ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الحج» يكسر أوله ويفتح..
«يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ»
(٢) أي تسلو وتنسى، قال كثيرّ عزّة:
صحا قلبه يا عزّ أو كاد يذهل «١»
«٢» [٥٨٩] أي يصحو ويسلو..
«مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ» (٥) أي مخلوقة..
«ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (٥) مجازه أنه فى موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد فى معنى الجميع قال «٣» :
فى حلقكم عظم وقد شجينا
(٩٩) وقال عبّاس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم | فقد برئت من الإحن الصدور |
(٢). - ٥٨٩: صدر بيت تمامه:
وأضحى يريد الصرم أو يتدلل
فى ديوانه ٢/ ٢٨، والكامل للمبرد ص ٤١٨ والطبري ١٧/ ٨٠.
(٣). - ١٠ «قال» : القائل مسيب بن زيد بن مناة الغنوي
إن العواذل ليس لى بأمير
«١» [٥٩٠] أراد أمراء:.
«أَرْذَلِ الْعُمُرِ» (٥) مجازه أن يذهب العقل ويخرف..
«وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً» (٥) أي يابسة لا نبات فيها ويقال:
ويقال رماد هامد إذا كان يدرس..
«زَوْجٍ بَهِيجٍ» (٥) أي حسن قشيب جديد ويقال أيضا بهج..
«وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ» (٧) أي يجىء..
«ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ» (٩) يقال جاءنى فلان ثانى عطفه أي يتبختر من التكبر «٢» «٣»، قال الشّمّاخ:
(٢). - ١٠- ١١ «يقال... التكبر» : انظر هذا الكلام فى الطبري ١٧/ ٨٤.
(٣). - ٥٩٢: البيت من كلمة فى الأغانى ١٥/ ١١١ وهو مروى هكذا:
ماذا عليك من الوقوف بهامد وإنك غير صاغر.
نبّئت أن ربيعا أن رعى إبلا | يهدى إلىّ خناه ثانى الجيد |
فجاءهم يستنّ ثانى عطفه | له غيب كأنما بات يمكر |
«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ» (١١) كل شاك فى شىء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم «٣» وتقول: إنما أنت لى على حرف، أي لا أثق بك.
«لَبِئْسَ الْمَوْلى» (١٣) مجازه هاهنا ابن العم، «وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ» (١٣) الخليط المعاشر..
«مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ» (١٥) مجازه أن لن يرزقه الله وأن لن يعطيه الله، قال وقف علينا سائل من بنى بكر على حلقة فى المسجد الجامع فقال: من ينصرنى نصره الله أي من يعطينى أعطاه الله «٤» ويقال نصر المطر أرض كذا، أي جادها وأحياها، قال وبيت الراعي:
وانصرى أرض عامر
«٥» [٥٩٥]
(٢). - ٥٩٤: فى شعراء النصرانية ٢/ ٧٢.
(٣). - ٣- ٤ «كل... يدوم» : روى ابن حجر هذا الكلام عنه فى فتح الباري ٨/ ٣٣٦.
(٤). - ٨- ٩ «قال... أعطاه الله» : قال فى الجمهرة (٢/ ٣٦٠: قال الأصمعى وأبو زيد وقف علينا أعرابى فقال انصروني نصركم الله أي أعطونى.
(٥). - ٥٩٥: قطعة بيت تمامه:
إذا أدبر الشهر الحرام فودعى | بلاد تميم وانصرى أرض عامر |
أبوك الذي أجدى علىّ بنصره | فانصت عنى بعده كلّ قائل |
وإنك لا تعطى امرأ فوق حظه | ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصره |
«فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ» (١٥) أي بحبل..
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» (١٧) مجازه: الله يفصل بينهم، و «إن» من حروف الزوائد والمجوس من العجم «وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا» من العرب، وقال آخرون: قد تبدأ العرب بالشيء ثم تحوّل الخبر إلى غيره إذا كان من سببه كقول الشاعر:
فمن يك سائلا عنى فإنى | وجروة لا ترود ولا تعار |
وإن إمراء أهدى إليك ودونه | من الأرض موماة وبيداء سملق (٢٧٧) |
لمحقوقة أن تستجيبى لصوته | وأن تعلمى أن المعان موقّف |
«يُصْهَرُ بِهِ» (٢٠) يذاب به، قال الشاعر:
شّك السّفافيد الشّواء المصطهر
«٣» [٥٩٨]
(٢). - ٥٩٧: نسب البيت فى الطبري (١٧/ ٨٧) والقرطبي ١٢/ ٢٢ للفقعسى.
