تفسير سورة يونس

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة يونس من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة يونس مكية كلها، أو إلا ثلاث آيات ﴿ فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ﴾ إلى آخرهن ( ٩٤ - ٩٦ ).

١ - ﴿الر﴾ أنا الله أرى " ع " أو حروف من الرحمن، وقيل " الر " و " حم " و " ن " اسم الرحمن مقطع، أو اسم للقرآن، أو فواتح افتتح الله - تعالى - بها القرآن. ﴿تلك﴾ هذه ﴿آيات الْكِتَابِ﴾.
(تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفرٌ أولادها كالزبيب)
أي هذه خيلي. ﴿الْكِتَابِ﴾ التوراة والإنجيل، أو الزبور، أو القرآن. ﴿الْحَكيمِ﴾ المحكم، أو لأنه كالناطق بالحكمة. [٧٦ / أ] ٢ / - ﴿أكان للناس﴾ لما بعث محمد [صلى الله عليه وسلم] قالت العرب: الله أعظم من أن
61
يكون رسوله بشراً فنزلت. ﴿قَدَمَ صِدْقٍ﴾ ثواباً حسناً بما قدموه من العمل الصالح " ع "، أو سابق صدق سبقت لهم السعادة في الذكر الأول، أو شفيع صدق هو محمد [صلى الله عليه وسلم] أو سلف صدق تقدموهم بالإيمان، أو لهم السابقة بإخلاص الطاعة. ﴿إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون﴾
62
﴿ أكان للناس ﴾ لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم قالت العرب : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً فنزلت. ﴿ قدم صدق ﴾ ثواباً حسناً بما قدموه من العمل الصالح " ع "، أو سابق صدق سبقت لهم السعادة في الذكر الأول، أو شفيع صدق هو محمد صلى الله عليه وسلم أو سلف صدق تقدموهم بالإيمان، أو لهم السابقة بإخلاص الطاعة.
٣ - ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾ يقضيه وحده، أو يأمر به ويمضيه. ﴿مَا مِن شَفِيعٍ﴾ يشفع إلا أن يأذن له، أو لا يتكلم عنده إلا بإذن، أو ثانٍ له من الشفع، لأنه خلق السموات والأرض وهو فرد لا حي معه، ثم خلق الملائكة والبشر. ﴿مِن بَعْدِ إذنه﴾ أمره كن فكان. {إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شرابٌ من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون إن في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السموات والأرض لأيات
62
لقومٍ يتقون}
63
٤ - ﴿يبدأ الْخَلْقَ﴾ ينشئه ثم يفنيه أو يحييه ثم يميته ثم يبدؤه ثم يحييه. ﴿إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن ءاياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون﴾
٧ - ﴿يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ يخافون عقابنا، أو يطمعون في ثوابنا. ﴿إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيّتهم فيها سلام وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين﴾
٩ - ﴿يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ يجعل لهم نوراً يمشون به، أو يهديهم بعملهم إلى الجنة، قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" يتلقى المؤمن عمله في أحسن صورة فيؤنسه ويهديه، ويتلقى الكافر عمله في أقبح صورة فيوحشه ويضله " أو يهديهم إلى طريق الجنة، أو مدحهم بالهدايه. ﴿من تحتهم﴾ تحت منزلهم، أو بين أيديهم وهم يرونها من علٍ، قال مسروق: أنهارها تجري في غير أخدود.
