ﰡ
قوله: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا (٢) نصبت (عجبا) ب (كان)، ومرفوعها أَنْ أَوْحَيْنا وكذلك أكثر ما جاء فِي القرآن إِذَا كانت (أن) ومعها فعل: أن يجعلوا الرفع فِي (أَنْ)، ولو جعلوا (أَنْ) منصوبة ورفعوا الفعل كَانَ صوابًا.
وقوله: إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا (٤) رفعت المرجع ب (إِلَيْهِ)، ونصبت قوله (وَعْدَ الله حقّا) بخروجه منهما «١».
ولو كَانَ رفعًا كما تَقُولُ: الحق عليك واجب وواجبًا كَانَ صوابًا. ولو استؤنف (وعد الله حق) «٢» كَانَ صوابًا.
(إِنَّهُ يبدأ الخلق) مكسورة لأنها مستأنفة. وقد فَتَحها بعضُ القرّاء «٣». ونُرى أَنَّهُ جعلها اسمًا للحق وجعل (وَعْدَ اللَّهِ) متصلا بقوله (إليه مرجعكم) ثم قال:
«حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ» ف (أَنَّهُ) فِي موضع رفع كما قَالَ الشاعر:
أحقًّا عباد الله أن لست لاقيا | بُثَيْنَة أو يلقى الثريا رقيبُها «٤» |
أحقا عباد الله جُرْأَةُ محلق | عليّ وقد أعييت عادا وتبّعا «٥» |
(٢) وقرأ بهذا إبراهيم بن أبى عبلة.
(٣) من هؤلاء أبو جعفر والأعمش.
(٤) رقيب الثريا النجم الذي لا يطلع حتى تغيب الثريا.
وهو الإكليل. فقوله: أو يلقى الثريا كناية عن الاستحالة، يقول: إنه لا يلقاها أبدا.
(٥) كأن محلقا رجل بعينه. وترى المصدر فى البيت صريحا، وما قبله المصدر فيه مؤول.
رَماني بأمرٍ كنت منه ووالدي | بريئًا ومن جُولِ الطَويّ رماني |
وقوله: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ (١١) يقول: لو أجيب الناس فِي دعاء أحدهم على ابنه وشيهه بقولهم: أماتك الله، ولعنك الله، وأخزاكَ الله لهلكوا. و (استعجالهم) منصوب بوقوع الفعل: (يعجل) كما تَقُولُ: قد ضربت اليوم ضربتك، والمعنى: ضربت كضربتك، وليس المعنى هاهنا كقولك: ضربت ضربًا لأن ضربًا لا تضمر الكاف فِيهِ لأنك لَمْ تشبهه بشيء، وإنما شبهت ضربك بضرب غيرك فحسنت فِيهِ الكاف.
وقوله لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ويقرأ: (لَقَضى إليهم أجلهم) «٣». ومثله فَيُمْسِكُ «٤» الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ و (قضى عليها الموت).
وقوله: من جول الطوىّ رمانى مثل. يريد أن ما رمانى به يعود قبحه عليه، فإن من كان فى البئر ورمى بشىء من جدارها عاد عليه ما رمى به إذ ينجذب إلى أسفل. ويروى: «ومن أجل الطوى» وهو الصحيح لأن الشاعر كان بينه وبين خصمه منازعة فى بئر. وانظر اللسان فى جال.
(٢) آية ٦٢ سورة التوبة.
(٣) وهى قراءة ابن عامر ويعقوب. وما قبله قراءة الباقين.
(٤) آية ٤٢ سورة الزمر. وقد قرأ بالبناء للمفعول حمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بالبناء للفاعل ونصب الموت.
وقوله: قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ (١٦) وقد ذكر عَن الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ: «ولا أدرأتُكم بِهِ» فإن يكن فيها لغة سوى دريت وأدريت فلعلّ الْحَسَن ذهب إليها. وأمّا أن تصلح من دريت أو أدريت فلا لأن الياء والواو إِذَا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحَّتا ولم تنقلبا إلى ألف مثل قضيت ودعوت.
ولعل الْحَسَن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها لأنها تضارع درأت الحد وشبهه.
