تفسير سورة الطور

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الطور من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورة الطُّور مكية اتفاقاً.

١ - ﴿الطور﴾ الجبل بالسريانية، أو اسم لما ينبت من الجبال دون ما لا ينبت " ع " وهو هنا طور سيناء، أو الذي كلم عليه موسى عليه الصلاة والسلام، أو جبل مبهم.
٢ - ﴿وَكِتَابٍ﴾ القرآن في اللوح المحفوظ، أو صحائف الأعمال، أو التوراة، أو كتاب تقرأ فيه الملائكة، ما كان وما يكون.
٣ - ﴿رَقٍّ مَّنشُورٍ﴾ صحيفة مبسوطة تخرج للناس أعمالهم كل صحيفة رق
236
لرقة حواشيها، أو هي رق مكتوب، أو ما بين المشرق والمغرب.
237
٤ - ﴿وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾ بالقصد إليه، أو بالمقام عليه وهو البيت الحرام، أو بيت في السماء السابعة حيال الكعبة لو خرَّ لخرَّ عليها يدخلها كل يوم سبعون ألف ملك، أو بيت في ست سماوات دون السابعة يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يعودون إليه، أو كان في الأرض زمان آدم عليه الصلاة والسلام، فرفع زمان الطوفان إلى السماء الدنيا يعمره كل يوم سبعون [١٨٣ / ب] / ألف ملك.
٥ - ﴿وَالسَّقْفِ﴾ السماء، أو العرش.
٦ - ﴿وَالْبَحْرِ﴾ جهنم، أو بحر تحت العرش، أو بحر الأرض ﴿الْمَسْجُورِ﴾ المحبوس " ع "، أو المرسل، أو الممتلئ، أو الموقد ناراً، أو المختلط، أو الذي ذهب ماؤه ويبس، أو الذي لا يُشرب من مائه ولا يُسقى به زرع.
٩ - ﴿تَمُورُ﴾ تدور، أو تموج، أو تشقق " ع "، أو تكفأ، أو تنقلب، أو تجري جرياً، أو السماء هنا الفلك وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره.
١٣ - ﴿يُدَعُّونَ﴾ يدفعون دفعاً عنيفاً، أو يزعجون إزعاجاً.
﴿إن المتقين في جناتٍ ونعيم (١٧) فاكهين بما ءاتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم (١٨) كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون (١٩) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عينٍ (٢٠) ﴾
١٨ - ﴿فَاكِهِينَ﴾ معجبين، أو ناعمين، أو فرحين، أو متقابلين بالحديث
237
السار المؤنس من الفكاهة، أو ذو فاكهة كلابن وتامر أو ذو بساتين فيها فواكه.
238
٢٠ - ﴿سُرُرٍ﴾ وسائد ﴿مَّصْفُوفَةٍ﴾ بين العرش، أو مرمولة بالذهب، أو وصل بعضها إلى بعض فصارت صفاً ﴿بِحُورٍ﴾ سُمِّين بذلك لأنه يَحارُ فيهن الطرف، أو لبياضهن ومنه الخبز الحواري ﴿عِينٍ﴾ عيناء وهي الواسعة العين في صفائها.
﴿والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين (٢١) وأمددناهم بفاكهة ولحمٍ مما يشتهون (٢٢) يتنازعون فيها كأساً لا لغوٌ فيها ولا تأثيم (٢٣) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤٌ مكنون (٢٤) وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون (٢٥) قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين (٢٦) فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم (٢٧) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم (٢٨) ﴾
٢١ - ﴿وأتبعناهم﴾ يدخل إلى الله تعالى الذرية بإيمان الآباء الجنة، أو نعطيهم مثل أجور الآباء من غير نقص في أجور الآباء، أو البالغون أطاعوا الله تعالى فألحقهم الله بآبائهم، أو لما أدركوا أعمال آبائهم تابعوهم عليها فصاروا مثلهم فيها ﴿أَلَتْنَاهُم﴾ ظلمناهم أو نقصناهم أي لم ننقص أجور الآباء، بما أعطيناه الأبناء فضلاً منا وإكراماً للآباء ﴿رَهِينٌ﴾ مؤاخذ كما يؤخذ الحق من الرهن أو محتبس كاحتباس الرهن بالحق.
٢٣ - ﴿يَتَنَازَعُونَ﴾ يتعاطون ويناول بعضهم بعضاً المؤمن وزوجاته وخدمه ﴿كَأْساً﴾ كل إناء مملوء من شراب أو غيره فهو كأس، فإذا فرغ لم يسم كأساً
238
﴿لا لَغْوٌ فِيهَا﴾ لا باطل في الخمر ولا مأثم " ع "، أو لا كذب ولا خُلْف، أو لا يتسابون عليها ولا يؤثم بعضهم بعضاً، أو لا لغو في الجنة ولا كذب " ع "، واللغو هنا فحش الكلام.
