا إماء الله " قال : فأتاه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذئر النساء على أزواجهن. فأذن في ضربهن، فأطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير، يشكين أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أطاف بآل محمد / سبعون امرأة، كلهن يشكين أزواجهن، ولا تجدون أولئك خياركم " ٢٣.
١٧٢٧-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع ﴾ قال : فإن رجعت، وإلا ضربها ضربا غير مبرح، ولا يكسر لها عظما، ولا يجرح بها جرحا٢٤.
١٧٢٨-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، في ﴿ واضربوهن ﴾ قال : سمعنا أنه ضرب غير مبرح٢٥.
١٧٢٩-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، عن شيبان، عن قتادة، قال : ابدأ فعظها، فإن أبت عليك، فاهجرها في المضجع، فإن ذلك لها عقوبة، فإن أبت عليك فاضربها ضربا غير مبرح، غير شائن٢٦.
١٧٣٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، أنه قال : في قوله عز وجل :﴿ واللاتي تخافون نشوزهن ﴾ قال : يعظها فإن فعلت، وإلا هجرها فإن فعلت، وإلا ضربها، فإن لم يفعل، بعث حكما، من أهله وحكما من أهلها، فينظران، فعند ذلك يكون الخُلع٢٧.
قوله عز وجل :﴿ فإن أطعنكم ﴾ [ النساء : ٣٤ ]
١٧٣١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن ابن عباس :﴿ فإن أطعنكم ﴾ فإن رجعن ﴿ فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾٢٨.
قوله عز وجل :﴿ فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ الآية [ النساء : ٣٤ ]
١٧٣٢-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي، عن ابن عباس :﴿ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ يقول : إذا أطاعتك فلا تتجنى عليها العلل٢٩.
١٧٣٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن مبارك، عن سليمان التيمي، عن قتادة :﴿ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ قال : العلل٣٠.
١٧٣٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ أي : لا تعللوا عليهن بالعيوب٣١
١ - من الآية ١١٤من سورة طه..
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩١ رقم ٩٣٠٤) وابن أبي حاتم (٣/٩٤٠ رقم ٥٢٤٦).
٣ - وهي قراءة يعقوب وافقه الحسن والأعمش بالنون مفتوحة وكسر الضاد وفتح الياء نصبا على تسمية الفاعل (وحيه) بالنصب. وقراءة الباقين (يقضي) بالياء المضمومة وفتح الضاد ورفع (وحيه). النشر في القراءات العشر (٢/٣٢٢) وإتحاف فضلاء البشر (ص ٣٠٨).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٢ رقم ٩٣١٠).
٥ - يعني: الزوج..
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٤٠ رقم ٥٢٤٩).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٤ رقم ٢٣١٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٤٠ رقم ٥٢٥٣).
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٤ رقم ٩٣١٦).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٣ رقم ٩٣١٤) وابن أبي حاتم (٣/٩٤٠ رقم ٥٢٥٢).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٥ رقم ٩٣٢٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤١ رقم ٥٢٥٥)، والحاكم (٢/١٦١) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٢٨).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٢٩٥ رقم ٩٣٢٣).
١٢ - مجاز القرآن (١/١٢٥).
١٣ - هذا الأثر غير تام، وقد أعيد مرة أخرى في الأثر الذي يلي ما بعده..
١٤ - يأتي هذا الأثر تاما في الأثر التالي لما بعده..
١٥ -أخرجه ابن جرير (٨/٣٠٠ رقم ٩٣٣٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٤١ رقم ٥٢٦١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٣).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٠٠ رقم ٩٣٤)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٣ رقم ٥٢٦٩).
١٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٠١ رقم ٩٣٤٦)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٢ رقم ٥٢٦٥).
١٨ -أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٤٠١) مختصرا، وابن جرير (٨/٣٠٢ رقم ٩٣٤٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٢ رقم ٥٢٦٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٣).
١٩ -أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٤٠١-٤٠٢)، وابن جرير (٨/٣٠٤ رقم ٩٤٥٧) وابن أبي حاتم ٣/٩٤٣ رقم ٥٢٧٢).
٢٠ - بياض بمقدار كلمة لم أتبينها
.

٢١ - أخرجه ابن أبي شيبة (٤/٤٠١ – ٤٠٢، وابن جرير (٨/٣٠٤ رقم ٩٣٦١).
٢٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٠٣ رقم ٩٣٥٢)..
٢٣ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩/٤٤٢ – ٤٤٣ رقم ١٧٩٤٥) برواية "وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم" ومثله البيهقي (٧/٣٠٥، ٣٠٤) من طريق عبد الرزاق، وأخرجه ابن سعد (٨/١٦٥)، والحاكم (٢/١٨٨) وعنده "ليس أولئك بخياركم"..
٢٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٣١٤ رقم ٩٣٨٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٣).
٢٥ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير(١/١٥٨) وفي المصنف (٦/٥١٠ رقم ١١٨٧٧) وابن جرير (٨/٣١٤ رقم ٩٣٨٤).
٢٦ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٦/ ٥١٠ رقم ١١٨٧٦) مختصرا، وابن جرير (٨/٣١٤ رقم ٩٣٨٥).
٢٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٣١٩ رقم ٩٤٠٤).
٢٨ -أخرجه ابن جرير (٨/٣١٧ رقم ٩٣٩٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٤ رقم ٥٢٧٦) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٣)..
٢٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٣١٧ رقم ٩٣٩٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٤٤ رقم ٥٢٧٧).
٣٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٣١٧ رقم ٩٤٠٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٤٤ رقم ٥٢٧٧).
٣١ - مجاز القرآن (١/١٢٥).
قوله جل ذكره :﴿ وإن خفتم ﴾ [ النساء : ٣٥ ]
١٧٣٥-/ أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وإن خفتم ﴾ أيقنتم١
قوله عز وجل :﴿ شقاق بينهما ﴾ [ النساء : ٣٥ ]
١٧٣٦-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله :﴿ وإن خفتم شقاق بينهما ﴾ فهذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما٢.
١٧٣٧-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ شقاق بينهما ﴾ أي : تباعد٣.
قوله جل ذكره :﴿ فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ﴾ [ النساء : ٣٥ ]
١٧٣٨-حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال : حدثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة السلماني، عن علي، أنه أتاه رجل وامرأته مع كل واحد منهما فئام من الناس، فأمرهم علي أن يبعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها، ففعلوا، ثم دعا الحكمين، فقال : هل تدريان ما عليكما ؟ عليكما إن رأيتما أن تجمعا جمعتما، وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما، فقالت المرأة : رضيت بكتاب الله فيّ، وعلي، فقال الزوج " أما الفرقة فلا  ! فقال علي : كذبت لعمر الله حتى ترضى بالذي رضيت٤.
١٧٣٩-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عباس، قال : بعثت أنا ومعاوية، حكمين، فقيل لنا : إن رأيتما أن تجمعا جمعتما، وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما، قال معمر : وبلغني أن الذي بعثهما، عثمان٥.
١٧٤٠-حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال : حدثني ابن أبي مليكة، أن عقيل بن أبي طالب تزوج فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، فقالت : تصير لي، وأنفق عليك، فكان إذا دخل عليها قالت : أين عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة ؟، فيسكت، حتى إذا دخل عليها يوم، وهو يوم، قالت : أين عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ؟ قال : على يسارك في النار، إذا دخلت، فسدت عليها ثيابها، فجاءت عثمان، فذكرت ذلك له، فضحك، وأرسل إلى ابن عباس ومعاوية، فقال ابن عباس : لأفرقن/ بينهما، وقال معاوية : ما كنت لأفرق بين شيخين من بني عبد مناف، فأتياهما فوجداهما قد غلقا عليهما أبوابهما، وأصلحا أمرهما، فرجعا٦.
١٧٤١-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس :﴿ فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ﴾، فهذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما، فأمر الله سبحانه أن يبعثوا رجلا صالحا من أهل الرجل ورجلا مثله من أهل المرأة، فينظران أيهما المسيء، فإن كان الرجل هو المسيئ، حجبوا عنه امرأته، وقصروه على النفقة، وإن كانت المرأة هي المسيئة، قصروها٧ على زوجها، ومنعوها النفقة، فإن اجتمع رأيهما على يفرقا أو يجمعا، فأمرهما جائز٨.
١٧٤٢-حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا يعلى، حدثنا إسماعيل، عن عامر، في قوله عز وجل :﴿ فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ﴾ قال : ما قضى الحكمان جاز٩.
١٧٤٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال : الحكمان إن شاءا جمعا، وإن شاءا فرقا١٠.
-وكذلك قال الحكم وإبراهيم١١.
١٧٤٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا حصين، عن الشعبي، أن امرأة نشزت على زوجها، فاختصما إلى شريح، فقال شريح : ابعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها، ففعلوا، فنظر الحكمان في أمرهما، فرأيا أن يفرقا، فكره ذلك الرجل، فقال شريح : فيم كنا منذ اليوم فيه ؟ وأجاز أمرهما١٢.
١٧٤٥-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء، قال له إنسان : أيفرقان الحكمان ؟ قال : لا، إلا أن يجعل الزوجان ذلك بأيديهما١٣.
١٧٣٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، وهو قول قتادة أنهما قالا : إنما بعث الحكمان ليصلحا، ويشهدا على الظالم بظلمه، فأما الفرقة فليست / بأيديهما، ولم يملكا ذلك١٤
قوله عز وجل :﴿ إن يريدا إصلاحا ﴾ الآية [ النساء : ٣٥ ]
١٧٤٧-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زهير، قال : حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في :﴿ إن يريدا إصلاحا ﴾، قال : هما الحكمان١٥
١٧٤٨-حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي هاشم، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ﴾ قال : بين الحكمين١٦.
١٧٤٩-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، وذكر الحكمين، قال : فإن اجتمع رأيهما على أن يفرقا، أو يجمعا، فأمرهما جائز، وإن رأيا أن يجمعا، فرضا أحد الزوجين، وكره ذلك الآخر، ثم مات أحدهما، فإن الذي رضي يرث الذي كره، ولا يرث الكاره الراضي، وذلك قوله عز وجل :﴿ إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ﴾ وذلك الحكمين، وكذلك كل مصلح، يوفقه للحق والصواب١٧.
١ - مجاز القرآن (١/١٢٦).
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٤٥ رقم ٥٢٨٠)، و البيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٦) مختصرا..
٣ -مجاز القرآن (١/١٢٦).
٤ - أخرجه الشافعي في الأم (٥/١٠٣ – ١٠٤ –١٧٧) وفي مسنده (٢/١٨٤ رقم ٦٥٣)، وعبد الرزاق (١/١٥٨- ١٥٩) وسعيد بن منصور (٦٢٨)، وابن جرير (٨/٣٢٠ رقم ٩٤٠٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٥ رقم ٥٢٨٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٥ – ٣٠٦).
٥ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٥٩)، وابن جرير (٨/٣٢٧ رقم ٩٤٢٦)، والبيهقي في السنن (٧/٣٠٦)..
٦ -أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٨ رقم ٩٤٢٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٦).
٧ -قصروه على النفقة أي: ألزموه وأجبروه، وهو من القسر وقد أبدلت السين صادا. وفي الحديث :"لتقصرنه على الحق قصرا".
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٥ رقم ٩٤١٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٥ رقم ٥٢٨٣) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٦) مختصرا..
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٦ رقم ٩٤٢١).
١٠ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٥٩)، وابن جرير (٨/٣٢٧ رقم ٩٤٢٤).
١١ - أثر إبراهيم أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٢ رقم ٩٤٢٥).
١٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٧ رقم ٩٤٢٤).
١٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٧ رقم ٩٤١٥).
١٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٢٢ رقم ٩٤١١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٦ رقم ٥٢٨٥).
١٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٤٦ رقم ٥٢٨٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٦).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٣٣ رقم ٩٤٣٥).
١٧ - أخرجه ابن جرير(٨/٣٢٥ رقم ٩٤١٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٥ رقم ٥٢٨٣) والبيهقي في السنن الكبرى (٧/٣٠٦) مختصرا..
قوله عز وجل :﴿ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٥٠-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ تفعل العرب ذلك، فكان في التمثيل : واستوصوا بالوالدين إحسانا١.
قوله عز وجل :﴿ وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٤٥١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ والجار ذي القربى ﴾ قال ابن عباس : ذو القرابة٢.
١٧٥٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، وابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ والجار ذي القربى ﴾ قالا : جارك، وهو ذو قرابتك٣.
-وكذلك روي عن الضحاك، وعكرمة.
قوله عز وجل :﴿ والجار الجنب ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٥٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، / عن ابن جريج، قال : قال : ابن عباس :﴿ والجار الجنب ﴾ : الذي لا قرابة له٤.
١٧٥٤-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، وابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ والجار الجنب ﴾ جارك من قوم آخرين٥.
-وكذلك روي عن عكرمة، والضحاك.
١٧٥٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ والجار الجنب ﴾ الغريب، يقال : ما يأتينا إلا عن جنابة أي : من بعيد.
قال علقمة بن عبدة :
فلا تحرمني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط القباب غريب٦
وإنما هي من الاجتناب.
وقال الأعشى :
أتيت حريثا زائرا عن جنابة فكان حريث عن عطائي جامدا٧. ٨
قوله عز وجل :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٥٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ بلغني عن ابن عباس : الصاحب الملازم.
وقالوا أيضا : رفيقك الذي يرافقك٩.
١٧٥٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا جعفر بن حميد، قال : حدثنا ابن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن عكرمة :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : الرفيق١٠.
١٧٥٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ الرفيق في السفر، ومنزله مع منزلك، وطعامه مع طعامك١١.
١٧٥٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ يصاحبك في سفرك، فينزل إلى جنبك١٢.
١٧٦٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سفيان، عن أبي بكير، عن سعيد بن جبير :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : الرفيق الصالح١٣.
١٧٦١-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو عمر يوسف بن سلمان، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال : حدثنا ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، في قوله عز وجل :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : هو جليسك في الحضر، ورفيقك في السفر١٤.
١٧٦٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، / عن سعيد، عن جابر، عن عامر، عن علي، وعبد الله، قالا : هي المرأة، يعني :﴿ والصاحب بالجنب ﴾١٥.
١٧٦٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا مجاهد بن موسى، قال : حدثنا مروان، قال : حدثنا محمد بن سوقة، عن أبي الهيثم، عن إبراهيم في قوله عز وجل :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : المرأة١٦.
١٧٦٤-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا محمد، عن شعبة، عن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، في هذه الآية :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : المرأة١٧.
قوله عز وجل :﴿ وابن السبيل ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٦٥-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وابن السبيل ﴾ قال : الضيف له حق، في السفر والحضر١٨.
١٧٦٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وابن السبيل ﴾ الغريب١٩.
قوله عز وجل :﴿ وما ملكت أيمانكم ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٦٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وما ملكت أيمانكم ﴾ قال : ملكك الله، فأحسن صِحابته٢٠.
قوله عز وجل :﴿ إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ﴾ [ النساء : ٣٦ ]
١٧٦٨-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا الأسود بن شيبان السدوسي، قال : حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مطرف، قال : كان يبلغني عن أبي ذر حديثا، فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت : حديثا بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك أنه قال : إن الله عز وجل يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة "، قال : فلا أخالي أكذب على رسول الله، خليلي قالها : ثلاثا، قال : فقلت من هؤلاء الثلاثة الذين يبغضهم الله ؟ قال : " المختال الفخور "، وأنتم تجدون في كتاب الله المنزل، ثم تلا هذه الآية :﴿ إن الله لا يحب من كان مختال فخور ﴾ ٢١ وذكر الحديث٢٢.
١٤٦٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : المختال : ذو الخيلاء، والخال، وهما واحد، ويجيء مصدرا.
قال العجاج :/
والخال ثوب من ثياب الجهال٢٣.
وقال العبدي :
فإن كنت سيدنا سدتنا إن كنت للخال فاذهب فخل٢٤
أي : اختل٢٥.
١ - مجاز القرآن (١/١٢٦).
٢ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/ ٣٣٥ رقم ٩٤٣٧).
٣ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٥٩)، وابن جرير (٨/٣٣٥ رقم ٩٤٣٩).
٤ - -أخرجه ابن جرير (٨/٣٣٨ رقم ٩٤٤٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٨ رقم ٥٢٩٧).
٥ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٥٩)، وابن جرير (٨/٣٣٨ رقم ٩٤٥١).
٦ - البيت لعلقمة بن عبدة: في ديوانه من الستة (١٠٧)، وينظر المفضليات (٧٨٩)، والكامل (٤٣٧)، والشنتري (٢/٤٢٣)، والقرطبي (٥/١٨٣، ١٣/٢٥٧).
٧ - ديوان الأعشى (٤٩)، وينظر الكامل (٤٣٦)، والطبري (٥/٥٢) والقرطبي (٥/١٧٣).
٨ - مجاز القرآن (١/١٢٦).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٤ رقم ٩٤٨٠).
١٠ -أخرجه ابن جرير (٨/٣٤١ رقم ٩٤٦٢)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٤).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤١ رقم ٩٤٦١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣١٥).
١٢ -مجاز القرآن (١/١١٦).
١٣ -أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٢ رقم ٩٤٦٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٧).
١٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٦).
١٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٢ رقم ٩٤٧١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٢).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٣ رقم ٩٤٧٩)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٢)
.

١٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٣ رقم ٩٤٧٤)، وابن أبي حاتم (٣/٩٤٩ رقم ٥٣٠٢).
١٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٧ رقم ٩٤٧٦).
١٩ - مجاز القرآن (١/١٢٦).
٢٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٤٨ رقم ٩٤٩٠) وابن أبي حاتم (٣/٩٥٠ رقم ٥٣١١).
٢١ - الآية رقم ٢٣ من سورة الحديد..
٢٢ - أخرجه أحمد (٥/١٥٣)، وابن أبي حاتم (٣/٩٥٠ رقم ٥٣١٣)، والحاكم وصححه (٢/٨٩) والبيهقي في شعب الإيمان (٩٥٤٩).
٢٣ من أرجوزة العجاج في ملحق ديوانه (٨٦)، وينظر الطبري (٥/٥٤)، واللسان مادة: (خيل)..
٢٤ - البيت للعبدي: في الطبري (٥/٥٤).
٢٥ - مجاز القرآن (١/١٢٧).
قوله عز وجل :﴿ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ﴾ [ النساء : ٣٧ ]
١٧٧٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ﴾ إلى ﴿ وكان الله بهم عليما ﴾ فيما بين ذلك، في يهود١.