وربما غلطت العرب فِي الحرف إِذَا ضارعه آخر من الْهَمْز فيهمزونَ غير المهموز سمعت امرأة من طيئ تَقُولُ: رثأت زوجي بأبياتٍ. ويقولون لبَّأْت بالحج وحَلات السَويق فيغلطون لأن حَلات قد يُقال فِي دفع العِطاش من الإبل، ولبَّأت ذهب إلى اللبأ «١» الَّذِي يؤكل، ورثأت زوجي ذهبت إلى رثيئة اللبن وَذَلِكَ إِذَا حلبت الحليب عَلَى الرائب.
وقوله: وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ (٢١) العرب تجعل (إِذَا) تكفي من فعلت وفعلوا. وهذا الموضع من ذَلِكَ:
اكتُفي ب (إِذَا) من (فعلوا) ولو قيل (من بعد ضراء مستهم مكروا) كَانَ صوابًا.
وهو فِي الكلام والقرآن كَثِير. وتقول: خرجت فإذا أنا بزيد. وكذلك يفعلونَ ب (إذْ) كقول الشاعر «٢» :
بينما هنَّ بالأراكِ مَعًا | إذ أتى راكب عَلَى جمله |
(٢) هو جميل بن معمر العذرىّ. وقوله: «بينماهن» فى رواية الخزانة ٤/ ١٩٩: «بينما نحن».
بينا تَبغيه العَشَاء وطَوْفِه | وقع العشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانِ «١» |
وقوله: الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ (٢٢) قراءة العامة. وقد ذكر عَن زيد بن ثابت (ينشركم) قرأها أَبُو جَعْفَر «٣» المدني كذلك. وكل صواب إن شاء الله.
وقوله: جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ يعني الفُلْك فقال: جاءتها، وقد قَالَ فِي أوّل الكلام وَجَرَيْنَ بِهِمْ ولم يقل: وجرَت، وكل صواب تَقُولُ: النساء قد ذهبت، وذهبن. والفلك تؤنث وتذكر، وتكون واحدة وتكون جمعًا.
وقال فِي يس فِي الْفُلْكِ «٤» الْمَشْحُونِ فذكّر الفلك، وقال هاهنا: جاءتها، فأنث.
فإن شئت جعلتها هاهنا واحدة، وإن شئت: جماعًا. وإن شئت جعلت الْهَاء فِي (جَاءَتْهَا) للريح كأنك قلت: جاءت الريح الطيبة ريح عاصف. والله أعلم بصوابه. والعربُ تَقُولُ: عاصف وعاصفة، وقد أعصفت الريح، وعَصَفت.
وبالألف لغة لبني أسد أنشدني بعض بني دَبِير:
حَتَّى إِذَا أعصفت ريح مزعزِعة | فيها قِطار ورعد صوته زجل «٥» |
(٢، ٣) وكذلك ابن عامر.
(٤) فى الآية ٤١ [.....]
(٥) مزعزعة: شديدة تحريك الأشجار: وقطار جمع قطر، يريد: ما قطر وسال من المطر.
وزجل: مصوّت.
وقوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى (٢٦) فِي موضع رفع. يُقال إن الحسنى الحسنة. (وزيادة) حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الأَحْوَصِ سَلامُ «٥» بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصدّيق رحمه الله قال: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَيُقَالُ (للذين أحسنوا الحسنى) يريد حسنة مثل «٦» حسناتهم (وزيادة) زيادة التضعيف كقوله فَلَهُ «٧» عَشْرُ أَمْثالِها.
وقوله: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها (٢٧) رفعت الجزاء بإضمار (لَهُم) كأنك قلت: فلهم جزاء «٨» السيئة بمثلها كما قَالَ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ «٩» وفَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ «١٠» والمعنى: فعليه صيام ثلاثة أيام، وَعَلَيْهِ فدية. وإن شئت رفعت الجزاء بالباء فِي قوله: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها والأوّل أعجب إلىّ.
(٢) وهى قراءة حفص وابن أبى اسحق.
(٣) وهو قراءة العامة غير حفص.
(٤) آية ٤٥ سورة الأحقاف.
(٥) هو الكوفي أحد الأثبات الثقات. توفى سنة ١٧٩ كما فى شذرات الذهب.
(٦) كذا فى أ. وفى ش، ج: «من».
(٧) آية ١٦٠ سورة الأنعام.
(٨) سقط فى أ
(٩، ١٠) آية ١٩٦ سورة البقرة.
