تفسير سورة الأنعام

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة الأنعام من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ
فضلها : عن جابر وابن عباس و أنس و ابن مسعود و غيرهم : لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق.
واللفظ لجابر ( أنظر موسوعة فضائل سور و آيات القرآن ١/٢٥٥/٢٥٧ ).

قوله تعالى :( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : أما قوله :( الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ) فإنه خلق السموات قبل الأرض، و الظلمة قبل النور، و الجنة قبل النار.
قوله تعالى( ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد :( يعدلون )، قال : يشركون.
قوله تعالى :( هو الذي خلقكم من طين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله( هو الذي خلقكم من طين )، بدء الخلق، خلق الله آدم من طين.
قوله تعالى( ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ثم قضى أجلا و أجل مسمى عنده )، يعني أجل الموت، " والأجل المسمى "، أجل الساعة و الوقوف عند الله.
قوله تعالى ( ثم أنتم تمترون )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن الربيع بن أنس في قول الله :( ثم أنتم تمترون ) يعني : الشك و الريبة في أمر الساعة.
قوله تعالى :( يعلم سركم )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله ( يعلم سركم ) قال : السر ما أسر ابن آدم في نفسه.
قوله تعالى :( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )‏إلى قوله (... أنباء ما كانوا به يستهزئون )
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )يقول : ما تأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه.
قوله تعالى :( أنباء ما كانوا به يستهزءون ) يقول : سيأتيهم يوم القيامة أنباء ما استهزءوا به من كتاب الله عز وجل.
قوله تعالى :( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن )أنظر سورة الإسراء آية( ١٨ )
‏قوله تعالى ( مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله ( ‏مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم )، يقول : أعطيناهم ما لم نعطكم.
قوله تعالى ( ‏مدرارا )
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ( مدرارا )يتبع بعضها بعضا.
قوله تعالى :( ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين ‏كفروا إن هذا إلا سحر مبين )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين )، ذكر في هذه الآية الكريمة أن الكفار لو نزل الله عليهم كتابا مكتوبا في قرطاس، أ‏ي صحيفة إجابة لما اقترحوه، كما قال تعالى عنهم ( ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه )الآية، فعاينوا ذلك الكتاب المنزل، ولمسته أيديهم لعاندوا، وادعوا أن ذلك من أجل أنه سحرهم، وهذا العناد واللجاج العظيم والمكابرة الذي هو شأن الكفار بينه تعالى في آيات كثيرة كقوله ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ).
‏أخرج عبد ا‏لرزاق بسنده الصحيح عن قتادة :( ‏كتابا في قرطاس )في صحيفة.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره :( كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم ) قال : فمسوه ونظروا إليه، لم يصدقوا به.
قوله تعالى :( ‏وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون )
‏قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا ماذا يريدون بإنزال الملك المقترح، ولكنه بين في موضع آخر أنهم يريدون بإنزال الملك أن يكون نذيرا آخر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله :( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) الآية
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ‏ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون ) ‏يعني أنه لو نزل عليهم الملائكة وهم على ما هم من الكفر والمعاصي، لجاءهم من الله العذاب من غير إهمال ولا إنظار، لأنه حكم بأن الملائكة لا تنزل عليهم إلا بذلك، ‏كما بينه تعالى بقوله :( ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا ‏منظرين ). وقوله و يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ) الآية.
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( ‏ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون )، يقول : و لو أنهم أنزلنا إليهم ملكا، ثم لم يؤمنوا، لم ينظروا. أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره :( لولا أنزل عليه ملك ) في صورته ( ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ) لقامت الساعة.
قوله تعالى :( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) ‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) يقول في صورة آدمي
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وللبسنا عليهم ما يلبسون )، يقول : لشبهنا عليهم.
قوله تعالى :( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون )
‏قال الشيخ الشنقيطي : ذكر الله تعالى في الآية الكريمة أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وأنهم حاق بهم العذاب بسبب ذلك، و لم يفصل هنا كيفية استهزائهم، ولا كيفية العذاب الذي أهلكوا به، ولكنه فصل كثيرا من ذلك في مواضع أخر متعددة في ذكر نوح وقومه وهود وقومه، وصالح وقومه، ولوط وقومه، وشعيب وقومه، إلى غير ذلك. فمن استهزائهم بنوح قولهم له :" بعد أن كنت نبيا صرت نجارا "
وقد قال الله تعالى عن نوح :( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )، وذكر ما حاق ‏بهم بقوله :( فأخذهم الطوفان، وهم ظالمون ) وأمثالها من الآيات. ومن استهزائهم بهود ما ذكره الله عنهم من قولهم ( إن نقول إلا اعتراك بعض آ‏لهتنا بسوء )، ... ومن استهزائهم
بصالح، قولهم فيما ذكر الله عنهم ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين... )ومن استهزائهم بلوط قولهم فيما حكى الله عنهم :( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم )الآية... ومن استهزائهم بشعيب قولهم فيما حكى الله عنهم :( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز )
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله ( فحاق ‏بالذين سخروا منهم )من الرسل. قوله ( ما كانوا به يستهزءون )يقول : وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به.
قوله تعالى :( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )، دمر الله عليهم وأهلكهم، ثم صيرهم إلى النار.
قوله تعالى :( كتب على نفسه الرحمة )
قال البخاري : حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم :" لما خلق الله الخلق كتب في كتابه -وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش - : إن رحمتي تغلب غضي ".
( الصحيح ١٣/٣٩٥ح٧٤٠٤-ك التوحد، ب قوله تعالى ( ويحذركم الله نفسه )، و أخرجه مسلم ( الصحيح٤/٢١٠٧-٢١٠٨-ك التوبة، ب في سعة رحمة الله تعالى... )
وانظر تفسير سورة الفاتحة قوله تعالى ( الرحمن الرحيم وانظر حديث مسلم عن أبي هريرة في آخر هذه السورة آية ( ١٦٥ )
قوله تعالى ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه )
انظر الآية ( ٦ )من سورة المطففين. وانظر سورة البقرة آية ( ٢ )
قوله تعالى :( وله ما سكن في الليل والنهار )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وله ما سكن في الليل والنهار )يقول : ما استقر في الليل والنهار.
قوله تعالى :( قل أغير الله أتخذ وليا )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله :( قل أغير الله أتخذ وليا ) أما الولى فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية.
قوله تعالى ( فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم )
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ( فاطر السموات والأرض )خالق السماوات والأرض.
قال الشنقيطي : قوله تعالى ( وهو يطعم ولا يطعم )يعني أنه تعالى هو الذي يرزق الخلائق، وهو الغني المطلق فليس بمحتاج إلى رزق.
وقد بين تعالى هذا بقوله :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ).
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وهو يطعم ولا يطعم )قال : يرزق و لا يرزق. ‏
قوله تعالى ( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم )
قال الشنقيطي : قوله تعالى ( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم )ا‏لآية يعني أول من أسلم من هذه الأمة التي أرسلت إليها، وليس المراد أول من أسلم من جميع الناس كما بينه تعالى بآيات كثيرة تدل على وجود قبل وجوده صلى الله عليه وسلم ووجود أمته كقوله عن إبراهيم ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين )‏وقوله عن يوسف :( ‏توفني مسلما وألحقني بالصالحين ).
قوله تعالى :( ‏من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه )
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ( ‏من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه ) قال : من يصرف عنه العذاب.
قوله تعالى :( ‏وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ‏وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير )‏أشار تعالى بقوله هنا فهو على كل شيء قدير بعد قوله :( ‏وإن يمسسك بخير )إلى أن فضله وعطاءه الجزيل لا يقدر أحد على رده عمن أراده له تعالى كما صرح بذلك في قوله ( ‏وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء )‏الآية
قوله تعالى :( ‏الحكيم )
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن أبي العالية ( الحكيم )قال : الحكيم في أمره.
قوله تعالى :( قل أي شيء أكبر شهادة )
‏أخرج ابن آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره ( قل أي شيء أكبر شهادة ) قال : أمر محمد أن يسأل قريشا ثم أمر أن يخبرهم فيقول :( الله شهيد بيني وبينكم )
‏قوله تعالى ( وأوحي إلي هذا القران لأنذركم به ومن بلغ )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به )يعني أهل مكة ( ومن بلغ ) يعني : ومن أبلغه هذا القران فهو له نذير
‏قال الشنقيطي : قوله تعالى ( وأوحي إلي هذا القران لأنذركم به ومن بلغ )صرح في هذه الآية الكريمة بأنه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنا من كان، ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار وهو كذلك. أما عموم إنذاره لكل من بلغه فقد دلت عليه آيات أخر أيضا كقوله :( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )وقوله ( وما أرسلناك إلا كافة للناس )
وقوله ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ). وأما دخول من لم يؤمن به النار فقد صرح به تعالى في قوله ( ومن يكفر ) به من الأحزاب فالنار موعده )
قوله تعالى :( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ( الذين آتينهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )النصارى واليهود، يعرفون رسول الله في كتابهم، كما يعرفون أبناءهم
‏وانظر سورة البقرة آية رقم ( ١٤٦ ).
قوله تعالى :( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون )
‏انظر سورة البقرة آية ( ١٤٠ ) وفيها بيان بعض أنواع الافتراء، وانظر عن بعض افتراءات أخرى في الآيات التالية رقم ( ٢٣و٢٤ ).
قوله تعالى :( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )يقول : اعتذارهم بالباطل والكذب.
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( والله ربنا ما كنا مشركين ) ثم قال ( ولا يكتمون الله حديثا ). ( سورة النساء ٤٢‏ )بجوارحهم.
قوله تعالى :( انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون )
وهي مبينة للآية رقم ( ٢١‏ )في السورة نفسها.
قوله تعالى :( ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا )
‏أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد( ومنهم من يستمع إليك ) يعني قريشا.
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) قال يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا، كمثل البهيمة التي تسمع النداء ولا تدري ما يقال لها.
‏وانظر سورة فصلت ‏آية ( ٥‏ )، وسورة الإسراء آية ( ٤٦ )‏
قوله تعالى ( إن هذا إلا أساطير الأولين )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( إن هذا إلا أساطير الأولين )إن هذا إلا أحاديث الأولين.
قوله تعالى :( وهم ينهون عنه وينأون عنه )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وهم ينهون عنه وينأون عنه )يعني ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به( وينأون عنه )يعني يتباعدون عنه.
قوله تعالى :( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب ‏بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )
بيانها وجوابه تعالى على طلب الكفار في الآية التالية مباشرة.
قوله تعالى :( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل )
‏أخرج عبد الرزاق بسنده ‏الصحيح عن قتادة في قوله :( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) قال : من أعمالهم.
‏قوله تعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )
قال الشنقيطي : هذه الآية الكريمة تدل على أن الله جل وعلا الذي أحاط علمه بكل موجود ومعدوم، يعلم المعدوم الذي يسبق في الأزل أنه لا يكون لو وجد كيف يكون، لأنه يعلم أن رد الكفار يوم القيامة إلى الدنيا مرة أخرى لا يكون، ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون، كما صرح به بقوله ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )وهذا المعنى جاء مصرحا به في آيات أخر. فمن ذلك أنه تعالى سبق في عمله أن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لا يخرجون إليها معه صلى الله عليه وسلم، والله ثبطهم عنها لحكمة. كما صرح به فيقول ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم )الآية. وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون. كما صرح به تعالى في قوله ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) الآية. ومن الآيات الدالة على المعنى المذكور قوله تعالى ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون )إلى غير ذلك من الآيات.
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس، قال : فأخبر الله سبحانه ‏أنهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى، وقال :( لوردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم ‏لكاذبون ).
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا )‏يقول : ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم، لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء.
قوله تعالى :( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن مبعوثين )
انظر سورة الإسراء آية ( ٤٩و٥٠ ) وتفسيرهما.
قوله تعالى :( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى ‏وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )انظر سورة الأحقاف آية ( ٣٤ ). ‏
قوله تعالى :( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة... )
‏قال البخاري : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، ‏فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويناه. ولتقومن الساعة وقد انصرف ألرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه. ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها ".
( الصحيح ١١/٣٦٠ح٦٥٦٠-ك الرقاق، ب ٤٠ )، و أخرجه مسلم من طريق ابن عيينة عن ابن الزناد به( الصحيح٤/٢٢٧٠ح٢٩٥٤-ك الفتن وأشراط الساعة، ب قرب الساعة ).
‏قوله تعالى (... قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )
‏قال الطبري : حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ‏قال : حدثنا يزيد بن مهران ‏قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ‏عن الأعمش، عن أبي صاح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :( يا حسرتنا )، قال :" يرى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون : يا حسرتنا ".
‏( التفسير١١/ ٣٢٦ ‏ح١٣١٨٦ )، وأخرجه أيضا ابن أبي حاتم في تفسيره( سورة الأنعام ح ٦٠‏١ )من طريق يزيد بن مهران، والخطيب في تاريخ بغداد( ٣/٣٨٩‏ )من طريق داود بن مهران الدباغ كلاهما عن أبي بكر بن عياش به، وصحح إسناده السيوطي( الدر المنثور ٣/٩ )‏
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : قوله ( يا حسرتنا على ما فرطنا فيها )أما ( يا حسرتنا ). ‏فندامتنا، ( على ما فرطنا فيها )، ‏فضيعنا من عمل الجنة.