(٣). - ٥٩٨: الشطر فى ديوان المجاج ص ١٩ والطبري (١٧/ ٩٢) واللسان والتاج (صهر).
تروى لقى ألقى فى صفصف | تصهره الشمس فما ينصهر |
«وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ» (٢٣) مجازه لبوسهم، قال أبو كبير الهدلىّ:
ومعى لبوس للبئيس كأنه | روق بجبهة ذى نعاج مجفل |
«سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ» (٢٥) أي المقيم فيه «وَالْبادِ» : الذي لا يقيم فيه.
«وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ» (٢٥) مجازه ومن يرد فيه إلحادا والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق وفى آية أخرى «مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» (٢٣/ ٢٠) مجازه تنبت الدهن والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر
بواد يمان ينبت الشّثّ صدره | وأسفله بالمرخ والشّبهان |
(٢). - ٥٩٩: فى الطبري ١٧/ ٩٢ والقرطبي ١٢/ ٢٧ واللسان والتاج (صهر).
(٣). - ٦٠٠: البيت فى الطبري ١٧/ ٩٤ والجمهرة ١/ ٤٥، ٣/ ٤١٤ واللسان (شت، شبه) والاقتضاب ص ٤٥٧ والقرطبي ١٢/ ٣٦. قال ابن دريد: قال الشاعر امرؤ القيس وذكر الاصبهانى أنه ليعلى الأحول- كما هو مذكور فى الاقتضاب، وقال فى اللسان: قال رجل من عبد القيس قال ابن برى قال أبو عبيدة للأحول اليشكري واسمه يعلى قال وتقديره وينبت أسفله المرخ على أن تكون الباء زائدة.. إلخ.
حوءبة تنقض بالضّلوع
«١» (٦٠١) أي تنقض الضلوع والحوأبة الدلو العظيم، يقال إنه لحوب البطن أي عظيمة قال الأعشى:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا | ملء المراجل والصريح الأجردا |
«وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ» (٢٦) مجازه من قوله:
ليتنى كنت قبله قد بوّأت مضجعا
(٦٠٣) ويقال للرجل: هل تبوّأت بعدنا أي هل تزوجت..
«وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ» (٢٧) قوم يفتحون أول الحجّ وقوم يكسرونه وواحد الرجال راجل بمنزلة صاحب والجميع صحاب وتاجر والجميع تجار والقائم والجميع قيام يأتوك مشاة وعلى كل ضامر أي ركبانا «يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» (٢٧) أي بعيد قال:
يقطعن بعد النازح العميق
«٣» (٦٠٤).
«فَجٍّ» أي مسلك وناحية
(٢). - ٦٠٢: ديوانه ص ١٥٤ والطبري ١٧/ ٩٤ واللسان والتاج (جرد) وشرح أدب الكاتب للجواليقى ص ٣٨٠.
(٣). - ٦٠٥: فى الكامل للمبرد ص ٦٥، ٢٢٤ والطبري ١٨/ ١٠ والاقتضاب ص ٤٥٨ والقرطبي ١٢/ ٣٥ والخزانة ٤/ ١٦٠.
«ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ «١» » (٢٩) وهو الأخذ من الشارب وقصّ الأظفار ونتف الإبط والاستحداد وحلق العانة..
«الزُّورِ» (٣٠) الكذب..
«سَحِيقٍ» (٣١) والسحيق البعيد وهو من قولهم أبعده الله وأسحقه وسحقته الرّيح، ومنه نخلة سحوق أي طوبلة ويقال: بعد وسحق وقال ابن قيس الرقيّات:
كانت لنا جارة فأزعجها | قاذورة يسحق النّوى قدما |
«فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ» (٣٦) أي مصطفّة وتصفّ بين أيديها «٣» وهو من المضاعف، وبعضهم يجعلها من باب الياء فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول: هذا قاض، وواحدتها صافية لله.
