آيها ثمان وسبعون
هي مكية، نزلت بعد سورة الرعد.
ووجه صلتها بما قبلها :
١ )إن فيها تفصيل أحوال المجرمين والمتقين التي أشير إليها في السورة السابقة إجمالا في قوله :﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾( القمر : ٤٧ )وقوله :﴿ إن المتقين في جنات ونهر ﴾( القمر : ٥٤ ).
٢ )إنه عدد في السورة السابقة ما نزل بالأمم التي قد خلت من ضروب النقم وبين عقب كل ضرب منها أن القرآن قد يسر لتذكر الناس وإيقاظهم، ثم نعى عليهم إعراضهم – وهنا عدد ما أفاض الله على عباده من ضروب النعم الدينية والدنيوية في الأنفس والآفاق، وأنكر عليهم إثر كل فن منها إخلالهم بموجب شكرها.
٣ )إن قوله :﴿ الرحمان( ١ )علم القرآن ﴾( الرحمن : ١-٢ )كأنه جواب سائل يقول : ماذا صنع المليك المقتدر، وما أفاد برحمته أهل الأرض ؟
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ الرحمان( ١ )علم القرآن( ٢ )خلق الإنسان( ٣ )علمه البيان( ٤ )الشمس والقمر بحسبان( ٥ )والنجم والشجر يسجدان( ٦ )والسماء رفعها ووضع الميزان( ٧ )ألا تطغوا في الميزان( ٨ )أقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان( ٩ )والأرض وضعها للأنام( ١٠ )فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام( ١١ )والحب ذو العصف والريحان( ١٢ )فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾( الرحمن : ١ – ١٣ ).تفسير المفردات : الرحمن : اسم من أسماء الله الحسنى، والإنسان هو هذا النوع.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
وهذه الآية نزلت جوابا لأهل مكة حين قالوا :﴿ إنما يعلمه بشر ﴾( النحل : ١٠٣ ).
ولما كانت هذه السورة لتعديد نعمه التي أنعم بها على عباده – قدم النعمة التي هي أجلها قدرا وأكثرها نفعا، وأتمها فائدة، وهي نعمة تعليم القرآن الكريم، فباتباعه تكون سعادة الدارين، وبالسير على نهجه تنال الرغائب فيهما وهو سنام الكتب السماوية، وقد نزل على خير البرية.
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
وهذه الآية نزلت جوابا لأهل مكة حين قالوا :﴿ إنما يعلمه بشر ﴾( النحل : ١٠٣ ).
ولما كانت هذه السورة لتعديد نعمه التي أنعم بها على عباده – قدم النعمة التي هي أجلها قدرا وأكثرها نفعا، وأتمها فائدة، وهي نعمة تعليم القرآن الكريم، فباتباعه تكون سعادة الدارين، وبالسير على نهجه تنال الرغائب فيهما وهو سنام الكتب السماوية، وقد نزل على خير البرية.
﴿ خلق الإنسان*علمه البيان ﴾أي خلق هذا الجنس وعلمه التعبير عما يختلج بخاطره ويدور بخلده، ولولا ذلك ما علم محمد القرآن لأمته.
ولما كان الإنسان مدنيا بطبعه لا يعيش إلا مجتمعا بسواه – كان لا بد له من لغة يتفاهم بها مع سواه من أبناء جنسه ويكتب إليه في الأقطار النائية، والبلاد النازحة، ويحفظ علوم السلف، لينتفع بها الخلف، ويزيد فيها اللاحق، على ما فعل السابق.
وهذه منة روحية كبرى لا تعدلها منة أخرى في هذه الحياة، ومن ثم قدمها على النعم الأخرى الآتية.
وقد بدأ أولا بما يتعلم وهو القرآن الذي به السعادة، ثم ثنى بالتعلم، ثم ثلث بطريق التعلم وكيفيته، ثم انتقل إلى ذكر الأجرام العلوية التي ينتفع بها الناس في معاشهم فقال :
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣:الإيضاح : ثم امتن بعد هذه النعم بنعمة الخلق التي هي مناط كل الأمور ومرجع جميع الأشياء فقال :
﴿ خلق الإنسان*علمه البيان ﴾أي خلق هذا الجنس وعلمه التعبير عما يختلج بخاطره ويدور بخلده، ولولا ذلك ما علم محمد القرآن لأمته.
ولما كان الإنسان مدنيا بطبعه لا يعيش إلا مجتمعا بسواه – كان لا بد له من لغة يتفاهم بها مع سواه من أبناء جنسه ويكتب إليه في الأقطار النائية، والبلاد النازحة، ويحفظ علوم السلف، لينتفع بها الخلف، ويزيد فيها اللاحق، على ما فعل السابق.
وهذه منة روحية كبرى لا تعدلها منة أخرى في هذه الحياة، ومن ثم قدمها على النعم الأخرى الآتية.
وقد بدأ أولا بما يتعلم وهو القرآن الذي به السعادة، ثم ثنى بالتعلم، ثم ثلث بطريق التعلم وكيفيته، ثم انتقل إلى ذكر الأجرام العلوية التي ينتفع بها الناس في معاشهم فقال :
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح :﴿ الشمس والقمر بحسبان ﴾أي إن الشمس والقمر وهما من أعظم الأجرام يجريان في بروجهما ومنازلهما بحساب مقدر معلوم، وبهما تنتظم أمور المخلوقات الأرضية، وتختلف الفصول، وبهذا الحسبان انتفع بهما الناس في شؤون الزراعات كمواعيد البذر والحصاد، وما ينفع منها في كل فصل من الفصول، وفي الأمور المالية من بيع وشراء لآجال محدودة من شهور وسنين، وفي تقدير الأعمار والآجال التي تقدمت، وجاءت في أخبار الماضين، والتي ستكون للحاضرين.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح : وبعد أن ذكر أن الشمس والقمر طوع قدرته وقد جعل لهما النظم الدقيقة في الحسبان – أردفه انقياد العوالم الأرضية له فقال :
﴿ والنجم والشجر يسجدان ﴾أي والزرع والشجر ينقادان لله فيما أراد بهما طبعا كما ينقاد المكلف اختيارا، فما اختلاف ثمرهما في الشكل والهيئة واللون والمقدار والطعم والرائحة، إلا انقياد للقدرة التي أرادت ذلك.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح :﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾ أي وجعل العالم العلوي رفيع القدر، إذ هو مبتدأ أحكامه، ومتنزل أوامره ونواهيه لعباده، وسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحي على أنبيائه، وجعل نظم العالم الأرضي تسير على نهج العدل، فعدل في الاعتقاد كالتوحيد، إذ هو وسط بين إنكار الإله والشرك به، وعدل في العبادات والفضائل والآداب، وعدل بين القوى الروحية والبدنية، فأمر عباده بتزكية نفوسهم وأباح لهم كثيرا من الطيبات لحفظ البدن، ونهى عن الغلو في الدين والإسراف في حب الدنيا، وهكذا ترى أن عدله شامل لكل ما في هذا العالم لا يغادر الصغير ولا الكبير منه.
