تفسير سورة البلد

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة البلد من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
سورة " البلد " مكية.

الربع الثاني من الحزب الستين
في المصحف الكريم
وفي بداية هذا الربع، وهو فاتحة سورة " البلد " المكية، قسم عظيم من الله تعالى على حقيقة واقعية تجمل حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها، وكتاب الله عندما يأتي في سوره بهذه الأنواع من القسم يتوخى أمرين اثنين :
- الأمر الأول : لفت نظر المؤمنين والناس كافة إلى الأهمية الخاصة التي تكون للشيء المقسم به في حد ذاته، فالتنبيه إليه، وتركيز الفكر حوله، مدعاة إلى التأمل فيه تأملا كافيا يعين على تحقيق الغرض المطلوب.
- الأمر الثاني : لفت نظر المؤمنين والناس كافة إلى الحقيقة الكبرى التي تنعكس من خلال المعنى المقسم عليه، فإدراك تلك الحقيقة والتعمق فيها هو الهدف الرئيسي للقسم من أصله، بما يحتوي عليه من صيغة القسم والمقسم به والمقسم عليه.
والمقسم به هنا في فاتحة هذه السورة " هذا البلد "، أي : مكة " أم القرى " حيث يوجد بيت الله الحرام، أول بيت وضع لعبادة الله وتوحيده في الأرض، وحيث يلتقي جميع الناس في أمن وسلام، ودماء بعضهم على بعض حرام.
ويدرج كتاب الله في سياق هذا القسم بالذات إقامة رسوله عليه السلام بنفس البلد، واستقراره به، إشارة إلى تكريم الله تكريما جديدا لمكة، بجعلها في نهاية المطاف مهد الرسالة، ومنزل الوحي، والمقر الأول لسكنى خاتم الأنبياء والمرسلين، وكأن الأقدار الإلهية تلوح هنا بأن " آية الإيمان " هي التي ستستقر بمكة إلى الأبد، وأنها ستمحو ظلمة الشرك من شعابها وبطاحها، فتعود مياه التوحيد إلى مجاريها، على ملة إبراهيم الخليل، وابنه إسماعيل، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بهذا البلد ١وأنت حل بهذا البلد٢ ﴾.
وقوله تعالى :﴿ ووالد وما ولد٣ ﴾، يمكن أن يكون إشارة إلى نعمة التوالد والتناسل، التي أنعم الله بها على كثير من خلقه، كما يمكن أن يكون إشارة خاصة إلى إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل، فالوالد هو إبراهيم، والولد هو إسماعيل، ولا يخفى ما في هذه الإشارة من التناسب والانسجام، مع نفس السياق في هذا المقام، فقد كان إبراهيم الخليل هو باني البيت الحرام، بمساعده ابنه إسماعيل عليهما السلام.
وأما الحقيقة المقسم عليها فهي أن الإنسان منذ أن يستقر جنينا في بطن أمه وطيلة حياته إلى حين وفاته، لا ينفك عن مكابدة المتاعب، ومواجهة الشدائد، وتحمل المشاق، من طور إلى طور، ومن مرحلة إلى أخرى، ولا يهون من ضغط هذه الحقيقة التي تفرض نفسها على كل إنسان أن تختلف طرق الكفاح باختلاف الناس، فلكل صنف منهم متاعبه الخاصة، وكفاحه الدائم، الذي لا ينتهي إلا بانطفاء جذوة الحياة في الجسم وحلول الأجل، والهدف المتوخى من تذكير الإنسان بهذه الحقيقة التي تستغرق كل حياته هو تنبيهه إلى أنه إذا كان ولا بد سيكابد متاعب الحياة الدنيا، لينتقل منها إلى مكابدة متاعب أشد هولا منها في الحياة الثانية، فإنه سيكون أخسر الخاسرين، ولذلك ينبغي له أن يعمل عملا صالحا في دنياه، حتى يلقى الله وعنده من الحسنات، ما يضع حدا نهائيا لمتاعبه المعتادة في حياته الأولى، وبذلك يستأنف حياة ثانية كلها نعيم مقيم، ورضوان من ربه الكريم، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد٤ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد٥ يقول أهلكت مالا لبدا٦ أيحسب أن لم يره أحد٧ ﴾، وها هنا ينعى كتاب الله على البخلاء الإشحاح بخلهم وشحهم بالإنفاق في سبيل الله، إذ ينفقون أموالهم في غير وجهها المشروع، وكلما دعوا إلى الإنفاق في وجوه البر والإحسان تبجحوا بأنهم قد أنفقوا مالا كثيرا، ﴿ مالا لبدا٦ ﴾، وإن كان ما أنفقوه إنما صرفوه في الشهوات والملذات، وفي المعاصي لا في الطاعات، وينسون أن الله سائلهم عما استخلفهم فيه من المال، من أين اكتسبوه، وأين أنفقوه، وأنهم سيحاسبون عليه حسابا عسيرا.
