تفسير سورة الحشر

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الحشر من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
والآن فلننتقل إلى سورة " الحشر " المدنية أيضا، وقد سميت " سورة الحشر " أخذا من قوله تعالى في الآية الثانية منها :﴿ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ﴾، وهذه السورة الكريمة تشير إلى يهود " بني النضير "، وجلائهم عن المنازل التي كانوا يسكنونها، والحصون التي كانوا يتحصنون بها خارج " المدينة " على أميال منها من الناحية الشرقية، وذلك بعدما حاصرهم رسول الله والمؤمنون ست ليال، على رأس ستة أشهر من " غزوة أحد " أوائل السنة الرابعة من الهجرة، فنزلوا واستسلموا، على أساس الكف عن دمائهم، والجلاء عن منازلهم وحصونهم، وأن لهم ما أقلّته إبلهم وحملته من الأموال والأمتعة، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، إلاّ " الحلقة " وهي السلاح الكثير، فلم يسمح لهم بحمله معهم، واتجه فريق من بني النضير إلى " خيبر "، واتجه فريق آخر إلى " أذرعات " من أعالي الشام.
والسبب المباشر لحصار " بني النضير " ونزولهم على " الجلاء " فيما يذكره أصحاب المغازي والسير هو أنهم تواعدوا مع رسول الله على أن يخرج إليهم في طائفة من أصحابه، وأن يخرج إليه منهم طائفة من أحبارهم، حتى يلتقي الفريقان ويسمعوا منه، فيؤمنوا به إن صدقه أحبارهم، فلما حل الموعد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم : " إنكم لا تؤمنون عندي إلا بعهد تعاهدونني عليه "، فأبوا أن يعطوه عهدا، رغما عن مهادنته لهم منذ هجرته إلى المدينة، وما أعطوه له من العهد والذمة إذ ذاك، وبهذه المناسبة خلا بعضهم ببعض، فقالوا : " إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، وكان رسول الله مستندا إلى جنب جدار من بيوتهم، فهل من رجل يعلو على هذا البيت فيلقي صخرة على محمد فيريحنا منه ؟ " وانتدبوا لذلك واحدا منهم، فصعد أشقاهم ليلقي الصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله في نفر من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلي، فأوحى الله إلى رسوله بما أراد القوم من اغتياله، وقفل وحده راجعا إلى المدينة، ولما أقبل عليه أصحابه أخبرهم بخيانة " بني النضير " ونقضهم للعهد الذي عاهدوا عليه الرسول، ومحاولتهم للغدر به وهو بين أظهرهم، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم، ولما أعدوا العدة سار إليهم بالكتائب حتى نزل بهم، فتحصنوا في الحصون، وبعد مضي مدة الحصار الإسلامي المضروب على حصونهم طلبوا الصلح، وسألوا رسول الله أن يحقن دماءهم ويجليهم عن ديارهم، فصالحهم على ذلك، وتم جلاء " بني النضير " عن منازلهم التي كانوا بها خارج المدينة، ولم يسلم منهم بهذه المناسبة إلا رجلان أسلما على أموالهما فأحرزاها، وهما يامين بن عمرو وأبو سعد بن وهب. وإلى الواقعة تشير الآيات الكريمة الواردة في " سورة الحشر " وكان ابن عباس يطلق عليها أيضا " سورة بني النضير ".

وقد ابتدأت هذه السورة بما يفيد خضوع جميع المخلوقات، في الأرض والسماوات، لعزة الله وجلاله، وتنزيهها لخالقها عن كل نقص أو عجز، واعترافها بحكمته وكماله، وذلك قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم سبّح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم( ١ ) ﴾.