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
﴿ ألا تطغوا في الميزان ﴾أي فعل ذلك لئلا تعتدوا وتتجاوزوا ما ينبغي من العدل والنصفة وجري الأمور وفق ما وضع لكم من سنن الميزان في كل أمر، فترقى شؤونكم، وتنتظم أعمالكم وأخلاقكم.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح : ثم أكد هذا بقوله :
﴿ وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ﴾أي وقوموا وزنكم بالعدل، ولا تنقصوه شيئا ؛ وفي هذا إشارة إلى مراعاته في جميع أعمال الإنسان وأقواله.
والتكرير للتوصية به، وتأكيد الأمر باستعماله والحث عليه، وقد أمر سبحانه أولا بالتسوية، ثم نهى عن الطغيان الذي هو مجاوزة الحد، ثم نهى عن الخسران الذي هو النقص والبخس.
وقال قتادة في الآية : اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل لك، وأوف كما تحب أن يوفى لك، فإن في العدل صلاح الناس.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح : وبعد أن ذكر نعمه الدالة على قدرته برفع السماء ذكر مقابلها وهو الأرض فقال :
﴿ والأرض وضعها للأنام ﴾ أي والأرض بسطها لسكنى الحيوان من كل ما له روح وفيه حياة، لينتفع بما في ظاهرها وما في باطنها في معايشه على ضروب مختلفة وأشكال لا حصر لها.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح : ثم فصل ما تقدم بقوله :
﴿ فيها فاكهة ﴾ أي فيها ما يتفكه به من ألوان الثمار طازجة ومطبوخة ومجففة على شتى الأشكال وضروب الألوان.
﴿ والنخل ذات الأكمام ﴾أي والنخل ذات الأوعية لثمرها حين ظهوره.
وأفردها بالذكر لكثرتها بالبلاد العربية، وكثرة فوائدها، لأنه ينتفع بثمارها رطبة ويابسة، وينتفع بجميع أجزائها، فيتخذ من خوصها السلال والزنابيل ومن ليفها الحبال، ومن جريدها سقف البيوت، ويؤكل جمارها، ومن ثم ذكرها باسمها، وذكر الفاكهة دون أشجارها.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح :﴿ والحب ذو العصف والريحان ﴾ أي وجميع الحبوب التي يقتات بها كالحنطة والشعير، ولها عصف من الورق على سنابلها، وكل مشموم من النبات تطيب رائحته.
وذكر أولا الفاكهة، لأنها للتفكهة فحسب، ثم النخل لأن ثمرها فاكهة وغذاء ثم الحب الذي عليه المعول في الغذاء في جميع البلاد، فهو أتم نعمة لموافقته لمزاج الإنسان، ومن ثم خلقه الله في سائر البلاد، وجعل النخل في البلاد الحارة دون غيرها.
المعنى الجملي : بين سبحانه ما صنعه المليك المقتدر من النعم لعباده، رحمة بهم فأفاد :
١ )أنه علم القرآن وأحكام الشرائع لهداية الخلق وإتمام سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
٢ )أنه خلق الإنسان على أحسن تقويم وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ )أنه علمه النطق وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ )أنه سخر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ )أنه سخر له النجم والشجر ليقتات منهما.
٦ )أنه رفع السماء وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ )أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذي عصف وريحان.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي النعم المتقدمة يا معشر الثقلين من الجن والإنس تكذبان ؟ والمراد من تكذيب آلائه كفرهم بربهم، لأن إشراكهم آلهتهم به في العبادة دليل على كفرانهم بها، إذ من حق النعم أن تشكر، والشكر إنما يكون بعبادة من أسداها إليهم.
والتعبير( بالرب )للإشارة إلى أنها نعم صادرة من المالك المربى لهما الذي ينميهما أجساما وعقولا، فهو الحقيقي بالحمد والشكر على ما أولى وأنعم، والعبادة له دون سواه.
وقد كررت هذه الآية في واحد وثلاثين موضعا من السورة تقريرا للنعمة، وتأكيدا للتذكير بها، فتراه عدد نعمه على الخلق وفصل بين كل نعمتين بما يذكرهم ويقررهم بها.
وهذا أسلوب كثير الاستعمال في كلام العرب، فترى الرجل يقول لمن أحسن إليه بنعمة وهو يكفر بها : ألم تكن فقيرا فأغنيتك، أفتنكر هذا ؟ ألم تكن عريانا فكسوتك ؟ أفتنكر هذا، ألم تكن خاملا فرفعت قدرك، أفتنكر هذا ؟.
فكأنه سبحانه قال : ألم أخلق الإنسان، وأعلمه البيان، وأجعل الشمس والقمر بحسبان، وأنوع الشجر، وأبدع الثمر، وأعممها في البدو والحضر، لمن آمن بي وكفر، وأسقيها حينا بالمطر، وآونة بالجداول والنهر. أفتنكران ذلك أيها الإنس والجن ؟
وقد جاء مثل هذا في أشعارهم : انظر قول مهلهل يرثي أخاه كليبا :
على أن ليس عدلا من كليب إذا ما ضيم جيران المجير
على أن ليس عدلا من كليب إذا خرجت مخبأة الخدور
على أن ليس عدلا من كليب إذا خيف المخوف من الثغور
على أن ليس عدلا من كليب إذا ما خار جأش المستجير
وهي قصيدة طويلة على هذا النسق، ولها نظائر أيضا في رثائه، ولولا خشية التطويل لأوردنا شيئا منها، وعدلا : أي مثلا ونظيرا.
تفسير المفردات : الصلصال : الطين اليابس الذي له صلصلة وصوت إذا نقر، والفخار : الخزف وهو الطين المطبوخ.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
الإيضاح :﴿ خلق الإنسان من صلصال كالفخار ﴾أي خلق الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام من طين يابس له صلصلة إذا نقر، وهو كالخزف المطبوخ في صلابته.