ثم أخذ كتاب الله يستعرض مننه على الإنسان الذي هو مدين لخالقه بكل شيء، وذكر على سبيل المثال العينين اللتين يبصر بهما، واللسان الذي يعبر به، والشفتين اللتين يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام، بالإضافة إلى ما في تكوين كل عضو من أعضاء الإنسان عموما من دقة الصنع، وإبداع التكوين، وغرابة التركيب، مما لا يستطيع أي مخلوق أن يصنع مثله، ولا أن يبدع نظيره، لا من الأولين ولا من الآخرين، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ ألم نجعل له عينين٨ ولسانا وشفتين٩ ﴾.
وأضاف كتاب الله إلى هذه النعم نعمة العقل والتفكير التي أكرم بها الإنسان، وجعلها وسيلة في متناول يده، ليميز بها الخير من الشر، والحق من الباطل، والضلال من الهدى، وهذه النعمة التي وهبها له الحق سبحانه هي مناط التكليف والتشريف، ومناط الثواب والعقاب، وذلك قوله تعالى :﴿ وهديناه النجدين١٠ ﴾، أي : طبعنا طبيعته على استعداد مزدوج : استعداد للخير إن اختاره، واستعداد للشر إن أراده، و " النجدان " نجد الخير ونجد الشر، أي الطريقان المؤديان إليهما. روي عن ابن عباس أنه فسر " النجدين " بالثديين، بمعنى أن الله هدى الإنسان بمجرد خروجه من بطن أمه إلى التقام ثدييها، إلهاما منه وإحسانا. ويشهد للتفسير الأول – وهو الذي رجحه ابن جرير- قوله تعالى في آية أخرى :﴿ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا، إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾ ( الإنسان : ٢، ٣ ).
وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:وقوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة١١ وما أدراك ما العقبة١٢ فك رقبة ١٣أو إطعام في يوم ذي مسغبة١٤ يتيما ذا مقربة١٥ أو مسكينا ذا متربة١٦ ﴾، حض من الله لعباده المؤمنين على مغالبة أنفسهم، والتغلب عليها بسلوك طريق النجاة والخير. والمراد " باقتحام العقبة " اقتحام الحواجز النفسية والمادية، التي تحول دون الإيثار والبر والإحسان، والإقبال على الإنفاق في سبيل الله، ومن وجوه الإنفاق الصالحة : المساعدة في عتق الأرقاء، وكفالة اليتامى، وإطعام المساكين.
وبين كتاب الله أن مما يساعد على اقتحام العقبات والتغلب عليها : الإيمان بالله، والتواصي فيما بين المؤمنين " بالصبر والمرحمة " : الصبر على القيام بالتكاليف التي تعزز الإيمان، وتجعل المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، والمرحمة التي تجعل من مجتمعهم مجتمعا تسوده الرحمة ويعمه الإخاء، ويبرز فيه التكافل بين كافة الفقراء والأغنياء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة١٧ ﴾،
ثم بشر كتاب الله الذين آمنوا، وبرزت في أخلاقهم ومعاملاتهم روح الإيمان، بأنهم سيكونون يوم القيامة من أصحاب اليمين المنعمين، ﴿ أولئك أصحاب الميمنة١٨ ﴾،
وأنذر الذين كفروا بالله وكفروا بنعمه بأنهم سيكونون في ذلك اليوم من أصحاب الشمال المعذبين :﴿ والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة ١٩عليهم نار موصدة٢٠ ﴾، أي : نار مطبقة عليهم لا محيد لهم عنها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:وأنذر الذين كفروا بالله وكفروا بنعمه بأنهم سيكونون في ذلك اليوم من أصحاب الشمال المعذبين :﴿ والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة ١٩عليهم نار موصدة٢٠ ﴾، أي : نار مطبقة عليهم لا محيد لهم عنها.
Icon