١٧٧١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمر، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق، قال : وكان كردم بن يزيد حليف كعب بن الأشرف، وأسامة بن حبيب، ونافع، ويحيى بن عمر، وحيى بن أخطب، ورفاعة بن زيد التابوت، يأتون رجالا من الأنصار – كانوا يخالطونهم، فينتصحون لهم – من أصحاب رسول الله، فيقولون : لا تنفقوا أموالكم، فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعو في النفقة، فإنكم لا تدرون ما يكون ! فأنزل الله جل ثناؤه فيهم :﴿ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ﴾ إلى قوله ﴿ وكان الله بهم عليما ﴾ ٢.
وقال قتادة : أعداء الله أهل الكتاب بخلوا بحق الله عليهم ٣.
وروي عن طاوس أنه قال :﴿ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ﴾ وقال : البخل، أن يبخل الإنسان بما في يديه، والشح : أن يشح على ما في أيدي الناس.
وقال : يحب أن يكون له ما في أيدي الناس، بالحل والحرام، لا يقنع٤.
قوله عز وجل :﴿ ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ﴾ الآية [ النساء : ٣٧ ]
١٧٧٢-حدثنا زكريا، قال : أخبرنا عمرو، قال : أخبرنا زياد، عن محمد بن إسحاق :﴿ ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ﴾ أي : من النبوة التي فيها تصديق محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ﴾ إلى قوله ﴿ وكان الله بهم عليما ﴾٥
١٧٧٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله، قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا شيبان/، عن قتادة.
قال زكريا : وحدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، قوله جل ذكره :﴿ ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ﴾، يكتمون الإسلام ومحمدا وهم ﴿ يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾٦. ٧
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٥٢ رقم ٩٤٩٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٥٢ رقم ٥٣٢٠)
.

٢ سيرة ابن هشام (١/٥٦٠) مقطوعا على ابن إسحاق وأخرجه ابن جرير من طريق ابن إسحاق موقوفا على ابن عباس (٨/٣٥٣ رقم ٩٥٠١) وابن إسحاق وابن إسحاق وابن أبي حاتم والمؤلف هكذا موقوفا..
٣ قول قتادة: أخرجه ابن جرير (٨/٣٥٢ رقم ٩٤٩٧).
٤ - قول طاوس: أخرجه ابن جرير (٨/٣٥١ رقم ٩٤٩٣)، وابن أبي حاتم (٣/٩٥١ رقم ٥٣١٨)..
٥ - سيرة ابن هشام (١/٥٦٠) وينظر التعليق على رقم (١٧٨٩)..
٦ - من الآية ١٥٧ من سورة الأعراف..
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٥٢ رقم ٩٤٩٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٥٣ رقم ٥٣٢٦).
قوله عز وجل :﴿ ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ﴾ [ النساء : ٣٨ ]
١٧٧٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة ﴿ فساء قرينا ﴾ أي : فساء الشيطان قرينا، على هذا نصبه١.
١ - مجاز القرآن ١/١٢٧)..
قوله عز وجل :﴿ وماذا عليهم ﴾ الآية [ النساء : ٣٩ ]
١٧٧٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وأنفقوا مما رزقهم الله ﴾، وأعطوا في وجوه الخير١.
١ - مجاز القرآن ١/١٢٧)..
قوله عز وجل :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة ﴾ [ النساء : ٤٠ ]
١٧٧٦-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حسان بن عبد الله، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه قال : قال عبد الله بن مسعود : إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها، قوله عز وجل :﴿ وإن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾١ الآية، وقوله :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾٢، وقوله :﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ﴾٣ الآية، وقوله :﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآؤوك ﴾٤ الآية، وقوله :﴿ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ﴾٥ الآية.
١٧٧٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا علي بن الجعد، قال : أخبرنا الفضيل بن مرزوق، عن عطية، عن ابن عمير، قال : نزلت في الأعراب :﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾٦ فقال رجل : فما للمهاجرين يا أبا عبد الرحمن ؟ قال :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾، وإذا قال الله عز وجل لشيء عظيم، فهو عظيم٧.
١٧٧٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال، أخبرنا عمرو، قال : أخبرنا أسباط، عن السدي، في قوله الله عز وجل :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة ﴾ قال : وزن ذرة.
١٧٧٩-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ مثقال ذرة ﴾ أي زنة ذرة٨.
قوله عز وجل :﴿ وإن تك حسنة يضاعفها ﴾ [ النساء : ٤٠ ]
١٧٨٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا أبو عامر، قال : حدثنا أبو الأشهب، أن أبا رجاء قرأ :﴿ وإن تك حسنة يضعفها ﴾ بتثقيل العين، وجرها.
١٧٨١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يضاعفها ﴾ أضعافا، ويضعفها ضعفين٩.
قوله عز وجل :﴿ ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾ [ النساء : ٤١ ]
١٧٨٢-حدثنا ابن بنت منيع، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شبية، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة :﴿ ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾ قال : الجنة١٠.
١٧٨٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح قال : حدثنا محمد بن جريج، عن أبيه، قال : أخبرني عباد بن أبي صالح، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل :﴿ ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾ قال : الأجر العظيم : الجنة.
-وكذلك قال السدي١١
١ - الآية ٣١ من سورة النساء..
٢ - الآية ٤٠ من سورة النساء..
٣ - الآية ١١٦ من سورة النساء..
٤ - الآية ٦٤ من سورة النساء..
٥ - الآية ١١٠ من سورة النساء..
٦ - من الآية ١٦٠ من سورة الأنعام..
٧ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٣٦)، وابن جرير (٨/٣٦٧ رقم ٩٥١١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٥٥ رقم ٥٣٣٨).
٨ - مجاز القرآن (١/١٢٧).
٩ - مجاز القرآن (١/١٢٧).
١٠ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٥٥ رقم ٥٣٣٧).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٦٨ رقم ٩٥١٣) وابن أبي حاتم بنحوه (٣/٩٥٦ رقم ٥٣٤٠).
قوله عز وجل :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ الآية [ النساء : ٤١ ]
١٧٨٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى، قال : قال عبد الله ابن مسعود : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ عليّ، قال : قلت : وكيف اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري، قال : فافتتحت سورة النساء، فقرأت حتى إذا بلغت :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ﴾ قال : غمزني بيده وقال : حسبك ! فنظرت إليه، وعيناه تدمعان١.
١٧٨٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ وشاهدها نبوتها من كل أمة ﴿ وجئنا بك ﴾ يا محمد ﴿ على هؤلاء شهيدا ﴾.
١٧٨٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، في قوله عز وجل :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾/ برسول، يشهد عليها أن قد أبلغهم، ما أرسله الله به إليهم٢.
١ - أخرجه البخاري (٥٤٨٢)، ومسلم (٨٠٠).
٢ -أخرجه ابن جرير (٨/٣٦٩ رقم ٩٥١٦).
قوله عز وجل :﴿ يومئذ ﴾ [ النساء : ٤٢ ]
١٧٨٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ يومئذ يود الذين كفروا ﴾ يوم القيامة.
قوله عز وجل :﴿ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ﴾ [ النساء : ٤٢ ]
١٧٨٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة عن سعيد، عن قتادة [ ح ].
قال زكريا : وحدثنا محمد بن عبد الله، قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا شيبان، عن قتادة في قوله عز وجل :﴿ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ﴾، يقول : ودوا لو انخرقت بهم الأرض، فساحوا فيها، ﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾١.
١٧٨٩-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جرير :﴿ لو تسوى بهم الأرض ﴾ فتنشق لهم فيدخلون فيها، فتسوى عليهم.
قوله عز وجل :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٧٩٠- حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾٢ ثم قال :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾ بجوارحهم٣.
١٧٩١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا زكريا بن عدي، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : جاء رجل إلى ابن عباس، فقال : يا ابن عباس !، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قد وقع في صدري، فقال ابن عباس : أتكذيب ؟ فقال الرجل : ما هو تكذيب، ولكن اختلاف، قال : فهلم ما وقع من ذلك في نفسك.
فقال الرجل : أسمع الله عز وجل يقول :﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾٤ وقال في آية أخرى :﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾٥، وقال في آية أخرى :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾٦ وقال في آية أخرى :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ ٧، فقد كتموا في هذه الآية، وقوله :﴿ أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها ﴾٨، فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال في آية أخرى :﴿ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ﴾ إلى قوله :﴿ طائعين ﴾٩
فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل خلق السماء، وقوله عز وجل :﴿ وكان الله غفورا رحيما ﴾١٠، ﴿ وكان الله عزيزا حكيما ﴾١١، ﴿ وكان الله سميعا عليما ﴾١٢ كأنه كان، ثم مضى.
فقال ابن عباس : هات ما وقع في نفسك من هذا. قال السائل : إذا أنبأتني بهذا، فحسبي !
فقال ابن عباس : أما قوله :﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾، فهذه في النفخة الأولى، ينفخ في الصور ﴿ فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾١٣ ﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ ١٤ فإذا كان في النفخة الآخرة، قاموا ﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ وأما قوله عز وجل :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ وقوله عز وجل :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾، فإن الله يغفر لأهل الإخلاص يوم القيامة، ولا يتعاظم ذلك عليه أن يغفر، ولا يغفر أن يشرك به، فلم رأى المشركون ذلك قالوا : إن ربنا يغفر الذنوب، ولا يغفر الشرك، فتعالوا نقول : إنا أهل الذنوب، ولم نكن مشركين، فسألهم الرب تبارك وتعالى :{ أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ فقالوا ﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ وإنما كنا أهل ذنوب ! فقال الله عز وجل : أما إذا كتمت الألسن، فاختموا على أفواههم، فختم الله على أفواههم، فنطقت أيديهم، وشهدت أرجلهم بما كانوا يكسبون. فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا، فعند ذلك قوله عز وجل :﴿ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا ﴾ وذكر بقية الحديث مثله هذا المعنى١٥.
وقال بعضهم١٦ :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾ أي : لا تكتمه الجوارح أو القول / ولا يخفى عليه، وإن كتموه.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٥٧ رقم ٥٣٤٧).
٢ - من الآية ٢٣ من سورة الأنعام..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٥٧ رقم ٥٣٥٠).
٤ - من الآية ١٠١ من سورة المؤمنون..
٥ - من الآية ٢٧ من سورة الصافات..
٦ - من الآية ٤٢ من سورة النساء..
٧ - من الآية ٢٣ من سورة الأنعام..
٨ - من الآية ٢٧ إلى الآية ٣٠ من سورة النازعات..
٩ - الآية ٢٧ من سورة فصلت، وما بعدها..
١٠ - وردت هذه الآية في (٩) مواضع من القرآن الكريم: في الآيات ٩٧، ١٠٠، ١٥٢ من سورة النساء، وفي الآية ٧٠ من سورة الفرقان، وفي الآيات ٥، ٥٠، ٥٩، ٧٣، من سورة الأحزاب والآية ١٤ من سورة الفتح..
١١ - وردت هذه الآية في (٤) مواضع من القرآن الكريم: وهي في الآية ١٥٧، ١٦٥ من سورة النساء، والآيات ٧، ١٩ من سورة الفتح..
١٢ - كما وردت هذه الآية في موضعين وهما ١٣٤، ١٤٨ من سورة النساء..
١٣ - من الآية ٦٨ من سورة الزمر..
١٤ - من الآية ١٠١ من سورة المؤمنون..
١٥ أخرجه عبد الرزاق (١/١٦٠)، وعبد بن حميد (المنتخب ق١٤٠)، وابن جرير (٨/٣٧٣ رقم ٩٥٢١)، والطبراني، والحاكم وصححه (٢/٣٠٦-٣٠٧) مختصرا..
١٦ هكذا دون تصريح بالقائل، وعند ابن جرير أن (أهل التأويل) (٨/٣٧٣) يأولون بمعنى: ولا تكتم الله جوارحهم حديثا، وإن جحدت ذلك أفواههم..
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٧٩٢-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال : قال عبد الله : قرأنا المفصل بمكة حججا، ليس فيه ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾.
١٧٩٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك، قال : ما كان في القرآن ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ نزل بالمدينة.
١٧٩٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، مثله.
قوله عز وجل :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٧٩٥-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، أنزل الله عز وجل :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾ فكانوا لا يشربونها عند الصلاة، فإذا صلوا العشاء شربوها، ولا يصبحون حتى يذهب عنهم السكر فإذا صلوا الغداة شربوها، فما يأتي الظهر حتى يذهب عنهم السكر، ثم إن ناسا من المسلمين شربوها، فقاتل بعضهم بعضا وتكلموا بما لا يرضى الله به من القول، فأنزل الله عز وجل :﴿ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ﴾ والميسر : القمار، والأنصاب : وهي الأوثان، والأزلام : وهي القداح، كانوا يستقسمون بها، ﴿ رجس ﴾ إلى ﴿ فاجتنبوه لعلكم تفلحون ﴾١، فحرم الله الخمر، ونهى عنها، وجعلها رجسا، وأمر باجتنابها، كما أمر باجتناب الأوثان.
١٧٩٦-حدثنا علي، قال : حدثنا أبو عبيد، قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال : قال عمر : اللهم بين لنا في الخمر فنزلت :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾، فقال : اللهم بين لنا الخمر فنزلت :﴿ قل فيهما إثم كبير ﴾٢ الآية قال : اللهم بين لنا في الخمر فنزلت :﴿ إنما الخمر والميسر ﴾ الآية إلى قوله :﴿ فهل أنتم منتهون ﴾٣، فقال عمر انتهينا، إنها تذهب المال، وتذهب العقل٤.
١٧٩٧-حدثنا علي، قال : حدثنا أبو عبيد، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا مغيرة، عن أبي رزين، قال : شُربت الخمر بعد الآية التي في البقرة، والتي في النساء، فكانوا يشربونها حتى تحضر الصلاة، فإذا حضرت تركوها، حرمت في المائدة في قوله :﴿ فهل أنتم منتهون ﴾، فانتهى القوم عنها، فلم يعودوا فيها.
١٧٩٨-حدثنا علي، قال : حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن حبيب، أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكلوا وشربوا حتى ثملوا، فقدموا عليا فصلى بهم المغرب، فقرأ : " قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد وأنا عابد ما عبدتم وأنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " ٥.
فأنزل الله عز وجل هذه الآية :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾.
١٧٩٩-حدثنا أبو يعقوب يوسف المروروذي، اقل : حدثنا بُندار، قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا سفيان، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن عن علي، قال : كان هو، وعبد الرحمن بن عوف، ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف، فقرأ :﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾، فخلط فيها، فنزلت :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾ ٦.
١٨٠٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾، فنزلت في أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاما وشرابا، فأكلوا وشربوا حتى٧(. . . )
قال ابن جريج : قال غير عكرمة : صلى بهم المغرب علي، فقال :﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ ٨ حتى خاتمتها، فقال : ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾.
١٨٠١-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾ قال : نسختها :﴿ إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ﴾.
١٨٠٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سلمة، عن الضحاك :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾ قال : لم يعن بها الخمر، إنما عنى بها سكر النوم٩.
قوله عز وجل :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٨٠٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن ابن عباس، سُئل عن هذه الآية ﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ قال : هو المسافر١٠.
١٨٠٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن لاحق بن حميد –وهو أبو مجلز- أن ابن عباس كان يتأولها، ﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ يقول : تحريمها أن لا يقرب الصلاة – وهو جبب- إلا وهو مسافر، ولا يجد ماء، فيتيمم ويصلي١١.
١٨٠٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال في قوله عز وجل :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ قال : لا تقرب الصلاة إلا أن تكون مسافر تصيبه الجنابة، ولا يجد الماء، فيتيمم، ويصلي حتى يجد الماء١٢.
١٨٠٦-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ مسافرين لا تجدون ماء.
-وكذلك قال سعيد بن جبير، والحكم، والحسن بن مسلم بن يناق، وقتادة١٣.
١٨٠٧-وحدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ قال : لا تدخل المسجد، وأنت جنب، إلا وأنت ﴿ عابري سبيل ﴾، إلا أنت مارا فيه١٤.
١٨٠٨-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجرزي، عن أبي عبيدة بن عبد الله عن ابن مسعود، أنه كان يرخص للجنب أن يمر في المسجد، مجتازا، ولا أعلمه إلا قال :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾١٥.
١٨٠٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، قال : الجنب يمر في المسجد، ولا يجلس فيه، ثم قرأ :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾.
١٨١٠- حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد، عن قتادة، عن الحسن، أنه كان لا يرى بأسا أن يمر الجنب في المسجد، ولا يقعد فيه، وقرأ هذه الآية :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ ١٦.
١٨١١-حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، قال : يمر الجنب في المسجد، قلت لعمرو : من أين تأخذ ذلك ؟ قال : من قوله عز وجل :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾١٧.
١٨١٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة : إلا عابري سبيل } معناه في هذا الموضع : لا تقربوا المصلى جنبا إلا عابري سبيل، يقطعه، ولا يقعد فيه، فالمصلى مختصرا١٨.
وقال بعضهم في قوله عز وجل :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ الآية قال :﴿ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ﴾ فقوله :﴿ وأنتم سكارى ﴾ في موضع نصب على حال فقال :﴿ ولا جنبا ﴾ على العطف، كأنه قال : ولا تقربوها جنبا إلا عابري سبيل أي : لا تقربوها إلا عابري سبيل، كما يقول : لا تأتنا إلا راكبا١٩.
قوله عز وجل :﴿ وإن كنتم مرضى ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٩١٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو موسى، قال : حدثنا شجاع ابن الوليد بن قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في هذه الآية :﴿ وإن كنتم مرضى ﴾ قال هو الرجل المجروح، أو به الجراح، أو القرح٢٠، يخاف إن اغتسل أن يموت فيتيم٢١.
١٨١٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد، عن قتادة، عن عزرة، قال : قلت لسعيد بن جبير في قوله عز وجل :﴿ وإن كنتم مرضى أو على سفر ﴾ قرأ إلى ﴿ صعيدا طيبا ﴾ قلت : ما رخصة المريض ها هنا ؟ قال : إذا كانت به قروح، أو جروح، أو كبر عليه الماء، تيمم الصعيد٢٢.
١٨١٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد ابن يوسف، قال : حدثنا قيس، عن خصيف، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ وإن كنتم مرضى أو على سفر ﴾ قال : نزلت في رجل من الأنصار، كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأنزل الله :﴿ وإن كنتم مرضى أو على سفر ﴾٢٣.
قوله عز وجل :﴿ أو على سفر ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٨١٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أو على سفر ﴾ أو في سفر/ وتقول : أنا على سفر، في معنى آخر : تقول : أنا متهيء له٢٤.
قوله عز وجل :﴿ أو جاء أحد منكم من الغائط ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٨١٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أو جاء أحد منكم من الغائط ﴾ كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط : الفتح من الأرض المنصوب، وهو أعظم من الوادي٢٥.