١٠ - ﴿دعواهم﴾ إذا دعوا شيئاً يشتهونه قالوا: ﴿سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ﴾ فيأتيهم ذلك وإذا سألوا الله شيئاً قالوا: ﴿سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ﴾ ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ﴾ ملكهم سالم، التحية: الملك. أو يُحيي بعضهم بعضاً بالسلام أي سلمت مما بُلي به أهل النار
63
﴿وآخر دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ﴾ كما أن أول دعائهم ﴿سبحانك الهم﴾ كان آخره بالحمد له. أو إذا أجاب سؤالهم فيما ادعوه وأتاهم ما اشتهوه شكروا بالحمد له. ﴿ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذالك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزى القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون﴾
64
١١ - ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ﴾ للكافر عذاب كفره كما عجل له المال والولد لقضي أجله ليعجل له عذاب الآخرة. أو لو استجيب للرجل إذا غضب فدعا على نفسه أو ماله، أو ولده فقال: لا بارك الله فيه، أو أهلكه ﴿لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ﴾ لهلكوا. ﴿الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ خاص بمشركي مكة، أو عام. ﴿طُغْيَانِهِمْ﴾ شركهم " ع " أو ضلالتهم أو ظلمهم. ﴿يَعْمَهُونَ﴾ يترددون، أو يتمادون، أو يلعبون.
١٢ - ﴿مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ﴾ لجنبه يتعلق بدعانا، أو بمس. {وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدّله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقائى نفسى إن اتبع إلا ما يوحى إلى إنّى أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا
64
أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون} ١٥ _ ﴿الذين لا يرجون لقاءنا﴾ كفار مكة. ﴿بقرآن غَيْرِ هَذّآ أَوْ بَدِّلْهُ﴾ إذا أتى بغيره جاز أن يبقى معه وإذا بدله فلا يبقى المبدل معه، طلبوا تحويل الوعد وعيداً والوعيد وعداً والحلال حراماً والحرام حلالاً، أو طلبوا إسقاط عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم، أو إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور. ﴿مَا يُوحَى إِلَىَّ﴾ من وعد ووعيد وأمر ونهي وتحليل / [٧٦ / ب] وتحريم ﴿إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى﴾ بتبديله وتغييره ١٦ - ﴿أَدْرَاكُم﴾ أعلمكم، أو أنذركم. ﴿عمراً﴾ أراد ما بقدم من عمره، أو أربعين سنة، لأنه بُعث عن الأربعين، وهو المطلق من عمر الإنسان. ﴿فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بئاياته إنه لا يفلح المجرمون ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هاولاء شفعاؤنا عند الله قل أتنّبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إنّى معكم من المنتظرين﴾ ﴿أَتُنَبِِّئُونَ اللَّهَ﴾ أتخبرونه بعبادة من لا يعلم ما في السموات ولا ما في الأرض، أو ليس يعلم الله له شريكاً ١٩ _ ﴿وَمَا كان الناس﴾ آدم - عليه الصلاة والسلام -، أو أهل السفينة، أو من كان على عهد إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أو بنو آدم. ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على الإسلام حتى اختلفوا " ع " أو على الكفر، أو على دين واحد فاختلفوا في
65
الدين فمؤمن وكافر، أو اختلف بنو آدم لما قتل قابيل أخاه. ﴿سَبَقَتْ﴾ بتأجيل العذاب إلى الآخرة، لعجل العذاب في الدنيا، أو بأن لا يعاجل العصاة ﴿لقضي بينهم﴾ باضطرارهم إلى معرفة المحق من المبطل. ﴿وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في ءاياتنا قل الله أسرع مكراً إن رسلنا يكتبون ما تمكرون هو الذي يسيرّكم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشاكرين فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون﴾ ٢١ _ ﴿رحمة﴾ رخاء بعد شدة، أو عافية بعد سقم، أو خصابة بعد جدب، أو إسلاماً بعد كفر، وهو المنافق، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ﴿مَّكْرٌ﴾ كفر وجحود، أو استهزاء وتكذيب، لما أجيب دعاء الرسول [صلى الله عليه وسلم] بسبع كسبع يوسف - عليه الصلاة والسلام - أتاه [أبو سفيان] وسأله أن يدعو لهم بالخصب وقال: إن أجابك وأخصبنا صدقناك، فدعا بذلك فأخصبوا فنقضوا ما قالوه وأقاموا على كفرهم فنزلت هذه الآية. {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السمآء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلهآ أنّهم قادرون عليهآ
66
أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الأيات لقومٍ يتفكّرون والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم}
67
﴿ الذين لا يرجون لقاءنا ﴾ كفار مكة. ﴿ بقرآن غير هذا أو بدِّله ﴾ إذا أتى بغيره جاز أن يبقى معه وإذا بدله فلا يبقى المبدل معه، طلبوا تحويل الوعد وعيداً والوعيد وعداً والحلال حراماً والحرام حلالاً، أو طلبوا إسقاط عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم، أو إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور. ﴿ ما يوحى إلي ﴾ من وعد ووعيد وأمر، ونهي وتحليل وتحريم ﴿ إن عصيت ربي ﴾ بتبديله وتغييره.
