بسم الله الرحمان الرحيم
وتسمى هي وما بعدها بالمعوذتين.
ﰡ
وجمهور العلماء على إثبات السحر، وأنه حقيقة واقعة، وسبب عادي للتأثير في المسحور. وقد عرف قديما في بابل ومصر، وورد ذكره في آيات كثيرة من القرآن [ راجع ما قدمناه في تفسير آية ١٠٢ من سورة البقرة ]، وقال القرطبي في شرح صحيح مسلم : دل القرآن في غير ما آية، والسنة في غير ما حديث : على أن السحر موجود، وله أثر في المسحور، وهو حيل صناعية، يتوصل إليها بالاكتساب ؛ غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها أحاد الناس. وأكثرهم بغير حقيقة ؛ كعلم السيمياء – وهو ما يفعله المشعوذون – فيعظم عند من لا يعرف ذلك. ولبعض أصناف السحر تأثير في القلوب كالحب والبغض، والتفرقة بين المرء وزوجه، وفي الأبدان بالألم والسقم.
والحسد : حقيقة واقعة، وأثره لا شك فيه. وأصله : انفعال نفس الحاسد عند رؤية نعمة على المحسود انفعالا شريرا يدفعه إلى مباشرة أسباب المضرة، سواء أكان ذلك في حضور المحسود أم في غيبته.
وذكر العلامة الآلوسي : أن الحاسد إذا وجه نفسه الخبيثة نحو المحسود على وجه الغضب تتكيف بكيفية خبيثة، ربما تؤثر في المحسود بحسب ضعفه، وقوة نفس الحاسد، وقد تصل إلى حد الإهلاك.
والحسد من الكبائر، وهو أول ذنب عصي الله به في السماء. وأول ذنب عصي به في الأرض ؛ فحسد إبليس آدم، وحسد قابيل هابيل.
وفي الحديث الصحيح : " لا تحاسدوا ".
والنهي عنه نهي عن مباشرة أسبابه ومباديه، ومتابعة النفس وطواعيتها فيه، وتوجيهها إليه وإلى المحسود. وقانا الله شره.
والله أعلم.