ﰡ
مكية. وآياتها خمس آيات. وفيها ذم أبى لهب وامرأته حمالة الحطب.
[سورة المسد (١١١) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
المفردات:
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ التباب: الهلاك والخسران، والمراد: خسر وهلك أبو لهب. سَيَصْلى: سيجد حرها ويذوق لهبها. حَمَّالَةَ الْحَطَبِ: هل الحطب على حقيقته؟ وكانت أروى بنت حرب بن أمية أخت أبى سفيان وزوج أبى لهب تحمل الحطب حقيقة، أم كانت امرأة تسعى بين الناس بالوقيعة والفساد، وهذه الجملة جاءت كناية عن ذلك. مَسَدٍ المسد: الحبل المفتول فتلا شديدا.
المعنى:
روى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حينما أمر بالجهر والتبليغ العلنى للناس خاصة المقربين من أهله وقف على البطحاء فنادى: «يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش، فقال: أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم مصدقون؟ قالوا: نعم، قال: فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
روى أنها كانت تضع الشوك في طريق رسول الله بعد جمعه لهذا السبب، وقيل: إنها كانت تسعى جاهدة في إيقاع العداوة بين النبي والناس، وتحمل حطب نار الفتنة، وتوقد بينهم نار العداوة، وقد زاد سبحانه في تبشيع صورتها بقوله: في جيدها حبل من مسد، وقد كان لها قلادة حلفت لتبيعنها في الإنفاق ضد رسول الله، فأعقبها الله بدلها حبلا في جيدها: حبلا محكما ليوضع في عنقها، وهي في نار جهنم، وقيل: إن المعنى على تحقيرها وتصويرها بصورة الحاطبات الممتهنات إذلالا لكبريائها هي وزوجها.