﴿ أدراكم ﴾ أعلمكم، أو أنذركم. ﴿ عُمُراً ﴾ أراد ما بقدم من عمره، أو أربعين سنة، لأنه بُعث عن الأربعين، وهو المطلق من عمر الإنسان.
﴿ أتنبئون الله ﴾ أتخبرونه بعبادة من لا يعلم ما في السموات ولا ما في الأرض، أو ليس يعلم الله له شريكا. ً
﴿ وما كان الناس ﴾ آدم - عليه الصلاة والسلام -، أو أهل السفينة، أو من كان على عهد إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أو بنو آدم. ﴿ أمة واحدة ﴾ على الإسلام حتى اختلفوا " ع "، أو على الكفر، أو على دين واحد فاختلفوا في الدين فمؤمن وكافر، أو اختلف بنو آدم لما قتل قابيل أخاه. ﴿ سبقت ﴾ بتأجيل العذاب إلى الآخرة، لعجل العذاب في الدنيا، أو بأن لا يعاجل العصاة ﴿ لقضي بينهم ﴾ باضطرارهم إلى معرفة المحق من المبطل.
﴿ رحمة ﴾ رخاء بعد شدة، أو عافية بعد سقم، أو خصابة بعد جدب، أو إسلاماً بعد كفر، وهو المنافق، قاله الحسن - رضي الله تعالى عنه - ﴿ مكر ﴾ كفر وجحود، أو استهزاء وتكذيب، لما أجيب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بسبع كسبع يوسف - عليه الصلاة والسلام - أتاه [ أبو سفيان ] وسأله أن يدعو لهم بالخصب وقال : إن أجابك وأخصبنا صدقناك، فدعا بذلك فأخصبوا فنقضوا ما قالوه وأقاموا على كفرهم فنزلت هذه الآية.
٢٤ - ﴿حَصِيداً﴾ ذاهباً، أو يابساً. ﴿تَغْنَ﴾ تعمر أو تعيش، أو تقم غني بالمكان: أقام به، أو تنعم. ٢٥ _ ﴿دَارِ السَّلامِ﴾ السلامة، أو اسم الله _ تعالى - والجنة داره. ﴿يهدي﴾ بالتوفيق والإعانة، أو بإظهار الأدلة. ﴿صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ القرآن، أو الإسلام، أو الحق، أو الرسول [صلى الله عليه وسلم] وصاحباه - رضي الله تعالى عنهما - من بعده. ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولائك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من اليل مظلماً أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾
﴿ دار السلام ﴾ السلامة، أو اسم الله - تعالى - والجنة داره. ﴿ ويهدي ﴾ بالتوفيق والإعانة، أو بإظهار الأدلة. ﴿ صراط مستقيم ﴾ القرآن، أو الإسلام، أو الحق، أو الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه - رضي الله تعالى عنهما - من بعده.
