تفسير سورة الإسراء

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الإسراء من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
سورة الإسراء مكية، وآياتها١١١.
هذه السورة الكريمة التي نفتتح بها حديث اليوم سورة مكية، وهي من سور القرآن " العتاق الأول " كما وصفها عبد الله بن مسعود، أحد كبار كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبما روى ذلك البخاري في الصحيح. وسميت " سورة الإسراء " أخذا من قوله تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ﴾ |الآية : ١|. وأول جزء منها يتحدث بإيجاز عن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بواسطة البراق، وهو ما عبر عنه كتاب الله " بالإسراء "، ثم عن الانتقال من المسجد الأقصى في بيت المقدس إلى السماوات العلى حتى سدرة المنتهى، وهو " العروج " الذي تم بواسطة " المعراج ".
قال القاضي عبد الجبار في كتابه " تنزيه القرآن عن المطاعن " :[ ربما قيل : كيف يصح قطع هذه المسافة في هذه الأوقات القصيرة ؟ وجوابنا أن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، كما جعل الله تعالى معجزة سليمان " الريح " بقوله تعالى :﴿ ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ﴾ |سبأ : ١٢|. وقد وردت في شأن الإسراء والمعراج عدة أحاديث، تشتمل على تفاصيل دقيقة لم يتعرض لها كتاب الله، ومن أحسن من جمعها بطرقها المتعددة على اختلاف درجاتها الحافظ ابن كثير، وبعدما أورد نصوصها في عشرين صفحة من تفسيره الشهير، أتى بخلاصة وافية نقتطف منها العناصر الأساسية في الموضوع. وفيما يلي خلاصة الخلاصة لما قاله ابن كثير. قال رحمه الله : " وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحصل مضمون ما اتفقت عليه، وأنه وقع مرة واحدة، والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، فلما انتهى إلى المسجد الأقصى دخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج، وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعمور، والجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس، رحمة منه ولطفا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة ". ثم قال ابن كثير : " والأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناما، ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء قبل ذلك مناما، ثم رآه بعده يقظة، لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ". انتهى ما اقتطفناه من كلام ابن كثير.
وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء رؤيا منام، ثم رآه رؤية يقظة، يكون الأمر فيه مشابها لبدء نزول الوحي من قبل، فقد كان الملَك جاءه في المنام أولا، ثم جاءه بعد ذلك في اليقظة. وشرح القاضي أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ الحكمة في هذا التدرج فقال : " وكانت الحكمة في ذلك أن أراه الله في المنام ما أراه، توطيدا وتثبيتا لنفسه، حتى لا يأتيه الحال فجأة، فتقاسي نفسه الكريمة من ذلك شدة، لعجز القوى الآدمية عن مباشرة الهيئة الملكية ".

الربع الأول من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
واقتصر كتاب الله من قصة الإسراء على بيان وقته، وبيان المكان الذي أسري منه، وبيان الحكمة المقصودة من الإسراء فقال تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير ﴾.
وقوله تعالى :﴿ سبحان ﴾ علم للتسبيح، ومعناه براءة الله من السوء، وتنزيه مقامه عنه. قال ابن كثير : " والتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام، فلو كان الإسراء مناما –لا يقظة- لم يكن فيه كبير شيء، ولم يكن مستعظما "، إذ " لا فضيلة للحالم، ولا مزية للنائم "، كما قال النسفي، ولما بادر كفار قريش إلى تكذيبه، ولما ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم، مما يشير إليه قوله تعالى في مكان آخر من هذه السورة :﴿ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ﴾ أي رؤيا عين كما قال ابن عباس ﴿ إلا فتنة للناس ﴾ |الآية : ٦٠|.
ومما يستلفت النظر أن هذا التسبيح الوارد في مطلع السورة يتكرر أثناءها عدة مرات، فمرة يأتي تعقيبا على ما قال به المشركون في حق الله جل وعلا، وذلك قوله تعالى :﴿ سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، يسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾، ومرة أخرى يأتي التسبيح تعقيبا على التحديات التي وجهها المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى :﴿ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ﴾، ومرة ثالثة يأتي التسبيح في سياق الحديث عن الذين آمنوا بالله ورسوله ودخلوا في الإسلام من أهل الكتاب، وذلك قوله تعالى :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ﴾.
ومن لطائف التفسير التي يحسن نقلها في هذا المقام ما ذكره جمال الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري عند تحليله لقوله تعالى :﴿ الذي أسرى بعبده ﴾ إذ قال : " لما رفعه إلى حضرته السنية، وأٍرقاه فوق الكواكب العلوية، ألزمه اسم العبودية تواضعا للألوهية "، وذلك حتى لا يلتبس أحد المقامين بالآخر، كما التبسا في المعتقدات المسيحية.
وقوله تعالى :﴿ لنريه من آياتنا ﴾ بيان لحكمة الله في إسرائه بخاتم أنبيائه ورسله، وقد أعاد كتاب الله الحديث عن هذه الحكمة في سورة النجم فقال تعالى :﴿ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ﴾ |الآية : ١٨| وكم في السماوات وحدها من عجائب وآيات. قال زميلنا المرحوم المفسر الشهيد : " والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى، من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى محمد خاتم النبيئين صلى الله عليه وسلم، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعا، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير، لمقدسات الرسل قبله، والإشارة إلى اشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعا، فهي ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان، وتشمل آمادا وآفاقا أوسع من الزمان والمكان، وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تنكشف عنها للنظرة الأولى ".
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن موسى وعن بني إسرائيل. والحديث عن رسالة موسى عليه السلام، وعما تقلب فيه بنو إسرائيل من النعم والنقم –بعد ذكر المسجد الأقصى- مناسب لهذا المقام كل المناسبة، فقال تعالى :﴿ وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ﴾ أي هاديا ومبينا ﴿ ألا تتخذوا من دوني وكيلا ﴾، وقال تعالى :﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعدا مفعولا، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ﴾
﴿ ثم رددنا لكم الكرة عليهم ﴾إلى آخر الآية. فهذا هو ما يقتضيه سياق الآيات المتلاحقة، ويقضي به نظامها العام، وارتباطها التام، قال ابن كثير : " وفيما قص الله علينا في كتابه غنية عما في سواه من بقية الكتب قبله، وقد أخبر الله عن بني إسرائيل أنهم كلما طغوا وبغوا سلط الله عليهم عدوهم فاستباح بيضتهم، جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد ".
وقال تعالى :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ أي وعد المرة الآخرة ﴿ ليسئوا وجوهكم ﴾ أي ليجعلوا آثار المساءة والكآبة بادية على وجوهكم ﴿ وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا ﴾ أي ليبيدوا –مدة علوهم واستيلائهم- كل ما استولوا عليه،
وقال تعالى :﴿ وإن عدتم عدنا، وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ﴾ أي سجنا يحاصرون فيه. وهكذا أشار كتاب الله في إيجاز وإعجاز إلى جوهر الرسالة الموسوية التي جاء بها موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، فحرفوها وتنكروا لها، وكان من آثار تمردهم عليها ما توالى عليهم من التشتيت والتفتيت، وأنواع البلاء والجلاء في أطراف الأرض شرقا وغربا.
ثم نبه كتاب الله إلى أن بني إسرائيل كلما عادوا إلى الفساد في الأرض والاستعلاء على الخلق عادت إليهم النقم تترى، وأوسعهم الله هزيمة وقهرا، وآتى أعداءهم غلبة ونصرا.
وواضح أن الخطاب في قوله تعالى :﴿ وإن عدتم عدنا ﴾ موجه إلى بني إسرائيل، إنذارا لهم بسوء العاقبة وقبح المصير، كما وجه إليهم الخطاب من قبل في قوله تعالى :﴿ لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ﴾، وفي قوله تعالى :﴿ ثم رددنا لكم الكرة عليهم ﴾
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن الميزة الخاصة التي امتاز بها القرآن الكريم، وأنه اشتمل على لب الدين الصحيح وجوهره الكامل، وعلى شريعة الله الفاضلة في أسمى أطوارها، وأنه بعد نزوله لم تبق هناك طريقة أقوم من طريقته، ولا شريعة أفضل من شريعته، فهو الحري والأحق بالإتباع، من جميع الشيع والأتباع، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾ أي يهدي للعقيدة التي هي أقوم، والشريعة التي هي أقوم، والحياة التي هي أقوم.
وقوله تعالى :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ معناه ألزمنا كل إنسان جزاء عمله، وما يستحقه، بحيث يصبح عمل الأخيار لازما لهم لزوم القلادة للعنق، وعمل الأشرار لازما لهم لزوم الغل للعنق، وواضح أن العنق عضو لا نظير له في جسد الإنسان، فمن ألزم فيه بشيء لم يفك عنه بحال.
