تفسير سورة الأعراف

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

«سورة الأعراف» (٧)
«المص» (١) : ساكن لأنه جرى مجرى سائر فواتح السور اللواتى جرين مجرى حروف التّهجّى، وموضعه ومعناه على تفسير سائر ابتداء السور.
«كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ» (٢) رفع من موضعين أحدهما: أنزل إليك كتاب، والآخر على الاستئناف.
«فَلا يَكُنْ» :(٢) ساكن لأنه نهى «فى صدرك حرج منه» أي ضيق.
«بَياتاً» (٣) : أي ليلا بيّتهم بياتا وهم نيام.
«أَوْ هُمْ قائِلُونَ» (٣) : أي نهارا إذا قالوا.
«فَما كانَ دَعْواهُمْ» (٤) لها موضعان أحدهما قولهم ودعواهم، والآخر ادّعاؤهم. «١»
(١) «لها... ادعاؤهم» : قال الطبري: (٨/ ٨١) : وللدعوى فى كلام العرب وجهان أحدهما الدعاء، والآخر الادعاء... إلخ.
«ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ» (١١) «١» مجازه: ما منعك أن تسجد، والعرب تضع «لا» فى موضع الإيجاب وهى من حروف الزوائد، قال [أبو النجم] :
فما ألوم البيض ألّا تسخرا... ممّا رأين الشمط القفندرا (٢٤)
أي ما ألوم البيض أن يسخرن، القفندر: القبيح السّمج، وقال [الأحوص:
ويلحيننى فى اللهو ألّا أحبّه... وللهو داع دائب غير غافل (٢٥)
أراد: فى اللهو أن أحبه، [قال العجاج:
فى بئر لا حور سرى وما شعر (٢٢)
الحور: الهلكة، وقوله لا حور: أي فى بئر حور، و «لا» فى هذا الموضع فضل]
«اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً». (١٧) وهى من ذأمت الرجل، وهى أشد مبالغة من ذممت ومن ذمت الرجل تذيم، وقالوا فى المثل: لا تعدم الحسناء ذاما، «٢» أي ذما، وهى لغات.
(١) «ما منعك أن تسجد» وفى البخاري: يقول: ما منعك أن تسجد (والقائل كأنه عبد الله بن عباس)، وقال ابن حجر: كذا لأبى ذر فأوهم أنه وما بعده من تفسير ابن عباس كالذى قبله وليس كذلك، ولغير أبى ذر «ما منعك»، وقال غيره:
ما منعك إلخ وهو الصواب، فإن هذا كلام أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٢٤).
(٢) «لا تعدم... ذاما» : هذا المثل فى نوادر أبى زيد ٩٧، ومجمع الأمثال ٢/ ١٠٩ والفرائد ٢/ ١٨١. [.....]
«مَدْحُوراً» (١٧) أي مبعدا مقصى، ومنه قولهم: ادحر عنك الشيطان، [وقال العجّاج:
فأنكرت ذا جمّة نميرا دجر عراك يدجر المدحورا] «١»
«وَقاسَمَهُما» (٢٠) أي حالفهما، وله موضع آخر فى موضع معنى القسمة.
«سَوْآتِهِما» (٢١) كناية عن فرجيهما.
«وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما» (٢١) يقال طفقت أصنع كذا وكذا كقولك:
ما زلت أصنع ذا وظللت، «٢» ويخصفان الورق بعضه إلى بعض.
«وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» (٢٣) إلى وقت يوم القيامة، وقال:
وما مزاحك بعد الحلم والدّين وقد علاك مشيب حين لا حين «٣»
أي وقت لا وقت.
(١) : لم أعثر على هذين الشطر فى ديوانه، ولكن فيه (ص ٢٥) :
جاءت بزحم يزحم المدحورا
(٢) «سوآتهما... وظللت» : وقال البخاري فى تفسير سورة الأعراف ومرة فى أحاديث الأنبياء: يخصفان أخذ الخصاف من ورق الجنة يؤلفان الورق يخصفان الورق بعضه إلى بعض. قال ابن حجر (فى تفسير السورة ٨/ ٢٢٤) : كذا لأبى عبيدة لكن باختصار (وفى أحاديث الأنبياء ٦/ ٢٥٩) : هو تفسير أبى عبيدة أيضا.
(٣) مطلع قصيدة لجرير يهجو بها الفرزدق، وهى فى ديوانه ٥٨٦ وورد فى الكتاب ١/ ٣١٣ والطبري ٨/ ٩٦ والشنتمرى ١/ ٣٥٨ والخزانة ٢/ ٩٤.
«ورياشا» (٢٥) [الرياش والريش واحد]، «١» وهو ما ظهر من اللباس والشارة وبعضهم يقول: أعطانى رجلا بريشه أي بكسوته وجهازه وكذلك السرج بريشه، والرياش أيضا: الخصب والمعاش.
«إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ» (٢٦) أي وجيله الذي هو منه. «٢»
«كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ» (٢٨، ٢٩) نصبهما جميعا على إعمال الفعل فيهما أي هدى فريقا ثم أشرك الآخر فى نصب الأول وإن لم يدخل فى معناه والعرب تدخل الآخر المشرك بنصب ما قبله على الجوار وإن لم يكن فى معناه، وفى آية أخرى «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (٧٦/ ٣١) وخرج فعل الضلالة مذكرا والعرب تفعل ذلك إذا فرّقوا بين الفعل وبين المؤنثة لقولهم: مضى من الشهر ليلة.