٢٦ - ﴿أَحْسَنُواْ﴾ عبادة ربهم ﴿الْحُسْنَى﴾ الجنة، والزيادة: النظر إلى الله - تعالى -، أو الحسنى واحدة الحسنات والزيادة مضاعفتها إلى عشرة " ع " أو الحسنى حسنة بحسنة، والزيادة: مغفرة ورضوان، أو الحسنى: جزاء الآخرة، والزيادة: ما أعطوا في الدنيا، أو الحسنى: الثواب والزيادة: الدوام ﴿يَرْهَقُ﴾ يعلو، أو يلحق، غلام مراهق: لحق بالرجال. ﴿قَتَرٌ﴾ سواد الوجه " ع " أو الجزاء، أو الدخان، قتار اللحم والعود دخانهما، أو الغبار في محشرهم إلى الله. ﴿ذِلَّةٌ﴾ هوان أو خيبة.
67
﴿ويوم نحشرهم جميعاُ ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيّلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ٢٨ فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون﴾
68
٣٠ - ﴿تتلو﴾ تقرأ كتاب الحسنات والسيئات، أو تتبع ما قدمته في الدنيا، أو تعاين جزاءه ﴿تبلو﴾ تسلم كل نفس، أو تختبر ﴿مَوْلاهُمُ﴾ مالكهم ﴿الْحَقِّ﴾ لأن الحق منه كالعدل لأنه العدل منه. ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمّن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً إن الله عليم بما يفعلون﴾
٣٦ - ﴿إلا ظنا﴾ تقليداً للرؤساء. ﴿وما كان هذا القرءان أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فأنظر كيف كان عاقبة الظالمين ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين﴾
٣٧ - ﴿تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من التوراة والإنجيل والزبور أو البعث والجزاء والنشور.
٣٩ - ﴿بِعِلْمِهِ﴾ بعلم التكذيب لشكهم فيه، أو بعلم ما فيه من الوعد والوعيد. ﴿تَأْوِيلُهُ﴾ ما فيه من البرهان، أو ما يؤول إليه من عقابهم. ﴿وإن كذبوك فقل لى عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى ولو كانوا لا يبصرون ٤٣ إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين﴾
٤٥ - ﴿لَّمْ يَلْبَثُواْ﴾ في الدنيا، أو القبور. ﴿يَتَعَارَفَونَ﴾ أنهم كانوا على الباطل، أو يعرف بعضهم بعضاً إذا خرجوا من القبور ثم تنقطع المعرفة.
69
﴿وإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون قل أرءيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون أثم إذا ما وقع ءامنتم به ءآلئن وقد كنتم به تستعجلون ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون﴾
70
٤٧ - ﴿فإذا جاء رسوله﴾ يوم القيامة ليشهد عليهم قضي بيهم، أو إذا جاء في الدنيا ودعا عليهم قضي بينهم في الدنيا بالانتقام منهم، أو إذا جاء في الآخرة قضي بينهم وبينه لتكذيبهم في الدنيا. ﴿ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحيي ويميت وإليه ترجعون﴾
٥٣ - ﴿أَحَقٌ هُوَ﴾ البعث، أو عذاب الآخرة. ﴿بِمُعْجِزِينَ﴾ بممتنعين، أو بمسابقين. ٥٤ - ﴿أسروا النَّدَامَةَ﴾ أظهروها، أو أخفوها من رؤسائهم، أو أخفاها
70
الرؤساء منهم، أو بدت بالندامة أسرة وجوههم، وهي تكاسير الجبهة قاله المبرد. ﴿وَقُضِىَ بَيْنَهُم﴾ وبين الرؤساء، أو قضي عليهم بالعذاب. ﴿يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمةٌ للمؤمنين ٥٧ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضلٍ على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وما تكون في شأنٍ وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن رّبك من مثقال ذرةٍ في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبينٍ﴾
71
﴿ أسروا الندامة ﴾ أظهروها، أو أخفوها من رؤسائهم، أو أخفاها الرؤساء منهم، أو بدت بالندامة أسرة وجوههم، وهي تكاسير الجبهة قاله المبرد. ﴿ وقُضي بينهم ﴾ وبين الرؤساء، أو قضي عليهم بالعذاب.
