تفسير سورة النحل

تفسير يحيى بن سلام
تفسير سورة سورة النحل من كتاب تفسير يحيى بن سلام .
لمؤلفه يحيى بن سلام . المتوفي سنة 200 هـ
تفسير سورة النحل١ ٢
وهي من أولها إلى صدر هذه الآية :﴿ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ﴾٣
مكي وسائرها مدني٤
١ القطع المتعمدة في تحقيق سورة النحل : الأم : من الآية: ١ إلى الآية: ٤٧، القيروان ١٧٧، من الآية: ٤٨ إلى آخر السورة، ع. قطع المقارنة: القيروان: ١٧٧، ١٧٤، ١٧٥..
٢ - بداية النقل من القطعة : ١٧٧، القيروان..
٣ - النحل، ٤١..
٤ - كتابة باهتة في ١٧٧ بقدر ٧ كلمات جاء بعدها: سعيد عن قتادة..

بسم الله الرحمان الرحيم
قوله :﴿ أتى أمر الله ﴾ ( ١ ) يعني القيامة، وهو تفسير السدي. ﴿ فلا تستعجلوه ﴾ ( ١ ). قال الحسن : هذا جواب من الله لقول المشركين للنبي :﴿ ائتنا بعذاب الله ﴾١ وقولهم :﴿ عجل لنا قطنا ﴾٢ وأشباه ذلك فقال :﴿ يستعجلونك بالعذاب ﴾ ٣
وقال :﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾ أي إن العذاب آت قريب، وبعضهم يقول : استعجلوا بعذاب الآخرة وذلك منهم تكذيب واستهزاء، فأنزل الله :﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾.
قوله :﴿ سبحانه ﴾ ( ١ ) ينزه نفسه عما يقول المشركون. ﴿ وتعالى عما يشركون ﴾ ( ١ ) تعالى : من العلو، يرفع نفسه عما يشركون به.
١ - العنكبوت، ٢٩..
٢ - ص، ١٦..
٣ - الحج، ٤٧، العنكبوت، ٥٣..
قوله :﴿ ينزل الملائكة بالروح ﴾ ( ٢ ).
عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : ليس ينزل ملك إلا ومعه روح١. وقال السدي :﴿ بالروح ﴾ يعني بالوحي. ﴿ من أمره ﴾ ( ٢ ).
سعيد عن قتادة قال : بالرحمة والوحي من الله يعني بأمره. ﴿ على من يشاء من عباده ﴾ ( ٢ ) يعني الأنبياء، وهو تفسير السدي.
أبو أمية عن حميد بن هلال عن أبي الضيف عن كعب قال : إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل وله أربع أجنحة : جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، وقد تسرول بالثالث، والرابع بينه وبين اللوح المحفوظ، فإذا أراد الله أمرا أن يوحيه جاء اللوح حتى يصفق جبهة إسرافيل فيرفع رأسه فينظر فإذا الأمر مكتوب فيناي جبريل فيلبيه فيقول : أمرت بكذا، أمرت بكذا، فلا يهبط جبريل ( من سماء )٢ إلى سماء إلا فزع أهلها مخافة الساعة حتى يقول جبريل :( الحق )٣ من عند الحق، فيهبط على النبي فيوحي إليه.
قوله :﴿ أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون ﴾ ( ٢ ) أن تعبدوا معي إلها. وقال السدي :﴿ فاتقون ﴾ يقول : فاعبدون.
١ - أنظر تفسير مجاهد ١/٣٤٥، باكستان والراوي عن مجاهد في التفسير هو أبو نجيح..
٢ - تمزيق في ١٧٧: بقدر كلمتين: التكملة من تفسير كتاب الله العزيز للشيخ هود بن محكم الهواري، تحقيق الأستاذ بالحاج بن سعيد شريفي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، ١٩٩٠، ٢/٣٥٩.
.

٣ - تمزيق في ١٧٧: بقدر كلمة. التكملة من تفسير ابن محكم، ٢/٣٦٠..
﴿ خلق السماوات والأرض بالحق ﴾ ( ٣ ) للبعث، والحساب، والجنة والنار. ﴿ تعالى ﴾ ( ٣ ) ارتفع. ﴿ عما يشركون ﴾ ( ٣ ).
قوله :﴿ خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ﴾( ٤ )
وتفسير الحسن أنه المشرك. قال وهو كقوله :﴿ أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من [ ٣ ] نطفة فإذا هو خصيم مبين ( ٧٧ ) وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ﴾١ ( ٧٨ ).
١ - يس ٧٧، ٧٨.
قوله :﴿ والأنعام خلقها ﴾ ( ٥ ) يعني الإبل، والبقر، والغنم. ﴿ لكم فيها دفء ﴾ ( ٥ ) ما يصنع لكم منها من الكسوة من أصوافها وأوبارها وأشعارها. ﴿ ومنافع ﴾ ( ٥ ) في ظهورها، هذه الإبل والبقر، وألبانها في جماعتها. قال :﴿ ومنها تأكلون ﴾ ( ٥ ) جماعتها لحومها، ويؤكل من البقر والغنم السمن.
وقال سعيد عن قتادة في قوله :﴿ فيها دفء ﴾ قال : لكم فيها لباس ومنفعة وبلغة١. وقال ابن مجاهد عن أبي : لباس ينسج.
وقال ابن مجاهد عن أبيه في قوله :﴿ ومنافع ومنها تأكلون ﴾ قال : منها مراكب ولبت ولحم.
١ -الطبري، ١٤/٧٩..
قوله :﴿ ولكم فيها جمال حين تريحون ﴾ ( ٦ ) حين تروح عليكم من الرعي وحين تسرحونها ١إلى الرعي ٢. هذا تفسير الحسن.
وتفسير سعيد عن قتادة :﴿ ولكم فيها جمال حين تريحون ﴾ يعني الإبل، وذاك أعجب ما تكون إذا راحت عظاما ضروعها طوالا أسمنتها٣.
قوله :﴿ وحين تسرحون ﴾ ( ٦ ). سعيد عن قتادة قال : إذا سرحت لرعيها٤.
١ - في ١٧٧: تسرحوها..
٢ - العبارة في مختصر تفسير ابن سلام لابن أبي زمنين، مخطوط القرويين، رقم: ٣٤ ورقة : ١٧٢ :(ولكم فيها جمال حين تريحون( أي حين تروح عليكم راجعة من الرعي (وحين تسرحون( بها إلى الرعي..
٣ - في ١٧٧: أسنامها وهو خطأ وسنام البعير جمع أسنمة أعلى ظهره. لسان العرب، مادة سنم..
٤ - الطبري، ١٤/٨٠..
﴿ وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه ﴾ ( ٧ ) إلى البلد الذي تريدونه. وفي تفسير الحسن : إنها الإبل والبقر.
﴿ إلا بشق الأنفس ﴾ ( ٧ ) لولا أنها تحمل أثقالكم لم تكونوا بالغي ذلك البلد إلا بمشقة ( على أنفسكم )١. وقال سعيد عن قتادة : إلا بجهد الأنفس.
قال :﴿ إن ربكم لرؤوف رحيم ﴾ ( ٧ ) يقول : فبرأفة الله ورحمته سخر لكم هذه الأنعام وهي للكافر رحمة الدنيا : المعايش والنعم التي رزقه الله.
١ - إصلاح في طرة : ١٧٧ لما جاء داخل النص : الأنفس في ابن أبي زمنين، ورقة : ١٧٢. على أنفسكم..
قوله :﴿ والخيل والبغال ﴾ ( ٨ ) وخلق الخيل والبغال. ﴿ والحمير لتركبوها وزينة ﴾ ( ٨ ) في ركوبها. وفي تفسير قتادة عن ابن عباس : أنه خلقها للركوب والزينة.
حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أنهم ذبحوا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير قال : فنهى رسول الله صلى اله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينه عن الخيل. ١
الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن جابر بن عبد الله/ أنهم كانوا يأكلون لحوم الخيل على عهد رسول الله عليه السلام.
الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين قال : قيل يوم خيبر : يا رسول الله أفنيت الحمر، فسكت، فقيل : أفنيت الحمر، فسكت، فقيل : أفنيت الحمر، فأمر مناديه فنادى : إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها نجس.
خالد عن الحسن قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية وألبانها.
أبو الربيع عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال : أمرنا بلحوم الخيل ونهينا عن لحوم الحمر.
وذكر عن الحكم الغفاري مثل حديث جابر قال : وأبى البحر قلت : من البحر ؟ أو قيل : من البحر ؟ قال : ابن عباس.
قال :﴿ قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما ﴾٢ إلى آخر الآية.
قال :﴿ ويخلق ما لا تعلمون ﴾ ( ٨ ) من الأشياء كلها مما لم يذكر لكم.
١ - أخرجه أحمد في المسند ط. ٣١٣ هـ. مصر، ٣/٣٥٦، ٣٦٢. ولفظه فيه: "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس وسريج وعفان قالوا ثنا حماد قال عفان في حديثه أنا أبو الزبير عن جابر قال: ذبحنا يوم خبير الخيل والبغال والحمير فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير ولم ينهنا عن الخيل..
٢ - الأنعام، ١٤٥..
قوله :﴿ وعلى الله قصد السبيل ﴾ ( ٩ ) والسبيل قصد الطريق، الهدى١ إلى الجنة كقوله :﴿ إن علينا للهدى ﴾٢ وكقوله :﴿ قال هذا صراط علي مستقيم ﴾ ( ٤١ )٣.
وقال سعيد عن قتادة :﴿ قصد السبيل ﴾ البيان، حلاله، وحرامه، وطاعته، ومعصيتة٤.
وقال ابن مجاهد عن أبيه :﴿ قصد السبيل ﴾ الطريق الحق٥ على الله.
قوله :﴿ ومنها جائر ﴾ ( ٩ ) ومن السبيل جائر أي عن السبيل جائر، وهو الكافر، جار عن سبيل الهدى. وجار عنها وجار منها واحد.
قال قتادة : وهي في قراءة عبد الله بن مسعود :﴿ ومنكم جائر ﴾ ٦.
قال قتادة : جائر من السبيل أي عن سبيل الهدى، ناكب عنها. قال قتادة : وذلك تفسيرها.
قال :﴿ ولو شاء لهداكم أجمعين ﴾ ( ٩ ) مثل قوله :﴿ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ﴾ ٧ وكقوله :﴿ أفلم ييأس الذين آمنوا ﴾ أفلم يتبين٨ للذين آمنوا ﴿ أن لو يشاء لهدى الناس جميعا ﴾ ٩.
١ - في مختصر تفسير ابن سلام لابن أبي زمنين ورقة : ١٧٢ (وعلى الله قصد السبيل( يعني طريق الهدى..
٢ الليل، ١٢..
٣ - الحج، ٤١..
٤ - في الطبري، ١٤/٨٤: "على الله البيان" بيان حلال إلخ....
٥ - في تفسير مجاهد، ١/٣٤٥: طريق الحق..
٦ - الطبري، ١٤/٨٤؛ البحر المحيط، أبو حيان، ط. ٢. ١٣٩٨/١٩٧٨، دار الفكر، ٥/٤٧٧..
٧ يونس، ٩٩..
٨ - تمزيق في القطعة: ١٧٧ ذهب بآخر الكلمة، التكملة من القطعة : ٢٤٨، ورقة : ٦٧٣. تفسير الآية: ٣١، الرعد..
٩ - الرعد، ٣١..
قوله :﴿ هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ﴾ ( ١٠ ) ترعون أنعامكم، تسرحونها فيه.
المعلّى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : تسيمون، ترعون.
قوله :﴿ ينبت لكم به ﴾ ( ١١ ) بذلك الماء. ﴿ الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ﴾ ( ١١ ).
قال يحيى : سمعت بعض أشياخنا يذكر أن الله أهبط من الجنة إلى الأرض ثلاثين ثمرة : عشرة يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجها، وعشر يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها، وعشر يؤكل داخلها وخارجها.
[ ٥ ] قال :﴿ إن في ذلك لآية ﴾ يعني : لعبرة، تفسير مجاهد والسدي.
﴿ لقوم يتفكرون ﴾ ( ١١ ) وهم المؤمنون.
قال : فالذي ينبت من ذلك الماء الواحد هذه الألوان المختلفة قادر على أن يحي الأموات.
قوله :﴿ وسخر لكم الليل والنهار ﴾ ( ١٢ ) يختلفان عليكم. ﴿ والشمس والقمر والنجوم مسخرات ﴾ ( ١٢ ) تجري. ﴿ بأمره ﴾ ( ١٢ ) يذكر عباده نعمته عليهم. ﴿ إن الله في ذلك لآيات لقوم يعقلون ﴾ ( ١٢ ) وهم المؤمنون.
قوله :﴿ وما ذرأ لكم في الأرض ﴾ ( ١٣ )
سعيد عن قتادة قال : أي وما خلق لكم في الأرض. ﴿ مختلفا ألوانه ﴾ ( ١٣ ).
سعيد عن قتادة قال : أي وما خلق لكم في الأرض. ﴿ مختلفا ألوانه ﴾ ( ١٣ ) قال الحسن : من النبات. وقال قتادة : من الدواب، والشجر، والثمار. قال :﴿ إن في ذلك لآية ﴾ ( ١٣ ) لعبرة. ﴿ لقوم يذكرون ﴾ ( ١٣ ) وهم المؤمنون.
قوله :﴿ وهو الذي سخ البحر ﴾ ( ١٤ ) خلف البحر. ﴿ لتأكلوا منه لحما طريا ﴾ ( ١٤ )
قال قتادة : حيتان البحر. ﴿ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ﴾ ( ١٤ ) اللؤلؤ١. ﴿ وترى الفلك ﴾ ( ١٤ ) السفن. ﴿ مواخر فيه ﴾ ( ١٤ ).
سعيد عن قتادة قال : يعني سفن البحر مقبلة ومدبرة تجري فيه بريح واحدة٢. وقال مجاهد : ولا تمخر الريح من السفن إلا العظام٣. وبعضهم يقول :﴿ مواخر فيه ﴾ يعني شقها الماء في وقت جريها٤. قال :﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾ ( ١٤ ). قال مجاهد : طلب التجارة في السفن. ﴿ ولعلكم تشكرون ﴾ ( ١٤ ) ولكي تشكروا، هي مثل قوله :﴿ لعلكم تسلمون ﴾٥.
١ - وهو تفسير قتادة رواه عنه سعيد. الطبري، ١٤/٨٨..
٢ - الطبري، ١٤/٨٩..
٣ - في تفسير مجاهد، ١/٣٤٦: تمخر الرياح السفن، ولا تمخر منها إلا الفلك العظام..
٤ - جاء هذا المعنى في الطبي، ١٤/٨٨ مرويا عن عكرمة في قوله (وترى الفلك مواخر فيه( قال: هي السفينة تقول بالماء هكذا يعني تشقه..
٥ - النحل، ٨١. انظر تفسير، ص: ٧٩..
قوله :﴿ وألقى في الأرض رواسي ﴾ ( ١٥ ) الجبال. ﴿ وإن تميد بكم ﴾ ( ١٥ ) لئلا تحرك١ بكم.