‏قوله تعالى ( ‏ألا ساء ما يزرون )
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ( ألا ساء ما يزرون ) قال : ساء ما يعملون.
قوله تعالى :( وللدار الآخرة خير )
‏أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ( وللدار الآخرة خير ) باقية
قوله تعالى :( ‏قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون )‏الآية
‏قال الشنقيطي : صرح تعالى في هذه الآية الكريمة، بأنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه صلى الله عليه وسلم، وقد نهاه عن هذا ‏الحزن المفرط في مواضع أخر كقوله ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )الآية، وقوله ( فلا تأس على القوم الكافرين )وقوله ( فلعلك باخع نفسك على أثارهم أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )‏وقوله ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )الباخع : هو المهلك نفسه.
‏قوله تعالى ( ‏فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ( ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ) قال : يعلمون أنك رسول الله ويجحدون.
قوله تعالى :( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( ‏ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا ‏على ما كذبوا )، يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم كما تسمعون، ويخبره أن الرسل قد كذبت قبله، فصبروا ‏على ما كذبوا، حتى حكم الله وهو خير الحاكمين.
قوله تعالى :( وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما‏ في السماء )، و( النفق ) السرب، فتذهب فيه، ( فتأتيهم بآية )، أو تجعل لك سلما في السماء، فتصعد عليه، فتأتيهم بآية أفضل مما أتيناهم به، فافعل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول الله سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
قوله تعالى :﴿ إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ﴾الآية
‏قال الشنقيطي : قال جمهور علماء التفسير : المراد بالموتى في هذه الآية : الكفار، وتدل على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى﴿ أومن كان ميتا فأحييناه ﴾الآية، وقوله ﴿ وما يستوي الأحياء ولا الأموات ﴾ وقوله ﴿ وما أنت بمسمع من في القبور ﴾إلى غير ذلك من الآيات.
‏أخرج آدم بن أبي إياس : بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ إنما يستجيب الذين يسمعون ﴾ المؤمنون للذكر ( والموتى )الكفار حين يبعثهم الله مع الموتى، أي : مع الكفار.
‏قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن المشركين أنهم كانوا يقولون لولا نزل عليه آية من ربه أي خارق على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون كقولهم ( لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) الآيات.
قوله تعالى :﴿ قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة : أنه قادر على تنزيل الآية التي اقترحها الكفار على رسوله، وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله ﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ وبين في موضع آخر أن حكمة عدم إنزالها أنها لو أنزلت و لم يؤمنوا بها لنزل بهم العذاب العاجل كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه إخراج ناقة عشراء، وبراء، جوفاء، من صخرة صماء، فأخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته، فعقروها ﴿ وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ﴾فأهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال، وذلك في قوله ﴿ وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون، وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ﴾
‏وبين في مواضع أخر أنه لا داعي إلى ما اقترحوا من الآيات، لأنه أنزل عليهم آية أعظم من جميع الآيات التي اقترحوها وغيرها، وتلك الآية هي هذا القرآن العظيم، وذلك في قوله ﴿ أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ﴾ فإنكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الآيات المقترحة يدل على أنه أعظم وأفخم من كل آية.
قوله تعالى :﴿ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله :﴿ أمم أمثالكم ﴾ أصناف مصنفة تعرف بأسمائها.
‏أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله ﴿ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ﴾ يقول : الطير أمة، والإنس أمة، والجن أمة.
قوله تعالى ﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ﴾
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء ﴾ ما تركنا شيئا إلا قد كتبناه في أم الكتاب
‏قال أحمد : حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن واصل، عن يحيى ابن عقيل، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة ".
‏( المسند ٢/٣٦٣ )، وقال المنذري : رواته رواة الصحيح( الترغيب والترهيب ٤/٣٠٢‏ )، وكذا قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد ١٠/٣٥٢ )وقال الألباني : وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم( السلسلة الصحيحة رقم ١٩٦٧ )وللحديث متابعات وشواهد ذكرها الألباني. وله شاهد من حديث أبي ذر في اقتصاص الشاة من الشاة يوم القيامة. أخرجه الإمام أحمد( المسند ٥/١٧٢-١٧٣ )، وقال عنه الشيخ محمود شاكر : إسناده حسن متصل( حاشية الطبري ١١/٣٤٨ ).
قوله تعالى :( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات )
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( صم بكم )هذا مثل الكافر، أصم أبكم، لا يبصر هدى، ولا ينتفع به، ‏صم عن الحق في الظلمات، لا يستطيع منها خروجا، متسكع فيها.
‏وانظر سورة البقرة آية ( ١٨ ).
قوله تعالى( ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ).
أنظر حديث النواس بن سمعان المتقدم عند الآية( ٦ )من سورة الفاتحة.
قوله تعالى :( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون )
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن المشركين إذ أتاهم عذاب الله، أو أتتهم الساعة أخلصوا الدعاء الذي هو مخ العبادة لله وحده، و نسو ما كانوا يشركون به، لعلمهم أنه لا يكشف الكروب إلا الله وحده جل وعلا. ولم يبين هنا نوع العذاب الدنيوي الذي يحملهم على الإخلاص لله، ولم يبين هنا أيضا إذا كشف عليهم العذاب هل يستمرون على إخلاصهم، أو يرجعون إلى كفرهم و شركهم، ولكنه بين كل ذلك في مواضع أخر فبين أن العذاب الدنيوي الذي يحملهم على الإخلاص، هو نزول الكروب التي يخاف من نزلت به الهلاك، : كأن يهيج البحر عليهم و تلتطم أمواجه، و يغلب على ظنه أنهم سيغرقون فيه إن لم يخلصوا الدعاء لله وحده، كقوله تعالى ( حتى إذا كنتم في الفلك و جرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف و جاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير حق )، وقوله ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه )، وقوله ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )، إلى غير ذلك من الآيات و بين أنهم إذا كشف الله عنهم ذلك الكرب، رجعوا إلى ما كانوا عليه من الشرك في مواضع كثيرة كقوله ( فلما نجاكم إلى البر أعرضتم و كان الإنسان كفورا )، وقوله( فلما نجاهم إلى البر إذا هم مشركون )، وقوله ( قل الله ينجيكم منها و من كل كرب ثم أنتم تشركون )، وقوله( فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير حق ) إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى :( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء )
قال الترمذي : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن يوسف، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، أن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ". فقال رجل من القوم : إذا نكثر، قال :" الله أكثر "
( السنن٥/٥٦٦ح٣٥٧٣-ك الدعوات، ب في انتظار الفرج و غير ذلك ). و أخرجه عبد الله ابن أحمد في زوائد المسند( المسند٥/٣٢٩ ) عن إسحاق الكوسج عن محمد بن يوسف. قال الترمذي : حسن صحيح( صحيح الترمذي٢٨٢٧ ). و للحديث شواهد عدة، منها : عن جابر، أخرجه الترمذي( ح٣٨١٣ ) عن قتيبة، و ابن أبي حاتم( التفسير- تفسير سورة الأنعام/٤٠-ح٢١٠ ) من طريق ابن وهب، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا نحوه. قال السيوطي : حسن ( فيض القدير مع الجامع الصغير٥/٤٦٧ ). و قال الألباني : حسن ( صحيح الترمذي ح٢٦٩٢ ) ومنها : عن أبي سعيد، أخرجه أحمد ( المسند٣/١٨ )، و الحاكم( ١/٤٩٣ ) كلاهما من طريق علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد به. قال الحاكم صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قوله تعالى :( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يتضرعون )
أنظر سورة البقرة آية( ٢١٢ )، وسورة النحل آية( ٦٣ ).
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، ثنا أسباط، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود في قوله :( البأساء ) قال : البأساء : الفقر. ( والضراء )، قال : الضراء : السقم.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي عن أبي مالك قوله :( لعلهم ) يعني : كي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم ) قال : عاب الله عليهم القسوة عند ذلك فتضعضعوا لعقوبة الله.
قوله تعالى :( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )
‏قال أحمد : ثنا يحيى بن غيلان قال : ثنا رشدين يعني ابن سعد أبو الحجاج المهري، عن حرملة بن عمران التجيي، عن عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يجب فإنما هو استدراج " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ).
‏( المسند ٤/١٤٥ )، وأخرجه الطبري ( التفسير ١١/٣٦١ح١٣٢٤٠ ) ‏ )من طريق أبي الصلت. وابن أبي حاتم ( التفسير-سورة الأنعام /٤٤-ح٢٢٨ )من طريق ابن وهب، كلاهما عن حرملة به، وعند ابن أبي حاتم : عن حرملة وابن لهيعة. وقال العراقى في تخريج الإحياء : رواه أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب بسند حسن. ورمز له السيوطي بالحسن ( انظر فيض القدير ١/٣٥٤‏ )، وقال الألباني في طريق حرملة : وهذا إسناد قوي... ( السلسلة الصحيحة رقم ٤١٣، ١/٧٧٣-٧٧٤ )، وحسن إسناده محقق تفسير ابن أبي حاتم.
‏أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس( فلما نسوا ما ذكروا به ) يعني : تركوا ما ذكروا به.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره :( فتحنا عليهم أبواب كل شيء )قال : رخاء الدنيا ويسرها، على القرون الأولى. أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( أخذناهم بغتة )قال : فجأة آمنين.
قوله تعالى :( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي( فقطع دابر القوم الذين ظلموا )، يقول : قطع أصل الذين ظلموا.
وأنظر سورة الفاتحة آية( ١ ).
قوله تعالى :( وختم ).
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي عن أبي مالك قوله( و ختم ) يعني : وطبع.
قوله تعالى( يصدفون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :( يصدفون ) قال : يعرضون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( يصدفون )، قال : يعدلون.
قوله تعالى :( جهرة )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد :( جهرة )، قال : وهم ينظرون.
قوله تعالى :( وأصلح )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة( و أصلح )قال : أصلح ما بينه و بين الله.
قوله تعالى :( قل هل يستوي الأعمى والبصير )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره :( قل هل يستوي الأعمى والبصير )، قال : الضال والمهتدي.
قوله تعالى :( وأنذر به الذين يخافون )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله ( وأنذر به الذين يخافون ) هؤلاء المؤمنون.
قوله تعالى :( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي... ) إلى قوله ( سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة... )
قال الشيخ الشنقيطي : نهى الله جل و علا في هذه الآية الكريمة نبيه صلى الله عليه وسلم عن طرد ضعفاء المسلمين وفقرائهم الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، وأمره في آية أخرى أن يصبر نفسه معهم، وأن لا تعدو عيناه معهم إلى أهل الجاه والمنزلة في الدنيا، ونهاه عن إطاعة الكفرة في ذلك وهي قوله ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمرا فرطا ) كما أمره هنا بالسلام عليهم، و بشارتهم برحمة ربهم جل و علا قوله ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) الآية، و بين في آيات أخر أن طرد ضعفاء المسلمين الذي طلبه كفار العرب من نبينا صلى الله عليه وسلم فنهاه الله عنه، طلبه أيضا قوم نوح من نوح، فأبى كقوله تعالى عنه ( وما أنا بطارد الذين آمنوا )الآية، و قوله ( يا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم )، الآية، وقوله ( وما أنا بطارد الذين آمنوا )، وهذا من تشابه قلوب الكفار المذكور في قوله تعالى ( تشابهت قلوبهم )الآية.
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد. قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر. فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترءون علينا. قال : وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، و بلال. ورجلان لست أسميهما. فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه. فأنزل الله عز وجل : و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ).
( صحيح مسلم٤/١٨٧٨-ك فضائل الصحابة، ب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :
( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) يعني : يعبدون ربهم ( بالغداة والعشي ) يعني الصلاة المكتوبة.
قوله تعالى :( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا هؤلاء من الله عليهم من بيننا )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ) يقول : ابتلينا بعضهم ببعض.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وكذلك فتنا بعضهم ببعض )، يعني أنه جعل بعضهم أغنياء وبعضهم فقراء، فقال الأغنياء للفقراء ( أهؤلاء من الله عليهم من بيننا )، يعني : هداهم الله. وإنما قالوا ذلك استهزاء وسخريا.
قوله تعالى :( سوءا بجهالة )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مجاهد قوله :( سوءا بجهالة ) من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع من معصيته.
وانظر سورة النساء آية( ١٧ ) وتفسيرها.
قوله تعالى :( وكذلك نفصل الآيات )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي في قوله :( وكذلك نفصل الآيات ) أما نفصل : فنبين.
قوله تعالى :( قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين )
انظر حديث البخاري عن هذيل بن شرحبيل السابق عند الآية( ١١ )من سورة النساء.
قوله تعالى :( ما عندي ما تستعجلون به ) الآية
قال الشنقيطي : أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة أن يخبر الكفار، أن تعجيل العذاب عليهم الذي يطلبونه منه صلى الله عليه وسلم ليس عنده، وإنما هو عند الله إن شاء عجله، وإن شاء أخره عنهم.