قوله عز وجل :﴿ أو لامستم النساء ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٨١٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس :﴿ أو لامستم النساء ﴾ قال : هو الجماع٢٦.
١٨١٩-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال : كنا في حجرة ابن عباس، ومعنا عطاء بن أبي رباح، ونفر من الموالي، وعبيد بن عمير، ونفر من العرب، فتذاكرنا اللماس، فقلت أنا، وعطاء : اللمس باليد، فقال عبيد ابن عمير والعرب : هو الجماع. فقلت : إن عندكم من هذا لفصل قريب، فدخلت على ابن عباس – وهو قاعد على سرير- فقال لي : مهيم٢٧ ؟ فقلت : تذاكرنا اللمس، فقال بعضنا : هو اللمس باليد، وقال بعضنا : هو الجماع، قال : من قال هو الجماع ؟ قلت : العرب، قال فمن قال هو اللمس باليد ؟ قلت : الموالي، قال : فمن أي الفريقين كنت ؟ قلت : مع الموالي، فضحك قال : غُلبت الموالي، غلبت الموالي، غلبت الموالي، ثم قال : إن اللمس، والمس، والمباشرة الجماع، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء٢٨.
١٨٢٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن بيان، عن الشعبي، عن علي.
قال : إسحاق، وأخبرنا يزيد بن هارون، عن الأشعث، عن الشعبي، عن علي، قال : الملامسة الجماع٢٩.
١٨٢١- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا شعبة، عن مخارق، عن طارق، عن عبد الله في قوله عز وجل :﴿ أو لامستم النساء ﴾ قال : شيء هذا معناه، هو ما دون الجماع٣٠.
قوله عز وجل :﴿ فلم تجدوا ماء فتيمموا ﴾ [ النساء : ٤٣ ]
١٨٢٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، / قال : حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، قال : قال سفيان في قوله عز وجل :﴿ فتيمموا صعيدا طيبا ﴾ قال : تحروا، تعمدوا صعيدا طيبا$
١ - من الآية ٩٠ من سورة المائدة..
٢ - من الآية ٢١٩ من سورة البقرة..
٣ - من الآية ٩٠ من سورة المائدة..
٤ - أخرجه ابن حاتم (٣/٩٥٨ رقم ٥٣٥١).
٥ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٤١) وأبو داود (٣٦٧١)، والترمذي، وحسنه (٣٠٢٦) وابن جرير (٨/٣٧٦ رقم ٩٥٢٥)، وابن أبي حاتم (٣/٩٥٨ رقم ٥٣٥٢) والنحاس (ص١٣١)، والحاكم وصححه (٢/٣٠٧).
٦ - أخرجه ابن جرير ( ٨/٣٧٦ رقم ٩٥٢٤) والنحاس (ص١٣١).
٧ - هنا في الأصل كلمة غير واضحة..
٨ -الآية الأولى من سورة الكافرون..
٩ - أخرجه عبد ابن حميد (المنتخب ق ١٤١)، وابن جرير (٨/٣٧٧-٣٧٨ رقم ٩٥٣٣) وابن أبي حاتم (٣/٩٥٩ رقم ٥٣٥٦).
١٠ - أخرجه ابن أبي شيبة (١/١٥٧)، وابن أبي جرير (٨/٣٧٩ رقم ٩٥٣٥)، والطبراني في الكبير (١٢٩٠٨).
١١ - أخرجه ابن أبي شيبة (١/١٥٧)، وابن أبي جرير (٨/٣٨٠ رقم ٩٥٣٩)، والطبراني في الكبير (١٢٩٠٧).
١٢ - أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/١٥٧)، وابن جرير (٨/٣٧٩ رقم ٩٥٣٧)، وابن أبي حاتم (٣/٩٧٠ رقم ٥٣٦١)،.
١٣ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٦٣).
١٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٨٢ رقم ٩٥٥٣) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٠ رقم ٥٣٦١)، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/٤٤٣).
١٥ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/٤١٢ رقم ١٦١٣)، وفي التفسير (١/١٥٩ رقم ٥٩٣) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/٤٤٣).
١٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٨٣ رقم ٩٥٥٧).
١٧ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/٤١٢ – ٤١٣ رقم ١٦١٤).
١٨ - مجاز القرآن (١/١٢٨).
١٩ - مشكل إعراب القرآن (١/١٩٨).
٢٠ - القرح : الأثر من الجراح من شيء يصيبه من خارج، والقرح أثرها من داخل كالبشرة ونحوها، يقال: قرحته نحو جرحته، وقرح خرج به قرح، وقرح قلبه، وأقرحه الله (المفردات في غريب القرآن ص ٤٠٠).
٢١ -أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١/٢٢٤) موقوفا ورواه الحاكم (١/١٦٥) والبيهقي في السنن الكبرى (١/٢٤٤) وفي المعرفة (١/٣٠٠) وذكر في السنن الخلاف في رفعه ووقفه ومنهم الذين رووه موقوفا ومرفوعا..
٢٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٣٨٧ رقم ٩٥٧٣).
٢٣ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٦١ رقم ٥٣٦٥).
٢٤ - مجاز القرآن (١/١٢٨).
٢٥ - مجاز القرآن ١/١٢٨).
٢٦ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٤١)، وابن أبي شيبة (١/١٦٦-١٦٧)، وابن جرير (٨/٣٨٩ رقم ٩٥٨٢)، وابن أبي حاتم (٣/٩٦١ رقم ٥٣٦٧).
٢٧ - كلمة استفهام أي: ما وراءك أو ما شأنك. القاموس (مهيم ص١٤٩٩)..
٢٨ - أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/١٣٤ رقم ٥٠٦)، وسعيد بن منصور (٦٤٠)، وابن أبي شيبة (١/١٦٦)، وابن جرير (٨/٣٩٠ رقم ٩٥٨٥).
٢٩ - أخرجه ابن أبي شيبة (١/١٦٦)، وابن جرير (٨/٣٩٠ رقم ٩٦٠٢)..
٣٠ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٣٨)، وابن أبي شيبة (١/١٦٦)، وابن جرير (٨/٣٩٥ رقم ٩٦٢٢).
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ﴾ [ النساء : ٤٤ ]
١٨٢٦-حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : كان رفاعة بن زيد من عظماء يهود١ إذا كلمه رسول الله لوى رأسه، وقال : أرعنا سمعك يا محمد، حتى تفهم، ثم طعن في الإسلام، وعابه، فأنزل الله فيه ( على نبيه صلى الله عليه وسلم ) :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل ﴾ إلى قوله ﴿ فلا يؤمنون إلا قليلا ﴾٢. ٣
١٨٢٧-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ﴾ وهم أعداء الله اليهود٤.
١٨٢٨-وأخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ نصيبا من الكتاب ﴾ قال : طرفا وحظا٥.
قوله عز وجل :﴿ يشترون الضلالة ﴾ الآية. [ النساء : ٤٤ ]
١٨٢٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله، قال : حدثنا يونس بن محمد، قال حدثنا شيبان، عن قتادة [ ح ].
قال زكريا : وحدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل ﴾ قال : هم أعداء الله اليهود، اشتروا الضلالة، يقول : استحبوها٦.
١ - هو رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بني قينقاع عظيم من عظماء اليهود، ومأوى للمنافقين تنظر سيرة ابن هشام (٤/٢٩٢) و(١/٥١٥).
٢ - الآية ٤٦ من هذه السورة..
٣ أخرجه ابن إسحاق (سيرة ابن هشام (١/٥٦٠)، وابن جرير (٨/٤٢٨ رقم ٩٦٩٠)، وابن أبي حاتم (٣/٩٦٣ رقم ٥٣٨١)، والبيهقي في الدلائل (٢/٥٣٤)..
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٢٧ رقم ٩٦٨٧).
٥ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٦٥ رقم ٥٣٨٩).
قوله عز وجل :﴿ من الذين هادوا ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٣٠-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ من الذين هادوا ﴾ في هذا الموضع : اليهود١.
قوله عز وجل :﴿ يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٣١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.
قال زكريا : وحدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ تبديل اليهود التوراة٢.
١٨٣٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا هشيم، قال : حدثنا المغيرة، عن إبراهيم في قوله عز وجل :﴿ من الذي هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ قال : كان ينزل عليهم " يا بني رسلي " " يا بني أحباري " قال : فحرفوه وجعلوه " يا بني أبكاري ".
١٨٣٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ يحرفون : يقلبون، ويغيرون، والكلم جماعة كلمة٣.
قوله عز وجل :﴿ ويقولون سمعناوعصينا ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٣٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : أخبرنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد [ ح ].
قال زكريا : وحدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ سمعنا وعصينا ﴾ ما تقول، ولا نطيعك٤.
قوله عز وجل :﴿ واسمع غير مسمع ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٣٥-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، أو عكرمة :﴿ واسمع غير مسمع ﴾ في رفاعة ابن زيد ابن السائب اليهودي٥.
١٨٣٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ واسمع غير مسمع ﴾ غير مقبول ما تقول٦.
قوله :﴿ وراعنا ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٣٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ من الذين هادوا ﴾ الآية، قال : كان رجلان من اليهود، يقال لأحدهما : مالك بن الضيف، والآخر : رفاعة بن زيد، إذا لقيا النبي صلى الله عليه وسلم قالا له –وهما يكلمانه- : راعنا سمعك، واسمع غير مسمع، كقولك : اسمع غير صاغر٧، فظن المسلمون أن هذا شيء كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم. قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي مثل ذلك، فنهوا عن ذلك، فأنزل الله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا ﴾ ٨.
١٨٣٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ وراعنا ﴾ خلافا يلوون به ألسنتهم٩.
١٤٣٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق :﴿ وراعنا ليا بألسنتهم ﴾ أي : أرعنا سمعك.
قوله عز وجل :﴿ ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٤٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو، قال : حدثنا أسباط، عن السدي قوله عز وجل :﴿ ليا بألسنتهم ﴾ قال : الكلام شبه الاستهزاء ﴿ وطعنا في الدين ﴾ قال : في دين محمد عليه السلام١٠.
١٨٤١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ليا ﴾ خلافا يكون بألسنتهم١١.
١٨٤٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة :﴿ ليا بألسنتهم ﴾ واللي : تحريكهم ألسنتهم بذلك، وطعنا في الدين١٢.
قوله عز وجل :﴿ قالوا سمعنا وأطعنا ﴾ الآية [ النساء : ٤٦ ]
١٨٤٣-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ واسمع وانظرنا ﴾ قال : يقول : لا تعجل علينا١٣، / سوف نسمعه إن شاء الله.
١٨٤٤- حدثنا علي بن المبارك، قال حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ واسمع وانظرنا ﴾ إفهمنا ( و ) بين لنا يا محمد١٤.
قوله عز وجل :﴿ فلا يؤمنون إلا قليلا ﴾ [ النساء : ٤٦ ]
١٨٤٥-حدثنا النجار، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله :﴿ فلا يؤمنون إلا قليلا ﴾ قال : لا يؤمنون هم إلا قليلا١٥.
١٨٤٦-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر :﴿ فلا يؤمنون إلا قليلا ﴾ قال معمر : قال الكلبي : لا يؤمن إلا بقليل مما في أيديهم١٦.
١ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٣٢ رقم ٩٦٩١) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٥ رقم ٥٣٨٩).
٣ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٣٣ رقم ٩٦٩٣)، وابن حاتم (٣/٩٦٥ رقم ٥٣٩٢).
٥ - تقدم التعريف به، تنظر سيرة ابن هشام (٤/٢٩٢) و( ١/ ٥١٥) وفي رواية ابن أبي حاتم صرح بأنه ابن التابوت..
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٣٤ رقم ٩٦٩٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٦ رقم ٥٣٩٥).
٧ - الصغار: بالفتح: الذل والضيم، وكذلك الصغر، بالضم. والمصدر: الصغر، بالتحريك يقال: قم على صغرك، قال الليث: يقال: صغر فلان يصغر صغرا وصغارا، فهو صاغر، إذا رضي بالضيم وأقر به قال تعالى: ﴿حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾، أي: أذلة (لسان العرب مادة: صغر).
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٦٨ رقم ٥٤١٠).
٩ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٦٧ رقم ٥٤٠٢).
١٠ - أخرجه ابن أبي حاتم ( ٣/٩٦٧ رقم ٥٤٠٤).
١١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٦٧ رقم ٥٤٠٢).
١٢ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٩ رقم ٥٩٥) وابن جرير (٧/٤٣٥ رقم ٩٧٠٣)..
١٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٣٧ رقم ٩٧١١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٦٨ رقم ٥٤٠٨).
١٤ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٤٣٧ رقم ٩٧١٠).
١٥ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٦٠ رقم ٥٩٨)، وابن جرير (٨/٤٣٩ رقم ٩٧١٢).
١٦ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٦٠ رقم ٥٩٨).
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ﴾ [ النساء : ٤٧ ]
١٨٤٧-حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود، منهم عبد الله بن صوريا الأعور، وكعب بن أسد فقال لهم : يا معشر يهود، اتقوا الله وأسلموا، فو الله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق ! قالوا ما نعرف ذلك يا محمد ! فجحدوا ما عرفوا، وأصروا على الكفر، فأنزل الله جل ثناؤه فيهم :﴿ يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ﴾١.
قوله عز وجل :﴿ من قبل أن نطمس وجوها ﴾ [ النساء : ٤٧ ]
١٨٤٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ من قبل أن نطمس وجوها ﴾ عن الصراط، عن الحق٢.
١٨٤٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن يزيد، قال : حدثنا جويبر، عن الضحاك في قوله عز وجل :﴿ من قبل أن نطمس وجوها ﴾ قال : الطمس أن يرتدوا كفارا، فلا يهتدوا أبدا.
١٨٥٠-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ من قبل أن نطمس وجوها ﴾ أي : نسوها حتى تكون كأقفائهم، يقال للريح : طمست آثارنا، أي : محتها، وطمس الكتاب٣.
قوله جل وعز :﴿ فنردها على أدبارها ﴾ [ النسا : ٤٧ ]
١٨٥١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ فنردها على أدبارها ﴾ في الضلالة. ٤
١٨٥٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ فنردها على أدبارها ﴾ قال : تحول وجوههم قبل ظهورهم٥.
١٨٥٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة :﴿ من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ﴾ يقول : من قبل أقفيتها.
وقال بعضهم :﴿ يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلت مصدقا لما معكم ﴾ إلى قوله ﴿ فنردها على أدبارها ﴾ يقول : من قبل يوم القيامة٦.
قوله عز وجل :﴿ أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ﴾ [ النساء : ٤٧ ]
١٨٥٤-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ﴾ قال : يقول : أو نجعلهم قردة٧.
-قال معمر : وقال الحسن مثل ذلك٨.
١٨٥٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن يزيد، قال : حدثنا جويبر، عن الضحاك :﴿ أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ﴾ أن نجعلهم قردة وخنازير.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٤٥- ٤٤٦ رقم ٩٧٢٤)، وابن أبي حاتم (٣/٩٦٨ رقم ٥٤١١)، وابن إسحاق سيرة ابن هشام (١/٥٦٠ – ٥٦١)، والبيهقي في الدلائل (٢/٥٣٤).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٤١ رقم ٩٧١٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٩ رقم ٥٤١٤).
٣ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٤١ رقم ٩٧١٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٩ رقم ٥٤١٦).
٥ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٩ رقم ٥٩٦).
٦ - أخرجه ابن جرير ( ٨/٤٤١ رقم ٩٧١٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٦٩ رقم ٥٤١٥).
٧ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٩ رقم ٥٩٦)، وابن جرير (٨/٤٤٧ رقم ٩٤٢٦)، وابن أبي حاتم (٣/٤٤٧ رقم ٥٣١٩).
٨ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٥٩ رقم ٥٩٧).
قوله عز وجل :﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ [ النساء : ٤٨ ]
١٨٥٦-أخبرنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، قال : حدثنا منصور بن عمران البرجمي، قال : سمعت أبا مجلز يقول لما نزلت هذه الآية :﴿ قال يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ﴾١ الآية، قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتلاها على الناس، فقام إليه رجل فقال : والشرك بالله، فسكت، ثم قام إليه فقال : يا رسول الله والشرك بالله، فسكت مرتين، أو ثلاثا، قال : فنزلت هذه الآية :﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ قال : فأثبتت هذه في الزمر، وأثبتت هذه في النساء/.
قوله عز وجل :﴿ ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ﴾ [ النساء : ٤٨ ]
١٨٥٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز٢، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فقد افترى إثما ﴾ أي : تخلقه٣.
١ - من الآية ٥٣ من سورة الزمر..
٢ - في الأصل علي بن عبد الله وهو سبق قلم من الناسخ على الراجح. وقد تكرر هذا الإسناد كثيرا..
٣ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين ﴾ [ النساء : ٤٩ ]
١٨٥٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ألم تر إلى الذين ﴾ ليس هذا رأي العين، هذا تنبيه في معنى : ألم تعرف ؟ ١ قال غير أبي عبيدة : ألم تخبر، ويكون أما ترى ؟ أما تعلم ؟.
قوله عز وجل :﴿ يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ﴾ [ النساء : ٤٩ ]
١٨٥٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله :﴿ ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم ﴾ قال : يعني : يهود، قال : كانوا يقدمون صبيانا لهم أمامهم في الصلاة، فيؤمونهم، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم، قال : فتلك التزكية٢.
١٨٦٠-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم ﴾ وهم أعداء الله اليهود، زكوا أنفسهم، بأمر لم يبلغوه، فقالوا :﴿ نحن أبناء الله وأحباؤه ﴾ وقالوا : لا ذنوب لنا٣.
قوله عز وجل :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ [ النساء : ٤٩ ]
١٨٦١-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن خصيف، عن عكرمة عن ابن عباس، قال : النقير٤النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة، والفتيل : الذي يكون في شق النواة، والقطمير : القشر الذي يكون على النواة٥.
١٨٦٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، في قوله جل ثناؤه :﴿ نقيرا ﴾ قال : النقير : الذي يكون في وسط النواة في ظهرها وقوله :﴿ فتيلا ﴾ هو الذي يكون في جوف النواة، ويقولون : ما تدلك فيخرج من وسخها. والقطمير : لفافة النواة، أو سحاة البيضة، أو سحاة القصبة٦.
١٨٦٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد بن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال : النقير، حبة النواة التي في بطنها٧.
١٨٦٤-أخبرنا علي، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فتيلا ﴾ الفتيل : الذي في شق النواة٨.
١٨٦٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن يوسف، وإسرائيل/، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال : سُئل ابن عباس، عن قوله جل ثناؤه :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾، قال : هو الذي يخرج من بين الأصابع٩.