(١) «الرياش» قال القرطبي (٨/ ١٨٤) : وحكى أبو حاتم عن أبى عبيدة: وهبت له دابة بريشها أي بكسوتها وما عليها من اللباس، وفى البخاري: وقال غيره (أي غير ابن عباس) : الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس، وقال ابن حجر: هو قول أبى عبيدة، وزاد: تقول... المعاش (فتح الباري ٦/ ٢٥٨، ٨/ ٢٢٤)
(٢) «وقبيله... منه» : كذا فى البخاري: قال ابن حجر: هو كلام أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٢٥).
«حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا «١» فِيها جَمِيعاً» (٣٧) أي اجتمعوا فيها، ويقال تدارك لى عليه شىء أي اجتمع لى عنده شىء، وهو مدغم التاء فى الدال فثقلت الدال.
«عَذاباً ضِعْفاً» (٣٧) أي عذابين مضعف (؟) فصار شيئين.
«فِي سَمِّ الْخِياطِ» (٣٩) أي فى ثقب الإبرة وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سمّ والجميع سموم. «٢»
«لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ» (٤٠) أي فراش وبساط ولا تنصرف جهنم لأنه اسم مؤنثة على أربعة أحرف.
«وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ» (٤٠) واحدتها غاشية وهى ما غشاهم فغطاهم من فوقهم «٣»
(١) «اداركوا» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة ونبه على أن ما عند البخاري هو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٢٥).
(٢) «سم... سموم» : روى ابن حجر كلامه هذا عنه فى فتح الباري ٨/ ٢٢٥.
(٣) «واحدتها... فوقهم» : روى ابن حجر كلامه هذا عنه فى فتح الباري ٨/ ٢٢٥، وهو فى الطبري ٨/ ١٢٢.
«لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» (٢١) : طاقتها، يقال: لا أسع ذلك.
«وَعَلَى الْأَعْرافِ «١» رِجالٌ يَعْرِفُونَ» (٤٥) مجازها: على بناء سور لأن كل مرتفع من الأرض عند العرب أعراف، قال:
كل كناز لحمه نياف... كالعلم الموفى على الأعراف ٢٤١
«٢» وقال الشّمّاخ:
وظلّت بأعراف تفالى كأنها... رماح نحاها وجهة الرّيح راكز ٢٤٢
«٣» أي على نشز.
«بِسِيماهُمْ» (٤٥) منقوصة، والمعنى: بعلاماتهم.
«وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ» (٤٦) أي حيال أصحاب النار، وفى آية أخرى «تِلْقاءَ مَدْيَنَ» (٢٨/ ٢٢) أي حيال مدين وتجاهه.
«فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ» (٥٠) مجازه: نؤخرهم ونتركهم، «كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا» (٥٠) أي كما تركوا أمر ربهم وجحدوا يوم القيامة.
(١) «الأعراف إلخ» : قال الأثرم: الأعراف كل ما ارتفع، ومنه قول الله «وَعَلَى الْأَعْرافِ» الآية: (الأغانى ١٤/ ١٢٧).
(٢) : الرجز فى الطبري ٨/ ١٢٦ والقرطين ١/ ١٧٨ واللسان (نوف)
(٣) : ديوانه ٥٣ والطبري ٨/ ١٢٦.
«هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ» (٥٢) أي هل ينظرون إلّا بيانه ومعانيه وتفسيره.
«خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» (٥٢) مجازه: غبنوا أنفسهم وأهلكوا قال الأعشى:
لا يأخذ الرّشوة فى حكمه ولا يبالى غبن الخاسر (٢١٤)
«إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» (٥٥) هذا موضع يكون فى المؤنثة والثنتين والجميع منها بلفظ واحد ولا يدخلون فيها الهاء لأنه ليس بصفة ولكنه ظرف لهن وموضع، «١» والعرب تفعل ذلك فى قريب «٢» وبعيد قال:
فان تمس ابنة السّهمىّ منا بعيدا لا نكلّمها كلاما «٣»
وقال الشّنفرى:
تؤرقنى وقد أمست بعيدا وأصحابى بعيهم أو تباله «٤»
(١) «هذا موضع... وموضع» : الضمائر فى هذه الجملة مضطربة.
(٢) «قريب إلخ» : قال القرطبي (٧/ ٢٢٧) : وقال أبو عبيدة: ذكر قريب على تذكير المكان أي مكانا قريبا. قال على بن سليمان: هذا خطأ ولو كان كما قال لكان «قريب» منصوبا فى القرآن.
(٣) : لم أجده فيما لدى من المراجع. [.....]
(٤) : لم أجده فى مظانه- عليهم بفتح أوله جبل بالغور بين مكة والعراق.
انظر معجم ما استعجم ٣/ ٩٨٨. ومعجم البلدان ٣/ ٧٦٦. وتبالة: بفتح أوله وباللام على وزن فعالة بقرب الطائف على طريق اليمن من مكة وهى لبنى مازن. انظر معجم ما استعجم ١/ ٣٠١ ومعجم البلدان ١/ ٨١٦.
فإذا جعلوها صفة فى معنى مقتربة قالوا: هى قريبة وهما قريبتان وهن قريبات.
«يرسل الرّياح نشرا» (٥٦) «١» أي [متفرقة] من كل مهبّ وجانب وناحية.
«أقلّت سحابا» أي ساقت.
«لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً» (٥٧) أي قليلا عسرا فى شدة «٢» قال:
لا تنجز الوعد إن وعدت وإن أعطيت أعطيت تافها نكدا «٣»
تافه: قليل.