وروى ابن دريد تفسيره هذا عنه فى الجمهرة ٢/ ٢. [.....]
(٢). - ٦٠٦: فى الطبري ١٧/ ١٠٩ واللسان والتاج (سحق).
(٣). - ١٢ «مصطفة.. أيديها» : انظر الكلام فى الطبري ١٧/ ١٠٩.
ألم تكسف الشمس والبدر وال... كواكب للجبل الواجب
«١» [٦٠٨] أي الواقع:.
«وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» (٣٦) مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله: ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع «٢» ومصدره القنوع، قال الشّمّاخ:
لمال المرء يصلحه فيغنى... مفاقره أعفّ من القنوع
«٣» [٦٠٩] أي من الفقر والمسألة والخضوع. والمعترّ الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول:
اعترّنى وعرّنى واعتريته واعتقيته إذا ألممت به قال حسّان:
(٢). - ١ «وكل... فزع» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن دريد عن أبى عبيدة فى الجمهرة ١/ ٢١٥.
(٣). - ٦٠٩: ديوانه ص ٥٦ والطبري ١٧/ ١١٠ والجمهرة ٣/ ١٣٢ والقرطبي ١٢/ ٦٤ واللسان (قنع).
لعمرك ما المعترّ يأتى بلادنا | لنمنعه بالضائع المتهضّم |
وإعطائى المولى على حين فقره | إذا قال أبصر خلّتى وقنوعى |
«الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ» (٤٠) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: إلا أنهم يقولون الحق..
«لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ» (٤٠) مجازها مصلّيات «٣»..
«كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ» (٤٢) قوم، يذكّر ويؤنّث..
«فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ» (٤٥) الياء من فكأيّن مثقلة وهى قراءة الستة ويخففها آخرون قال ذو الرمّة:
(٢). - ٦١٣: ديوانه ١/ ٥٠.
(٣). - ١٠ «بيوت... أسفارهم» الذي ورد فى الفروق: رواه القرطبي (١٢/ ٧١) عن أبى عبيدة.
وكائن تخطّت ناقتى من مفازة | وهلباجة لا يطلع الهمّ رامك |
«وَقَصْرٍ مَشِيدٍ» (٤٥) مجازه مجاز مفعول من «شدت نشيد» أي زيّنته بالشّيد وهو الجصّ والجيّار والملاط «٢» الجيار الصاروج وهو الكلس وقال عدى ابن زيد العبادىّ.
شاده مرمرا وجلّله كلسا | فللطير فى ذراه وكور |
كحيّة الماء بين الطّىّ والشّيد
«٤» [٦١٦].
«لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا» (٥٩) الميم مضمومة لأنها من «أدخلت» والخاء مفتوحة وإذا كان من دخلت فالميم والخاء مفتوحتان.
(٢). - ٤ «الملاط» : الطين الذي يجعل بين صافى البناء ويملط به الحائط (اللسان).
(٣). - ٦١٥: من كلمة فى الأغانى ٢/ ١٧- ٤٠ وشعراء النصرانية ١/ ٤٥٦ وهو فى الكامل للمبرد ص ٥٨ والطبري ١٧/ ١١٦ والقرطبي ١٢/ ٧٤ واللسان والتاج (شيد).
(٤). - ٦١٦: البيت للشماخ فى ديوانه ص ٢٥ والجمهرة ٢/ ٢٧١ واللسان والتاج (غمر).
«بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ» (٧٢) مرفوعة على القطع من شركة الباء ولكنه مستأنف خبّر عنه ولم تعمل الباء فيه وقال:
«وبلد بآله مؤزّر... إذا استقلوا من مناخ شمّروا
«١» «٢» «٣» [٦١٧] وإن بدت أعلام أرض كبّروا مؤزر مرفوع على ذلك القطع..
«ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (٧٤) مجازه ما عرفوا الله حق معرفته، ولا وصفوه مبلغ صفته..
«فَنِعْمَ الْمَوْلى» (٧٨) أي الرب.
(٢). - ٦١٩: فى اللسان (منى). [.....]
(٣). - ٦٢٠: فى اللسان (منى).