ﰡ
٨٧٦- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك قال : قلنا لمالك : هو جلاؤهم عن دارهم ؟ فقال لي : الحشر يوم القيامة، حشر اليهود، قال : وإجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى خيبر١ حين سئلوا عن ذلك المال فكتموه فاستحلهم بذلك ٢.
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٦٤. زاد بن العربي قائلا: "للحشر أول ووسط وآخر. فالأول إجلاء بني النضير، والأوسط إجلاء خيبر، والآخر حشر القيامة الذي ذكره مالك وأشار إلى أوله وآخره". ينظر: الجامع: ١٨/٣. وفيه: "ديارهم" بدل دراهم و"أجلى" بدل "إجلاء"..
٨٧٧- ابن العربي : روى ابن القاسم عن مالك، قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم النضير١ يستعينهم في دية، فقعد في ظل جدار، فأرادوا أن يلقوا عليه رحى، فأخبره الله عز وجل بذلك، فقام وانصرف، وبذلك استحلهم وأجلاهم إلى خيبر، وصفية منهم سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم – بخيبر. قال : فرجع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلاهم- على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم، والصفراء والبيضاء، والحلقة، والدنان، ومسك الجمل. ٢
فالصفراء والبيضاء : الذهب والفضة. والحلقة : السلاح. والدنان : الفخار، ومسك الجمل : جلود يستقى فيها الماء بشعرها.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع إليهم :( يا أخابث خلق الله، يا إخوة الخنازير والقردة ).
قال ابن وهب : قال مالك : فقالوا : مه يا أبا القاسم، فما كنت فحاشا.
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٦٧. قال ابن العربي: "وهذا دليل على أن إضمار الخيانة نقض للعهد، لأنه انعقد قولا فينتقض قولا، والعقد إذا ارتبط بالقول انتقض بالقول وبالفعل، وإذا ارتبط لم ينتقض إلا بالفعل، كالنكاح يرتبط بالقول وينحل بالقول، وهو الطلاق. وبالفعل وهو الرضاع"..
٨٧٨- ابن رشد : قال مالك في قول الله تعالى :﴿ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ﴾ قال : اللينة : فأمر العجوة١ من الثمار من الألوان. ٢
٨٧٩- ابن العربي : قال مالك : إنه النخل كله، إلا العجوة. ٣
وروى ابن القاسم : عن مالك : أنها نخل بني النضير، وبني قريظة.
٢ - البيان والتحصيل: ١٧/٣٥٢. زاد محمد بن رشد مدعما لرأي مالك: "ويشهد بصحة قول مالك ما روي عن ابن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقلع نخل بني النضير إلا العجوة. وذلك كانت قوتهم التي يعتمدون عليها، وهي التي جاء الحديث في فضيلتها، قول النبي عليه السلام: "العجوة من الجنة وتمرها يغدو ما لا يغدو غيره والله أعلم" رواه الترمذي في الطب، وابن ماجة في الطب.
ينظر: ٢/٥٤٧ من نفس المصدر..
٣ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٦٨-١٧٦٩. ينظر: الجامع: ١٨/٨..
٨٨٠- ابن العربي : روى ابن القاسم، وابن وهب عن مالك في قوله تعالى :﴿ فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ﴾هي النضير١، م يكن فيها خمس، ولم يوجف٢ عليها بخيل ولا ركاب، كانت صافية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها بين المهاجرين وثلاثة من الأنصار : أبي دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف٣، والحارث بن الصمة ٤.
٢ - يوجف: الجف: والجفة: ويضمان: جماعة الناس، أو العدد الكثير. وجاؤوا جفة واحدة: جملة وجميعا وجفوا أموالهم: جمعوها، وذهبوا بها. القاموس..
٣ - سهل بن حنيف: ابن وهب بن الحكيم بن ثعلبة بن مجرعة الأنصاري أبو ثابت المدني البدري شهد المشاهد، مات سنة ثمان وثلاثين بالكوفة وصلى عليه علي رضي الله عنهما وكبر عليه ستا. الخلاصة: ١٣٣..
٤ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٧٧١-١٧٧٢. ينظر: الناسخ والمنسوخ لابن العربي: ٢/ ٣٨٣، والجامع: ١٨/١١..
٨٨١- ابن العربي : ابن القاسم، وابن وهب عن مالك قال في قوله تعالى :﴿ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ﴾ هي قريضة، وكانت قريضة والخندق في يوم واحد. ١
٨٨٢- ابن العربي : روى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك : أن هذه الآية في بني النضير. ٢.
٨٨٣- الخازن : قال مالك بن أنس : من انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه غل عليهم فليس له حق في فيء المسلمين ثم تلا هذه الآية :﴿ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ﴾ [ الحشر : ٧ ] ٣.
٢ - الناسخ والمنسوخ لابن العربي: ٢/٣٨٣..
٣ - لباب التأويل: ٧/٦٥..
٨٨٤- الشاطبي : قال مالك : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، وأنصاره والذين من بعدهم يقولون :﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ﴾١. فمن عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه. ٢
٢ - الاعتصام: ٢/ ٩٧..