١٨٦٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن يزيد – يعني : ابن درهم-، قال : سمعت أبا العالية يحدث عن ابن عباس، قال :( الفتيل ) ما يخرج بين الأصبعين١٠.
١٨٦٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال :( الفتيل ) ما فتلت بين إصبعيك١١.
١ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٣ رقم ٩٧٣٧).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٢ رقم ٩٧٣٣).
٤ - النقر والنقرة والنقير: النكتة في النواة، ذلك الموضع نقر منها. وفي التنزيل العزيز ﴿ فإذا لا يؤتون الناس نقيرا﴾ (لسان العرب ٦/مادة نقر) والقاموس المحيط مادة: نقر ص ٦٢٥).
٥ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٥٠).
٦ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٤٥٨ رقم ٩٧٥٥).
٧ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٤٥٨ رقم ٩٧٥٥).
٨ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
٩ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٤٥٧ رقم ٩٧٤٥).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٧ رقم ٩٧٤٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٧٢ رقم ٥٤٣٤).
١١ - قال ابن السكيت:.... الفتيل: ما كان في شق النواة، وبه سميت فتيلة، : هو ما يفتل بين الأصبعين من الوسخ. لسان العرب (٤/مادة فتل)، وسوف يأتي مزيد بيان للفتيل عند تفسير قوله تعالى: ﴿ولا يظلمون فتيلا﴾ الآية ٧٧ من هذه السورة..
قوله عز وجل :﴿ انظر كيف يفترون على الله الكذب ﴾ الآية [ النساء : ٥٠ ]
١٨٦٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ انظر كيف يفترون على الله الكذب ﴾ مثل ﴿ ألم تر إلى الذين ﴾١. ٢.
١ - الآية السابقة رقم ٤٩ من هذه السورة..
٢ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ﴾ [ النساء : ٥١ ]
١٨٦٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة " ذات الرقاع " ١ أقام بها بقية جمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، ثم خرج في شعبان إلى بدر، لميعاد أبي سفيان، حتى نزله، فأقام عليه ثمان ليال، ينظر أبا سفيان.
وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة٢ من ناحية مرة الظهران، وبعض الناس يقول : عسفان ثم بدا له الرجوع، فقال : يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب، وإن عامكم هذا عام جدب، فرجع، ورجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق.
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فمكث بها حتى مضى ذو الحجة، وهي سنة أربع من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غزا رسول الله " دومة الجندل " ثم رجع قبل أن يصل إليها ولم يلق كيدا، فأقام بالمدينة بقية سنته تلك، ثم كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس.
فحدثني علي، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : فحدثني يزيد بن رومان، مولى أبي الزبير ابن عروة بن الزبير، ومن لا يُتهم، عن عبد الله/ بن كعب بن مالك، والزهري، عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم، من علمائنا، فدل جميع حديثه في الحديث عن الخندق، وبعضهم يحدث ما لا يحدث بعض، أنه كان من حديث الخندق، أن نفرا من يهود، منهم : سلام بن أبي الحقيق النضري، وحيي بن أخطب النضري، وهودة بن قيس الوابلي، وأبو عمار الوابلي، في نفر من بني النضير، ونفر من بني وائل، وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرجوا حتى قدموا على قريش، بمكة، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا : إنا سنكون معكم حتى نستأصله٣. فقالت لهم قريش : يا معشر يهود إنهم أهل الكتاب الأول، والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمدا، فديننا خير أم دينهم ؟.
قالوا : بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى بالحق منهم، فهم الذين أنزل الله جل ثناؤه فيهم :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدي من الذين آمنوا سبيلا ﴾ إلى قوله ﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ﴾ أي : النبوة ﴿ فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة ﴾ إلى قوله ﴿ وكفى بجهنم سعيرا ﴾ فلما قالوا ذلك لقريش، سروهم، ونشطوا إلى ما دعوهم له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا لذلك، واتعدوا له. وخرج أولئك النفر من يهود، حتى جاؤا غطفان، من قيس عيلان، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروهم أنه ( سيكونوا )٤ معهم عليه، وأن قريشا قد بايعوهم على ذلك، وأجمعوا معهم.
١٨٧٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فايد، عن عمر بن الخطاب، في قوله عز وجل :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ قال : الجبت السحر٥.
١٨٧١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو ميسرة، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ يؤمنون بالجبت ﴾ قال : الجبت السحر٦/.
-وممن قال إن الجبت السحر : الشعبي وأبو العالية.
١٨٧٢-حدثنا أبو ميسرة، قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ قال : الجبت الشيطان٧.
١٨٧٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا فضيل، عن عطية :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ قال : الجبت الشيطان٨.
١٨٧٤-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ الجبت والطاغوت ﴾، يقول : الشرك.
١٨٧٥- حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق ﴿ في الجبت والطاغوت ﴾، قال الكلبي : هما كاهنان جميعا، كعب بن الأشرف، وحيي ابن أخطب٩
١٨٧٦-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، قال : كان عكرمة يقول :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ : صنمان١٠.
١٨٧٧-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ كل معبود من حجر، أو مدر، أو صورة، أو شيطان، فهو جبت وطاغوت١١.
قوله عز وجل :﴿ والطاغوت ﴾ [ النساء : ٥١ ]
١٨٧٨-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فايد، عن عمر بن الخطاب، في قوله عز وجل :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ قال : الطاغوت : الشيطان١٢.
١٨٧٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ الطاغوت ﴾ قال : الطاغوت الشيطان، في صورة إنسان، يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم.
-وممن قال إن الطاغوت الشيطان : الشعبي، وأبو العالية١٣
١٨٨٠-حدثنا أبو ميسرة، قال : حدثنا أبو كامل-وهو الفضل بن الحسن الجحدري- قال : حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل جل ثناؤه :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ قال : الطاغوت الكاهن.
١٨٨١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة، مولى ابن عباس :﴿ الجبت والطاغوت ﴾ الطاغوت الكهانة.
قوله عز وجل ﴿ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى ﴾ الآية [ النساء : ٥١ ]
١٨٨٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا بندار محمد بن بشار، قال : حدثنا ابن أبي عدي، قال : حدثنا ابن أبي عدي، قال : أنبأنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشرف مكة أتوه فقالوا له/ : نحن أهل السقاية١٤، والسدانة١٥، وأنت سيد أهل المدينة، فنحن خير أم هذا الصنبير المنبتر١٦ من قومه، يزعم أنه خير منا ؟ !   قال : بل أنتم خير منه ! قال : فنزلت عليه ﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ ١٧، قال : وأنزلت عليه ﴿ ألم تر إلى الذين ﴾ عليه ﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ ١٨، قال : وأنزلت عليه﴿ ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ﴾ إلى قوله ﴿ نصيرا ﴾١٩.
١٨٨٣-حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال : قدم حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف إلى مكة، فقالت قريش : أنتم أهل الكتاب، وأهل العلم، فنحن خير أم محمد ؟ قالوا : ومن أنتم وما محمد ؟. قالوا٢٠ صنبور٢١ قطع أرحامنا، واتبعه سرّاق الحجيج، بنو غفار، فنحن أهدى سبيلا أو هو ؟ قالوا : أنتم، فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا ﴾ إلى قوله ﴿ فلن تجد له نصيرا ﴾
-وروي عن قتادة نحوا من ذلك٢٢.
١٨٨٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أهدى سبيلا ﴾ أقوم طريقة٢٣.
١ - غزوة ذات الرقاع: سميت بهذا الاسم كما قال أبو ذر –رضي الله عنه- لأنهم نزلوا بجبل يقال له: ذات الرقاع. تنظر سيرة ابن هشام (٢/٢٠٤).
٢ - مجنة: اسم سوق للعرب، كان في الجاهلية، وكان ذو المجاز، ومجنة، وعكاظ أسواقا في الجاهلية. قال الأصمعي: وكانت (مجنة) بمر الظهران، قرب جبل يقال له: الأصغر، وهو بأسفل قلة على قدر بريد منها. وقال الداوودي: مجنة عند عرفة. وقيل: مجنة على بعد أميال من مكة وهو لبني الدوئل خاصة، وقال الأصمعي: مجنة جبل لبني الدئل خاصة، بتهامة، بجنب طفيل. معجم البلدان (٥/ ٥٨، ٥٩).
٣ - استأصله: قلعة من أصله. مختار الصحاح (١٨).
٤ - في الأصل (سيكون) وما أثبته هو الصحيح حسب السياق.
٥ - أخرجه سعيد ابن منصور (٦٤٩)، وابن جرير (٨/٤٦٢ رقم ٩٧٦٦)، وابن أبي حاتم (٣/٩٧٤ رقم ٥٤٤٣).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٦٢ رقم ٩٧٧٠)..
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/ ٩٧٥ رقم ٥٤٤٩).
٨ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٤٦).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٦٤ رقم ٩٧٨٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٧٥ رقم ٥٤٥٠).
١٠ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٦٠ رقم ٦٠٤)، وابن جرير (٨/٤٦١ رقم ٩٧٦٤).
١١ - مجار القرآن (١/١٢٩).
١٢ - أخرجه سعيد ابن منصور (٦٤٩)، وابن جرير (٨/٤٦٢ رقم ٩٤٦٦)، وابن أبي حاتم (٣/٩٧٥ رقم ٥٤٤٩).
١٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٦٢ رقم ٩٧٧٠) وابن أبي حاتم ( ٣/٩٧٥ رقم ٥٤٤٩).
١٤ - سقاية الحاج: سقيهم الشراب وهو الماء والعسل والنبيذ، وغير ذلك كاللبن. وكانت السقاية قبل الإسلام لبني هاشم..
١٥ - والسدانة: والحماية، وسدانة الكعبة: حرمتها وتولي أمرها وكانت السدانة واللواء لبني عبد الدار (لسان العرب ٣ مادة سدن وسقي).
١٦ - عند ابن جرير (الصنبور المنبتر).
١٧ - الآية ٣ من سورة الكوثر..
١٨ - الآية ٣ من سورة الكوثر..
١٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٦٦ رقم ٩٧٨٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٧٦ رقم ٥٤٥٧) والطبراني في المعجم الكبير (١١/٢٥١ رقم ١١٦٤٥)، والبيهقي في الدلائل (٣/١٩٣-١٩٤).
٢٠ - في الأًصل جملة ملحقة بالهامش لم تظهر لي..
٢١ - الصنبور: المنفرد من النخل- والسعفات يخرجن في أصل النخلة... القاموس مادة صنبر (٥٤٧-٥٤٨).
٢٢ - أخرجه سعيد بن منصور (٧٤٨) مرسلا كما رواه المؤلف من طريقه، وعبد الرزاق في التفسير (١/١٦٠ رقم ٦٠٣)، وابن جرير (٨/٤٦٧ رقم ٩٧٨٧ –٩٧٨٨)، والواحدي في أسباب النزول (١٨٦-١٨٧).
٢٣ - مجاز القرآن (١/١٢٩).
قوله عز وجل :﴿ أولئك الذين لعنهم الله ﴾ الآية [ النساء : ٥٢ ]
١٨٨٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، ذكر لنا أن كعب بن الأشرف، وحيي ابن أخطب لقيا قريشا لموسم، فقال لهم المشركون : أنحن أهدى أم محمد وأصحابه ؟ فقال : لا. بل أنتم أهدى  ! فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ﴾ ١.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧١ رقم ٩٧٩٥).
قوله عز وجل :﴿ أم لهم نصيب من الملك ﴾ الآية [ النساء : ٥٣ ]
١٨٨٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال : في قوله عز وجل :﴿ أم لهم نصيب من الملك ﴾ فليس لهم نصيب، فلو كان لهم نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا.
-وقال ابن جريج نحوا منه١.
قوله عز وجل :﴿ نقيرا ﴾ [ النساء : ٥٣ ]
١٨٨٧-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال : النقير : النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة٢/.
١٨٨٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال النقير : حبة النواة التي في بطنها٣.
١٨٨٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى وشجاع، قالا : حدثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك، قال : النقير : الذي في ظهر النواة.
-وقال قتادة نحوه٤.
١٨٩٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، النقير : النقرة في ظهر النواة٥.
١٨٩١-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن يزيد- يعني ابن درهم- قال : سمعت أبا العالية يحدث عن ابن عباس، قال : هذا النقير، ووضع طرف الإبهام على باطن السبابة ثم نقرها.
وقال بعض أهل العلم : النقير : النقطة في ظهر النواة، تقول : لا يعطون الناس شيئا، ولا مقدار تلك النقطة٦.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٧٧ رقم ٥٤٦١).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٣ رقم ٩٨٠٠) وينظر تفسير قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا﴾ المتقدم..
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٤ رقم ٩٨٠٧)..
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٤ رقم ٩٨٠٥).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٥ رقم ٩٨١١).
قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس ﴾ [ الناس : ٥٤ ]
١٤٩٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال : قال مجاهد :﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ﴾ يهود.
-وكذلك قال قتادة١.
١٨٩٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أم يحسدون الناس ﴾ معناها : يحسدون الناس٢.
قوله عز وجل :﴿ الناس ﴾ [ النساء : ٥٤ ]
١٨٩٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : حدثنا هشيم، قال : أخبرنا خالد، عن عكرمة، في قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ﴾ قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم خاصة٣.
١٨٩٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس ﴾ قال : يحسدون محمدا صلى الله عليه وسلم ٤.
١٨٩٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا قيس، عن السدي، عن عطاء، عن ابن عباس، قال : نحن الناس دون الناس٥.
بسم الله الرحم الرحيم٦
قوله عز وجل :﴿ ما آتاهم الله من فضله ﴾ [ النساء : ٥٤ ]
١٨٩٧-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، قال : حدثنا فضل بن مرزوق : عن عطية في قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ﴾ قال : قالت اليهود للمسلمين : تزعمون أن محمدا أوتي الدين في تواضع، وعنده تسع نسوة ! أي ملك أعظم من هذا ؟ ! قال : فأنزل الله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب ﴾ الآية. إلى ﴿ عظيم ﴾.
١٨٩٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس ﴾، قال يحسدون محمدا، قال : قالت اليهود : يزعم محمد أنه جاء بالتواضع، والزهد في الدنيا، وهو يتزوج من النساء ما شاء، فأي ملك أفضل من ملك النساء ؟ ! فذلك قوله عز وجل :﴿ أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ﴾ من النساء ﴿ فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة ﴾ إلى ﴿ ملكا عظيما ﴾ أوتوا النساء كما كان لداود تسع وتسعون امرأة فذلك قوله عز وجل :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾٧.
قوله عز وجل :﴿ فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة ﴾ [ النساء : ٥٤ ]
١٨٩٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو جعفر الترمذي محمد بن أحمد بن نصر، قال : حدثنا بكر بن عبد الوهاب، عن فليح، عن أبي بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير، والحسن، في قوله عز وجل :﴿ الكتاب والحكمة ﴾. قال : الكتاب : القرآن، والحكمة : السنة٨.
١٩٠٠-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة :﴿ فقد آيتنا آل إبراهيم الكتاب والحكمة ﴾ أي : السنة، ومحمد من آل إبراهيم٩.
قوله عز وجل :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾[ النساء : ٥٤ ]
١٩٠١-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾ قال : النبوة١٠.
١٩٠٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن همام بن الحارث :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾ قال : أيدوا بالملائكة، والجنود١١.
١٩٠٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾ أيدوا بالملائكة يوم بدر١٢.
١٩٠٤-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو غسان، قال : حدثنا فضيل، عن عطية :﴿ وآتيناهم ملكا عظيما ﴾ قال : ملك سليمان١٣.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٦ رقم ٩٨١٢) وابن أبي حاتم (٣/٩٧٨ رقم ٨٤٦٥).
٢ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
٣ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٤٨)، وابن جرير (٨/٤٧٦ رقم ٩٨١٥)، وابن أبي حاتم (٣/٩٧٨ رقم ٥٤٦٩).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٧٦ رقم ٩٨١٦).
٥ - أخرجه الطبراني في الكبير (١١٣١٣).
٦ البسملة هنا لابتداء جزء جديد..
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٧٨ رقم ٥٤٧٠).
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٧٩ رقم ٥٤٧٥، ٥٤٧٦).
٩ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٧٩ رقم ٥٤٧٦).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٨٠ رقم ٩٨٢٦).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٨١ رقم ٩٨٣٠).
١٢ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٨٠ رقم ٥٤٨١).
١٣ - أخرجه ابن جرير من طريق ابن عباس (٨/٤٨١ رقم ٩٨٢٩) وابن أبي حاتم من طريق عطية (٣/٩٨٠ رقم ٥٤٨٤).
قوله عز وجل :﴿ فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ﴾ [ النساء : ٥٥ ]
١٩٠٥-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ فمنهم من آمن به ﴾ آمن بما أنزل على محمد، من يهود، ومنهم من صد عنه١.
١٩٠٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، قال : حدثنا أسباط عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ﴾ قال : زرع إبراهيم خليل الرحمن، وزرع الناس في تلك السنة، فهلك زرع الناس، وزكا٢ زرع إبراهيم خليل الرحمن، واحتاج الناس إليه، فكان الناس يأتون إبراهيم، فيسألونه منه، فقال لهم : من آمن بربه أعطيته، ومن أبى منعته، فمنهم من آمن به، فأعطاه من الزرع، ومنهم من أبى، فلم يأخذ منه، فذلك قوله :﴿ فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ﴾ ٣.
قوله عز وجل :﴿ وكفى بجهنم سعيرا ﴾ [ النساء : ٥٥ ]
١٩٠٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وكفى بجهنم سعيرا ﴾ أي : وقودا٤.
١ أخرجه ابن جرير (٨/٤٨٢ رقم ٩٨٣١) وابن أبي حاتم (٣/٩٨١ رقم ٥٤٨٤)..
٢ -زكا: القاموس (زكا) (١٦٦٧)..
٣ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٧١ رقم ٥٤٨٨).
٤ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
قوله عز وجل :﴿ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا ﴾ [ النساء : ٥٦ ]
١٩٠٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن يحيى، قال : حدثنا ابن المبارك، قال : أخبرنا حاجب بن عمر، عن الحكم عن الأعرج، قال : قال أبو هريرة يعظُم الكافر في النار مسيرة سبع ليالي، ضرسه مثل أحد، وشفاههم عند سررهم، سود زرق مقبوحون
١٩٠٩-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، أن عديا –رجلا من أهل الكوفة– أتى كعبا –وهو مريض-/ فقال : يا كعب حدثنا حديث النار ! قال : أولم يبلغك حديث النار ؟ ! وكان متكئا فازدحف، فقال : الذي نفس كعب بيده : لو كانت بالمشرق، وكنت بالمغرب ثم كشف عنها غطاؤها لخرج دماغك من منخريك، من شدة حرها !
ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان يقول : أذكروا لهم النار، لعلهم يعرفون بأن حرها شديد، وأن قعرها بعيد، وأن شرابها صديد، وأن مقامعها حديد.
١٩١٠-أخبرنا علي، عن الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ نصليهم نارا ﴾ نشويهم بالنار وننضجهم، يقال : أتانا بالحمل مصلي، أي : مشوي، وذُكر أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه شاة مصلية، أي : مشوية١.
قوله عز وجل :﴿ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ﴾ [ النساء : ٥٦ ]
١٩١١-حدثنا موسى، قال : حدثنا الحكم بن موسى، قال : حدثنا شهاب بن خراش، قال : حدثني عاصم بن أبي النجود، قال : حدثني زر، عن عبد الله، قال : إنه تُسمع للهوام جلبة بين أطباق جلد الكافر كما تسمع جلبة الوحش في البر٢.
١٩١٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا جرير، وأبو معاوية، قالا : حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال : قال لي عبد الله : أتدري كم عرض جلد الكافر ؟ فقلت : لا. قال هو أربعون ذراعا بذراع الخباز٣.
١٩١٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله عز وجل :﴿ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ﴾ قال : تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها٤ عن اللحم، حتى تفضي النار إلى العظام، ويبدلون جلودا غيرها، فيذيقهم الله شديد العذاب، فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بآيات الله.
١٩١٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا أبو خيثمة، قال : حدثنا يزيد ابن هارون، قال : أخبرنا هشام، عن الحسن، في قوله عز وجل :﴿ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ﴾ قال : بلغنا أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة٥.
١ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
٢ - الجلب والجلبة: الأصوات، وقيل: اختلاط الأصوات. (لسان العرب: مادة جلب).
٣ - أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/١٦٤ رقم ١٩٠٠٢) دون قوله (بذراع الخباز) وفيه (غلظ) بدل (عرض).
٤ - الكشط: رفعك شيئا عن شيء قد غشاه (القاموس ٨٨٤، مادة: كشط).
٥ - أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/١٦٣ رقم ١٥٩٩٨)، وابن جرير بنحوه (٨/٤٨٥ رقم ٩٨٣٩)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٣ رقم ٥٤٩٦).
قوله عز وجل :﴿ والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم ﴾ الآية [ النساء٥٧ ]
١٩١٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثني يحيى بن اليمان، عن رجل، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال : طول الرجل من أهل الجنة سبعون ميلا، وطول المرأة ثلاثون ميلا، مقعدتها جريب أرض، وإن شهوته لتجري في جسدها مقدار سبعين عاما، يجد اللذة، ولو انقلب الرجل من أهل النار كسلسلة لزالت الجبار.
قوله عز وجل :﴿ أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ﴾ [ النساء : ٥٧ ]
١٩١٦- حدثنا زكريا، قال : حدثنا سعيد بن يعقوب، والحسن بن عيسى، قال : أخبرنا ابن المبارك، قال : حدثنا ابن جريج، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ لهم فيها أزواج مطهرة ﴾ من الحيض، والغائط، والبول، والمخاط، والنخام، والبزاق، والمني، والولد١.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٨٤ رقم ٥٥٠٨).
قوله عز وجل :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾ [ النساء : ٥٨ ]
١٩١٧-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان، قال، حدثنا عبد الله بن السائب، قال : حدثنا زاذان، عن ابن مسعود، قال : القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلما غير الأمانة، يؤتى به –وإن قتل في سبيل الله- فيقال له : أد أمانتك، فيقال : ذهبت الدنيا، من أين أوديها ؟ قال : فيقول : اذهبوا به إلى الهاوية، حتى إذا انتهوا به إلى قرار الهاوية، مثلت أمانته كيوم دفعت إليه، فيحملها، فيضعها على عاتقه، فيصعد في النار، حتى إذا رأى أنه قد خرج منها، زلت عن عاتقه، فهوت وهوى في أثرها أبدا الآبدين، ثم قرأ ابن مسعود :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾ قال زاذان : فخرجت مذعورا، فلقيت البراء بن عازب، فحدثته بما قال عبد الله، فقال : صدق أخي :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾١.
١٩١٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو بن محمد، عن سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات ﴾ قال : هي مسجلة للبر، والفاجر٢.
١٩١٩-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي مكين، عن زيد/ بن أسلم :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ قال : نزلت في ولاة الأمر٣.
١٩٢٠-ومن حديث سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج، قوله عز وجل :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾، قال : نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به البيت، يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان، فدفع إليه المفتاح، قال : وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة – وهو يتلو هذه الآية – فِداه أبي وأمي، ما سمعته يتلوها قبل ذلك٤.
١٩١٢-وقال سنيد : حدثنا الزنجي بن خالد، عن الزهري، قال : دفعه إليه، وقال أعينوه٥.
قوله عز وجل :﴿ وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ﴾ [ النساء : ٥٨ ]
١٩٢٢-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا مروان بن معاوية، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال : أخبرنا مصعب ابن سعد، قال : قال علي :[ رضي الله عنه ] كلمات أصاب فيهن : حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة فإذا فعل ذلك، فحق على الناس أن يسمعوا له، وأن يطيعوا، وأن يجيبوا إذا دعوا٦.
قوله عز وجل :﴿ إن الله نعما يعظكم به ﴾ [ النساء : ٥٨ ]
١٩٢٣-حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، قال : حدثنا المقرئ، قال : حدثنا حرملة، قال : حدثني أبو يونس، قال : سمعت أبا هريرة – وقرأ هذه الآية :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ﴾- وضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه، ويقول : هكذا سمعت رسول الله يقرأ، ويضع إصبعيه٧.
١ - أخرجه عبد بن حميد (المنتخب ق ١٥٠)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٥ رقم ٥٥١٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٢٦٦).
٢ - أخرجه ابن أبي شيبة (١٢/٢٢٢ رقم ١٢٦١٠)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٥ رقم ٥٥١٤).
٣ -أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٢/٢٢٢)، وابن جرير (٨/٤٩٠ رقم ٩٨٣٩)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٦ رقم ٥٥٢٣).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٩١ رقم ٩٨٤٦).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٩٢ رقم ٩٨٤٧).
٦ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٥١)، وابن جرير (٨/٤٩٠ رقم ٩٨٤١)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٦ رقم ٥٥٢٠).
٧ - أخرجه أبو داود (٤٧٢٨)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٧ رقم ٥٥٢٣٤)، وابن حبان (٢٦٥) والحاكم (١/٢٤).
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ الآية [ النساء : ٥٩ ]
١٩٢٤-حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج :﴿ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ نزلت في : عبد الله بن حذافة بن قيس / السهمي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية، أخبرنيه يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس١.
١٩٢٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قل : حدثنا وكيع، قال : حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال : هم أمراء السريا٢.
١٩٢-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، في قوله عز وجل :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ قال : هم الأمراء٣.
١٩٢٧-قال : حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وأولي الأمر منكم ﴾ أي : ذوي الأمر، الدليل على ذلك أن واحدها ( ذو )٤.
١٩٢٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن عمرو، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا : حدثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ قال : أصحاب محمد، أهل العقل، والفقه، والدين٥.
١٩٢٩-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ قال : أولي الأمر : أهل طاعة الله الذين يُعلمون الناس معاني دينهم، ويأمرونهم بالمعروف، وينهونهم عن المنكر، فأوجب الله –عز وجل- طاعتهم على العباد٦.
١٩٣٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا شريح، قال : حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر :﴿ وأولي الأمر منكم ﴾ قال : الفقهاء٧.
١٩٣١-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا هشيم، قال : حدثنا منصور، عن الحسن، وأخبرنا عبد الملك، عن عطاء، قال : أولي الفقه والعلم ٨.
١٩٣٢-حدثنا أبو أحمد بن عبد الوهاب، قال : أخبرنا يعلى ابن عبيد، قال : حدثنا عبد الملك، عن عطاء، في قوله عز وجل :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾ قال : أولي العلم، والفقه، وطاعة الرسول، واتباع الكتاب، والسنة٩.
١٩٣٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله عز وجل :﴿ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ﴾، /قال : علماء المسلمين، وفقهاؤهم١٠.
١٩٣٤-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا سفيان، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرمة :﴿ وأولي الأمر منكم ﴾ قال : أولي العلم١١.
قوله عز وجل :﴿ فإن تنازعتم في شيء ﴾ [ النساء : ٥٩ ]
١٩٣٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فإن تنازعتم في شيء ﴾ أي : اختلفتم١٢.
قوله عز وجل :﴿ فردوه إلى الله والرسول ﴾ إلى قوله ﴿ ذلك خير ﴾ [ النساء : ٥٩ ]
١٩٣٦-أخبرنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ فردوه إلى الله والرسول ﴾ قال :( إلى الله ) إلى كتابه، ( وإلى رسوله ) إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم١٣.
١٩٣٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا وكيع، قال : حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد [ ح ].
وحدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا وكيع، عن جعفر ابن برقان، عن ميمون بن مهران، قال في قوله عز وجل :﴿ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ﴾ قال : إلى كتابه ﴿ وإلى الرسول ﴾ قال : ما دام حيا، فإذا قبض، فإلى سنته١٤.
١٩٣٨-حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال، حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ﴾ يقول : ردوه إلى كتاب الله، وسنة رسوله، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر١٥.
١٩٣٩-قال أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أي عبيدة :﴿ فردوه إلى الله ﴾ أي : كله إلى الله، والله أعلم١٦.
قوله عز وجل :﴿ وأحسن تأويلا ﴾ [ النساء : ٥٩ ]
١٩٤٠- حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله عز وجل :﴿ وأحسن تأويلا ﴾ يقول : أحسن جزاء١٧.
١٩٤١-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ذلك خير وأحسن تأويلا ﴾ يقول : ذلك أحسن ثوابا، وخير عاقبة١٨.
١ - أخرجه البخاري (٤٥٨٤)، ومسلم (١٨٣٤).
٢ - أخرجه سعيد ابن منصور (٦٥٢)، وابن أبي شيبة (١٢/٢١٢-٢١٣ رقم ١٢٥٧٧) و(١٢/٢١٤ –٢١٥ رقم ١٢٥٨٥)، وابن جرير (٨/٤٩٧ رقم ٩٨٥٦)، وابن أبي حاتم (٣/٩٨٨ رقم ٥٥٣٠).
٣ - ينظر الأثر السابق..
٤ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
٥ - أخرجه ابن أبي شيبة (١٢/٢١٣ رقم ١٢٥٨٠)، وابن جرير (٨/٥٠١ رقم ٩٨٧٤).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٠ رقم ٩٨٨٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٨٩ رقم ٥٥٣٤) والحاكم (٦/١٢٣).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٩٩ رقم ٩٨٦٢).
٨ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٥٥) ومن طريقه المؤلف، وعبد بن حميد (المنتخب ق ١٥٣)، وابن جرير (٨/٥٠٠ رقم ٩٨٦٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٨٩ رقم ٥٥٣٥).
٩ - ينظر الأثر السابق..
١٠ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٨٩ رقم ٥٥٣٩).
١١ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٥٦)، وابن جرير (٨/٥٠٠ رقم ٩٨٦٨).
١٢ - مجاز القرآن :(١/١٣٠).
١٣ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٦٢ رقم ٦١٣)، وسعيد بن منصور (٦٥٦)، وابن جرير (٨/٥٠٤ رقم ٩٨٧٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٠ رقم ٥٥٤١، ٥٥٤٢).
١٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٥ رقم ٩٨٨٠).
١٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٥ رقم ٩٨٨٤).
١٦ - مجاز القرآن (١/١٣٠).
١٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٦ رقم ٩٨٨٦) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٠ رقم ٥٥٤٥).
١٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٦ رقم ٩٨٨٨).
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ﴾
الآية [ النساء : ٦٠ ]
١٩٤٢-( قال ) حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا إسماعيل، عن داود، عن الشعبي، قال : كان بين رجل ممن زعم أنه مسلم، وبين رجل من اليهود/ خصومة، فجعل اليهودي يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة في الحكم، وجعل الآخر يدعوه إلى اليهود، لأنه قد علم أنهم يأخذون الرشوة في الحكم، قال : ثم اتفقا على أن يتحاكما إلى كاهن في جهينة١ قال : فنزلت :﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ﴾ يعني : الذي يزعم أنه مسلم ﴿ وما أنزل من قبلك ﴾ يعني : اليهودي٢.
١٩٤٣- قال حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد [ ح ].
قال زكريا : وحدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ﴾ قال : تنازع رجل من المنافقين ورجل من اليهود، فقال المنافق : اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف، وقال اليهودي : اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ﴾ الآية، والتي تليها، فيها أيضا٣.
١٩٤٤-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال : كان ممن سمي لنا من المنافقين معتب، ورافع بن زيد بن بشر، وكانوا يدعون بالإسلام، فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين، في خصومة كانت بينهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعوهم إلى الكهان، حكام الجاهلية، فأنزل الله عز وجل فيهم :﴿ أم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ﴾ إلى آخر القصة.
قوله عز وجل :﴿ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ﴾الآية [ النساء : ٦٠ ]
١٩٤٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا إسماعيل، عن داود، عن الشعبي :﴿ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ﴾ يعني به : الكاهن، كان بين رجل ممن زعم أنه مسلم، وبين رجل من اليهود، خصومة، فاتفقا على أن يتحاكما إلى كاهن في جهينة ﴿ وقد أمروا أن يكفروا به ﴾ أمر هذا في كتابه :﴿ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله ﴾ الآية. ثم قرأ داود حتى بلغ ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ﴾ إلى ﴿ ويسلموا تسليما ﴾ ٤.
١٩٤٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا/ عبد الأعلى قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ الطاغوت ﴾ قال : الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان، يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم.
١٩٤٧-حدثنا علي، قال : حدثنا أحمد، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، أن معتب بن قشيرة، ورافع بن زيد، وبشيرا كانوا يدّعون بالإسلام، دعاهم قوم من المسلمين في خصومة كانت، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعوهم إلى الكهان حكام أهل الجاهلية، فأنزل الله عز وجل فيهم :﴿ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ﴾.
١ - جهينة: حي عظيم من قضاعة، من القحطانية... وفي هذا الحي بطون كثيرة... معجم قبائل العرب (١/٢١٢).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٨ رقم ٩٨٩٣).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١١ رقم ٩٧٩٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٩١ رقم ٥٥٤٨).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٠٨ رقم ٩٨٩٣).
قوله عز وجل :﴿ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول ﴾ [ النساء : ٦١ ]
١٩٤٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله ﴾ دعا المسلم المنافق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم١.
قوله عز وجل :﴿ رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ﴾ [ النساء : ٦١ ]
١٩٤٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر، قال : حدثنا يوسف بن عدي، قال : حدثنا رشدين، عن يوسف بن يزيد، عن عطاء، في قوله الله جل ثناؤه :﴿ يصدون عنك صدودا ﴾ قال : الصدود : الإعراض.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٤ رقم ٩٩٠٤).
قوله عز وجل :﴿ فكيف إذا أصابتهم مصيبة ﴾ الآية [ النساء : ٦٢ ]
١٩٥٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ فكيف إذا إصابتهم مصيبة ﴾ في أنفسهم، وبين ذلك ما بينهما من القرآن هذا من تقديم القرآن.
قوله عز وجل :﴿ أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ﴾ [ النساء : ٦٣ ]
١٩٥١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، ﴿ فأعرض عنهم ﴾ ذلك لقوله عز وجل :﴿ وقل لهم قولا بليغا ﴾ في أنفسهم.
قوله عز وجل :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ﴾ [ النساء : ٦٤ ]
١٩٥٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ﴾ قال : واجب عليهم أن يطيعهم / من شاء الله، ولا يطيعهم أحد بإذن الله١.
١٩٥٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ﴾ قال : لا يطيعهم أحد إلا بإذن الله٢.
قوله عز وجل :﴿ ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم ﴾ [ النساء : ٦٤ ]
١٩٥٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح بن عبادة، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ { ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جآؤوك ﴾ إلى قوله عز وجل :﴿ ويسلموا تسليما ﴾ في اليهودي والمسلم اللذين٣ تحاكما إلى كعب بن الأشرف٤.
قوله عز وجل :﴿ فاستغفروا الله ﴾ الآية [ النساء : ٦٤ ]
١٩٥٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسين، بن علي البسطامي، قال : حدثنا محمد بن حرب، قال : حدثنا عطاء بن دينار الهذلي، عن سعيد ابن جبير، قال : الاستغفار على نحوين، أحدهما، في القول، والآخر، في العمل فأما استغفار القول : فإن الله يقول :﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ﴾، وأما استغفار العمل، فإن الله عز وجل يقول :﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ فعنى بذلك : أن يعملوا عمل الغفران، ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار، وهم يستغفرون الهل بألسنتهم، ممن يدعي بالإسلام، ومن سائر الملل٥.
١٩٥٦-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر [ ح ].
حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثني حسان بن عبد الله، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عن معن بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها، قوله عز وجل :﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ﴾ وذكر بقية الحديث٦.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٦ رقم ٩٩٠٤).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٦ رقم ٩٩٠٤).
٣ - في الأصل (اللذان) والصحيح ما أثبت..
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٧ رقم ٩٩٠٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٣ رقم ٥٥٥٦).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٩٣ رقم ٥٥٥٧).
٦ - سبق مرارا..
قوله عز وجل :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ﴾ [ النساء : ٦٥ ]
١٩٥٧-أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال : حدثنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس، والليث بن سعد، عن ابن شهاب، أن عروة ابن الزبير، حدثه، أن عبد الله حدثه، أن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شراج من الحرة، كان يسقيان به كلاهما النخل.
فقال الأنصاري : سرح الماء يمر [ فأبى عليه ]١ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك " فغضب الأنصاري، وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ! فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال : " يا زبير اسق، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر "، واسترعى رسول الله للزبير حقه، وكان رسول الله قبل ذلك أشار على الزبير برأي، أراد فيه السعة للزبير، وللأنصاري، ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ﴾ إلى ﴿ ويسلموا تسليما ﴾ وأحدهما يزيد على صاحبه في القصة٢.
١٩٥٨-حدثنا حاتم بن منصور الشاشي، وأبو يحيى بن أبي مصرة، قالا : حدثنا الحميدي، قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا عمرو بن دينار، قال : أخبرني سلمة : رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة، أن الزبير بن العوام خاصم رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير، فقال الرجل : إنما قضى له، لأنه ابن عمته، فأنزل الله عز وجل :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ﴾ الآية إلى ﴿ تسليما ﴾٣.