عاصم بن حكيم وابن مجاهد عن أبيه قال : أن تكفأ بكم. وقد فسرناه في غير هذا الموضع٢. ﴿ وأنهارا ﴾ ( ١٥ ) أي وجعل فيها أنهارا٣. ﴿ وسبلا ﴾ ( ١٥ ) طرقا. ﴿ لعلكم تهتدون ﴾ ( ١٥ ) لكي تهتدوا الطريق٤.
١ - في ابن أبي زمنين ورقة: ١٧٢: أي تتحرك..
٢ - انظر تفسير الآية ٣١، الأنبياء تفسير ص: ٣٠٩، وتفسير الآية: ١٠، لقمان، التفسير ص: ٦٧١..
٣ - وهو أيضا التفسير الذي أتى به الطبري، ١٤/٩٠..
٤ - وهو التفسير الذي رجحه الطبري، ١٤-٩٢.
﴿ وعلامات ﴾ ( ١٦ ) جعلها في طرقهم يعرفون بها الطريق. ﴿ وبالنجم ﴾ ( ١٦ ) أي :﴿ وبالنجم هم يهتدون ﴾ ( ١٦ ) يعني يعرفون الطريق. والنجم جماعة النجوم التي يهتدون بها.
النضر بن معبد عن حسان بن بلال العنزي قال : من قال في هذه النجوم سوى هذه الثلاث فهو كاذب، آثم، مفتر، مبتدع، قال الله :﴿ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ﴾١ قال :﴿ وجعلناها رجوما للشياطين ﴾( ٣٧ ). وقال ﴿ وهو الذي جعل لكم [ ٦ ] النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ﴾ ٢ فهي مصابيح، ورجوم/ وتهتدون بها.
١ - الملك، ٥..
٢ - الأنعام، ٩٧..
قوله :﴿ أفمن يخلق ﴾ ( ١٧ ) يعني نفسه. ﴿ كمن لا يخلق ﴾ ( ١٧ ) يعني الأوثان، على الاستفهام، هل يستويان ؟ أي لا يستوي الله والأوثان التي تعبدون من دونه، التي لا تملك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا والنشور البعث. ﴿ أفلا تذكرون ﴾ ( ١٧ ) يعني المشركين، والمؤمنون هم المتذكرون.
وقال قتادة :﴿ أفمن يخلق كمن لا يخلق ﴾ الله هو الخالق وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله تخلق ولا تخلق شيئا١.
١ - الطبري، ١٤/٩٣، روى هذا الخبر سعيد عن قتادة..
قوله :﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ﴾ ( ١٨ ).
أبو أمية عن الحسن أن داود النبي قال : إلهي لو كان لي بكل شعرة في جسدي لسانان يسبحانك الليل والنهار والدهر كله ما أديت شكر نعمة واحدة أنعمتها علي.
قال :﴿ إن الله لغفور رحيم ( ١٨ ) والله يعلم ما تسرون وما تعلنون( ١٩ ) ﴾
﴿ والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ﴾ ( ١٩ ) ما يسر المشركون من نجواهم في أمر النبي، ما يتشاورون به بينهم في أمره، مثل قوله :﴿ وأسروا النجوى الذين ظلموا ﴾ أشركوا ﴿ هل هذا ﴾ يعنون محمدا ﴿ إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ﴾ ١ أنه سحر، يعنون القرآن. قال :﴿ وما تعلنون ﴾ ( ١٩ ) من شركهم وجحودهم٢.
١ - الأنبياء ٣، انظر التفسير، ص: ٣٥٨..
٢ - يظهر من التفسير الذي ذكره ابن سلام لهذه الآية أن قراءته فيها بالياء يعني : يُسرون- يعلنون" وهي إحدى قراءتي عاصم في هذين الحرفين رواها عنه حفص، انظر كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد، ط٢، ١٩٨٠، مصر، ٣٧١..
﴿ والذين يدعون من دون الله ﴾ ( ٢٠ ) الأوثان. ﴿ لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ﴾ ( ٢٠ ) يصنعون، يصنعونهم بأيديهم.
قال إبراهيم :﴿ قال أتعبدون ما تنحتون ( ٩٥ ) والله خلقكم وما تعملون ﴾ ( ٩٦ )١ بأيديكم. وقال السدي :﴿ لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ﴾ يعني وهم يصورون.
١ - الصافات، ٩٥-٩٦، انظر التفسير ص: ١٠٢٧..
قوله :﴿ أموات غير أحياء ﴾( ٢١ ) قال قتادة : هي الأوثان أموات لا روح فيها. ﴿ وما يشعرون أيان يبعثون ﴾ ( ٢١ ) متى يبعثون، يعني البعث.
إن الأوثان تحشر بأعيانها فتخاصم عابدها عند الله بأنها لم تدعهم ألى عبادتها وإنما كان دعاهم إلى عبادتها الشياطين. قال :﴿ إن يدعون من دونه إلا إناثا ﴾ إلا مواتا، شيئا ليس فيه روح ﴿ وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ﴾ ١يديأي
١ - النساء، ١١٧..
قوله :﴿ إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة ﴾ ( ٢٢ ) لا يصدقون بالآخرة ﴿ قلوبهم منكرة ﴾ ( ٢٢ ) له. سعيد عن قتادة قال : لهذا القرآن. وبعضهم يقول : لا إله إلا الله.
﴿ وهم مستكبرون ﴾ ( ٢٢ ) عن عبادة الله وعن ما جاء به رسوله في تفسير ( الحسن )١.
وقال قتادة : عن القرآن، وهو واحد٢.
١ - تمزيق في ١٧٧: ذهب بآخر الكلمة. لعل الصحيح ما أثبتناه..
٢ - في الطبري، ١٤/٩٤: لهذا الحديث الذي مضى وهم مستكبرون عنه..
ثم قال :﴿ لا جرم ﴾ ( ٢٣ ) وهي كلمة وعيد. ﴿ أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ﴾ ( ٢٣ ) وقد فسرناه قبل هذا الموضع١. ﴿ إنه لا يحب المستكبرين ﴾ ( ٢٣ ).
١ - انظر تفسير الآية: ١٩، النحل التفسير ص: ٥٧..
قوله :﴿ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم ﴾ ( ٢٤ ) إذ قال المؤمنون للمشركين في الدنيا :﴿ ماذا أنزل ربكم ﴾. ﴿ قالوا أساطير الأولين ﴾ ( ٢٤ ) وإنما ارتفعت لأنهم قالوا لهم أساطير الأولين. وهذه حكاية.
قال قتادة : أي كذب الأولين وباطلهم، وليس يقرون أن الله أنزل كتابا ويقولون إن النبي افتراه من عنده.
سعيد عن قتادة قال : قال ذلك ناس من مشركي العرب كانوا يتصدون بالطريق من أتى نبي الله، فإذا مر بهم من المؤمنين من يريد نبي الله قالوا : إنما هو أساطير الأولين، أي كذب الأولين وباطلهم ١.
وفي تفسير الكلبي : إن المقتسمين الذي تفرقوا على عقاب ٢ مكة أربعة نفر على كل طريق، أمرهم بذلك الوليد بن المغيرة فقال : من سألكم عن محمد من الناس وقد كان حضر الموسم، فقال لهم : إن الناس سائلوكم٣ عنه غدا بعد الموسم، فمن سألكم عنه من الناس فليقل بعضكم ساحر، وليقل الآخران كاهن، وليقل الآخرون شاعر، وليقل الآخرون مجنون يهذي من أم رأسه، فإن رجعوا بذا ورضوا بقولكم فذاك وإلا لقوني عند البيت، فإذا سألوني صدقتكم كلكم. فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق عليه وبعث مع كل أربعة أربعة من أصحابه. فقال : إذا سألوكم عني فكذبوا عني٤ فحدثوا الناس بما أقول. فكان إذا سئل المشركون ما صاحبكم ؟ فقالوا : ساحر، فقال الأربعة الذين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه : انطلقوا، بل هو رسول الله يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويأمركم بصلة ذي القرابة وبأن يقرى الضيف، وأن يعبد الله، في كلام حسن جميل. فيقول الناس للمسلمين : والله ما تقولون أنتم أحسن مما يقول هؤلاء والله لا نرجع حتى نلقاه، فهو قوله :﴿ وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم ﴾ يعني المشركين ﴿ قالوا أساطير الأولين ﴾٥.
١ - الطبري، ١٤/٩٥..
٢ - عقاب: جمع عقبة، طريق في الجبل وعر، ويقال : من أين كانت عقبتك؟ أي: من أين أقبلت ؟ لسان العرب، مادة: عقب..
٣ - في ١٧٧: سائليكم..
٤ - هكذا في ١٧٧: والصحيح : علي..
٥ - أنظر التفسير في هذه الصفحة..
قال :﴿ ليحملوا أوزارهم ﴾ ( ٢٥ ) آثامهم في تفسير الحسن/والسدي. وقال قتادة : ذنوبهم. وهو واحد. ﴿ كاملة يوم القيامة ﴾ ( ٢٥ ). يعني الذين قالوا أساطير الأولين. ﴿ من أوزار ﴾ ( ٢٥ ). قال قتادة : ومن ذنوب. ﴿ الذين يضلونهم ﴾ ( ٢٥ ) وقال السدي : ومن آثام الذين يضلونهم. وهو واحد. ﴿ بغير علم ألا ساء ما يزرون ﴾ ( ٢٥ ) أي بئس ما يحملون، يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الذين دعوهم إلى الضلال واتبعوهم عليه.
وهو كقوله :﴿ وليحملن أثقالهم مع أثقالهم ﴾١ يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الذين دعوهم إلى الضلالة فاتبعوهم عليها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزار الذين اتبعوهم شيء.
أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه :{ أيما داع دعا إلى هدى فاتبع فله مثل أجر من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فعليه مثل وزر من اتبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا".
١ - العنكبوت: ١٣. انظر التفسير، ص: ٦٢٠..
قوله :﴿ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد ﴾ ( ٢٦ ) يعني الذين أهلك بالرجفة من الأمم السالفة، رجفت بهم الأرض.
﴿ فخر عليهم السقف من فوقهم ﴾ ( ٢٦ ) تنقضت١ سقوفهم منازلهم عليهم. ﴿ وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ﴾ ( ٢٦ ).
سعيد عن قتادة قال : أتاها أمر الله من أصلها ﴿ فخر عليهم السقف من فوقهم ﴾ ( ٢٦ ) والسقف أعالي البيوت فانكفأت بهم بيوتهم.
عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : يعني مكر نمرود٢. وقال ابن مجاهد عن أبي : مكر نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربّه٣.
١ - هكذا في ١٧٧: والصحيح : تناقضت في تفسير ابن محكم، ٢/٣٦٦: سقطت..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٤٦..
٣ - نفس الملاحظة..
قوله :﴿ ثم يوم القيامة يخزيهم ﴾ ( ٢٧ ) في النار بعد عذاب الدنيا. ﴿ ويقول أين شركائي ﴾ ( ٢٧ ) أي الذين زعمتم أنهم شركائي. ﴿ الذين كنتم تشاقون فيهم ﴾ ( ٢٧ ) تفارقون١ فيهم يعني المحاربة والعداوة عادوا الله في الأوثان فبعدوها من دونه. وقال السدي :﴿ تشاقون فيهم ﴾ يعني : تحاجون فيهم. ﴿ قال الذين أوتوا العلم ﴾ ( ٢٧ ) وهم المؤمنون. ﴿ إن الخزي اليوم ﴾ ( ٢٧ ) يعني : إن الهوان اليوم. ﴿ والسوء ﴾ ( ٢٧ ) يعني : العذاب، وهو تفسير السدي. ﴿ على الكافين ﴾ ( ٢٧ ) وهذا الكلام يوم القيامة.
١ - في ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٣: تعادون، والطبري، ١٤/٩٨: تخالفوني..
[ ٩ ] قوله :﴿ الذين / توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ﴾ ( ٢٨ ) قال بعضهم : توفاهم عند الموت. وقال الحسن : هي وفاة إلى النار، حشر إلى النار. ﴿ فألقوا السلم ﴾( ٢٨ ). تفسير قتادة : استسلموا. وتفسير الحسن : فأعطوا الإسلام، أسلموا فلم يقبل ذلك منهم.
وقال١ : إن القيامة مواطن، فمنها موطن٢ يقرون فيه بأعمالهم الخبيثة وهو قوله :﴿ وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ﴾ ٣ ومنها موطن٤ يجحدون فيه فقالوا :﴿ ما كنا نعمل من سوء ﴾ ( ٢٨ ) فقيل لهم :﴿ بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون ﴾ ( ٢٨ ) في الدنيا أنكم مشركون، وقالوا :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ ٥.
قال :﴿ انظر كيف كذبوا على أنفسهم ﴾ ٦ فادعوا أنهم لم يكونوا مشركين ﴿ وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾ ٧ من عبادتهم الأوثان فلم تغن عنهم شيئا. وأن آخرها موطنا أن يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون( ١ ) يعملون. وقال السدي في قوله :﴿ ما كنا نعمل من سوء ﴾ يعني من شرك.
١ - يعني الحسن. انظر ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٣..
٢ - في ١٧٧: مواطن وهو خطأ والصواب في ابن أبي زمنين، ورقة ١٧٣: موطن..
٣ - الأنعام: ١٣٠..
٤ - في ١٧٧: مواطن وهو خطأ، والصواب في ابن أبي زمنين، ورقة : ١٧٣: موطن..
٥ - الأنعام، ٢٣..
٦ - الأنعام، ٢٤..
٧ - انظر هذا المعنى في يس، ٦٥..
قوله :﴿ فادخلوا أبواب جهنم ﴾ ( ٢٩ ) قد فسرناها قبل هذا الموضع١. ﴿ خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ﴾ ( ٢٩ ) عن عبادة الله.
١ - لعله يقصد تفسير الآية: ٤٤، الحجر (لها سبعة أبواب( الآية..
قال :﴿ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ﴾ ( ٣٠ ) أي : أنزل خيرا، ثم انقطع الكلام. ثم قال :﴿ للذين أحسنوا ﴾ ( ٣٠ ) آمنوا. ﴿ في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ﴾ ( ٣٠ )
همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها ( الرزق )١ في الدنيا ويجزى بها في الآخرة". قال يحيى : وبلغني عن علي في تفسيرها نحو ذلك. وتفسير الحسن يقول : للذين أحسنوا في هذه الدنيا تكون لهم حسنتهم في الآخرة الجنة. قال :{ ولدار الآخرة خير ﴾ ( ٣٠ ) من الدنيا. ﴿ ولنعم دار المتقين ﴾ ( ٣٠ ) الجنة.
١ - في تفسير ابن محكم، ٢/٣٦٧: بالرزق..
قال :﴿ جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار ﴾ ( ٣١ ) وقد فسرنا عدن قبل هذا الموضع١. نسبت الجنان كلها إليها. قال :﴿ لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله لمتقين ( ٣١ ) الذين تتوفاهم الملائكة ﴾
١ - انظر تفسير الآية: ٧٢ التوبة، ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات...( الآية..
﴿ الذين تتوافهم الملائكة ﴾ ( ٣٢ ) تقبض أرواحهم. ﴿ طيبين ﴾ ( ٣٢ ). قال ابن مجاهد عن أبيه : أحياء وأمواتا قدر الله ذلك لهم١. ﴿ يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ﴾ ( ٣٢ ).
