تفسير سورة الطور

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة الطور من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
سورة الطور
آياتها تسع وأربعون وفيها ركوعات

﴿ والطور ١ ﴾ وهو الجبل بالسريانية والمراد به طور سنين جبل بمدين سمع موسى فيها كلام الله تعالى.
﴿ وكتاب مسطور ٢ ﴾ السطر ترتيب الحروف المكتوب والمراد به مكتوب
﴿ في رق ﴾ الرق الجلد الذي يكتب استعير لما كتب فيه الكتاب ﴿ منشور ٣ ﴾ لأجل التلاوة صفة لرق والظرف متعلق وتقيد الكتاب بكونه مكتوبا في رق منشور يأبى كونه لوحا محفوظا فالمراد به إما القرآن أو جنس ما كتب فيه الشرائع وقال الكلبي هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة وموسى يسمع صرير القلم ومقتضى هذا القول مناسبته وعطفه على الطور وقيل المراد به دواوين الحفظة يخرج لهم يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
﴿ والبيت المعمور ٤ ﴾ هو بيت في السماء السابعة حيال الكعبة يقال له الصراح حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض روى مسلم عن أنس في حديث المعراج وقال عليه السلام ( في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف لا يعودون إليه )١ قال البغوي يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبدا عمارته كثرة غاشيته من الملائكة قال البيضاوي المراد به الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص
١ سورة هود الآية ٩٠}.
﴿ والسقف المرفوع ﴾ يعني السماء قال الله تعالى :﴿ وجعلنا السماء سقفا محفوظا ﴾
﴿ والبحر المسجور ٦ ﴾ في القاموس سجر التنور حمأة والنهر ملأه وقال محمد ابن إسحاق والضحاك يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور وهو قول ابن عباس وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة نارا فيزداد بها في نار جهنم وأخرج البيهقي عن ابن عمر لا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يركبن رجل بحرا إلا غازيا أو معتمرا أو حاجا فإن تحت البحر نارا أو تحت النار بحرا ) وعن يعلي ابن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البحر جهنم وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي من طريق سعيد ابن المسيب عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : قال ما رأيت يهوديا أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي البحر فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله تعالى :﴿ والبحر المسجور ٦ ﴾ قال : البحر يسجر فيصير نار جهنم وأخرج البيهقي في الشعب عن وهب قال إذا قامت القيامة أمر بالفلق فيكشف عن سقر وهي غطاءها فيخرج منه نار فإذا وصلت حاجز بين جهنم المطبق على شفير جهنم وهو البحر المسجور وهو حاجز بين جهنم والأرضين السبع فيدعها جمرة واحدة، وقال مجاهد والكلبي المسجور المملوء ويقال سجرت الإناء إذا ملأته وقال الحسن وقتادة وأبو العالية هو اليابس الذي قد ذهب ماءه وقال الربيع ابن أنس المختلط العذب بالملح وروى الضحاك عن النزال ابن سبرة عن علي أنه قال في البحر المسجور وهو بحر تحت العرش عمقه كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان يمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعون صباحا فينبتون في قبورهم وهذا قول مقاتل الله تعالى بهذه الأشياء وجواب القسم ﴿ إن عذاب ربك لواقع ٧ ﴾