«آلاءَ اللَّهِ» (٦٨) أي نعم الله، وواحدها فى قول بعضهم «ألى» تقديرها قفا، وفى قول بعضهم «إلى» تقديرها معى.
(١) «نشرا» : قرأ عاصم بالباء مضمومة وإسكان الشين، وابن عامر بالنون مضمومة وإسكان الشين، وحمزة الكسائي بالنون مفتوحة وإسكان الشين والباقون بالنون مضمومة وضم الشين (الداني ١١٠).
(٢) «نكدا... شدة» : روى ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٢٢٥ هذا الكلام مع البيت المستشهد به عن أبى عبيدة.
(٣) فى الطبري ٨/ ١٣٩ وفتح الباري.
[جعل الأعشى واحدها إلى خفيف «١» فقال:
أبيض لا يرهب الهذال ولا يقطع رحما ولا يخون إلا] «٢»
«رِجْسٌ» (٧٠) أي عذاب وغضب.
«وَبَوَّأَكُمْ» (٧٣) أي أنزلكم [قال ابن هرمة:
وبوّئت فى صميم معشرها فتمّ فى قومها مبوّؤها] «٣»
وزوّجكم.
«وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ» (٧٦) أي تكبروا وتجبروا، يقال جبّار عات.
«جاثِمِينَ» (٧٧) أي بعضهم على بعض جثوم، وله موضع آخر جثوم على الرّكب، قال جرير:
عرفت المنتأى وعرفت منها مطايا القدر كالحدأ الجثوم «٤»
«امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» (٥٨٢) أي كانت قد غبرت من كبرها فى الغابرين، فى الباقين حتى هرموا وهرمت وهى قد أهلكت مع قومها فلم تغبر بعدهم فتبقى ولكنها كانت قبل ذلك من الغابرين، وجعلها من الرجال والنساء
(١) خفيف: أي مخفف من الإل الذي هو العهد، انظر اللسان (ألا).
(٢) للاعشى ميمون فى ديوانه ١٥٧. والطبري ٥/ ١١٧ واللسان (ألا).
(٣) فى اللسان (بوأ) وشواهد المغني ٢٧٩.
(٤) ديوانه ٥٠٧- والطبري ٨/ ١٥٣.
وقال: من الغابرين، لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكّر إذا أشرك بينهما وقال العجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر «١»
أي ما بقي وقال الأعشى:
عض بما أبقى المواسى له من أمّه فى الزّمن الغابر «٢»
ولم يختن فيما مضى فبقى من الزمن الغابر أي الباقي ألا ترى أنه قد قال:
وكنّ قد أبقين منها أذى عند الملاقى وافر الشافر
«وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ» (٨٤) مجازه: لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها وقالوا فى المثل: «نحسبها حمقاء وهى باخسة» أي ظالمة. «٣»
«تَبْغُونَها عِوَجاً» (٨٥) مكسورة الأول مفتوح ثانى الحروف وهو الاعوجاج فى الدين وفى الأرض، وفى آية أخرى:
(١) استشهد أبو عبيدة بهذا الرجز وبالبيتين الآتيين فى تفسير آية ١٧١ من سورة الشعراء فى الجزء الثاني من هذا الكتاب وهما فى ديوان العجاج ١٥ والطبري ١١/ ١٩٨، ١٦/ ١١٢ والقرطبي ٧/ ٢٤٦، ١٣/ ١٣٢.
(٢) ديوانه ١٠٦ من قصيدة يهجو بها علقمة ويذكر أمه- والأول فى الأضداد للأصمعى ٥٨ ولأبى حاتم السجستاني ١٥٤ والطبري ٨/ ١٥٤ واللسان والتاج (غير) والثاني فى اللسان (لقى).
(٣) «لا تظلموا... ظالمة» : أخذ الطبري (٨/ ١٥٥) هذا الكلام برمته وقد مضى تخريج المثل.
«لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً» (٢٠/ ١٠٧) والعوج إذا فتحوا أوله والحرف الثاني فهو الميل فيما كان قائما نحو الحائط والقناة والسنّ ونحو ذلك.
«افْتَحْ بَيْنَنا «١» وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ» (٨٨) أي احكم بيننا. قال:
والقاضي يقال له الفتاح، قال:
ألا أبلغ بنى عصم رسولا... بأنى عن فتاحتكم غنىّ «٢»
(١) «افتح بيننا» : وفى البخاري الفتاح القاضي افتح بيننا اقض. قال ابن حجر (٨/ ٢٢٥) : كذلك وقع هنا والفتاح لم يقع فى هذه السورة وإنما هو فى سورة سبأ وكأنه ذكره هنا توطئة لتفسير قوله فى هذه السورة: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ولعله وقع فيه تقديم وتأخير من النساخ فقد قال أبو عبيدة فى قوله «افتح بيننا وبين قومنا» أي احكم بيننا وبين قومنا قال الشاعر «ألا أبلغ» البيت: الفتاح القاضي انتهى كلامه ومنه ينقل البخاري كثيرا. وروى ابن جرير من طرق عن قتادة عن ابن عباس قال ما كنت أدرى ما معنى قوله افتح بيننا إلخ. وقال الطبري:
ذكر الفراء أن أهل عمان يسمون القاضي الفاتح والفتاح وذكر غيره من أهل العلم بكلام العرب أنه من لغة مراد وأنشد لبعضهم بيتا وهو: «ألا أبلغ» البيت.