إيضاح هذا أن الطين المطبوخ مركب من الطين والحرارة التي أنضجته وسوته لتحفظ كيانه ؛ وهكذا الإنسان له شهوة الطعام والشراب والتزاوج، لتبقى بنيته وتدوم حياته بالمادة الأرضية التي اجتذبها النبات من الأرض، وله قوة غضبية تورثه الشجاعة والقوة، ليحافظ على بقائه وحياته، ويمنع عن نفسه عاديات الكواسر، ومهاجمات الجيوش والأعداء المحيطة به من كل جانب، وهذه القوة في الإنسان تقابل طبخ الطعام ليصير فخارا، فتتماسك أجزاؤه، ولولاها لما استطاع المحافظة على هيكله المنصوب، وجسمه المحبوب، من الكواسر وأهل القسوة من بني الإنسان، ولأصبح قتيلا في الفلوات تأكله الطير، أو تهوي بأجزائه الريح في مكان سحيق، كما أن الطين إذا لم يطبخ يتفتت وتذروه الرياح أو يذوب في أجزاء الأرض.
وقد جاء في الكتاب الكريم عبارات مختلفة في خلق الإنسان باعتبار مراتب الخلق، فمرة قال إنه خلقه من تراب وأخرى قال إنه من طين لازب : أي لاصق باليد لما اختلط به من الماء، وهنا قال من صلصال.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
الإيضاح :﴿ وخلق الجان من مارج من نار ﴾أي وخلق الجن من النار الصافية المختلط بعضها ببعض، فمن لهب أصفر إلى أحمر إلى مشوب بالخضرة، فكما أن الإنسان من عناصر مختلفات، فالجان من أنواع من اللهب مختلطات.
ولقد أظهر الكشف الحديث أن الضوء مركب من ألوان سبعة، ولفظ ( المارج ) يشير إلى ذلك، وإلى أن اللهب مضطرب دائما.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ مما أفاض عليكما في تضاعيف خلقكما من سوابغ النعم.
روى نافع عن ابن عمر قال :( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال :( ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟ )قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال :( ما أتيت على قول الله﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ إلا قالت الجن : لا بشيء من نعمة ربنا نكذب ).
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
الإيضاح : ولما فرغ من إيضاح خلق الإنسان شرع يوضح خلق الشمس والقمر بحسبان قال :
﴿ رب المشرقين ورب المغربين ﴾ أي رب مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما، اللذين يترتب عليهما تقلب الفصول الأربعة، وتقلب الهواء وتنوعه، وما يلي ذلك من الأمطار والشجر والنبات والأنهار الجاريات.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي نعمة من هذه النعم تكذبان ؟ أفتنكران الأمطار وفوائدها ؟ أم تنكران ما لاختلاف الفصول من منافع، فبها تختلف صنوف المزروعات من صيفية إلى شتوية، أم تنكران ما لاختلاف الأجواء من مزايا في تنظيم مزاج الإنسان والحيوان.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
﴿ مرج البحرين يلتقيان*بينهما برزخ لا يبغيان ﴾ أي أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا يبغي أحدهما على الآخر، فلا الملح يطغى على العذب فيجعله ملحا، ولا العذب يجعل البحر الملح مثله، فقد حجز بينهما ربهما بحاجز من قدرته، أو بحاجز من الأجرام الأرضية، فترى نهر النيل بمصر يخرج من جبال الحبشة، ويجري شمالا حتى يصب في البحر الأبيض المتوسط، ولا يبغي أحدهما على الآخر.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
﴿ مرج البحرين يلتقيان*بينهما برزخ لا يبغيان ﴾ أي أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا يبغي أحدهما على الآخر، فلا الملح يطغى على العذب فيجعله ملحا، ولا العذب يجعل البحر الملح مثله، فقد حجز بينهما ربهما بحاجز من قدرته، أو بحاجز من الأجرام الأرضية، فترى نهر النيل بمصر يخرج من جبال الحبشة، ويجري شمالا حتى يصب في البحر الأبيض المتوسط، ولا يبغي أحدهما على الآخر.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي هذه المنافع تكذبان ؟ إذ لو بغى الملح على العذب لم نجد ماء للشرب ولا لسقي الحيوان والنبات ولم نجد ما نقتات به فنهلك جوعا، ولو بغى العذب على الملح لم نجد ما يصلح الهواء ويمنع عاديات الجراثيم التي فيه.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
الإيضاح :﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾وقد ثبت في الكشف الحديث أن اللؤلؤ كما يستخرج من البحر الملح يستخرج من البحر العذب، وكذلك المرجان وإن كان الغالب أنه لا يستخرج إلا من الماء الملح.
﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي هذه النعم تكذبان ؟
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه كثيرا من النعم وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر – فصل أحوالها على الترتيب السابق.
الإيضاح :﴿ وله الجواري المنشئات في البحر كالأعلام ﴾ أي وله السفن الكبار التي رفعت شرعها في الهواء كالجبال الشاهقة، تجري في البحر بما ينفع الناس، فتنقل المتاجر من بلد إلى آخر، والأقوات من إقليم هي كثيرة فيه إلى آخر هو محروم منها، وبذا يتم تبادل السلع، وسد حاجات الأمم في أقواتها ومشاربها.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي هذه النعم تكذبان، أبخلق مواد السفن أم بكيفية تركيبها، أم بإجرائها في البحر بأسباب لا يقدر عليها غيره سبحانه.
أي عبادي، هل ظننتم أن مجرد الإيمان كاف لكم في شكر هذه النعم، فهل خلقت الشمس والقمر والنجم والشجر والزرع والحب، والأنهار والبحار، والدر والمرجان لقوم لا يعقلون، أو خلقتها لقوم يقبلون مني النعمة، وكيف يقبلونها دون أن يعرفوها ؟.
تفسير المفردات : فان : أي هالك.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر النعم التي أنعم بها على عباده في البر والبحر، في السماء والأرض ردف ذلك بيان أن هذه النعم تفنى ولا تبقى، فكل شيء يفنى إلى ذاته تعالى : وكل من في الوجود مفتقر إليه، فهو المدبر أمره، والمتصرف فيه، فهو يحيي قوما ويميت آخرين، ويرفع قوما ويخفض آخرين.
قال قتادة : أنبأ بما خلق، ثم أنبأ أن ذلك كله فان، وقد ورد في الدعاء المأثور يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك.
ثم وصف سبحانه نفسه بالاستغناء المطلق، والفضل العام، وأنه ذو الجود والكبرياء، يعطي خلقه من النعم والإكرام ما يليق بحالهم، ولا يحجب فضله عن مخلوق خلقه.