﴿ إن عذاب ربك لواقع ٧ ﴾ بالكفار
﴿ ما له من دافع ٨ ﴾ يدفعه الجملة صفة لواقع قال جبير ابن مطعم قدمت المدينة لأكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أساري بدري فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه المغرب وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ والطور إلى قوله ﴿ إن عذاب ربك لواقع ٧ ما له من دافع ٨ ﴾ فكأنما صدع قلبي حين سمعته ولم أكن أسلم يومئذ قال فأسلمت خوفا من نزول العذاب وما كنت أظن إلا أن أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب
﴿ يوم تمور السماء مورا ٩ ﴾ أي تدور كدوران الرحى وتنكفأ بأهلها تكفأ السفينة، وقال قتادة تتحرك وقال عطاء الخرساني تختلف أجزاءها بعضها في بعض وقيل تضطرب وكطل ذلك جاء معاني مور في اللغة الذهاب المجيء والتردد والدوران والاضطراب كذا في القاموس وهذه الآية تدل على أن السماء غير متحرك كالأرض والجبال خلافا للفلاسفة والظرف متعلق لواقع
﴿ وتسير الجبال سيرا ١٠ ﴾ عطف على تمور يعني تسير عن وجه الأرض فتصير هباء
﴿ فويل يومئذ ﴾ أي إذا وقع ذلك الفاء للسببية فإن وقوع العذاب الغير المدفوع سبب للويل ﴿ للمكذبين ﴾
﴿ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ غافلين لاهين
﴿ يوم يدعون ﴾ بدل من يوم تمور إلى ﴿ نار جهنم دعا ﴾ أي دفعا بعنف وجفوة وذلك أن خزنة جهنم يغلون أيديهم إلى أعنقاهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعون إلى النار دفعا على وجوههم ويزعجون إزعاجا حتى إذا دنوا منها يقول لهم خزنتها ﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون ﴾ وجاز أن يكون يوم يدعون ظرفا ليقول مقدر هاهنا وهذه الجملة بتقدير لهم حال من المكذبين ﴿ أفسحر هذا ﴾ عطف على ﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون ﴾
﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا ﴾ والاستفهام للإنكار والتوبيخ والفاء للتعقيب والمعنى أي يتعقب مشاهدة النار كونها سحرا يعني كنتم تقولون للوحي وما يشهد من المعجزات هذا سحر وهذا مصداقه فلو كان ذلك سحرا فهذا أيضا سحر على زعمكم وتقديم الخبر لأنه المقصر بالإنكار والتوبيخ
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤:﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا ﴾ والاستفهام للإنكار والتوبيخ والفاء للتعقيب والمعنى أي يتعقب مشاهدة النار كونها سحرا يعني كنتم تقولون للوحي وما يشهد من المعجزات هذا سحر وهذا مصداقه فلو كان ذلك سحرا فهذا أيضا سحر على زعمكم وتقديم الخبر لأنه المقصر بالإنكار والتوبيخ

﴿ أم أنتم لا تبصرون ﴾ هذه النار كما كنتم لا تبصرون ما يدل عليه في الدنيا وتقولون إنما سكرت أبصارنا وهذا الكلام تهكم بهم
﴿ اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا ﴾ ﴿ سواء عليكم ﴾ سواء مصدر بمعنى الفاعل خبر مبتدأ محذوف الأمران مستويان عليكم والجملة تأكيد لما سبق ﴿ إنما تجزون ما كنتم تعملون ﴾ تعليل للاستواء فإنه لما كان جزاء الكفر واجب الوقوع بإيجاب الله تعالى ووعيده كان الصبر وعدمه سيان في عدم النفع.