٨٨٥- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا وهو يذكر فضل المدينة على غيرها من الآفاق. فقال : إن المدينة تبوئت بالإيمان والهجرة، وإن غيرها من القرى افتتحت بالسيف ثم قرأ الآية :﴿ والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ﴾١ الآية. ٢
قوله تعالى :﴿ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ﴾ [ الحشر : ٩ ].
٨٨٦- ابن رشد : قال مالك، زعموا أن عبد الرحمن بن عوف٣، اتبعه رجل في الطواف أي حول البيت فرآه يكثر من قوله : اللهم قني شح٤ نفسي، فلما فرغ قال له الرجل : رأيتك تطوف فتقول : اللهم قني شح نفسي فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول :﴿ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ﴾. ٥.
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٧٥. ينظر: الجامع: ١٨/ ٢٣. قال القاضي عياض في الشفا: قال مالك: من انتقص أحدا من أصحاب النبي (فليس له في هذا الفيء حق. قد قسم الله الفيء في ثلاثة أصناف فقال: ﴿للفقراء المهاجرين﴾ [الحشر: ١٨]. ثم قال: ﴿والذين تبوؤوا الدار والإيمان من﴾ [الحشر: ٩] وهؤلاء الأنصار. ثم قال: ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ فمن تنقصهم فلا حق له في المسلمين: ٢/٣١٠..
٣ - عبد الرحمن بن عوف: بن عبد عوف بن عبد الحرث بن زهرة بن كلاب بن مرة الزهري أبو محمد المدني شهد بدرا. قال خليفة مات سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة ثلاث. ودفن بالبقيع. وزاد بعضهم وهو ابن خمس وسبعين سنة. الخلاصة: ١٩٧. ينظر التاريخ الصغير: ١/١١٤..
٤ - الشح: مثلثة: البخل، والحرص. القاموس..
٥ - البيان والتحصيل: ٤/٣٤.
وقال ابن رشد في المقدمات: "وأما الشح فهو على وجهين: شح بالواجبات، وشح بالمندوبات". فأما الشح بالواجبات فحرام، وأما الشح بالمندوبات فمكروه. فمن وقي الشح في الوجهتين فقد أفلح قال الله عز وجل: ﴿ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴾ وقوله في آدم: ﴿فشح فأكل منها﴾ معناه: فشح أن يأكل من ثمار الجنة التي أباح الله له الأكل منها فلم يأكل منها إبقاء عليها شحا بها وأكل من التي نهاه الله عنها. وبالله التوفيق" ٣/٤١٠..
٨٨٧- ابن العربي : قال مالك : هم التابعون بعد قرن الصحابة إلى يوم القيامة. ١
وروى سوار بن عبد الله٢ وأشهب عن مالك قالوا : قال مالك : من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا حق له في الفيء٣ قال الله تعالى :﴿ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ﴾.
قال القاضي عياض في الشفا: "قال مالك بن أنس: ومن أبغض الصحابة وسبهم فليس له في فيء المسلمين حق، ونزع بآية الحشر: ﴿والذين جاءوا من بعدهم﴾ الآية وقال: من غاض أصحاب محمد فهو كافر. قال الله تعالى: ﴿ليغيظ بهم الكفار﴾ [الفتح: ٢٩]. وزاد قائلا: "قال مالك من انتقض أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس له في هذا الفيء حق، قد قسم الله الفيء في ثلاثة أصناف فقال: ﴿للفقراء المهاجرين﴾ [الحشر: ٨] ثم قال: ﴿والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم﴾ [الحشر: ٩] وهؤلاء الأنصار ثم قال: ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾ [الحشر: ١٠] فمن تنقصهم فلا حق له في فيء المسلمين" ٢/٣١٠. وتنظر: سورة الفتح الآية ٢٩ من هذا التفسير. ينظر: ترتيب المدارك: ٢/ ٤٦، وروح المعاني: م١٠ ج٢٨/٥٥. وقال ابن كثير في تفسيره: ما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم ﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم﴾ ٤/ ٣٤٠ وينظر: ٨٠١ من تفسيره. وقال عبد الله بن دراز في تعقيبه بهامش الموافقات: "فجعل مالك قولهم: ﴿ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا﴾ شرطا لاستحقاقهم في الفيء لأن قوله: ﴿يقولون﴾ حال، فهو قيد في الاستحقاق من الفيء، وأي غل أعظم من غل من يسب الصحابة": ٣/٣٧٣.
وانظر نوازل البرزلي: ٦/ ٣٣٧..
٢ - سوار بن عبد الله: ابن سوار بن عبد الله بن قدامة التميمي العنبري أبو عبد الله القاضي ابن القاضي ابن القاضي البصري. قال ابن حبان في الثقات مات سنة خمس وأربعين ومائتين. الخلاصة: ١٣٤. ينظر: التاريخ الصغير: ٢/٣٨٣..
٣ - الفيء: ما رده الله تعالى على أهل دينه من أموال من خالفهم في الدين بلا قتال، إما بالجلاء أو المصالحة على جزية أو غيرها، والغنيمة أخص منه، والنفل أخص منها، والفيء ما ينسخ الشمس، وهو من الزوال إلى الغروب، كما أن الظل ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال. التعريفات: ٢/١٧٠. أنيس الفقهاء: ٧٣/١٨٣، والنهاية: ٣/ ٤٨٢.
.