ثم أمره أن يخبرهم بأنه لو كان عنده لعجله بقوله :( قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم ) الآية، وبين في مواضع أخر أنهم ما حملهم على استعجال العذاب إلا الكفر والتكذيب، وأنهم إن عاينوا ذلك العذاب علموا أنه عظيم هائل لا يستعجل به إلا جاهل مثلهم، كقوله :( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولون ما يحبسه ألا يوم يأتهم ليس مصروفا عنهم، وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون )، وقوله ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ) الآية، وقوله ( ويستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )، وقوله :( قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ). وبين في مواضع آخرا أنه لولا أن الله حدد لهم أجلا لا يأتيهم العذاب قبله لعجله عليهم، وهو قوله ( ويستعجلونك بالعذاب، ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب )، الآية.
قوله تعالى( يقص الحق وهو خير الفاصلين )
قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء : قرأ ابن عباس :( يقص الحق وهو خير الفاصلين ) وقال :( نحن نقص عليك أحسن القصص ).
ورجاله ثقات وسنده صحيح.
قوله تعالى :( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )
قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" مفاتح الغيب خمس :( إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير ) ".
( صحيح البخاري ٨/١٤١ح٤٦٢٧-ك التفسير- سورة الأنعام، ب الآية ).
وانظر حديث ابن ماجة عن ابن مسعود الآتي عند الآية ( ٣٤ )من سورة لقمان :
" إذا كان أجل أحدكم بأرض... ".
قوله تعالى :( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) الآية، ذكر في هذه الآية الكريمة أن النوم وفاة، وأشار في موضع آخر إلى أنه وفاة صغرى و أن صاحبها لم يمت حقيقة، وأنه تعالى يرسل روحه إلى بدنه حتى ينقضي أجله، وأن وفاة الموت التي هي الكبرى قد مات صاحبها، ولذا يمسك روحه عنده، وذلك في قوله تعالى :( الله يتوفى الأنفس حين موتها. والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار )، يعني : ما اكتسبتم من الإثم. قوله تعالى ( ثم يبعثكم فيه )
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد( ثم يبعثكم فيه ) في النهار، و( البعث )، اليقظة.
قوله تعالى ( إليه مرجعكم )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية( إليه مرجعكم ) قال : يرجعون إليه بعد الحياة.
قوله تعالى :( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ويرسل عليكم حفظة )الآية، لم يبين هنا ماذا يحفظون و بينه في مواضع أخر فذكر أن مما يحفظونه بدن الإنسان بقوله :( له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله )، وذكر أن مما يحفظونه جميع أعماله من خير و شر، بقوله :( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )، وقوله :( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقوله :( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، بلى ورسلنا لديهم يكتبون ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ).
يقول : حفظة، يا ابن آدم، يحفظون عليك عملك ورزقك وأجلك، إذا توفيت ذلك قبضت إلى ربك ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا هم لا يفرطون )، يقول تعالى ذكره : إن ربكم يحفظكم برسل يعقب بينها، يرسلهم إليكم بحفظكم و بحفظ أعمالكم إلى أن يحضركم الموت، وينزل بكم أمر الله، فإذا جاء أحدكم، توفاه أملاكنا الموكلون بقبض الأرواح، ورسلنا المرسلون به ( وهم لا يفرطون )، في ذلك فيضيعونه.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة، ( توفته رسلنا )، قال : يلي قبضها الرسل، ثم ترفعها إليه، يقول إلى ملك الموت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وهم لا يفرطون )، يقول : لا يضيعون.
انظر حديث أبي هريرة عند الآية( ٤٠ )من سورة الأعراف. والأحاديث الآتية في سورة إبراهيم عند الآية ( ٢٧ ).
قوله تعالى :( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ويرسل عليكم حفظة )الآية، لم يبين هنا ماذا يحفظون و بينه في مواضع أخر فذكر أن مما يحفظونه بدن الإنسان بقوله :( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )، وذكر أن مما يحفظونه جميع أعماله من خير وشر، بقوله :( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )، وقوله :( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقوله :( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم، بلى ورسلنا لديهم يكتبون ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ).
يقول : حفظة، يا ابن آدم، يحفظون عليك عملك ورزقك وأجلك، إذا توفيت ذلك قبضت إلى ربك ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )، يقول تعالى ذكره : إن ربكم يحفظكم برسل يعقب بينها، يرسلهم إليكم بحفظكم و بحفظ أعمالكم إلى أن يحضركم الموت، وينزل بكم أمر الله، فإذا جاء أحدكم، توفاه أملاكنا الموكلون بقبض الأرواح، ورسلنا المرسلون به ( وهم لا يفرطون )، في ذلك فيضيعونه.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة، ( توفته رسلنا )، قال : يلي قبضها الرسل، ثم ترفعها إليه، يقول إلى ملك الموت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وهم لا يفرطون )، يقول : لا يضيعون.
انظر حديث أبي هريرة عند الآية( ٤٠ )من سورة الأعراف. والأحاديث الآتية في سورة إبراهيم عند الآية ( ٢٧ ).
قوله تعالى :( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر )، يقول : من كرب البر والبحر.
قوله تعالى :( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض )
قال البخاري : حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أعوذ بوجهك " قال :( أو من تحت أرجلكم ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أعوذ بوجهك ". ( أو يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم بأس بعض ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أهون أو هذا أيسر ".
( الصحيح ٨/١٤١ح٤٦٢٨- ك التفسير، ب ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا ) ).
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير ( و اللفظ له ). حدثنا أبي. حدثنا عثمان بن حكيم. أخبرني عامر بن سعد عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع فيه ركعتين. وصلينا معه. ودعا ربه طويلا. ثم انصرف إلينا. فقال :" سألت ربي ثلاثا. فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة. سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها. وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ".
( الصحيح٤/٢٢١٦ح٢٨٩٠- ك الفتن وأشراط الساعة، ب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ).
و انظر حديث مسلم عن ثوبان الآتي عند الآية( ٣٣ ) من سورة التوبة وهو حديث : " إن الله زوى لي الأرض... "
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس :( أو يلبسكم شيعا )، يعني بالشيع، الأهواء المختلفة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ويذيق بعضكم بأس بعض ) قال : يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي بن كعب :( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ) إلى قوله :( ويذيق بعضكم بأس بعض ) قال : فهن أربع خلال جاء منهم ثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس و عشرين سنة : ألبسوا شيعا و أذيق بعضهم بأس بعض. وبقيت اثنتان هما لابد واقعتان : الرجم والخسف.
قوله تعالى :( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله :( وكذب به قومك ) يقول : كذبت قريش بالقرآن وهو الحق. قوله :( قل لست عليكم بوكيل ) أما ( الوكيل ) فالحفيظ.
قوله تعالى :( لكل نبأ مستقر )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :
( لكل نبأ مستقر )، يقول : حقيقة.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مجاهد ( لكل نبأ مستقر ) ما كان في الدنيا فسوف ترونه، و ما كان في الآخرة يبدو لكم.
قوله تعالى :( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ). نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة عن مجالسة الخائضين في آياته، و لم يبين كيفية خوضهم فيها التي هي سبب منع مجالستهم، ولم يذكر حكم مجالستهم هنا، ويبين ذلك كله في موضع آخر فبين أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله :( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم )
الآية. وبين أن مجالستهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم بقوله :( إنكم إذا مثلهم )، و بين حكم من جالسهم ناسيا، ثم تذكر بقوله هنا ( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) كما تقدم في سورة النساء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :
( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) وقوله ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا )
و قوله ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات )
و قوله ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) و نحو هذا من القرآن، قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله ( في آياتنا ) يعني بالقرآن. قوله :( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) يقول : قصر عن مجالستهم ولا تسمع حديثهم حتى يخوضوا في حديث غيره. قوله :( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )
يقول : لا تقعد بعد ما تذكر النهي مع القوم ( الظالمين ) المشركين.
قوله تعالى :( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان : ثم ذكر المؤمنين في قولهم حين قالوا : إنا نخاف أن نخرج في سكوتنا عنهم فقال الله تعالى :( وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ) ولا من ذنوبهم ولا من خوضهم ( ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) يقولون : لو خضنا قاموا عنا، فإذا ذكروا ذلك لم يخوضوا فذلك قوله :( ولكن ذكرى لعلهم يتقون ).
قوله تعالى :( و ذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( و ذر الذين اتخذوا دينهم لعبا و لهوا ) قال نسخها قوله ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ).
قوله تعالى ( و ذكر به أن تبسل نفس بما كسبت )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره :( أن تُبسل )، قال : أن تسلم النفس.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس :( وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت )، يقول : تفضح.
قوله تعالى ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة :( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها )، قال : لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها.
انظر سورة البقرة آية رقم( ٤٨ ) لبيان عدل : أي فداء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( أولئك الذين أبسلوا )، قال : فضحوا.
قوله تعالى ( حميم )
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو نعيم عن سفيان عن منصور عن إبراهيم و أبي رزين :( حميم ) قالا : ما يسيل من صديدهم.
وأبو رزين هو مسعود بن مالك الأسدي تابعي، ورجاله ثقات وسنده صحيح.
قوله تعالى ( عذاب أليم )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قوله :( عذاب أليم ) قال : الأليم الموجع.
قوله تعالى :( قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا ) قال : هذا مثل ضربه الله للآلهة و من يدعوا إليها، و للدعاة الذين يدعون إلى الله، كمثل رجل ضل عن الطريق تائها ضالا، إذ ناداه مناد :( يا فلان بن فلان، هلم إلى الطريق )، وله أصحاب يدعونه :( يا فلان هلم إلى الطريق ) فإن اتبع الداعي الأول انطلق به حتى يلقيه في الهلكة، وإن أجاب من يدعوه إلى الهدى اهتدى إلى الطريق. وهذه الداعية التي تدعو في البرية من الغيلان. يقول : مثل من يعبد هؤلاء الآلهة من دون الله، فإنه يرى أنه في شيء حتى يأتيه الموت، فيستقبل الهلكة والندامة، وقوله ( كالذي استهوته الشياطين في الأرض ) وهم " الغيلان "، يدعونه باسمه و اسم أبيه و اسم جده، فيتبعها، فيرى أنه في شيء، فيصبح وقد ألقته في الهلكة، وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا. فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله :( ما لا ينفعنا ولا يضرنا )
قال : الأوثان.
قوله تعالى ( استهوته الشياطين )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ( استهوته الشياطين ) قال : أضلته الشياطين في الأرض حيران.
قوله تعالى :( أقيموا الصلاة )
قال ابن أبي حاتم : حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا الوليد ثنا عبد الرحمن بن نمر قال سألت الزهري عن قول الله ( أقيموا الصلاة ) قال الزهري : إقامتها أن تصلي الصلوات الخمس لوقتها.
الوليد هو بن مسلم الدمشقي، ورجاله ثقات وسنده صحيح.
قوله تعالى :( وله الملك يوم ينفخ في الصور )
قال أبو داود : حدثنا مسدد، ثنا معتمر، قال : سمعت أبي قال : ثنا أسلم، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصور قرن ينفخ فيه ".
( السنن٤/٢٣٦ح٤٧٤٢-ك السنة، ب في ذكر البعث والصور )، وأخرجه الترمذي وحسنه في ( سننه٤/٦٢٠ح٢٤٣٠-ك صفة القيامة، ب ما جاء في شأن الصور ) من طريق : عبد الله بن المبارك، والنسائي في ( التفسير٢/٢٥ح٣٣٢ ) من طريق : إسماعيل، والدارمي في ( سننه٢/٣٢٥-ك الرقاق، ب في نفخ الصور ) من طريق سفيان. وأخرجه ابن حبان ( الإحسان١٦/٣٠٣ح٧٣١٢ ) من طريق يزيد بن زريع، كلهم : عن سليمان التيمي، عن أسلم به، وأخرجه الحاكم في ( المستدرك٢/٤٣٦ ) من طريق : عبد الرزاق عن معمر عن سليمان به. وعند الجميع-ما عدا الحاكم-أن النبي صلى الله عليه وسلم -سئل عن الصور ؟... وصححه الحاكم وصححه الألباني أيضا ( صحيح الجامع ح٣٧٥٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ( عالم الغيب والشهادة ) يعني : أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور.
قوله تعالى :( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين )
جاءت هذه الآية مفصلة في سورة مريم من الآية( ٤١-٤٨ ).
قوله تعالى :( نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض ) أي : خلق السماوات و الأرض.
قوله تعالى :( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض ) يعني به : الشمس و القمر و النجوم. ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ) فعبده حتى غاب، قال لا أحب الآفلين.
قوله تعالى :( فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي ) فعبده حتى غاب، فلما غاب قال : قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين.
قوله تعالى :( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر ) فعبدها حتى غابت، فلما غابت قال :( يا قوم إني بريء مما تشركون ).
قوله تعالى :( إني وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) وانظر سورة البقرة آية( ١٣٥ ) لبيان معنى : حنيفا.