﴿ إن المتقين في جنات ونعيم١٧ ﴾ وتنكيرهما للتعظيم يعني جنات عظيم ونعيم فخيم
﴿ فاكهين ناعمين متلذذين حال من الضمير في الظرف { بما آتاهم ربهم ﴾ إبهام ما أتاهم وإسناده إلى ربهم للتفخيم والتعظيم يعني ناعمين بشع وعظيم أو بالذي هو عظيم الشأن أنهم أكرم الأكرمين وأعظم العظماء ﴿ ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ﴾ عطف على أتاهم إن جعل ما مصدرية أو على جنات أو حال من فاعل أتى أو من مفعوله أو كليهما
﴿ كلوا واشربوا ﴾ بتقدير يقال لهم خبر بعد خبر لأن أوحال من المستكن في الظرف أو الحال ﴿ هنيئا ﴾ أي أكلا وشربا هنيئا أو طعاما وشرابا هنيئا والهنيء ما لا يلحق فيه مشقة ولا يعقبه خامة ﴿ بما كنتم تعملون ﴾ أي بسببه أو مقابلته ويل الباء زائدة وما فاعل لهنيا والمعنى هنيئكم ما كنتم تعملون أي جزاؤه وحينئذ هنيئا جملة معطوفة على كلوا مقولة قال المقدر
﴿ متكئين ﴾ حال من الظرف أي في جنات أو في فاكهين أو من الضمير في كلوا أو أشربوا على التنازع ﴿ على سرر ﴾ متعلق بمتكئين ﴿ مصفوفة ﴾ أي مصطفة ﴿ وزوجناهم ﴾ عطف على خبر إن أو على الماضي في معنى المستقبل ﴿ بحور عين ﴾ الباء للالصاق فإن التزويج معنى الوصل أو السببية يعني صيرناهم أزواجا بسببهن
﴿ والذين آمنوا ﴾ مبتدأ ﴿ واتبعهم ﴾ قرأ أبو عمرو أتبعناهم بقطع الألف وإسكان التاء والعين من الأفعال وضمير المتكلم مع الغير تعظيما والباقون بوصل الألف وفتح التاء والعين من الافتعال وتاء التأنيث الساكنة ﴿ ذريتهم ﴾ قرأ أبو عمرو وابن عامر ويعقوب ذرياتهم للمبالغة في كثرتهم فكسر أبو عمرو التاء منصوبا على أنه مفعول ثان لتبناهم وضم ابن عامر ويعقوب مرفوعا على الفاعلية وقرأ الباقون ذريتهم بالتوحيد مرفوعا على الفاعلية والذرية يقع على الواحد والكثير ﴿ بإيمان ﴾ حال من الضمير المنصوب أو من الذرية أو منهما وتنكيره للإشعار بأنه يكفي للإلحاق للمتابعة في أصل الإيمان بل يكفيه الإيمان الحكم كالإيمان الصغير والمجنون تبعا لغير الأبوين دينا ﴿ ألحقنا بهم ذريتهم ﴾ قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ذرياتهم بالجمع وكسر التاء والباقون بالتوحيد وفتح التاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يرفع ذرية المؤمنين في درجة وإن كانوا دونه في العمل ليقربهم عينه ثم قرأ هذه الآية ) رواه الحاكم والبيهقي في سننه والبزاز وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وعن علي رضي الله عنه قال سألت خديجة والنبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين لها ماتا في الجاهلية فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هما في النار فلما رأى الكراهة في وجهها قال لو رأيت مكانها لأبغضتهما ) قالت : يا رسول الله فولدي منك ؟ قال في الجنة ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمنين وأولادهم في الجنة وإن المشركين وأولادهم في النار ) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم ﴾ رواه عبد الله ابن أحمد في زوائد المسند وفيه مجهول وانقطاع.

فصل


هذا الحديث يدل على أن أطفال المشركين في النار والصحيح أنهم في الجنة وهذا الحديث ضعيف فيه مجهول وانقطاع وكذا ما روى أحمد عن عائشة أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين فقال :( إن شئت أسمعتك تصاعدهم في النار ) سنده ضعيف جدا، وقيل هذا الحديث منسوخ في حق أطفال المشركين لما روى ابن عبد البر بسند ضعيف عن عائشة قالت سألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال :﴿ هم من آبائهم ﴾ ثم سألت بعد ذلك فقال ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) ثم سألته بعدما استحكم الإسلام فنزلت ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ فقال :( هم على الفطرة ) أو قال ( في الجنة ) وما روى ابن أبي شيبة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سألت ربي اللاهين من ذريات البشر فأعطانيهم ) قال ابن عبد البر هم الأطفال لأن أعمالهم كاللهو واللعب من غير عقل ولا عزم، وأخرج ابن جرير عن سمرة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين فقال :﴿ خدم أهل الجنة ﴾ وأخرج مثله عن ابن مسعود موقوفا وكذا روى الطيالسي عن أنس مرفوعا معناه وقال بعض العلماء أطفال المشركين يمتحنون لأنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين فقال ( الله أعلم لما كانوا عاملين )١ متفق عليه من حديث أبي هريرة والله أعلم ( وما ألتناهم ) قرأ ابن كثير بكسر اللام من باب سمع يسمع والباقون بفتح اللام من ضرب يضرب وكلاهما لغتان في ألت يألت يعني ما نقصنا الآباء ﴿ من عملهم ﴾ من للتبغيض أي بعض ثواب أعمالهم ﴿ من شيء ﴾ من زائدة وشيء في محل النصب على أنه مفعول ثاني لألتناد من عملهم خال عنه قدم عليه لتنكره يعني لا ينقص ثواب الآباء بإعطاء الأبناء في إلحاقهم بهم والجملة معطوفة على ألحقنا ولما كان هاهنا مظنة سؤال السائل يسأل أن هذا شأن من آمن وأتبعه ذريته بإيمان فما شأن من كسب سيئة قال الله تعالى ﴿ كل امرئ بما كسب رهين ﴾ قال مقاتل كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن محبوس في النار لا يجاوز جزاء السيئة ممن كسب إلى غيره فلا يلحق بالكافر والفاسق ذريته من غير أن يعملوا
١ أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات (١٦٢.