(٢) فى إصلاح المنطق ٢٦ والطبري ٩/ ٣ والسمط ٩٢٧ والقرطبي ١٣/ ٩٤ واللسان والتاج (فتح). البيت مختلف فى عزوه وقال الميمنى فى السمط ما نصه:
البيت رواه يعقوب فى الإصلاح ١/ ١٨٨ غير معزو وروايته «بنى عمرو» وكذا فى اللسان (فتح) منسوبا للأسعر الجعفي وفى زيادات الجمهرة ٢/ ٤ برواية «بنى بكر بن عبد» منسوبا لأعشى قيس (ولم يرو له أحد)... ولكن ليس ثمة أحد من العشو فى كندة فالأعشى فيه مصحف الأسعر وهو من جعفى بطن من كندة، وقال أبو محمد ابن السيرافي (وعنه اللسان مادة قتا) وجدت هذا البيت للشويعر الجعفي على خلاف ما رواه يعقوب. ثم وجدته لمحمد بن حمران أبى حمران فى الحماسة الصغرى لأبى تمام ص ٤٦:
أبلغ بنى حمران أنى... عن عداوتكم غنى
بتقييد القافية فى تسعة أبيات (السمط ٩٢٨). والجعفي هو مرثد بن حمران الجعفي يكى أبا حمران (ولعل محمد بن حمران مصحف مرتد... ) وهو جاهلى، راجع ترجمته فى المؤتلف ٤٧ والسمط ٩٤.
وهو لبعض مراد.
«الرَّجْفَةُ» (٩٠) : من رجفت بهم الأرض أي تحركت بهم
«كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا» (٩١) أي لم ينزلوا فيها ولم يعيشوا فيها، قال مهلهل غنيت دارنا تهامة فى الدهر وفيها بنو معدّ حلولا «١» وقولهم مغانى الديار منها، واحدها مغنى قال:
أتعرف مغنى دمنة ورسوم «٢» «٣»
(١) «كأن لم يغنوا... ورسوم» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦. [.....]
(٢) البيت من كلمة طويلة له فى كتاب البسوس ٧٨- ٨٠ وهو فى اللسان والتاج (غنو).
(٣) فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦.
«فَكَيْفَ آسى» (٩٢) أي أحزن وأتندم وأتوجع، ومصدره الأسى، وقال:
وانحلبت عيناه من فرط الأسى «١» (١٩١)
«حَتَّى عَفَوْا» (٩٤) مجازه: حتى كثروا، «٢» وكذلك كل نبات وقوم وغيره إذا كثروا: فقد عفوا، قال [لبيد:
فلا تتجاوز العطلات منها إلى البكر المقارب والكروم
ولكنّا نعضّ السّيف منها بأسوق عافيات اللّحم كوم
«٣» [أي كثيرات اللحم] «الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ» (٩٤) أي الضّرّ، والسّرّ وهو السرور.
«لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ» (٩٥) أي لأنزلنا عليهم
(١) : الشطر للعجاج كما مر.
(٢) حتى كثروا: كذا فى الكامل ٣٠٥ وقال ابن حجر: قال أبو عبيدة فى قوله تعالى «حتى عفوا» أي كثروا وكذلك... إلى قوله: فقد عفوا قال الشاعر «ولكنا نعض» البيت (فتح الباري ٨/ ٢٢٦).
(٣) : البيتان فى ديوانه ١/ ٩- واللسان (عطل) والثاني فى الكامل ٣٠٥ والطبري ٩/ ٥ واللسان (عفو) أيضا.
يقال: قد فتح الله على فلان ولفلان، وذلك إذا رزق وأصاب الخير وأقبلت عليه الدنيا وإذا ارتج على القارئ فتحت عليه فلقّنته.
«أولم نهد للّذين» (٩٩) مجازه: أو لم نبين لهم ونوضح لهم.
«وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ» (٩٦) مجازه: مجاز نختم.
«وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ» (١٠١) مجازه وما وجدنا لأكثرهم عهدا أي وفاء ولا حفيظة و «من» من حروف الزوائد وقد فسّرناها فى غير هذا الموضع.
«وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ» (١٠١) : أي لكافرين، ومجازه:
إن وجدنا أكثرهم إلّا فاسقين، أي ما وجدنا، وله موضع آخر أنّ العرب تؤكّد باللام كقوله:
أمّ الحليس لعجوز شهربه «١»
«فَظَلَمُوا بِها» (١٠١) مجازه: فكفروا بها.
(١) الشطر فى الخزانة ٤/ ٣٢٨. قال البغدادي فى عزوه: وهذا البيت نسبه الصاغاني فى العباب إلى عنترة بن عروس أم الحليس «البيت»، قال بعض الناس اللام مقحمة فى العجوز وأنشد الآمدى فى ترجمة عنترة هذا: «أب عجوز من سليم شهر به» انتهى. وقد رجعت إلى المؤتلف والمختلف من أسماء الشعراء للآمدى ولم أر فيه البيت الذي نقله عنه والذي فيه: ومنهم عنترة بن عروس مولى ثقيف... وهذا الشعر مذكور فى صحاح الجوهري أيضا فى تلك المادة، ولم يتعرض له ابن برى ولا الصفدي فيما كتباه على الصحاح بشىء والله أعلم بقائله وقال العيني: قائله رؤبة بن العجاج ونسبه الصاغاني فى اللباب إلى عنترة بن عروس، وهو الصحيح. هذا كلامه والخليس بضم الحاء. وأنا لم أجده فى ترجمة عنترة بن عروس فى المؤتلف (١٥٠)، وهو فى الصحاح واللسان والتاج (شهرب) وفى العيني ١/ ٥٣٥ وشواهد المغني ٢٠٦- الشهربة والشهبرة العجوز الكبيرة (اللسان).