[ ١٠ ]/ حيوة بن شريح، ذكره بإسناد قال : إن الملائكة تأتي ولي الله عند الموت فتقول : السلام عليك يا ولي الله، الله يقرأ عليك السلام، وتبشره بالجنة. قال يحيى : فهو قوله :﴿ تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ﴾.
الخليل بن مرة ذكره بإسناد قال : يقول الله : ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.
إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الدرجة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد أن يختطف بصره فيفزع لذلك فيقول : ما هذا ؟ فيقال له : هذا نور أخيك فلان فيقول : أخي فلان، كنا في الدنيا نعمل جميعا وقد فضل علي هكذا، فيقال له إنه كان أفضل منك عملا، ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى".
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٤٧..
قوله :﴿ هل ينظرون ﴾ ( ٣٣ ) ما ينظرون. ﴿ إلا أن تأتيهم الملائكة ﴾ ( ٣٣ ) وهو عند الموت. ﴿ أو يأتي أمر ربك ﴾ ( ٣٣ ) ذاك يوم القيامة. وهذا تفسير قتادة.
وتفسير الحسن :﴿ هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ﴾ بعذابهم يعني مشركي العرب. ﴿ أو يأتي أمر ربك ﴾ ( ٣٣ ) يعني النفخة الأولى التي يهلك الله بها آخر كفار هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه قبل عذاب الآخرة.
قال :﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم ﴾ ( ٣٣ ) كذلك كذب الذين من قبلهم مشركي العرب كما كذب مشركو العرب فأهلكناهم بالعذاب. قال :﴿ وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ ( ٣٣ ) يضرون. وقال الحسن : ينقصون.
﴿ فأصابهم سيئات ما عملوا ﴾ ( ٣٤ ) ثواب ما عملوا. وقال السدي : أي عذاب ما عملوا من الشرك. ﴿ وخاف بهم ما كانوا يستهزئون ﴾ ( ٣٤ ) ثواب ما كانوا به يستهزئون بآيات الله وبالرسل.
قوله :﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه، من شيء ونحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾ ( ٣٥ ) وهو ما حرموا على أنفسهم من البحيرة والسائبة، والوصيلة، والحام، والزرع. وهو قوله :﴿ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ﴾ ١ إلى آخر الآية. قالوا : لو كره الله هذا الذي نحن عليه لحولنا عنه. فقال الله جوابا لقولهم :﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل ﴾ ( ٣٥ )٢.
وقد ذكر عنهم / في سورة الأنعام مثل هذا فقال :﴿ قل هل عندكم من علم [ ١١ ] فتخرجوه لنا ﴾ أي من حجة أنه لا يكره ما أنتم عليه ﴿ إن تتبعون إلا الظن ﴾٣
وقال في هذه الآية :﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم ﴾ ( ٣٥ ). يعني : فما ﴿ فهل على الرسل ﴾ ( ٣٥ ) تفسير السدي. ﴿ إلا البلاغ المبين ﴾ ( ٣٥ ).
١ - الأنعام، ١٣٦..
٢ - جاء خطأ في ١٧٧: بعد قوله تعالى: ( كذلك فعل الذين من قبلهم( قوله: ( حتى ذاقوا بأسنا ( عذابنا، وهو تفسير الآية: ١٤٨ الأنعام..
٣ - الأنعام، ١٤٨..
قوله :﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ﴾ ( ٣٦ ) يعني من أهلك بالعذاب. ﴿ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ ( ٣٦ ) والطاغوت : الشيطان، هو دعاهم إلى عبادة الأوثان مثل قوله :[ و ]١ إن يدعون إلا شيطانا مريدا } ٢. وقال السدي :﴿ واجتنبوا الطاغوت ﴾ يعني : واجتنبوا الأوثان. قال :﴿ فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ﴾ ( ٣٦ ) كقوله :﴿ شقي وسعيد ﴾٣. ﴿ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ﴾ ( ٣٦ )
سعيد عن قتادة قال : كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار.
١ - ساقطة في ١٧٧..
٢ - النساء، ١١٧..
٣ - هود، ١٠٥..
قوله :﴿ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي١ من يضل ﴾ ( ٣٧ ). كقوله :﴿ من يضلل الله فلا هادي له ﴾ ٢. حماد عن قيس بن سعيد عن مجاهد أنه كان يقرأها كذلك، قال حماد : وهي قراءة ابن كثير٣. وهي تقرأ على وجه :﴿ لا يهدى من يضل ﴾.
حدثني فطر عن الشعبي قال : أشهد على علقمة أني سمعته يقرأ :﴿ إن تحرص عل هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ﴾٤ أي من أضله الله فوجبت عليه الضلالة فإن الله لا يهديه.
وقوله في الحرص كقوله :﴿ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ﴾ ٥.
قال :﴿ وما لهم من ناصرين ﴾ ( ٣٧ ) إذا جاءهم العذاب.
١ - قراءة يحيى في هذا الحرف برفع الياء، وفتح الدال وتستنتج من كيفية رسم الكلمة في المخطوط، هكذا: يهدأ ومن إعجام الكلمة في مختصر ابن أبي زمنين يهدى (ورقة ١٧٣) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ونافع وابن عامر، بينما قرأ عاصم وحمزة والكسائي: يهدي بفتح الياء وكسر الدال، مجاهد ٣٧٢. انظر الملاحظة أسفل..
٢ - الأعراف، ١٨٦..
٣ - في ١٧٧: ابن أبي كثير وهو خطأ، ابن كثير هو عبد الله بن كثير بن المطلب المكي إمام أهل مكة في القراءة، روى عن أنس ومجاهد بن جبر، روى عنه حماد بن سلمة وقرة بن خالد وسفيان بن عيينة وغيرهم، توفي سنة ١٢٠هـ ٧٣٧م. غاية النهاية ١/٤٤٣، ٤٤٥..
٤ - قراءة الكوفيين لا يهدي، مبينا للفاعل وهي قراءة ابن مسعود (البحر المحيط ٥/٤٩٠، وقد أخذ علقمة عن ابن مسعود (غاية النهاية ١/٥١٦)..
٥ - القصص، ٥٦..
قوله :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ﴾ ( ٣٨ ). قال :﴿ بلى وعدا عليه ﴾ ( ٣٨ ) ليبعثنهم. ثم قال :﴿ حقا ﴾ ( ٣٨ ) فأقسم بقوله :﴿ حقا ﴾. ﴿ ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( ٣٨ ) ليبين لهم الذي يختلفون فيه ﴾( ٣٩ )
﴿ ليبين لهم الذين يختلفون فيه ﴾ ( ٣٩ ) ما كانوا يختلفون فيه في الدنيا، المؤمنون والكافرون. قوله :﴿ وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ﴾ ( ٣٩ ) بقولهم في الدنيا :﴿ لا يبعث الله من يموت ﴾.
قوله :﴿ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ﴾ ( ٤٠ ) قبل أن يكون ﴿ كن فيكون ﴾ ( ٤٠ ).
قوله :﴿ والذين هاجروا في الله ﴾ ( ٤١ ) إلى /المدينة. ﴿ من بعد ما ظلموا ﴾ ( ٤١ ) من بعد ما ظلمهم المشركون وأخرجوهم من ديارهم من مكة في تفسير الحسن قال : وهو قوله :﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ﴾١. وقال السدي :﴿ من بعد ما ظلموا ﴾ يعني : من بعد ما عذبوا على الإيمان. قال :﴿ لنبوئنهم في الدنيا حسنة ﴾ ( ٤١ ) المدينة منزلا في تفسير قتادة٢.
وتفسير ابن مجاهد عن أبيه :﴿ لنبوئنهم ﴾ لنرزقنهم ﴿ في الدنيا حسنة ﴾٣ وتفسير الحسن : لنعطينهم في الدنيا النصر٤. ﴿ ولأجر الآخرة ﴾ ( ٤١ ) الجنة. ﴿ أكبر ﴾ ( ٤١ ) من الدنيا. ﴿ لو كانوا يعلمون ﴾ ( ٤١ ) لعلموا أن الجنة خير من الدنيا، أي : إن الله يعطي المؤمنين في الآخرة أفضل٥ مما يعطي في الدنيا.
سعيد عن قتادة قال : هؤلاء أصحاب نبي الله، ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم حتى لحق طوائف منهم بالحبشة، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك٦.
١ - الحج، ٣٩. انظر التفسير ص: ٣٨٠..
٢ - الطبي، ١٤/١٠٧..
٣ - في تفسير مجاهد، ١/٣٤٧: ليرزقنهم في الدنيا رزقا حسنا..
٤ - لم يرد هذا المعنى في تفسير الطبري..
٥ - في ١٧٧: أوطل..
٦ - الطبري، ١٤/١٠٧..
قوله :﴿ الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ﴾ ( ٤٢ ) قال الحسن : وهم الذين ﴿ هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ﴾.
وتفسير الكلبي : أن هؤلاء صهيب، وخباب بن الأرت، وبلال، وعمار بن ياسر وفلان١ مولى ابن خلف الجمحي، أخذوا بعدما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فعذبهم المشركون على أن يكفروا نبي الله، فعذبوا حتى بلغوا مجهودهم.
١ - هكذا في تفسير ابن محكم، ٢/٣٧١. أنظر تعليق المحقق في الإحالة نفسها هامش : ٢..
قوله :﴿ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾ ( ٤٣ ). يقول١ المشركين. قال الحسن : يعني أهل الكتابين.
وقال قتادة : يعني أهل التوراة، هي مثل قوله :﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾ ٢. وقال السدي :﴿ فاسألوا أهل الذكر ﴾ يعني : التوراة، عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا. ﴿ وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ﴾ ٣ يقول : ولكن كانوا يأكلون الطعام ﴿ وما كانوا خالدين ﴾ ما كانوا لا يموتون.
١ - في ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٤: يقوله: وكذلك هي تفسير ابن محكم، ٢/٣٧١. يقوله..
٢ - الأنبياء، ٧، انظر التفسير ص: ٣٠٠..
٣ - الأنبياء، ٨ أنزر التفسير ص: ٣٠٠..
قوله :﴿ بالبينات والزبر ﴾ ( ٤٤ ). قال السدي :﴿ بالبينات ﴾ يعني : بالآيات التي كانت تجيء بها الأنبياء إلى [ ١٣ ] قومهم/.
قال :﴿ والزبر ﴾ يعني :( وحديث الكتاب )١ وما كان قبلهم من المواعظ.
قال يحيى : وفيها تقديم : وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر، الكتب، إلا رجالا يوحى إليهم. قال :﴿ وأنزلنا إليك الذكر ﴾ ( ٤٤ ) القرآن. ﴿ لنبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ﴾ ( ٤٤ ).
١ - في ابن أبي زمنين، ورقة : ١٧٤: الكتب..
قوله :﴿ أفأمن الذين مكروا السيئات ﴾( ٤٥ ) عملوا السيئات. والسيئات هاهنا : الشرك، وكذلك ذك سعيد عن قتادة١. قال :﴿ أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ( ٤٥ ) أو يأخذهم في تقلبهم ﴾( ٤٦ )
١ - الطبري ١٤/١١٢..
﴿ أو يأخذهم في تقلبهم ﴾ ( ٤٦ ). تفسير الحسن : في البلاد في أسفارهم في غير قرار. ﴿ فما هم بمعجزين ﴾ ( ٤٦ ) بسابقين.
﴿ أو يأخذهم على تخوف ﴾ ( ٤٧ ) يهلك القرية يخوف بهلاكها القرية الأخرى لعلهم يرجعون، لعل من بقي ممن هو على دينهم، الشرك، أن يرجعوا إلى الإيمان.
وتفسير الكلبي : أو يأخذهم في تقلبهم في البلاد بالليل والنهار.
﴿ أو يأخذهم على تخوف ﴾ على تنقص، وهو تفسير السدي، أن يبتليهم بالجهد حتى يرقوا ويقلّ عددهم، فإن تابوا وأصلحوا كشف عنهم. فذلك قوله :
﴿ فإن ربكم لرؤوف رحيم ﴾ ( ٤٧ ) أي إن تابوا وأصلحوا.
وتفسير ابن مجاهد عن أبيه من قوله :﴿ مكروا السيئات ﴾ ( ٤٥ ) إلى قوله :﴿ على تخوف ﴾ ( ٤٧ ) ( بعض ما أوعدهم }١ من هذا، وهو نمرود بن كنعان وقومه.
١ - في تفسير مجاهد، ١/٣٤٧: يأخذهم بنقص النعم، نقص من عاهدهم من هذا وهو نمرود ابن كنعان وقومه..
قوله١ :/ ﴿ أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤوا ظلاله ﴾ ( ٤٨ ) يعني ظل [ ح أ ] كل شيء، من الفيء. ﴿ عن اليمين والشمائل ﴾ ( ٤٨ ). والفيء : الظل.
قال الحسن : ربما كان الفيء عن اليمين، وربما كان عن الشمال.
وقال الكلبي :[ و ]٢ هذا يكون قبل طلوع الشمس وبعد غروبها، فعند ذلك يكون الظل عن اليمين والشمال، ولا يكون ذلك في ساعة إلا قبل طلوع الشمس وبعد غروبها.
سعيد عن قتادة قال :﴿ عن اليمين والشمائل ﴾ أما اليمين فأول النهار، وأما الشمائل٣ فآخر النهار.
قوله :﴿ سجدا لله ﴾ ( ٤٨ ) فظل كل شيء سجوده. ﴿ وهم داخرون ﴾ ( ٤٨ )
قال قتادة : وهم صاغرون، فسجد٤ ظل الكافر كرها، يسجد ظله والكافر كاره.
١ - بداية قطعة العبدلية :(ع)، وستكون هي النسخة الأم اعتبارا من الآية ٤٨ النحل إلى آخر سورة الملائكة، والترقيم في الطرة يشير إليها..
٢ - إضافة من ١٧٧..
٣ - في ١٧٧: الشمال..
٤ - في ١٧٧: يسجد.
قوله :﴿ ولله يسجد ما في السماوات ﴾ ( ٤٩ ) الملائكة١. ﴿ وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ﴾ ( ٤٩ ) عن عبادة الله يعني الملائكة.
١ - بداية [١٤] من ١٧٧..
﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين ﴾ ( ٥١ ) أي لا تعبدوا مع الله غيره. ﴿ إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ﴾ ( ٥١ ) فخافون.
قوله :﴿ وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا ﴾ ( ٥٢ ). سعيد عن قتادة قال : دائما.
جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : دائما. ( وهو تفسير مجاهد )١.
قال :﴿ أفغير الله تتقون ﴾ ( ٥٢ ) يعني، تعبدون.
قال يحيى : يعني المشركين، على الاستفهام، أي قد فعلتم فعبدتم الأوثان من دونه.
١ - في ١٧٧: وتفسير ابن مجاهد عن أبيه: ( وله الدين واصبا( دائما الدين الخالص، وفي تفسير مجاهد، ١/٣٤٨ (وله الدين واصبا( قال: الإخلاص واصبا، يعني دائما..
قوله :﴿ وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر ﴾ ( ٥٣ ) المرض وذهاب الأموال والشدائد. ﴿ فإليه تجأرون ﴾ ( ٥٣ ) تدعونه ولا تدعون الأوثان.