انظر إلى هذه النجوم الثواقب في ظلمات الليل، تراها مشرقة ساطعة تتلألأ نورا تنشرح له الصدور، وتقربه العيون، فتتجلى لك عظمة الخالق وكبرياؤه، تموت الأحياء وتلك النجوم باقية، والأرض لم تتغير على ما نشاهد، وهذا مظهر الجلال والعظمة، جمال في النجوم، بهجة في الإشراق، مناظر باهرة، أنوار ساطعة، أجسام عظيمة ؛ أحوال تتقلب، وأهوال تتعاقب، والناس من بينها يخرون صعقين، فهذا لعمرك هو الجلال والعظمة، فسبحان الخلاق العظيم.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر النعم التي أنعم بها على عباده في البر والبحر، في السماء والأرض ردف ذلك بيان أن هذه النعم تفنى ولا تبقى، فكل شيء يفنى إلى ذاته تعالى : وكل من في الوجود مفتقر إليه، فهو المدبر أمره، والمتصرف فيه، فهو يحيي قوما ويميت آخرين، ويرفع قوما ويخفض آخرين.
قال قتادة : أنبأ بما خلق، ثم أنبأ أن ذلك كله فان، وقد ورد في الدعاء المأثور يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك.
ثم وصف سبحانه نفسه بالاستغناء المطلق، والفضل العام، وأنه ذو الجود والكبرياء، يعطي خلقه من النعم والإكرام ما يليق بحالهم، ولا يحجب فضله عن مخلوق خلقه.
انظر إلى هذه النجوم الثواقب في ظلمات الليل، تراها مشرقة ساطعة تتلألأ نورا تنشرح له الصدور، وتقربه العيون، فتتجلى لك عظمة الخالق وكبرياؤه، تموت الأحياء وتلك النجوم باقية، والأرض لم تتغير على ما نشاهد، وهذا مظهر الجلال والعظمة، جمال في النجوم، بهجة في الإشراق، مناظر باهرة، أنوار ساطعة، أجسام عظيمة ؛ أحوال تتقلب، وأهوال تتعاقب، والناس من بينها يخرون صعقين، فهذا لعمرك هو الجلال والعظمة، فسبحان الخلاق العظيم.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي هذه النعم تكذبان ؟ فالفناء باب للبقاء وللحياة الأبدية، والنعم السرمدية، ولولا تحليل أجسامنا بالموت لتعطلت الحياة، إذ المادة الأرضية إذا بقيت على حال واحدة كانت قواها محدودة، لكن انبعاث الصور الكثيرة وتعاقبها جيلا بعد جيل يلبس المادة جميع الصور والأشكال ويجعل العالم في تجدد مستمر.
انظر إلى بني الإنسان مثلا إذا توالدوا جيلا بعد جيل ولم يمت منهم أحد، فلا تمضي إلا أجيال معدودة حتى يكون على القدم ألف قدم، وتمتلئ الأرض بالآدميين، فلا يكفيهم حيوان أرضي ولا نبات مأكول ولا يجدون وسيلة للعيش إلا أن يأكل بعضهم بعضا، وتمتلئ الأرض رمما آدمية من السغب والمخمصة.
والخلاصة : إن في الفناء نعمتين : نعمة الرحمة بتعاقب الأجيال، ونعمة الخروج من سجن المادة إلى فسيح العالم الروحي وإلى التمتع بنعيم آخر بعد الموت.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر النعم التي أنعم بها على عباده في البر والبحر، في السماء والأرض ردف ذلك بيان أن هذه النعم تفنى ولا تبقى، فكل شيء يفنى إلى ذاته تعالى : وكل من في الوجود مفتقر إليه، فهو المدبر أمره، والمتصرف فيه، فهو يحيي قوما ويميت آخرين، ويرفع قوما ويخفض آخرين.
الإيضاح : ولما كان ما ذكر يتضمن الافتقار المتجدد إليه تعالى أوضحه بقوله :
﴿ يسأله من في السماوات والأرض ﴾لأن المادة دائما تلبس جديدا وتخلع قديما، فأجسامنا وأجسام الحيوان على هذا المنوال، فهما في حاجة إلى بقاء الأجسام وتغذيتها وإذا انحل جسم افتقر إلى شيء يعوض ما ذهب، فالتغيرات المستمرة افتقار، وهذا الافتقار مستمر في كل لحظة، وذلك يدعو إلى السؤال من الواهب المعطي إما بالنطق وإما بتوجه النفس وطلبها العون والمدد والفيض من فضله.
وجماع القول : أن المادة مفتقرة إلى بقاء ما يناسبها، فالنبات في كل لحظة مفتقر إلى ما يبقيه من ماء وهواء ومواد أخرى، والحيوان يطلب ما يحتاج إليه، والإنسان يسأل ما هو في حاجة إليه : إما سؤال حال، وإما سؤال مقال في كل وقت وآن.
﴿ كل يوم هو في شأن ﴾فمن شؤونه أنه يحيي ويميت ويرزق، ويعز ويذل، ويمرض ويشفى، ويعطي ويمنع، ويغفر ويعاقب، ويرحم ويغضب، إلى نحو أولئك.
ومن شؤونه إعطاء أهل السماوات والأرض ما يطلبون منه على اختلاف حاجاتهم وتباين أغراضهم.
عن عبد الله بن منيب قال : تلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقلنا : يا رسول الله وما ذلك الشأن ؟ قال :( أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين )أخرجه الحسن بن سفيان والبزار وابن جرير والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر. وقال ابن عيينة : الدهر عند الله يومان : يوم الدنيا وشأنه فيه الأمر والنهي، والإماتة والإحياء. ويوم القيامة وشأنه فيه الجزاء والحساب، وسأل عبد الله بن طاهر الحسين بن الفضل عن الجمع بين هذه الآية، وما صح من قوله صلى الله عليه وسلم :( جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ) فقال : شؤون يبديها، لا شؤون يبتديها.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي هذه النعم تكذبان ؟ فكم من سؤال أجبته، وكم من جديد أحدثته، وكم من ضعيف في الحياة أرحته، إما بصحة تسعده، أو بموت من سجن المادة يخرجه.
تفسير المفردات : سنفرغ لكم : أي سنتجرد لحسابكم وجزائكم يوم القيامة، والمراد التوفر على الجزاء والانتقام منهما.
قال الزجاج : الفراغ في اللغة على ضربين : أحدهما الفراغ من الشغل، والآخر القصد للشيء والإقبال عليه كما هنا ا. ه.
والثقلان : الجن والإنس كما علمت.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه نعماءه على عباده في البر والبحر وفي الأرض والسماء، ليشكروه على ما أنعم، ويعبدوه وحده على ما أعطى وتمم، وذكر أنهم مفتقرون إليه آناء الليل وأطراف النهار، ثم أرشد إلى أن هذه النعم لا تدوم، بل هي إلى زوال، فكل ما على وجه الأرض سيفنى، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات نبههم إلى أنه في يوم القيامة سيلقى كل عامل جزاء ما عمل، وثواب ما اكتسب، ولا مهرب حينئذ من العقاب، ولا سبيل إلى الامتناع منه، وسيكون جزاء المشركين به العاصين لأوامره، نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كفر بربه وكذب برسله، فاستعدوا لهذا اليوم قبل أن تندموا، ولات ساعة مندم.