وقوله تعالى :﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ﴾ إشارة إلى سنة الله التي لا تتخلف، من إرسال الرسل مبشرين ومنذرين، وقيامهم بتبليغ أوامر الله ونواهيه إلى كافة الخلق، ﴿ ليلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ |النساء : ١٦٥|، فإذا امتثلوا أوامر الله كيفما كان موضوع تلك الأوامر – وفي طليعتها أمره بالعدل والإحسان وأداء الأمانات إلى أهلها- أفاض الله عليهم وعلى بلدانهم أصناف النعم، مصداقا لقوله تعالى :﴿ وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ﴾ |الجن : ١٦|، وإذا " فسقوا " وعصوا أوامر الله ولم يجتنبوا نواهيه، وانحرفوا عن الجادة، سلط عليهم وعلى بلدانهم ضروب النقم، وذلك معنى قوله تعالى هنا :﴿ ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ﴾، وقوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، أن أخذه أليم شديد ﴾ |هود : ١٠٢|.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:وقوله تعالى :﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ﴾ إشارة إلى سنة الله التي لا تتخلف، من إرسال الرسل مبشرين ومنذرين، وقيامهم بتبليغ أوامر الله ونواهيه إلى كافة الخلق، ﴿ ليلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾ |النساء : ١٦٥|، فإذا امتثلوا أوامر الله كيفما كان موضوع تلك الأوامر – وفي طليعتها أمره بالعدل والإحسان وأداء الأمانات إلى أهلها- أفاض الله عليهم وعلى بلدانهم أصناف النعم، مصداقا لقوله تعالى :﴿ وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ﴾ |الجن : ١٦|، وإذا " فسقوا " وعصوا أوامر الله ولم يجتنبوا نواهيه، وانحرفوا عن الجادة، سلط عليهم وعلى بلدانهم ضروب النقم، وذلك معنى قوله تعالى هنا :﴿ ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ﴾، وقوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، أن أخذه أليم شديد ﴾ |هود : ١٠٢|.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وأول ما يستلفت النظر في هذا الربع قوله تعالى :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ﴾، الذي أتبعه في الحين ودون أي فاصل بقوله تعالى :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ |الآية : ٢٣|، الأمر الذي يوضح أهمية البرور بالوالدين عند الحق سبحانه وتعالى، حتى وصى به وجعله مقارنا لتوحيده وعبادته، والاعتراف بربوبيته، بحيث إذا كان الإيمان بالله يعتبر في الدرجة الأولى، فإن الإحسان إلى الوالدين يعتبر في الدرجة التي تليه مباشرة، على غرار قوله تعالى في آية أخرى تؤكد نفس المعنى :﴿ أن اشكر لي ولوالديك، إلي المصير ﴾ |لقمان : ١٤| حيث ربط شكر الإنسان لوالديه بشكره لربه. وهكذا يوجه الإسلام معتنقيه إلى وجوب الارتباط الدائم بالله أولا، ثم الارتباط الوثيق بالأسرة ثانيا، إذ الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، والأمة الإسلامية يجب أن تتألف من مجموعة أسر تتبادل العون والعطف، وتتعاون على البر والتقوى.
ثم تكفل كتاب الله بالإرشاد إلى وجوه الإحسان والبرور التي يجب على الأولاد أن يقدموها إلى الوالدين في جميع الظروف، ولاسيما عند كبرهما، وضعفهما، فنهى عن التضجر منهما والتبرم بهما، ودعا إلى حسن الأدب معهما والتواضع لهما، ورعايتهما حق الرعاية بقية حياتهما، كما دعا إلى الترحم عليهما والوفاء لذكراهما بعد انتقالهما إلى رحمة الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا :﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ﴾ تصوير الاستثنائية التي يحتاج فيها الوالدان أكثر فأكثر، إلى برور الأولاد، وهي حالة الكبر والهرم، التي يرافقها الضعف والعجز، ففي هذا الطور من العمر الذي يصل إليه الأب، أو تصل إليه الأم، أو يصلان إليه معا، يحتاج الوالدان حاجة ملحة إلى برور أولادهم، ويتطلعان بلهفة وشوق إلى مزيد رعايتهم، إذ تكون الأم ويكون الأب قد استنفذ كل منهما طاقات شبابه، وأفنى كل منهما زهرة حياته في تنشئة الأولاد وتربيتهم، وبذل كل منهما النفس والنفيس في سبيل إسعادهم، دون أدنى تحفظ ولا أدنى حساب، وبذلك يرد الأولاد لوالديهم وهم كبار، بعض ما أسداه اليهم والدوهم وهم صغار.
هذا وينبغي لكل ولد ولد أن لا يغفل عن الخطاب الإلهي الموجه إليه من الحق سبحانه وتعالى هنا بشكل مباشر إذ يقول :﴿ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ﴾ فكلمة ﴿ عندك ﴾ هنا إنما جاءت لتشير إلى أن الوالدين في حالة شيخوختهما يصبحان غالبا في كنف أولادهما، ويقضيان أيامهما الأخيرة في رعايتهم وعلى مسؤوليتهم، فعلى الأولاد أن يقوموا بحقوق الأبوة على الوجه الأكمل، كما قام الآباء بحقوق البنوة على الوجه الأفضل.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وتذكيرا بتضحيات الوالدين في سبيل أولادهما عندما كانوا أفقر خلق الله إليهما، طالب الحق سبحانه وتعالى الأولاد بسؤال الرحمة لهما جزاء وفاقا، فقال تعالى مرشدا ومعلما صيغة الدعاء المناسب لهذا المقام :﴿ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ولم يهمل كتاب الله الإشارة إلى ما قد يلحق بعض الأولاد من ضجر أو ملل أو فتور في القيام بحقوق الوالدين، مما قد تثيره بعض تصرفاتهما في حالة الهرم والكبر، فنبه الحق سبحانه وتعالى إلى أنه مطلع على سرائر النفوس لا يخفى عليه منها شيء، وأنه إذا فرط من الأولاد شيء من التقصير في حق الوالدين، في حالة غضب أو ضيق صدر، وكانت نيتهم نحو الوالدين لا تزال نية صالحة بريئة من السعي في الأذى والميل إلى العقوق، فإن الله يغفر للأولاد ما فرط منهم إذا ما بادروا للتوبة من تقصيرهم، وتداركوا القيام بحقوق الوالدين، وأنه يعفو عما سلف منهم ولا يؤاخذهم عليه، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا مخاطبا الأبناء التائبين من تقصيرهم في حق الآباء :﴿ ربكم أعلم بما في نفوسكم، إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وبعدما استوفى كتاب الله الحديث عن حقوق الوالدين في البر والإحسان دعا كل فرد من المسلمين إلى أن يعم بره وإحسانه بعد والديه عشيرته الأقربين، ثم كل محتاج ومسكين، فحق الأخوة العامة في الله بين المسلم وأخيه المسلم لا يقل عن حق القرابة في الدم، وذلك قوله تعالى :﴿ وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وإزالة لكل التباس يمكن أن يقع فيه الناس اهتم كتاب الله بتوضيح أن الأمر بالبر والإحسان لا يقتضي حتما إنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، فضلا عن غيره من السبل، تاركين أنفسهم وأهليهم عالة يتكففون الناس، فالإسلام ملة وسط، وأمته أمة وسط، وتكليفه تكليف وسط، وهو يكره الإفراط والتفريط في جميع المجالات، ولذلك ندد بالتبذير، كما ندد بالتقتير، ودعا إلى التزام التوسط بين بسط اليد وقبضها، لأن بسط اليد بالمرة يعرض الإنسان للوم الغير، ممن لهم عليه حقوق أصبحت ضائعة كالأهل والأولاد، ويعرضه للحسرة والندامة والهم المقيم، فيما بينه وبين نفسه، والإسلام كما يريد أن يقوي حاسة البر، ويشيع عاطفة الإحسان في المجتمع العام، لا يرضى بإشاعة البؤس والشقاء في المجتمع الخاص، وإنما يحرص كل الحرص على إقامة مجتمع سعيد متكافل ومتوازن من جميع جوانبه، وإلى هذه المعاني يشير قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾.

الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونظرا لأن الرزق لا يستمر على وتيرة واحدة، بل يتسع أحيانا فيبسط صاحبه يده للبذل والسخاء، ويضيق أحيانا فيقبض صاحبه يده عن العطاء، نبه الحق سبحانه وتعالى عباده إلى الأدب الواجب عليهم في مثل هذا الظرف الدقيق، وأنه ينبغي لهم أن يتجنبوا كل ما يلحق الأذى بشعور إخوانهم، أو يحط من كرامتهم، وبدلا من أن يعرضوا عنهم متسترين ينبغي لهم أن يعدوهم وعدا جميلا بالعون إذا ما أيسروا، ويقولوا لهم قولا معروفا إذا أقبلوا أو أدبروا، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى مخاطبا كل فرد من أفراد المسلمين :﴿ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وإزالة لكل التباس يمكن أن يقع فيه الناس اهتم كتاب الله بتوضيح أن الأمر بالبر والإحسان لا يقتضي حتما إنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، فضلا عن غيره من السبل، تاركين أنفسهم وأهليهم عالة يتكففون الناس، فالإسلام ملة وسط، وأمته أمة وسط، وتكليفه تكليف وسط، وهو يكره الإفراط والتفريط في جميع المجالات، ولذلك ندد بالتبذير، كما ندد بالتقتير، ودعا إلى التزام التوسط بين بسط اليد وقبضها، لأن بسط اليد بالمرة يعرض الإنسان للوم الغير، ممن لهم عليه حقوق أصبحت ضائعة كالأهل والأولاد، ويعرضه للحسرة والندامة والهم المقيم، فيما بينه وبين نفسه، والإسلام كما يريد أن يقوي حاسة البر، ويشيع عاطفة الإحسان في المجتمع العام، لا يرضى بإشاعة البؤس والشقاء في المجتمع الخاص، وإنما يحرص كل الحرص على إقامة مجتمع سعيد متكافل ومتوازن من جميع جوانبه، وإلى هذه المعاني يشير قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وكما اتجه كتاب الله بجملة من الأوامر والنواهي إلى مختلف الأفراد فخاطبهم بها فردا فردا، اتجه أيضا بجملة من الأوامر والنواهي ذات الصبغة الجماعية إلى الأمة الإسلامية في مجموعها، وهذه الأوامر والنواهي تتعلق " بالكليات الضرورية " التي تتوقف حياة المجتمع الإسلامي عليها كل التوقف، وبدونها يتعذر العمران، ويفشو الانحلال، ويضيع الأمن ويفسد النظام، فقال تعالى داعيا إلى " حفظ النسل " والإبقاء عليه :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ العرض " وصيانة النسب :﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾،
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ النفس " وصيانة الأرواح :﴿ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل، إنه كان منصورا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ المال " وتنميته، والابتعاد في كسبه عن كل غش أو تدليس :﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، وقال تعالى داعيا إلى " حفظ الدين " والتزام ميثاق التوحيد الذي واثق الله به عباده وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ﴾﴿ وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسؤولا ﴾﴿ ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونبه كتاب الله في سياق أوامره ونواهيه الموجهة إلى كل فرد من أفراد المسلمين، إلى أن لا يدعي أحد منهم علم ما لم يعلم، كأن يقول : رأيت، وما رأى، وسمعت، ولم يسمع، وكأن يشهد شهادة الزور، ويحكم بغير دليل ولا مستند في بعض الأمور، فقال تعالى :﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونهى كتاب الله كل مسلم عن التكبر والتجبر والتبختر، ودعاه إلى أن يخفف وطأه في المشي على الأرض، إذ مهما تمايل الإنسان وتطاول لن يغير من طبيعته وقدرته شيئا كبيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وبعدما عرض كتاب الله جملة من النواهي التي يؤدي ارتكابها إلى الشقاء العاجل في الدنيا قبل الشقاء الآجل في الآخرة، عقب عليها تنفيرا منها وتذكيرا بعواقبها، فقال تعالى :﴿ كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ﴾.
الربع الثاني من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
بينما عقب كتاب الله على الأوامر الإلهية والوصايا الربانية التي فيها صلاح البشرية أفرادا وجماعات، بما يتضمن التنويه بقدرها، والإعلاء من شأنها، فقال تعالى :﴿ ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ﴾، مصداقا لقوله تعالى في سورة النساء :﴿ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما ﴾ |الآية : ١١٣|.
سورة الإسراء مكية، وآياتها١١١.
هذه السورة الكريمة التي نفتتح بها حديث اليوم سورة مكية، وهي من سور القرآن " العتاق الأول " كما وصفها عبد الله بن مسعود، أحد كبار كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبما روى ذلك البخاري في الصحيح. وسميت " سورة الإسراء " أخذا من قوله تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ﴾ |الآية : ١|. وأول جزء منها يتحدث بإيجاز عن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بواسطة البراق، وهو ما عبر عنه كتاب الله " بالإسراء "، ثم عن الانتقال من المسجد الأقصى في بيت المقدس إلى السماوات العلى حتى سدرة المنتهى، وهو " العروج " الذي تم بواسطة " المعراج ".
قال القاضي عبد الجبار في كتابه " تنزيه القرآن عن المطاعن " :[ ربما قيل : كيف يصح قطع هذه المسافة في هذه الأوقات القصيرة ؟ وجوابنا أن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، كما جعل الله تعالى معجزة سليمان " الريح " بقوله تعالى :﴿ ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ﴾ |سبأ : ١٢|. وقد وردت في شأن الإسراء والمعراج عدة أحاديث، تشتمل على تفاصيل دقيقة لم يتعرض لها كتاب الله، ومن أحسن من جمعها بطرقها المتعددة على اختلاف درجاتها الحافظ ابن كثير، وبعدما أورد نصوصها في عشرين صفحة من تفسيره الشهير، أتى بخلاصة وافية نقتطف منها العناصر الأساسية في الموضوع. وفيما يلي خلاصة الخلاصة لما قاله ابن كثير. قال رحمه الله :" وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحصل مضمون ما اتفقت عليه، وأنه وقع مرة واحدة، والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، فلما انتهى إلى المسجد الأقصى دخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج، وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعمور، والجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس، رحمة منه ولطفا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة ". ثم قال ابن كثير :" والأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناما، ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء قبل ذلك مناما، ثم رآه بعده يقظة، لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ". انتهى ما اقتطفناه من كلام ابن كثير.
وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء رؤيا منام، ثم رآه رؤية يقظة، يكون الأمر فيه مشابها لبدء نزول الوحي من قبل، فقد كان الملَك جاءه في المنام أولا، ثم جاءه بعد ذلك في اليقظة. وشرح القاضي أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ الحكمة في هذا التدرج فقال :" وكانت الحكمة في ذلك أن أراه الله في المنام ما أراه، توطيدا وتثبيتا لنفسه، حتى لا يأتيه الحال فجأة، فتقاسي نفسه الكريمة من ذلك شدة، لعجز القوى الآدمية عن مباشرة الهيئة الملكية ".
الربع الثالث من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في نهاية الربع الماضي حكى كتاب الله عن منكري البعث ما يخامرهم من شك وريب في النشأة الآخرة، وكيف يستغربون عودة الحياة إليهم بعد البلى والفناء، وفي بداية هذا الربع رد الله على منكري البعث ردا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم فيما سبق :﴿ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾، وقوله تعالى هنا ردا عليهم :﴿ قل كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون من يعيدنا، قل الذي فطركم أول مرة ﴾،
والآية الكريمة تشير إلى أنه حتى على فرض أن الإنسان مكون تكوين الجمادات كالحديد والحجارة، لا تكوين الأحياء الذين تبقى منهم بعد الموت بقايا العظام والرفات، فإن قدرة الله لا تعجز عن نفخ الحياة فيه بعد الموت، كما نفخت فيه الحياة وأوجدته من العدم عند نشأته الأولى، فالقدرة الإلهية متى اتجهت إلى تكوين أي شيء كان حتما ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، فيكون ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:الربع الثالث من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في نهاية الربع الماضي حكى كتاب الله عن منكري البعث ما يخامرهم من شك وريب في النشأة الآخرة، وكيف يستغربون عودة الحياة إليهم بعد البلى والفناء، وفي بداية هذا الربع رد الله على منكري البعث ردا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم فيما سبق :﴿ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾، وقوله تعالى هنا ردا عليهم :﴿ قل كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون من يعيدنا، قل الذي فطركم أول مرة ﴾،
والآية الكريمة تشير إلى أنه حتى على فرض أن الإنسان مكون تكوين الجمادات كالحديد والحجارة، لا تكوين الأحياء الذين تبقى منهم بعد الموت بقايا العظام والرفات، فإن قدرة الله لا تعجز عن نفخ الحياة فيه بعد الموت، كما نفخت فيه الحياة وأوجدته من العدم عند نشأته الأولى، فالقدرة الإلهية متى اتجهت إلى تكوين أي شيء كان حتما ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، فيكون ﴾.