٥٨ - ﴿بِفَضْلِ اللَّهِ﴾ الإسلام. ورحمته: القرآن، أو عكسه " ع " ﴿فَلْيَفْرَحُواْ﴾ بهما، أو فلتفرح قريش أن كان محمد [صلى الله عليه وسلم] منهم " ع ". {ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ولا يحزنك قولهم إنّ العزة لله جميعاً هو السميع العليم ألا إنّ لله من في السموات ومن في الأرض وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتّبعون إلا الظنّ وإن هم إلا
71
يخرصون هو الذي جعل لكم الّيل لتسكنوا فيه والنّهار مبصراً إن في ذلك لأيات لقومٍ يسمعون قالوا اتّخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرين}
72
٦٢ - ﴿أَوْلِيَآءَ اللَّهِ﴾ أهل ولايته المستحقون لكرامته " ع "، أو الذين آمنوا وكانوا يتقون، أو الراضون بالقضاء والصابرون على البلاء والشاكرون على النعماء، أو من توالت أفعالهم على متابعة الحق، أو المتحابون في الله - تعالى -.
٦٤ - ﴿الْبُشْرَى﴾ في الدنيا عند الموت بتعريف مكانه وفي الآخرة الجنة، أو في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها، أو تُرى له وفي الآخرة الجنة، ﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ لا خلف لوعده، أو لا نسخ لخبره. ﴿واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بئايات الله فعلى الله توكّلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم اقضوا إلىّ ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذّبوا بئاياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ثمّ بعثنا من بعده رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين﴾
٧١ - ﴿فَأَجْمِعُواْ﴾ أعزموا، أو أعدوا أمركم مع شركائكم على التناصر، أو
72
ادعوا شركاءكم لتنصركم. ﴿غُمَّةً﴾ مغطى مستوراً، غُم الهلال استتر، أو ضيق الأمر الموجب للغم ﴿لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ﴾ آلهتكم، أو ما عزمتم عليه. ﴿اقْضُواْ﴾ ما أنتم قاضون، أو انهضوا " ع "، أو أفضوا إليَّ ما في أنفسكم.
73
٧٣ - ﴿وَمَن مَّعَهُ﴾ ثمانون رجلاً أحدهم جُرْهم وكان عربي اللسان، وحمل من كل زوجين اثنين، وأول ما حمل الذرة وآخره الحمار فدخل إبليس متعلقاً بذنبه " ع " ﴿خَلآئِفَ﴾ لمن غرق. ﴿وَأَغْرَقْنَا﴾ قيل: عاشوا في الطوفان أربعين يوماً، قال ابن إسحاق: بقي الماء بعد الغرق مائة وخمسين يوماً، وكان بين إرسال الطوفان إلى غيض الماء ستة أشهر وعشرة أيام، وقال: استوت على الجودي لسبع عشرة ليلة من الشهر السابع. ﴿ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملإئه بئاياتنا فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين فلمّا جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحرٌ مبين قال موسى أتقولون للحق لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح الساحرون قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه ءاباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين﴾
٧٨ - ﴿لتفتنا﴾ لتلوينا، لفت عنقه: لواها، أو لتصدنا، أو لتصرفنا لفته لفتاً: صرفه. ﴿الْكِبْرِيَآءُ﴾ الملك، أو العظمة، أو العلو، أو الطاعة. {وقال فرعون ائتوني بكل ساحرٍ عليم فلمّا جاء السّحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ١٢ فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون فما ءامن لموسى
73
إلا ذرية من قومه على خوفٍ من فرعون وملإيهم أن يفتنهم وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنّه لمن المسرفين} ٨٣ - ﴿ذريةٌ﴾ قليل " ع "، أو الغلمان لأن فرعون كان يذبحهم فأسرعوا إلى الإيمان أو أولاد الزّمنى، أو قوم أمهاتهم من / [٧٧ / ب] بني إسرائيل وآباؤهم من القبط ﴿يَفْتِنَهُمْ﴾ يقتلهم، أو يكرههم على استدامة ما هم عليه. ﴿لعالٍ﴾ متجبر، أو طاغٍ باغٍ. ﴿وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكّلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكّلنا ربّنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين﴾
74
﴿ ذريةٌ ﴾ قليل " ع "، أو الغلمان لأن فرعون كان يذبحهم فأسرعوا إلى الإيمان أو أولاد الزَّمنى، أو قوم أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط ﴿ يفتنهم ﴾ يقتلهم، أو يكرههم على استدامة ما هم عليه. ﴿ لعالٍ ﴾ متجبر، أو طاغٍ باغٍ.