الإيضاح :﴿ سنفرغ لكم أيها الثقلان ﴾ أي سنقصد لحسابكم ومجازاتكم على أعمالكم، وهذا وعيد شديد وتهديد من الله لعباده، كما يقول القائل لمن يهدده : إذا أتفرغ لك : أي أقصد قصدك.
هذا، وإن شأن الآخرة ما هو إلا شأن من الشؤون، فلا يشغله شأن عن شأن وهو القائل :
﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ﴾ ( يس : ٨٢ ) والقائل :﴿ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ﴾( القمر : ٥٠ ).
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي فبأي نعم ربكما تكذبان يا معشر الثقلين، ومن جملتها التنبيه إلى ما ستلقونه من الجزاء في هذا اليوم، تحذيرا مما سيؤدي إلى سوء الحساب، وشديد العقاب.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه نعماءه على عباده في البر والبحر وفي الأرض والسماء، ليشكروه على ما أنعم، ويعبدوه وحده على ما أعطى وتمم، وذكر أنهم مفتقرون إليه آناء الليل وأطراف النهار، ثم أرشد إلى أن هذه النعم لا تدوم، بل هي إلى زوال، فكل ما على وجه الأرض سيفنى، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات نبههم إلى أنه في يوم القيامة سيلقى كل عامل جزاء ما عمل، وثواب ما اكتسب، ولا مهرب حينئذ من العقاب، ولا سبيل إلى الامتناع منه، وسيكون جزاء المشركين به العاصين لأوامره، نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كفر بربه وكذب برسله، فاستعدوا لهذا اليوم قبل أن تندموا، ولات ساعة مندم.
الإيضاح : ثم ذكر أنه لا مهرب في هذا اليوم من جزاء كل عامل على عمله فقال :
﴿ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا ﴾أي إن قدرتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من عقاب الله، فارين من عذابه فافعلوا، والمراد أنكم لا تستطيعون ذلك، فهو محيط بكم لا تقدرون على الخلاص منه، فأينما ذهبتم أحيط بكم.
ثم بين السبب في عدم إمكان المهرب فقال :
﴿ لا تنفذون إلا بسلطان ﴾ أي إن المهرب إنما يكون بالقوة والقهر، وأنى لكم بهما ؟ وممن تستمدونهما وأنتم لا تجدون إذ ذاك حولا ولا طولا ؟
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ ومن جملتها النعمة الحاصلة بالتحذير والتهديد، فإنها تزيد المحسن إحسانا، وتكف المسيء عن إساءته، مع أن من حذركم وأنذركم قادر على الإيقاع بكم دون مهلة، والعفو عن المذنب مع كمال القدرة عليه من أجل النعم التي يسديها الله إلى عباده.
تضيء كضوء السراج السلي ط لم يجعل الله فيه نحاسا
فلا تنتصران : أي فلا تمتنعان من الله ولا يكون لكما منه ناصر.
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه نعماءه على عباده في البر والبحر وفي الأرض والسماء، ليشكروه على ما أنعم، ويعبدوه وحده على ما أعطى وتمم، وذكر أنهم مفتقرون إليه آناء الليل وأطراف النهار، ثم أرشد إلى أن هذه النعم لا تدوم، بل هي إلى زوال، فكل ما على وجه الأرض سيفنى، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات نبههم إلى أنه في يوم القيامة سيلقى كل عامل جزاء ما عمل، وثواب ما اكتسب، ولا مهرب حينئذ من العقاب، ولا سبيل إلى الامتناع منه، وسيكون جزاء المشركين به العاصين لأوامره، نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كفر بربه وكذب برسله، فاستعدوا لهذا اليوم قبل أن تندموا، ولات ساعة مندم.
الإيضاح : ثم بين السبب في طلب المهرب فقال :
﴿ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ﴾ أي يصب عليكما ألوان من النيران، فمن لهب خالص يضيء كضوء السراج، إلى نار مختلطة بالدخان، فلا تستطيعان المهرب منها، بل يسوقكما إلى الحشر سوقا.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي فبأي هذه النعم تكذبان، فإن التهديد لطف والتمييز بين المطيع و العاصي بالإنعام على الأول والانتقام من الثاني، من أجل نعم الإله القادر على جزاء عباده.
تفسير المفردات : انشقت : تصدعت، وردة : أي كالوردة في الحمرة، والدهان : ما يدهن به : أي كانت مذابة كالدهان.
المعنى الجملي : بعد أن عدد عزت قدرته نعماءه على عباده، وما يجب من شكرهم عليها، ثم أرشدهم إلى أن هذه النعم لا بقاء لها ولا ثبات، ثم ذكر أن الناس محاسبون على الصغير والكبير من أعمالهم، وسيلقون الجزاء عليها، ولا مهرب حينئذ منها، ولا نصير لهم ينقذهم مما سيحل بهم من العذاب – ذكر هنا أنه إذا جاء ذلك اليوم اختل نظام العالم، فتتصدع السماوات، ويحمر لونها، وتصير مذابة غير متماسكة، كالزيت ونحوه مما يدهن به، ويكون للمجرمين حينئذ علامات يمتازون بها عن سواهم، فيتعرفهم الرائي لهم دون حاجة إلى سؤال نكالا وخزيا لهم، ثم يجرون إلى جهنم من نواصيهم وأرجلهم، ويقال لهم توبيخا وتقريعا : هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها، وينتقل بهم من جهنم إلى ماء حار كالمهل يشوي الوجوه ؛ ومن عذاب إلى ما هو أشد منه.
الإيضاح :﴿ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ﴾أي فإذا جاء يوم القيامة تصدعت السماوات واختلت نظمها، وتبعثرت أجرامها وكواكبها عن مداراتها، واحمر لونها وأذيبت حتى صارت كأنها الزيت ونحوه مما يدهن به.
ونحو الآية قوله :﴿ إذا السماء انفطرت( ١ )وإذا الكواكب انتثرت ﴾( الانفطار : ١-٢ )، وقوله :﴿ إذا السماء انشقت( ١ )وأذنت لربها وحقت ﴾( الانشقاق : ١-٢ )، وقوله :﴿ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ﴾ ( الحاقة : ١٦ ).
والخلاصة : إنها تذوب كما يذوب دردئ الزيت والفضة حين السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة تكون حمراء وأخرى صفراء وثالثة زرقاء.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾فإن الإخبار بنحو ما ذكر مما يزجر عن الشر، فهو لطف أي لطف، ونعمة أيما نعمة.