وقال ( مجاهد : تجأرون، تصرخون )١
١ - في ١٧٧: ابن مجاهد عن أبيه تصرخون دعاء، وفي ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٤ تصرخون، جاء في تفسير مجاهد ١/٣٤٨: تتضرعون. وفي الطبري عن مجاهد: تضرعون دعاء، ١٤/١٢١. وفي تفسير ابن محكم ٢/٣٧٣ تضرعون..
قال :﴿ ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ﴾ ( ٥٤ ). يعني بالفريق : المشركين.
﴿ ليكفروا بما آتيناهم ﴾ ( ٥٥ ). [ يعني لئلا يكفروا بما آتيناهم. تفسير السدي ]. قال ]١ :﴿ فتمتعوا ﴾ ( ٥٥ ) في الدنيا. ﴿ فسوف تعلمون ﴾ ( ٥٥ ) وهذا وعيد.
١ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم ﴾ ( ٥٦ ).
يعني آلهتهم، أي : يجعلون لما لا يعلمون أنه خلق مع الله شيئا، ولا أمات ولا أحيى، ولا رزق معه شيئا، ( نصيبا مما رزقناهم )، يعني قوله :﴿ وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ﴾١ وقد فسرناه قبل هذا الموضع.
سعيد عن قتادة قال :﴿ ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم ﴾، وهم مشركو العرب، جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيبا مما رزقهم ( الله ). ٢
قال :﴿ تالله ﴾ ( ٥٦ ) قسم، أقسم بنفسه. ﴿ لتسألن عما كنتم تفترون ﴾ ( ٥٦ )، ( الأوثان تقربهم إلى الله )٣، يقوله لهم لما يقولون إن الأوثان تقربهم إلى الله، وإن الله أمرهم بعبادتها.
١ - الأنعام، ١٣٦.
٢ - ساقطة في ١٧٧..
٣ - ساقطة في ١٧٧..
قوله :﴿ ويجعلون لله البنات ﴾ ( ٥٧ )، [ قال السدي : يعني ويصفو لله البنات ]١. كان مشركو العرب يقولون : إن الملائكة بنات الله. قال الله :﴿ سبحانه ﴾، ( ٥٧ ) ينزه نفسه ( عن ما )٢ قالوا٣. ﴿ ولهم ما يشتهون ﴾ ( ٥٧ )، أي : ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون، الغلمان.
١ - إضافة من ١٧٧..
٢ - في ١٧٧: عما..
٣ - بداية [١٥] من ١٧٧..
قال :﴿ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ﴾ ( ٥٨ ) التي جعلها ( لله، زعم )١ حيث جعلوا لله البنات، يعنون الملائكة. ﴿ ظلّ وجهه مسودا ﴾ ( ٥٨ ) [ أي أقام وجهه، تفسير السدي ].
﴿ مسودّا ﴾ ]٢ ( ومغيرا )٣. ﴿ وهو كظيم ﴾ ( ٥٨ )، قد كظم على الغيظ والحزن.
[ سعيد عن قتادة قال : هذا فعل مشركي العرب، كان يقتل أحدهم ابنته.
١ - في ١٧٧: الله زعموا..
٢ -- إضافة من ١٧٧..
٣ - في ١٧٧: مغير..
قال ]١. ﴿ يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون ﴾ ( ٥٩ ) على هوان. [ يقول : كيف يصنع بما بشر به، أيمسكه ]٢ أيمسك الذي بشر به، الابنة على هوان ؟
﴿ أم يدسه في التراب ﴾ ( ٥٩ )، فيقتل ابنته، ( يدفنها )٣ حية حتى تموت مخافة الفاقة. كان أحدهم يقتل ابنته مخافة أن تأكل معه، مخافة الفاقة ويغذي كلبه. وكانوا يقولون : إن الملائكة بنات الله، فالله صاحب بنات، فألحقوا البنات به. قال الله :﴿ ألا ساء ما ﴾ ( ٥٩ ) : بئس ما، ﴿ يحكمون ﴾ ( ٥٩ )، و( هذا )٤ مثل ضربه الله لهم.
١ - إضافة من ١٧٧ والخبر في تفسير الطبري أطول، ١٤/١٢٣..
٢ - إضافة من ١٧٧..
٣ - في ١٧٧: فيدفنها.
٤ - في ع: هذ..
ثم قال :﴿ للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى ﴾ ( ٦٠ )
إنه ﴿ لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ﴾ ١. قال :﴿ وهو العزيز الحكيم ﴾ ( ٦٠ ).
سعيد عن قتادة في قوله :﴿ ولله المثل الأعلى ﴾ قال : الإخلاص والتوحيد٢.
١ - الإسراء، ١١١..
٢ - الطبري، ١٤/١٢٥..
قوله :﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ﴾ ( ٦١ ) لحبس المطر فأهلك حيوان الأرض. ﴿ ولكن يؤخرهم ﴾، ( ٦١ ) يؤخر المشركين. ﴿ إلى أجل مسمى ﴾ ( ٦١ ) إلى الساعة ؛ لأن كفار هذه الأمة آخر عذابها بالاستئصال إلى النفخة الأولى. ﴿ فإذا جاء أجلهم ﴾ ( ٦١ ) بعذاب الله. ﴿ لا يستأخرون ﴾ ( ٦١ ) عنه، عن العذاب. ﴿ ساعة ولا يستقدمون ﴾ ( ٦١ ).
قوله :﴿ ويجعلون لله ما يكرهون ﴾ ( ٦٢ )، يجعلون له البنات، ويكرهونها لأنفسهم. ﴿ وتصف ألسنتهم الكذب ﴾ ( ٦٢ ). سعيد عن قتادة، أي : يتكلمون به و( يعلنون )١ به. ﴿ أن لهم الحسنى ﴾ ( ٦٢ )، أي : الغلمان. [ وقال السدي : البنين، وهو واحد ]٢.
وفي تفسير الحسن : أن لهم الجنة، يقولون : أي إن كانت جنة.
( كقوله )٣، قول الكافر :﴿ ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ﴾٤، أي : إن رجعت وكانت ثم جنة. قال الله :﴿ لا جرم ﴾ ( ٦٢ )، وهي كلمة وعيد. ﴿ أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾ ( ٦٢ )، قال٥ : معجلون٦ إلى النار، ( في تفسير الحسن ) ٧.
أشعث عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير قال :﴿ مفرطون ﴾، منسيون فيها، مضيعون٨.
[ قال السدي :﴿ وأنهم مفرطون ﴾، يعني : وأنهم مسلمون ]٩. وبعضهم يقرأ هذا الحرف :﴿ وأنهم مفرطون ﴾، يعني : أنهم ﴿ مفرطون ﴾١٠، كقولهم :﴿ يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ﴾ ١١. قال يحيى : وكذلك قرأتها عند عمرو.
١ - في ١٧٧: يلعنون..
٢ إضافة من ١٧٧..
٣ - في ع: كقول..
٤ - فصلت، ٥٠..
٥ - بداية [١٦] من ١٧٧. إضافة من ١٧٧: عثمان عن عمر عن الحسن..
٦ - ذكر الطبري، ١٤/١٢٨-١٢٩، هذا المعنى عن قتادة وضعفه، وقراءة الحسن كما ذكرها أبو حيان في البحر المحيط: (مفرطون( ٥/٥٠٦، وكذلك قرأ السبعة بفتح الراء ما عدا نافعا، كتاب السبعة، ٣٧٤..
٧ - ساقطة في ١٧٧..
٨ - الطبري، ١٤/١٢٧ -١٢٨ تفسير مجاهد ١/٣٤٨..
٩ - إضافة من ١٧٧..
١٠ - جاءت في ١٧٧: مشكولة هكذا : مفرَّطون وهو خطأ، والذي يناسب الشرح الذي ورد بعدها أن تقرأ بكسر الراء مع التشديد: مفرطون، وهي قراءة أبي جعفر. البحر المحيط، ٥/٥٠٦..
١١ - الأنعام، ٣١..
قوله :﴿ تالله ﴾ ( ٦٣ )، قسم أقسم ( الله )١ بنفسه.
[ ٢أ ] ﴿ لقد/ أرسلنا إلى أمم من قبلك ﴾ ( ٦٣ )، يعني : من أهلك بالعذاب من الأمم السالفة. ﴿ فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ﴾ ( ٦٣ )، وإلى يوم القيامة. ﴿ ولهم عذاب أليم ﴾ ( ٦٣ )، في الآخرة.
١ ساقطة في ١٧٧..
قوله :﴿ وما أنزلنا عليك الكتاب ﴾ ( ٦٤ ) : القرآن. ﴿ إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة ﴾ ( ٦٤ )، يقول :[ ما ]١ فيه هدى ورحمة. ﴿ لقوم يؤمنون ﴾ ( ٦٤ ).
١ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ﴾ ( ٦٥ )، الأرض اليابسة التي ليس فيها نبات فيحييها بالمطر، ( و )١ تنبت بعد إذ لم يكن فيها نبات.
﴿ إن في ذلك لآية لقوم يسمعون ﴾ ( ٦٥ )، فيعلمون أن الذي أحيا هذه الأرض الميتة حتى أنبتت، قادر على أن يحي الموتى ؛ لأن المشركين لا يقرون بالبعث.
١ - ساقطة في ١٧٧..
قوله :﴿ وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بيت فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ﴾( ٦٦ )، يقول : ففي هذا اللبن الذي أخرجه الله من بين فرث ودم آية لقوم يعقلون، فيعلمون أن الذي أخرجه من بين فرث ودم قادر على أن يحي الموتى.
قوله :﴿ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ﴾ ( ٦٧ )، أي : وجعل لكم من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا.
[ تفسير ]١ ابن مجاهد عن أبيه :﴿ سكرا ﴾، الخمر قبل تحريمها. ﴿ ورزقا حسنا ﴾، طعاما ٢.
المعلّى [ بن هلال ]٣ ومندل بن علي، عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان، عن ابن عباس قال : السكر : ما حرم من ( ثمرتها )٤، والرزق الحسن : ما ( أحل )٥ من ( ثمرتها )٦.
همام وعثمان، عن قتادة قال : نزلت قبل تحريم٧ الخمر.
فأما الرزق الحسن فهو : ما أحل الله من ( ثمرتها )٨ مما تأكلون، وتعتصرون و( تنتبذون )٩ وتخللون، وأما السكر فهو : خمور الأعاجم١٠.
حماد عن علي [ بن زيد ]١١ عن صفوان بن محرز، عن أبي موسى الأشعري قال : إن لكل قوم خمرا، وإن خمر المدينة البسر والتمر، وإن خمر فارس العنب، وإن خمر اليمن البتع١٢. قال حماد : يعني : العسل، وإن خمر الحبشة ( السكركة )١٣، قال حماد : يعني الأرز.
أبو أمية عن يحيى بن أبي كثير [ عن أبي كثير ]١٤، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة والعنبة".
أبو بكر بن عياش بن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال عمر بن الخطاب :"إن هذه الأنبذة تنبذ من خمسة أشياء :( من )١٥ التمر، والزبيب، والعسل، ( والبر ) والشعير، ١٦ فما خمرتم منه فعتقتم، فهو : خمر".
قوله :﴿ إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ﴾ ( ٦٧ ) هي مثل الأولى.
١ - إضافة من ١٧٧..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٤٨..
٣ - إضافة من ١٧٧..
٤ - في ١٧٧: ثمرتها..
٥ - في ع: أجل.
٦ - في ١٧٧: ثمرتها..
٧ - بداية [١٧] من ١٧٧..
٨ - في ١٧٧: ثمرتها..
٩ - في ١٧٧: سدون (بدون إعجام).
١٠ - انظر خبر قتادة في الطبري. ١٤/١٣٦..
١١ - إضافة من ١٧٧..
١٢ - البتع والبتَع هو نبيذ العسل وهو خمر أهل اليمن، لسان العرب، مادة : بتع..
١٣ - انظر تفسير ابن محكم ٢/٣٧٧ هامش: ١ وفي لسان العرب، مادة: سكر، والسكركة: خمر الحبشة..
١٤ - إضافة من ١٧٧..
١٥ - ساقطة من ١٧٧..
١٦ في ١٧٧: الحنطة..
قوله :﴿ وأوحى ربك إلى النحل ﴾ ( ٦٨ )، أي : ألهمها. [ قال السدي : وكل شيء من الحيوان إلهام ]. ١ ﴿ أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ﴾ ( ٦٨ )، أي : ومما يبنون.
١ - إضافة من ١٧٧..
﴿ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ﴾ ( ٦٩ ) طرق ربك التي جعل الله لك. ﴿ ذللا ﴾ ( ٦٨ ) : مطيعة، في تفسير قتادة. [ يعني أنت مطيعة ] ١.
وقال مجاهد :﴿ اسلكي سبل ربك ذللا ﴾، ذللت لها السبل، لا يتوعّر عليها مكان٢. ﴿ يخرج من بطونها شراب ﴾ ( ٦٩ )، يعني : العسل. { مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ( ٦٩ ) دواء.
إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم : فقال : يا رسول الله إن أخي يشتكي بطنه. قال :٣ اذهب فاسقه عسلا. فذهب فسقاه عسلا، فلم ( ينفعه )٤ شيئا، فأتى النبي [ صلى الله عليه ]٥ فقال :( يا رسول الله )٦ [ إني ]٧ سقيته فلم ( ينفعه )٨ شيئا. فقال : اذهب فاسقه. ( فذهب فسقاه فلم ينفعه شيئا، فجاء النبي فأخبره فقال : اذهب فاسقه عسلا. فذهب فسقاه، فلم يغن عنه شيئا فأتى إلى النبي فأخبره )٩، فقال رسول الله [ صلى الله عليه ]١٠ ( في الثالثة أو الرابعة )١١ :"صدق الله، وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلا، فذهب فسقاه، فبرأ١٢ بإذن الله".
قوله :﴿ إن في ذلك لآية١٣ لقوم يتفكرون ﴾ ( ٦٥ )، هي مثل الأولى.
١ - إضافة من ١٧٧/ الطبري ١٤/١٤٠..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٤٩..
٣ - في ١٧٧: فقال..
٤ - في ١٧٧: يغن عنه..
٥ - إضافة من ١٧٧..
٦ - ساقطة في ١٧٧..
٧ - إضافة من ١٧٧..
٨ - في ١٧٧: يغن عنه..
٩ - ساقطة في ١٧٧: وجاء بدل ذلك: قال ثلاث مرار..
١٠ - إضافة من ١٧٧..
١١ - ساقطة في ١٧٧..
١٢ - يقال برأت من المرض بفتح الراء، وغير أهل الحجاز يقولون برئت بكسرها، لسان العرب: مادة: برأ..
١٣ - بداية [١٨] من ١٧٧..
قوله :﴿ والله خلقكم ثم يتوافكم ﴾، ( ٧٠ ) [ يميتكم ]١. ﴿ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ﴾ ( ٧٠ )، إلى الهرم. ﴿ لكي لا يعلم بعد علم شيئا ﴾ ( ٧٠ )، يصير بمنزلة الطفل الذي لا يعقل شيئا.
﴿ إن الله عليم قدير ﴾ ( ٧٠ ).
١ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا ﴾ ( ٧١ ) [ يعني : في الرزق ]. ١ ﴿ برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء ﴾( ٧١ )، يعني : شرعا سواء [ تفسير السدي ]٢.