239
٢٤ - ﴿غِلْمَانٌ﴾ أولادهم الأصاغر، أو أولاد غيرهم ﴿مَّكْنُونٌ﴾ مصون بالكن والغطاء.
٢٧ - ﴿السَّمُومِ﴾ النار، أو اسم لجهنم، أو وهجها، أو حر السموم في الدنيا والسموم لفح الشمس والحر وقد يستعمل في لفح البرد.
٢٨ - ﴿الْبَرُّ﴾ الصادق، أو اللطيف، أو فاعل البر المعروف.
﴿فذكر فما أنت بنعمتِ ربك بكاهن ولا مجنون (٢٩) أم يقولون شاعرٌ نتربصٌ به ريب المنون (٣٠) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (٣١) أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قومٌ طاغون (٣٢) أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون (٣٣) فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صادقين (٣٤) ﴾
٢٩ - ﴿فذكر﴾ بالقرآن ﴿بنعمة رَبِّكَ﴾ برسالته ﴿بِكَاهِنٍ﴾ بساحر تكذيباً لشيبة بن ربيعة ﴿وَلا مَجْنُونٍ﴾ تكذيباً لعقبة بن أبي معيط.
٣٠ - ﴿نَّتَرَبَّصُ بِهِ﴾ قال أناس منهم تربصوا بمحمد الموت يكفيكموه كما كفاكم شاعر بني فلان وشاعر بني فلان قيل هم بنو عبد الدار {رَيْب الْمَنُونِ)
الموت، أو حوادث الدهر والمنون الدهر.
{أم خُلُقوا من غير شيء أم هم الخالقون (٣٥) أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون (٣٦) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون (٣٧) أم لهم سلمٌ يستمعون فيه فليأت
239
مستمعهم بسلطانٍ مبين (٣٨) أم له البناتُ ولكم البنون (٣٩) أم تسئلهم أجراً فهم من مغرمٍ مثقلون (٤٠) أم عندهم الغيبُ فهم يكتبون (٤١) أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون (٤٢) أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون (٤٣) }
240
٣٧ - ﴿خَزَآئِنُ رَبِّكَ﴾ مفاتيح الرحمة، أو خزائن الرزق ﴿المسيطرون﴾ المسلطون، أو الأرباب، أو المُنزِلون، أو الحفظة من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه فالمسيطر حافظ لما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ.
٣٨ - ﴿سُلَّم﴾ مرتقى إلى السماء، أو سبب يتوصل به إلى عوالي [١٨٧ / أ] / الأشياء تفاؤلاً فيه بالسلامة ﴿بسلطانٍ﴾ بحجة دالة على صدقه، أو بقوة يتسلط بها على الاستماع تدل على قوته.
﴿وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحابٌ مركوم (٤٤) فذرهم حتى يُلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون (٤٥) يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئاً ولا هم يُنصرون (٤٦) وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون (٤٧) واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم (٤٨) ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم (٤٩) ﴾
٤٤ - ﴿كِسْفاً﴾ قطعاً، أو جانباً، أو عذاباً سمي كسفاً لتغطيته والكسف التغطية ومنه كسوف الشمس ﴿مركومٌ﴾ غليظ، أو كثير متراكب.
٤٥ - ﴿يُصْعَقُونَ﴾ يموتون، أو النفخة الأولى، أو يوم القيامة يغشى عليهم من هوله ﴿وَخَرَّ موسى صعقا﴾ [الأعراف: ١٤٣].
٤٧ - ﴿لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ أهل الصغائر من المسلمين، أو مرتكبو الحدود منهم ﴿دُونَ ذَلِكَ﴾ عذاب القبر، أو الجوع، أو مصائب الدنيا.
٤٨ - ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ بعلمنا، أو بمرأى منا، أو بحراستنا وحفظنا ﴿حِينَ تَقُومُ﴾ من نومك افتتاحاً لعملك بذكر ربك، أو من مجلسك تكفيراً للغوه، أو صلاة الظهر، إذا قام من نوم القائلة، أو تسبيح الصلاة إذا قام إليها في ركوعها سبحان ربي العظيم وفي سجودها سبحان ربي الأعلى، أو في افتتاحها سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
٤٩ - ﴿ومن الليل فَسَبِّحْهُ﴾ صلاة الليل، أو التسبيح فيها، أو التسبيح في الصلاة، وخارج الصلاة ﴿وإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ ركعتان قبل الفجر مروي عن الرسول [صلى الله عليه وسلم]، أو ركعتا الفجر، أو التسبيح بعد الصلاة.
241
سورة النجم
مكية أو إلا آية ﴿الذين يجتنبون﴾ [٣٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿والنجم إذا هوى (١) ما ضل صاحبكم وما غوى (٢) وما ينطق عن الهوى (٣) إن هو إلا وحي يوحى (٤) ﴾
242
Icon