تفسير سورة البلد

تفسير ابن عباس
تفسير سورة سورة البلد من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس .
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿لاَ أُقْسِمُ﴾ يَقُول أقسم ﴿بِهَذَا الْبَلَد﴾ مَكَّة
﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد﴾ يَقُول قد أحل الله لَك فى هَذَا الْبَلَد مَالا يحل لأحد قبلك وَلَا بعْدك وَيُقَال وَأَنت حل نَازل بِهَذَا الْبَلَد وَيُقَال وَأَنت فِي حل مِمَّا صنعت فِي هَذَا الْبَلَد
﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ﴾ فالوالد آدم وَمَا ولد بنوه وَيُقَال الْوَالِد الَّذِي يلد من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَمَا ولد الَّذِي لَا يلد من الرِّجَال وَالنِّسَاء أقسم الله بهؤلاء الْأَشْيَاء
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي كلدة بن أسيد ﴿فِي كَبَدٍ﴾ معتدل الْقَامَة وَيُقَال يكابد أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيُقَال فِي كبد فِي قُوَّة وَشدَّة
﴿أَيَحْسَبُ﴾ أيظن الْكَافِر فِي قوته وشدته ﴿أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾ يَعْنِي على أَخذه وعقوبته أحد يَعْنِي الله
﴿يَقُول﴾ يعْنى كلدة بن أسيد وَيُقَال الويد بن الْمُغيرَة ﴿أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً﴾ أنفقت مَالا كثيرا فى عَدَاوَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يَنْفَعنِي ذَلِك شَيْئا
﴿أَيَحْسَبُ﴾ أيظن الْكَافِر ﴿أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ لم ير الله صَنِيعه أنْفق أم لَا
ثمَّ ذكر منته عَلَيْهِ فَقَالَ ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ ينظر بهما
﴿وَلِسَاناً﴾ ينْطق بِهِ ﴿وَشَفَتَيْنِ﴾ يضم وَيرْفَع بهما
﴿وَهَدَيْنَاهُ النجدين﴾ بيَّنا لَهُ الطَّرِيقَيْنِ طَرِيق الْخَيْر وَالشَّر وَيُقَال طَرِيق الثديين
﴿فَلاَ اقتحم الْعقبَة﴾ يَقُول هَل جَاوز تِلْكَ الْعقبَة الَّذِي يَدعِي الْقُوَّة وَهِي الصِّرَاط
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿مَا الْعقبَة﴾ هِيَ عقبَة ملساء بَين الْجنَّة وَالنَّار يُعجبهُ بذلك
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ يَقُول اقتحامها فك رَقَبَة وَيُقَال لَا يتَجَاوَز تِلْكَ الْعقبَة إِلَّا من قد فك رَقَبَة أعتق نسمَة إِذا قَرَأت بِنصب الْكَاف وَالتَّاء
﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ ذِي مجاعَة وَشدَّة
﴿يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ ذَا قربَة
﴿أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ لاصق بِالتُّرَابِ من الْجهد والمسكين الَّذِي لَا شَيْء لَهُ
﴿ثُمَّ كَانَ﴾ مَعَ ذَلِك ﴿مِنَ الَّذين آمَنُواْ﴾ فِيمَا بَينهم بَين رَبهم آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَتَوَاصَوْاْ﴾ تحاثوا ﴿بِالصبرِ﴾ على أَدَاء فَرَائض الله والمرازي ﴿وَتَوَاصَوْاْ﴾ تحاثوا ﴿بالمرحمة﴾ بالترحم على الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين
﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿أَصْحَابُ الميمنة﴾ أهل الْجنَّة الَّذين يُعْطون كِتَابهمْ بيمينهم
﴿وَالَّذين كفرُوا بِآيَاتِنَا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن كلدة وَأَصْحَابه ﴿هم أَصْحَاب المشأمة﴾ أهل النَّار يُعْطون كِتَابهمْ بِشمَالِهِ
﴿عَلَيْهِم نَار مؤصدة﴾ مطبقة لُغَة طى
511
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الشَّمْس وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس عشرَة وكلماتها أَربع وَخَمْسُونَ كلمة وحروفها مِائَتَان وَسَبْعَة وَأَرْبَعُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
512
Icon