﴿ وأمددناهم ﴾ عطف على زوجناهم يعني زدناهم يعني المتقين وقتا بعد وقت ﴿ بفاكهة ولحم مما يشتهون ﴾ من أنواع التنعم
﴿ يتنازعون ﴾ من النزع يعني الآخذ من يد الغير والتفاعل هاهنا بمعنى المجرد من عاقبة اللص وترافعنا إلى القاضي وجعلنا من المزيد فيه للدلالة منة الكثرة يعني ينزعون على أهل الجنة من يد الساقي ﴿ فيها ﴾ أي في الجنة ﴿ كأسا ﴾ الكأس الإناء بما فيها من الشراب ويسمى كل واحد منهما بانفراد كأسا يقال كأس حال، ويقال شربت كأسا والمراد هاهنا كأس مملوء من شراب ﴿ لا لغو ﴾ وهو الباطل قال قتادة وقال مقاتل ابن حبان لا فضول ﴿ فيها ﴾ وقال سعيد ابن المسيب لا رفث فيها، وقال ابن زيد لأسباب ولا تخاصم فيها وقال القتيبي لا يذهب عقولهم فيلغوا أو يرفثوا ﴿ ولا تأثيم ﴾ قال الزجاج وأبو عمروا لا لغو ولا تأثيم فيها إعمالا للا والباقون بالرفع فيهما الفاء لعمل لا لأجل لتكرير
﴿ ويطوف عليهم ﴾ لأجل خدمة ﴿ غلمان لهم ﴾ أي مماليك مخصوص بهم أخرج ابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم ) وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة عن أدنى أهل الجنة منزلة وليس فيها أدنى من يغدو ويروح عليه خمسة آلاف خادم ليس منهم خادم إلا ومعه ظرف ليس مع صاحبه ) ﴿ كأنهم لؤلؤ مكنون ﴾ مستور في الصدف شبهوا باللؤلؤ في بياضهم وصفائهم وحسنهم قال البغوي روى عن الحسن أنه تلا هذه الآية وقال قالوا يا رسول الله الخادم كاللؤلؤ فكيف المخدوم وعن قتادة أيضا ذكر لنا رجلا قال يا نبي الله صلى الله عليه وسلم هذا الخادم فكيف المخدوم ؟ قال ( فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة بدر على سائر الكواكب ) وأخرج عبد الرزاق وابن جرير في تفسيرهما من مرسل قتادة نحوه
﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ يعني يسأل بعضهم بعضا عن أحواله وأعماله في الدنيا قال ابن عباس يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا وأقبل صيغة ماض بمعنى المستقبل حال بتقدير قدمن الضمير المجرور في يطوف عليهم
﴿ قالوا ﴾ يعني يقولون جملة مستأنفة كأنها في جواب ماذا يقول المسؤولون ﴿ إنا كنا قبل ﴾ أي قبل هذا في الدنيا ﴿ في أهلنا مشفقين ﴾ أي خائفين من عذاب الله
﴿ فمن الله علينا ﴾ بالتوفيق والمغفرة والرحمة ﴿ ووقانا عذاب السموم ﴾ أي عذاب النار النافذة في المسام نفوذ السموم وقال الحسن السموم اسم من أسماء جهنم
﴿ إنا كنا من قبل ﴾ أي قبل ذلك في الدنيا ﴿ ندعوه ﴾ نعبده أي الله تعالى ونسأله الوقاية ﴿ إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ﴾ قرأ نافع والكسائي بفتح الهمزة يعني ندعوه بأنه والباقون بالكسر على الاستئناف ﴿ هو البر ﴾ أي المحسن وقال ابن عباس اللطيف وقال الضحاك الصادق فيما وعد ﴿ الرحيم ﴾ الكثير الرحمة.