يقول : هل منكم من أحد يكون ( هو )٣ ومملوكه في أهله وماله سواء ؟ أي : إنكم لا تفعلون ذلك ( بمملوككم )٤، حتى تكونوا في ذلك سواء. فالله أحق ألا يشرك به أحد من خلقه وهو :( كقوله )٥ :﴿ ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم٦، خيفة بعضكم بعضا.
سعيد، عن قتادة قال : هذا مثل ضربه الله، فهل منكم [ من ]٧ أحد يشارك مملوكه في زوجته، وفراشه، وماله. أفتعدلون بالله خلقه ؟
قال :﴿ أفبنعمة الله يجحدون ﴾ ( ٧١ )، على الاستفهام، أي : قد جحدوا بنعمة الله.
قال قتادة : والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة.
١ - نفس الملاحظة..
٢ *- نفس الملاحظة..
٣ - ساقطة في ١٧٧..
٤ - في ع: بملوكيكم، وفي ١٧٧: بمملوككم، الإصلاح من ابن أبي زمنين، ورقة : ١٧٥..
٥ - في ١٧٧: مثل قوله..
٦ - الروم، ٢٨ أنظر التفسير ص: ٦٥٤..
٧ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ﴾ ( ٧٢ )، يعني : النساء، والنساء من الرجال. [ سعيد عن قتادة قال : خلق آدم ثم خلق زوجته منه ]١.
قال :﴿ وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ﴾ ( ٧٢ ) والحفدة، الخدم يعني : ولدا يخدمونه، وولد ولده في تفسير الحسن )٢.
عمار، عن أبي هلال الراسبي، عن الحسن، قال : بنوك وبنو بنيك، البنون [ ٢ب ] والحفدة ( كل شيء يحفدونك )٣ / ويخدمونك٤.
سعيد عن قتادة قال : مهنة يمهنونك، ويخدمونك من ولدك٥.
المعلى، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال : الحفدة : الأختان٦.
قوله :﴿ ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون ﴾ ( ٧٢ )، على الاستفهام، أي : قد آمنوا بالباطل، والباطل إبليس.
[ وقال السدي :﴿ أفبالباطل يؤمنون ﴾، يعني : بعبادة الشيطان، الشرك، يصدقون ]٧
قوله :﴿ وبنعمت الله هم يكفرون ﴾ ( ٧٢ )، هو ( كقوله )٨ :﴿ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ﴾ ٩، وكقوله :﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾، ١٠ يقول : تجعلون١١ مكان الشكر التكذيب.
١ - إضافة من ١٧٧. الطبري، ١٤/١٤٣..
٢ - إضافة من ١٧٧ الطبري ١٤/١٤٥..
٣ - باهتة في ع..
٤ - في الطبري، ١٤/١٤٥: البنين وبني البنين. من أعانك من أهل وخادم فقد حفدك..
٥ - الطبري، ١٤/١٤٣..
٦ - إضافة من ١٧٧..
٧ - في ١٧٧: مثل قوله..
٨ - إبراهيم، ٢٨.
٩ - الواقعة، ٨٢..
١٠ -إبراهيم، ٢٨.
١١ - بداية [١٩] من ١٧٧..
قوله :﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا ﴾ ( ٧٣ ) [ قال قتادة : وهي الأوثان ]١. ﴿ من السماوات والأرض شيئا ﴾ ( ٧٣ )، يعني : آلهتهم التي يعبدون من دون الله. ﴿ ولا يستطيعون ﴾ ( ٧٣ )، مثل قوله :﴿ ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ﴾ ٢ بعثا.
١ - إضافة من ١٧٧. الطبري، ١٤/١٤٨..
٢ - الفرقان، ٣ أنظر التفسير ص : ٤٦٩..
قال :﴿ فلا تضربوا لله الأمثال ﴾ ( ٧٤ )، [ يعني ] :١ فتشبهوا هذه الأوثان الميتة، التي لا تحيي ولا تميت ولا ترزق، بالله الذي يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يريد. ﴿ إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾ ( ٧٤ ). وقال السدي :﴿ فلا تضربوا لله الأمثال ﴾، يعني : لا تصفوا له الأشباه ]٢.
١ إضافة من ١٧٧..
٢ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ ضرب الله مثلا ﴾ ( ٧٥ ) [ يعني وصف الله شبها، وهو تفسير السدي ]١. ﴿ عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ﴾ ( ٧٥ )، يعني : الوثن. ﴿ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ﴾ ( ٧٥ )، يعني : المؤمن. ﴿ فهو ينفق منه سرا حسنا ﴾ ( ٧٥ )، يعني : المؤمن. ﴿ فهو ينفق منه سرا وجهرا ﴾ ( ٧٥ )، قال :﴿ هل يستوون ﴾٢ ( ٧٥ )، يعني : هل٣ يستوي هذا الذي يعبد الوثن الذي لا يقدر على شيء، والذي يعبد الله فيرزقه الرزق الحسن، أي : إنهما لا يستويان.
ثم قال :﴿ الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ﴾ ( ٧٥ )، وهم : المشركون.
سعيد عن قتادة قال : هذا مثل ضربه الله للكافر٤، رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ٥، ولم يعمل فيه بطاعته٦.
قال الله :﴿ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ﴾٧ ( ٧٥ ). فهذا المؤمن أعطاه الله رزقا حلالا طيبا فعمل فيه بطاعته وأخذه بشكر. قال الله :﴿ هل يستوون ﴾٨ ( ٧٥ ) مثلا.
١ - نفس الملاحظة..
٢ - في ع: يستوي وهو خطأ وفي ١٧٧: يستويان، وهو خطأ كذلك..
٣ - في ١٧٧: يقول فهل..
٤ - في١٧٧: للكافرين..
٥ - في ١٧٧: خير..
٦ - الطبري: ١٤/١٤٩..
٧ - إضافة من ١٧٧..
٨ - في ع و ١٧٧ وتفسير ابن أبي زمنين ورقة: ١٧٦ يستويان وهو تحريف للآية نتج عن الخلط بينهما وبين الآية ٢٩، الزمر (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثره لا يعلمون(..
قال :﴿ وضرب الله مثلا ﴾ ( ٧٦ ) [ يعني : وصف الله مثلا، يعني : شبها، تفسير السدي ]١. ﴿ رجلين أحدهما أبكم ﴾ ( ٧٦ )، أي : لا يتكلم، يعني : الوثن. ﴿ لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه ﴾ ( ٧٦ )، عمله بيده، ( وينفق عليه )٢، ويعبده، ويتولاه، ﴿ وهو كل على مولاه ﴾ يعني :٣ على وليه الذي يتولاه ويعبده. ﴿ أينما يوجهه ﴾ ( ٧٦ )، هذا العابد له، يعني : دعاءه إياه. ﴿ لا يأت بخير هل يستوي ﴾ ( ٧٦ ) هذا الوثن. ﴿ [ هو ]٤ ومن يأمر بالعدل ﴾ ( ٧٦ ) وهو : الله. ﴿ وهو على صراط مستقيم ﴾، ( وهو الله )٥.
قال يحيى : مثل قوله :﴿ إن ربي على صراط مستقيم ﴾ ٦. سعيد عن قتادة في قوله :﴿ وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء ﴾، وهو نحو من صنيعهم٧ بآلهتهم وأحجارهم التي يعبدون.
قال الله :﴿ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل ﴾ ( ٧٦ )، وهو : الله تبارك وتعالى. وفي تفسير الحسن : إنه المؤمن الذي ضرب الله مثلا في هذه الآية. ﴿ وهو على صراط مستقيم ﴾ ( ٧٦ ) يعني : المؤمن٨.
قال يحيى : سمعت غير واحد يذكر، أن هذا المثل نزل في عثمان بن عفان٩.
١ إضافة من ١٧٧..
٢ - ساقطة في ١٧٧..
٣ - في ع: يعني: على مولاه..
٤ - ساقطة في ع و ١٧٧ وتفسير ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٦، إضافة من المصحف..
٥ ساقطة في ١٧٧..
٦ - هود، ٥٦..
٧ - بداية [٢٠] من ١٧٧..
٨ - ساقطة في ١٧٧..
٩ - روى الطبري هذا الخبر عن ابن عباس ١٤/١٥١، انظر لباب النقول في أسباب النزول السيوطي، ط. ٢، ١٣٧٣ /١٩٥٤، ١٣٤..
قوله :﴿ ولله غيب السماوات والأرض ﴾ ( ٧٧ ) يعلم غيب السماوات ويعلم غيب الأرض.
﴿ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ﴾ ( ٧٧ )، يعني : بل هو أقرب من لمح البصر، ولمح البصر ( أنه )١ يلمح مسيرة خمس مائة عام، يلمح إلى السماء، يعني : سرعة البصر. ﴿ إن الله على كل شيء قدير ﴾ ( ٧٧ ).
١ - في ١٧٧: لأنه، وفي تفسير ابن أبي زمنين ورقة: ١٧٦: ولمح البصر أنه يلمح السماء وهي على مسيرة خمس مائة عام..
قوله :﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ ( ٧٨ )، لكي تشكروا.
قوله :﴿ ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ﴾ ( ٧٩ )، أي : متحلقات في كبد السماء، فيما بين السماء والأرض، وهي كلمة عربية، كقوله :﴿ وفرعها في السماء ﴾١. يعني بذلك طولها، كذلك الطير متحلقة.
سعيد عن قتادة قال :﴿ في جو السماء ﴾ : في كبد السماء.
[ قال ]٢ :﴿ ما يمسكهن إلا الله ﴾ ( ٧٩ )، يبين قدرته للمشركين يقول : هل تصنع آلهتكم شيئا من هذا ؟ ﴿ إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ﴾ ( ٧٩ )، وهي مثل الأولى.
١ - إبراهيم، ٢٤..
٢ - إضافة من ١٧٧..
قوله :﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ﴾ ( ٨٠ )، تسكنون فيه. تفسير مجاهد١. ﴿ وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا ﴾ ( ٨٠ )، يعني : من السعر والصوف.
﴿ تستخفونها يوم ظعنكم ﴾ ( ٨٠ )، حين ظعنكم. [ تفسير السدي ]٢. يعني : في سفركم. ﴿ ويوم ﴾ ( ٨٠ ) : وحين. ﴿ إقامتكم ﴾ ( ٨٠ )، يعني : قراركم في غير سفر. ﴿ ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ﴾ ( ٨٠ )، والأثاث : المتاع في تفسير الحسن. ( وقال مجاهد )٣ : الأثاث : الغناء. [ والمتاع إلى حين ]٤.
وقال الأعمش : الأثاث : المال، وهو واحد. ﴿ ومتاعا ﴾ تستمتعون به إلى حين الموت٥.
١ - في تفسير مجاهد، ١/٣٥٠: فيها، بدل فيه..
٢ - إضافة من ١٧٧..
٣ - في ١٧٧: المعلى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال..
٤ - إضافة من ١٧٧..
٥ - إضافة في ١٧٧: تبدأ بـ : وقال السدي، جاء بعدها محو بقدر ست كلمات..
قوله :﴿ والله جعل لكم مما خلق ظلالا ﴾ ( ٨١ )، قال قتادة : من الشجر وغيرها. قال يحي : يعني : المنازل تظلكم من الشمس والمطر، وجعل لكم ظلالا من الشجر. ﴿ وجعل لكم من الجبال أكنانا ﴾ ( ٨١ )، [ قال قتادة ]١ :[ ليسكن فيها ]٢. ( قال غيرانا )٣ : تكنكم أيضا من الحر والبرد والريح والأمطار، يعني : الغيران التي تكون في الجبال. ﴿ وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ﴾ ( ٨١ )، قال قتادة : من القطن والكتان والصوف، وقد قال في أول السورة :﴿ لكم فيها دفء ﴾٤ من البرد. قال :﴿ وسرابيل تقيكم بأسكم ﴾ ( ٨١ )، قال قتادة : من هذا الحديد، يعني، دروع الحديد تقيكم القتال. ﴿ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ﴾ ( ٨١ )، لكي تسلموا. قال : إن أسلمتم تمت عليكم النعمة بالجنة، وإن لم تسلموا لم يتم نعمته عليكم. [ ٣أ ] قال يحيى : بلغني أن ابن عباس/ كان يقرؤها :"لعلكم تسلمون"، أي : من الجراح٥، يعني : في لبس الدروع. قال قتادة : وكانت هذه السورة تسمى سورة النعم.
١ - نهاية المقارنة مع ١٧٧، إضافة من ١٧٤ في آخها محو بقدر كلمة..
٢ - بداية المقارنة مع ١/١٧٤ وهي تابعة لـ ١٧٧ لذلك نواصل الترقيم الذي ابتدأناه مع ١٧٧ بداية [٢١] من ١٧٤/١. إضافة من ١٧٤/١..
٣ - ساقطة في ١٧٤/١..
٤ - النحل، ٥..
٥ - الطبري، ١٤/١٥٦، انظر قراءة ابن عباس وقراءة الجمهور: تسلمون بضم التاء وكسر اللام، في البحر المحيط، ٥/٥٢٤..
قوله :﴿ فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين ﴾ ( ٨٢ )، وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم، يقول : وليس عليك أن تهديهم، كقوله :﴿ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ﴾١.
١ - البقرة، ٢٧٢..
قوله :﴿ يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها ﴾ ( ٨٣ )، يعرفون أن الله الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض، وأنه هو الرزاق، ثم ينكرونها بتكذيبهم.
[ و ]١ قال مجاهد :( يعني : نعمته التي قص في هذه السورة )٢.
قال :﴿ وأكثرهم الكافرون ﴾ ( ٨٣ )، يعني : جماعتهم كلهم، كقوله :﴿ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ﴾٣، يعني : كلهم.
١ - إضافة من ١٧٤/١..
٢ - في ١٧٤/١: ( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها(: المساكن والأنعام والسرابيل من الحديد والثياب، كفار قريش تعرف هذا، انظر تفسير مجاهد ١/٣٥٠..
٣ - الشعراء، ٢٢٣..
قوله :﴿ ويوم نبعث ( من )١ كل أمة ﴾ ( ٨٤ )، ( يعني : من كل أمة }٢. ﴿ شهيدا ﴾، ( ٨٤ ) [ وهم الأنبياء، تفسير السدي. قال يحيى : شهيدا ]٣ يعني : نبيهم يشهد عليهم أنه قد بلغهم.
﴿ ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ﴾ ( ٨٤ ). هي مثل قوله :﴿ هذا يوم لا ينطقون ( ٣٥ ) ولا يؤذن لهم فيعتذون( ٣٦ ) ﴾٤ بحجة، وهي مواطن لا يؤذن لهم في موطن في الكلام، ويؤذن لهم في موطن٥.
١ - في ع: و ١٧٤/١: "في" وهو خطأ إذا وقع الخلط بين هذه الآية وبين الآية: ٨٩ من سورة النحل أيضا (ويوم نبعث من كل أمة...( لم يقع هذا الخلط في ابن أبي زمنين، ورقة/ ١٧٦..
٢ - ذا الشرح لا معنى له بعد إصلاح الآية..
٣ - إضافة من ١٧٤/١..
٤ - المرسلات، ٣٥، ٣٦..
٥ - نهاية المقارنة مع ١٧٤/١ جاء في نهاية القطعة ما يلي: ثم الجزء التاسع عشر بحمد الله ونعمته، وفرغ به حارث بن مروان بخط يده في المحرم سنة أربع وأربعمائة، نفع الله به كاتبه ومن كتبت له وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم... وقوله (وإذا رأى الذين ظلموا العذاب( قوبل وصحح.