١٩٥٩-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ﴾ إلى ﴿ فلا وربك لا يؤمنون ﴾ حتى قوله :﴿ ويسلموا تسليما ﴾، هذا في الرجل اليهودي، والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الأشرف٤.
١٩٦٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا روح بن عبادة، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن أبي سعيد الخدري، أنه نازع الأنصار في الماء من الماء، فقال لهم : أرأيت لو أني عملت أن ما تقولون كما تقولون وأغتسل أنا، فقالوا له : لا والله، حتى لا يكون في صدرك حرج، مما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ﴾.
قوله جل ذكره :﴿ فيما شجر بينهم ﴾ [ النساء : ٦٥ ]
١٩٦١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فيما شجر بينهم ﴾ أي : اختلط٥.
قوله عز وجل :﴿ ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ﴾ [ النساء : ٦٥ ]
١٩٦٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك.
قال زكريا : وحدثنا الحسين بن أبي الربيع، قال : حدثنا يزيد بن هارون، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله عز وجل :﴿ ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ﴾ قال : إثما٦.
١٩٤٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ﴾ أي : ضيقا٧.
١٩٦٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثني ورقاء : عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ حرجا مما قضيت ﴾، قال : شكا٨.
-وكذلك قال قتادة.
قوله عز وجل :﴿ ويسلموا تسليما ﴾ [ النساء : ٦٥ ]
١٩٦٥-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ﴾ حتى قوله :﴿ ويسلموا تسليما ﴾ فقال الرجل –يعني : الذي كان خاصم الزبير- قال : فقال الرجل :-وكان من الأنصار– سلمت٩.
وقال بعضهم في قوله :﴿ ويسلموا تسليما ﴾أي : حتى يحكموك، وحتى لا يجدوا حرجا وحتى يسلموا تسليما، كل هذا معطوف على ما بعد حتى١٠.
١ - الكلمة بين المعقوفين ليست في الأصل، وهي في.....
٢ - أخرجه البخاري (٢٣٠٩) ومسلم ٢٣٠٧).
٣ - أخرجه الحميدي في مسنده (٣٠٢)، وسعيد بن منصور (٦٦٠) وابن جرير (٨/٥٢٢ رقم ٩٩١٤).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٢٢ رقم ٩٩١٤).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣١).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٩ رقم ٩٩١١).
٧ - مجاز القرآن (١/١٣١).
٨ - أخرجه ابن جرير (٨/٥١٨ رقم ٩٩٠٨) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٥ رقم ٥٥٦٢).
٩ - معنى ﴿ ويسلموا تسليما﴾ أي يسلمون لما تأتي به من حكمك لا يعارضونه بشيء، ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/٧٠، ٧١).
١٠ - ينظر : إملاء ما من به الرحمن للعكبري (ص١٩٢).
قوله عز وجل :﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ﴾ [ النساء : ٦٦ ]
١٩٦٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو، قال : حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد، عن الحسن، قال : لما نزلت هذه الآية :﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ﴾ قال ناس من الأنصار : والله لو كتبه الله علينا لقلنا : الحمد لله الذي عافانا، ثم الحمد لله الذي عافانا، فقال رسول الله صلى الله عليه، «الإيمان أثبت في قلوب رجال من الأنصار، من الجبال الرواسي ».
١٩٦٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة ﴿ ولو أنا كتبنا عليهم ﴾ معناها : قضينا/عليهم.
-وقال غير أبي عبيدة :﴿ ولو أنا كتبنا عليهم ﴾ أي فرضنا عليهم وأوجبنا.
١٩٦٨-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان :﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ﴾ قال : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وفيه أيضا :﴿ وآتوا حقه يوم حصاده ﴾١.
قوله عز وجل :﴿ ما فعلوه إلا قليل منهم ﴾ [ النساء : ٦٦ ]
١٩٦٩-حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، قال : أخبرنا عون بن عمارة، قال : سمعت مقاتل بن حيان، يقول في هذه الآية :﴿ ما فعلوه إلا قليل منهم ﴾، قال : كان عبد الله بن مسعود من القليل الذي يقتل نفسه.
١٩٧٠- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال عكرمة : عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر.
١٩٧١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ما فعلوه إلا قليل منهم ﴾ " ما فعلوه " استثناء قليل من كثير، فكأنه قال : ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال : إلا أنه يفعله قليل منهم٢.
وقال عمرو بن معدي كرب :
وكل أخ مفارقه أخوه *** لعمر أبيك إلا الفرقدان٣
فشبه رفع هذا برفع الأول.
وقال بعضهم : لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعا٤.
قوله عز وجل :﴿ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خير لهم ﴾ [ النساء : ٦٦ ]
١٩٧٢-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ﴾ ما يؤمرون به٥.
قوله عز وجل :﴿ وأشد تثبيتا ﴾ [ النساء : ٦٦ ]
١٩٧٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وأشد تثبيتا ﴾ من : الإثبات، منها : اللهم تبتنا على ملة رسولك٦.
١ - سورة الأنعام آية: ١٤١..
٢ - مجاز القرآن (١/١٣١)، وينظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/٧٢)، ومشكل إعراب القرآن لمكي (١/٢٠٠)، وإعراب القرآن للنحاس (١/٤٦٨).
٣ - ينظر الأغاني (١٤/٢٤).
٤ - مجاز القرآن (١/١٣١).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣١).
٦ - مجاز القرآن (١/١٣١).
قوله عز وجل :﴿ وإذا لآتيناهم من لدنا أجر ا عظيما ﴾ إلى قوله ﴿ ومن يطع الله والرسول ﴾ الآية [ النساء : ٦٧ ]
قوله عز وجل :﴿ والصديقين والشهداء والصالحين ﴾ [ النساء : ٦٩ ].
١٩٧٤-حدثنا موسى، قال : حدثنا شجاع، قال : حدثنا خلف ابن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن عامر الشعبي، أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : والله لأنت يا رسول الله أحب إليّ من نفسي، ومالي، وولدي، وأهلي ولولا أني آتيك، فأراك، لرأيت سوف أموت، وبكى الأنصاري.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ما أبكاك ؟ ! » قال : بكيت، ذكرت أنك ستموت ونموت، فترفع مع النبيين، ونكون نحن إن دخلنا الجنة دونك. فلم يُحر إليه رسول الله بشيء، فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ﴾ إلى آخر الآية١.
١٩٧٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قوله :﴿ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ﴾ ذكر لنا أن رجالا قالوا : هذا نبي الله، نراه في الدنيا، فأما في الآخرة فيرفع لفضله، ولا نراه. فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ﴾ قرأ إلى ﴿ رفيقا ﴾ ٢.
قوله عز وجل :﴿ والصديقين والشهداء والصالحين ﴾ [ النساء : ٦٩ ]
١٩٧٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور عن ابن جريج، قال : حدثنا غير مجاهد، عن أبي ذر، في قوله عز وجل :﴿ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين ﴾ الصديقين : المؤمنين.
قوله عز وجل :﴿ وحسن أولئك رفيقا ﴾ [ النساء : ٦٩ ]
١٩٧٧-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وحسن أولئك رفيقا ﴾ أي : رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع٣.
قال عباس بن مرداس :
فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور
وقال في القرآن :﴿ يخرجكم طفلا ﴾ والمعنى : أطفالا٤.
١ - رواه الطبراني في الصغير (١/٢٦)، وأبو نعيم في الحلية (٤/٢٤٠).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٤ رقم ٩٩٢٦).
٣ - ينظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/٧٣، ٧٤)، وإعراب القرآن للنحاس (١/٤٦٩).
٤ مجاز القرآن (١/١٣١).
قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ﴾ [ النساء : ٧١ ]
١٩٧٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثت عن ابن حيان، في قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ﴾ يقول :/ عدتكم من السلاح١.
قوله عز وجل :﴿ فانفروا ثبات ﴾ [ النساء : ٧١ ]
١٩٧٩-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية ابن صالح، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات ﴾ يقول : عصبا٢.
١٩٨٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ فانفروا ثبات ﴾ قال : فرقا قليلا٣.
١٩٨١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن سعيد، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك، قوله عز وجل :﴿ فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ﴾ قال : الثبات والعصب المتفرقون٤.
١٩٨٢-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ﴾ والثبات : الفرق٥.
١٩٨٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، أبي عبيدة :﴿ فانفروا ثبات ﴾ واحدة : ثبة٦، ومعناها : جماعات في تفرقة٧.
وقال زهير :
وقد أغدوا على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء
وتصديق ذلك ﴿ أو انفروا جميعا ﴾ وقد تجمع ثبة : ثبين٨.
قوله عز وجل :﴿ أو انفروا جميعا ﴾ [ النساء : ٧١ ]
١٩٨٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن سعيد، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك، قوله :﴿ فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ﴾ فمجتمعين.
١٩٨٥-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء الخرساني، عن ابن عباس، في قوله عز وجل :﴿ فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ﴾ وفي قوله :﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾ قال : نسختها، ﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ﴾ إلى ﴿ لعلهم يحذرون ﴾ قال : ينفر طائفة، ويمكث طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال : والماكثون هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو، بما نزل من قضاء الله، وكتابه، وحدوده٩/.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٩٨ رقم ٥٥٨١).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٧ رقم ٩٩٢٩) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٨ رقم ٥٥٨٢) وينظر: معاني القرآن للزجاج ٠٢/٧٤، ٧٥).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٧ رقم ٩٩٣٠).
٤ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٥٣٨ رقم ٩٩٣٤) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٨ رقم ٥٥٤٣).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٧ رقم ٩٩٣١)..
٦ - هكذا عند ابن عبيدة في المجاز، وهو الصواب كما في قول زهير أعلاه، وفي الأصل (ثبتة).
٧ - مجاز القرآن (١/١٣٢).
٨ - مجاز القرآن (١/١٣٢).
٩ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٩٨ رقم ٥٥٨٢).
قوله عز وجل :﴿ وإن منكم لمن ليبطئن ﴾ [ النساء : ٧٢ ]
١٩٨٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وإن منكم لمن ليبطئن ﴾ حتى ﴿ فسوف نؤتيه أجرا عظيما ﴾ ما بين ذلك في المنافق.
-وقال غيره : المنافق يبطئ المسلم عن الجهاد١.
١٩٨٧-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ وإن منكم لمن ليبطئن ﴾ عن الجهاد، وعن الغزو في سبيل الله٢.
قوله عز وجل :﴿ فإن أصابتكم مصيبة ﴾ [ النساء : ٧٢ ]
١٩٨٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فإن أصابتكم مصيبة ﴾ قال : قتل العدو من المسلمين٣.
١٩٨٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حُدثت عن ابن حيان، في قوله عز وجل :﴿ أصابتكم مصيبة ﴾ قال : من العدو، وجهد من العيش٤.
قوله عز وجل :﴿ قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ﴾ [ النساء : ٧٢ ]
١٩٩٠-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ فإن أصابتكم مصيبة قال : قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ﴾ قال : قول مكذب٥.
١٩٩١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، قال :﴿ قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا ﴾ قال : قول الشامت٦.
١٩٩٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : وحُدثت عن ابن حيان، في قوله :﴿ فإن أصابتكم مصيبة ﴾ قال : عبد الله بن أبي :﴿ قل قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ﴾ فيصيبني ما أصابهم، من الشدة، والبلاء، يقول الله عز وجل : كأن المنافق عبد الله بن أبي لم يكن بينكم وبينه مودة، يقول : كأنه ليس من أهل دينكم في المودة، فهذا في التقديم.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٨ رقم ٩٩٣٥) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٩ رقم ٥٥٨٧).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٩ رقم ٩٩٣٧).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٣٩ رقم ٩٩٣٨).
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/٩٩٩ رقم ٥٥٨٩).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨ /٥٣٩ رقم ٩٩٣٧) وابن أبي حاتم (٣/٩٩٩ رقم ٥٥٩٠).
٦ - الشماتة: الفرح ببلية من تعاديه ويعاديك، يقال: شُمت به فهو شامت وأشمت الله به العدو، قال تعالى: ﴿ فلا تشمت بي الأعداء﴾ (الآية ١٥٠ من سورة الأعراف) المفردات في غريب القرآن (ص ٢٦٦) لسان العرب: مادة شمت..
قوله عز وجل :﴿ ولئن أصابكم فضل من الله ﴾ [ النساء : ٧٣ ]
١٩٩٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ولئن أصابكم فضل من الله ﴾ ظهر المسلمون على عدوهم، وأصابوا منهم غنيمة١.
١٩٩٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثت عن ابن حيان :﴿ ولئن أصابكم فضل من الله ﴾ يعني : فتحا، وغنيمة، وسعة من الرزق٢/.
قوله عز وجل :﴿ ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ﴾ الآية [ النساء : ٧٣ ]
١٩٩٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ﴾ قال : قول حاسد.
-وكذلك قال ابن جريج٣.
١٩٩٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثت عن ابن حيان، يقول الله جل ثناؤه : كأن المنافق عبد الله بن أبي لم يكن بينكم وبينهم مودة، يقول : كأنه ليس من أهل دينكم في المودة، فهذا في التقديم :﴿ ولئن أصابكم فضل من الله ﴾ يعني : فتحا ﴿ ليقولن ﴾ المنافق، وهو نادم في التخلف يتمنى، يقول :﴿ يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ﴾٤.
قوله عز وجل :﴿ فأفوز فوزا عظيما ﴾ [ النساء : ٧٣ ]
١٩٩٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : وحدثت عن ابن حيان :﴿ فأفوز فوزا عظيما ﴾ يقول : فوزا بالغنيمة : يقول : آخذ نصيبا وافرا٥.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٠ رقم ٩٩٤١).
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم ( ٣/١٠٠٠ رقم ٥٥٩٢).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٠ رقم ٩٩٤٠)، وابن أبي حاتم (٣/١٠٠٠) رقم ٥٥٩٦)، وزاد في الدر المنثور (٢/٥٩٢) نسبته إلى عبد بن حميد..
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٠ رقم ٥٥٩٧).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٠ رقم ٥٥٩٩).
قوله عز وجل :﴿ فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ﴾ [ النساء : ٧٤ ]
١٩٩٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو، قال : أخبرنا هشيم، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن شبيل، عن عون، قال : قيل لعمر بن الخطاب، أن مدرك بن عوف نشر نفسه يوم نهاوند١ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ذاك خالي، وناس يزعمون أنه ألقى بيده إلى التهلكة، قال : فقال عمر : كذب أولئك، ولكنه من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا.
قوله عز وجل :﴿ ومن يقاتل في سبيل الله ﴾ الآية [ النساء : ٧٤ ].
١٩٩٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى، قال :﴿ ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ﴾ قال الآجر العظيم : الجنة٢.
١ - يوم نهاوند: المقصود به "وقعة نهاوند" التي وقعت بين المسلمين، وبين الفرس، في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد سميت (فتح الفتوح) لأن المسلمين انتصروا فيها ولم يقم بعدها للفرس قائم، ونهاوند: مدينة عظيمة قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام. ينظر (معجم البلدان ٥/٣١٣).
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٢ رقم ٥٦٠٩).
قوله عز وجل :﴿ وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ﴾ إلى قوله ﴿ والولدان ﴾[ النساء : ٧٥ ]
٢٠٠٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و ﴾ في سبيل ﴿ المستضعفين ﴾ ١.
٢٠٠١-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله :﴿ والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ﴾ قال : أمر المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين، كانوا بمكة٢.
قوله عز وجل :﴿ الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ﴾ الآية [ النساء : ٧٥ ]
٢٠٠٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن وقتادة، في قوله عز وجل :﴿ أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ﴾ أن رجلا خرج من قرية ظالمة إلى قرية صالحة، فأدركه الموت في الطريق، فنأ بصدره إلى القرية الصالحة، قالا : فما تلاقاه إلا ذلك، فاحتجت به ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فأمروا أن يقدروا أقرب القريتين إليه، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر.
وقال بعضهم : قرب الله إليه القرية الصالحة، فتوفته ملائكة الرحمة٣.
٢٠٠٣-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ﴾ قال : هي مكة، كان بها رجال ونساء، وولدان من المسلمين، فأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل في سبيل الله وفيهم، حتى يستنقذوهم٤.
١ - أخرجه بنحوه ابن جرير (٨/٥٤٥ رقم ٩٩٤٨) من طريق ابن عباس..
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٤ رقم ٩٩٤٤).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٥ رقم ٩٩٤٩).
٤ - أخرجه بنحوه ابن جرير (٨/٥٤٥ رقم ٩٩٥).
قوله عز وجل :﴿ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله ﴾ إلى قوله :﴿ أولياء الشيطان ﴾ [ النساء : ٧٦ ]
٢٠٠٤-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة :﴿ والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ﴾ يقول : في سبيل الشيطان.
قوله عز وجل :﴿ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ [ النساء : ٧٦ ]
٢٠٠٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال : إذا رأيتم الشيطان فلا تخافوه، واحملوا عليه، إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
-قوله مجاهد : كان الشيطان يتراءى لي في الصلاة، فكنت أذكر قول ابن عباس، فأحمل عليه، فيذهب عني١.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٣ رقم ٥٦١٨) أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٠ رقم ٩٩٥٥) وابن أبي حاتم (٣/١٠٠٣ رقم ٥٦١٩).
قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ﴾إلى قوله :﴿ أو أشد خشية ﴾ [ النساء : ٧٧ ]
٢٠٠٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ﴾ إلى ﴿ لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾، ما بين ذلك في يهود١.
٢٠٠٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ﴾ إلى قوله ﴿ لولا أخرتنا إلى أجل قريب ﴾ قال : كان أناس من أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم -وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة– يسارعون إلى القتال، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ذرنا نتخذ معاول نقاتل بها المشركين.
ذكر لنا أن عبد الرحمن بن عوف كان فيمن قال ذلك، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، قال :( لم أومر بذلك ).
فلما كانت الهجرة، وأمروا بالقتال، كره القوم ذلك، وصنعوا منه ما يسمعون، قال الله عز وجل :﴿ قل متاع الذين قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ﴾٢.
قوله عز وجل :﴿ وقالوا [ ربنا ] لم كتبت علينا القتال ﴾ [ النساء : ٧٧ ]
٢٠٠٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لم كتبت علينا القتال ﴾ لم فرضته علينا ؟ ٣.
قوله عز وجل :﴿ لولا أخرتنا إلى أجل قريب ﴾ [ النساء : ٧٧ ]
٢٠٠٩-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ لولا أخرتنا إلى أجل قريب ﴾ أي : إلى أن نموت موتا الأجل القريب٤.
٢٠١٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ لولا أخرتنا إلى أجل قريب ﴾ معناها : هلا أخرتنا إلى أجل قريب٥.