﴿ فذكر ﴾الفاء للسببية فإن تحقيق الوعد والوعيد من الله تعالى باعث على التذكير والموعظة ﴿ فما أنت ﴾ الفاء للتعليل يعني ذكر الناس لأنك نبي من الله ولست ﴿ بنعمت ربك ﴾ أي متلبسا بنعمة ربك حال من الضمير المرفوع فإن قوله ما أنت بكاهن ولا مجنون. في معنى انتقى كونك كاهنا أو مجنونا والمراد بنعمة ربك النبوة والعقل السليم يعني نبوتك ودينك يتلقى الكهانة وعقلك السليم البالغ ينافي الجنون والآية نزلت في الذين اقتسموا أعقاب مكة يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكهانة والسحر والجنون والشعر أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن قريشا اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم أحبسوه في أوثاق ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء ما زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم فأنزل الله تعالى :﴿ أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ﴾
﴿ أم يقولون شاعر نتربص به ﴾ صفة شاعر أو خبر بعد خبر المبتدأ محذوف أي هو منتظر به ﴿ ريب المنون ﴾ أي ما يتعلق النفوس من حوادث الدهر أو حودث الموت يعني الحوادث التي تفضي إلى الموت قالت الكفار : إنه يموت ويهلك كما هلك من قبله من الشعراء ويتفرق أصحابه وإن أباه مات شابا ونحن نرجو أن يكون موته موت أبيه أو المنون مفعول من منه إذا قطعه يكون بمعنى الدهر وبمعنى الموت سميا بذلك لأنهما تقطعان الأجل
﴿ قل ﴾ يا محمد ﴿ تربصوا فإني معكم من المتربصين ﴾ حتى يأتي أمر الله فيكم فتعذبوا بالسيف يوم بدر
﴿ أم تأمرهم أحلامهم ﴾ أي عقولهم ﴿ بهذا ﴾ التناقض في القول فإن الكاهن يكون ذا فطانة ودقة نظر والمجنون مغطى عقله والشاعر ذا كلام موزون منتسق بليغ متخيل ولا يتأتي ذلك من المجنون وذلك أن عظماء قريش كانوا يصفون بأحلامهم فأزرى الله بعقولهم حتى قال إنهم لا يتميزون بين الفطان والمجنون ولا يعرفون الحق من الباطل ﴿ أم هم ﴾ يعني بل هم ﴿ قوم طاغون ﴾ مجاوزون الحد في العناد فإنهم إذا لا يجدون سبيلا إلى الإنكار في القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم بظهور الحجة وسطوع البرهان يقولون فيه قولا آخر مناقضا للأول
﴿ أم ﴾ أي بل '﴿ يقولون تقوله ﴾ أي القرآن تقوله محمد صلى الله عليه وسلم يعني اختلفة من تلقاء نفسه وليس من عند الله وليس الأمر كذلك ﴿ بل لا يؤمنون ﴾ بالقرآن عنادا أو استكبارا فيرمون بهذه المطاعن كذبا
﴿ فليأتوا بحديث مثله ﴾ أي مثل القرآن في البلاغة وأخبار الغيب ﴿ إن كانوا صادقين ﴾ فيما قالوا أنه كاهن أو مجنون أو شاعر تقوله إذ فيهم كثير من الكهنة والمجانين والشعراء فهو رد للأقوال الثلاثة المذكورة بالتحدي ويجوز أن يكون ردا لقول فقط سائر الأقوال ظاهر الفساد وهذا وذلك محال فإذا الحادث الذي لم يكن موجود قبل ذلك لا يتصور وجوده من غير موجد وقيل معناه أو خلقوا من أجل لا شيء من العبادة والمجازاة يعني خلقوا عبثا وتركوا سدى لا يؤمرون ولا ينهون كذا قال ابن كيسان والزجاج ﴿ أم هم الخالقون ﴾ لأنفسهم في ذلك في البطلان أظهر من أن يخلقوا من غير شيء وهذه الجملة يؤيد التأويل الأول لما قبلها وذلك عقبة بقوله