ثم شرعت الآيات الكريمة في وصف حصار " بني النضير " وجلائهم، فقال تعالى :﴿ هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب ﴾، وفي هذه الآية إشارة إلى أن الوضع المادي الذي كان عليه " بنو النضير " من المال والسلاح والحصون كان يوحي إليهم بأنهم في عز ومنعة، بحيث لا يستطيع أن يطاولهم أحد، فضلا عن أن ينتصر عليهم :﴿ وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ﴾، كما كان هذا الوضع نفسه يوحي إلى الجماعة الإسلامية الناشئة بأن الاستيلاء على " بني النضير " يحتاج إلى تضحيات جُلى، إن لم يكن في حكم المتعذر بالمرة، ﴿ ما ظننتم أن يخرجوا ﴾، فلما فتحوا أبواب حصونهم وخرجوا منها مستسلمين، يعرضون بأنفسهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكف عن قتالهم، وأن يجليهم عن ديارهم، كان ذلك أمرا إلهيا خارقا للعادة، ﴿ فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب ﴾، إذ لم يكن هذا المصير الذي انتهوا إليه بعد ست ليال من حصارهم منتظرا، لا عند المسلمين، ولا عند " بني النضير " أنفسهم، وقد كان في الإمكان أن يطول الحصار أسابيع وشهورا. وإذن " فالرعب " الذي ألقاه الله في قلوبهم، والهزيمة التي استولت على نفوسهم، هما العاملان الأساسيان في خروج " بني النضير " من حصونهم، واستسلامهم للرسول والمؤمنين، ورضاهم بالجلاء عن " المدينة " عاصمة الإسلام الأولى، وفي هذا الإطار من الظروف والملابسات نستطيع أن نفهم المراد بقوله تعالى في هذا السياق : " وهو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم }.
وقوله تعالى :﴿ يخرّبون بيوتهم بأيديهم ﴾، في وصف " بني النضير " وهم يتأهبون للجلاء عن ديارهم، إشارة إلى ما قاموا بهدمه من مبانيهم، وما قاموا بنقضه من سقوفهم، وما قاموا بقلعه من أخشاب أبوابهم، وما قاموا بحمله من مختلف الأمتعة والرياش التي كانت بمنازلهم، وبذلك خرّبوا بيوتهم بأيديهم وتركوها خرابا يباباً.
وقوله تعالى :﴿ وأيدي المؤمنين ﴾، إشارة إلى ما قام به المسلمون أثناء حصارهم " لبني النضير "، فقد كان المسلمون إذا ظهروا على درب أو دار هدموا حيطانها ليتسع المكان للقتال.
وقوله تعالى :﴿ فاعتبروا يا أولي الأبصار٢ ﴾ تعقيب على ما في هذه الواقعة الفريدة من نوعها من مختلف العظات والعبر، فهي درس عملي أعطاه الإسلام للمشركين، وللمنافقين، وللكافرين من أهل الكتاب على السواء.
وقوله تعالى :﴿ وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير( ٦ ) ﴾، إشارة إلى " الفيء " الذي آل إلى المسلمين من أموال " بني النضير "، وفي حكمه كل ما يؤول إلى المسلمين من هذا النوع، والمراد " بالفيء " كل مال أخذ من الكفار أثناء الجهاد من غير إيجاف خيل ولا ركاب، أي : من غير مبارزة ولا مصاولة، ولا ركض بخيل أو جمال، والشأن في هذا النوع أن يرد على المسلمين، ويصرف في وجوه البر والمصالح العامة.
ثم بين كتاب الله " مصاريف الفيء " الذي يؤول إلى المسلمين أثناء جهادهم في سبيل الله، والوجوه التي ينبغي أن يصرف فيها فقال تعالى :﴿ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾.
وقوله تعالى :﴿ كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ﴾، معناه كما قال ابن كثير : " جعلنا هذه المصاريف لمال الفيء، كي لا يبقى مأكلة يتغلب عليها الأغنياء، ويتصرفون فيها بمحض الشهوات والآراء، ولا يصرفون من الفيء شيئا إلى الفقراء ".
وللزيادة في بيان من يستحق الأخذ من مال " الفيء " ضرب كتاب الله المثل " بفقراء المهاجرين " الذي أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وبهذه المناسبة نوّه " بالأنصار " الذين آووهم وآثروهم على أنفسهم، وذلك قوله تعالى :﴿ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون٨ والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ﴾، إلى آخر الآية.