«حقيق علىّ أن لا أقول» (١٠٤) : مجازه: حق علىّ أن لا أقول إلّا الحقّ، ومن قرأها «حَقِيقٌ عَلى «١» أَنْ لا أَقُولَ ولم يضف «على» إليه فإنه يجعل مجازه مجاز حريص على أن لا أقول، أو فحق أن لا أقول.
(١) «حقيق على» : وفى الطبري (٩/ ٩) اختلفت القراء فى قراءة قوله «حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق» فقرأه جماعة من قراء المكيين والمدنيين والبصرة والكوفة حقيق على ألا أقول بإرسال الياء من «على وترك تشديدها بمعنى أنا حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق فوجهوا معنى على إلى معنى الباء، كما يقال: رميت بالقوس، وعلى القوس، وجئت على حسنة وبحال حسنة، وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول: إذا قرى ذلك كذلك فمعناه حريص على ألا أقول ألا بحق وقرأ ذلك جماعة من أهل المدينة حقيق على أن لا أقول بمعنى واجب على أن أقول وحق على ألا أقول.
وروى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الآية فى فتح الباري ٦/ ٣٠٨.
«ثُعْبانٌ مُبِينٌ» (١٠٦) أي حية ظاهرة.
« [وَنَزَعَ يَدَهُ] » (١٠٧) أخرج يده «فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ» (١٠٧) من غير سوء، ولكنها كانت آية لأنه كان آدم.
«أَرْجِهْ وَأَخاهُ» (١١٠) مجازه: أخّره.
«إِنَّ لَنا لَأَجْراً» (١١٣) ثوابا وجزاء، واللام المفتوحة تزاد توكيدا.
«سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ» (١١٥) أي غشّوا أعين الناس وأخذوها.
«وَاسْتَرْهَبُوهُمْ» (١١٥) وهو من الرهبة مجازه: خوفوهم. «١»
«تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ» (١١٦) أي تلهم ما يسحرون ويكذبون أي تلقمه.
«أَفْرِغْ عَلَيْنا» (١٢٥) أنزل [علينا]
«قالَ عَسى رَبُّكُمْ» (١٢٨) وعسى من الله عز وجل فى كل القرآن أجمع واجبة.
«وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ» (١٢٩) مجازه ابتليناهم بالجدوب ف «آل فرعون» : أهل دين فرعون وقومه.
(١) «استرهبوهم... خوفوهم» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٢٦).
«أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ» (١٣٠) مجازه: إنما طائرهم، «١» وتزاد «ألا» للتنبيه والتوكيد، ومجاز «طائرهم» : حظهم ونصيبهم.
«الطُّوفانَ» (١٣٢) مجازه من السيل: البعاق والدّباش «٢» وهود باش شديد سيله، ومن الموت الذريع المبالغ السريع. «٣»
«وَالْقُمَّلَ» (١٣٢) «٤» عند العرب هو الحمنان، والحمنان: ضرب من الفردان واحدتها حمنانة.
(١) «طائرهم» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٥.
(٢) الدباش: سيل دباش عظيم (اللسان).
(٣) «السيل... السريع» : نقل الطبري (٩/ ٢٠) هذا الكلام عن بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة. ورواه ابن حجر عن أبى عبيدة مرة فى أحاديث الأنبياء ومرة فى كتاب التفسير وقال: قال: أبو عبيدة: الطوفان: مجازه من السيل... المتتابع الذريع... قال أبو عبيدة القمل عند العرب هى الحمنان قال الأثرم الراوي عنه: والحمنان يعنى بالمهملة ضرب من القردان وقيل هى أصغر وقيل أكبر وقيل هى الدبى بفتح المهملة وتخفيف الموحدة مقصور. وانظر فتح الباري ٦/ ٣٠٨، ٨/ ٢٢٥.
(٤) «والقمل... حمنانة» : روى الطبري (٩/ ٢٠) هذا الكلام وكذلك ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٢٢٥. وفى اللسان: وقال أبو عبيدة القمل عند العرب الحمنان (قمل) القرطبي (٧/ ٢٦٩) : وقال أبو عبيدة الحمنان وهو ضرب من القراد واحدتها حمنانة.
«الرِّجْزُ» (١٣٣) مجازه: العذاب.
«بِما عَهِدَ عِنْدَكَ» (١٣٣) مجازه: أوصاك وأعلمك.
«فِي الْيَمِّ» (١٣٥) أي فى البحر، قال:
كباذخ اليمّ سقاه اليمّ «١»
«يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ» (١٣٦) «٢» مجازه: يبنون ويعرش ويعرش لغتان، وعريش مكّة: خيامها.
«وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ» (١٣٧) مجازه: قطعنا.
«يَعْكُفُونَ» (١٣٧) أي يقيمون، ويعكفون لغتان.
«مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ» (١٣٨) أي مبيّت ومهلك.
«أَبْغِيكُمْ إِلهاً» (١٣٩) أي أجعل لكم.
(١) الشطر فى الطبري ٩/ ٢٧.
(٢) «وما كانوا يعرشون» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦. [.....]
«جَعَلَهُ دَكًّا» (١٤٢) أي مستويا مع وجه الأرض، وهو مصدر جعله صفة، ويقال: ناقة دكّاء أي ذاهبة السّنام مستو ظهرها «١» أملس، وكذلك أرض دكّاء، [قال الأغلب:
هل غير غار دكّ غارا فانهدم] «٢»
«لَهُ خُوارٌ» (١٤٧) أي صوت كخوار البقر إذا خار، وهو يخور.
«وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» (١٤٨) «٣» يقال لكل من ندم وعجز عن شىء ونحو ذلك: سقط فى يد فلان.
«غَضْبانَ أَسِفاً» (١٤٩) من شدة، يقال: أسف وعند وأضم، «٤» ومن شدّة الغضب يتأسف عليه أي يتغيظ.
(١) «جعله... ظهرها» : رواه ابن حجر فى فتح الباري ٦/ ٣٠٧.
(٢) هو الأغلب بن جشم العجلى مخضرم. انظر ترجمته فى المؤتلف ٢٢، والأغانى ١٨/ ١٦٤ والسمط ٨٠١. ولعل الشطر من كلمة بعضها فى حماسة ابن الشجري ٣٧.
(٣) «سقط فى... إلخ» : وفى البخاري: كل من ندم سقط فى يده. قال ابن حجر (٨/ ٢٢٦) : قال أبو عبيدة فى قوله تعالى «وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» يقال لكل... فى يده فلان. وانظر فتح الباري أيضا فى ٦/ ٣٠٨. وفى الطبري (٩/ ٤٠) : تقول العرب لكل نادم على أمر فات منه أو سلف وعاجز عن شىء قد سقط فى يديه وأسقط لغتان.
(٤) الأضم: الغضب.
«وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ» (١٥٣) أي سكن لأن كل كاف عن شىء فقد سكت عنه أي كفّ عنه وسكن، ومنه: سكت فلم ينطق.
«وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا» (١٥٤) مجازه: اختار موسى من قومه. ولكن بعض العرب يجتازون فيحذفون «من»، قال العجّاج:
تحت التي اختار له الله الشّجر «١»
أي تحت الشجرة التي اختار له الله من الشجر.
«إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ» (١٥٥) مجازه: إنا تبنا إليك [هو من التهويد فى السير ترفق به وتعرج وتمكث].
«الْمَنَّ» (١٥٩) شىء يسقط على الشجر.
«وَالسَّلْوى» (١٢) طائر يظنون أنه السّمانى، والسمانى أيضا مخفف، وله موضع آخر لكل شىء سلا عن غيره، ومنه السّلوان قال:
لو أشرب السّلوان ما سليت «٢»
(١) ديوانه ١٥- والطبري ٩/ ٤٨ واللسان (خير).
(٢) الشطر من أرجوزة فى ديوان رؤبة ٢٥- ٢٧، وهو فى اللسان (سلو).
وعلى التخفيف: «سمانى لبادى»، «١» [تقول] الصبيان إذا نصبوا له يستدرجونه:
سمانى لبادى أي يلبد بالأرض أي لا يبرح.
[ «أسباطا» ] : الأسباط (١٥٩) قبائل بنى إسرائيل واحدهم سبط يقال:
من أي سبط أنت، أي من أي قبيلة وجنس. «٢»
قال أبو عبيدة: «فانبجست» (١٥٩) أي انفجرت.
«إِذْ يَعْدُونَ «٣» فِي السَّبْتِ» (١٦٢) إذ يتعدّون فيه عما أمروا به ويتجاوزونه «شرّعا» (١٦٢) أي شوارع. «٤»
(١) «لبادى» : قال فى التاج: لبدى ولبادى بالضم والتشديد ويخفف عن كراع: طائر على شكل السمانى إذا أسف على الأرض لبد فلم يكد يطير حتى يطار وقيل لبادى طائر يقال له لبادى البدى لا تطيرى ويكرر حتى يلنزق بالأرض فيؤخذ، وفى التكملة قال الليث وتقول الصبيان الأعراب إذا رأوا السمانى: سمانى لبادى البدى، لا ترى فلا تزال تقول ذلك وهى لابدة بالأرض أي لاصقة وهو يطيف بها حتى يأخذها (لبد).
(٢) «الأسباط... وجنس» : وفى البخاري: الأسباط قبائل بنى إسرائيل قال ابن حجر: هو قول أبى عبيدة وزاد: واحدها إلخ (فتح الباري ٨/ ٢٢٦).
(٣) «إذ يعدون» : وفى البخاري: يعدون فى السبت يتعدون ثم يتجاوزون: قال ابن حجر: تقدم فى أحاديث الأنبياء وهو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٢٢٦).
وقد أورده البخاري فى أحاديث الأنبياء، انظر فتح الباري ٦/ ٣٢٥.
(٤) «شرعا أي شوارع» : كذا فى البخاري وفتح الباري ٨/ ٢٢٦. وقد أورده البخاري فى أحاديث الأنبياء أيضا وقال ابن حجر (٦/ ٣٢٥) هو قول أبى عبيدة أيضا.
«بِعَذابٍ بَئِيسٍ» (١٦٤) أي شديد. «١» قال ذو الإصبع [العدوانىّ
أان رأيت بنى أبيك مجمّحين إليك شوسا] «٢»
حنقا علىّ وما ترى... لى فيهم أثرا بئيسا
«قِرَدَةً خاسِئِينَ» (١٦٥) أي قاصين مبعدين، يقال: خسأته عنى وخسأ هو عنى.
«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ» (١٦٦) مجازه: وتأذن ربك، مجازه: أمر وهو من الإذن وأحلّ وحرّم ونهى.
«وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً» (١٦٧) أي فرّقناهم فرقا.
(١) «بئيس شديد» : كذا فى البخاري، وقال ابن حجر قال أبو عبيدة فى قوله بعذاب إلخ (فتح الباري ٨/ ٢٢٦).