﴿ فليأتوا بحديث مثله ﴾ أي مثل القرآن في البلاغة وأخبار الغيب ﴿ إن كانوا صادقين ﴾ فيما قالوا أنه كاهن أو مجنون أو شاعر تقوله إذ فيهم كثير من الكهنة والمجانين والشعراء فهو رد للأقوال الثلاثة المذكورة بالتحدي ويجوز أن يكون ردا لقول فقط سائر الأقوال ظاهر الفساد وهذا وذلك محال فإذا الحادث الذي لم يكن موجود قبل ذلك لا يتصور وجوده من غير موجد وقيل معناه أو خلقوا من أجل لا شيء من العبادة والمجازاة يعني خلقوا عبثا وتركوا سدى لا يؤمرون ولا ينهون كذا قال ابن كيسان والزجاج ﴿ أم هم الخالقون ﴾ لأنفسهم في ذلك في البطلان أظهر من أن يخلقوا من غير شيء وهذه الجملة يؤيد التأويل الأول لما قبلها وذلك عقبه بقوله ﴿ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ﴾
﴿ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ﴾ بما يجب به الإقامة ويد عليه البرهان من الله خلقهم وخلق السموات والأرض ولو أيقن به لما أعرضوا من عباداتهم
﴿ أم عندهم خزائن ربك ﴾ أي خزائن رزقه فيرزقه النبوة من يشاء أو خزائن علمه فيعلمون من هو أحق بالنبوة من غيره وبقضية الحكمة ﴿ أم هم المصيطرون ﴾ المسلطون القاهرون على الأشياء يجعلونها على حسد مشيئتهم ولا يكون تحت أمر ونهي، قرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين وحمزة بخلاف عن خلاء بين الصادق والزاء والباقون بالصاد خالصة
﴿ أم لهم سلم ﴾ مرتقى إلى السماء ﴿ يستمعون ﴾ صاعدين ﴿ فيه ﴾ أي كلام الملائكة وما يوحي إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن أو يعملوا ما هو حق من الله تعالى فيستمسكون به ولا يتبعوا بمحمد وصلى الله عليه وسلم فإن أدعوا ذلك ﴿ فليأت مستمعهم بسلطان مبين ﴾ أي بحجة واضحة يصدق استماعه
﴿ أم له البنات ﴾ أي لله تعالى بنات كما يقولون الملائكة بنات الله ﴿ ولكم ﴾ أيها الناس ﴿ البنون ﴾ فيه تسفيه لهم وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء فضلا ممن يرتقي بروحه إلى عالم الملكوت فيطلع على الغيب
﴿ أم تسألهم أجرا ﴾ على تبليغ الرسالة ﴿ فهم من مغرم ﴾ أي من التزام غرم ﴿ مثقلون ﴾ فلذلك لا يتبعونك مع ظهور الداعي إلى الإتباع
﴿ أم عندهم الغيب ﴾ قال ابن عباس المراد منه اللوح المحفوظ المثبت فيه المغيبات ﴿ فهم يكتبون ﴾ منه وقيل معناه عندهم علم ما غاب عنهم حتى علموا أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من البعث وأمر القيامة والثواب والعقاب مع كونه ممكنا في نفسه واجبا ثبوته بالبرهان باطل غير واقع وقال قتادة هذا جواب لقولهم نتربص به ريب المنون يعني أعندهم علم الغيب بأن محمد صلى الله عليه وسلم يموت قبلهم ولا يبقى له أثر ومعنى قوله فهم يكتبون أي يحكمون والكتاب الحكم كذا وقتال القعبني
﴿ أم يريدون كيدا ﴾ بك ليهلكوك وهو كيدهم في دار الندوة قال الله تعالى :﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾١ ﴿ فالذين كفروا هم الماكدون ﴾ يعني يحيق بهم الكيد أو يعود إليهم وبال كيدهم وجزاؤه وهو قتلهم يوم بدر وعذابهم بالنار في الآخرة وضع الموصول موضع الضمير للتسجيل على كفرهم والدلالة على أنه الموجب للحكم المذكور
١ ورة الأنفال الآية ٣٠.