ونبه كتاب الله إلى أن الإنسان مهما تلكأ وتشكك وطال به الأمد فإنه سيبعث من مرقده لا محالة، وأنه لا مناص له من تلبية النداء الإلهي والاستجابة إليه يوم البعث والجمع للحساب، فقال تعالى :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾. وقوله تعالى ﴿ بحمده ﴾ بعد قوله ﴿ فتستجيبون ﴾ إشارة إلى أن أشد الناس إنكارا للبعث وإلحادا فيه لا يسعهم إلا أن يستجيبوا لدعوة الله عندما تدق الساعة، راضين غير ساخطين، مطيعين غير متمردين، على خلاف ما كانوا عليه في الدنيا من شك في البعث، وإنكار الحساب.
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن وصية إلهية أخرى تندرج في جملة ما أوحاه الله إلى نبيه من " الحكمة "، فقال تعالى مخاطبا رسوله ليبلغ خطابه إلى المؤمنين :﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ﴾ وهذا نداء موجه من الحق سبحانه وتعالى إلى كل من يعتز بالعبودية لله ويتمسك بطاعته، ﴿ وقل لعبادي ﴾ أي يختاروا الكلمة التي هي أحسن على الكلمة التي هي دونها حسنا، في جميع مخاطباتهم وعلاقاتهم مع الناس، ولو كان المخاطبون مشركين أو كتابيين، فما بالك بإخوانهم المؤمنين.
وقوله تعالى :﴿ إن الشيطان ينزغ بينهم ﴾ آية معترضة بين قوله " التي هي أحسن " وقوله " ربكم أعلم بكم " جيء بها مبالغة في تحذير المؤمنين من فلتات اللسان، التي تعد من أخطر مصايد الشيطان، لأنها توغر صدر الإنسان على أخيه الإنسان ﴿ إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾.
وعرض كتاب الله في هذا السياق مثالا من أمثلة الكلمة التي هي أحسن، لتكون نموذجا للأسوة والإقتداء، وهذا المثال هو قوله تعالى على لسان عباده المؤمنين لمخالفيهم في العقيدة والدين :﴿ ربكم أعلم بكم، إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ﴾ على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ﴾ |سبأ : ٢٤|.
وقوله تعالى هنا :﴿ ولقد فضلنا بعض النبيئين على بعض ﴾ يشبه قوله تعالى في سورة البقرة :﴿ تلك الرسل، فضلنا بعضهم على بعض ﴾ |الآية : ٢٥٣|، والمفاضلة بين الأنبياء والرسل لا تمس جوهر النبوة في حقيقتها، ولا طبيعة الرسالة في حد ذاتها، وإنما تتعلق بجوانب زائدة على ذلك، كالأزمنة التي يظهرون فيها، والأمكنة التي يبعثون بها، والأقوام الذين يبعثون إليهم، ونوع الدعوة المطالب كل منهم بتبليغها، وأسلوب الدعوة المستعمل فيها، ومبلغ النجاح الذي يصادف تلك الدعوة، وعدد الأتباع الذين يؤمنون بها ويكيفون حياتهم بموجبها. وذكر الزبور في قوله تعالى هنا :﴿ وآتينا داوود زبورا ﴾ تلميح إلى ما تضمنه " الزبور " من التبشير بخاتم الأنبياء والمرسلين، والتبشير بأمته التي هي في عداد الصالحين، مما أشار إليه كتاب الله في آية أخرى :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾ |الأنبياء : ١٠٥|.
وانتقل كتاب الله إلى تسفيه رأي كل من يلجأ إلى غير الله، أو يتعلق بغيره في جلب نفع أو دفع ضر، ناسيا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وأنه يجيب المضطر إذا دعاه، ولا يخيب من اعتمد عليه، وذلك معنى قوله تعالى هنا :﴿ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ﴾.
ثم مضى كتاب الله يبين أن أهل المقامات العلية الذين تعقد عليهم الآمال، وتناط بهم الآمال، عند عامة الناس، هم أنفسهم واقفون بباب الله، يتسابقون فيما بينهم إلى طاعة الله، ويلاحق كل منهم الآخر في ابتغاء رضاه، ليكون أقرب إلى مولاه، وقلوبهم جميعا معلقة بين جناحي الخوف والرجاء، في حالتي السراء والضراء، وذلك معنى قوله تعالى هنا في هذا السياق :﴿ أولئك الذين يدعون ﴾ أي أولئك الذين يتوجه اليهم الناس بالدعاء هم أنفسهم ﴿ يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ﴾، و " الوسيلة " هنا هي " القربة " كما قال قتادة، واختاره ابن جرير الطبري ﴿ ويرجون رحمته ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا ﴾. وإذا كان هذا حال المقربين إلى الله فالأولى والأضمن لغيرهم من بقية الناس أن يتجهوا رأسا إلى الله تعالى لكشف غمتهم، وقضاء حاجتهم، إذ لا حجاب بين الله وبين خلقه ﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾ |غافر : ٦٠| - ﴿ وما كان عطاء ربك محظورا ﴾ |الإسراء : ٢٠|.
وأعاد كتاب الله في هذا الربع الحديث عن قصة آدم وإبليس، ووصف أنواع المغريات التي يغري بها إبليس أتباعه من الناس، تحذيرا للمؤمنين من إبليس، ومغرياته، وتعريفا لهم بعداوته ومؤامراته، حتى لا يقعوا في شباك إبليس، ولا يستسلموا إلى ما يصطنعه من وسائل التزييف والتدليس، فقال تعالى :﴿ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا، إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا، قال ﴾ أي إبليس مخاطبا الحق سبحانه وتعالى :﴿ أرآيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ﴾ أي لأستولين عليهم ولأغوينهم، إلا قليلا منهم.
وقوله هنا :﴿ هذا الذي كرمت علي ﴾ يؤكد معرفة إبليس بتفضيل الله لآدم وذريته، ويوضح السر في حقده عليه وعداوته، لكنه بالرغم من ذلك سيحاول إيقاع الإنسان في شبكته، وسيحاول الاستيلاء عليه عن طريق شهوته، ولذلك أعلن كتاب الله حكمه القاطع الرادع لمن رضي لنفسه أن يكون من أتباع إبليس ﴿ قال ﴾ أي الحق سبحانه وتعالى ﴿ اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٢:وقوله هنا :﴿ هذا الذي كرمت علي ﴾ يؤكد معرفة إبليس بتفضيل الله لآدم وذريته، ويوضح السر في حقده عليه وعداوته، لكنه بالرغم من ذلك سيحاول إيقاع الإنسان في شبكته، وسيحاول الاستيلاء عليه عن طريق شهوته، ولذلك أعلن كتاب الله حكمه القاطع الرادع لمن رضي لنفسه أن يكون من أتباع إبليس ﴿ قال ﴾ أي الحق سبحانه وتعالى ﴿ اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ﴾.
وكشف كتاب الله الستار عن بعض الوسائل التي يتوسل بها إبليس إلى إغواء الخلق، فقال تعالى في صيغة الزجر والتهديد :﴿ واستفزز من استطعت منهم بصوتك ﴾، ويصدق هذا على الأغاني المثيرة والمزامير المهيجة، التي تضج بها أندية الليل وأوكار الفساد، كما يصدق على الخطب والتصريحات، التي تثير الفتن بين الأفراد والجماعات، ثم قال :﴿ واجلب عليهم بخيلك ورجلك ﴾، ويصدق هذا على الحروب العدوانية، والفتن الداخلية، ﴿ وشاركهم في الأموال والأولاد ﴾، قال الزجاج : " كل معصية في مال وولد فإبليس شريكهم فيها ". ويصدق هذا على الأموال والمكاسب المحرمة، والمعاملات الفاسدة، والأموال التي تنفق في اللهو والمجون، والفسوق والفجور، كما يصدق في " الأولاد " على الأولاد الذين يقع إنجابهم بالسبب الحرام، أو يطلب آباؤهم الحصول عليهم عن طريق النذر الحرام، أو يقع استعمالهم في العمل الحرام، ويندرج تحت هذه الآية " أولاد الغير " الذين يقع تبنيهم وإدماجهم في سجل " الحالة المدنية "، فتختلط بسبب تبنيهم الباطل الأنساب والأرحام. وهذه إنما هي أمثلة لبعض ما تصدق عليه الآية الكريمة من فنون الإغواء والإغراء التي يتعرض لها أتباع إبليس، من عشاق الشهوات، وأسراء اللذات.