وقوله تعالى :﴿ والذين جاءوا من بعدهم ﴾، إلى آخر الآية إشارة إلى قسم ثالث يستحق فقراؤهم أن يصرف إليهم من " مال الفيء "، ما دام الجهاد قائما في سبيل الله. بالإضافة إلى فقراء المهاجرين وفقراء الأنصار هناك فقراء المؤمنين التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، على غرار قوله تعالى في سورة التوبة ( ١٠٠ ) :﴿ والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ﴾، والمراد " بالتابعين لهم بإحسان "، كما قال ابن كثير : " المتبعون لآثارهم الحسنة، وأوصافهم الجميلة، الداعون لهم في السر والعلانية "، ﴿ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم١٠ ﴾.
الربع الثالث من الحزب الخامس والخمسين : في المصحف الكريم في بداية هذا الربع تناول كتاب الله وصف الدّور السافل الذي قام به " المنافقون " في قصة " بني النضير "، حيث شجعوهم على نقض عهد رسول الله ومخالفته، والتآمر عليه وعلى المسلمين، ووعدوهم بالنجدة والنصرة إذا تعرضوا لاصطدام مع القوة الإسلامية الفتية، فأطلع الله رسوله على هذه المؤامرة عن طريق الوحي المبين، وذلك قوله تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون١١ ﴾، وقد كان عبد الله بن أبي ابن سلول وعصابته من النافقين بعثوا إلى يهود " بني النضير " : " إن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم "، فتربص " بنو النضير " ذلك، وانتظروا نصر المنافقين لهم أثناء فترة الحصار الإسلامي، لكن الله قذف في قلوب المنافقين الرعب فلم ينتصروا لليهود، وقذف في قلوب " بني النضير " الرعب فاستسلموا للمسلمين، وذلك قوله تعالى :﴿ لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليُوَلُّن الأدبار ثم لا ينصرون١٢ ﴾، وبين كتاب الله السر في فشل يهود " بني النضير " وحلفائهم وإخوانهم من النافقين، وهو أنهم يخافون الخلق أكثر مما يخافون الخالق فقال تعالى مخاطبا رسوله والمؤمنين :﴿ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله بأنهم قوم لا يفقهون١٣ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:الربع الثالث من الحزب الخامس والخمسين : في المصحف الكريم في بداية هذا الربع تناول كتاب الله وصف الدّور السافل الذي قام به " المنافقون " في قصة " بني النضير "، حيث شجعوهم على نقض عهد رسول الله ومخالفته، والتآمر عليه وعلى المسلمين، ووعدوهم بالنجدة والنصرة إذا تعرضوا لاصطدام مع القوة الإسلامية الفتية، فأطلع الله رسوله على هذه المؤامرة عن طريق الوحي المبين، وذلك قوله تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون١١ ﴾، وقد كان عبد الله بن أبي ابن سلول وعصابته من النافقين بعثوا إلى يهود " بني النضير " :" إن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم "، فتربص " بنو النضير " ذلك، وانتظروا نصر المنافقين لهم أثناء فترة الحصار الإسلامي، لكن الله قذف في قلوب المنافقين الرعب فلم ينتصروا لليهود، وقذف في قلوب " بني النضير " الرعب فاستسلموا للمسلمين، وذلك قوله تعالى :﴿ لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليُوَلُّن الأدبار ثم لا ينصرون١٢ ﴾، وبين كتاب الله السر في فشل يهود " بني النضير " وحلفائهم وإخوانهم من النافقين، وهو أنهم يخافون الخلق أكثر مما يخافون الخالق فقال تعالى مخاطبا رسوله والمؤمنين :﴿ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله بأنهم قوم لا يفقهون١٣ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:الربع الثالث من الحزب الخامس والخمسين : في المصحف الكريم في بداية هذا الربع تناول كتاب الله وصف الدّور السافل الذي قام به " المنافقون " في قصة " بني النضير "، حيث شجعوهم على نقض عهد رسول الله ومخالفته، والتآمر عليه وعلى المسلمين، ووعدوهم بالنجدة والنصرة إذا تعرضوا لاصطدام مع القوة الإسلامية الفتية، فأطلع الله رسوله على هذه المؤامرة عن طريق الوحي المبين، وذلك قوله تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون١١ ﴾، وقد كان عبد الله بن أبي ابن سلول وعصابته من النافقين بعثوا إلى يهود " بني النضير " :" إن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم "، فتربص " بنو النضير " ذلك، وانتظروا نصر المنافقين لهم أثناء فترة الحصار الإسلامي، لكن الله قذف في قلوب المنافقين الرعب فلم ينتصروا لليهود، وقذف في قلوب " بني النضير " الرعب فاستسلموا للمسلمين، وذلك قوله تعالى :﴿ لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليُوَلُّن الأدبار ثم لا ينصرون١٢ ﴾، وبين كتاب الله السر في فشل يهود " بني النضير " وحلفائهم وإخوانهم من النافقين، وهو أنهم يخافون الخلق أكثر مما يخافون الخالق فقال تعالى مخاطبا رسوله والمؤمنين :﴿ لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله بأنهم قوم لا يفقهون١٣ ﴾.
ووصفت الآيات الكريمة ما عليه يهود " بني النضير " ومن لف لفهم من الجبن والهلع، فهم لا يقدرون على مواجهة " كتائب " الإسلام الفتية، ومبارزتها وجها لوجه في الفضاء الطلق، وإنما يتسترون ويتترّسون بالحصون والجدر، ليقاتلوا من ورائها، وهم في مأمن من المفاجآت والمغامرات، وذلك قوله تعالى :﴿ لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ﴾، ثم يكشف كتاب الله عن سر دفين يتبين من خلاله مقدار ما بين المنافقين وكفار أهل الكتاب من التضامن والتعاون، وأن تحالف الفريقين إنما هو تحالف مصالح وأغراض إن اتفقت حينا اختلفت أحيانا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون١٤ ﴾.
وأعاد كتاب الله إلى أذهان المؤمنين ما أصاب كفار قريش " يوم بدر "، مشيرا إلى أن العاقبة كانت عليهم أيضا لا لهم، فما أصاب " بني النضير " إنما هو تتمة لما أصاب كفار قريش من قبل، وذلك قوله تعالى :﴿ كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم١٥ ﴾.
وشبه كتاب الله موقف " المنافقين " الذين شجعوا يهود " بني النضير " على نقض العهد، والتآمر على حياة الرسول عليه السلام، والذين وعدوهم بالنصرة والتأييد، ثم أخلفوا وعدهم وأسلموهم لسوء العاقبة، بموقف الشيطان من الإنسان، عندما يغريه بالكفر فيغتر به، ويكفر تحت تأثير إغرائه، حتى إذا كان يوم القيامة تبرأ الشيطان منه براءة تامة، وتنصل من تبعة عمله كل التنصل، وذلك قوله تعالى :﴿ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين١٦ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين١٧ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وشبه كتاب الله موقف " المنافقين " الذين شجعوا يهود " بني النضير " على نقض العهد، والتآمر على حياة الرسول عليه السلام، والذين وعدوهم بالنصرة والتأييد، ثم أخلفوا وعدهم وأسلموهم لسوء العاقبة، بموقف الشيطان من الإنسان، عندما يغريه بالكفر فيغتر به، ويكفر تحت تأثير إغرائه، حتى إذا كان يوم القيامة تبرأ الشيطان منه براءة تامة، وتنصل من تبعة عمله كل التنصل، وذلك قوله تعالى :﴿ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين١٦ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين١٧ ﴾.
