ﰡ
وقوله تعالى :﴿ وَمِن شَرِّ النفاثات فِي العقد ﴾ قال مجاهد وعكرمة : يعني السواحر، قال مجاهد : إذا رقين ونفثن في العقد، وفي الحديث :« أن جبريل جاء إلى النبي ﷺ فقال اشتكيت يا محمد؟ فقال :» نعم «، فقال : باسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل حاسد وعين، الله يشفيك » ولعل هذا كان من شكواه ﷺ حين سحر، ثم عافاه الله تعالى وشفاه، ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم.
روى البخاري في كتاب الطب من « صحيحه »، عن عائشة قالت :« كان رسول الله ﷺ سحر، حتى كان يرى أنه يأتي النساء، ولا يأتيهن. قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال :» يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسين والآخر عن رجليَّ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل؟ قال : مطبوب، قال : ومن طبه؟ قال ( لبيد بن أعصم ) رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقاً، قال : وفيم؟ قال : في مشط ومشاطة، قال : وأين؟ قال : في جف طلعة ذكر، تحت راعوفة في بئر ذروان، قالت : فأتى البئر حتى استخرجه، فقال :« هذه بشر الي أُريتها وكأن ما ءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رؤوس الشياطين »، قال : فاستخرج، فقلت : أفلا تنشَّرت؟ فقال :« أما الله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً » «