ﰡ
١٣٣٢- الإخلاص هو : إرادة تميل الفعل إلى جهة الله تعالى وحده خالصا، والقصد المتعلق بتمييل الفعل إلى جهة الله تعالى هو النية كما تقدم في بيان حقيقة النية١.
وصيغة الحصر التي في الآية تقتضي أن ما ليس بمنوي ليس مأمورا به، وما ليس مأمورا به لا يكون عبادة، ولا تبرأ الذمة من المأمور به، وهو المطلوب.
وفي مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " ٢ وتقديره : الأعمال معتبرة بالنيات، لأن الأخبار مع المجرورات محذوفة فتقدر، ويكون المجرور متعلقا بها. وأحسن ما قدر الخير هاهنا بهذه الآية لأنه جامع بين الشرع والنحو، فيكون ما ليس بمنوي، غير معتبر، وهو المطلوب. ( الأمنية في إدراك النية، المطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " : ٥٠٠ )
٢ - روي هذا الحديث بطرق متعددة وألفاظ مختلفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ن: زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم : ١/٧ ونيل الأوطار : ١/١٥٦ وسنن ابن ماجة : ٢/١٤١٣..
وقد استدل به بعض العلماء وقال :﴿ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ ظاهر من بني آدم، فيهم تفضيلهم على جميع الملائكة. وإن قرأنا بغير همز لم يتعين ذلك. ( الاستغناء : ٥٥٢ )
١٣٣٤- أما " برأ " فهو يختص بإيجاد الأجسام، وقد يضاف إليه أنها من التراب، ومنه : بريت القلم، أي : هيأته على صورة مخصوصة، ومنه قوله تعالى :﴿ أولئك هم خير البرية ﴾١ إن همز فمن البرء الذي هو الإيجاد الخاص. أو لم يهمز فمن البرا- المقصور – الذي هو التراب. ( الأمنية في إدراك النية، مطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " ٤٩٥ )