تفسير سورة المسد

إعراب القرآن للنحاس
تفسير سورة سورة المسد من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للنحاس .
لمؤلفه ابن النَّحَّاس . المتوفي سنة 338 هـ

١١١ شرح إعراب سورة تبّت (المسد)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة المسد (١١١) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)
في «تبّ» الأولى قولان: أحدهما أنه دعاء، والآخر أنه خبر. وفي إسكان التاء قولان: أحدهما أنها لما كانت حرفا وجب لها السكون، والآخر أنه لم تبق لها حركة فأمسكت يَدا فيه قولان: أحدهما أنه مجاز أي تبّ، والآخر أنه على الحقيقة كما يروى أن أبا لهب أراد أن يرمي النبي صلّى الله عليه وسلّم فمنعه الله جلّ وعزّ من ذلك، وأنزل تبّت يدا أبي لهب، أي خسرت يدا أبي لهب، فيه قولان: أحدهما أن علامة الخفض الياء، والقول الآخر أنه معرب من جهتين هذا قول الكوفيين وَتَبَّ فيه قولان: أحدهما أن فيه قد مضمرة كما روي عن ابن مسعود أنه قرأ «تبّت يدا أبي لهب «١» وقد تب»، والقول الآخر أنه خبر وأن «قد» لا تضمر لأنها حرف معنى.
[سورة المسد (١١١) : آية ٢]
ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢)
ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ في «ما» قولان أحدهما أنها في موضع نصب بأغنى، والقول الآخر أنها لا موضع لها من الإعراب وأنها نافية. وَما كَسَبَ فيه قولان: أحدهما أنه يراد به ولده هذا قول ابن عباس، والقول الآخر ما كسبه من شيء.
[سورة المسد (١١١) : آية ٣]
سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣)
فيه قولان: أحدهما أن الوقوف عليه ذاه بالهاء لأن تأنيث الأسماء بالهاء، والآخر أن الوقوف ذات لأنه لا ينفصل مما بعده في المعنى.
[سورة المسد (١١١) : آية ٤]
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)
وَامْرَأَتُهُ فيه قولان: أحدهما أنها مرفوعة لأنها معطوفة على المضمر الذي في سيصلى، وحسن العطف على المضمر لطول الكلام والقول الآخر أنها مرفوعة بالابتداء
(١) انظر تيسير الداني ١٨٣ (قرأ ابن كثير «لهب» بإسكان الهاء والباقون بفتحها).
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ «١» بالرفع فيه قولان أحدهما أنه نعت لامرأته والآخر أنه خبر الابتداء. وفي نعتها هذا قولان، وهي أم جمل أخت أبي سفيان بن حرب أحد القولين أنها نعتت بهذا تخسيسا لها عقوبة لإيذائها النبي صلّى الله عليه وسلّم، والقول الآخر أن يكون له زوجات غيرها فنعتت بهذا للفرق بينها وبينهنّ وفي موضع الجملة قولان: أحدهما أنها في موضع الحال، والتقدير ما أغنى عنه ماله وما كسب وامرأته حمالة الحطب، والقول الآخر أنها خبر «ما» في موضع الحال، ومن قرأ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ «٢» ففي قراءته قولان: أحدهما أنه منصوب على الحال لأنه يجوز أن تدخل فيه الألف واللام فلما حذفتهما نصب على الحال، والقول الآخر أنه منصوب على الذمّ أي أعني حمالة الحطب كما قال: [الرجز] ٥٩٠- نحن بني ضبّة أصحاب الجمل «٣» وقال رؤبة: [الرجز] ٥٩١- أنا ابن سعد أكرم السّعدينا «٤»
[سورة المسد (١١١) : آية ٥]
فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
فِي جِيدِها فيه قولان: أحدهما أنه خبر بعد خبر عن «وامرأته»، والقول الآخر أن يكون خبرا منقطعا من الأول حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ فيه قولان أحدهما أنه يراد به السلسلة التي تكون في عنقها في النار، والآخر أنه الحبل الذي كانت تحمل به الحطب.
(١) انظر تيسير الداني ١٨٣، والبحر المحيط ٨/ ٥٢٧. [.....]
(٢) انظر تيسير الداني ١٨٣، والبحر المحيط ٨/ ٥٢٧.
(٣) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (ندس) و (جمل) و (قحل) وجمهرة اللغة ٢٦٩، وتاج العروس (بجل) و (جمل) والكامل للمبرد ٩٩.
(٤) الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ١٩١، والكتاب ٢/ ١٥٥، وشرح المفصّل ١/ ٤٧، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٤٦٠، وشرح المفصّل ١/ ٤٦، والمقتضب ٢/ ٢٢٣.
Icon