وقوله تعالى هنا :﴿ وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴾ يفسره ويؤكده قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ﴾ |إبراهيم : ٢٢|. نعم إن لله عبادا " مخلصين " تعهد الحق سبحانه وتعالى بحمايتهم من إغواء إبليس، وبحفظهم من إغرائه، وواضح أنهم لم يستحقوا أن يضافوا إلى اسمه الأعلى وجنابه الأقدس، إلا بعد أن جاوزوا القنطرة، وفارقوا منطقة الخطر، فقال تعالى في شأنهم وهو أصدق القائلين :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلا ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٤:وكشف كتاب الله الستار عن بعض الوسائل التي يتوسل بها إبليس إلى إغواء الخلق، فقال تعالى في صيغة الزجر والتهديد :﴿ واستفزز من استطعت منهم بصوتك ﴾، ويصدق هذا على الأغاني المثيرة والمزامير المهيجة، التي تضج بها أندية الليل وأوكار الفساد، كما يصدق على الخطب والتصريحات، التي تثير الفتن بين الأفراد والجماعات، ثم قال :﴿ واجلب عليهم بخيلك ورجلك ﴾، ويصدق هذا على الحروب العدوانية، والفتن الداخلية، ﴿ وشاركهم في الأموال والأولاد ﴾، قال الزجاج :" كل معصية في مال وولد فإبليس شريكهم فيها ". ويصدق هذا على الأموال والمكاسب المحرمة، والمعاملات الفاسدة، والأموال التي تنفق في اللهو والمجون، والفسوق والفجور، كما يصدق في " الأولاد " على الأولاد الذين يقع إنجابهم بالسبب الحرام، أو يطلب آباؤهم الحصول عليهم عن طريق النذر الحرام، أو يقع استعمالهم في العمل الحرام، ويندرج تحت هذه الآية " أولاد الغير " الذين يقع تبنيهم وإدماجهم في سجل " الحالة المدنية "، فتختلط بسبب تبنيهم الباطل الأنساب والأرحام. وهذه إنما هي أمثلة لبعض ما تصدق عليه الآية الكريمة من فنون الإغواء والإغراء التي يتعرض لها أتباع إبليس، من عشاق الشهوات، وأسراء اللذات.
وقوله تعالى هنا :﴿ وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴾ يفسره ويؤكده قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ﴾ |إبراهيم : ٢٢|. نعم إن لله عبادا " مخلصين " تعهد الحق سبحانه وتعالى بحمايتهم من إغواء إبليس، وبحفظهم من إغرائه، وواضح أنهم لم يستحقوا أن يضافوا إلى اسمه الأعلى وجنابه الأقدس، إلا بعد أن جاوزوا القنطرة، وفارقوا منطقة الخطر، فقال تعالى في شأنهم وهو أصدق القائلين :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلا ﴾.

ووصف كتاب الله في هذا الربع صورة من صور الخلق عندما يركبون البحر ابتغاء التجارة والربح، عن طريق نقل بضائعهم ومحاصيلهم على ظهر الفلك، وما يلحقهم من الجزع ويصيبهم من الفزع عند تغير أحواله، ومفاجأة أهواله، فلا يجدون ملجئا إلا الله، وينسون كل ما سواه، وذلك قوله تعالى :﴿ ربكم الذي يجزي لكم الفلك في البحر ﴾ أي يسيرها ويجريها ﴿ لتبتغوا من فضله، إنه كان بكم رحيما، وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم، وكان الإنسان كفورا ﴾ أي بدلا من أن يشكر الإنسان نعمة الله عليه، إذ استجاب دعاءه، ولبى نداءه، يكفر حينا بنعمة الله الذي نجاه، وينسى العون الذي قدمه له مولاه، وكان الأولى به والأوفق له أن يقف ببابه، ملازما لأعتابه، في البر والبحر، في الشدة والرخاء، إذ لا مانع يمنع القدرة الإلهية من تسليط العذاب عليه مرة أخرى، برا أو بحرا، ما دام الإنسان قد أمعن في ضلاله وازداد جهلا وكفرا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٦:ووصف كتاب الله في هذا الربع صورة من صور الخلق عندما يركبون البحر ابتغاء التجارة والربح، عن طريق نقل بضائعهم ومحاصيلهم على ظهر الفلك، وما يلحقهم من الجزع ويصيبهم من الفزع عند تغير أحواله، ومفاجأة أهواله، فلا يجدون ملجئا إلا الله، وينسون كل ما سواه، وذلك قوله تعالى :﴿ ربكم الذي يجزي لكم الفلك في البحر ﴾ أي يسيرها ويجريها ﴿ لتبتغوا من فضله، إنه كان بكم رحيما، وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم، وكان الإنسان كفورا ﴾ أي بدلا من أن يشكر الإنسان نعمة الله عليه، إذ استجاب دعاءه، ولبى نداءه، يكفر حينا بنعمة الله الذي نجاه، وينسى العون الذي قدمه له مولاه، وكان الأولى به والأوفق له أن يقف ببابه، ملازما لأعتابه، في البر والبحر، في الشدة والرخاء، إذ لا مانع يمنع القدرة الإلهية من تسليط العذاب عليه مرة أخرى، برا أو بحرا، ما دام الإنسان قد أمعن في ضلاله وازداد جهلا وكفرا.
لا مانع يمنع القدرة الإلهية من تسليط العذاب عليه مرة أخرى، برا أو بحرا، ما دام الإنسان قد أمعن في ضلاله وازداد جهلا وكفرا.
﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميكم بالحصباء من فوق رؤوسكم ﴿ ثم لا تجدوا لكم وكيلا، أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى ﴾ أي أن ترجعوا وتركبوا البحر الذي نجاكم منه أولا.
﴿ فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ﴾ أي لا تجدوا علينا أدنى حجة ولا متابعة، فمن كان مصرا على الكفر بالنعمة أصبح أهلا لكل نقمة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:لا مانع يمنع القدرة الإلهية من تسليط العذاب عليه مرة أخرى، برا أو بحرا، ما دام الإنسان قد أمعن في ضلاله وازداد جهلا وكفرا.
﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميكم بالحصباء من فوق رؤوسكم ﴿ ثم لا تجدوا لكم وكيلا، أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى ﴾ أي أن ترجعوا وتركبوا البحر الذي نجاكم منه أولا.
﴿ فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ﴾ أي لا تجدوا علينا أدنى حجة ولا متابعة، فمن كان مصرا على الكفر بالنعمة أصبح أهلا لكل نقمة.

الربع الأخير من الحزب التاسع والعشرين في المصحف الكريم
في الربع الماضي أشار كتاب الله إلى ما لإبليس من حقد دفين على الإنسان، وعقدة نفسية تجاه ما أكرمه الله به من المزايا والخصائص، وحكى عن إبليس قوله مخاطبا الذات العلية، وهو يتحرق غيظا وكمدا من أجل تكريم الله للإنسان :﴿ قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ﴾ |الآية : ٦٢|. وفي بداية هذا الربع تولى كتاب الله الإعلان عن حقيقة " تكريم الإنسان " بأصرح وأفصح وأقوى بيان، فكان هذا الإعلان الإلهي تحديا صارخا لإبليس وحزبه من طغاة بني الإنسان، الذين استبدوا به واستعبدوه قرونا طوالا. قال تعالى :﴿ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ﴾.
وتكريم الله للإنسان يتجلى في الهيئة الحسنة التي خلقه عليها، وفي الاستعدادات والملكات التي جهزه بها، وفي المشتهيات واللذائذ التي وضعها على مائدته ليتناول منها، كما يتجلى تكريم الله للإنسان في إمداده بالرسالات الإلهية المتوالية، للاهتداء بها إلى سعادته الدنيوية والأخروية، ويفرض عليه الاستجابة لدعوة الله، وإسلام وجهه إلى الله، وابتغاءه في حركاته وسكناته مرضاة الله، وبذلك يقيم الإنسان الدليل على أنه أهل للتكريم، وجدير بما ادخره له الحق سبحانه وتعالى من النعيم المقيم، أما إذا لم يستعمل الإنسان ما أكرمه الله به من الملكات والاستعدادات الاستعمال اللائق، فلم يميز الخير من الشر، ولا الهدى من الضلال، ولا الحق من الباطل، فإنه لا يستحق تكريما ولا تفضيلا، وبعد أن كان في أحسن تقويم يصبح أسفل سافلين مهانا ذليلا، وهذا هو السر في التعقيب على آية التكريم للإنسان، بما يفيد إطلاقها، فقال تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ﴾. قال القاضي عبد الجبار في كتابه –تنزيه القرآن عن المطاعن- " ومن ذهل عن تمييز الخير والشر في الدنيا فهو بأن يذهل عن ذلك في الآخرة أولى، وليس المراد إثبات " العمى " في الحقيقة، بل هو ترغيب في التمسك بالطاعة ".