واتجه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين يناديهم بأحب الصفات إليهم، داعيا إياهم إلى تقوى الله، مكررا أمره بالتقوى في هذا السياق مرتين على التوالي، و " تقوى الله " تقتضي أن يقي المؤمن نفسه من عذاب الله وسخطه، وذلك بالتزام الصلاح والاستقامة، وسلوك الطريق السوي، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، " فالغد " الذي هو عبارة عن الحياة القادمة والدائمة مهما كان بعيدا فهو قريب، والتزود له أمر تقضي به الحكمة والرشد، ويستلزمه حسن التدبير، وسلامة التفكير، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون١٨ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون١٩ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون٢٠ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:واتجه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين يناديهم بأحب الصفات إليهم، داعيا إياهم إلى تقوى الله، مكررا أمره بالتقوى في هذا السياق مرتين على التوالي، و " تقوى الله " تقتضي أن يقي المؤمن نفسه من عذاب الله وسخطه، وذلك بالتزام الصلاح والاستقامة، وسلوك الطريق السوي، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، " فالغد " الذي هو عبارة عن الحياة القادمة والدائمة مهما كان بعيدا فهو قريب، والتزود له أمر تقضي به الحكمة والرشد، ويستلزمه حسن التدبير، وسلامة التفكير، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون١٨ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون١٩ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون٢٠ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:واتجه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين يناديهم بأحب الصفات إليهم، داعيا إياهم إلى تقوى الله، مكررا أمره بالتقوى في هذا السياق مرتين على التوالي، و " تقوى الله " تقتضي أن يقي المؤمن نفسه من عذاب الله وسخطه، وذلك بالتزام الصلاح والاستقامة، وسلوك الطريق السوي، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، " فالغد " الذي هو عبارة عن الحياة القادمة والدائمة مهما كان بعيدا فهو قريب، والتزود له أمر تقضي به الحكمة والرشد، ويستلزمه حسن التدبير، وسلامة التفكير، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون١٨ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون١٩ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون٢٠ ﴾.
وتحدث كتاب الله من جديد عن روحانية القرآن الكريم، وكونه " روحا من أمر الله " يشع من خلال كلماته كل ما لله من صفات الكمال، ومظاهر القدرة والحكمة والجلال، وذلك قوله تعالى :﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون٢١ ﴾.
وختمت سورة " الحشر " بعقد نفيس من أسماء الله الحسنى يذكر المؤمنين بجملة من مظاهر ربوبيته، وآثار ألوهيته، في الآفاق وفي أنفسهم :﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ﴾.
ثم يكون " مسك الختام " تسبيحا لله وتنزيها، على لسان جميع المخلوقات في الأرض وفي السماوات، وكما ابتدأت سورة " الحشر " هكذا :﴿ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم١ ﴾، تنتهي بنفس المعنى هكذا :﴿ يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم٢٤ ﴾، وبذلك انسجمت البداية مع النهاية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:وختمت سورة " الحشر " بعقد نفيس من أسماء الله الحسنى يذكر المؤمنين بجملة من مظاهر ربوبيته، وآثار ألوهيته، في الآفاق وفي أنفسهم :﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ﴾.
ثم يكون " مسك الختام " تسبيحا لله وتنزيها، على لسان جميع المخلوقات في الأرض وفي السماوات، وكما ابتدأت سورة " الحشر " هكذا :﴿ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم١ ﴾، تنتهي بنفس المعنى هكذا :﴿ يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم٢٤ ﴾، وبذلك انسجمت البداية مع النهاية.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:وختمت سورة " الحشر " بعقد نفيس من أسماء الله الحسنى يذكر المؤمنين بجملة من مظاهر ربوبيته، وآثار ألوهيته، في الآفاق وفي أنفسهم :﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ﴾.
ثم يكون " مسك الختام " تسبيحا لله وتنزيها، على لسان جميع المخلوقات في الأرض وفي السماوات، وكما ابتدأت سورة " الحشر " هكذا :﴿ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم١ ﴾، تنتهي بنفس المعنى هكذا :﴿ يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم٢٤ ﴾، وبذلك انسجمت البداية مع النهاية.

Icon