قوله عز وجل :﴿ قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ﴾ [ النساء : ٧٧ ]
٢٠١١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا حامد بن عمر، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن هشام، قال : سمعت الحسن تلى هذه الآية :﴿ قل متاع الدنيا قليل ﴾ قال : رحم الله عبدا صحبها على حسب ذلك٦.
قوله عز وجل :﴿ ولا تظلمون فتيلا ﴾ [ النساء : ٧٧ ]
٢٠١٢-/حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، قال : أخبرنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس :﴿ ولا تظلمون فتيلا ﴾ الفتيل : ما خرج من إصبعك٧.
٢٠١٣-حدثنا موسى، قال : حدثنا سريج، قال : حدثنا عمر بن عبد الرحمن، عن ليث، عن مجاهد، في قوله الله عز وجل :﴿ ولا تظلمون فتيلا ﴾ قال : هو الوسخ، يدلك الرجل يده بالأخرى، فيخرج الوسخ.
-وكذلك قال سعيد بن جبير٨.
٢٠١٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا أبو الأحوص، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال : الفتيل : الذي يكون في شق النواة٩.
٢٠١٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ولا تظلمون فتيلا ﴾ الذي في شق النواة١٠.
٢٠١٦-حدثنا موسى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ ولا تظلمون فتيلا ﴾ قال : الفتيل الذي في شق النواة١١.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٠ رقم ٩٩٥٥) وابن أبي حاتم (٣/١٠٠٣ رقم ٥٦١٩).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٩ رقم ٩٩٥٣).
٣ - مجاز القرآن (١/١٣٢).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٤٩ رقم ٩٩٥٢).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣٢).
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٦ رقم ٥٦٣٦).
٧ - أخرجه ابن جرير ( ٨/٤٥٧-٤٥٨ رقم ٩٧٥٩) وقد تقدم..
٨ - أخرجه ابن جرير بنحوه (٨/٤٥٨ رقم ٩٨٥٢).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٨ –٤٥٩ رقم ٩٧٥٧).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٨ –رقم ٩٧٥٥).
١١ - أخرجه ابن جرير (٨/٤٥٨ – ٤٥٩ رقم ٩٧٥٧).
قوله عز وجل :﴿ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾ [ النساء : ٧٨ ]
٢٠١٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا سفيان، عن هلال بن خبان، عن عكرمة، في قوله عز وجل :﴿ ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾ قال : المجصصة١.
١٠١٨-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد، عن قتادة :﴿ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾ يقول : في حصون محصنة٢.
٢٠١٩-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا قبيصة، عن سفيان :﴿ ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾ قال : تُرون أن هذه الآية البروج في السماء.
٢٠٢٠-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، البروج : الحصن. ﴿ مشيدة ﴾ : مطولة، والمشيد : المزين٣.
قوله عز وجل :﴿ وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله ﴾ [ النساء : ٧٨ ]
٢٠٢١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ وإن تصبهم حسنة ﴾ يقول : نعمة ﴿ يقولوا هذه من عند الله ﴾.
قوله عز وجل :﴿ وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ﴾ [ النساء : ٧٨ ]
٢٠٢٢-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر :﴿ وإن تصيبهم سيئة ﴾ قال : مصيبة ﴿ يقولوا هذه من عندك ﴾ يقولون ذلك٤.
٢٠٢٣- حدثنا زكريا، قال : حدثنا محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبر معمر، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ وإن تصبهم سيئة ﴾ يقول : مصيبة ﴿ يقولون هذه من عندك ﴾٥.
قوله عز وجل :﴿ قل كل من عند الله ﴾ [ النساء : ٧٨ ]
٢٠٢٤-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ﴾ يقول : الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم الله بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها٦.
٢٠٢٥-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة :﴿ قل كل من عند الله ﴾ النعم والمصائب٧.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٠٨ رقم ٥٦٤٤).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٢ رقم ٩٩٥٧).
٣ - مجاز االقرآن (١/١٣٢).
٤ - أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/١٧٩).
٥ - المرجع السابق..
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٧ رقم ٩٩٦٧) وابن أبي حاتم (٣/١٠٠٩ رقم ٥٦٥٠).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٧) رقم ٩٩٦٥).
قوله عز وجل :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله ﴾ [ النساء : ٧٩ ]
٢٠٢٦-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا إدريس، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله ﴾ قال يوم بدر١.
٢٠٢٧-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : كان الحسن يقول : ما أصابك من نعمة فمن الله.
قوله عز وجل :﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ الآية [ النساء : ٧٩ ]
٢٠٢٨-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال : هي في قراءة أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ وأنا كتبتها عليك.
٢٠٢٩-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن مجاهد، عن ابن مجاهد٢، أن ابن عباس كان يقرأ قوله عز وجل :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك ﴾
قال مجاهد : وكذلك في قراءة أبي، وابن مسعود/.
٢٠٣٠-حدثنا علي بن الحسن، قال : حدثنا عبد الله، عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله عز وجل :﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ فبذنبك وأن قدرته عليك٣.
٢٠٣١-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن إدريس، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : يوم أحد٤.
٢٠٣٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ وما أصابك من سيئة ﴾ قال : قول آخر : الجدب والمطر : السيئة والحسنة.
٢٠٣٣- حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ ما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ عقوبة بذنبك٥.
١ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٠ رقم ٥٦٥٣).
٢ - كذا في الأًصل، ولعل الصواب: "عن ابن مجاهد عن أبيه مجاهد".
٣ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٦٢)، وابن جرير (٨/٥٥٩ رقم ٩٩٧٦) وابن حاتم (٣/١٠١١ رقم ٥٦٦٠).
٤ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٠ رقم ٥٦٥٦).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٥٩ رقم ٩٩٧٤).
قوله :﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله ﴾ [ النساء : ٨٠ ]
٢٠٣٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال : حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال : خرجنا مع رسول الله.
-قال زكريا : وحدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو الوليد، قال : حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن سالم، عن ابن عمر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم ؟ قالوا : بلى نشهد أنك رسول الله ! قال : ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه أنه من أطاعني فقد أطاع الله ؟ قالوا : بلى ! نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله، قال : فإن من طاعة الله أن تطيعوني، وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم، وإن صلوا قعودا، فصلوا قعودا أجمعين٦.
٢٠٣٥-حدثنا حامد بن محمود، قال : حدثنا عيسى بن جعفر، قال : حدثنا سفيان، ذكره عن ربيع بن خثيم، قال : حرف وما حرف ؟ من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فوض إليه، فلا يأمن إلا الخبر.
قوله عز وجل :﴿ ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾ [ النساء : ٨٠ ]
٢٠٣٦-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾ أي : محاسبا٧.
قوله عز وجل :﴿ ويقولون طاعة ﴾ [ النساء : ٨١ ]
٢٠٣٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن ابن عباس :﴿ بيت طائفة منهم غير الذي تقول ﴾، يغيرون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ والله يكتب ما يبيتون ﴾ يغيرون١.
٢٠٣٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول ﴾ قال : يغيرون ما عهدوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ٢.
٢٠٣٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ بيت طائفة منهم غير الذي تقول ﴾ أي : قدروا ذلك ليلا.
قال عبيدة بن همام أحد بني العدوية :
أتوني فلم أرض ما بيتوا *** وكانوا أتوني لشيء نكر
لأنكح أيمهم منذرا *** وهل ينكح العبد حر لحر
بيتوا : أي قدروا بليل٣.
وقال النمر بن تولب :
هبت لتعذلني من الليل اسمع *** سفها تبييتك الملامة فاهجعي
كل شيء قدر بليل، فهو تبييت٤. ٥
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦٥ رقم ٩٩٨٤)..
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦٤ رقم ٩٩٨٠).
٣ - البيتان في الكامل (٤٤٦، ٥٢٧)، والطبري (٥/١١٢) واللسان (نكر). وقد اختلف في نسبتهما إلى أكثر من شاعر في المصادر المذكروة..
٤ - البيتان في الطبري (٥/١١٤)، والعيني (٢/٥٣٦) والخزانة (١/١٥٣).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣٢-١٣٣).
قوله عز وجل :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾ [ النساء : ٨٢ ]
٢٠٤٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع، قال : حدثنا يزيد بن هارون، عن جويبر، عن الضحاك.
-قال زكريا : وحدثنا إسحاق، قال : حدثنا يزيد، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله عز وجل :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾ يتدبرون النظر فيه١ ؟.
قوله عز وجل :﴿ ولو كان من عند غير الله ﴾ [ النساء : ٨٢ ]
٢٠٤١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﴾ يقول : إن قول الله لا يختلف، وهو حق ليس في باطل، وقول الناس يختلف٢.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦٨ رقم ٩٩٨٩) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٢ رقم ٥٦٧٨).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦٧ رقم ٩٩٨٧) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٣ رقم ٥٦٧٩).
قول الله جل ثناؤه :﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ [ النساء : ٨٣ ]
٢٠٤٢- حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت على أبي قرة في تفسيره، عن ابن جريرج :﴿ أذاعوا به ﴾ أفشوه، أعلنوه عن ابن عباس١.
٢٠٤٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح، قال : أخبرنا عثمان، عن عكرمة، في قوله عز وجل :﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ أفشوه، وسعوا به٢.
٢٠٤٤-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أذاعوا به ﴾ أفشوه، معناها : أذاعوه.
وقال أبو الأسود :
أذاع به في الناس حتى كأنه بعلياء نار أو قدت بثقوب٣
يقال : أثقب نارا : أوقدها حتى تضيء٤.
٢٠٤٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : قرأت عل أبي قرة في تفسيره، عن ابن جريج :﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ فهذا في الأخبار إذا غزت السرية من المسلمين، تخبر الناس عنها، فقالوا : أصاب المسلمون من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا، فأفشوه بينهم، من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو يخبرهم به، عن ابن عباس٥.
قوله عز وجل :﴿ ولو ردوه إلى الرسول ﴾ [ النساء : ٨٣ ]
٢٠٤٦-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال قرأت على أبي قرة في تفسيره، عن ابن جريج :﴿ ولو ردوه إلى الرسول ﴾ حتى يكون هو الذي يخبرهم به أو إلى أولي الأمر منهم، أولي الفقه في الدين والعقل ﴿ أذاعوا به ﴾ : أفشوه أعلنوه، عن ابن عباس٦.
قوله عز وجل :﴿ وإلى أولي الأمر منهم ﴾ [ النساء : ٨٣ ]
٢٠٤٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن ابن عباس :﴿ وإلى أولي الأمر منهم ﴾ أولي الفقه في الدين والعقل٧.
٢٠٤٨-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ﴾ يقول : إلى علمائهم٨.
قوله عز وجل :﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ [ النساء : ٨٣ ]
٢٠٤٩-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد :﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ قال : الذين يتحسسونه٩.
٢٣٥٠-حدثنا موسى، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي جعفر الدراني، عن الربيع، عن أبي العالية :﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ قال : الذين يتحسسونه١٠.
٢٠٥١-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ الذين يستنبطونه ﴾ يستخرجونه/.
يقال للركية إذا استخرجت : هي نبط إذا [ أمهاها ] يعني : استخرج ماءها١١. ١٢
قوله عز وجل :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾ [ النساء : ٨٣ ]
٢٠٥٢-حدثنا محمد، قال : حدثنا نصر، قال : حدثنا عبد، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﴾ قال : فضل الله : الإسلام، ورحمته : القرآن١٣.
٢٠٥٣-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾ فانقطع الكلام، وقوله عز وجل :﴿ إلا قليلا ﴾ فهو في أول الآية يخبر عن المنافقين، قال عز وجل :﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ ﴿ إلا قليلا ﴾ يعني بالقليل : المؤمنين.
-قال أبو عبيد : هذا الذي كنا نحكيه عن الكسائي أنه كان يتأول أن قوله عز وجل :﴿ إلا قليلا ﴾ إنما ينصب من١٤ قوله عز وجل :﴿ أذاعوا به ﴾ ففي حديث ابن عباس هذا، حجة له.
٢٠٥٤-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، والكلبي، في قوله عز وجل :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾، قالا : يقول : لاتبعتم الشيطان كلكم. وأما قوله :﴿ إلا قليلا ﴾ فهو لقوله :﴿ لعلمه الذين يستنبطونه ﴾ إلا قليلا.
٢٠٥٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة :﴿ الذين يستنبطونه منهم ﴾ لعلمه الذين يفحصون عنه ويهمهم ذلك ﴿ إلا قليلا ﴾ ﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾١٥.
٢٠٥٦-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : حدثنا يزيد، قوله عز وجل :﴿ وإذا جاءهم أمر ﴾ إلى قوله :﴿ يستنبطونه ﴾ ﴿ إلا قليلا ﴾ فجعل الاستنباط هناك.
-قال أبو عبيد : وكان الكسائي يذهب في هذه الاستثناء إلى وجهين، أحدهما : هذا الذي قال ابن جريج، والآخر قوله عز وجل :﴿ أذاعوا به ﴾ ﴿ إلا قليلا ﴾.
-قال أبو عبيد : وإنما كره أهل العلم أن يجعل الاستثناء من قوله ﴿ لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ﴾ لأنه لا وجه له به، لأنه لولا فضل الله ورحمته لاتبعوا الشيطان كلهم، فكيف يكون الاستثناء ها هنا ؟.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٠ رقم ٩٩٩٣).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٦٩ رقم ٩٩٩٢).
٣ - البيت في الطبري (٥/١١٤)، والزجاج (١/٤٨) واللسان والتاج (ذوع).
٤ - مجاز القرآن (١/١٣٣).
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٠ رقم ٩٩٩٣).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٢ رقم ٩٩٩٨).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٢ رقم ٩٩٩٨).
٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٥ رقم ٥٦٨٩).
٩ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٢٣ رقم ١٠٠٠٠).
١٠ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٣ رقم ١٠٠٠٣) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٦ رقم ٥٦٩٣).
١١ - في الأصل (إذا أمهلها) والصواب من مجاز القرآن.
١٢ - مجاز القرآن (١/٣٤).
١٣ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٦ رقم ٥٦٩٦).
١٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٧٥ رقم ١٠٠١١) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٦ رقم ٥٦٩٨).
١٥ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٦٢ رقم ٦١٢)، وابن جرير (٨/٨٧٨ رقم ١٠٠٠٨) وابن أبي حاتم (١٠١٧ رقم ٥٧٠١).
قوله عز وجل :﴿ فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين ﴾ [ النساء : ٨٤ ]
٢٠٠٥٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا حميد، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثنا الوليد بن مسلم، قال : أخبرنا محمد بن المهاجر، قال : حدثنا الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، عن كريب مولى ابن عباس، قال : حدثنا أسامة بن زيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم : ألا هل مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور تلألأ، وريحانة تهتز، قصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، في مقام أبدا في خير ونضرة ونعمة، في دار عالية سليمة بهيجة.
قالوا : يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال : قولوا : إن شاء الله، ثم ذكر الجهاد : وحض [ عليها ]١.
٢٠٥٨-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا أبو إسحاق، عن أبي رجاء، قال : أخبرني رجل، عن أبي سنان، قال قوله :﴿ حرض المؤمنين على القتال ﴾ قال : عظهم٢.
٢٠٥٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وحرض المؤمنين ﴾ حرض، أي : حضض٣.
قوله عز وجل :﴿ عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ﴾ [ النساء : ٨٤ ]
٢٠٦٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ عسى الله ﴾ هي إيجاب، وهي في القرآن كلها واجبة فجاءت على إحدى لغتي العرب، لأن عسى في كلامهم رجاء ويقين، قال ابن مقبل :
ظني بهم كعسى وهم بتنوفة يتنازعون جوائز الأمثال٤
أي : ظني بهم يقين٥
قوله عز وجل :﴿ والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ﴾ [ النساء : ٨٤ ]
٢٠٦١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ والله أشد بأس وأشد تنكيلا ﴾ يقول : عقوبة٦.
قوله عز وجل :﴿ من يشفع ﴾ [ النساء : ٨٥ ]
٢٠٦٢-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ من يشفع شفاعة حسنة ﴾ و﴿ شفاعة سيئة ﴾، قال : شفاعة بعض الناس لبعض٧.
١ - أخرجه ابن ماجة (٤٣٣٢)، والرامهرمزي في أمثال الحديث (١٠٧).
٢ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٨ رقم ٥٧٠٦).
٣ - مجاز القرآن (١/١٣٤).
٤ - لسان العرب (عسى) والتنوفة: الفلاة، ويتنازعون: يتجاذبون، وجوائز الأمثال: الأمثال السائرة في البلاد والمعنى: يقيتي بهم كشك في حال كونهم في الفلاة إذ لست أعلم الغيب. حاشية مجاز القرآن (١/ ١٣٤).
٥ - مجاز القرآن (١/١٣٤).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٠ رقم ١٠٠١٤) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٨ رقم ٥٧٠٩).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨١ رقم ١٠٠١٥) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٨ رقم ٥٧١١).
قوله عز وجل :﴿ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ﴾ [ النساء : ٨٥ ]
٢٠٦٣-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو عبيد، قال : حدثنا عبد الرحمن :- يعني : ابن مهدي- عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، قال : من يشفع شفاعة حسنة كان له أجرها، وإن لم يشفع، لأن الله عز وجل يقول :﴿ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ﴾ ولم يقل يشفع.
-وقد حدثناه زكريا عن الصنعاني، عن أبي عبيد، فذكر مثله١.
قوله عز وجل :﴿ ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ﴾ [ النساء : ٨٥ ]
٢٠٦٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة :﴿ ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ﴾ والكفل : الإثم٢.
٢٠٦٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ يكن له كفل منها ﴾ أي : نصيب، يقال : جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي : متخذا عليه كساء، يشبهه بالسرج٣.
قوله عز وجل :﴿ وكان الله على كل شيء مُقيتا ﴾ [ النساء : ٨٥ ]
٢٠٦٦-حدثنا علان، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ وكان على كل شيء مقيتا ﴾ يقول : حفيظا٤.
٢٠٦٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عيسى بن يونس، قال، حدثنا إسماعيل، عن رجل، عن عبد الله بن رواحة، أنه سأل [ رجلا ]٥ عن قوله عز وجل :﴿ وكان الله على كل شيء مقيتا ﴾ قال : يقيت كل إنسان بقدر عمله٦.
٢٠٦٨-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال :﴿ مقيتا ﴾ شهيدا٧.
٢٠٦٩-حدثنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ مقيتا ﴾ حافظا. وقال اليهودي٨ في غير هذا المعنى :
ليت شعري فاشعرن إذا ما *** قربوها مطوية ودعيت
ألي الفضل أم علي إذا حوسبت *** إني على الحساب مقيت٩
أي : هو موقوف عليه١٠.