والمراد " بالإمام " هنا في قوله تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ﴾ إما كتاب أعمالهم، بدليل قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ |يس : ١٢| وبه قال ابن عباس ورجحه ابن كثير، وإما كتابهم الذي أنزل على نبيهم، وبه قال ابن زيد واختاره ابن جرير، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى :﴿ وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ﴾ |الجاثية : ٢٨|، وقوله تعالى :﴿ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ |الفرقان : ٣٠|. والمراد ﴿ بالفتيل ﴾ هنا في قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ الخيط المستطيل في شق النواة من التمر، مبالغة في معاملتهم بالعدل إلى أقصى الحدود، بحيث لا ينقص من ثوابهم ولو أقل القليل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧١:وتكريم الله للإنسان يتجلى في الهيئة الحسنة التي خلقه عليها، وفي الاستعدادات والملكات التي جهزه بها، وفي المشتهيات واللذائذ التي وضعها على مائدته ليتناول منها، كما يتجلى تكريم الله للإنسان في إمداده بالرسالات الإلهية المتوالية، للاهتداء بها إلى سعادته الدنيوية والأخروية، ويفرض عليه الاستجابة لدعوة الله، وإسلام وجهه إلى الله، وابتغاءه في حركاته وسكناته مرضاة الله، وبذلك يقيم الإنسان الدليل على أنه أهل للتكريم، وجدير بما ادخره له الحق سبحانه وتعالى من النعيم المقيم، أما إذا لم يستعمل الإنسان ما أكرمه الله به من الملكات والاستعدادات الاستعمال اللائق، فلم يميز الخير من الشر، ولا الهدى من الضلال، ولا الحق من الباطل، فإنه لا يستحق تكريما ولا تفضيلا، وبعد أن كان في أحسن تقويم يصبح أسفل سافلين مهانا ذليلا، وهذا هو السر في التعقيب على آية التكريم للإنسان، بما يفيد إطلاقها، فقال تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ﴾. قال القاضي عبد الجبار في كتابه –تنزيه القرآن عن المطاعن- " ومن ذهل عن تمييز الخير والشر في الدنيا فهو بأن يذهل عن ذلك في الآخرة أولى، وليس المراد إثبات " العمى " في الحقيقة، بل هو ترغيب في التمسك بالطاعة ".
والمراد " بالإمام " هنا في قوله تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ﴾ إما كتاب أعمالهم، بدليل قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ |يس : ١٢| وبه قال ابن عباس ورجحه ابن كثير، وإما كتابهم الذي أنزل على نبيهم، وبه قال ابن زيد واختاره ابن جرير، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى :﴿ وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ﴾ |الجاثية : ٢٨|، وقوله تعالى :﴿ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ |الفرقان : ٣٠|. والمراد ﴿ بالفتيل ﴾ هنا في قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ الخيط المستطيل في شق النواة من التمر، مبالغة في معاملتهم بالعدل إلى أقصى الحدود، بحيث لا ينقص من ثوابهم ولو أقل القليل.

وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن عصمة الله لرسوله، والألطاف التي حفه بها رغما عن مساومات المشركين، وتثبيته له على الوقوف في وجه كل المحاولات التي حاولوها لتثبيطه عن النهوض بالدعوة وتبليغ الرسالة، وفي هذا السياق نفسه أشار كتاب الله إلى العقاب الإلهي الصارم الذي يعاقب به كل من تخلى عن الله، وركن إلى أعداء الله، تحذيرا للدعاة إلى الله في هذه الأمة المحمدية من التنازل عن دعوتهم والتفريط فيها، عملا بآراء فائلة، أو مقابل مصالح زائلة، فقال تعالى مخاطبا لنبيه : وعن طريقه خاطب كل وارث من ورثته من بعده :﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره، وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾، والمراد " بضعف الحياة " العذاب المعجل في الدنيا، و " بضعف الممات " العذاب المؤخر إلى الآخرة، أي لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات، و " الضعف " بمعنى المضاعف، ومنه قوله تعالى في آية أخرى :﴿ فآتهم عذابا ضعفا ﴾ |الأعراف : ٣٨|.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن عصمة الله لرسوله، والألطاف التي حفه بها رغما عن مساومات المشركين، وتثبيته له على الوقوف في وجه كل المحاولات التي حاولوها لتثبيطه عن النهوض بالدعوة وتبليغ الرسالة، وفي هذا السياق نفسه أشار كتاب الله إلى العقاب الإلهي الصارم الذي يعاقب به كل من تخلى عن الله، وركن إلى أعداء الله، تحذيرا للدعاة إلى الله في هذه الأمة المحمدية من التنازل عن دعوتهم والتفريط فيها، عملا بآراء فائلة، أو مقابل مصالح زائلة، فقال تعالى مخاطبا لنبيه : وعن طريقه خاطب كل وارث من ورثته من بعده :﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره، وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾، والمراد " بضعف الحياة " العذاب المعجل في الدنيا، و " بضعف الممات " العذاب المؤخر إلى الآخرة، أي لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات، و " الضعف " بمعنى المضاعف، ومنه قوله تعالى في آية أخرى :﴿ فآتهم عذابا ضعفا ﴾ |الأعراف : ٣٨|.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن عصمة الله لرسوله، والألطاف التي حفه بها رغما عن مساومات المشركين، وتثبيته له على الوقوف في وجه كل المحاولات التي حاولوها لتثبيطه عن النهوض بالدعوة وتبليغ الرسالة، وفي هذا السياق نفسه أشار كتاب الله إلى العقاب الإلهي الصارم الذي يعاقب به كل من تخلى عن الله، وركن إلى أعداء الله، تحذيرا للدعاة إلى الله في هذه الأمة المحمدية من التنازل عن دعوتهم والتفريط فيها، عملا بآراء فائلة، أو مقابل مصالح زائلة، فقال تعالى مخاطبا لنبيه : وعن طريقه خاطب كل وارث من ورثته من بعده :﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره، وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾، والمراد " بضعف الحياة " العذاب المعجل في الدنيا، و " بضعف الممات " العذاب المؤخر إلى الآخرة، أي لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات، و " الضعف " بمعنى المضاعف، ومنه قوله تعالى في آية أخرى :﴿ فآتهم عذابا ضعفا ﴾ |الأعراف : ٣٨|.
ثم أشار كتاب الله إلى تبرم المشركين في مكة بمقام رسول الله بين أظهرهم، ولاسيما بعد أن أسقط في أيديهم وفشلوا فشلا ذريعا في استدراجه إلى مهادنتهم، الأمر الذي جعلهم يفكرون جديا في اتخاذ قرار بنفيه من مسقط رأسه، لكن الله تعالى عصم رسوله منهم فأوحى إليه بالهجرة من مكة إلى المدينة، وحالت الهجرة دون أن يخرج مشروعهم من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ، والحكمة في ذلك والله أعلم أن الله تعالى كان قد قدر في سابق علمه وأزله أنهم مهما طال عليهم الأمد فهم لا بد من الشرك خارجون، وفي دين الله داخلون فصرفهم الحق سبحانه وتعالى عن إخراج الرسول من أرضه، حفاظا عليهم إلى اليوم الموعود، يوم فتح مكة المشهود، إذ لو أخرجوه فعلا لعاقبهم الله على جريمتهم الشنعاء، بالإبادة والفناء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز، ﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها، وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا، سنة من أرسلنا قبلك من رسلنا، ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٦:ثم أشار كتاب الله إلى تبرم المشركين في مكة بمقام رسول الله بين أظهرهم، ولاسيما بعد أن أسقط في أيديهم وفشلوا فشلا ذريعا في استدراجه إلى مهادنتهم، الأمر الذي جعلهم يفكرون جديا في اتخاذ قرار بنفيه من مسقط رأسه، لكن الله تعالى عصم رسوله منهم فأوحى إليه بالهجرة من مكة إلى المدينة، وحالت الهجرة دون أن يخرج مشروعهم من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ، والحكمة في ذلك والله أعلم أن الله تعالى كان قد قدر في سابق علمه وأزله أنهم مهما طال عليهم الأمد فهم لا بد من الشرك خارجون، وفي دين الله داخلون فصرفهم الحق سبحانه وتعالى عن إخراج الرسول من أرضه، حفاظا عليهم إلى اليوم الموعود، يوم فتح مكة المشهود، إذ لو أخرجوه فعلا لعاقبهم الله على جريمتهم الشنعاء، بالإبادة والفناء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في إيجاز وإعجاز، ﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها، وإذا لا يلبثون خلفك إلا قليلا، سنة من أرسلنا قبلك من رسلنا، ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾.