قوله تعالى :( فأي الفريقين أحق بالأمن )
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكر، قال إبراهيم حين سألهم :( فأي الفريقين أحق بالأمن ) ؟ قال : وهي حجة إبراهيم عليه السلام.
قوله تعالى :( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )
قال البخاري : حدثني محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قال أصحابه : وأينا لم يظلم ؟ فنزلت ( إن الشرك لظلم عظيم ).
( صحيح البخاري٨/١٤٤ح٤٦٢٩-ك التفسير، سورة الأنعام ).
قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان ( إن الشرك لظلم عظيم ) ".
( صحيح البخاري ١٢/٢٧٦ح٦٩١٨-ك استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، ب إثم من أشرك بالله ).
قال أحمد : ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا أبو جناب، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذ راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كأن هذا الراكب إياكم يريد " قال : فانتهى لرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" من أين أقبلت ؟ " قال : من أهلي وولدي وعشيرتي قال :" فأين تريد ؟ ". قال : أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فقد أصبته ". قال : يا رسول الله علمني ما الإيمان ؟ قال :" تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت " قال : قد أقررت، قال : ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" علي بالرجل " قال فوثب إليه عمار بن يسار و حذيفة فأقعداه فقالا : يا رسول الله قبض الرجل قال فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أم رأيتما إعراضي عن الرجل فإني رأيت ملكين يدسان فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا والله من الذين قال الله عز وجل )الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) قال : ثم قال : " دونكم أخاكم " قال : فاحتملناه إلى الماء فغسلناه و حنطناه و كفناه وحملناه إلى القبر قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر قال : فقال : " ألحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا ".
( المسند ٤/٣٥٩ )، و أخرجه أيضا : عن أسود بن عامر، عن عبد الحميد بن أبي جعفر، عن ثابت عن زاذان بنحوه، ( المسند-الصفة نفسها ). وسنده حسن ( كما في مرويات أحمد في التفسير-عند هذه الآية-ح٢٦٩ ). و للحديث شاهد من رواية ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم ( التفسير-الآية ٨٢ من الأنعام-ح ٥١٦ ).
قوله تعالى :( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم )
قال ابن كثير :( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) أي : وجهنا حجته على قومه. قال مجاهد و غيره : يعني بذلك قوله( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن ).
قوله تعالى :( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )
قال ابن كثير : يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهم بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك و قالت( يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فبشروهم مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا وعقبا كما قال تعالى ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) وهذا أكمل في البشارة و أعظم في النعمة و قال ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) أي : و يولد لهذا المولود ولد في حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب.
قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إدريس هو إلياس، و إسرائيل هو يعقوب.
وسنده صحيح، وأبو أحمد هو الزبيري، وأبو إسحاق هو السبيعي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ووهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل ) ثم قال في إبراهيم :( ومن ذريته داود و سليمان )إلى قوله ( وإسماعيل واليسع ويونس و لوطا وكلا فضلنا على العالمين ) ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية ( فبهداهم اقتده ) صلى الله عليهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله تعالى ذكره :( واجتبيناهم ) قال : أخلصناهم
أي إلى دين الإسلام كما تقدم في سورة الفاتحة
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٤:قوله تعالى :( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )
قال ابن كثير : يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهم بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك و قالت( يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فبشروهم مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا وعقبا كما قال تعالى ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) وهذا أكمل في البشارة و أعظم في النعمة و قال ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) أي : و يولد لهذا المولود ولد في حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب.
قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إدريس هو إلياس، و إسرائيل هو يعقوب.
وسنده صحيح، وأبو أحمد هو الزبيري، وأبو إسحاق هو السبيعي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ووهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل ) ثم قال في إبراهيم :( ومن ذريته داود و سليمان )إلى قوله ( وإسماعيل واليسع ويونس و لوطا وكلا فضلنا على العالمين ) ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية ( فبهداهم اقتده ) صلى الله عليهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله تعالى ذكره :( واجتبيناهم ) قال : أخلصناهم
أي إلى دين الإسلام كما تقدم في سورة الفاتحة

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٤:قوله تعالى :( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )
قال ابن كثير : يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهم بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك و قالت( يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فبشروهم مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا وعقبا كما قال تعالى ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) وهذا أكمل في البشارة و أعظم في النعمة و قال ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) أي : و يولد لهذا المولود ولد في حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب.
قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إدريس هو إلياس، و إسرائيل هو يعقوب.
وسنده صحيح، وأبو أحمد هو الزبيري، وأبو إسحاق هو السبيعي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ووهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل ) ثم قال في إبراهيم :( ومن ذريته داود و سليمان )إلى قوله ( وإسماعيل واليسع ويونس و لوطا وكلا فضلنا على العالمين ) ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية ( فبهداهم اقتده ) صلى الله عليهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله تعالى ذكره :( واجتبيناهم ) قال : أخلصناهم
أي إلى دين الإسلام كما تقدم في سورة الفاتحة

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٤:قوله تعالى :( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )
قال ابن كثير : يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهم بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك و قالت( يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فبشروهم مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا وعقبا كما قال تعالى ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ) وهذا أكمل في البشارة و أعظم في النعمة و قال ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) أي : و يولد لهذا المولود ولد في حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده، فإن الفرح بولد الولد شديد لبقاء النسل و العقب.
قال الطبري : حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إدريس هو إلياس، و إسرائيل هو يعقوب.
وسنده صحيح، وأبو أحمد هو الزبيري، وأبو إسحاق هو السبيعي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ووهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل ) ثم قال في إبراهيم :( ومن ذريته داود و سليمان )إلى قوله ( وإسماعيل واليسع ويونس و لوطا وكلا فضلنا على العالمين ) ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية ( فبهداهم اقتده ) صلى الله عليهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله تعالى ذكره :( واجتبيناهم ) قال : أخلصناهم
أي إلى دين الإسلام كما تقدم في سورة الفاتحة

قوله تعالى :( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )
قال ابن كثير :( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) تشديد لأمر الشرك، و تغليظ لشأنه، و تعظيم لملابسته، كما قال ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ) الآية. وهذا الشرط لا يقتضي جواز الوقوع، كقوله ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ).
انظر حديث مسلم الآتي عند الآية( ١١٠ )من سورة الكهف.
قوله تعالى :( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( فإن يكفر بها هؤلاء )، يعني أهل مكة، يقول : إن يكفروا بالقرآن( فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) يعني أهل المدينة و الأنصار.
قوله تعالى :( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين )
قال البخاري : حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أن مجاهدا أخبره أنه " سأل ابن عباس أفي ص سجدة ؟ فقال : نعم، ثم تلا ( ووهبنا له إسحاق و يعقوب-إلى قوله- فبهداهم اقتده ) ثم قال : هو منهم، زاد يزيد بن هارون و محمد بن عبيد و سهل بن يوسف عن العوام عن مجاهد : قلن لابن عباس، فقال نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أمر أن يقتدى بهم. ( الصحيح- تفسير سورة الأنعام، باب أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ح ٤٦٣٢ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ثم قال في الأنبياء الذين سماهم في هذه الآية :( فبهداهم اقتده )
قوله تعالى :( و ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء )، يعني من بني إسرائيل، قالت اليهود : يا محمد، أنزل الله عليك كتابا ؟ قال، نعم ؛ قالوا : و الله ما أنزل الله من السماء كتابا ؛ قال فأنزل الله :( قل ) يا محمد ( من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس :( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ) قال : الله أنزله.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( تجعلونه قراطيس تبدونها و تخفون كثيرا ) هم اليهود والنصارى.
قوله تعالى :( مصدق الذي بين يديه )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية :( مصدق الذي بين يديه ) يعني من التوراة و الإنجيل.
قوله تعالى ( ولتنذر أم القرى ومن حولها )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولتنذر أم القرى ومن حولها ) يعني، ب( أم القرى ) مكة( ومن حولها ) من القرى إلى المشرق و المغرب.
قوله تعالى ( على صلاتهم يحافظون )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( على صلاتهم يحافظون ) أي على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها.
قوله تعالى :( أو قال أوحي إلي و لم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قول الله تعالى ( أو قال أوحي إلي و لم يوح إليه شيء ) قال : نزلت في مسيلمة.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى( ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) أي لا أحد أظلم ممن قال : سأنزل مثل ما أنزل الله. و نظيرها قوله تعالى ( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا )، وقد بين الله تعالى كذبهم في افترائهم هذا حيث تحدى جميع العرب بسورة واحدة منه، كما ذكره تعالى في سورة البقرة بقوله ( فأتوا بسورة من مثله )، وفي يونس بقوله ( قل فاتوا بسورة مثله )، وتحداهم في هود بعشر سور مثله في قوله ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات )، و تحداهم به كله في الطور بقوله ( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ). ثم صرح في سورة بني إسرائيل بعجز جميع الخلائق عن الإتيان بمثله في قوله ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) فاتضح بطلان دعواهم الكاذبة.
قوله تعالى ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم ) قال : هذا عند الموت، ( والبسط ) الضرب، يضربون وجوههم وأدبارهم.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( والملائكة باسطو أيديهم ) الآية، لم يصرح هنا بالشيء الذي بسطوا إليه الأيدي، و لكنه أشار إلى أنه التعذيب بقوله :( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) الآية، وصرح بذلك في قوله ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم )، وبين في مواضع أخر أنه يراد ببسط اليد التناول بالسوء كقوله ( ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء )، وقوله ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ) الآية.
قوله تعالى :( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الكفار يأتون يوم القيامة كل واحد منهم بمفرده ليس معهم شركاؤهم، وصرح تعالى بأن كل واحد يأتي فردا في قوله :( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )، وقوله في هذه الآية ( كما خلقناكم أول مرة ) أي منفردين لا مال، ولا أثاث، ولا رقيق، ولا خول عندكم، حفاة عراة غرلا، أي غير مختونين ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ).
قال مسلم : حدثنا هداب بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة عن مطرف، عن أبيه، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ :( ألهاكم التكاثر ). قال : ليقول ابن آدم : مالي. مالي " قال : وهل لك يا ابن آدم ؛ من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت ؟ ).
( الصحيح ٤/٢٢٧٣ح٢٩٥٨-ك الزهد و الرقائق ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وتركتم ما خولناكم ) من المال والخدم ( وراء ظهوركم ) في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي أما قوله ( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ) فإن المشركين كانوا يزعمون أنهم كانوا يعبدون الآلهة، لأنهم شفعاء يشفعون لهم عند الله، وإن هذه الآلهة شركاء لله.
قوله تعالى ( لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) ذكر في هذه الآية الكريمة : أن الأنداد التي كانوا يعبدونها في الدنيا تضل عنهم يوم القيامة، وينقطع ما كان بينهم من الصلات في الدنيا وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة جدا كقوله ( وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء و كانوا بعبادتهم كافرين ) وقوله ( كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) وقوله ( إنما تعبدون من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( لقد تقطع بينكم )، ( البين )، تواصلهم في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) يعني الأرحام والمنازل.
قوله تعالى :( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( فالق الحب والنوى ) قال : الشقان اللتان فيهما.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ( فالق الحب والنوى ) قال : تفلق الحب والنوى عن النبات.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ) قال : يخرج النطفة الميتة، ثم يخرج من النطفة بشرا حيا.
قوله تعالى :( فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :( فالق الإصباح ) يعني بالإصباح، ضوء الشمس بالنهار، وضوء القمر بالليل.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وجعل الليل سكنا ) أي مظلما ساجيا ليسكن فيه الخلق فيستريحوا من تعب الكد بالنهار كما بينه قوله تعالى ( وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا )، وقوله ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ) الآية، وقوله ( لتسكنوا فيه ) يعني الليل، ( ولتبتغوا من فضله ) يعني بالنهار ( ومن آياته الليل والنهار ) الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( والشمس والقمر حسبانا ) يعني عدد الأيام والشهور والسنين.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ( والشمس والقمر حسبانا ) قال : يدوران بحساب.
قوله تعالى :( وهو الذي، جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) الآية. ظاهر هذه الآية الكريمة أن حكمة خلق النجوم هي الاهتداء بها فقط كقوله ( وبالنجم هم يهتدون )، ولكنه تعالى بين في غير هذا الموضع أن لها حكمتين أخريين غير الاهتداء بها وهما تزيين السماء الدنيا، ورجم الشياطين بها، كقوله ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح، وجعلناها رجوما للشياطين ) الآية. وقوله ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )، وقوله ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ).
قوله تعالى :( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ) الآية، لم يبين هنا كيفية إنشائهم من نفس واحدة، ولكنه بين في مواضع أخر أن كيفيته أنه خلق من تلك النفس الواحدة التي هي آدم زوجها حواء وبث منهما رجالا كثيرا ونساء كقوله ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) وقوله ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة ) من آدم عليه السلام.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( فمستقر و مستودع ) قال ( المستقر ) في الرحم ( المستودع ) ما استودع في أصلب الرجال والدواب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ) يقول : قد بينا الآيات لقوم يفقهون.
قوله تعالى :( ومن النخل من طلعها قنوان دانية )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( قنوان دانية ) يعني بالقنوان الدانية قصار النخل، لاصقة عذوقها بالأرض.
