تفسير سورة البينة

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة البينة من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١٣٣٠- قيل : المشركات١ خاص بالوثنيات، وإن أشرك اليهود بعزير والنصارى بعيسى عليهما السلام لقوله تعالى :﴿ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ﴾ فباين بينهم في آيات كثيرة من الكتاب. ( الذخيرة : ٤/٣٢٣ )
١ - يقصد قوله تعالى :﴿ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن﴾ سورة البقرة : ٢٢١..
١٣٣١- أي : يخلصون له دون سواه. ( نفسه : ١/٢٤١ )
١٣٣٢- الإخلاص هو : إرادة تميل الفعل إلى جهة الله تعالى وحده خالصا، والقصد المتعلق بتمييل الفعل إلى جهة الله تعالى هو النية كما تقدم في بيان حقيقة النية١.
وصيغة الحصر التي في الآية تقتضي أن ما ليس بمنوي ليس مأمورا به، وما ليس مأمورا به لا يكون عبادة، ولا تبرأ الذمة من المأمور به، وهو المطلوب.
وفي مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " ٢ وتقديره : الأعمال معتبرة بالنيات، لأن الأخبار مع المجرورات محذوفة فتقدر، ويكون المجرور متعلقا بها. وأحسن ما قدر الخير هاهنا بهذه الآية لأنه جامع بين الشرع والنحو، فيكون ما ليس بمنوي، غير معتبر، وهو المطلوب. ( الأمنية في إدراك النية، المطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " : ٥٠٠ )
١ - عرف القرافي النية بقوله :"هي إرادة تتعلق بإنالة الفعل إلى بعض ما يقبله لا بنفس الفعل من حيث هو فعل المصدر نفسه : ٤٩١..
٢ - روي هذا الحديث بطرق متعددة وألفاظ مختلفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ن: زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم : ١/٧ ونيل الأوطار : ١/١٥٦ وسنن ابن ماجة : ٢/١٤١٣..
١٣٣٣- قوله تعالى :﴿ أولئك هم خير البرية ﴾ أي : خير الخليفة إن همزنا ﴿ البرية ﴾، فيكون التفضيل وقع لهؤلاء على كل مخلوق حتى الملائكة.
وقد استدل به بعض العلماء وقال :﴿ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ ظاهر من بني آدم، فيهم تفضيلهم على جميع الملائكة. وإن قرأنا بغير همز لم يتعين ذلك. ( الاستغناء : ٥٥٢ )
١٣٣٤- أما " برأ " فهو يختص بإيجاد الأجسام، وقد يضاف إليه أنها من التراب، ومنه : بريت القلم، أي : هيأته على صورة مخصوصة، ومنه قوله تعالى :﴿ أولئك هم خير البرية ﴾١ إن همز فمن البرء الذي هو الإيجاد الخاص. أو لم يهمز فمن البرا- المقصور – الذي هو التراب. ( الأمنية في إدراك النية، مطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " ٤٩٥ )
١ - قال الزجاج :"أكثر القراء والكلام: ﴿البرية﴾ بغير همز. وقد قرأ قوم :﴿البريئة﴾ بالهمز. والاختبار ما عليه الجمهور. ن : معاني الزجاج : ١/٣٦..
Icon