(٢) ذو الإصبع العدواني أحد الحكماء الشعراء ترجم له فى المؤتلف ١١٨.
والخزانة ٢/ ٤٠٨- والبيت الأول فى اللسان (شوس) والثاني فى الطبري ٩/ ٦٤.
والشوس: رفع الرأس تكبرا، التجميح: التحديق فى النظر بملء الحدقة (اللسان، شوس).
«فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ» (١٦٨) ساكن ثانى الحروف، وإن شئت حركت الحرف الثاني وهما فى المعنى واحد كما قالوا: أثر وأثر، وقوم يجعلونه إذا سكّنوا ثانى حروفه إذا كانوا مشركين، وإذا حركوه جعلوه خلفا صالحا.
«عَرَضَ هذَا الْأَدْنى» (١٦٨) أي طمع هذا القريب الذي يعرض لهم فى الدنيا.
«وَدَرَسُوا ما فِيهِ» (١٦٨) مجازه: من دراسة الكتب ويقال: قد درست إمامى أي حفظته وقرأته، يقال: ادرس على فلان أي اقرأ عليه.
«وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ» (١٧٠) أي رفعنا فوقهم، وقال العجّاج:
ينتق أقتاد الشّليل نتقا «١»
أي يرفعه عن ظهره، وقال [رؤبة] :
ونتقوا أحلامنا الأثاقلا «٢» «٣»
(١) «نتقنا... الأثاقلا» : قال الطبري (٩/ ٦٩) : واختلف أهل العلم بكلام العرب فى معنى قوله «نتقنا» وقال بعض البصريين معنى نتقنا رفعنا واستشهد بقول العجاج... الأثاقلا، وقد حكى عن قائل هذه المقالة قول آخر وهو أن أصل النتق والنتوق كل شىء قلعته من موضعه فرميت به، يقال: منه: نتقت نتقا، قال: ولهذا قيل للمرأة الكبيرة ناتق لأنها ترمى بأولادها رميا واستشهد ببيت النابغة:
لم يحرموا حسن الغداء وأمهم دحقت عليك بناتق مذكار
(وهذا البيت فى ديوانه من الستة ١٤)
(٢) ديوانه ٤٠. [.....]
(٣) ديوانه ١٢٢- واللسان (نتق).
«أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ» (١٧٦) لزم وتقاعس وأبطأ يقال فلان مخلد أي بطيء الشّيب، والمخلد الذي تبقى ثنيتاه حتى تخرج رباعيتاه، «١» وهو من ذاك أيضا.
«وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ» (١٧٨) أي خلقنا.
«وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ» (١٧٩) يجورون ولا يستقيمون ومنه سمّى اللحد لأنه فى ناحية القبر.
( «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ» ) (١٨٢) : والاستدراج «٢» أن تأتيه من حيث لا يعلم ومن حيث تلطف له حتى تغترّه.
(١) «أي قعد... رباعيتاه» الذي ورد فى الفروق: روى الطبري (٩/ ٨١) هذا الكلام عن بعض البصريين ورواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦.
(٢) «والاستدراج... إلخ» : روى ابن حجر هذا الكلام عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦. وقال الطبري (٩/ ٨٦) : وأصل الاستدراج، اغترار المستدرج بلطف من حيث يرى المستدرج أن المستدرج إليه محسن... إلخ.
«وَأُمْلِي لَهُمْ» (١٨٢) أي أؤخرهم، ومنه قوله: مضى ملىّ من الدهر عليه «١» وملاوة وملاوة وملاوة فيها ثلاث لغات: ضمة وكسرة وفتحة. ويقال: ملّاك الله ولدك، وتمليت حبيبا، اى مدّ الله لك فى عمره. «وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا» (١٩/ ٤٦) منها قال العجّاج:
ملاوة ملّيتها كأنى... صاحب صنج نشوة مغنّى] «٢»
«إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» (١٨٢) أي شديد.
«ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ» (١٨٣) أي ما به جنون. «٣»
«أَيَّانَ مُرْساها» (١٨٦) أي متى، وقال:
أيّان تقضى حاجتى أيّانا... أما ترى لنجحها إبّانا «٤»
أي متى خروجها. «٥»
(١) «مضى... عليه» : لعله حديث، انظر النهاية واللسان (ملى).
(٢) : ديوانه ٦٦- واللسان والتاج (ملى).
(٣) «ما بصاحبهم... جنون» : نقله ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٦.
(٤) : فى الطبري ٩/ ٨٧ والقرطبي ٧/ ٣٣٥ واللسان (أبن).
(٥) «أي متى خروجها» : نقله ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٧.
234
«لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ» (١٨٦) مجازها: لا يظهرها ولا يخرجها إلّا هو [يقال جلّى لى الخبر وقال بعضهم: جله لى الخبر، والجلاء جلاء الرأس إذا ذهب الشعر] قال طرفة:
سأحلب عيسا صحن سمّ فأبتغى به جيرتى إن لم يجلوا لى الخبر «١»
أي يوضحون لى الأمر وهذا يهجوهم، يقال: عاسها يعيسها، والعيس ماء الفحل.
«ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (١٨٦) مجازها: خفيت، وإذا خفى عليك شىء ثقل.
«كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» (١٨٦) أي حفىّ بها، ومنه قولهم: تحفيت به فى المسألة. «٢»
(١) : لم أجد البيت فى ديوانه من الستة وصدره فى اللسان وهو فى التاج كاملا (عيس).