قوله تعالى( انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وينعه ) يعني : إذا نضج.
قوله تعالى :( وخرقوا له بنين وبنات )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات ) يعني أنهم تخرصوا.
قوله تعالى ( سبحانه وتعالى عما يصفون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( سبحانه وتعالى عما يصفون ) عما يكذبون.
قوله تعالى :( بديع السموات والأرض )
انظر سورة البقرة آية ( ١١٨ ).
قوله تعالى :( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ). أشار في مواضع أخر : إلى أن نفي الإدراك المذكور ما لا يقتضي نفي مطلق الرؤية كقوله ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة )، وقوله ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) و الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، وقوله ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) يفهم منه أن المؤمنين ليسوا محجوبين عنه وهو كذلك.
قال البخاري : حدثنا يحيى، حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن مسروق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه ؟ فقالت : لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاثة من حدثكهن فقد كذب : من حدثك أن محمد صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ). ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية. ولكن رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين ".
( الصحيح ٨/٤٧٢ح٤٨٥٥- ك التفسير، ب ا من سورة النجم ).
قال مسلم : حدثني زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود، عن الشعبي، عن مسروق ؛ قال : كنت متكئا عند عائشة. فقالت : يا أبا عائشة ! ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت ما هن ؟ قالت : من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال و كنت متكئا فجلست. فقلت : يا أم المؤمنين ! أنظريني ولا تعجليني. ألم يقل الله عز وجل :( ولقد رآه بالأفق المبين ) – التكوير/ الآية ٢٣ ( ولقد رآه نزلة أخرى ) - النجم /الآية ١٣- فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنما هو جبريل. لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين. رأيته منهبطا من السماء. سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض " فقالت أو لم تسمع أن الله يقول :( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) الأنعام –الآية١٠٣، أولم تسمع أن الله يقول :( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ) الشورى-الآية ١٩، قالت : ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية. والله يقول :( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) المائدة /الآية ٦٧، قالت ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية. والله يقول :( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) النمل /الآية ٥٩.
انظر حديث مسلم المتقدم عند الآية ( ٢٥٥ ) من سورة البقرة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) وهو أعظم من أن تدركه الأبصار.
أخرج الطبري بسنده الجيد عن أبي العالية قوله ( اللطيف الخبير ) قال :( اللطيف ) باستخراجها ( الخبير ) بمكانها.
قوله تعالى :( قد جاءكم بصائر من ربكم )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( قد جاءكم بصائر من ربكم ) أي بينة
قوله تعالى :( وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وليقولوا درست ) الآية يعني ليزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تعلم هذا القرآن بالدرس والتعليم من غيره من أهل الكتاب، كما زعم كفار مكة أنه صلى الله عليه وسلم تعلم هذا القرآن من جبر ويسار، وكانا غلامين نصرانيين بمكة، وقد أوضح الله تعالى بطلان افترائهم هذا في آيات كثيرة كقوله ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )، وقوله ( فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر )، ومعنى يؤثر : يرويه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره في زعمهم الباطل، وقوله ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ) الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وليقولوا درست ) قالوا : قرأت وتعلمت. تقول ذلك قريش.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( درست ) قال : فقهت، قرأت على اليهود، قرأوا عليك.
قوله تعالى :( اتبع ما أوحى إليك من ربك لا إله إلا هو و أعرض عن المشركين ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أما قوله :( وأعرض عن المشركين ) ونحوه، مما أمر الله المؤمنين بالعفو عن المشركين، فإنه نسخ ذلك قوله ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ).
قوله تعالى :( ولو شاء الله ما أشركوا... )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( ولو شاء الله ما أشركوا ) يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
قوله تعالى :( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) قال : قالوا : يا محمد، لتنتهين عن سب آلهتنا، أو لنهجون ربك ! فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، فيسبوا الله عدوا بغير علم.
قوله تعالى :( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا إن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ) إلى قوله ( يجهلون ) سألت قريش محمد صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية، واستحلفهم : ليؤمن بها.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( وما يشعركم ) قال : ما يدريكم. قال : ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه، قال : ولا ينبئك مثل خبير :( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) سورة الزمر ( ٥٦-٥٨ ) يقول : من المهتدين. فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا إلى الدنيا، لما استقاموا على الهدى وقال ( لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) وقال ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) قال : لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ) وهم أهل الشقاء، ثم قال :( إلا إن يشاء الله )، وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) يقول : معاينة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:قوله تعالى :( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا إن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ) إلى قوله ( يجهلون ) سألت قريش محمد صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية، واستحلفهم : ليؤمن بها.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( وما يشعركم ) قال : ما يدريكم. قال : ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه، قال : ولا ينبئك مثل خبير :( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) سورة الزمر ( ٥٦-٥٨ ) يقول : من المهتدين. فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا إلى الدنيا، لما استقاموا على الهدى وقال ( لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) وقال ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) قال : لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ) وهم أهل الشقاء، ثم قال :( إلا إن يشاء الله )، وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) يقول : معاينة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:قوله تعالى :( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا إن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ) إلى قوله ( يجهلون ) سألت قريش محمد صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية، واستحلفهم : ليؤمن بها.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( وما يشعركم ) قال : ما يدريكم. قال : ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه، قال : ولا ينبئك مثل خبير :( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) سورة الزمر ( ٥٦-٥٨ ) يقول : من المهتدين. فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا إلى الدنيا، لما استقاموا على الهدى وقال ( لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) وقال ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) قال : لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ) وهم أهل الشقاء، ثم قال :( إلا إن يشاء الله )، وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) يقول : معاينة.

قوله تعالى :( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن... )
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل لكل نبي عدوا، وبين هنا أن أعداء الأنبياء هم شياطين الإنس والجن، وصرح في موضع آخر هنا أن أعداء الأنبياء من المجرمين، وهو قوله ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ) فدل ذلك على أن المراد بالمجرمين شياطين الإنس والجن، وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله ( وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ) الآية. وقد جاء الخبر بذلك مرفوعا من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره والعرب تسمى كل متمرد شيطانا سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما.
قال أحمد : ثنا وكيع ثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال :" يا أبا ذر هل صليت " ؟. قلت : لا. قال : " قم فصل " قال : فقمت فصليت ثم جلست فقال : " يا آبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " قال : قلت يا رسول الله وللإنس شياطين ؟. قال : " نعم " قلت : يا رسول الله ما الصلاة ؟ قال : " خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر " قال : قلت يا رسول الله فما الصوم ؟. قال : " فرض مجزئ وعند الله مزيد " قلت : يا رسول الله فما الصدقة ؟. قال :" أضعاف مضاعفة " قلت : يا رسول الله فأيهما أفضل ؟. فقال :" جهد من مقل أو سر إلى فقير " قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟. قال : " آدم " قلت : يا رسول الله ونبي كان قال : " نعم نبي مكلم " قال قلت يا رسول الله كم المرسلون قال : " ثلاثمائة وبضعة عشر جمعا غفير أو قال مرة " خمسة عشر " قال قلت : يا رسول الله آدم أنبي كان ؟. قال :" نعم نبي مكلم " قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ؟. قال : " آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) "
( المسند ٥/١٧٨ )، ويروى هذا الحديث عن أبى أمامة أيضا ( المسند ٥/٢٦٥-٢٦٦ )، وقد ذكر ابن كثير للحديث طرقا كثيرة ثم قال : ومجموعها يفيد قوته وصحته ( التفسير ٣/٣١٢ ).
قوله تعالى ( زخرف القول غرورا )
أخرج أدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( زخرف القول غرورا ) قال : تزين الباطل بالألسنة الغرور.
قوله تعالى :( ولتصغي إليه أفئدة )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :( ولتصغى إليه أفئدة ) يقول : تزيغ إليه أفئدة.
قوله تعالى ( وليقترفوا ما هم مقترفون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :( وليقترفوا ما هم مقترفون ) وليكتسبوا ما هم مكتسبون.
قوله تعالى :( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته ) يقول : صدقا : فيما وعد. وعدلا : فيما حكم.
قوله تعالى :( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ذكر في هذه الآية الكريمة أن إطاعة أكثر أهل الأرض ضلال، و بين في مواضع أخر أن أكثر أهل الأرض غير مؤمنين، وأن ذلك واقع في الأمم الماضية كقوله ( ولكن أكثر الناس لا يؤمنون )، وقوله ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )، وقوله ( و لقد ضل قبلهم أكثر الأولين )، وقوله ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ).
قوله تعالى :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ) قال : قالوا : يا محمد، أما ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأما ما قتل ربكم فتحرمونه ؛ فأنزل الله ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه، إنكم إذا لمشركون.
قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع، وأصبنا إبلا وغنما - وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم، فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة، فطلبوه فأعياهم، فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله، فقال :" هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ". فقال جدي : إنا نرجو -أو نخاف - أو نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب ؟ فقال : " ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكل، ليس السن والظفر. وسأحدثكم عن ذلك : أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة "
( صحيح البخاري ٦/٢١٨ح٣٠٧٥ - ك الجهاد والسير، ب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم ).
قال الترمذي : حدثنا محمد بن موسى البصري الحر شي. حدثنا زياد بن عبد الله البكائي. حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله : أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله ؟ فأنزل الله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين – إلى قوله - وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ).
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. ( السنن ٥/٢٦٣-٢٦٤ح٣٠٦٩- ك التفسير، ب سورة الأنعام وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) يقول : قد بين لكم ما حرم عليكم.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها وتفسيرها لبيان ما حرم الله تعالى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( إلا ما اضطررتم إليه ) من الميتة.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها لبيان تقييد الضرورة.
قال ابن ماجة : حدثنا عمرو بن عبد الله : ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) قال : كانوا يقولون : ما ذكر عليه اسم الله فلا تأكلوا. وما لم يذكر اسم الله عليه فكلوه. فقال الله عز وجل ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ).
( السنن ٣١٧٣- الذبائح، ب التسمية عند الذبح )، وأخرجه أبو داود من طريق محمد بن كثير عن إسرائيل نحوه ( السنن - الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب ). وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ٤/١١٣ ) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره ابن كثير في التفسير وقال : هذا إسناد صحيح ( ٣/٣٢١ ).
انظر حديث مسلم عن النواس بن سمعان الآتي عند الآية ( ٢ ) من سورة التوبة وهو حديث : " البر حسن الخلق... ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) أي : قليله وكثيره، وسره وعلانيته.
قال أبو داود : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه )، ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) فنسخ، واستثنى من ذلك قال ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )
( السنن ح ٢٨١٧ - ك الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب )، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى( ٩/٢٨٢ ) من طريق أبي داود به، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( ٢٤٤٣/٢٨١٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وإن أطعتموهم ) يقول : وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٨:قوله تعالى :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ) قال : قالوا : يا محمد، أما ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأما ما قتل ربكم فتحرمونه ؛ فأنزل الله ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه، إنكم إذا لمشركون.
قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع، وأصبنا إبلا وغنما - وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم، فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة، فطلبوه فأعياهم، فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله، فقال :" هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ". فقال جدي : إنا نرجو -أو نخاف - أو نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب ؟ فقال :" ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكل، ليس السن والظفر. وسأحدثكم عن ذلك : أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة "
( صحيح البخاري ٦/٢١٨ح٣٠٧٥ - ك الجهاد والسير، ب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم ).
قال الترمذي : حدثنا محمد بن موسى البصري الحر شي. حدثنا زياد بن عبد الله البكائي. حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله : أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله ؟ فأنزل الله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين – إلى قوله - وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ).
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. ( السنن ٥/٢٦٣-٢٦٤ح٣٠٦٩- ك التفسير، ب سورة الأنعام وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) يقول : قد بين لكم ما حرم عليكم.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها وتفسيرها لبيان ما حرم الله تعالى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( إلا ما اضطررتم إليه ) من الميتة.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها لبيان تقييد الضرورة.
قال ابن ماجة : حدثنا عمرو بن عبد الله : ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) قال : كانوا يقولون : ما ذكر عليه اسم الله فلا تأكلوا. وما لم يذكر اسم الله عليه فكلوه. فقال الله عز وجل ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ).
( السنن ٣١٧٣- الذبائح، ب التسمية عند الذبح )، وأخرجه أبو داود من طريق محمد بن كثير عن إسرائيل نحوه ( السنن - الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب ). وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ٤/١١٣ ) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره ابن كثير في التفسير وقال : هذا إسناد صحيح ( ٣/٣٢١ ).
انظر حديث مسلم عن النواس بن سمعان الآتي عند الآية ( ٢ ) من سورة التوبة وهو حديث :" البر حسن الخلق... ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) أي : قليله وكثيره، وسره وعلانيته.
قال أبو داود : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه )، ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) فنسخ، واستثنى من ذلك قال ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )
( السنن ح ٢٨١٧ - ك الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب )، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى( ٩/٢٨٢ ) من طريق أبي داود به، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( ٢٤٤٣/٢٨١٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وإن أطعتموهم ) يقول : وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٨:قوله تعالى :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ) قال : قالوا : يا محمد، أما ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأما ما قتل ربكم فتحرمونه ؛ فأنزل الله ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه، إنكم إذا لمشركون.
قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع، وأصبنا إبلا وغنما - وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور، فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم، فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعير، وفي القوم خيل يسيرة، فطلبوه فأعياهم، فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله، فقال :" هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش، فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ". فقال جدي : إنا نرجو -أو نخاف - أو نلقى العدو غدا، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب ؟ فقال :" ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكل، ليس السن والظفر. وسأحدثكم عن ذلك : أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة "
( صحيح البخاري ٦/٢١٨ح٣٠٧٥ - ك الجهاد والسير، ب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم ).
قال الترمذي : حدثنا محمد بن موسى البصري الحر شي. حدثنا زياد بن عبد الله البكائي. حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله : أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله ؟ فأنزل الله :( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين – إلى قوله - وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ).
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. ( السنن ٥/٢٦٣-٢٦٤ح٣٠٦٩- ك التفسير، ب سورة الأنعام وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) يقول : قد بين لكم ما حرم عليكم.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها وتفسيرها لبيان ما حرم الله تعالى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( إلا ما اضطررتم إليه ) من الميتة.
وانظر الآية ( ١٤٥ ) من السورة نفسها لبيان تقييد الضرورة.
قال ابن ماجة : حدثنا عمرو بن عبد الله : ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) قال : كانوا يقولون : ما ذكر عليه اسم الله فلا تأكلوا. وما لم يذكر اسم الله عليه فكلوه. فقال الله عز وجل ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ).
( السنن ٣١٧٣- الذبائح، ب التسمية عند الذبح )، وأخرجه أبو داود من طريق محمد بن كثير عن إسرائيل نحوه ( السنن - الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب ). وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ٤/١١٣ ) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وذكره ابن كثير في التفسير وقال : هذا إسناد صحيح ( ٣/٣٢١ ).
انظر حديث مسلم عن النواس بن سمعان الآتي عند الآية ( ٢ ) من سورة التوبة وهو حديث :" البر حسن الخلق... ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) أي : قليله وكثيره، وسره وعلانيته.
قال أبو داود : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال ( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه )، ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) فنسخ، واستثنى من ذلك قال ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم )
( السنن ح ٢٨١٧ - ك الأضاحي، ب في ذبائح أهل الكتاب )، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى( ٩/٢٨٢ ) من طريق أبي داود به، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( ٢٤٤٣/٢٨١٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وإن أطعتموهم ) يقول : وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه.

قوله تعالى :( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( أومن كان ميتا فأحييناه ) يعني : من كان كافرا فهديناه ( وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) يعني بالنور، القرآن، من صدق وعمل به ( كمن مثله في الظلمات ) يعني : بالظلمات، الكفر والضلالة.
قوله تعالى :( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها... )
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أنه جعل في كل قرية أكابر المجرمين منها ليمكروا فيها، ولم يبين المراد بالأكابر هنا، ولا كيفية مكرهم، و بين جميع ذلك في مواضع أخر : فبين أن مجرميها الأكابر هم أهل الترف، والنعمة في الدنيا
، بقوله ( وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون )، وقوله ( كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ونحو ذلك من الآيات. وبين أن مكر الأكابر المذكور : هو أمرهم بالكفر بالله تعالى، وجعل الأنداد له بقوله ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا )، و قوله ( ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ) الآية.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( أكابر مجرميها ) قال : عظماؤها.
قوله تعالى :( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله )، يعنون أنهم لن يؤمنوا حتى تأتيهم الملائكة بالرسالة، كما أتت الرسل، كما بينه تعالى في آيات أخر، كقوله ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ) الآية، وقوله ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) الآية.
قوله تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالته )
قال مسلم : حدثنا محمد بن مهران الرازي و محمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد، قال ابن مهران : حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن ابن أبي عمار- شداد – أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله اصطفي كنانة من ولد إسماعيل. واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ".
( الصحيح ٤/١٧٨٢ح٢٢٧٦-ك الفضائل، ب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم ).
قوله تعالى ( سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله و عذاب شديد بما كانوا يمكرون )
قال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لكل غادر لواء ينصب يوم القيامة بغدرته ".
( الصحيح ٦/٣٢٧ح٣١٨٨-ك الجزية و الموادعة، ب إثم الغادر للبر والفاجر )، وأخرجه مسلم بنحوه ( الصحيح ٣/١٣٥٩ح١٧٣٥-ك الجهاد والسير، ب تحريم الغدر ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله ) قال :( الصغار ) الذلة.
قوله تعالى :( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أما ( يشرح صدره للإسلام ) فيوسع صدره للإسلام.
قوله تعالى ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( يجعل صدره ضيقا حرجا ) قال : ضيقا ملتبسا.
قوله تعالى ( كأنما يصعد في السماء )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره.
قوله تعالى ( كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( الرجس ) قال : الشيطان.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( نفصل الآيات ) نبين الآيات.
قوله تعالى :( وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون )
انظر سورة الفاتحة وفيها أن الصراط المستقيم هو : الإسلام.
قوله تعالى :( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( لهم دار السلام عند ربهم ) الله هو السلام، والدار الجنة.
قوله تعالى :( ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ) يعني : أضللتم منهم كثير. وانظر سورة الجن آية ( ٦ ).
قوله تعالى ( وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : أما قوله ( وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ) فالموت.
قوله تعالى ( قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ) أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال ( قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ) قال : إن هذه الآية : آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه، لا ينزلهم جنة ولا نار.
قوله تعالى :( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ) وإنما يولي الله بين الناس بأعمالهم، فالمؤمن ولي المؤمن أين كان وحيث كان، والكافر ولي الكافر أينما كان وحيثما كان. ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي.
قوله تعالى :( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مجاهد قوله :( يا معشر الجن والإنس ) قال : ليس في الجن رسل إنما الرسل في الإنس، والنذارة في الجن، وقرأ :( فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين ) الأحقاف آية ( ٣٠ ).
وانظر سورة الجن الآية ( ١-٥ ).
قوله تعالى :( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) النفي في هذه الآية الكريمة منصب على الجملة الحالية، والمعنى أنه لا يهلك قوما في حال غفلتهم، أي عدم إنذارهم، بل لا يهلك أحدا إلا بعد الإعذار والإنذار على ألسنة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، كما بين هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )، وقوله ( رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )، وقوله ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ).
وانظر سورة الإسراء آية ( ١٥ ).
قوله تعالى :( ولكل درجات مما عملوا )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ولكل درجات مما عملوا ) بين في موضع آخر : أن تفاضل درجات العاملين في الآخرة أكبر، وأن تفضيلها أعظم من درجات أهل الدنيا، وهو قوله ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض و للآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ).
وانظر سورة الإسراء آية ( ٢١ ).
قوله تعالى :( وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين )
قال ابن كثير :( إن يشأ يذهبكم ) أي : إذا خالفتم أمره ( ويستخلف من بعدكم ما يشاء ) أي : قوما آخرين، أي : يعلمون بطاعته، ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) أي : هو قادر على ذلك سهل عليه، يسير لديه، كما أذهب القرون الأول وأتى بالذي بعدها، كذلك هو قادر على إذهاب هؤلاء والإتيان بآخرين كما قال تعالى ( إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا ) وقال تعالى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم و يأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ).
وأنظر سورة النساء آية ( ١٣٣ ) وتفسيرها.
قوله تعالى :( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين )
أنظر سورة يس آية ( ٦٣ )، وسورة مريم آية ( ٧٥ )
قوله تعالى :( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعملون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( يا قوم اعملوا على مكانتكم ) يعني على ناحيتكم.
قوله تعالى ( الظالمون )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس :( الظالمون ) يعني لا أقبل ما كان في الشرك.
قوله تعالى :( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا... )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث و الأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) قال : جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا. فإن سقط من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه، وإن سقط مما جعلوه للشيطان في نصيب الله التقطوه وحفظوه وردوه إلى نصيب الشيطان، وإن انفجر من سقى ما جعلوه لله في نصيب الشيطان تركوه، وإن انفجر من سقي ما جعلوه للشيطان في نصيب الله سدوه. فهذا ما جعلوه من الحروث وسقي الماء.
وأما ما جعلوه للشيطان من الأنعام فهو قول الله ( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ) سورة المائدة آية : ١٠٣.
وانظر سورة البقرة آية ( ٢٠٥ )
قوله تعالى :( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم ) زينوا لهم، من قتل أولادهم.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( قتل أولادهم شركاؤهم ) شياطينهم يأمرونهم أن يئدوا أولادهم خيفة العيلة.
أي خشية الفقر.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي :( ليردوهم ) فيهلكوهم.
( و ليلبسوا عليهم دينهم ) فيخلطوا عليهم دينهم. ( ذرهم ) يعني خل عنهم.
قوله تعالى :( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم )
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ( الأنعام ) السائبة والبحيرة التي سموا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( و حرث حجر ) فالحجر، ما حرموا من الوصيلة، وتحريم ما حرموا.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله :( لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم ) فيقولون : حرام أن يطعم إلا من شئنا. ( و أنعام حرمت ظهورها ) قال : البحيرة والسائبة والحام ( و أنعام لا يذكرون اسم الله عليها ) فكانوا لا يذكرون اسم الله عليها إذا ولدوها، ولا إن نحروها.
قوله تعالى :( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيها شركاء )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ) ألبان البحائر كانت للذكور دون النساء، وإن كانت ميتة اشترك فيها ذكورهم وإناثهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام ) السائبة والبحيرة.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله :( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام ) فهذه الأنعام، ما ولد منها حي.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله :( خالصة لذكورنا ) فهو خاص للرجال دون النساء. ( وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء ) قال : ما ولدت من ميت فيأكله الرجال والنساء.
قوله تعالى ( سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم )
أخرج آدم بن آبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ( سيجزيهم وصفهم ) قال : قولهم الكذب في ذلك.
قوله تعالى :( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله ) قال البخاري : حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير
علم ) إلى قوله ( قد ضلوا وما كانوا مهتدين ).
( الصحيح ح٣٥٢٤- ك المناقب، ب قصة زمزم وجهل العرب ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله تعالى ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم ) فقال : هذا صنيع أهل الجاهلية. كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويغذو كلبه، وقوله :( وحرموا ما رزقهم الله ) الآية، وهم أهل الجاهلية. جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا، تحكما من الشياطين في أموالهم
قوله تعالى :( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ) فالمعروشات ما عرش الناس، ( وغير معروشات ) ما خرج في البر والجبال من الثمرات.
قوله تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده... )
قال أبو داود : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني : حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن جابر بن عبد الله : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل جاد عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المسجد للمساكين ".
( السنن ٢/١٢٥ح١٦٦٢- ك الزكاة، ب في حقوق المال )، وأخرجه أحمد ( المسند ٣/٣٥٩-٣٦٠ ) من طريق أحمد بن عبد الملك عن محمد بن سلمة به. قال ابن كثير : إسناد جيد قوي ( التفسير ٣/٣٤١ )..
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وآتوا حقه يوم حصاده ) يعني بحقه، زكاته المفروضة، يوم يكال أو يعلم كيله.
قوله تعالى (... ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )
قال النسائي : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا همام، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة ".
( السنن ٥/٧٩ - ك الزكاة، ب الاختيال في الصدقة )، وأخرجه ابن ماجه ( السنن ٢/١٩٢١ح٣٦٠٥- ك اللباس، ب البس ما شنت ما أخطأك سرف أو مخيلة ) من طريق أبى بكر بن أبى شيبة عن يزيد بن هارون به. وأحمد في مسنده ( ح ٦٧٠٨ ) عن بهز - وفي آخره : " إن الله يحب أن ترى نعمته على عبده ". قال محققه : إسناده صحيح -. والحاكم :( المستدرك ٤/١٣٥ - ك الأطعمة ) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن همام به. قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة جزم ( الصحيح ١٠/٢٦٤ - ك اللباس، ب قوله تعالى ( قل من حرم زينة الله... ). وصححه الألباني في ( صحيح سنن النسائي ح ٢٣٩٩ ).
وانظر سورة الأعراف آية ( ٣١ )، وسورة الإسراء آية ( ٢ ) وتفسيرها.
قوله تعالى :( ومن الأنعام حمولة وفرشا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( ومن الأنعام حمولة وفرشا ) فأما الحمولة فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه، وأما الفرش الغنم.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى ( حمولة وفرشا ) قال : الحمولة : ما حمل عليه منها. والفرش : حواشيها يعني صغارها قوله تعالى(... ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )
انظر سورة البقرة آية ( ١٦٨ ) لبيان خطوات الشيطان.
قوله تعالى :( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ءالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ) الآية، إن كل هذا لم أحرم منه قليلا ولا كثيرا، ذكرا ولا أنثى. أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ءالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ) يعني : هل تشتمل الرحم إلا على ذكر وأنثى ؟ فهل يحرمون بعضا ويحلون بعضا ؟.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( قل ءالذكرين حرم أم الأنثيين ) يقول : سلهم ( ءالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ) ؟ أي : إني لم أحرم شيا من هذا.
