تفسير سورة الممتحنة

جهود ابن عبد البر في التفسير
تفسير سورة سورة الممتحنة من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير .
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤٨٩- شهد الله لحاطب بن أبي بلتعة بالإيمان في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ﴾، وذلك أن حاطبا كتب إلى أهل مكة قبل حركة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها عام الفتح يخبرهم ببعض ما يريد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بهم من الغزو إليهم، وبعث بكتابه مع امرأة، فنزل جبريل عليه السلام- بذلك على النبي- صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طلب المرأة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- وآخر معه ؛ قيل المقداد بن الأسود، وقيل الزبير بن العوام، فأدرك المرأة بروضة خاخ١، فأخذ الكتاب، ووقف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حاطبا، فاعتذر إليه، وقال : ما فعلته رغبة عن ديني، فنزلت فيه آيات من صدر سورة الممتحنة، وأراد عمر بن الخطاب قتله، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :( إنه شهد بدرا ) الحديث٢. ( الاستيعاب : ١/٣١٢-٣١٣ ).
١ هي موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة. معجم البلدان: ٢/٣٣٥..
٢ الحديث في صحيح الإمام البخاري بشرح الكرماني، كتاب التفسير، سورة الممتحنة١ : ١٨/١٣٦-١٣٧. وتتمة الحديث: (.. وما يدريك لعل الله- عز وجل- اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)..
٤٩٠- قال أبو عمر : لم يختلف أهل السير١ أن هذه الآية المذكورة نزلت في الحديبية حين صالح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قريشا على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن وليه، فلما هاجرن، أبى الله أن يرددن إلى المشركين إذا امتحن بمحنة الإسلام، وعرف أنهن جئن رغبة في الإسلام. ( ت : ١٢/٢٢ ).
١ انظر الروض الآنف: ٤/٣٢-٣٣..
٤٩١- قال ابن جريج وغيره في قوله- عز وجل- :﴿ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف ﴾، كانت المرأة في الجاهلية تلد الجارية، فتأخذ الغلام مكانها، وتقول لزوجها : هو ولدك. ( س : ٢٧/٢٩٦ ).
Icon