وهي فِي مصحف أُبَيّ كأنما يَغْشَى وجوهَهم قِطع من الليل مظلم فهذه حجة لمن قرأ بالتخفيف. وإن شئت جعلت المظلم وأنت تَقُولُ قِطْع قطعًا «٢» من الليل، وإن شئت جعلت المظلم نعتًا للقطع، فإذا قلت قطعًا كَانَ قطعًا من الليل خاصة.
والقطع ظلمة آخر الليل فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ «٣».
وقوله: فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ (٢٨) ليست من زُلْت إنّما هي من زِلْتُ ذا من ذا: إِذَا فرقت أنت ذا من ذا.
وقال فَزَيَّلْنا لكثرة الفعل. ولو قَلَّ لقلت: زِلْ ذا من ذا كقولك: مِزْ ذا من ذا. وقرأ بعضهم فزايلنا بينهم وهو مثل قوله يُراؤُنَ
ويرءّون «٤» وَلا تُصَعِّرْ «٥»، ولا تصاعر والعربُ تكاد توفّق بين فاعلت وفعّلت فِي كَثِير من الكلام، ما لَمْ تُرد فَعَلت بي وفعلتُ بك «٦»، فإذا أرادوا هذا لم تكن إلا فاعلت. فإذا أردت: عاهدتك وراءيتك وما يكون الفعل فِيهِ مفردًا فهو الَّذِي يحتمل فعلت وفاعلت. كذلك يقولون:
كالمت فلانًا وكلّمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان ويتكلّمان.
(٢) يريد أن يكون المظلم حالا من الليل، وكذا فى الوجه الآتي فى المتحرك. ولو كان «نعتا» كان أظهر، ويكون المراد بالنعت الحال.
(٣) آية ٨١ سورة هود.
(٤) آية ١٤٢ سورة النساء. وقد قرأ بتشديد الهمزة ابن أبى إسحق. [.....]
(٥) آية ١٨ سورة لقمان. قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وخلف «تصاعر» والباقون «تصعر».
(٦) يعنى إذا كان الفعل بين اثنين.
وقوله وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ (الحق) تجعله من صفات الله تبارك وتعالى. وإن شئت جعلته نصبًا تريد: ردوا إلى الله حقًّا. وإن شئت:
مولاهم حقًّا.
وكذلك قوله: فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ (٣٢) فِيهِ ما فِي الأولى.
وقوله تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ (٣٣) وقد يقرأ (كَلِمَةُ رَبِّكَ) و (كلمات ربك). قراءة أهل المدينة عَلَى الجمع.
وقوله: عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ: حَقَّت عليهم لانهم لا يؤمنون، أو بأنهم لا يؤمنون، فيكون موضعها نصبًا إِذَا ألقيت الخافض. ولو كسرت فقلت:
(٢) آية ١٣ سورة الإسراء.
(٣) آية ١٩ سورة الحافة.
(٤) آية ١٤ سورة الإسراء.
(٥) هى قراءة غير حمزة والكسائي وخلف.
عبد الله عَلَى الابتداء.
وقوله: أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى (٣٥) يقول: تعبدونَ ما لا يقدر عَلَى النُقْلة من مكانه، إِلا أن يحول وتنقلوه.
وقوله: وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى (٣٧) المعنى- والله أعلم-: ما كَانَ ينبغي لمثل هَذَا القرآن أن يُفترى. وهو فِي معنى:
ما كَانَ هَذَا القرآن ليفترى. ومثله وَما كانَ «٣» الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً أي ما كان ينبغى لَهُم أن ينفروا لانهم قد كانوا نَفَروا كافة، فدلّ المعنى عَلَى أَنَّهُ لا ينبغي لَهُم أن يفعلوا مرة أخرى. ومثله وَما كانَ «٤» لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ أي ما ينبغي لنبي أن يَغُلّ، ولا يُغَلَّ «٥». فجاءت (أنْ) عَلَى معنى ينبغي كما قال مَا لَكَ «٦» أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ والمعنى: منعك، فأدخلت (أن) فِي (مالك) إذ كَانَ معناها: ما منعك. ويدلّ عَلَى أن معناهما واحد أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي موضع: (ما منعك) «٧»، وَفِي موضع (مالك) وقصة إبليس واحدة.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ (٤٤) للعرب فِي (لكن) لغتان: تشديد النون وإسكانها. فمن شدّدها نصب بِهَا الاسماء، ولم يلها فَعَل ولا يَفْعَلُ. ومَنْ خفَّف نونها وأسكنها لم يعملها فى شىء اسم
(٢) وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٣) آية ١٢٢ سورة التوبة.