قوله تعالى :( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال : كانوا يقولون يعني الذين كانوا يتخذون البحائر والسوائب : إن الله أمر بهذا. فقال الله :( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ).
قوله تعالى :( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو... )
قال الحاكم : أخبرني علي بن محمد بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو نعيم ثنا محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا فبعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو وتلا هذه الآية ( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم ) الآية.
( المستدرك ٤/١١٥ - ك الأطعمة، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي )، وأخرجه أبو داوود من طريق أبي نعيم به( السنن ٣٨٠٠- ك الأطعمة، ب ما لم يذكر تحريمه )، وصححه الألباني في ( صحيح سنن أبي داوود ح ٣٢٢٥ ).
قال مسلم : وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس. قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع. وعن كل ذي مخلب من الطير ".
( صحيح سلم ٣/١٥٣٤ح١٩٣٤ - ك الصيد والذبائح، ب تحريم أكل كل ذي ناب... )
وقال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن عبد الله والحسن، ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب ؛ " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر. وعن لحوم الحمر الإنسية ´´.
( صحيح مسلم ٣/١٥٣٧ ح١٤٠٧- ك الصيد والذبائح، ب تحريم أكل الحمر الإنسية )، وأخرجه البخاري من طريق مالك به ( الصحيح ح ٤٢١٦- ك المغازي، ب غزوة خيبر ).
قال البخاري : حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وجد النبي صلى الله عليه وسلم شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هلا انتفعتم بجلدها ؟ " قالوا إنها ميتة ؛ قال : " إنما حرم أكلها ".
( صحيح البخاري ٣/٤١٦ح١٤٩٢- ك الزكاة، ب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ) و أخرجه مسلم في ( صحيحه ١/٢٧٦-٢٧٧- ك الحيض، ب طهارة جلود الميتة بالدباغ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا ) يعني : مهراقا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الحسن عن قتادة :( أو دما مسفوحا ) قال : حرم الله الدم ما كان مسفوحا فأما لحم يخالطه دم، فلا بأس به.
قوله تعالى ( وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية :( وما أهل لغير الله به )، يقول : ما ذكر عليه غير اسم الله.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس :( فمن اضطر غير باغ ولا عاد ) يقول : من أكل شيئا من هذه وهو مضطر، فلا حرج. ومن أكله وهو غير مضطر فقد بغى واعتدى.
و أنظر سورة البقرة آية ( ١٤٥ ).
قوله تعالى :( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر.. )
قال البخاري : حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال عطاء : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم شحومها جملوها ثم باعوها فأكلوها ".
( صحيح البخاري ٨/١٤٥ح٤٦٣٣-ك التفسير – سورة الأنعام ب الآية )، ( صحيح مسلم ٣/١٢٠٨-ك المساقاة، ب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ونحوه ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ) و هو البعير و النعامة.
وأنظر سورة النحل آية ( ١١٨ ) وتفسيرها.
قوله تعالى ( حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قوله :( حرمنا عليهم شحومهما ) قال : الثرب وشحم الكليتين. وكانت اليهود تقول : إنما حرمه إسرائيل، فنحن نحرمه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( إلا ما حملت ظهورهما ) يعني ما علق بالظهر من الشحوم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :( أو الحوا يا ) وهي المبعر.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ( أو الحوا يا ) قال : هو البقر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :( أو ما اختلط بعظم ) مما كان من شحم على عظم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ( ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) إنما حرم ذلك عليهم عقوبة ببغيهم.
قوله تعالى :( فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( فإن كذبوك ) اليهود.
أخرج بن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قال : كانت اليهود يقولون : إنما حرمه إسرائيل فنحن نحرمه، فذلك قوله :( فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين ).
قوله تعالى :( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ) وقال :( كذلك كذب الذين من قبلهم ) ثم قال :( ولو شاء الله ما أشركوا ) فإنهم قالوا : عبادتنا الآلهة تقربنا من الله زلفى فأخبرهم الله أنها لا تقربهم، وقوله :( ولو شاء الله ما أشركوا ) يقول الله سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد :( ولا حرمنا من شيء ) قول قريش بغير يقين : إن الله حرم هذه البحيرة والسائبة
قوله تعالى :( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين )
انظر سورة القمر آية ( ٥ ) وتفسيرها
قوله تعالى :( قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم )
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ألسدي :( قل هلم شهداءكم ) قال أروني شهداءكم. ( الذين يشهدون أن الله حرم هذا ) فيما حرمت العرب، وقالوا : أمرنا الله به. قال الله لرسوله :( فإن شهدوا فلا تشهد معهم )
قوله تعالى ( وهم بربهم يعدلون )
أي : يشركون بربهم كما تقدم في مطلع تفسير هذه السورة.
قوله تعالى :( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا )
قال الحاكم : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يبايعني على هؤلاء الآيات ؟ " ثم قرأ ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ) حتى ختم الآيات الثلاث فمن وفي فأجره على الله ومن انتقص شيئا أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته ومن أخر إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إنما اتفقا جميعا على حديث الزهري عن أبي إدريس عن عبادة : " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ". وقد روى سفيان بن حسين الواسطى كلا الحديثين عن الزهري فلا ينبغي أن يسب إلى الوهم في أحد الحديثين إذا جمع بينهما والله أعلم. ( المستدرك ٢/٣١٨ - ك التفسير، سورة الأنعام، وصححه الذهبي ).
قوله تعالى ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) الإملاق الفقر، قتلوا أولادهم خشية من الفقر.
قوله تعالى ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن )
قال البخاري : حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن عمرو، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال : " لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا شيء أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه ".
قلت : سمعته من عبد الله ؟ قال : نعم. قلت : ورفعه ؟ قال : نعم.
( صحيح البخاري ٨/١٤٦ح٤٦٣٤- ك التفسير - سورة الأنعام، ب الآية )، وأخرجه مسلم في ( الصحيح ٤/٢١١٣ح٢٧٦٠- ك التوبة، ب غيرة الله تعالى... ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن آبي طلحة عن ابن عباس قوله :( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) قال : كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنا بأسا في السر ويستقبحونه في العلانية، فحرم الله الزنا في السر والعلانية.
قوله تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.. )
قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص : حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن مرة، عن مسروق، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة ".
( الصحيح ١٢/٢٠٩ح ٦٨٧٨- ك الديات، ب قول الله تعالى ( أن النفس بالنفس ) )، وأخرجه مسلم ( الصحيح ٣/١٣٠٢ ح ١٦٧٦ - ك القسامة، ب ما يباح به دم المسلم ).
قال ابن ماجة : حدثنا أحمد بن عبدة. أنبأنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ؛ أن عثمان بن عفان أشرف عليهم. فسمعهم وهم يذكرون القتل فقال : إنهم ليتواعدوني بالقتل ؟ فلم يقتلوني ؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث : رجل زنى وهو محصن فرجم. أو رجل قتل نفسا بغير نفس. أو رجل ارتد بعد إسلامه " فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام، ولا قتلت نفسا مسلمة، ولا ارتددت منذ أسلمت.
( سنن ابن ماجة ٢/٨٤٧ح٢٥٣٣- ك الحدود، ب لا يحل دم امرئ مسلم إلا في ثلاث )، أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وقال الترمذي : حديث حسن ( المسند ١/٦٣، السنن٤/٤٦٠- أبواب الفتن - ب لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، السنن ٧/٩١ - تحريم الدم - ب ذكر ما يحل به دم المسلم ). وقال الألباني : صحيح ( صحيح ابن ماجه ٢/٧٧ ).
قوله تعالى :( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن... )
انظر حديث أحمد المتقدم عند الآية ( ٢٢٠ ) من سورة البقرة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ) فليثمر ماله.
قوله تعالى ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها ) أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بإيفاء الكيل والميزان بالعدل، وذكر أن من أخل بإيفائه من غير قصد منه لذلك، لا حرج عليه لعدم قصده، و لم يذكر هنا عقابا لمن تعمد ذلك، ولكنه توعده بالويل في موضع آخر ووبخه بأنه لا يظن البعث ليوم القيامة، وذلك في قوله :( ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )
وذكر في موضع آخر أن إيفاء الكيل و الميزان خير لفاعله، وأحسن عاقبة، و هو قوله تعالى ( و أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير و أحسن تأويلا ).
اخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن مجاهد ( بالقسط ) بالعدل.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :( لا نكلف نفسا إلا وسعها ) قال : هم المؤمنون، وسع الله عليهم أمر دينهم، فقال :( ما جعل عليكم في الدين من حرج ).
قوله تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالعدل في القول، و لو كان على ذي قرابة، وصرح في موضع آخر بالأمر بذلك، ولو كان على نفسه أو والديه، وهو قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )الآية.
قوله تعالى ( وبعهد الله أوفوا ) الآية
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وبعهد الله أوفوا ) الآية، أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالإيفاء بعهد الله، وصرح في موضع آخر أن عهد الله سيسأل عنه يوم القيامة، بقوله ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) أي عنه.
قوله تعالى :( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )
قال النسائي : أنا يحيى بن حبيب بن عربي : نا حماد، عن عاصم، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا، وخطه لنا عاصم- فقال : هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطا عن يمين الخط- وعن شماله فقال : لهذه السبل، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم تلا هذه الآية ( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) للخط الأول ( ولا تتبعوا السبل ) للخطوط ( فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ).
( التفسير ١/٤٨٥ح١٩٤ )، و أخرجه أحمد في مسنده ( ١/٤٦٥، ٤٣٥ ) و الدارمي في سننه( ١/٦٧-٦٨، في كراهية أخد الرأي )، و ابن حبان في صحيحه ( الإحسان١/١٨١ح٧ )، و الحاكم في مستدركه( ٢/٣١٨ )من طرق عن حماد بن زيد به. قال الحاكم : صحيح الإسناد و لم يخرجاه. و حسن إسناده الألباني في ( ظلال الجنة١/١٣ )
قال الترمذي : حدثنا علي بن حجر السعدي : حدثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان الكلابي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ضرب صراطا مستقيما، على كنفي الصراط داران لهما أبواب مفتحة، على الأبواب ستور وداع يدعو على رأس الصراط وداع يدعو فوقه ( و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله فلا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف الستر، والذي يدعو فوقه واعظ ربه ".
( السنن ٥/١٤٤ح٢٨٥٩-ك الأمثال، ب ما جاء في مثل الله لعباده ). وقال : غريب، و لكن في ( تحفة الأشراف ح ١١٧١٤ ) : أنه حسنه، وأخرجه النسائي ( التفسير١/٥٦٨ح٢٥٣ ) عن علي ابن حجر وعمرو بن عثمان، وأحمد ( المسند ٤ /١٨٣ ) عن حيوة بن شريح. كلهم عن بقية به. وأخرجه أحمد ( المسند ٤/١٨٢-١٨٣ )، و الحاكم ( المستدرك ١/٧٣ ) من طرق عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه به. قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولا أعرف له علة. ووافقه الذهبي. وقال ابن كثير : إسناد حسن صحيح ( التفسير ١/٢٨ )، وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح ٢٢٩٥ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله :( و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) قال : البدع و الشبهات و الضلالات.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) و قوله ( أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ) سورة الشورى : ١٣. و نحو هذا في القرآن. قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، و نهاهم عن الاختلاف و الفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان من قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.
قوله تعالى :( ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء )
انظر حديث واثلة بن الأسقع عند الإمام أحمد المتقدم تحت الآية ( ٣-٤ ) من سورة آل عمران.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن ) قال : من أحسن في الدنيا، تمم الله ذلك له في الآخرة. أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( تماما على الذي أحسن ) قال : على المؤمنين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( وتفصيلا لكل شيء ) فيه حلاله وحرامه.
قوله تعالى :( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :( وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) و هو القرآن الذي أنزله الله على محمد عليه السلام ( فاتبعوه ) يقول : فاتبعوا حلاله، وحرموا حرامه.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله :( واتقوا ) يقول : واتقوا ما حرم، وهو هذا القرآن.
قوله تعالى :( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ) وهم اليهود والنصارى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس :( وإن كنا عن دراستهم لغافلين ) يقول : وإن كنا عن تلاوتهم لغافلين.
قوله تعالى :( أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ) الآية، ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن من حكم إنزال القرآن العظيم قطع عذر الكفار مكة. لئلا يقولوا : لو أنزل علينا كتاب لعملنا به، و لكنا أهدى من اليهود و النصارى الذين لم يعملوا بكتبهم، و صرح في موضع آخر أنهم أقسموا على ذلك، وأنه لما أنزل عليهم ما زادهم نزوله إلا نفورا و بعدا عن الحق، لاستكبارهم و مكرهم السيئ، و هو قوله تعالى ( و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :( أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم ) يقول : قد جاءكم بينة لسان عربي مبين، حين لم تعرفوا دراسة الطائفتين، وحين قلتم : لو جاءنا كتاب لكنا أهدى منهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :( أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم )، فهذا قول الكفار العرب ( فقد جاءكم بينة من ربكم و هدى ورحمة ).
قوله تعالى ( وصدف عنها )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :( و صدف
عنها ) يقول أعرض عنها.
