تفسير سورة الضحى

بيان المعاني
تفسير سورة سورة الضحى من كتاب بيان المعاني المعروف بـبيان المعاني .
لمؤلفه ملا حويش . المتوفي سنة 1398 هـ

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
قال تعالى «وَالضُّحى ١» هو الوقت المعلوم من النهار أقسم الله به لأنه من الأوقات المباركة وفيه صلاة مسنونة وفيه كلّم الله موسى وفيه سجد سحرة فرعون لله حينما ظهرت لهم آية العصا اعترافا بأنها معجزة وليست بسحر كما يقوله من غضب الله عليه «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ٢» سكن الناس فيه قال الأعشى الشاعر المعروف:
وما ذنبنا ان جاش بحر ابن عمكم وبحرك ساج لا يواري الدعا صما
أي ساكن، والد عاصم كثيب الرمل، وسجّى بالتشديد بمعنى غطّى وجواب القسم «ما وَدَّعَكَ» ما تركك «رَبُّكَ» منذ اختارك نبيا لخلقه واصطفاك حبيبا لنفسه كما رعاك بعنايته في الأزل وفي عالم الذر وحينما كنت نطفة في المستقر والمستودع.
والتوديع مبالغة في الوداع لأن من ودعك فقد بالغ في تركك «وَما قَلى ٣» وما أبغضك منذ أحبك واجتباك ولذلك قال ما ودعك لأن الوداع انما يكون بين الأحباب ومن تقر مفارقته قال المتنبي:
حشاشة نفس ودّعت يوم ودعوا فلم أدر أي الظاعنين أودع
مطلب نزول هذه السورة وبشارة الله اليه:
أما الترك فلا يختص بالمحين وهذا من لطائف القسم، انه أقسم على انعامه على رسوله وإكرامه له، وهو يتضمن أيضا لتصديقه له على صحة نبوته وعلى جزائه في الآخرة بالحسنى، وقسم أيضا على النبوة والمعاد، وتقدم في بحث فترة الوحي سبب نزول هذه السورة فراجعه في أوائل سورة المدثر. وما قيل إنّ اليهود سألوا رسول الله عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف وانه قال لهم سأخبركم غدا ولم يستثن لا حجة له لأن السورة مكية ومجادلة اليهود لحضرته واسئلتهم كانت في المدينة وكل ما وقع له معهم في قضية الروح وغيرها كان هناك. وما جاء في حديث خولة خادمة الرسول أن جروا دخل تحت سرير رسول الله ومات ولم تشعر به وأن الوحي انقطع بسببه أربعة أيام لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو تصاوير، ثم انها نفضت البيت فاخرجته ميتا وطرحته فأنزل الله هذه السورة، ورواية ابن
153
الكلبي بأن انقطاع الوحي خمسة عشر يوما، ورواية ابن جريح اثنى عشر يوما، وهناك روايات بخمس وعشرين وأربعين، عن ابن عباس والسدي، لا يوثق به كله، لأن أربعة الأيام لا تستوجب حزن النبي بالدرجة المار ذكرها في المدثر لا سيما وأن الوحي لم يحجم بعد، على أنه قد جاء في بعض الآثار أن حضرة الرسول قال لجبريل ما جئتني حتى اشتقت إليك فقال بل كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور وتلا قوله تعالى «وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ» الآية ٦٤ من سورة مريم الآتية وفي رواية أنه عاتبة فقال أما علمت أنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة؟ على أن هذه الآية لم تنزل بعد وعلى كل فلا مانع من تعدد الأسباب إذا قلنا بجواز ذلك كله يشرط أن يكون السائل كفار قريش على لسان اليهود كما سيأتي في الآية ٨٥ من سورة الإسراء الآتية والآية ٢٩ من سورة الكهف في ج ٢ والله أعلم بالصواب قال تعالى «وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ٤» وهذه بشارة عظيمة من ربه اليه بأن ما أعده له من المقام المحمود في الآخرة أحسن وأعظم مما إعطاء في الدنيا، روى البغوي عن ابن مسعود أنه ﷺ قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ثم اقسم جل قسمه تطمينا لقلب حبيبه وإقرارا لعينه وقال «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ٥» من جزيل عطائه وجليل رضائه وعظيم مواهبه ومن الحوض المورود واللواء المعقود والشفاعة العظمى في اليوم الموعود وغيرها مما وعده به وهذا العطاء كائن لا محالة. روى ابن عباس أنه ﷺ عرض عليه ما هو مفتوح على أمته من بعده، فسرّ فأنزل الله هذه الآية بشارة له بأنه سيعطيه من النعيم الدائم في الآخرة ما لا يقاس بما أعطاه له ولإمته في الدنيا. ولما نزلت هذه الآية قال ﷺ لا أرضى وواحد من أمتي بالنار. وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه ﷺ رفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد واسأله ما يبكيك؟ وهو أعلم، فأتى جبريل وسأله فأخبره بما قال وهو أعلم، فقال: يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك فيهم. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن
154
النبي ﷺ قال لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا. وهذه بشارة عظيمة لأمة محمد ﷺ وتأميل لهم بالنجاة هذا وان الله أعطاه في الدنيا النصر والظفر وكثرة الأتباع والفتوح في زمنه وزمن خلفائه واتباعهم ومن بعدهم وإلى يوم القيمة إن شاء الله وان ما وقع فهو من فترات الزمن وسيعيد الله التاريخ الناصع لهم إذ أحسنت الناس ظنها بالله واتبعت أوامره واجتنبت نواهيه وإلا لا. وليعلم ان الله تعالى أعلى رتبة محمد على سائر الأنبياء وجعل أمته خير الأمم وأعطاه في الآخرة الشفاعة الخاصة والعامة والفضيلة والوسيلة. قال حرب بن شريح سمعت جعفر بن علي يقول
انكم يا أهل العراق تقولون أرجى آية في القرآن (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية ٥٣ من سورة الزمر في ج ٢ وإنا أهل البيت نقول ان أرجى آية في كتاب الله «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى» ولهذا البحث صلة في الآية ٨ من الإسراء الآتية. ثم شرع يعدد نعمه على نبيه فقال «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً» فاقد الأبوين صغيرا ووجد هذه وما بعدها بمعنى علم ويقال لفاقد الأب يتيم ولفاقد الأم عجي ولفاقدهما لطيم وكان والده ﷺ توفي بعد حمله بشهرين ثم توفيت أمه وهو ابن ست سنين «فَآوى ٦» جعل لك مأوى تأوي اليه بأن ضمك أولا الى جدك عبد المطلب الذي كان يقدمك على كل أحد ويفتخر بك ويتفرض بك الخير وبعد وفاته ضمك الى عمك أبى طالب فأحسن تربيتك وحماك من أعدائك وكفاك مؤنتك، فكنت كالدرّة اليتيمة التي لا نظير لها، فأيدك وشرفك ربك بالنبوة المشعر بها قوله جل قوله «وَوَجَدَكَ ضَالًّا» عاقلا عن الشرائع التي لا تهتدي إليها العقول قال تعالى «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ» الآية ٥٣ من الشورى في ج ٢ أي خاليا من الهام النبوة غير عالم بمعالمها «فَهَدى ٧» أرشدك إليها وعرفك الشريعة التي أنزلها عليك وما يتعلق بها من أصول وفروع بما أنزله عليك من الوحي.