٢٠٧٠-حدثنا علي، عن أبي عبيد :﴿ على كل شيئا مقيتا ﴾ قال : يروى عن الكلبي، قال : هو المقتدر بلغة قريش.
قال : وقال : الزبير بن عبد المطلب :
وذي ضغن كففت النفس١١ عنه *** وكنت على مسآته مقيتا
أي : قادرا.
-قال أبو عبيد : وقال الكسائي : المقيت، المقتدر، وقال أقات الرجل إقاتة.
-قال أبو عبيدة : وقال الفراء : هو المقتدر، كالذي جاء في الحديث " كفى بالرجل إثما أن يضيع من يقيت، ويقوت " يذهب الفراء إلى قوله :﴿ مقيتا ﴾ فيمن رواه يقيت، ومن رواها يقوت ذهب إلى القوت١٢.
١ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨١ رقم ١٠٠١٧) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٨ رقم ٥٧١٢).
٢ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٠ رقم ١٠٠٢٠) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٩ رقم ٥٧١٣).
٣ - مجاز القرآن (١/١٣٥).
٤ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٣ رقم ١٠٠٢٤) وابن أبي حاتم (٣/١٠١٩ رقم ٥٧١٩).
٥ - في الأصل (رجل) والصواب ما أثبت.
٦ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠١٩ رقم ٥٧٢٠).
٧ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٢٠ رقم ٥٧٢١).
٨ - يعين به السموأل بن عادياء..
٩ البيتان في ديوانه (ص١٢)..
١٠ مجاز القرآن (١/١٣٥).
١١ - في الأًصل : الضعن.
١٢ - معاني القرآن (١/٢٨٠)..
قوله عز وجل :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ [ النساء : ٨٦ ]
٢٠٧١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا عمرو بن زرارة، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الجريري، عن ابن عباس، قال : من سلم عليك من خلق الله فرد عليه، وإن كان مجوسيا، وذلك أن الله يقول :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ﴾١.
٢٠٧٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : لو أن فرعون قال لي : بارك الله فيك، لقلت : وفيك بارك الله٢.
٢٠٧٣-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو غسان، قال : حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن أبي عثمان، قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : السلام عليكم، فقال النبي : " وعليكم ورحمة اللهّ "، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فقال : النبي : " وعليك ورحمة الله وبركاته "، قال : ثم جاء آخر، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي عليه السلام : " وعليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته "، ثم جاء آخر، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " وعليك " فقال : يا رسول الله نقصتني فأين ما قاله الله عز وجل :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ فقال : إن هؤلاء تركوا لي فضلا، رددت عليهم، وأنت لم تدع لي فضلا، فرددت عليك : وعليك٣.
٢٠٧٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة، عن قتادة، عن أنس بن مالك/ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه، إذ أتى عليهم يهودي، فسلم عليهم، فردوا، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون ما قال " ؟ قالوا : سلام يا نبي الله، قال : " قال السام عليكم، أي : تسمون دينكم "، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " ردوا عليه "، فردوه عليه، قال : فقال نبي الله : " قلت : السام عليكم "، فقال نعم، قال : نبي الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب، فقولوا : وعليك، أي : عليك ما قلت " ٤.
٢٠٧٥-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا سالم بن نوح، قال : حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، في قوله عز وجل :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ قال : أحسن منها للمسلمين، أو ردوها يعني : على أهل الكتاب.
٢٠٧٦-حدثنا أبو سعد، قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا سالم بن نوح، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله عز وجل :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ﴾ أهل الإسلام، ﴿ أو ردوها ﴾ –يعني- على أهل الكتاب.
-وكذلك قال ابن جريج٥.
٢٠٧٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ قال : كان عطاء يقول : ذلك كله لأهل الإسلام٦.
٢٠٧٨-حدثنا موسى، قال : حدثني يحيى، قال : حدثنا وكيع، عن أبي إسحاق، عن شريح، قال : كان إذا قيل له : السلام عليكم، قال : السلام عليكم.
قوله عز وجل :﴿ إن الله كان على كل شيء حسيبا ﴾ [ النساء : ٨٦ ]
٢٠٧٩-حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ إن الله كان على كل شيء حسيبا ﴾ قال : حفيظا٧.
٢٠٨٠-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ على كل شيء حسيبا ﴾ أي : كافيا، مقتدرا، يقال : حسبي هذا، أي كفاني٨.
١ - أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٢/٥٣٣ رقم ١١٠٧)، وابن جرير بنحوه (٨/٥٨٧ رقم ١٠٠٣٩ ) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢١ رقم ٨٧٢٩).
٢ - أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٢/٥٣٩ رقم ١١٣).
٣ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٩ رمق ١٠٠٤٤)وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٠) رقم ٥٧٢٦) والطبراني في الكبير (٦١١٣) إلا أنه عنده موصول (عنده موصول (عن سلمان القارسي).
٤ - أخرجه البخاري (٦٩٢٦)، ومسلم (٢١٦٣) مختصرا بلفظ: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا عليكم"..
٥ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٧ رقم ١٠٠٤٠).
٦ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٨٧ رقم ١٠٠٣٥).
٧ - أخرجه ابن جرير (٨/٥٩١ رقم ١٠٠٤٧) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢١ رقم ٥٧٣٢).
٨ - مجاز القرآن (١/١٣٥).
قوله عز وجل :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾[ النساء : ٨٨ ]
٢٠٨١- حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن زيد، قال : سمعت زيد بن ثابت يقول : لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، رجع الناس من الطريق، / وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة يقولون يقتلهم، وفرقة يقولون لا يقتلهم، فأنزل الله عز وجل :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ﴾ ١.
٢٠٧٢-حدثنا محمد بن إسماعيل، قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ابن قعنب، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن ابن لسعد بن معاذ، أن هذه الآية نزلت :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾ قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال : من لي ممن يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني ؟. فقام سعد بن معاذ، فقال : إن كان منا يا رسول الله قتلته، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فأطعناك.
فقام سعد بن عبادة، فقال : ما بك طاعة رسول الله يا ابن معاذ، ولقد عرفت ما هو منك ! فقال أسيد بن حضير : أنت يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين. فقام محمد بن مسلمة فقال : اسكتوا أيها الناس، فإن فينا رسول الله، وهو يأمرنا فننفذ لأمره، فأنزل الله جل ثناؤه :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ﴾ ٢.
٢٠٨٣-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا روح، قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله عز وجل :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾ قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا المدينة، يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها، واختلف فيهم المؤمنون. فقائل يقول : هم منافقون، وقائل يقول : هم مؤمنون، فبين الله نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي، وبينه وبين محمد عليه السلام حلف، وهو الذي حُصر صدره أن يقاتل المؤمنين، أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد٣.
٢٠٨٤-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة : قوله عز وجل :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾الآية، ذكر لنا أنهما رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة، وكانا / قد تكلما بالإسلام، ثم هاجرا إلى النبي علي السلام، فقتلهما أناس من أصحاب رسول الله، وهما مقبلان إلى مكة. فقال بعضهم : إن دماءهما أو أموالهما حلال. وقال بعضهم : لا يحل ذلك لكم، فتشاجروا فيهما، فأنزل الله عز وجل في ذلك القرآن ﴿ فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ﴾ قرأ إلى ﴿ فلن تجد له سبيلا ﴾ ٤.
-وروي عن الكلبي مختصرا نحوه.
٢٠٨٥-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا محمد بن زيد، عن جويبر، عن الضحاك :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾ قال : فرقتين٥.
قوله عز وجل :﴿ والله أركسهم بما كسبوا ﴾ [ النساء : ٨٨ ]
٢٠٨٦-حدثنا علان بن المغيرة، قال : حدثنا أبو صالح، قال : حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله عز وجل :﴿ والله أركسهم بما كسبوا ﴾ أوقعهم٦.
٢٠٨٧-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس :﴿ والله أركسهم ﴾ ردهم.
-وكذلك قال الضحاك٧
٢٠٨٨-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ والله أركسهم ﴾ أي : نكسهم وردهم فيه٨.
٢٠٨٩-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر :﴿ والله أركسهم بما كسبوا ﴾ قال معمر : قال قتادة : أهلكهم بما كسبوا٩.
١ - أخرجه البخاري (٤٥٨٩)، ومسلم (١٣٨٤)..
٢ - أخرجه سعيد بن منصور (٦٦٣) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٣ رقم ٥٧٤٠).
٣ - أخرجه ابن جرير (٩/٩ رقم ١٠٠٥٢) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٤ رقم ٥٧٤٤).
٤ - أخرجه ابن جرير (٩/١١ رقم ١٠٠٥٥).
٥ - أخرجه ابن جرير (٩/١١ رقم ١٠٠٥٧).
٦ - أخرجه ابن جرير (٩/١٠ رقم ١٠٠٦٢) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٥ رقم ٥٧٤٥).
٧ - أخرجه ابن جرير (٩/١٥١٠٠٦١).
٨ - مجاز القرآن (١/١٣٦).
٩ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٦٢ رقم ٦١٤) وابن جرير (٦/١٥ رقم ١٠٠٦٤).
قوله عز وجل :﴿ فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم ﴾ الآية [ النساء : ٨٩ ]
٢٠٩٠-حدثنا زكريا، قال : حدثنا أحمد بن الخليل، قال : حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن سفيان، عن السدي، في قول الله عز وجل :﴿ فإما منا بعد وإما فداء ﴾ ١، قال : نسختها ﴿ فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ﴾ ٢.
١ - الآية الرابعة من سورة محمد..
٢ - أخرجه ابن جرير (٩/١٨ رقم ١٠٠٦٨).
قوله عز وجل : إلا الذين يصلون إلى قوم } الآية [ النساء : ٩٠ ]
٢٠٩١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وعثمان بن عطاء، عن عطاء، عن ابن عباس :﴿ إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جآؤوكم حصرت صدورهم ﴾ إلى آخر الآية، وقال :﴿ إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ﴾١ وقال :﴿ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ﴾ إلى ﴿ المقسطين ﴾٢ فنسخ هؤلاء الآيات :﴿ براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين ﴾ ٣، ﴿ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ﴾٤ وقال :﴿ وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ﴾٥. وقال قتادة : هي منسوخة بقوله :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ ٦. ٧
٢٠٩٢-حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن الفراء :﴿ إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ﴾ وقال : معناه فيما يقال :- والله أعلم- بأن قوما كانوا يوادعون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قوم يتصلون بهم قال : يقول : وكل من يصل بهم، وكان على رأيهم في ترك قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وفي موادعته، فهو بمنزلتهم، فلا يقاتلونهم٨.
٢٠٩٣-حدثنا علي، عن أبي عبيد، قال : قال : أبو عبيدة :﴿ يصلون ﴾ يعني : ينتسبون إليهم، والعرب تقول : قد اتصل الرجل إذا انتمى إلى القوم.
قال : وقال الأعشى يذكر امرأة انتسبت إلى قومها :
إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم٩
قوله : اتصلت، يعني : انتسبت١٠.
قوله عز وجل :﴿ أو جآؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلونكم ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢٠٩٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، في قوله عز وجل :﴿ أو جآؤوكم حصرت صدورهم ﴾ يقول : ضاقت صدورهم١١.
٢٠٩٥-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ أو جآؤوكم حصرت صدورهم ﴾ من الضيق، وهي من الحصور١٢.
٢٠٩٦-حدثنا علي، عن أبي عبيد، عن الكسائي، والفراء، قالا : في ﴿ حصرت صدورهم ﴾ بمعنى : ضاقت عن قتالكم١٣، وكذلك كل من ضاق صدره عن فعل وكلام فقد حصر.
وقال أبو عبيدة : ومنه الحصر في القراءة.
وكان الكسائي يقرأها ﴿ حصرت صدورهم ﴾، وكذلك قرأها أبو عمر وأهل المدينة.
ويروى عن الحسن أنه قرأها :﴿ حصرة ﴾ ١٤.
٢٠٩٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا الزعفراني، قال : حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة :﴿ حصرت صدورهم ﴾ أي كارهة صدورهم١٥.
قوله عز وجل :﴿ فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢٠٩٨-حدثنا النجار، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة :﴿ فإن اعتزلوكم ﴾ قال : نسختها ﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ ١٦. ١٧
قوله عز وجل :﴿ وألقوا إليكم السلم ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢٠٩٩-أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة :﴿ وألقوا إليكم السلم ﴾ أي المقادة، يقول : استسلموا١٨.
قوله عز وجل :﴿ فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢١٠٠-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج :﴿ فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ﴾ ما أمركم الله بقتالهم.
١ - الآية العاشرة من سورة الممتحنة..
٢ - الآية الثامنة من سورة الممتحنة..
٣ - الآية الأولى من سورة التوبة..
٤ - الآية الخامسة من سورة التوبة..
٥ - الآية السادسة والثلاثين من سورة التوبة..
٦ الآية الخامسة من سورة التوبة..
٧ - أخرجه ابن جرير (٩/٢٦ رقم ١٠٠٧٦) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٧ رقم ٥٧٥٦).
٨ - معاني القرآن (١/٢٨١).
٩ - ديوان الأعشى (٥٩).
١٠ - مجاز القرآن (١/١٣٦).
١١ - أخرجه ابن جرير (٩/٢١ رقم ١٠٠٧٢).
١٢ -مجاز القرآن (١/١٣٦).
١٣ - معاني القرآن للفراء (١/٢٨٢).
١٤ - في هذه الآية قراءتان:
١-(حصرت) بإسكان التاء وصلا ووقفا وهي قراءة التسعة من العشر.
٢-وقرأ يعقوب من العشرة وحده (حصرة) بنصب التاء منونة، وهي التي رويت عن الحسن النشر (١/٢٥١).

١٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٢٨ رقم ٥٧٦٢).
١٦ - الآية الخامسة من سورة التوبة.
١٧ - أخرجه عبد الرزاق (١/١٦٢ رقم ٦١٥) وابن جرير (٩/٢٥ رقم ١٠٠٧٥) وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٨ رقم ٢٥٧٦٤ والنحاس(ص١٣٢)..
١٨ - مجاز القرآن (١/١٣٦).
قوله عز وجل :﴿ ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢١٠١-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا روح قال : حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد :﴿ ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ﴾ ناس من أهل مكة، يأتون النبي صلى الله عليه وسلم، فيسلمون رياء، ثم يرجعون إلى قريش، فيرتكسون في الأوثان، يبتغون بذلك أن يأمنوا ها هنا وها هنا، فأمر بقتالهم١.
٢١٠٢-حدثنا زكريا، قال : حدثنا يزيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة، قوله عز وجل :﴿ ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ﴾ قال : حي كانوا بالحجاز، فقالوا : لا نقاتلك يا نبي الله، ولا نقاتل قومنا، أرادوا أن يأمنوا قومهم، ويأمنوا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فعاب الله عز وجل ذلك عليهم فقال :﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها ﴾٢.
قوله عز وجل :﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة ﴾[ النساء : ٩٠ ]
٢١٠٣-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، يرجعون إلى قريش، فيرتكسون في الأوثان، يعني : في قوله عز وجل :﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها ﴾.
٢١٠٤-حدثنا زكريا، قال : حدثنا زيد بن صالح، عن خارجة، عن سعيد، عن قتادة :﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة ﴾ يقول : إلى الشرك، أركسوا فيها٣.
قوله عز وجل :﴿ أركسوا فيها ﴾ [ النساء : ٩٠ ]
٢١٠٥-حدثنا محمد بن علي، قال : حدثنا أحمد بن شبيب، قال : حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة :﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها ﴾ يقول : كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه٤.
قوله عز وجل :﴿ فإن لم يعتزلوكم ﴾ [ النساء : ٩١ ]
٢١٠٦-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال : أمر بقتالهم إن لم يعتزلوا فيصالحوا يعني قوله :﴿ فإن لم يعتزلوكم ﴾ الآية٥.
١ - أخرجه ابن جرير (٩/٢٧ رقم ١٠٠٧٨)، وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٩ رقم ٥٧٦٩).
٢ - أخرجه ابن جرير (٩/٢٨ رقم ١٠٠٧١)، وابن أبي حاتم (٣/١٠٢٩ رقم ٥٧٧١).
٣ راجع رقم (٢١٠٨).
٤ - راجع رقم (٢١٠٩).
٥ - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/١٠٣٠ رقم ٥٧٧٥).
قوله عز وجل :﴿ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ﴾ [ النساء : ٩٢ ]
٢١٠٧-حدثنا زكريا، قال : حدثنا إسحاق، قال : أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، في قوله الله :﴿ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ﴾ الآية، قال : نزلت في عياش بن أبي ربيعة كان قد أسلم، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عياش أخا أبي جهل، والحارث بن هشام لأمهما، وكان أحب ولدها إليها.
فلما لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم شق ذلك عليها، فحلفت أن لا يظلها سقف بيت. فأقبل أبو جهل والحارث حتى قدما المدينة، فأخبرا عياشا ما لقيت أمه، وسألاه أن يرجع معهما فتنظر إليه، ولا يمنعاه أن يرجع، وأعطياه ذمتهما أن يخليا سبيله، بعد أن تراه أمه، فانطلق معهما حتى إذا خرجا من المدينة، عمدا إليه، فشداه وثاقا، وجلداه نحوا من مائة جلدة، وأعانهما على ذلك رجل من بني كنانة.
فحلف عياش ليقتلن الكناني، إن قدر عليه، فقدما به مكة فلم يزل محبوسا حتى فتح رسول الله مكة، فخرج عياش فتلقى الكناني، وقد أسلم الكناني، وعياش لا يعلم بإسلام الكناني، فضربه عياش حتى قتله، فأنزل الله عز وجل :﴿ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ﴾ ١.
٢١٠٨-حدثنا علي بن المبارك، قال : حدثنا زيد، قال : حدثنا ابن ثور، عن ابن جريج، عن مجاهد :﴿ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ﴾، عياش بن أبي ربيعة قتل رجلا مؤمنا كان يعذبه مع أبي جهل، وهو أخوه لأمه، في اتباع عياش النبي عليه السلام، وعياش يحسب أن ذلك الرجل كافر، كما هو، وذكر الحديث.
٢١٠٩-حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا حماد قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه " أن الحارث بن زيد كان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء – وهو يريد الإسلام- وعياش لا يشعر، فقتله، فأنزل الله :﴿ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ﴾ ٢ " ٣.
١ - أخرجه ابن جرير (٩/٣٣ رقم ١٠٠٩٢) وابن أبي حاتم (٣/١٠٣١ رقم ٥٧٨١).
٢ - أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨/٧٢).
٣ - هنا كلمة علقت على هامش الأصل، تفيد أن هذا التفسير هو لابن المنذر، وهي "تفسير لابن المنذر"..
Icon