ﰡ
﴿ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ﴾، ﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾ [ الإسراء : ٤٤ ].
٢ قد أجمع المفسرون على أن هؤلاء المذكورين في الآية هم بنو النضير ولم يخالف في ذلك إلا الحسن البصري فقال: هم بنو قريضة وهو غلط فإن بني قريظة ما حشروا بل قتلوا بحكم سعد بن معاذ أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كانت غزوة بني النضير وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكان منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء على أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال إلا الحلقة يعني السلاح فأنزل الله فيهم ﴿سبح لله ما في السماوات﴾ إلى آخر القصة/١٢ الدر المنثور..
٣ رواه ابن جرير وغيره/١٢ وجيز..
٤ والمشهور أن أرض الشام محشر الخلق يجمع الخلق فيها إلى أرض محشر القيامة وقد صرح بذلك ابن عباس- رضي الله عنه- وجم غفير من عظماء السلف/١٢ وجيز..
٥ الذي هو من باب تقديم الخبر على المبتدأ حيث لم يقل أن حصونهم تمنعهم دلالة على فرط وثوقهم بحصونهم فكأنه لا حصن أمنع من حصونهم/١٢..
لهان على سراة بني لؤي | حريق بالبويرة مستطير |
٢ أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ومما لم يوجف عليه المسلمين بخيل ولا ركاب وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله/١٢ فتح..
٢ عن أبي رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه". أخرجه أبوا داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن/١٢ فتح. [وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع"].
٢ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما/١٢ فتح.
٣ قال شيخ الإسلام أبو العباس في بعض فتاواه: وقول القائل: إن الضحك خفة روح ليس بصحيح وأن ذلك قد يقارنه ثم قول القائل خفة الروح إن أراد به وصفا مذموما فهذا يكون لما لا ينبغي أن يضحك منه وإلا فالضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال وإذا قدر حيان أحدهما يضحك مما يضحك منه والآخر لا يضحك قط كان الأول أكمل من الثاني ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ينظر إليكم أذلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب فقال له أبو رزين العقيلي: يا رسول الله أو يضحك الرب؟! قال:"نعم" قال لن نعدم من رب يضحك خيرا، فجعل الأعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلا على إحسانه وإنعامه، فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود وأنه من صفات الكمال، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذموم بذلك، وقد قيل في اليوم الشديد العذاب: إنه يوما [كذا بالأصل] عبوسا قمطريرا. وقد روى أن الملائكة قالت لآدم: حياك الله وبياك، أي: أضحكك، والإنسان حيوان ناطق ضاحك وما تميز به الإنسان عن البهيمة صفة كمال فكما أن النطق صفة كمال فكذلك الضحك صفة كمال فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، ومن يضحك أكمل ممن لا يضحك وإذا كان الضحك فينا مستلزم لشيء من النقص، فالله تعالى منزه عن ذلك، وذلك النقص مختص لا عام فليس حقيقة الضحك مطلقا مقرونة بالنقص كما أن ذواتنا وصفاتنا مقرونة بالنقص ووجودنا مقرون بالنقص، ولا يلزم أن لا يكون الرب موجودا وأن لا يكون له ذات ومن هنا زلت القرامطة الغلاة كصاحب الأقاليد وأمثاله فأرادوا أن ينفوا عنه كل ما يعلم بالقلب أو ينطق به اللسان من نفي وإثبات فقالوا: لا نقول موجود ولا لا موجود ولا موصوف ولا لا موصوف مما في ذلك على زعمهم من التشبيه؛ وهذا يستلزم أن يكون ممتنعا وهو مقتض للتشبيه بالممتنع والتشبيه للممتنع عن الله أن يشارك المخلوقات في شيء من خصائصها، أو أن يكون مماثلا لها في شيء من صفاته كالحياة والعلم والقدرة فإنه وإن وصف به فلا تماثل صفة الخالق صفة المخلوق كالحدث والموت والفناء والإمكان/١٢..
٢ واسمه برصيصا قصته مشهورة ذكرها البغوي وأوردها السيوطي في الدر المنثور عن علي وابن مسعود وابن عباس وقولهم: عن أبي أمامة مرفوعا وعزاه إلى البيهقي/١٢ كمالين..
٢ فيه وجوه أحدهما أنه فعال من جبر إذا أغنى الفقير وأصلح الكسير. قال الأزهري وهو جابر كل كسير وفقير، وهو جابر دينه الذي ارتضاه. قال العجاج:
قد جبر الدين الإله فجبر ***...
والثاني أن يكون الجبار من جبره على، إذا أكرهه على ما أراده. قال السدي: إنه الذي يقهر الناس ويجبرهم على ما أراده. الثالث: قال ابن الأنباري: الجبار في صفة الله الذي لا ينال الرابع قال ابن عباس: الجبار هو الملك العظيم هذا ما في الكبير. وقال الحافظ العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله في النونية.
وكذاك الجبار من أوصافه *** والجبر في أوصافه قسمان:
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا *** ذا كسرة فالجبر منه دان
والثاني: جبر القهر بالعز الذي *** لا ينبغي لسواه من إنسان
وله مسمى ثالث وهو العلو *** فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة *** العليا التي فاقت لكل بنان.
٣ واعلم أن المتكبر في حق الخلق اسم ذم لأن المتكبر هو الذي يظهر من نفسه الكبر وذلك نقص في حق الخلق لأنه ليس له كبر ولا علو بل ليس معه إلا الحقارة والذلة والمسكنة، فإذا أظهر العلو كان كاذبا فكان ذلك مذموما في حقه أما الحق سبحانه فله جميع أنواع العلو والكبرياء فإذا أظهره فقد أرشد العباد إلى تعريف جلاله وعلوه؛ فكان ذلك في غاية المدح في حقه سبحانه، ولهذا السبب لما ذكر هذا الاسم قال:﴿سبحان الله عما يشركون﴾. كأنه قيل: إن المخلوقين قد يتكبرون ويدعون مشاركة الله في هذا الوصف لكن الله سبحانه منزه عن التكبر الذي هو حاصل الخلق/١٢ كبير..