بداية المقارنة مع ١٧٥، وهي أيضا تابعة لـ: ١٧٧ لذلك نواصل الترقيم الذي ابتدأناه مع ١٧٧. بداية [٢٢] من ١٧٥ وهي ورقة عنوان جاء فيها:
الجزء العشرين من التـ...
فيه بقية سورة النحل من قوله: (ورأى الذين ظلموا العذاب( إلى آخرها، وسورة سبحان (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض..( (الآية ٥٥) رواية محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن سلام (...) الله (...) ليحيى بن الحارث بن مر..(..).

قوله :﴿ وإذا رأى الذين ظلموا العذاب ﴾ ( ٨٥ )، وإذا دخل الذين ظلموا العذاب، يعني : المشركين. ﴿ فلا يخفف عنهم ﴾ ( ٨٥ ) العذاب. ﴿ ولا هم ينظرون ﴾ ( ٨٥ )، سألوا الله أن ينظرهم، أن يؤخرهم فيردهم إلى الدنيا حتى يتوبوا، فلم ينظرهم، أي : فلم يؤخرهم.
﴿ وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم ﴾ ( ٨٦ )، إذا رأوا الشياطين الذين كانوا يضلونهم في الدنيا، يعرف كل إنسان شيطانه. ﴿ قالوا ﴾ ( ٨٦ )، يقول بنو آدم.
﴿ ربنا هؤلاء شركاؤنا ﴾ ( ٨٦ )، يعنون : بني إبليس. ﴿ الذين كنا ندعوا من دونك ﴾ ( ٨٦ ) ؛ لأنهم هم الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان.
قال :﴿ وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ﴾ ١، [ وقال قتادة :﴿ الذين كنا ندعوا من دونك ﴾... ]٢. ﴿ فألقوا إليهم القول ﴾ ( ٨٦ )، فألقى بنو آدم إلى بني٣ إبليس القول، حدثوهم. [ تفسير مجاهد، ذكره عاصم بن حكي وابن مجاهد ]٤ فقالوا لهم :﴿ إنكم لكاذبون ﴾ ( ٨٦ )، أي : إنكم كذبتمونا في الدنيا وغررتمونا.
١ - النساء، ١١٧..
٢ - إضافة من ١٧٥ بآخرها تمزيق بقدر كلمة..
٣ في ١٧٥: بنو..
٤ - إضافة من ١٧٥. تفسير مجاهد، ١/٣٥٠..
﴿ وألقوا إلى الله يومئذ السلم ﴾ ( ٨٧ )، أعطوا الإسلام يومئذ واستسلموا له، آمنوا بالله وكفروا بالشيطان١ والأوثان. [ وقال قتادة : ذلوا واستسلموا يومئذ. ]٢ ﴿ وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾ ( ٨٧ )، عبادتهم إياهم في الدنيا افتراء على الله، وهو الكذب، وهو كقوله :﴿ ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون٣ ( ٧٣ ) من دون الله قالوا ضلوا عنا ﴾ ( ٧٤ ).
١ - في ١٧٥: الشيا... ، تمزيق بآخر الكلمة. وفي ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٧ بالشياطين..
٢ - إضافة من ١٧٥. الطبري، ١٤/١٦٠..
٣ - في ع و ١٧٥: تدعون، وهو خطأ ناتج عن مزيج بين الآية ٣٧، الأعراف وهي :(قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا( وآيتي غافر ٧٣، ٧٤ وهما :(ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون (٧٣) من دون الله قالوا ضلوا عنا( (٧٤)..
قوله :﴿ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاب فوق العذاب ﴾ ( ٨٨ ).
قال يحي : بلغني عن عبد الله بن مسعود قال : حيات وعقارب لها أنياب مثل النخل الطوال تنهشهم. وقال الحسن : هو كقوله :﴿ فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ﴾١.
١ - النبأ، ٣٠..
قوله :﴿ ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ﴾ ( ٨٩ )، يعني : نبيهم هو شاهد عليهم. ﴿ وجئنا بك ﴾ ( ٨٩ )، يا محمد. ﴿ شهيدا على هؤلاء ﴾ ( ٨٩ )١، يعني : أمته.
قوله :﴿ ونزلنا عليك الكتاب٢ تبيانا لكل شيء ﴾ ( ٨٩ )، ما بين فيه من الحلال والحرام، والكفر، والإيمان، والأمر والنهي، وكل ما أنزل ( الله )٣ فيه.
( النضر )٤ بن معبد، عن أبي قلابة، عن أبي الدرداء، قال : نزل القرآن على ست آيات : آيات مبشرة، وآية منذرة، وآية فريضة، وآية تأمرك، وآية تنهاك، وآية قصص وأخبار. قال :﴿ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ﴾ ( ٨٩ )، للمؤمنين.
١ - في ع: على هؤلاء شهيدا..
٢ -بداية [٢٤] من ١٧٥..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - في ١٧٥: النظر.
قوله :﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ﴾ ( ٩٠ )، حق القرابة.
أبو الأشهب عن الحسن قال : حق الرحم ألا تحرمها ولا تهجرها.
سعيد عن قتادة قال : كان يقال :( إذا )١ لم يكن لك مال تعطيه فامش إليه برجلك.
فطر عن أبي يحيى عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل المكافي، ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها". قوله :﴿ وينهى عن الفحشاء ﴾ ( ٩٠ ) : المعاصي. ﴿ والمنكر ﴾ ( ٩٠ )، الكذب. ﴿ والبغي ﴾ ( ٩٠ )، أن يبغي بعضهم على بعض، هو من المعاصي. [ وتفسير السدي : والبغي، يعني : والظلم ]٢. ﴿ يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ ( ٩٠ ).
فطر عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال :"لو أن جبلا بغى على جبل لدك الباغي منهما"٣.
خداش عن عيينة بن عبد الرحمن الثقفي عن أبيه عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من ذنب أجدر أن تعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم".
قال يحيى : بلغني أنه لما نزلت هذه الآية قال بعض المشركين : إن هذا الرجل ليأمر بمحاسن الأخلاق.
١ - في ١٧٥: إن..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - في طرة ع: ذكر البغي..
قوله :﴿ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ﴾ ( ٩١ )، يعني : المؤمنين، على السمع والطاعة. ﴿ ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ﴾ ( ٩١ )، [ يعني ]١ بعد توكيد العهد. قال قتادة : بعد تشديدها وتغليظها٢. ﴿ وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ﴾ ( ٩١ )، تفسير الحسن : عهد الأنبياء. ﴿ وقد جعلتم الله٣ عليكم كفيلا ﴾ ( ٩١ )، يقول : وقد تكفل لكم بالجنة إذا تمسكتم بدينه.
[ أبو الأشهب عن الحسن قال : الإيمان حقيقة في الإسلام والإيمان... قال الله. كما قال : إن الله أعطى ذمته في عهد فمن صدق... فإن له خيرا في الدنيا وخيرا له في الآخرة ومن كذب... أكل به وناكح به ووارث به، أتى الله به يوم القيامة لا عهد... ]٤.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - الطبري: ١٤/١٦٤..
٣ - بداية [٢٥] من ١٧٥..
٤ - إضافة من ١٧٥ بها تلف ناتج عن تمزيق في المخطوطة.
قوله :﴿ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ﴾ ( ٩٢ )، تنكثون العهد، يعني : المؤمنين، ينهاهم عن ذلك، قال فيكون مثلكم/ إن نكثتم العهد، مثل [ ٣ب ] التي نقضت غزلها من بعد ما أبرمته، فتنقضه من بعد ما كان غزلا قويا أنكاثا عن العهد. قال :﴿ ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ﴾ ( ٩١ ). [ قال مجاهد توكيد في الحلفاء ]١ وهو تقديم وفيه إضمار. ﴿ تتخذون أيمانكم ﴾ ( ٩٢ )، أي : عهدكم. ﴿ دخلا بينكم ﴾ ( ٩٢ ). قال قتادة : خيانة وغدرا٢. قال الحسن : كما صنع المنافقون، فلا تصنعوا كما صنع المنافقون، فتظهروا الإيمان وتسروا الشرك. "والدخل"، إظهار الإيمان وإسرار الشرك. ﴿ أن تكون أمة هي أربى من أمة ﴾ ( ٩٢ )، هي أكثر من أمة، يقول : فتنقضوا عهد الله لقوم هم أكثر من قوم.
قال قتادة : أن يكون قوم هم أعدّ٣ وأكثر من قوم. [ وقال السدي : أن يكون قوم أكثر من قوم ]٤. وبعضهم يقول : العهد فيما بين الناس فيما وافق الحق.
عبد القدوس بن حبيب، عن مكحول قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٥.
"إن الله يوصيكم بأمهاتكم فالأقرب الأقرب، الدين مقضي، والأمانة مؤداة، وأحق ما وفى به العبد [ العهد ]٦ عهد الله"
جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال : قال ابن مسعود : ما نزلت بعبد شديدة إلا قد عاهد الله عندها، فإن لم يتكلم بلسانه فقد أضمر ذلك في قلبه، فاتقوا الله وأوفوا بما عاهدتم له.
الحسن بن دينار، عن الحسن أن ابن مسعود قال : يا أهل المواثيق انظروا ما تعاهدون عليه٧ بكم، كم من مريض قد قال : إن الله شفاني فعلت كذا، فعلت كذا [ قال ]٨ : والمرأة التي ضربت مثلا في غزلها كانت حمقاء تغزل الشعر، فإذا غزلته [ رجعت ]٩ نقضته، ثم عادت فغزلته.
وتفسير ( مجاهد )١٠ قال : هذا في الحلفاء، كانوا يحالفون الحلفاء، ثم يجدون أكثر منهم وأعز، فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون الذين هم أعز منهم، فنهوا عن ذلك١١.
قوله :﴿ ( إنما يبلوكم )١٢ الله به ﴾ ( ٩٢ ) بالكثرة يبتليكم، يختبركم. ﴿ وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ﴾ ( ٩٢ )، من الكفر والإيمان.
١ - إضافة من ١٧٥ في تفسير ابن مجاهد، ١/٣٥١: أي بعد تغليظها في الحلف به..
٢ - الطبري، ١٤/١٦٧..
٣ - في ١٧٥: أعز وكذلك هي في تفسير ابن محكم ٢/٣٨٥ وفي الطبري عن قتادة، ١٤/١٦٧..
٤ - إضافة من ١٧٥..
٥ - في ١٧٥: عليه السلام..
٦ - إضافة من ١٧٥..
٧ - بداية [٢٦] من ١٧٥...
٨ - إضافة من ١٧٥..
٩ - نفس الملاحظة..
١٠ - في ١٧٥: ابن مجاهد عن أبيه..
١١ - تفسير مجاهد، ١/٣٥١..
١٢ - مكررة في ١٧٥..
﴿ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ﴾، ( ٩٣ ) [ يعني على... وهو تفسير السدي ] ( ١ ) :( على الإيمان ). ( ٢ )
[ قال يحيى ] :( ٣ ) : مثل قوله :( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) ( ٤ )، ومثل قوله :( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) ( ٥ )
قال :( ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ) ( ٩٣ )، يوم القيامة.
١ ) إضافة من ١٧٥ بها تلف ناتج عن تمزيق في المخطوطة، وفي ابن أبي زمنين، ورقة ١٧٧ يعني: على ملة الإسلام..
٢ ) ساقطة في ١٧٥..
٣ ) إضافة من ١٧٥..
٤ ) السجدة ١٣..
٥ ) يونس ٩٩..
قوله :{ ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ) ( ٩٤ )، تفسير الحسن : أن تسرّوا الشرك فترتدوا عن الإسلام. ( فتزلّ قدم بعد ثبوتها ) ( ٩٤ )، تزل إلى الكفر بعد ما كانت على الإيمان، فتزل إلى النار. ( وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم )( ٩٤ )، والسوء : عذاب الدنيا : القتل بالسيف. يقول : إن ارتددتم عن الإسلام قتلتم في الدنيا، ولكم في الآخرة عذاب عظيم.
قوله تعالى :( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا ) ( ٩٥ )، من الدنيا.
( قال يحيى ) ( ١ ) : قدم وفد من كندة وحضرموت على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٢ ) فبايعوه على الإسلام ولم يهاجروا، وأقرّوا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم إن رجلا من حضرموت ( قام ) ( ٣ ) فتعلق برجل من كندة يقال له امرؤ القيس فقال : يا رسول الله إن هذا جاورني في أرض لي فقطع طائفة منها فأدخلها في أرضه، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٤ ) :( ألك ) ( ٥ ) بيّنة بما تزعم ؟ فقال : القوم كلهم يعلمون أني صادق وأنه كاذب، ولكنه أكرم عليهم منّي، فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٦ ) : يا امرأ القيس، ما( ٧ ) يقول هذا ؟ فقال : ما يقول إلا الباطل، قال : فقم فاحلف بالله الذي لا إله إلا هو مَا لَهُ قِبَلَك شيء مما يقول، وأنه ( الكاذب فيما ) ( ٨ ) يقول، فقال : نعم، فقال الحضرمي : إنا لله، تجعلها يا رسول الله إليه ؟ إنه رجل فاجر لا يبالي بما حلف عليه، فقال رسول الله [ عليه السلام ] ( ٩ ) : إنه من اقتطع مال رجل مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط، فقام امرؤ القيس ليحلف فنزلت هاتان الآيتان :﴿ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ( ٩٥ ) ما عندكم ينفد وما عند الله باق، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ ( ٩٦ )، فقام الأشعث بن قيس فأخذ ( بمنكبي امرئ ) ( ١٠ ) القيس فقال : ويلك يا امرأ القيس، إنه قد نزلت آيتان فيك وفي صاحبك، خيرتهما له، والأخرى لك، وقد قال رسول الله [ عليه السلام ] ( ١١ ) :"من اقتطع مال رجل مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط"، فأقبل امرؤ القيس فقال : يا رسول الله ما نزل فيّ ؟ فتلا عليه الآيتين، فقال امرؤ القيس : أمّا ما عندي فينفد، وأما صاحبي فيجزى بأحسن ما كان يعمل، اللهم إنه صادق، ( وإني ) ( ١٢ ) أشهد الله أنه صادق، ولكن والله ما أدري ما يبلغ ما يدعي من ( أرَضيه ) ( ١٣ ) في أرضي، ( فقد ) ( ١٤ ) أصبتها منذ زمان، فله ما ادعى في أرضي ومثلها معها، فنزلت :( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ( ٩٧ )، فقال امرؤ القيس : ألي هذه يا رسول الله ؟ قال : نعم، فكبّر امرؤ القيس.
١ ) ساقطة من ١٧٥..
٢ ) إضافة من ١٧٥..
٣ ) في ١٧٥: أقام..
٤ ) إضافة من ١٧٥..
٥ ) في ١٧٥: هل..
٦ ) إضافة من ١٧٥..
٧ ) بداية [٢٧] من ١٧٥..
٨ ) في ١٧٥ كاذب بما..
٩ ) إضافة من ١٧٥..
١٠ ) في ١٧٥ بمنكب امرو..
١١ ) إضافة من ١٧٥..
١٢ ) في ١٧٥: فإني..