155
مطلب هدايته ﷺ ومعاملته اليتيم:
ولا يقال انه ﷺ كان على ملة قومه استفادة من معنى «ضالا» فهداه للاسلام لأن سائر الأنبياء منذ يولدون ينشأون على التوحيد والأيمان وأنهم قبل النبوة وبعدها معصومون من الجهل بعصمة الله، يدل على هذا أنه لما سافر مع عمه أبي طالب ورأى بحيرا الراهب فيه علامة النبوة فاستحلفه باللات والعزى فقال صلى الله عليه وسلم: لا تسألني بهما فو الله ما أبغضت شيئا كبغضهما ويؤكد هذا شرح صدره واستخراج العلقة منه وقول جبريل هذا حظ الشيطان منك وملأه حكمة وإيمانا. وقوله جل قوله (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) الآية ٢ من سورة النجم الآتية قال الزمخشري في كشافه: من قال انه كان على دين قومه أربعين سنة، فإن أراد أنه على خلوه من العلوم السمعية فنعم، وإن أراد أنه على دين قومه، فمعاذ الله، أما ما قيل انه ضل في شعاب مكة وردّه فرعونه أبو جهل، وأنه أركبه وراءه فلم تقم الناقة فأركبه امامه فقامت وقالت يا أحمق هذا الإمام، فكيف يكون خلف المقتدي؟ فكان ارجاعه الى جده على ما يدعوه كإرجاع موسى لأمه، أو أنه ضل في طريق الشام واقتاد ناقته إبليس فنفحه جبريل ورد ناقته الى طريقها، أو أنه ضل مرة أخرى في مكة فتعلق جده بأستار الكعبة وصار يتضرع الى الله بردّه فسمع مناديا لا تضجوا فان محمدا لا يضيعه الله ربه وأنه بوادي تهامة. فذهب إليه جده وورقة بن نوفل، فأتيا به من تحت شجرة يلعب عندها، أو أنه ضل عند مرضعته حليمة فهذا كله على فرض وقوعه حقيقة غير مقصود هنا لأنه من ضل الطريق إذا سلك غيره على أن إضلاله الطريق قد يؤدي الى المقصود المقدر من علم الله مثل إضلال سيدنا موسى الآتي في الآية ٣٠ من سورة القصص الآتية قال ابن الفارض:
ما بين ضال المنحني وظلاله ضل المتيّم واهتدى بضلاله
ولكن نفس الأضلال لا يستوجب أن يعده الله عليه نعمة بالصورة المذكورة لأنه يقع لكل واحد، وانما القصد والله أعلم هو ما ذكرناه في تفسير الآية لإن الهداية منه نعمة كبرى لا تحصل لبشر غيره ولن تحصل أبدا «وَوَجَدَكَ عائِلًا»
156
ذا عيال فقير ليس لك شىء «فَأَغْنى ٨» فيسر لك ما أغناك به عن الناس ولم يحجك الى أحد من خلقه إذ أرضاك بما أعطاك من القناعة التي وفرت في صدرك روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النّفس. وروى مسلم عن عبد الله بن عمر بن العاص أن رسول الله قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه. وما قيل أغناه بمال خديجة غير سديد لإن مال الزوجة لا يستوجب عده من قبل الله نعمة أما كونها وبنيها من عياله وبهم صار ذا عيال فنعم وما قاله بعض المفسرين بما أفاء عليك من الغنائم لا صحة له، إذ لا يوجد في مكة غنائم وانما كانت الغنائم والحروب في المدينة وهذ السورة مكية ولكنه ﷺ جبل منذ كان في مهده بإلهام من ربه على القناعة وفيه قيل:
في المهد يعرب عن سعادة جده أثر النجابة ساطع البرهان
ثم طفق بوصيه بقوله «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ٩» لا تذله ولا تظلمه ولا تحقره ولا تعمل به عملا يوجب انزعاجه، وهذا لا يتصور من حضرة الرسول وانما نهاه ليتجنب الناس ظلم اليتيم على حد إياك اعني واسمعي يا جارة، وذلك لان قومه كانوا لا يورثون اليتيم ويغلبونه على ماله ويهضمون حقه روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال قال ﷺ أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. وروى البغوي عن أبي هريرة قال قال عليه الصلاة والسلام خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن اليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه ثم قال أنا وكافل اليتيم هكذا ويشير بأصبعيه.