(٢) «أي حفى... المسألة» : هذا الكلام فى الطبري ٩/ ٨٩.
235
«حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً» (١٨٨) مفتوح الأول إذا كان فى البطن وإذا كان على العنق فهو مكسور الأول وكذلك اختلفوا فى حمل النخلة فجعله بعضهم من الجوف ففتحه وجعله بعضهم على العنق فكسره.
«فَمَرَّتْ بِهِ» (١٨٨) مجازه: استمرّ بها الحمل فأتمّته.
«خُذِ الْعَفْوَ» (١٩٨) أي الفضل وما لا يجهده، يقال خذ من أخيك ما عفا لك.
«بِالْعُرْفِ» (١٩٨) مجازه: المعروف.
«وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ «١» مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ» (١٩٩) مجازه: وإما يستخفنك منه خفة وغضب وعجلة، ومنه قولهم: نزغ الشّيطان بينهم أي أفسد وحمل بعضهم على بعض.
«طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ» (٢٠٠) مجازه: لمم قال [الأعشى] :
وتصبح عن غب السّرى وكأنّما ألمَّ بها من طائف الجنّ أولق «٢»
(١) «وإما ينزغنك» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٧.
(٢) : ديوانه ١٤٧- والجمهرة ١/ ٧٦ واللسان (طيف).
وهو من طفت به أطيف طيفا، قال:
أنّى ألمّ بك الخيال يطيف ومطافه لك ذكرة وشعوف «١»
«يَمُدُّونَهُمْ «٢» فِي الغَيِّ» (٢٠١) مجازه: يزّينون لهم الغى والكفر، ويقال:
مدّ له فى غيّه زيّنه له وحسّنه وتابعه عليه.
«هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ» (٢٠٢) هذا القرآن ما يتلى عليكم، فلذلك ذكّره، والعرب تفعل ذلك، قال:
قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة وللسبع أركى من ثلاث وأكثر «٣»
ذكّر ثلاثة ذهب به إلى بطن ثم أنثه لأنه ذهب به إلى قبيلة ومجاز بصائر أي حجج وبيان وبرهان.
(١) : البيت لكعب بن زهير، فى ديوانه ١١٣- وهو فى الطبري ٩/ ٩٩ واللسان (طيف) وشواهد الكشاف ١٩٠.
(٢) «يمدونهم» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى فتح الباري ٨/ ٢٢٧. [.....]
(٣) : البيت للقتال الكلابي حسبما أنشده سيبويه ٢/ ١٨١ وهو فى الشنتمرى ٢/ ١٧٥ وفى فتح الباري ٦/ ٢٦٦.
واحدتها بصيرة وقال الجعفىّ:
حملوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتى يعدو بها عتد وأمي «١»
البصيرة «٢» الترس، والبصيرة الحلقة من حلق الدرع، فيجوز أن يقال للدرع كلها بصيرة والبصيرة من الدم الذي بمنزلة الورق الرّشاش منه والجديّة «٣» أوسع من البصيرة والبصيرة مثل فرسن البعير فهو بصيرة والجديّة أعظم من ذلك، والإسبأة والأسابىّ فى طول «٤»، قال:
والعاديات أسابىّ الدّماء بها كأنّ أعناقها أنصاب ترجيب «٥»
«تَضَرُّعاً وَخِيفَةً» (٢٠٤) أي خوفا وذهبت الواو بكسرة الخاء.
(١) : الجعفي: الاسعر الجعفي اسمه مرثد بن حمران الجعفي يكنى أبا حمران وهو جاهلى وقد مرت ترجمته فى رقم ٢٥١. - والبيت هو السابع من القصيدة الأولى من مختارات الأصمعى ٣- ٤ وهو فى الجمهرة ١/ ٢٥٩ وفى الصحاح واللسان والتاج (بصر) ونسبه الجوهري أيضا إلى الجعفي وقال: وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة فى هذا البيت الترس والدرع وكان يرويه «حملوا بصائرهم».
(٢) والبصيرة: قال فى اللسان: وقيل هو ما لزق بالأرض من الجسد وقيل هو قدر فرسن البعير (بصر).
(٣) والجدية: مالزق بالجسد (اللسان- بصر).
(٤) الإسبة والإسباءة الطريقة من الدم والأسابى الطرق من الدم وأسابى الدماء (اللسان).
(٥) لسلامة بن جندل فى ديوانه ٧- وشرح المفضليات ٢٢٣ والاقتضاب ٣٢٣ واللسان والتاج (سبى) والعيني ٢/ ٢٣٧. - الترجيب: التعظيم (الاقتضاب).
238
«وَالْآصالِ» (٢٠٤) «١» واحدتها أصل وواحد الأصل أصيل ومجازه: ما بين العصر إلى المغرب، وقال [أبو ذؤيب] :
لعمرى لأنت البيت أكرم أهله وأقصد فى أفيائه بالأصائل «٢»
[يقال: آخر النهار].
(١) والآصال: وفى البخاري: واحده أصيل وهو بين العصر إلى المغرب كقولك بكرة وأصيلا وقال ابن حجر هو قول أبى عبيدة أيضا بلفظه، قال ابن التين ضبط فى نسخة أصل بضمتين وفى بعضها أصيل بوزن عظيم وليس ببين إلا ان يريد أن الآصال جمع أصيل فيصح (فتح الباري ٨/ ٢٢٧).
(٢) : ديوان الهذليين ١/ ١٤١- والأغانى ٦/ ٥٧ والخزانة ٢/ ٤٨٩، ٥٦٤،
239
Icon