الإيضاح :﴿ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ﴾لأنهم يعرفون بسيماهم حينما يخرجون من القبور ويحشرون إلى الموقف.
ونحو الآية قوله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون( ٣٥ )ولا يؤذن لهم فيعتذرون ﴾( المرسلات : ٣٥ –٣٦ ) ثم يسألون بعدئذ كما يدل على ذلك قوله :﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين( ٩٢ )عما كانوا يعملون ﴾( الحجر : ٩٢-٩٣ ).
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي فبأي هذه النعم تكذبان، فإن تخويف المجرم نعمة عليه، حتى يرتدع عن ذنبه، ويثوب إلى رشده، ويتوب إلى ربه.
المعنى الجملي : بعد أن عدد عزت قدرته نعماءه على عباده، وما يجب من شكرهم عليها، ثم أرشدهم إلى أن هذه النعم لا بقاء لها ولا ثبات، ثم ذكر أن الناس محاسبون على الصغير والكبير من أعمالهم، وسيلقون الجزاء عليها، ولا مهرب حينئذ منها، ولا نصير لهم ينقذهم مما سيحل بهم من العذاب – ذكر هنا أنه إذا جاء ذلك اليوم اختل نظام العالم، فتتصدع السماوات، ويحمر لونها، وتصير مذابة غير متماسكة، كالزيت ونحوه مما يدهن به، ويكون للمجرمين حينئذ علامات يمتازون بها عن سواهم، فيتعرفهم الرائي لهم دون حاجة إلى سؤال نكالا وخزيا لهم، ثم يجرون إلى جهنم من نواصيهم وأرجلهم، ويقال لهم توبيخا وتقريعا : هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها، وينتقل بهم من جهنم إلى ماء حار كالمهل يشوي الوجوه ؛ ومن عذاب إلى ما هو أشد منه.
الإيضاح : ثم ذكر السبب في عدم سؤال الإنس والجان عن ذنوبهم فقال :
﴿ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ﴾ أي يعرف المجرمون حينئذ بعلامات يمتازون بها عن سواهم، فلا حاجة حينئذ إلى السؤال والجواب، لأن السيما ميزت كل مجرم بنوع جرمه.
ولقد اهتدى الإنسان بعقله إلى فوائد هذه العلامات في الدنيا، فأنشأت الحكومات إدارات خاصة لعلامات المشتبه في سلوكهم ومعتادي الأجرام، فتأخذ إبهاماتهم وتحفظها في أضايير خصيصى بهم، ولكل امرئ خطوط في إبهامه لا تشابه خطوط غيره فيه ولا يحصل فيها التباس، فمتى أحدث أحدهم حدثا وجاء بجرم روجع ملفه الخاص، واستخرجت صورة إبهامه من ملفه، وطبقت على الصورة الخارجية ولاقى في المحاكم ما يستحقه من عقاب.
والخلاصة : إن لكل امرئ أحوالا تخصه في جسمه وعقله وأخلاقه، يعرف الناس منها الآن قليلا، وبقية علمها عند الله يعلمها ملائكته يوم القيامة فيعرفون المجرمين بها.
ثم تسحبهم الملائكة تارة بأخذ النواصي، وأخرى بأخذ الأقدام، روي عن الضحاك :( أن الملك يجمع بين ناصية أحدهم وقدميه في سلسلة من وراء ظهره، ثم يكسر ظهره ويلقيه في النار، وقيل : تأخذ الملائكة عليهم السلام بعضهم سحبا بالناصية، وبعضهم سحبا بالقدم، ولا نجزم بشيء من ذلك إلا بالنص القاطع.
وهذا الوضع معهم سبيل من سبل الإهانة والإذلال والنكال.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ يقال هنا مثل ما سلف حذو القذة بالقذة.
الإيضاح :﴿ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون*يطوفون بينها وبين حميم آن ﴾أي ويقال لهم على سبيل التأنيب والتوبيخ : هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها في الدنيا، فها أنتم الآن قد شاهدتموها ورأيتموها رأى العين، فذوقوا عذابها واشربوا من الحميم الذي يقطع الأمعاء والأحشاء فأنتم بين الجحيم والحميم.
والخلاصة : إنهم إذا استغاثوا من النار جعل عذابهم الحميم الآني الذي صار كالمهل ( دردئ الزيت : أي عكره ).
ونحو الآية قوله :﴿ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ( ٧١ ) في الحميم ثم في النار يسجرون ﴾ )غافر : ٧١-٧٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن عدد عزت قدرته نعماءه على عباده، وما يجب من شكرهم عليها، ثم أرشدهم إلى أن هذه النعم لا بقاء لها ولا ثبات، ثم ذكر أن الناس محاسبون على الصغير والكبير من أعمالهم، وسيلقون الجزاء عليها، ولا مهرب حينئذ منها، ولا نصير لهم ينقذهم مما سيحل بهم من العذاب – ذكر هنا أنه إذا جاء ذلك اليوم اختل نظام العالم، فتتصدع السماوات، ويحمر لونها، وتصير مذابة غير متماسكة، كالزيت ونحوه مما يدهن به، ويكون للمجرمين حينئذ علامات يمتازون بها عن سواهم، فيتعرفهم الرائي لهم دون حاجة إلى سؤال نكالا وخزيا لهم، ثم يجرون إلى جهنم من نواصيهم وأرجلهم، ويقال لهم توبيخا وتقريعا : هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها، وينتقل بهم من جهنم إلى ماء حار كالمهل يشوي الوجوه ؛ ومن عذاب إلى ما هو أشد منه.
الإيضاح :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ يقال هنا مثل ما قيل فيما سلف.