﴿ أم لهم إلاه غير الله ﴾ يمنعهم من عذاب الله وينصرهم ويرزقهم ﴿ سبحان الله عما يشركون ﴾ عن إشراكهم أو عن شركة يشركون قال الخليل ما في هذه السورة من أم كله استفهام يعني الإنكار وليس بعطف.
﴿ وإن يروا كسفا ﴾ أي قطعة ﴿ من السماء ساقطا ﴾ هذا جواب لقولهم فأسقط علينا كسفا من السماء ﴿ يقولوا ﴾ هذا ﴿ سحاب مركوم ﴾ تراكم بعضها على بعض كما أن عادا لما رأوا عارضا مستقبل قالوا هذا عارض ممطرنا يعني لو عذبناهم بإسقاط بعض من السماء عليهم لم ينتهوا عن كفرهم حتى يهلكوا لكن الحكمة لا تقتضي استئصالهم
﴿ فذرهم ﴾ ولا تسأل نزول العذاب عليهم ﴿ حتى يلاقوا يومهم ﴾ أي يوم عذابهم ﴿ الذي فيه يصعقون ﴾ قرأ عاصم وابن عامر بضم الياء على البناء للفاعل للمفعول أي يوم يهلكهم الله تعالى من أصعق والباقون بفتح الياء على البناء للفاعل من صعق يصعق أي يوم يموتون قال البيضاوي هو عند النفخة الأولى قلت هذا ليس بشيء فإنه جعل غاية لقوله ذرهم إذا لا يتصور إلا أن يراد يوم يموتون
﴿ يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ﴾ إغناء ﴿ ولا هم ينصرون ﴾ يمنعون من عذاب الله يوم لا يغني بدل من يومهم
﴿ وإن للذين ظلموا ﴾ يحتمل العموم والخصوص ﴿ عذابا ﴾ في الدنيا ﴿ دون ذلك ﴾ أي قبل ذلك اليوم يوم موتهم قال ابن عباس يعني القتل يوم بدر وقال مجاهد الجوع والقحط سبع سنين وقال البراء ابن عازب يعني عذاب القبر، قلت : هذا على تقدير أن يراد بيومهم الذي فيه يصعقون يوم نفخة الصعق ﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ ذلك
﴿ واصبر لحكم ربك ﴾ بإمهالهم وإبقائك في عنائهم وقيل معناه واصبر إلى أن يقع بهم العذاب الذي حكمنا عليهم ﴿ فإنك بأعيننا ﴾ قال الزجاج : يعني أنك بحيث نراك ونحفظك فلا يصلون إليك بمكروه والحاصل أنك بحفظنا وجمع العين لجمع الضمير وجمع الضمير للتعظيم أو يقال جمع العين للمبالغة والدلالة على كثرة أسباب الحفظ ﴿ وسبح بحمد ربك ﴾ عطف على واصبر ﴿ حين تقوم ﴾ قال سعيد ابن جبير وعطاء أي قل حين تقوم من مجلسك سبحانك اللهم وبحمدك فإن كان المجلس خيرا لازددت خيرا وإن كان غير ذلك كان كفارة له، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلاه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كان كفارة لما بينهم )١ رواه البغوي ورواه الترمذي والبيهقي في الدعوات الكبيرة ﴿ إلا غفر له ما كان في مجلسه ﴾ وعن رافع ابن خديج قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخر عمره إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال :﴿ سبحان الله وبحمدك أشهد أن لا إلاه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوء قال قلنا يا رسول الله إن هذه كلمات أحدثتهن قال أجل جاءني جبرائيل فقال يا محمد هن كفارات المجلس ﴾ رواه النسائي واللفظ له وصححه الحاكم وأخرجه الطبراني في المعاجم الثلاثة مختصرا بسند جيد وعن عبد الله ابن عمرو ابن العاص أنه قال :﴿ كلمات لا يتكلم بها أحد في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهن كما يختم بالخاتم على الصحيفة سبحانك اللهم وبحمدك لا إلاه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ﴾ ٢ رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :﴿ ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كانت عليهم ترة إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ﴾ ٣ رواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن أبي الدنيا والبيهقي وفي رواية أبي داود ﴿ ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليهم من الله ترة ومن اضطجع مضطجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة وما مشى أحد يمشي لا يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة ﴾ وقال ابن عباس معنى الآية صل الله حين تقوم من منامك وقال الضحاك والربيع ﴿ إذا قمت إلى الصلاة فقل سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إلاه غيرك ﴾٤ رواه أبو داود والترمذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد وقال الترمذي هذا الحديث لا نعرفه إلا من حارثة وقد تكلم فيه من قبل حفظه وقال الكلبي المراد
بالآية الذكر باللسان حين تقوم من الفراش إلى أن تدخل في الصلاة عن عاصم ابن حميد سألت عائشة بأي شيء يفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ؟ قالت كان إذا قام كبر الله عشرا وحمد الله عشرا وسبح الله عشرا واستغفر عشرا وقال :( اللهم أغفر لي واهدني وارزقني وعافني ) ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة رواه البغوي ورواه أبو داود عن شريق الهذلي عن عائشة بلفظ كان إذا ذهب من الليل كبر عشرا وحمد الله عشرا وقال سبحان الله وبحمده عشرا وقال سبحان الملك القدوس عشرا واستغفر عشرا وهلل عشرا ثم قال اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرا } ٥
١ أخرجه الترمذي في كتاب: الدعوات باب: ما يقول إذا قام من المجلس (٣٤٣٣}.
٢ خرجه أبو داود في كنتاب الأدب باب: في كفارة المجلس (٤٨٤٩.
٣ أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب: في القوم يجلسون ولا يذكرون الله (٣٣٨٠} وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب: ما يقول عند النوم (٥٠٥١.
٤ أخرجه الترمذي في كتاب: الصلاة باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة (٢٤٠} وأخرجه الترمذي في كتاب: الصلاة باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (٧٧٣} وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب: افتتاح الصلاة (٨٠٤.
٥ خرجه أبو داود في كتاب: الصلاة باب: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (٧٦٥}.
﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي صل له قال مقاتل يعني صلاة المغرب والعشاء قلت والظاهر أنه صلاة التهجد خص صلاة الليل بالذكر لأن العبادة في الليل أشق على النفس وأبعد عن الرياء ولذلك قدم الظرف على الفعل ﴿ وإدبار النجوم ﴾ يعني إذا أدبرت النجوم وغابت بطلوع الصبح وقال الضحاك المراد به صلاة الفجر، وقال أكثر المفسرين المراد به ركعتان قبل صلاة الفجر عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ﴾ ١ رواه المسلم وعنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر٢ متفق عليه وعن جبير ابن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور رواه البغوي.
١ خرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب ركعتي الفجر والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما (٧٢٥}.
٢ أخرجه البخاري في كتاب: التهجد باب: تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعا (١١٦٩} وأخرجه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها باب: استحباب ركعتي الفجر (٧٢٤.
Icon