ﰡ
١١٢٠- ﴿ يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ﴾ ثم قال :﴿ ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ﴾١.
وليس كل من يشاقق الله يخرب بيته، فتكون العلة منقوضة، ولا يمكن أن يقال إنه علة في حقهم خاصة، لأن هذا يعد تهافتا في الكلام، بل نقول تبين بآخر الكلام أن الحكم المعلل ليس هو نفس الخراب بل استحقاق الخراب، خرب أم لم يخرب، أو نقول ليس الخراب معلولا بهذه العلة لكونه خرابا، بل لكونه عذابا، وكل من شاق الله ورسوله فهو معذب، إما بخراب البيت أو غيره، فإن لم يتكلف مثل هذا كان الكلام منتقضا. ( المستصفى من علم الأصول : ٢/٣٣٧-٣٣٨ ).
١١٢١- ﴿ فاعتبروا يا أولي الأبصار ﴾ إذ معنى الاعتبار : العبور من الشيء إلى نظيره إذا شاركه في المعنى، كما قال ابن عباس : " هلا اعتبروا بالأصابع ؟ ' ( نفسه : ٢/٢٥٤ ).
١١٢٢- الفيء : هو كل مال فاء إلى المسلمين من الكفار بغير إجاف خيل وركاب كما إذا انجلوا عنه خوفا أو بذلوه لنكف عن قتالهم فهو مخمس، وكذا ما أخذ بغير تخويف كالجزية والخراج والعشر، ومال المرتد، ومال من مات ولا وارث له.
فخمس هذا المال مقسوم بخمسة( ح ) أسهم بحكم نص الكتاب.
السهم الأول : المضاف إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مصروف إلى مصالح المسلمين( و ) إذ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، والأنبياء لا يورثون، ومصالح المسلمين : سد الثغور وعمارة القناطر وأرزاق القضاة وأمثاله.
السهم الثاني : لذوي القربى، وهم أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كبني هاشم وبني عبد المطلب، دون غيرهم من بني عبد شمس وبني نوفل، ويشترك في استحقاقه الغني والفقير والصغير والكبير والرجل والمرأة والغائب والحاضر، بعد أن يكون انتساب لجهة الآباء، ولا يفضل أحد على أحد إلا بالذكورة فإنه يضعف به الحق كما في الميراث.
السهم الثالث : اليتامى : وهو كل طفل لا كافل له، وشرط كونه فقيرا على أظهر الوجهين لأن لفظ اليتيم ينبئ عنه.
السهم الرابع : للمساكين.
السهم الخامس : لأبناء السبيل.
وبيانها في تفريق الصدقات، والمستحقون بالحاجة تتفاوت حقوقهم بتفاوت الحاجة.
أما الأخماس الأربعة فقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، وبعده فيها ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها للمصالح كخمس الخمس، والثاني : يقسم كما يقسم الخمس، فيكون جملة الفيء مقسوما بخمسة أقسام كما دل ظاهر الكتاب عليه، والثالث : وهو الأظهر أنه للمرتزقة المقاتلين كأربعة أخماس الغنيمة. ( الوجيز : ٢/١٨٨-٢٨٩ ).
١١٢٣- ﴿ كي لا تكون دولة بين الأغنياء منكم ﴾ هذا صريح في التعليل. ( شفاء الغليل : ٢٤ ).
١١٢٤- ألزم الخلق تصديقه في جميع ما أخبر به عنه في أمر الدنيا والآخرة، وألزمهم إتباعه والإقتداء به، فقال :﴿ وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾ ( كتاب الأربعين في أصول الدين : ٢٠ ).
١١٢٥- وصف الله تعالى المحبين في الله فقال :﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ﴾ ووجود الحاجة هو الحسد. ( الإحياء : ٣/٢٠٤ ).
١١٢٦- ﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ﴾ أي لا تضيق صدورهم به ولا يغنمون فأثنى عليهم بعدم الحسد. ( نفسه : ٢/٢٠٢ ).
﴿ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ﴾( ١٣ ).
١١٢٧- أحال قلة خوفهم من الله واستعظامهم سطوة الخلق على قلة الفقه١. ( نفسه : ١/٤٤ ).
١١٢٨- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( كان راهب في بني إسرائيل فعمد الشيطان إلى جارية فخنقها، وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب، فاتوا بها إليه فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها، فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان فزين له مقاربتها ولم يزل به حتى واقعها فحملت منه، فوسوس إليه وقال : الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن سألوك قل ماتت، فقتلها ودفنها، فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها، فأتاه أهلها فسألوه عنها فقال : ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال : أنا الذي خنقتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها، فاطعني تنج وأخلصك منهم قال : بماذا ؟ قال : اسجد لي سجدتين، فسجد له سجدتين، فقال له الشيطان : إني بريء منك، فهو الذي قال الله تعالى فيه :﴿ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ﴾١. ( نفسه : ٣/٣٤ ).
١١٢٩- هذه إشارة إلى المحاسبة على ما مضى من الأعمال. ( الإحياء : ٤٢٨ ).
١١٣٠- تنبيها على تلازم الأمرين، وأن نسيان أحدهما مع نسيان الآخر. ( ميزان العمل : ٢٠٠ ).
١١٣١- ﴿ أولئك هم الفاسقون ﴾ أي الخارجون عن مقتضى طبعهم ومظنة استحقاقهم، يقال فسقت الرطبة عن كمامها إذا خرجت عن معدنها الفطري. ( الإحياء : ٣/٤٠٣ ).
١١٣٢- القدوس : هو المسلوب عنه كل ما يخطر بالبال ويدخل في الوهم.
السلام : هو المسلوب عنه كل عيب ونقص. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٥ ).