٨٥ - ﴿فِتْنَةً﴾ لا تسلطهم علينا فيفتنونا، أو يفتتنوا بنا لظنهم بتسليطهم أنهم على حق. ﴿وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين﴾
٨٧ - ﴿تَبَوَّءَا﴾ تخيرا واتخذا ﴿بِمِصْرَ﴾ المعروفة، أو الإسكندرية، قاله
74
مجاهد ﴿بُيُوتاً﴾ قصوراً، أو مساجد. ﴿بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً﴾ مساجد يصلون فيها لأنهم كانوا يخافون فرعون إذا صلوا في الكنائس، أو اجعلوا مساجدكم [قِبلَ] الكعبة " ع "، أو يقابل بعضها بعضاً، أو اجعلوا بيوتكم التي بالشام قِبْلة لكم في الصلاة فهي قبلة اليهود إلى اليوم ﴿وَبَشِّرِ الْمؤْمِنِينَ﴾ بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة. ﴿وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا ربّنا ليضلوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتّبعان سبيل الذين لا يعلمون﴾
75
٨٨ - ﴿اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ﴾ اهلكها، فصارت زروعهم وأموالهم حجارة منقوشة. ﴿وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ بالعمى عن الرشد، أو بالقسوة، أو بالموت، أو بالضلالة ليهلكوا كفاراً فيعذبوا في الآخرة. ﴿الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾ الغرق.
٨٩ - ﴿دَّعْوَتُكُمَا﴾ أمن هارون على دعاء موسى عليهما الصلاة والسلام فسماه داعياً، ومعنى آمين: اللهم استجب، أو اسم من أسماء الله - تعالى - بإضمار حرف النداء تقديره يا آمين استجب، وقال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" آمين خاتم رب العالمين على عبادة المؤمنين " أي يمنع من وصول الأذى والضرر إليهم كما يمنع الختم من الوصول إلى المختوم، أو معناه بعد الدعاء اللهم استجب
75
وبعد الفاتحة كذلك أمنة تكون " ع "، وتأخر فرعون بعد الإجابة أربعين عاماً. ﴿فَاسْتَقِيمَا﴾ فامضيا لأمري فخرجا في قومهما، أو فاستقيما في الدعاء على فرعون وقومه، قيل ليس لنبي أن يدعو إلا بإذن لأن دعاءه يوجب النقمة وقد يكون فيهم من يتوب. ﴿وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين ءالئان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيّك ببدنك لتكون لمن خلفك ءايةً وإن كثيراً من الناس عن ءاياتنا لغافلون﴾
76
٩٢ - ﴿نُنَجِّيكَ﴾ نُلقيك على نجوة وهي المكان المرتفع. ﴿بِبَدَنِكَ﴾ بجسدك لا روح فيه، أو بدرعك وكانت من حديد يُعرف بها، وكان من تخلف من قومه ينكر غرقه، فرمي به على الساحل فرآه بنو إسرائيل، وكان قصيراً أحمر كأنه ثور. ﴿خَلْفَكَ﴾ بعدك عبرة وموعظة. ﴿ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون﴾
٩٣ - ﴿مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾ لأنه كالصدق في الفضل، أو تصدق به عليهم، الشام وبيت المقدس، أو الشام ومصر. ﴿فَمَا اخْتَلَفُواْ﴾ بنو إسرائيل في نبوة محمد [صلى الله عليه وسلم] ﴿حتى جاءهم العلم﴾ القرآن، أو محمد [صلى الله عليه وسلم] فيكون العلم بمعنى المعلوم لأنهم عرفوه من كتبهم. {فإن كنت في شكٍ مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد
76
جاءك الحق من رّبّك فلا تكوننّ من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بئايات الله تكون من الخاسرين ٢ إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل ءايةٍ حتى يروا العذاب الأليم}