وفي هذا الخضم من الصراع بين الحق والباطل وجه الحق سبحانه وتعالى إلى نبيه عدة وصايا وتوجيهات، حتى يمضي في طريقه قدما إلى الأمام، دون أدنى تردد ولا إحجام، فقال تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا ﴾. وفي هذا الخطاب دعوة من الله لنبيه أن يستعين بإقامة الصلاة على تبليغ الرسالة، وأن يستعين بالدعاء الصالح على أداء الأمانة، ملتزما الصدق في الدعوة إلى الله حيثما حل وارتحل، سائلا من الله النصرة والتأييد، لدينه الحق الذي هو دين التوحيد. قال قتادة في تفسير قوله تعالى هنا :﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾ : " إن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل قويهم ضعيفهم ". وجاء في الأثر –أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن- أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع عنه كثير من الناس، بمجرد موعظة القرآن.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:وفي هذا الخضم من الصراع بين الحق والباطل وجه الحق سبحانه وتعالى إلى نبيه عدة وصايا وتوجيهات، حتى يمضي في طريقه قدما إلى الأمام، دون أدنى تردد ولا إحجام، فقال تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا ﴾. وفي هذا الخطاب دعوة من الله لنبيه أن يستعين بإقامة الصلاة على تبليغ الرسالة، وأن يستعين بالدعاء الصالح على أداء الأمانة، ملتزما الصدق في الدعوة إلى الله حيثما حل وارتحل، سائلا من الله النصرة والتأييد، لدينه الحق الذي هو دين التوحيد. قال قتادة في تفسير قوله تعالى هنا :﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾ :" إن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل قويهم ضعيفهم ". وجاء في الأثر –أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن- أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع عنه كثير من الناس، بمجرد موعظة القرآن.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:وفي هذا الخضم من الصراع بين الحق والباطل وجه الحق سبحانه وتعالى إلى نبيه عدة وصايا وتوجيهات، حتى يمضي في طريقه قدما إلى الأمام، دون أدنى تردد ولا إحجام، فقال تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا ﴾. وفي هذا الخطاب دعوة من الله لنبيه أن يستعين بإقامة الصلاة على تبليغ الرسالة، وأن يستعين بالدعاء الصالح على أداء الأمانة، ملتزما الصدق في الدعوة إلى الله حيثما حل وارتحل، سائلا من الله النصرة والتأييد، لدينه الحق الذي هو دين التوحيد. قال قتادة في تفسير قوله تعالى هنا :﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾ :" إن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل قويهم ضعيفهم ". وجاء في الأثر –أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن- أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع عنه كثير من الناس، بمجرد موعظة القرآن.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:وفي هذا الخضم من الصراع بين الحق والباطل وجه الحق سبحانه وتعالى إلى نبيه عدة وصايا وتوجيهات، حتى يمضي في طريقه قدما إلى الأمام، دون أدنى تردد ولا إحجام، فقال تعالى مخاطبا لنبيه :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا ﴾. وفي هذا الخطاب دعوة من الله لنبيه أن يستعين بإقامة الصلاة على تبليغ الرسالة، وأن يستعين بالدعاء الصالح على أداء الأمانة، ملتزما الصدق في الدعوة إلى الله حيثما حل وارتحل، سائلا من الله النصرة والتأييد، لدينه الحق الذي هو دين التوحيد. قال قتادة في تفسير قوله تعالى هنا :﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾ :" إن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله، فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل قويهم ضعيفهم ". وجاء في الأثر –أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن- أي يمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع عنه كثير من الناس، بمجرد موعظة القرآن.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.

وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن الذكر الحكيم، فبين أنه هو محور الرسالة وعليه المدار، وتحدى بمعجزته الخالدة جميع المتشككين من ملاحدة ومشركين وكفار :
ووضح أولا أن القرآن الكريم " شفاء " لمن استشفى به من الشاكين، والقلقين المحتارين، و " رحمة " لمن احتمى بحماه من المظلومين، والبؤساء المحرومين، وأنه يحد من طغيان الظالمين، ويعرضهم في الدنيا قبل الآخرة للخسران المبين، إذ قال تعالى :﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ﴾.
وأكد ثانيا أن الإنسان إذا لم تخالط قلبه بشاشة الإيمان، ولم يشف نفسه دواء القرآن، فإن مقاييسه تكون معتلة، وموازينه مختلة، بحيث إذا مسه الخير أصابه الكبر والطغيان، وإذا مسه الشر أصابه اليأس و الهوان، إذ قال تعالى في نفس السياق :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه، وإذا مسه الشر كان يئوسا ﴾.
ثم عقب على الحالتين الناشئتين عن سلوك هاتين الطريقتين المختلفتين، فقال تعالى :﴿ قل كل يعمل على شاكلته ﴾ أي كل واحد يعمل حسب الطريقة التي تشاكل عقيدته، وتلائم نفسيته، ﴿ فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ﴾.
وكشف كتاب الله الستار –ثالثا- عن طبيعة القرآن، المميزة له عن كل كلام سواه، وأنه روح من أمر الله، أوحاه إلى رسوله ليحيي الناس ويزكيهم، وليعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، إذ قال تعالى :﴿ ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي ﴾ أي أن القرآن من وحي الله وكلامه، لا من كلام البشر ﴿ وما أوتيتم من العلم ﴾ أي قبل نزول القرآن ﴿ إلا قليلا، ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا، إلا رحمة من ربك، إن فضله كان عليك كبيرا ﴾.
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ : " الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي : " والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٥:وكشف كتاب الله الستار –ثالثا- عن طبيعة القرآن، المميزة له عن كل كلام سواه، وأنه روح من أمر الله، أوحاه إلى رسوله ليحيي الناس ويزكيهم، وليعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، إذ قال تعالى :﴿ ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي ﴾ أي أن القرآن من وحي الله وكلامه، لا من كلام البشر ﴿ وما أوتيتم من العلم ﴾ أي قبل نزول القرآن ﴿ إلا قليلا، ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا، إلا رحمة من ربك، إن فضله كان عليك كبيرا ﴾.
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي :" والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٥:وكشف كتاب الله الستار –ثالثا- عن طبيعة القرآن، المميزة له عن كل كلام سواه، وأنه روح من أمر الله، أوحاه إلى رسوله ليحيي الناس ويزكيهم، وليعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، إذ قال تعالى :﴿ ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي ﴾ أي أن القرآن من وحي الله وكلامه، لا من كلام البشر ﴿ وما أوتيتم من العلم ﴾ أي قبل نزول القرآن ﴿ إلا قليلا، ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا، إلا رحمة من ربك، إن فضله كان عليك كبيرا ﴾.
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي :" والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".

وتحدى كتاب الله –رابعا- جميع المتشككين في معجزة القرآن، على تعاقب الأزمان، إذ قال تعالى :﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴾﴿ قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٨:وتحدى كتاب الله –رابعا- جميع المتشككين في معجزة القرآن، على تعاقب الأزمان، إذ قال تعالى :﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴾﴿ قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ﴾.
الربع الأول من الحزب الثلاثين في المصحف الكريم
في بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الكرة على منكري البعث، ليقيم عليهم حجة أخرى لا تدع لعنادهم سبيلا، فقال تعالى :﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ﴾ إذ ما هي نسبة الإنسان إلى بقية الأكوان ؟
وبديهي أن من قدر على خلق " ما هو أكبر " لا يعجز عن خلق " ما هو أصغر "، ومن أنشأ " النشأة الأولى " لا يعجز عن أن ينشئ " النشأة الثانية "، على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾ |غافر : ٥٧|، وقوله تعالى في آية ثانية :﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ |الأحقاف : ٣٣|، وقوله تعالى في آية ثالثة :﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، بلى وهو الخلاق العليم ﴾ |يس : ٨١|.
وانتقل كتاب الله إلى تقرير حقيقة كونية، والكشف عن حكمة إلهية، في شأن ما احتفظ به من خزائن الأرزاق، وما وضعه بين أيدي الناس من وسائل الإنفاق، فقال تعالى :﴿ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم، خشية الإنفاق ﴾. ثم تحدث كتاب الله عن ميل الإنسان إلى التقتير على أخيه الإنسان، فقال :﴿ وكان الإنسان قتورا ﴾، ومثل هذا المعنى وارد في قوله تعالى في آية أخرى :﴿ أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ﴾ |النساء : ٥٣| وحتى لا يستبد إنسان بإنسان، فيصبح ضحية البؤس والحرمان، أبقى الحق سبحانه وتعالى خزائن رحمته بيده، ولم يبخل منها على أي إنسان بمدده ﴿ كلا نمد، هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظورا ﴾.