قوله تعالى :( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك ) الآية. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة إتيان الله جل وعلا وملائكته يوم القيامة، وذكر ذلك في موضع آخر، وزاد فيه أن الملائكة يجيئون صفوفا وهو قوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا )، وذكره في موضع آخر، وزاد فيه أنه جل وعلا يأتي في ضلل من الغمام وهو قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) الآية. ومثل هذا من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه يمر كما جاء يؤمن بها.
وانظر سورة البقرة آية ( ٢١٠ ) وتفسيرها.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة :( إلا أن تأتيهم الملائكة ) بالموت، ( أو يأتي ربك ) يوم القيامة، ( أو تأتي بعض آيات ربك )، قال : آية موجبة، طلوع الشمس من مغربها، أو ما شاء الله.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله ( هل ينظرون إلا تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك ) قال : يوم القيامة في ظلل من الغمام.
قوله تعالى ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )
قال البخاري : حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ". ثم قرأ الآية.
( صحيح البخاري٨/١٤٧ح٤٦٣٦-ك التفسير- سورة الأنعام، ب الآية )، و أخرجه مسلم ( ١/١٣٧-ك الإيمان، ب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان. نحوه ). المراد بالآية التي قرأها هي الآية المذكورة أعلاه.
قال مسلم : و حدثنا أبو بكر بن شيبة، وزهير بن حرب. قالا : حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب. حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. جميعا عن فضيل بن غزوان. ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ( و اللفظ له ). حدثنا ابن فضيل عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سل " ثلاث إذا خرجن، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها. والدجال. ودابة الأرض ".
( صحيح مسلم ١/١٣٨ح١٥٨-ك الإيمان، ب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان. نحوه ).
و انظر حديث مسلم تحت الآية( ١٥٩ ) من سورة النساء.
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا أبو خالد ( يعني سليمان بن حيان ) ح وحدثنا ابن نمير : حدثنا أبو معاوية، ح و حدثني أبو سعد الأشج، حدثنا حفص ( يعني ابن غياث ) كلهم عن هشام، ح و حدثني أبو خيثمة، زهير ابن حرب ( و اللفظ له )، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه ".
( الصحيح ٤/٢٠٧٦ح٢٧٠٣-ك الذكر و الدعاء و التوبة و الاستغفار، ب استحباب الاستغفار و الإكثار منه ).
قال الترمذي : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر بن حبيش قال : أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال : ما جاء بك ؟ قلت : ابتغاء العلم... فذكر الحديث، وفيه : " قال زر : فما برح يحدثني حتى حدثني أن الله جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة، لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله، وذلك قول الله عز وجل ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها... ) الآية.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. ( السنن ح ٣٥٣٦، واللفظ للثاني - ك الدعوات، ب في فضل التوبة والاستغفار )، وأخرجه أيضا عبد الرزاق في تفسيره ح٨٧٧ )، و النسائي في تفسيره ح ١٩٨ )، وابن ماجة في ( سننه ح ٤٠٧٠ - ك الفتن، ب طلوع الشمس من مغربها )، والطبري في تفسيره ( ١٢/٢٥٠ح١٤٢٠٦و١٤٢٠٧ )، وابن خزيمة في ( صحيحه ح ١٩٣ )، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان ح ١٣٢١ ) وغيرهم من طرق عن عاصم بإسناده نحوه، وحسنه الألباني في( صحيح سنن الترمذي ٣/١٧٤و١٧٥ )، وابن ماجه ( ٢/٣٨٢ ).
انظر حديث مسلم عن أبي ذر الآتي عند الآية ( ٣٨ ) من سورة يس.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانهم لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) يقول : كسبت في تصديقها خيرا، عملا صالحا. فهؤلاء أهل القبلة. وإن كانت مصدقة و لم تعمل قبل ذلك خيرا. فعملت بعد أن رأت الآية، لم يقبل منها. وإن عملت قبل الآية خيرا، ثم عملت بعد الآية خيرا، قبل منها.
قوله تعالى ( قل انتظروا إنا منتظرون )
انظر سورة يونس آية( ٢٠ ).
قوله تعالى :( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) قال : هم اليهود والنصارى.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف و الفرقة، وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قوله ( لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ) لم يؤمر بقتالهم، ثم نسخت، فأمر بقتلهم في سورة براءة.
قوله تعالى :( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها... )
قال البخاري : حدثنا أبو اليمان : أخبرنا شعيب، عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت.
فقلت له : قد قلته بأبي أنت وأمي. قال : " فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وافطر، وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر ". قلت : إني أطيق أفضل، من ذلك. قال : " فصم يوما وأفطر يومين ". قلت : إني أطيق أفضل من ذلك. قال : " فصم يوما وأفطر يوما، فذلك صيام داود عليه السلام " وهو أفضل الصيام، فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا أفضل من ذلك ".
( الصحيح٤/٢٥٩ح١٩٧٦-ك الصوم، ب صوم الدهر )، و أخرجه مسلم في ( الصحيح ٢/٨١٢ح١١٥٩-ك الصيام، ب النهي عن صوم الدهر... من طريق يونس عن الزهري به ).
انظر حديث مسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية ( ٢٦١ ) من سورة البقرة.
قال مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد و علي بن حجر. جميعا عن إسماعيل. قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل بن جعفر. أخبرني سعد بن سعيد بن قيس عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجى، عن أيوب الأنصاري رضي الله عنه ؛ أنه حدثه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان. ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
( الصحيح٢/٨٢٢ح١١٦٤-ك الصيام، ب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان )
قال أحمد : ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أشياخه، عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله أوصني، قال :" إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " قال : قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله ؟ قال : " هي أفضل الحسنات "
( المسند ٥/١٦٩ )، وأخرجه أيضا في الزهد ( ٢٧ )، وأخرجه هناد ( الزهد ١٠٧١ )، والطبري( التفسير٨/٨١ )، وابن أبي حاتم ( سورة الأنعام /١٦٠ح ١٥ ١٢ وسورة النمل /٨٩ح ٥٧٢ )، وأبو نعيم في الحلية ( ٤/٢١٧ )، والبيهقى ( الأسماء والصفات ١/١٨٢ ) من طرق عن الأعمش به. قال الألباني : وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير أشياخ شمر فلم يسموا، لكنهم جمع ينجبر الضعف بعددهم كما قال السخاوي في غير هذا الحديث... قال ( يعني أبا نعيم في الحلية ٤/٢١٧ ) : رواه أبو نعيم عن الأعمش، وجوده يونس بن بكير عنه. ثم ساقه من طريق عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكر، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن آبيه عن أبي ذر به نحوه. وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، ووالد إبراهيم اسمه يزيد بن شريك التيمي. ( الصحيحة ٣/٣٦١ح١٣٧٣ ). وللحديث شاهد عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه في تفسير قوله تعالى :( من جاء بالحسنة ) قال : لا إله إلا الله. أخرجه ابن أبي حاتم ( التفسير - سورة الأنعام /١٦٠ح ١٢١٦، سورة النمل /٨٩ح٥٧٣ )، والطبري ( التفسير١٢/٢٧٦ح١٤٢٧٤، ١٤٢٧٢ ) من طريق الأسود ابن هلال عنه به. وصححه محقق ابن أبي حاتم ( التفسير- سورة الأنعام /١٦٠ح١٢١٦ ). ولهذا الموقوف شواهد عن بعض الصحابة والتابعين. ساق بعضها الطبري ( التفسير - سورة الأنعام /١٦٠ ) وأشار إليها ابن أبي حاتم ( التفسير تحت الآية المذكورة ).
قال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل، وقوله الحق : إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، فإن تركها – وربما قال : لم يعمل بها - فاكتبوها له حسنة ثم قرأ :( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) ".
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ( سنن الترمذي ٥/٢٦٥ح٣٠٧٣- ك التفسير، سورة الأنعام ). أصل الحديث عند مسلم ( ١/١١٧و١١٨رقم٢٠٣-٢٠٦ ) بدون قوله ( ثم قرأ... الخ، وجاء نحوه مع زيادة ونقص من حديث ابن عباس عند البخاري ( رقم ٦٣٩١ ) ومسلم ( ١/١١٨رقم٢٠٧و٢٠٨ )، ومن حديث أبي ذر عند مسلم ( ٤/٢٠٦٨رقم٢٦٨٧ ).
قال أبو داود : حدثنا مسدد وأبو كامل، قالا : ثنا يزيد، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يحضر الجمعة ثلاثة نفر : رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو، فهو رجل دعا الله عز وجل : إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت و لم يتخط رقبة مسلم و لم يؤذ أحدا، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ).
( السنن ١/٢٩١ح١١١٣ - ك الصلاة، ب الكلام والإمام يخطب )، وأخرجه ابن خزيمة في( صحيحه ٣/١٥٧ح١٨١٣- ك الجمعة، ب طبقات من يحضر الجمعة ) من طريق محمد بن عبد الله ابن زريع عن حبيب به. قال العراقي : إسناده جيد ( انظر نيل الأوطار٣/٣٠٤ ) قال الألباني : إسناده حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( حاشية ابن خزيمة ). وأخرجه أحمد في مسنده ( ١١/١٨٣رقم٧٠٠٢ ) من طريق يزيد به. وفي ( ١٠/١٧٤رقم٦٧٠١ ) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب بإسناده مختصرا وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق المسند.
قوله تعالى :( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم... )
انظر سورة الفاتحة في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ).
قوله تعالى :( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله... )
قال الشيخ الشنقيطي : قال بعض العلماء : المراد بالنسك هنا النحر، لأن الكفار كانوا يتقربون لأصنامهم بعبادة من أعظم العبادات : هي النحر. فأمر الله تعالى نبيه أن يقول إن صلاته ونحره كلاهما خالص لله تعالى، ويدل لهذا قوله تعالى ( فصل لربك وأنحر ).
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان ( قل إن صلاتي ) صلاتي المفروضة.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( ونسكي ) ذبحي في الحج والعمرة.
قوله تعالى :( وأنا أول المسلمين )
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ( وأنا أول المسلمين ) قال : أول المسلمين من هذه الأمة.
قوله تعالى :( ولا تكسب كل نفس إلا عليها )
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي، ثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا القاسم بن هزان، حدثني الزهري، حدثني سعيد بن مرجانة قال : قال ابن عباس ( عليها ما اكتسبت ) البقرة : ٢٨٦، من العمل.
وسنده حسن.
قوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي عليها أهلها فقال : إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها ".
( صحيح البخاري ٣/ ١٨١ ح ١٢٨٩ - ك الجائز، ب قول صلى الله عليه وسلم : " ليعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النواح من سنته "، وأخرجه مسلم في ( صحيحه ٢/ ٦٤١-٦٤٣ - ك الجنائز، ب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ).
قال أبو داود : حدثنا أحمد بن يونس، ثنا عبيد الله - يعني ابن إياد - ثنا إياد، عن أبي رمثة، قال : انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول الله قال لأبي :" ابنك هذا " ؟ قال : أي ورب الكعبة، قال : " لحقا " ؟ قال : أشهد به، قال : فتبسم رسول الله ضاحكا من ثبت شبهي في أبي، ومن حلف أبي على، ثم قال : " أما إنه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه " وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ).
( السنن ٤/١٦٨ ح ٤٤٩٥ - ك الديات، ب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه )، وأخرجه أحمد في ( مسنده ٢/٢٢٦ )، والدارمي ٢/١٩٩ - ك الديات، ب لا يؤاخذ أحد بجناية غيره )، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان ١٣/٧٣٧ح ٥٩٩٥ )، والحاكم في ( المستدرك ٢/٤٢٥ ) كلهم من طريق أبي الوليد الطيالسى عن عبيد الله بن إياد به. قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وصححه أيضا الألباني واستوفى طرقه وشواهده ( الإرواء رقم ٢٣٠٣ )، وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح على شرط مسلم ( انظر مرويات الدارمي في التفسير ص ٢٤١ ).
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن الربيع بن أنس قوله ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم ) قال : يبعثهم من بعد الموت فيبعث أولياءه وأعداءه فينبئهم بأعمالهم.
وانظر سورة الإسراء آية رقم ( ١٥ ) وتفسيرها.
قوله تعالى :( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض... )
قال مسلم : حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة قال : سمعت أبا نضرة، عن أبي سعيد الخدري ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها. فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ".
وفي حديث ابن بشار " لينظر كيف تعملون ".
( صحيح مسلم ٤/٢٠٩٨ح٢٧٤٢- ك الرقاق، ب أكثر أهل الجنة الفقراء ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) قال : أما ( خلائف الأرض ) فأهلك القرون واستخلفنا فيها بعدهم.
قوله تعالى ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) يقول : في الرزق.
انظر سورة الإسراء آية ( ٢١ ) وتفسيرها.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله ( ليبلوكم فيما آتاكم )، يقول : فيما أعطاكم.
قال مسلم : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل : أخبرني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد ".
( الصحيح ٤/٢١٠٩ح٢٧٥٥- ك التوبة، ب في سعة رحمة الله تعالى... ).
Icon