تبدأ هذه السورة بالقسَم بالخيل التي تعدو، ويُسمع صوت أنفاسها، وتقدَح الشرر بحوافرها، والتي تُغير مع الصباح على العدو، وتثير الغبار حتى تتوسط جمع العدو، فتأخذه على غِرة، وتثير في صفوفه الذعر والفزع. وقد جاء هذا القسَم بالخيل وما فيها من فوائد، وما لها من مشاهد محبّبة، يؤكد أن الإنسان شديد الكفران لنعم ربه. وهو لا يستطيع إنكار ذلك. إنه لشديد الحب للمال يجمعه من أي طريق، ثم يحرص عليه كل الحرص. لكنه غافل أشد الغفلة حتى إنه يجهل عاقبة أمره يوم تُبعثر القبور، ويُخرج الناس منها، وينشر كل امرئ ما في صدره من سر وأعمال ؛ لأنهم في ذلك اليوم يكونون عند ربهم الخبير بهم، والذي لا تخفى عليه خافية من أمورهم.
ﰡ
ضَبحا : الضبح صوت أنفاس الخيل.
أقسَم الله تعالى بالخَيْل المسرِعة التي يُسمع لأنفاسها صوتٌ شديد.
والتي توري النارَ من الحجارة بحوافرِها.
وتُغِيرُ صباحاً على العدوّ لِتَبْغَتَه وتفاجئَه. وهذه عادةٌ معروفة في الغارات.
وعندما تُغير الخيل مسرعةً تُثير الغبارَ الكثيف حتى لا تكادُ تُرى.
وبعد ذلك تتوسَّط جموعَ الأعداء، فتثيرُ فيهم الفَزَعَ والرعب.
لقد أقسم الله تعالى بالخيل التي عدَّد صفاتِها آنفاً، إن الإنسانَ لِنَعَمِ ربِّه لَجَحود.
أجَهِلَ كلَّ هذا فلا يعلَم إذا نُشر كلُّ من في القبور ؟