تفسير المفردات : الخوف في الأصل : توقع المكروه عند ظهور أمارة مظنونة أو محققة، وضده الأمن ؛ ويراد به هنا الكف عن المعاصي مع فعل الطاعات، ومقام ربه : أي قيامه عليه واطلاعه على أعماله، جنتان : أي جنة روحية لقلبه، وجنة جسمانية على شاكلة ما عمل في الدنيا، وقيل إنهما منزلان ينتقل بينهما لتتوافر دواعي لذته، وتظهر آثار كرامته.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر ما يراه المشركون بربهم، والعاصون لأوامره ونواهيه من الأهوال، من إرسال الشواظ من النار عليهم، ومن أخذهم بالنواصي والأقدام، إهانة لهم واحتقارا ومن التنقل بهم بين النار والحميم الآني الذي يشوي الوجوه – ذكر هنا ما أعده من النعيم الروحي والجسماني لمن خشي ربه، وراقبه في السر والعلن، فمن جنات متشابهة الثمار والفواكه تجري من تحتها الأنهار، جناها دان لمن طلبه وأحب نيله، يجلس فيها على فرش بطائنها من الديباج، ومن نساء حسان لم يقرب منهن أحد لا من الإنس ولا من الجن، وهن كالياقوت صفاء واللؤلؤ بياضا، وذلك كفاء ما قدموا من صالح العمل، وما أسلفوا في الأيام الخالية، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر ما يراه المشركون بربهم، والعاصون لأوامره ونواهيه من الأهوال، من إرسال الشواظ من النار عليهم، ومن أخذهم بالنواصي والأقدام، إهانة لهم واحتقارا ومن التنقل بهم بين النار والحميم الآني الذي يشوي الوجوه – ذكر هنا ما أعده من النعيم الروحي والجسماني لمن خشي ربه، وراقبه في السر والعلن، فمن جنات متشابهة الثمار والفواكه تجري من تحتها الأنهار، جناها دان لمن طلبه وأحب نيله، يجلس فيها على فرش بطائنها من الديباج، ومن نساء حسان لم يقرب منهن أحد لا من الإنس ولا من الجن، وهن كالياقوت صفاء واللؤلؤ بياضا، وذلك كفاء ما قدموا من صالح العمل، وما أسلفوا في الأيام الخالية، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟.
ومن كل أفنان اللذاذة والصبا لهوت به والعيش أخضر ناضر
ومن كل أفنان اللذاذة والصبا لهوت به والعيش أخضر ناضر
الإيضاح :﴿ فيهما من كل فاكهة زوجان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي فيهما من كل فاكهة صنفان : رطب ويابس، لا ينقص أحدهما عن الآخر لذة وطيبا، بخلاف ثمار الدنيا فإن الطازج فيها ألذ طعما وأشهى مأكلا.
سورة الرحمن
آيها ثمان وسبعون
هي مكية، نزلت بعد سورة الرعد.
ووجه صلتها بما قبلها :
١ )إن فيها تفصيل أحوال المجرمين والمتقين التي أشير إليها في السورة السابقة إجمالا في قوله :﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾( القمر : ٤٧ )وقوله :﴿ إن المتقين في جنات ونهر ﴾( القمر : ٥٤ ).
٢ )إنه عدد في السورة السابقة ما نزل بالأمم التي قد خلت من ضروب النقم وبين عقب كل ضرب منها أن القرآن قد يسر لتذكر الناس وإيقاظهم، ثم نعى عليهم إعراضهم – وهنا عدد ما أفاض الله على عباده من ضروب النعم الدينية والدنيوية في الأنفس والآفاق، وأنكر عليهم إثر كل فن منها إخلالهم بموجب شكرها.
٣ )إن قوله :﴿ الرحمان( ١ )علم القرآن ﴾( الرحمن : ١-٢ )كأنه جواب سائل يقول : ماذا صنع المليك المقتدر، وما أفاد برحمته أهل الأرض ؟
﴿ متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ﴾أي مضطجعين على فرش بطائنها من الديباج الغليظ، وإذا كانت هذه حال البطائن فما ظنكم بالظهائر ؟ ومن ثم روي عن ابن مسعود أنه قال : أخبرتم بالبطائن فكيف لو أخبرتم بالظهائر ؟ وقيل لسعيد بن جبير : البطائن من إستبرق فما الظواهر ؟ قال : هذا مما قال الله فيه :﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ﴾ ( السجدة : ١٧ ) وبمثله قال ابن عباس.
وفي هذا دليل على شرف هذه الفرش، ويمتع أهلها بالثواب العظيم، والنعيم المقيم.
وإنما ذكر الاتكاء، لأنه هيئة تدل على صحة الجسم، وفراغ القلب، إذ العليل لا يستطيع أن يستلقي أو يستند إلى شيء، وهو مشغول القلب يتحرك تحرك المحضر للعقاب.
﴿ وجنى الجنتين دان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي وثمرهما قريب منهم متى شاؤوا، ونحو الآية قوله :﴿ قطوفها دانية ﴾ ( الحاقة : ٢٣ ) وقوله :﴿ ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ﴾( الإنسان : ١٤ )فهي لا تمتنع ممن أرادها، بل تنحط إليه من أغصانها.
﴿ متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ﴾أي مضطجعين على فرش بطائنها من الديباج الغليظ، وإذا كانت هذه حال البطائن فما ظنكم بالظهائر ؟ ومن ثم روي عن ابن مسعود أنه قال : أخبرتم بالبطائن فكيف لو أخبرتم بالظهائر ؟ وقيل لسعيد بن جبير : البطائن من إستبرق فما الظواهر ؟ قال : هذا مما قال الله فيه :﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ﴾ ( السجدة : ١٧ ) وبمثله قال ابن عباس.
وفي هذا دليل على شرف هذه الفرش، ويمتع أهلها بالثواب العظيم، والنعيم المقيم.
وإنما ذكر الاتكاء، لأنه هيئة تدل على صحة الجسم، وفراغ القلب، إذ العليل لا يستطيع أن يستلقي أو يستند إلى شيء، وهو مشغول القلب يتحرك تحرك المحضر للعقاب.
﴿ وجنى الجنتين دان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي وثمرهما قريب منهم متى شاؤوا، ونحو الآية قوله :﴿ قطوفها دانية ﴾ ( الحاقة : ٢٣ ) وقوله :﴿ ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ﴾( الإنسان : ١٤ )فهي لا تمتنع ممن أرادها، بل تنحط إليه من أغصانها.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر ما يراه المشركون بربهم، والعاصون لأوامره ونواهيه من الأهوال، من إرسال الشواظ من النار عليهم، ومن أخذهم بالنواصي والأقدام، إهانة لهم واحتقارا ومن التنقل بهم بين النار والحميم الآني الذي يشوي الوجوه – ذكر هنا ما أعده من النعيم الروحي والجسماني لمن خشي ربه، وراقبه في السر والعلن، فمن جنات متشابهة الثمار والفواكه تجري من تحتها الأنهار، جناها دان لمن طلبه وأحب نيله، يجلس فيها على فرش بطائنها من الديباج، ومن نساء حسان لم يقرب منهن أحد لا من الإنس ولا من الجن، وهن كالياقوت صفاء واللؤلؤ بياضا، وذلك كفاء ما قدموا من صالح العمل، وما أسلفوا في الأيام الخالية، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟.
﴿ فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي في تلك الجنات نساء غضيضات الطرف عن غير أزواجهن، فلا يرين شيئا فيها أحسن منهم، وهن أبكار لم يمسسهن أحد قبل أزواجهن لا من الجن ولا من الإنس.