وبين كتاب الله في ثنايا هذه الآية نفسها أن ما طبع عليه الإنسان من الهلع والجزع، والخوف من سوء العاقبة وهول المصير، هو الذي يدفعه إلى الإمساك وعدم الإنفاق والشح والتقتير، وأحسن ما يفسر قوله تعالى هنا في وصف الإنسان بوجه عام :﴿ وكان الإنسان قتورا ﴾ قوله تعالى في آيات أخرى :﴿ إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾ |المعارج : ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣| فهؤلاء بفضل التربية الدينية التي هذبت نفوسهم، ووصلت بالله أرواحهم، يجودون بالنفس والمال، ولا يتأخرون عن وجوه البر بأي حال.
وتحدث كتاب الله مرة أخرى في سورة الإسراء هذه –والإسراء كما هو معلوم كان من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس- عن قصة موسى وفرعون، وعلاقة بني إسرائيل بتلك القصة، وأشار إلى " الآيات التسع " وهي المعجزات والنذر التي شاهدها فرعون وقومه، فضاقوا بها ذرعا، دون أن يذعنوا لها فيعترفوا بنبوة موسى ويستجيبوا لدعوته، وإلى ذلك يشير قوله تعالى هنا :﴿ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ﴾، وهذه الآيات التسع الواردة هنا جاءت الإشارة إليها مرة ثانية في قوله تعالى في سورة النمل :﴿ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء، في تسع آيات إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ |الآية : ١٢|، وفصلها كتاب الله في سورة الأعراف، فذكر الأولى والثانية منها في قوله تعالى :﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين، ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ﴾ |الآيتان : ١٠٧، ١٠٨|، وذكر الثالثة والرابعة منها في قوله تعالى :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ﴾ |الآية : ١٣٠|، وذكر الخمس الباقية لتمام الآيات التسع في قوله تعالى :﴿ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ﴾ |الآية : ١٣٣|.
وقوله تعالى هنا :﴿ فاسأل بني إسرائيل ﴾ أي قلنا لموسى : اطلب من فرعون أن يرسل معك بني إسرائيل –﴿ إذ جاءهم ﴾ أي قلنا له ذلك حين جاءهم ﴿ فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ﴾﴿ قال ﴾ أي قال موسى لفرعون :﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾
﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾ يشير إلى الآيات التسع ﴿ إلا رب السماوات والأرض بصائر ﴾ أي أنزلها حججا دالة على صدق ما جئتك به ﴿ وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ﴾ أي هالكا، وكأن موسى أراد أن يقول لفرعون : إن ظننتني مسحورا فأنا أظنك مثبورا
﴿ فأراد ﴾ أي فرعون ﴿ أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا ﴾ |الآية : ١٠٣|.
وقوله تعالى هنا في هذا السياق خطابا لبني إسرائيل :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ﴾ يظهر أن له ارتباطا وثيقا وشبها كبيرا بما سبق في أول هذه السورة نفسها، حيث قال تعالى :﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ﴾، ثم فسر كتاب الله في نفس السياق المرة الأولى بقوله :﴿ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا ﴾ |الآية : ٥|، وفسر المرة الثانية بعدها في نفس السياق بقوله :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم ﴾ |الآية : ٧|. وهكذا يكون لفظ ﴿ الآخرة ﴾ في الموضعين معا هنا وهناك بمعنى المرة الثانية، ويكون معنى :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ أي المرة الثانية، لا بمعنى القيامة والدار الآخرة كما فسرها البعض هنا بالخصوص. وكلمة ﴿ لفيفا ﴾ الواردة في قوله تعالى هنا :﴿ جئنا بكم لفيفا ﴾ يراد بها في اللغة الجماعات المنتمية إلى أصول مختلفة، والأخلاط من الناس، وهذا المعنى أصبح لاصقا باليهود منذ حل بهم عهد الجلاء، وتفرقوا في البلاد للابتلاء.
وانتقلت الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن معجزة القرآن، فتحدثت أولا عن طابع القرآن وفحواه، ثم بينت الحكمة في نزوله منجما على دفعات، لا دفعة واحدة، وأخيرا وصفت وقعه في نفوس المؤمنين، الذين اطلعوا على البشارة به في كتبهم قبل نزوله، فلما أدركوا نزوله تحققوا بوعد الله، وآمنوا به إيمانا لا يرقى إليه أدنى شك :
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:وانتقلت الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن معجزة القرآن، فتحدثت أولا عن طابع القرآن وفحواه، ثم بينت الحكمة في نزوله منجما على دفعات، لا دفعة واحدة، وأخيرا وصفت وقعه في نفوس المؤمنين، الذين اطلعوا على البشارة به في كتبهم قبل نزوله، فلما أدركوا نزوله تحققوا بوعد الله، وآمنوا به إيمانا لا يرقى إليه أدنى شك :
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.


وإلى المعنى الثاني يشير قوله تعالى هنا :﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث، ونزلناه تنزيلا ﴾، ولفظ ﴿ فرقناه ﴾ قرئ بتخفيف الراء، فيكون معناه : فرقنا فيه الحق من الباطل، وميزنا أحدهما عن الآخر، حتى لا يختلط على أحد الهدى بالضلال، وقرئ بتشديد الراء، فيكون معناه : أنزلناه متفرقا آية آية، ﴿ على مكث ﴾ أي على تؤدة ومهل، وقد استمر نزوله مدة ثلاث وعشرين سنة، تبعا لطريقة التدرج، بالنسبة لعملية التحول والتطور التي يتوخاها الإسلام، حتى يتمكن الرسول والمؤمنون شيئا فشيئا من حفظ مبانيه، واستيعاب معانيه، وحتى يكيفوا حياتهم الخاصة والعامة مرحلة فمرحلة بمقتضى أوامره ونواهيه، وبمرور الأيام يتعمقون في فهم جزئياته وكلياته، ويلمون بأسباب نزوله وملابساته، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة الفرقان :﴿ كذلك لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا ﴾ |الآية : ٣٢|.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:وانتقلت الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن معجزة القرآن، فتحدثت أولا عن طابع القرآن وفحواه، ثم بينت الحكمة في نزوله منجما على دفعات، لا دفعة واحدة، وأخيرا وصفت وقعه في نفوس المؤمنين، الذين اطلعوا على البشارة به في كتبهم قبل نزوله، فلما أدركوا نزوله تحققوا بوعد الله، وآمنوا به إيمانا لا يرقى إليه أدنى شك :
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.


وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:وانتقلت الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن معجزة القرآن، فتحدثت أولا عن طابع القرآن وفحواه، ثم بينت الحكمة في نزوله منجما على دفعات، لا دفعة واحدة، وأخيرا وصفت وقعه في نفوس المؤمنين، الذين اطلعوا على البشارة به في كتبهم قبل نزوله، فلما أدركوا نزوله تحققوا بوعد الله، وآمنوا به إيمانا لا يرقى إليه أدنى شك :
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.


وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:وانتقلت الآيات الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن معجزة القرآن، فتحدثت أولا عن طابع القرآن وفحواه، ثم بينت الحكمة في نزوله منجما على دفعات، لا دفعة واحدة، وأخيرا وصفت وقعه في نفوس المؤمنين، الذين اطلعوا على البشارة به في كتبهم قبل نزوله، فلما أدركوا نزوله تحققوا بوعد الله، وآمنوا به إيمانا لا يرقى إليه أدنى شك :
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.


وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.

وقوله تعالى :﴿ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ﴾ خطاب من الله تعالى للرسول والمؤمنين يتضمن وصف الكيفية المستحسنة للقراءة أثناء الصلاة، عندما يكون المصلي في حالة جهر. جاء عن محمد بن سيرين أنه قال : " نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ يخفض صوته، وأن عمر كان إذا صلى فقرأ يرفع صوته، فقيل لأبي بكر : لم تصنع هذا ؟ فقال : أناجي ربي عز وجل، وقد علم حاجتي، وأنا أسمع من أناجي. وقيل لعمر : لم تصنع هذا ؟ فقال : أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان، فلما نزلت هذه الآية قيل لأبي بكر : ارفع قليلا، وقيل لعمر : اخفض قليلا ". وعلى هذا التفسير يكون لفظ ﴿ الصلاة ﴾ هنا في قوله تعالى :﴿ ولا تجهر بصلاتك ﴾ مقصودا به القراءة فيها، كما أطلق لفظ ﴿ القرآن ﴾ وقصد به نفس الصلاة في قوله تعالى :﴿ وقرآن الفجر ﴾ أي صلاة الفجر، ﴿ إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾.
وكما ازدانت فاتحة سورة الإسراء، بتسبيح الله وتمجيده، توجت خاتمتها بحمد الله وتوحيده، فقال تعالى في ختامها خطابا لنبيه وتلقينا للمؤمنين :﴿ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرا ﴾، قال النسفي في تفسيره : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية، وكان يسميها ( آية العز ) ".
Icon