١٣ ) في ١٧٥: أرضه..
١٤ ) في ١٧٥: قد..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٥:قوله تعالى :( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا ) ( ٩٥ )، من الدنيا.
( قال يحيى ) ( ١ ) : قدم وفد من كندة وحضرموت على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٢ ) فبايعوه على الإسلام ولم يهاجروا، وأقرّوا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم إن رجلا من حضرموت ( قام ) ( ٣ ) فتعلق برجل من كندة يقال له امرؤ القيس فقال : يا رسول الله إن هذا جاورني في أرض لي فقطع طائفة منها فأدخلها في أرضه، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٤ ) :( ألك ) ( ٥ ) بيّنة بما تزعم ؟ فقال : القوم كلهم يعلمون أني صادق وأنه كاذب، ولكنه أكرم عليهم منّي، فقال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ( ٦ ) : يا امرأ القيس، ما( ٧ ) يقول هذا ؟ فقال : ما يقول إلا الباطل، قال : فقم فاحلف بالله الذي لا إله إلا هو مَا لَهُ قِبَلَك شيء مما يقول، وأنه ( الكاذب فيما ) ( ٨ ) يقول، فقال : نعم، فقال الحضرمي : إنا لله، تجعلها يا رسول الله إليه ؟ إنه رجل فاجر لا يبالي بما حلف عليه، فقال رسول الله [ عليه السلام ] ( ٩ ) : إنه من اقتطع مال رجل مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط، فقام امرؤ القيس ليحلف فنزلت هاتان الآيتان :﴿ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ( ٩٥ ) ما عندكم ينفد وما عند الله باق، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ ( ٩٦ )، فقام الأشعث بن قيس فأخذ ( بمنكبي امرئ ) ( ١٠ ) القيس فقال : ويلك يا امرأ القيس، إنه قد نزلت آيتان فيك وفي صاحبك، خيرتهما له، والأخرى لك، وقد قال رسول الله [ عليه السلام ] ( ١١ ) :"من اقتطع مال رجل مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه ساخط"، فأقبل امرؤ القيس فقال : يا رسول الله ما نزل فيّ ؟ فتلا عليه الآيتين، فقال امرؤ القيس : أمّا ما عندي فينفد، وأما صاحبي فيجزى بأحسن ما كان يعمل، اللهم إنه صادق، ( وإني ) ( ١٢ ) أشهد الله أنه صادق، ولكن والله ما أدري ما يبلغ ما يدعي من ( أرَضيه ) ( ١٣ ) في أرضي، ( فقد ) ( ١٤ ) أصبتها منذ زمان، فله ما ادعى في أرضي ومثلها معها، فنزلت :( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ( ٩٧ )، فقال امرؤ القيس : ألي هذه يا رسول الله ؟ قال : نعم، فكبّر امرؤ القيس.
١ ) ساقطة من ١٧٥..
٢ ) إضافة من ١٧٥..
٣ ) في ١٧٥: أقام..
٤ ) إضافة من ١٧٥..
٥ ) في ١٧٥: هل..
٦ ) إضافة من ١٧٥..
٧ ) بداية [٢٧] من ١٧٥..
٨ ) في ١٧٥ كاذب بما..
٩ ) إضافة من ١٧٥..
١٠ ) في ١٧٥ بمنكب امرو..
١١ ) إضافة من ١٧٥..
١٢ ) في ١٧٥: فإني..
١٣ ) في ١٧٥: أرضه..
١٤ ) في ١٧٥: قد..

سعيد ( بن ) ( ١٥ ) عبد العزيز الدمشقي عن وهب بن منبه في قوله ( فلنحيينه حياة طيبة ) ( ١٦ ) / قال : القناعة. سعيد عن قتادة قال : هي الجنة( ١٧ ). قال يحيى : من قال إنها القناعة يقول : هي حياة طيبة في الدنيا، ولنجزينهم في الآخرة أجرهم الجنة بأحسن ما كانوا يعملون في الدنيا.
١٥ ) في ١٧٥: عن، وهو خطأ. انظر ترجمة سعيد بن عبد العزيز الدمشقي في تهذيب التهذيب ٤/ ٥٩..
١٦ ) جاء في طرة ع: ذكر القناعة..
١٧ ) أورد الطبري هذا المعنى عن الحسن البصري ١٤/ ١٧١..
قوله :﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾ ( ٩٨ )، والرجيم : الملعون، رجمه الله باللعنة. قال الحسن : فنزلت في الصلاة، ثم صارت سنة في غير الصلاة إذا أراد أن يقرأ، وليس( ١ ) بمفروض.
١ ) بداية (٢٨) من ١٧٥..
قوله :﴿ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ﴾ ( ٩٠ )، كقوله :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ﴾١، لا تستطيع أن تضلهم [ و ]٢ كقوله :﴿ ( ومن يهد )٣ الله فما له من مضل ﴾٤.
١ - الحجر، ٤٢..
٢ - إضافة من ١٧٥.
٣ - في ١٧٥: من يهدي..
٤ - الزمر، ٣٧..
[ قال ]١ :﴿ إنما سلطانه على الذين يتولونه ﴾ ( ١٠٠ )، يتولون الشيطان. قال قتادة : يعبدونه ويطيعونه. قال الحسن : من غير أن يستطيع [ أن ]٢ يكرههم هو عليه.
( قال يحيى )٣، وهو مثل قوله :﴿ ما أنتم عليه بقانتين ﴾ ( ١٦٢ )، بمضلين﴿ إلا من هو صال الجحيم ﴾٤. وكقوله :﴿ ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ﴾٥.
وتفسير ابن مجاهد عن أبيه :﴿ إنما سلطانه ﴾، حجته، ﴿ على الذين يتولونه ﴾٦.
قوله :﴿ والذين هم به مشركون ﴾ ( ١٠٠ )، والذين هم بالله مشركون. فيها تقديم. قال :﴿ فاستعذ بالله ﴾، ثم قال في هذه الآية :﴿ والذين هم به مشركون ﴾، بالله مشركون، رجع إلى أول الكلام.
( وقال )٧ ابن مجاهد عن أبيه :﴿ والذين هم به مشركون ﴾، يعدلون برب العالمين٨.
وقال الحسن : يقول :( شركوا )٩ الشيطان بعبادة الله.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - الصافاتـ، ١٦٢-١٦٣.
٥ - الأعرافـ، ١٧٨..
٦ - الطبري، ١٤/١٧٤..
٧ - في ١٧٥: وتفسير..
٨ - تفسير مجاهد، ١/٣٥١، الطبري، ١٤/١٧٥..
٩ - في ١٧٥: أشركوا..
قوله :﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ﴾ ( ١٠١ ). ( وهذا في الناسخ والمنسوخ في تفسير قتادة )١.
قال الحسن : كانت الآية إذا نزلت فعمل بها وفيها شدة، ثم نزلت بعدها آية فيها لين، قالوا : إنما يأمر محمد أصحابه بالأمر، فإذا اشتد عليهم صرفهم على غيره، ولو كان هذا الأمر من عند الله لكان أمرا واحدا وما اختلف، ولكنه من قبل محمد.
١ - في ١٧٥: سعيد عن قتادة قال: هو مثل قوله :( ما ننسخ من آية أو ننسيها( (البقرة، ١٠٦) الطبري، ١٤/١٧٦..
قال ( الله )١ :﴿ قل ﴾ ( ١٠٢ ) يا محمد. ﴿ نزله روح القدس من ربك بالحق ﴾ ( ١٠٢ )، والقدس : الله، وروحه : جبريل، فأخبر أنه نزل به جبريل من عند الله، وأن محمدا لم يفتر منه شيئا. [ وقال السدي : جبريل ]٢. قال :﴿ ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ﴾ ( ١٠٢ ).
١ - ساقطة في ١٧٥..
٢ - إضافة من ١٧٥..
قوله :﴿ ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ﴾ ( ١٠٣ )، يعنون : عبدا لابن الحضرمي في قول الحسن وقتادة.
[ وقال ]١ قتادة :[ قالت قريش إنما يعلم محمدا٢ عبد ( بن )٣ الحضرمي، يقال له : جبر٤ وكان يقرأ الكتاب ]٥. وبعضهم يقول : عدّاس غلام عتبة٦.
وكان الكلبي يجمعها٧ جمعيا ويقول : كان عداس يهوديا فأسلم، وكانا ( يقرآن كتابهما )٨ بالعبرانية، وكانا ( أعجمي )٩ اللسان.
قال الله :﴿ لسان الذي يلحدون١٠ إليه ﴾ ( ١٠٣ )، يميلون إليه، في تفسير الكلبي.
وقال الحسن : الذي يذهبون إليه أنه يعلم محمدا أعجمي.
قال الله :﴿ وهذا لسان عربي مبين ﴾ ( ١٠٣ )، أي : بين.
وقال مجاهد : عبد ابن١١ الحضرمي، رومي، صاحب كتاب. يقول الله :﴿ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ﴾، يتكلم بالرومية، ﴿ وهذا لسان عربي مبين ﴾.
[ في حديث عاصم بن حكيم وفي حديث ابن مجاهد عن أبيه :﴿ ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ﴾، قول قريش إنما يعلم ( محمدا١٢ عبد لابن الحضرمي رومي، ( وهو )١٣ صاحب كتاب، يقول الله :﴿ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ﴾، يتكلم بالرومية، ﴿ وهذا لسان عربي مبين ﴾ ]١٤.
وفي قول الحسن هو عبد ابن الحضرمي، وكان كاهنا في الجاهلية.
١ إضافة من ١٧٥..
٢ في ١٧٥: محمد..
٣ هكذا في ١٧٥ والصحيح : لابن، كما في ابن أبي زمنين، ورقة : ١٧٨ أو: لبني، كما في الطبري، ١٤/١٧٨. أما السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ط. ١٣١٤ هـ، مصر ٤/١٣١، فقد ذكر عن قتادة أنه عبدة بن الحضرمي..
٤ - في الطبري: عن سعيد عن قتادة أنه يعيش ١٤/١٧٨..
٥ - إضافة من ١٧٥..
٦ - بداية [٢٩] من ١٧٥..
٧ - هكذا في ع. في ١٧٥: يجمعهم..
٨ - في ١٧٥: يقرنان كتابهما (هكذا بدون إعجام)..
٩ - في ١٧٥: أعجمن..
١٠ - قرأ حمزة والكسائي وخلف هذا الحرف بفتح الياء والحاء ثلاثيا، وقرأ باقي العشرة بضم الياء وكسر الحاء رباعيا، وهما لغتان بمعنى واحد، وشرح الطبري الفعل الثلاثي بفعل يميلون، وشرح الفعل الرباعي بفعل يعترضون، وهو ما جاء كذلك في لسان العرب لابن منظور، وعلى هذا فإنه يبدو أن قراءة يحيى كانت بالفتح وإن كان ابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٨ فقد ضبط الفعل بالضم فالكسر، الطبري ١٤/١٧٩-١٨٠؛ البدور الزاهرة: عبد الفتاح القاضي ط. أولى، ١٤٠١، ١٩٨١، بيروت: ١٨٢..
١١ - الطبري، ١٤/ ١٧٩، وهو خلاف ما جاء في تفسير مجاهد، ١/٣٥٣: عبد لابن الحضرمي.
.

١٢ - في ١٧٥: محمد..
١٣ - في ١٧٥: وهي..
١٤ -إضافة من ١٧٥..
قوله :﴿ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ﴾ ( ١٠٤ ). هؤلاء الذين لا يريد الله أن يهديهم يلقونه بكفرهم. ﴿ ولهم عذاب أليم ﴾ ( ١٠٤ )، موجع.
( قوله )١ :﴿ إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ﴾ ( ١٠٥ )، يعني : المشركين.
﴿ وأولئك هم الكاذبون ﴾ ( ١٠٥ ).
١ - ساقطة في ١٧٥..
قوله :﴿ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ﴾ ( ١٠٦ ) [ أراض بالتوحيد، تفسير السدي ]١.
نزلت في عمار بن ياسر وأصحابه، أخذهم المشركون فوقفوهم على الكفر بالله ورسوله، فخافوا منهم، ( فأعطوهم )٢ ذلك بأفواههم.
الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر قال : أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]٣ وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتى النبي [ عليه السلام ]٤ قال :"ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله، [ والله ]٥ ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. ( قال ) ٦ : فقال ( له رسول الله )٧ : كيف تجد قلبك ؟ قال : أجد قلبي مطمئنا بالإيمان، قال : فإن عادوا فعد"٨.
قال يحيى : بلغني أن هذه الآية نزلت عند ذلك :﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئنا بالإيمان ﴾٩. [ وقوله ]١٠ :﴿ مطمئن ﴾، راض ( بالإيمان } ١١.
إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن يسار إلى بئر للمشركين ( ليستقي )١٢ منها ( و )١٣ حولها ( ثلاثة )١٤ صفوف يحرسونها، فاستقى في قربة، ثم أقبل حتى أتى على الصف الأول، فأخذوه فقال : دعوني فإنما أستقي لأصحابكم، فتركوه، فذهب حتى أتى على الصف الثاني فأخذوه١٥ فقال : دعوني فإنما أستقي لأصحابكم، فتركوه، فذهب حتى أتى على الصف الثالث فأخذوه فردوه إلى البئر، فصبوا ماءه ثم نكسوه حتى قاء ما شرب ثم قالوا [ له ]١٦ : لتكفرن أو لنقتلنك، فتكلم بما أرادوه عليه ثم تركوه، فرجع الثانية ففعلوا به مثل ذلك [ وتركوه، ثم رجع الثالثة ففعلوا به مثل ذلك ]١٧ فلما أرادوه على أن يتكلم بالكفر أبى، فبعث نبي الله الخيل ( فاستنقذته )١٨ فأنزلت فيه :﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ﴾ ١٩.
( وتفسير ابن مجاهد عن أبيه قال : ناس بمكة آمنوا فكتب إليهم بعض أصحاب محمد بالمدينة : أن هاجروا فإنكم لا ترون منا خيرا حتى تهاجروا. فخرجوا يريدون المدينة، فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم، فكفروا مكرهين. ففيهم نزلت هذه الآية )٢٠.
قال :﴿ ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ﴾. ( ١٠٦ ) في الآخرة.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - في ١٧٥: وأعطوهم..
٣ - إضافة من ١٧٥..
٤ - نفس الملاحظة..
٥ - نفس الملاحظة..
٦ - ساقطة في ١٧٥..
٧ - نفس الملاحظة..
٨ - الطبري : ٤/١٨٢..
٩ - ساقطة في ١٧٥..
١٠ - إضافة من ١٧٥..
١١ - ساقطة في ١٧٥..
١٢ - في ١٧٥: يستقي..
١٣ - ساقطة في ١٧٥..
١٤ - في ١٧٥: ثلاث..
١٥ - بداية [٣٠] من ١٧٥..
١٦ - إضافة من ١٧٥..
١٧ - نفس الملاحظة..
١٨ - في ١٧٥: فاستنقذوه..
١٩ - لم يورد الطبري هذه الرواية..
٢٠ - ساقطة في ١٧٥. تفسير مجاهد، ١/٣٥٣..
﴿ ذلك بأنهم/ استحبوا الحياة الدنيا ( على الآخرة ) ﴾ ١ ( ١٠٧ ) [ ٤ب ] اختاروا الحياة الدنيا على الآخرة. ﴿ وأن الله لا يهدي القوم الكافرين ﴾ ( ١٠٧ )، يعني : الذين يلقون الله بكفرهم.