مطلب عدم رد السائل واللطف باليتيم:
«وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ١٠» لا تزجره إذا سأل ولا ترده إذا طلب ولا تمنعه إذا أراد من فضلك وابذل اليه مما عندك ولو قليلا ولا تردّ وجهه فيرجع صفر اليدين وإذا لم تجد ما تعطيه فرده بكلمة طيبة ردا جميلا من غير تقطب وجه قال ابراهيم بن أدهم، نعم القوم السؤّال يحملون زادنا الى الآخرة. وقال ابراهيم
157
النخعي، السائل بريدنا إلى الآخرة يجيء إلى باب أحدكم فيقول أتوجهون إلى أهلكم أي موتاكم شيئا، قال جرير:
الله نزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل
وقرىء فلا تكهر لغة أعرابية والاعراب حتى الآن يبدلون القاف القولي بالكاف الفارسي والكاف بالجيم الفارسي على أن تفشي هذين الحرفين لديهم يوقع في الخلد أنهما عربيان وضعا والله أعلم. وما قيل ان السائل هنا هو طالب العلم ليس بشيء، على أنه لا يجوز منع السائل عنه بل يجب عليه اجابته. هذا وقد عاتب الله رسوله في الفقراء في ثلاثة مواضع أحدها في ابن أم كلثوم إذ أنزل الله فيه مبادئ سورة عبس الآتية، والثانية فيما كلفته قريش بأن لا يجلس الفقراء معهم إذ أنزل قوله:
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) الآية ٣٨ من سورة الكهف في ج ٢، والثالثة أن سائلا وقف ببابه وكان أمامه عنقود من التمر فسأل فأعطاه إياه فقام عثمان فاشتراه منه ووضعه أمام الرسول، فعاد وطلب فأعطاه إياه ثانيا، فعاد عثمان واشتراه منه، ثم عاد ثالثا فقال ﷺ أسائل أنت أم بائع، فأنزل الله هذه الآية
«وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١» بها أداء لشكرها وأراد بالنعمة هنا والله أعلم النبوة التي شرفه بها فكل نعمة دونها، فأمره في هذه الآية أن يبلغ ما يوحيه إليه إلى قومه، وأن يتحدث بما فضله الله به، واعلم أنه كما يجب على العبد شكر نعم الخالق، ينبغي له أن يشكر نعمة المخلوق، روى جابر عن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: من أعطى عطاء فليجز به إن وجد، فإن لم يجد فليثن عليه، فإن من أثنى عليه فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور. أي الذي يقول فلان أعطاني كذا وفلان عمل لي كذا من حيث لم يعطه ولم يعمل له شيئا، وكذلك الضرّة إذا قالت لضرّتها إن زوجي فعل لي كيت وكيت من حيث لم يفعل. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبى زور- أخرجه الترمذي-
158
مطلب الشكر لله ولخلقه:
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. وله عن أبي هريرة: الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر، وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن النعمان بن بشير صاحب معرة النعمان بين حلب وحماة قال:
سمعت رسول الله على المنبر يقول: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بالنعمة شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب. وورد أشكركم للناس أشكركم لله. هذا وبما أن هذه السورة نزلت بعد انحباس الوحي مدة، كبّر النبي صلّى الله عليه وسلم عند نزولها فرحا بنزول الوحي وإدغاما لما قاله المشركون فيه. كما مر في سورة المدثر، فاتخذ قراء مكة هذا التكبير عادة من هذه السورة إلى آخر القرآن بحسب ترتيب المصاحف وحتى الآن يكبرون بختام كل سورة منها الناس، وصيغة التكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أخرجه الحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقي في الشعب من طريق أبي الحسن البزي البغوي قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمره بذلك. هذا وما قيل إن هذه السورة هي الثالثة بالنزول لا صحة له بل هي الحادية عشرة كما أنها احدى عشرة آية، وما قيل إنها نزلت في العام الثالث من البعثة أو انها بعد فترة الوحي الطويلة لا يلتفت إليه، كما بيناه أول المدثر المارة ايضا فراجعها ففيها ما يركن إليه العقل ويسلم له العاقل ويرتاح له الضمير. هذا، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلّى الله على سيدنا محمد وأصحابه واتباعه صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
159
Icon