(٤) آية ١٦١ سورة آل عمران.
(٥) يشير إلى القراءتين فى الآية. وانظر ص ٢٤٦ من هذا الجزء.
(٦) آية ٣٢ سورة الحجر.
(٧) كما فى الآية ١٢ من سورة الأعراف. [.....]
فإذا ألقيت من (لكن) الواو التي فِي أولها آثرت العرب تَخفيف نونها.
وَإِذَا أدخلوا الواو آثروا تشديدها. وإِنَّما فعلوا ذَلِكَ لأنها رجوع عمّا أصاب أول الكلام، فشبِّهت ببل إذْ كَانَ رجوعًا مثلها ألا ترى أنك تَقُولُ: لَمْ يقم أخوك بَلْ أبوك ثُمَّ تَقُولُ: لَمْ يقم أخوك لكن أبوك، فتراهما بِمعنى واحد، والواو لا تصلح فِي بَلْ، فإذا قالوا (ولكن) فأدخلوا الواو تباعدت من (بَلْ) إذ لَمْ تصلح الواو فِي (بَلْ)، فآثروا فيها تشديد النون، وجعلوا الواو كأنها واو دخلت لعطف لا لِمعنى بَلْ.
وإنّما نصبت العرب بِهَا إِذَا شُددت نونها لأن أصلها: إن عبد الله قائم، فزيدت عَلَى (إن) لام وكاف فصارتا جميعًا حرفًا واحدًا ألا ترى أن الشاعر قَالَ:
ولكنني من حبّها لكميد «٧»
(٢) آية ١٧ سورة الأنفال. وقراءة الرفع والتخفيف لابن عامر وحمزة والكسائىّ وخلف.
(٣) آية ١٠٢ سورة البقرة. والتخفيف والرفع للقرّاء الذين سلف ذكرهم آنفا.
(٤) آية ٤٠ سورة الأحزاب.
(٥) آية ٣٧ سورة يونس.
(٦) آية ١١١ سورة يوسف.
(٧) كميد وصف من كمد كفرح: أصابه الكمد وهو أشدّ الحزن. ويروى «لعميد»، وهو فعيل فى معنى مفعول من عمده المرض أو العشق إذا فدحه وهدّه.
وهى فيما وصلت به من أوّلها بمنزلة قول الشاعر:
لِهنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لوسِيمةٌ | عَلَى هَنَواتٍ كاذبٍ من يقولها «١» |
قَالَ الشاعر:
يا أبا الاسود لِم أسلمتني | لِهموم طارقات وذِكر |
وقوله: فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ (٤٦) (ثم) هاهنا عطف. ولو قيل: ثَمَّ الله شهيد عَلَى ما يفعلون. يريد:
هنالك الله شهيد على ما يفعلون «٥».
(٢) فى ش، ج: «يوصل بها».
(٣) آية ٩٣ سورة المؤمنون.
(٤) تراه أثبت ألف ما مع الجارّ، وبعض النحويين يمنعه.
(٥) حذف جواب لو على عادته، أي لجاز.
وقوله: آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) (الآن) حرف بني عَلَى الألف واللام لَمْ تخلع «٢» منه، وترك عَلَى مذهب الصفة لأنه صفة فِي المعنى واللفظ كما رأيتهم فعلوا فى (الذي) و (الذين) فتركوهما عَلَى مذهب الأداة، والألف واللام لهما غير مفارقتين. ومثله قول الشاعر:
فإن الألاءِ يعلمونك منهم | كعلمي مظَّنُّوكَ ما دمت أشعرا «٣» |
وأنى حُبست اليوم والامس قبله | ببابك حَتَّى كادت الشمس تغرب «٤» |
(٢) فى اللسان (أين) :«يخلعا». [.....]
(٣) «كعلمى» فى ا: «كعلم».