﴿ فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ أي في تلك الجنات نساء غضيضات الطرف عن غير أزواجهن، فلا يرين شيئا فيها أحسن منهم، وهن أبكار لم يمسسهن أحد قبل أزواجهن لا من الجن ولا من الإنس.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر ما يراه المشركون بربهم، والعاصون لأوامره ونواهيه من الأهوال، من إرسال الشواظ من النار عليهم، ومن أخذهم بالنواصي والأقدام، إهانة لهم واحتقارا ومن التنقل بهم بين النار والحميم الآني الذي يشوي الوجوه – ذكر هنا ما أعده من النعيم الروحي والجسماني لمن خشي ربه، وراقبه في السر والعلن، فمن جنات متشابهة الثمار والفواكه تجري من تحتها الأنهار، جناها دان لمن طلبه وأحب نيله، يجلس فيها على فرش بطائنها من الديباج، ومن نساء حسان لم يقرب منهن أحد لا من الإنس ولا من الجن، وهن كالياقوت صفاء واللؤلؤ بياضا، وذلك كفاء ما قدموا من صالح العمل، وما أسلفوا في الأيام الخالية، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية : في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية : في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ.
ونحو الآية قوله :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾( يونس : ٢٦ ).
وعن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وقال :( هل تدرون ما قال ربكم ؟ )قالوا : الله ورسوله أعلم. قال :( ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة )أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي، وروي عن ابن عباس : هل جزاء من قال : لا إله إلا الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة ؟ ).
ونحو الآية قوله :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾( يونس : ٢٦ ).
وعن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وقال :( هل تدرون ما قال ربكم ؟ )قالوا : الله ورسوله أعلم. قال :( ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة )أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي، وروي عن ابن عباس : هل جزاء من قال : لا إله إلا الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة ؟ ).
تفسير المفردات : ومن دونهما : أي من ورائهما وأقل منهما.
المعنى الجملي : هذا تتميم لوصف الجنات بما يشوق الراغبين فيها، ليعملوا ما يوصلهم إليها، ويرضي ربهم عنهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الحسن : الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين لهم.
وعن أيوب الأنصاري قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله﴿ مدهامتان ﴾ ؟ قال :( خضراوان )أخرجه الطبراني وابن مردويه.
قال الحسن : الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين لهم.
وعن أيوب الأنصاري قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله﴿ مدهامتان ﴾ ؟ قال :( خضراوان )أخرجه الطبراني وابن مردويه.
المعنى الجملي : هذا تتميم لوصف الجنات بما يشوق الراغبين فيها، ليعملوا ما يوصلهم إليها، ويرضي ربهم عنهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الحسن : الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين لهم.
وعن أيوب الأنصاري قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله﴿ مدهامتان ﴾ ؟ قال :( خضراوان )أخرجه الطبراني وابن مردويه.
قال الحسن : الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين لهم.
وعن أيوب الأنصاري قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله﴿ مدهامتان ﴾ ؟ قال :( خضراوان )أخرجه الطبراني وابن مردويه.
المعنى الجملي : هذا تتميم لوصف الجنات بما يشوق الراغبين فيها، ليعملوا ما يوصلهم إليها، ويرضي ربهم عنهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أي فيهما عينان تفوران بالماء. وقال مجاهد : نضاختان بالخير والبركة.
أي فيهما عينان تفوران بالماء. وقال مجاهد : نضاختان بالخير والبركة.
الإيضاح :﴿ فيهما فاكهة ونخل ورمان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ خص النخل والرمان مع دخولهما في الفاكهة، تنبيها إلى ما لهما من ميزة عن غيرهما من الفواكه لأنهما يوجدان في الخريف والشتاء ولأنهما فاكهة وإدام، وقد جاء مثل هذا في قوله تعالى :﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ﴾ ( البقرة : ٢٣٨ )
وقوله :﴿ وملائكته ورسله وجبريل وميكال ﴾ ( البقرة : ٩٨ ).
الإيضاح :﴿ فيهما فاكهة ونخل ورمان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ خص النخل والرمان مع دخولهما في الفاكهة، تنبيها إلى ما لهما من ميزة عن غيرهما من الفواكه لأنهما يوجدان في الخريف والشتاء ولأنهما فاكهة وإدام، وقد جاء مثل هذا في قوله تعالى :﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ﴾ ( البقرة : ٢٣٨ )
وقوله :﴿ وملائكته ورسله وجبريل وميكال ﴾ ( البقرة : ٩٨ ).
الإيضاح :﴿ فيهن خيرات حسان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي في تلك الجنات نساء خيرات الأخلاق، حسان الوجوه.
روى الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى خيرات حسان ؟ قال : خيرات الأخلاق حسان الوجوه ).
وقال الرازي : في باطنهن الخير، وفي ظاهرهن الحسن. وروى أن الحور يغنين : نحن الخيرات الحسان، خلقن لأزواج كرام.
الإيضاح :﴿ فيهن خيرات حسان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾أي في تلك الجنات نساء خيرات الأخلاق، حسان الوجوه.
روى الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى خيرات حسان ؟ قال : خيرات الأخلاق حسان الوجوه ).
وقال الرازي : في باطنهن الخير، وفي ظاهرهن الحسن. وروى أن الحور يغنين : نحن الخيرات الحسان، خلقن لأزواج كرام.
قال ابن الأثير : الحوراء هي الشديدة بياض العين والشديدة سوادها، خيرات : أي خيرات بالتشديد فخفف كما جاء في الحديث :( هينون لينون )، مقصورات في الخيام : أي مخدرات، يقال امرأة قصيرة ومقصورة : أي مخدرة ملازمة بيتها لا تطوف في الطرق. قال قيس بن الأسلت :
وتكسل عن جاراتها فيزرنها وتعتل من إتيانهن فتعذر
والخيام : واحدها خيمة وهي أربعة أعواد تنصب وتسقف بشيء من نبات الأرض، وما يتخذ من شعر أو وبر فهو خباء.
المعنى الجملي : هذا تتميم لوصف الجنات بما يشوق الراغبين فيها، ليعملوا ما يوصلهم إليها، ويرضي ربهم عنهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الإيضاح :﴿ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾تقدم الكلام في نظيره قبل.
الإيضاح :﴿ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان*فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾تقدم الكلام في نظيره قبل.
المعنى الجملي : هذا تتميم لوصف الجنات بما يشوق الراغبين فيها، ليعملوا ما يوصلهم إليها، ويرضي ربهم عنهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الإيضاح :﴿ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ﴾أي تعالى ربك ذو الجلال والعظمة والتكريم على ما أنعم به وتفضل من نعم غوال، ومنن عظام.
وهذا تعليم منه لعباده بأن كل هذا من رحمته، فهو قد خلق السماء والأرض والجنة والنار، وعذب العاصين، وأثاب المطيعين، وآتاهم من فضله ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.