77
٩٤ - ﴿فِى شَكٍّ﴾ من إرسالك، أو من أنك مكتوب في التوراة والإنجيل ﴿الَّذِينَ يَقْرَءُونَ﴾ أهل الصدق والتقوى منهم، أو من آمن كعبد الله بن سلام، خوطب به الرسول [صلى الله عليه وسلم] والمراد أمته، أو على عادتهم في التنبيه على أسباب الطاعة كقول الوالد لولده: إن كنت ولدي فبرني، والسيد لعبده: إن كنت عبدي [٧٨ / أ] فأطعني، ولا يشك في ولده أو عبده، وقال الرسول / [صلى الله عليه وسلم] :" لا أشك ولا أسأل ". ﴿فلولا كانت قرية ءامنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾
٩٨ - ﴿فَلَوْلا كَانَتْ﴾ أي لم تؤمن قرية بعد أن حقت عليهم كلمة ربك. ﴿قَوْمَ يُونُسَ﴾ أهل نينوى من بلاد الموصل وعدهم يونس - عليه الصلاة والسلام - بالعذاب بعد ثلاث، فقالوا: انظروا فإن خرج يونس فوعيده حق فلما خرج فزعوا إلى شيخ منهم، فقال: توبوا وقولوا يا حي حين لا حي، ويا حي محي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، فلبسوا المُسُوح، وفرقوا بين كل والدة وولدها وخرجوا عن القرية تائبين داعين فكشف عنهم، وكان ذلك يوم
77
عاشوراء. ﴿كَشَفْنَا﴾ حصوله بقبوله التوبة بعد رؤية العذاب فكشف عنهم بعد أن تدلى عليهم ولم يكن بينه وبينهم إلا ميل، أورأوا دلائل العذاب ولم يروه، ولو رأوه لما قبلت توبتهم كفرعون. ﴿حِينٍ﴾ أجلهم، أو مصيرهم إلى الجنة أو النار " ع ". ﴿ولو شاء ربّك لأمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرّجس على الذين لا يعقلون قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغنى الأيات والنّذر عن قومٍ لا يؤمنون فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجى رسلنا والذين ءامنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين﴾
78
١٠٠ - ﴿بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ بأمره، أو معونته، أو إعلامه إياها سبيل الهدى والضلال، ﴿الرِّجْسَ﴾ السخط " ع "، أو الإثم، أو العذاب، أو ما لا خير فيه، أو الشيطان. {قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين وأن أٌ قم وجهك للدّين حنيفاً ولا تكوننّ من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت
78
فإنك إذاً من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}
79
١٠٥ - ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ﴾ استقم بإقبال وجهك على ما أمرت به، أوأراد بالوجه النفس. ﴿حَنِيفاً﴾ حاجاً " ع "، أو متبعاً أو مستقيماً، أو مخلصاً، أو مؤمناً بالرسل، أو سابقاً إلى الطاعة، من حنف الرِّجْلَيْن وهو أن تسبق إحداهما الأخرى. ﴿قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من رّبكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضلّ عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين﴾
١٠٨ - ﴿الحق من ربكم﴾ القرآن، أو الرسول [صلى الله عليه وسلم].
79
سورة هود
مكية أو إلا آية ﴿وأقم الصلاة﴾ [١١٤] " ع ".

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿الر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذيرٌ وبشير وأن استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤتِ كل ذي فضلٍ فضله وإن تولوا فأني أخاف عليكم عذاب يوم كبير إلى الله مرجعكم وهو على كل شيءٍ قدير﴾
80
Icon