﴿ بسم الله ﴾ الملك الأعلى ﴿ الرحمن ﴾ الذي عمت نعمه إيجاده جميع الورى ﴿ الرحيم ﴾ الذي يخص أولياءه بالتوفيق لما يحب ويرضى.
ﰡ
فراشة الحلم فرعون العذاب وأن | تطلب نداه فكلب دونه كلب |
إنّ الفرزدق ما علمت وقومه | مثل الفراش غشين نار المصطلى |
وقيل : إنما توزن أعمال المؤمنين، فمن ثقلت حسناته على سيئاته دخل الجنة، ومن ثقلت سيئاته على حسناته دخل النار، فيقتص منه على قدرها، ثم يخرج منها فيدخل الجنة، أو يعفو الله عنه فيدخل الجنة بفضله ورحمته. وأمّا الكافر فقد قال الله تعالى في حقه :﴿ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ﴾ [ الكهف : ١٠٥ ] ثم قيل : إنه ميزان واحد بيد جبريل عليه السلام، يزن به أعمال بني آدم، فعبر عنه بلفظ الجمع. وقيل : موازين لكل حادثة ميزان، وقيل : الموازين الحجج والدلائل، قاله عبد العزيز بن يحيى، واستشهد بقول الشاعر :
قد كنت قبل لقائكم ذا مرّة | عندي لكل مخاصم ميزانه |
وقال قتادة : هي كلمة عربية، كان الرجل إذا وقع في أمر شديد يقال : هوت أمّه. وقيل : أراد أمّ رأسه، يعني أنهم يهوون في النار على رؤوسهم، وإلى هذا التأويل ذهب قتادة وأبو صالح. وروي عن أبي بكر أنه قال : وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة باتباع الحق، وثقله في الدنيا، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحسنات أن يثقل، وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل، وخفته في الدنيا، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا السيئات أن يخف.
فإن قيل : قال هنا :﴿ وما أدراك ماهيه ﴾ وقال أوّل السورة :﴿ وما أدراك ما القارعة ﴾، ولم يقل ما أدراك ما الهاوية ؟
أجيب : بأنّ كونها قارعة أمر محسوس، وكونها هاوية ليس كذلك، فظهر الفرق.