١ - ساقطة في ١٧٥..
﴿ لا جرم ﴾ ( ١٠٩ )، وهذا وعيد. ﴿ أنهم في الآخرة هم الخاسرون ﴾ ( ١٠٩ )، خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار، وخسروا أهليهم من الحور العين، فهو الخسران المبين. وتفسيره في سورة الزمر.
قوله :﴿ ثُم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ﴾ ( ١١٠ ). [ يعني : من بعد ما عذبوا في الدنيا، تفسير السدي }١. ﴿ ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ﴾ ( ١١٠ ).
تفسير الحسن أنهم قوم كانوا بمكة فعرضت لهم فتنة، فارتدوا عن الإسلام وشكوا في نبي الله [ صلى الله عليه وسلم ]٢. ثم أنهم أسلموا وهاجروا إلى رسول الله [ عليه السلام ]٣ بالمدينة، ثم جاهدوا معه وصبروا، فنزت هذه الآية.
سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أنه لما أنزل الله أن أهل مكة لا يقبل منهم الإسلام حتى يهاجروا، كتب بذلك ( المسلمون )٤ إلى أصحاب لهم بمكة وخرجوا فأدركهم المشركون فردوهم، فأنزل الله :﴿ ألم ( ١ ) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ﴾ ( ٢ )٥ والآية الأخرى التي بعدها ٦. فكتب بها أهل المدينة ٧ إلى أهل مكة، فلما جاءهم ذلك تبايعوا أن يخرجوا، فإن لحق بهم المشركون أن ( يقاتلوهم )٨ حتى يلحقوا بالله أو ينجوا، فخرجوا، فأنزل الله :﴿ ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ﴾ إلى آخر الآية.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - نفس الملاحظة..
٣ - نفس الملاحظة..
٤ - في ١٧٥ المؤمنون..
٥ - العنكبوت، ١-٢..
٦ - العنكبوت/ ٣ وهي :(ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(.
٧ - بداية [٣١] من ١٧٥..
٨ - في ١٧٥: يقاتلوا..
قوله :﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ﴾ ( ١١١ ). قال الحسن : إن كل نفس توقف بين يدي الله للحساب ليس يسألها عن عملها إلا الله.
قال :﴿ ( و )١ توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ﴾ ( ١١١ )، أما الكافر فليس له من حسناته في الآخرة شيء، قد استوفاها في الدنيا، وأما سيئاته فيوفاها في الآخرة، يجازى بها النار، وأما المؤمن فهو الذي يوفى الحسنات في الآخرة. وأما سيئاته فإن منهم من لم يخرج من الدنيا حتى ذهبت سيئاته بالبلايا والعقوبة كقوله :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ﴾ ( ٣ )٢، ومنهم من تبقى عليه من سيئاته فيفعل الله فيه ما يشاء.
( قال يحيى )٣ :( وبلغني )٤ أن منهم من تبقى عليه ( من سيئاته )٥ فيشدد عليه عند الموت، ومنهم من تبقى عليه منها فيشدد عليه في القبر، ومنهم من تبقى عليه منها فيشدد عليه في الموقف، و منهم من يبقى عليه منها فيشدد عليه عند الصراط، ومنهم من يبقى عليه ( منها )٦ فيدخل النار فينتقم منه ثم يخرجه الله منها إلى الجنة.
١ - في ع: و ١٧٥: ثم وهو خطأ..
٢ - الشورى، ٣٠..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - في ١٧٥: وقد بلغنا..
٥ - ساقطة في ١٧٥..
٦ - نفس الملاحظة.
قوله :﴿ وضرب الله مثلا ﴾ ( ١١٢ )، يعني : وصف الله مثلا : شبها. تفسير السدي.
﴿ قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ( ١١٢ ) ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ﴾ ( ١١٣ ).
القرية : مكة، والرسول : محمد، كفروا بأنعم الله فكذبوا رسوله ولم يشكروا، وهم ﴿ الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ﴾ ١.
وأما قوله :﴿ فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ﴾، فإنه الجوع الذي عذبوا به بمكة قبل عذابهم يوم بدر، عذبهم بالسيف يوم بدر. وأما الخوف فبعدما خرج النبي [ صلى الله عليه وسلم ]٢ عنهم. سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن القرية مكة٣.
١ - إبراهيم، ٢٨..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - الطبري، ١٤/١٨٦..
( و )١ قوله :﴿ ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه ﴾ ( ١١٣ )، يعرفون نسبه وأمه، يعني :( محمدا )٢. ﴿ فأخذهم العذاب وهم ظالمون ﴾ ( ١١٣ )، أخذهم الله بالجوع٣، والخوف، والقتل الشديد.
١ - ساقطة في ١٧٥..
٢ - في ١٧٥: محمد..
٣ -بداية [٣٢] من ١٧٥..
قوله :﴿ فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ﴾ ( ١١٤ )، يعني المؤمنين، ما أحل لهم من الرزق ومن الغنيمة وغيرها. ﴿ واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون ( ١١٤ ) إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ﴾( ١١٥ ).
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به } ( ١١٥ )، ذبائح المشركين، ثم أحل ذبائح أهل الكتاب من المشركين. قوله :﴿ فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم ﴾ ( ١١٥ ). وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة وسورة الأنعام.
قوله :﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالا وهذا حرام ﴾ ( ١١٦ )، لما حرموا من الأنعام والحرث وما استحلوا من أكل الميتة. ﴿ ( لتفتروا )١ على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾( ١١٦ ). وهي كقوله :﴿ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ﴾ ( ٩٥ )٢.
١ - في ع: ليفتروا بالياء..
٢ - يونس، ٥٩..
قوله :﴿ متاع قليل ﴾ ( ١١٧ )، أي : إن الذين هم فيه من الدنيا متاع قليل ذاهب. ﴿ ولهم عذاب أليم ﴾ ( ١١٧ )، أي : في الآخرة، يعنيهم.
قوله :﴿ وعلى الذين هادوا ﴾ ( ١١٨ ) اليهود، سموا أنفسهم اليهود وتركوا اسم الإسلام. ﴿ حرمنا ﴾ ( ١١٨ ) عليهم بكفرهم. ﴿ ما قصصنا عليك من قبل ﴾ ( ١١٨ ).
[ سعيد عن قتادة قال : يعني : ما قص الله عليه ]١ في سورة الأنعام وهي مكية، وهذا الموضع من هذه السورة مدني، يعني :﴿ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها إلا ما حملت ظهورهما أو [ ٥أ ] الحوايا ﴾ ٢ والحوايا : المبعر. ﴿ أو ما اختلط بعظم ﴾ / وقد فسرناه في سورة الأنعام.
قال :﴿ وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ ( ١١٨ )، إنما حرم ذلك عليهم بظلمهم، قال :﴿ فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ﴾٣ إلى آخر الآية.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - الأنعام، ١٤٦..
٣ - النساء، ١٦٠..
قوله :﴿ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ﴾ ( ١١٩ ). [ قال ]١ ﴿ ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها ﴾ ( ١١٩ )، من بعد تلك الجهالة إذا تابوا منها. ﴿ لغفور رحيم ﴾ ( ١١٩ ) وكل ذنب عمله العبد فهو بجهالة وذلك منه جهل. [ سعيد عن قتادة قال : كل ذنب أتاه عبد فهو بجهالة ]٢.
الحسن ( بن دينار )٣ عن الحسن قال٤ : يعمل الذنب ولا يعلم أنه ذنب فإذا أخبر أنه ذنب تركه. [ وقال السدي :﴿ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ﴾، يعني : الشرك ]٥.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - إضافة من ١٧٥. لم يذكر الطبري، هذه الرواية..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - بداية [٣٣] من ١٧٥..
٥ - إضافة من ١٧٥..
قوله :﴿ إن إبراهيم كان أمة ﴾ ( ١٢٠ ) والأمة في تفسير غير واحد السنة، ( في الخير )١، يعلم الخير.
[ وقال السدي : يعني كان إمام يقتدى به في الخير ]٢. سعيد عن قتادة قال :﴿ كان أمة قانتا ﴾، أي : مطيعا لله، كان إمام هدى يهتدى به.
قرة بن خالد عن سيار بن سلامة أن ابن مسعود قال : إن معاذ بن جبل كان أمة، ثم قال ابن مسعود : إن ( معاذا )٣ كان يعلم الخير.
في تفسير [ المعلى عن أبي يحيى عن ]٤ مجاهد [ قال ]٥ : كان مؤمنا وحده والناس [ كلهم ]٦ ( كفارا )٧.
إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم :"يأتي زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده يوم القيامة".
قوله :﴿ قانتا لله ﴾ ( ١٢٠ ) [ أي ]٨ مطيعا. ﴿ حنيفا ﴾ :( ١٢٠ ) مخلصا. ﴿ ولم يكن من المشركين ﴾ ( ١٢٠ )
١ - ساقطة في ١٧٥. في الطبري، عن قتادة: كان إمام هدى مطيعا تتبع سنته وملته، ١٤/١٩٢. انظر تفسير ابن محكم، ٢/٣٩٤ هامش: ١..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - في ١٧٥: معاذ..
٤ - إضافة من ١٧٥..
٥ - نفس الملاحظة..
٦ - نفس الملاحظة..
٧ - في ١٧٥: كفار..
٨ إضافة من ١٧٥..
﴿ شاكرا لأنعمه اجتباه ﴾ ( ١٢١ )، للنبوة، ( واجتباه واصطفاه واختاره )١ واحد. ﴿ وهداه إلى صراط مستقيم ( ١٢١ ) ﴾، إلى طريق مستقيم، إلى الجنة.
١ - في ١٧٥: "واجتبى واختار واصطفى"..
قوله :﴿ وآتيناه في الدنيا حسنة ﴾ ( ١٢٢ )، وهو كقوله :﴿ وآتيناه أجره في الدنيا ﴾ ١.
سعيد عن قتادة قال :( ليس )٢ من أهل دين إلا وهم يتولونه ويرضونه٣.
قال :﴿ وتركنا عليه في الآخرين ( ١٠٨ ) ﴾ ٤ الثناء الحسن : وقال في آية أخرى :{ وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( ١٣٠ )٥ [ في المنزلة عند الله، تفسير السدي ]٦.
قال يحيى : والصالحون أهل الجنة، وأفضلهم الأنبياء.
[ وقال ابن مجاهد عن أبيه : لسان صدق ]٧.
١ - العنكبوت، ٢٧..
٢ - في ١٧٥: فليس..
٣ - الطبري، ١٤/١٩٣..
٤ - الصافات، ١٠٨..
٥ - البقرة، ١٣٠..
٦ - إضافة من ١٧٥..
٧ - إضافة من ١٧٥..
﴿ إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ ( ١٢٤ ).
سعيد عن قتادة قال : استحله بعضهم وحرمه بعضهم١.
﴿ وإن ربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ ( ١٢٤ )، وحكمه فيهم أن يدخل المؤمن [ منهم ]٢ الجنة ويدخل الكافرين النار.
وقال الكلبي : إن موسى أمر قومه أن يتفرغوا إلى الله في كل سبعة أيام ( يوما )٣، يعبدونه ولا يعملون فيه شيئا من ( ضيعتهم )٤، والستة الأيام ( لضيعتهم٥ ). فأمرهم بالجمعة، فاختاروا هم السبت٦ وأبوا إلا السبت. فاختلافهم أنهم أبوا الجمعة واختاروا السبت.
عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"نحن الآخرون ونحن السابقون، ذلك بأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، ها أنتم هذا اليوم الذي اختلفوا فيه ( وهدانا )٧ الله له، فاليوم لنا، وغدا لليهود، وبعد غد للنصارى. ( فاليوم لنا )٨ يعني :[ يوم ]٩ الجمعة، وغدا لليهود، يعني : السبت، وبعد غد للنصارى، يعني : الأحد )"١٠.
١ - الطبري، ١٤/١٩٤..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - في ١٧٥: يوم..
٤ - في تفسير ابن محكم، ٢/٣٩٥ : صنعتهم..
٥ - في تفسير ابن محكم، ٢/٣٩٥ : صنعتهم..
٦ - بداية [٣٤] من ١٧٥..
٧ - في ١٧٥: فهدانا..
٨ - ساقطة في ١٧٥..
٩ - إضافة في ١٧٥..
١٠ ساقطة في ١٧٥..
قوله :﴿ ادع إلى سبيل ربك ﴾ ( ١٢٥ ) الهدى، الطريق إلى الجنة. [ وقال السدي : يعني : إلى دين ربك ]١. ﴿ بالحكمة ﴾ ( ١٢٥ ) [ يعني : القرآن : تفسير السدي ]٢. ﴿ ( والموعظة ) ٣ الحسنة ﴾ ( ١٢٥ ) القرآن. ﴿ وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾ ( ١٢٥ ).
يأمرهم بما أمرهم الله وينهاهم عما نهاهم الله عنه. ﴿ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ﴾ ( ١٢٥ ).
أي : أنهم مشركون ضالون، وأن محمدا [ صلى الله عليه وسلم ]٤ وأصحابه مؤمنون مهتدون.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - نفس الملاحظة..
٣ - في ١٧٥: والموعضة..
٤ - إضافة من ١٧٥..
قوله :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهم خير للصابرين ﴾ ( ١٢٦ ).
المعلى عن أبي بكر بن عبد الله عن مجاهد عن ابن عباس قال :[ لما كان يوم أحد ]١ مثل المشركون بحمزة ( يوم أحد وقطعوا مذاكيره )٢، فلما رآه النبي [ صلى الله عليه وسلم ]٣ جزع ( عليه )٤ جزعا شديدا فأمر به فغطي ببردة كانت عليه، فمدها على وجهه ورأسه وجعل على رجليه إذ خر [ وصلى عليه ]٥ ثم قال ( رسول الله )٦ : لأمثلن بثلاثين من قريش. ( فأنزل الله :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( ١٢٦ ) واصبر وما صبرك إلا بالله ﴾ ٧. فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وترك ذلك ]٨ ( ولم )٩ يمثل.
ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى جيوشه عن المثل بالكفار.
الحسن بن دينار عن الحسن عن عمران بن حصين قال١٠ : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المُثلة.
١ - نفس الملاحظة..
٢ - ساقطة في ١٧٥. في ع: مذاكره..
٣ إضافة من ١٧٥..
٤ - ساقطة في ١٧٥..
٥ - إضافة من ١٧٥..
٦ - ساقطة في ١٧٥..
٧ - في ١٧٥: فنزلت هذه الآية: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن( حتى أتم السورة..
٨ - إضافة من ١٧٥..
٩ - في ١٧٥..
١٠ - في ١٧٥: إضافة: وخداش عن الأشعت عن محمد بن سيرين قالا..
قوله :﴿ ولا تحزن عليهم ﴾ ( ١٢٧ )، على المشركين إن لم يؤمنوا. ﴿ ولا تك في ضيق مما يمكرون ( ١٢٧ ) ﴾، لا يضيق صدرك بمكرهم وكذبهم عليك.
ف ﴿ إن الله ﴾ ( ١٢٨ ) معك، و﴿ مع الذين اتقوا والذين هم تحسنون ﴾ ( ١٢٨ ).
Icon