" بسم الله " اسم عزيز به أقر من أقر بربوبيته، وبه أصر على معرفته، وبه استقر من استقر من خليقته، وبه ظهر ما ظهر من مقدوراته، وبه بطن ما بطن من مخلوقاته، فمن جحد فبخذلانه وحرمانه، ومن وحد فبإحسانه وامتنانه.
ﰡ
قيل : إن الجنَّ كانوا يأتون السماءَ فيستمعون إلى قولِ الملائكة، فيحفظونه، ثم يلقونه إلى الكهنة، فيزيدون فيه وينقصون. . . وكذلك كانوا في الفترة التي بين نبيِّنا صلى الله عليه وسلم وبين عيسى عليه السلام. فلمَّا بُعِثَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ورُجِمُوا بالشُّهُبِ عَلِمَ إبليس أنه وقع شيءٌ ففرَّ جنوده، فأتى تسعةٌ منهم إلى بطن نخلة واستمعوا قراءته صلى الله عليه وسلم فآمنوا، ثم آتوا قومهم وقالوا : إنَّا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به. . . إلى آخر الآيات.
( وجاءه سبعون منهم وأسلموا وذلك قوله تعالى :﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ. . ﴾ [ الأحقاف : ٢٩ ].
الجَدَّ العظمة، والعظمةُ استحقاقُ نعوتِ الجلال. .
أي ظنُّوا كما ظنَّ الكفارُ من الجن أَلاّ بعثَ ولا نشور - كما ظننتم أيها الإنس.
للمسجد فضيلة، ولهذا خصَّه الله سبحانه وأفرده بالذكر من بين البقاع ؛ فهو محلُّ العبادة. . وكيف يُحلُّ العابد عنده إذا حلَّ محلَّ قَدَمِه ؟ !.
ويقال : أراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها، أخبر أنها لله، فلا تعبدوا بما للَّهِ غَيْرَ الله.
لما قام عبد الله يعني محمداً عليه السلام يدعو الخَلْقَ إلى الله كاد الجنُّ والإنس يكونون مجتمعين عليه، يمنعونه عن التبليغ.
أَي : لا أَدْري ما تُوعَدون من العقوبة، ومن قيام الساعة أَقريب أم بعيد ؟ فكونوا على حذرٍ. ويجب أنْ يتوقَّع العبدُ العقوبات أبداً مع مجاري الأنفاس ليَسلم من العقوبة.
فيطلعه بقَدْرِ ما يريده.
فيطلعه بقَدْرِ ما يريده.
﴿ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ أرسل مع الوحي ملائكةً قُدَّامه وخَلْفه. . هم ملائكةٌ حَفَظَه، يحفظون الوحيَ من الكهنة والشياطين، حتى لا يزيدوا أو ينقصوا الرسالاتِ التي يحملها. . . واللَّه يعلم ذلك، وأحاط عِلْمُه به.
فيطلعه بقَدْرِ ما يريده.
﴿ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ أرسل مع الوحي ملائكةً قُدَّامه وخَلْفه.. هم ملائكةٌ حَفَظَه، يحفظون الوحيَ من الكهنة والشياطين، حتى لا يزيدوا أو ينقصوا الرسالاتِ التي يحملها... واللَّه يعلم ذلك، وأحاط عِلْمُه به.