(٤) من قصيدة لنصيب يخاطب فيها عبد العزيز بن مروان وكان وفد عليه فى مصر فحجب عنه. وقبله:
ألا هل أتى الصقر ابن مروان أننى | أرد لدى الأبواب عنه وأحجب |
تفقَّأ فوقه القَلَع السواري | وَجُنَّ الخازبَازَ بِهِ جنونا |
كأن مَكَاكِيَّ الجِوَاء غُدَيَّةً | نشاوَى تساقَوا بالرَيَاح الْمُفَلْفَل «٤» |
وإن شئت جعلت (الآن) أصلها من قولك: آن لك أن تفعل، أدخلت عليها الألف واللام، ثُمَّ تركتها عَلَى مذهب فَعَلَ فأتاها النصبُ من نصب فَعل. وهو وجه جيِّد كما قالوا: نَهَى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قيل وقال وكثرة السؤال،
(٢) هو ابن أحمر الباهلي. وهو فى وصف الهجل المذكور فى البيت قبله:
بهجل من قسا ذفر الخزامى | تهادى الجربياء به الحنينا |
(٣) يريد فتح الزاى فى الخازباز، وهذا إحدى اللغات فى الكلمة. ومن اللغات كسر الزاى.
ويقال أيضا الخزباز كقرطاس.
(٤) المكاكي ضرب من الطيور. والجواء واد فى نجد. وغدية تصغير غدوة. والرياح الخمر، والمفلفل: الذي وضع فيه الفلفل. والبيت من معلقة امرئ القيس.
وقوله: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ (٥٤) يعني الرؤساء من المشركين، أسَرُّوها من سفلتهم الَّذِينَ أضلوهم، فأسروها أي أخفوها.
وقوله: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (٥٨) هَذِه قراءة العامة. وقد ذكر عَن زيد «٢» بن ثابت أنه قرأ (فيذلك فلتفرحوا) أي يا أصحاب مُحَمَّد، بالتاء.
وقوله: هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ: يجمع الكفار. وقوّى قول زيد أنها فِي قراءة أُبَيّ (فبذلك فافرحوا) وهو «٣» البناء الَّذِي خُلِق للأمر إِذَا واجهتَ بِهِ أو لَمْ تواجه إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصَّة فِي كلامهم فحذفوا اللام كما حذفوا التاء من الفعل. وأنت تعلم أن الجازم أو الناصب لا يقعان إلا عَلَى الفعل الَّذِي أوله الياء والتاء والنون والألف. فلما حُذفت التاء ذهبت باللام وأحدثت الألف «٤» فِي قولك: اضرب وافرح لأن الضَّاد ساكنة فلم يستقم أن يُستأنف بحرف ساكن، فأدخلوا ألفًا خفيفة يقع بها الابتداء كما قال: (ادّاركوا). (واثّاقلتم). وَكَانَ الْكِسَائي يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده
(٢) وهى قراءة رويس عن يعقوب.
(٣) أي الأمر باللام كما جاء فى قراءة زيد.
(٤) يريد همزة الوصل.
وقوله: وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً (٦١) يقول: الله تبارك وتعالى شاهد عَلَى كل شيء. (وما) هاهنا جحد لا موضع لَهَا.
وهي كقوله مَا يَكُونُ «٢» مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ يقول: إلا هُوَ شاهدهم.
وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ و (أصغر وأكبر). فمن نصبهما «٣» فإنما يريد الخفض: يُتبعهما المثقال أو الذرة. ومن رفعهما أتبعهما معنى المثقال لأنك لو ألقيت من المثقال (من) كَانَ رفعًا. وهو كقولك: ما أتاني من أحد عاقلٍ وعاقلٌ. وكذلك قوله ما «٤» لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ.
وقوله: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) (الَّذِينَ) فِي موضع رفع لأنه نعت جاء بعد خبر إنّ كما قَالَ إِنَّ «٥» ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وكما قَالَ قُلْ «٦» إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ والنصب فِي كل ذَلِكَ جائز عَلَى الاتباع للاسم الأوّل وعلى تكرير (إنّ).
(٢) آية ٧ سورة المجادلة.
(٣) وهم عامة القراء عدا حمزة ويعقوب وخلف، فقد قرءوا بالرفع.
(٤) تكرّر هذا فى القرآن. ومنه الآية ٦٥ سورة الأعراف. يريد أنه جاء فى «غيره» الرفع على المحل والجرّ على اللفظ. والجرّ قراءة الكسائىّ وأبى جعفر. والرفع قراءة الباقين. [.....]
(٥) آية ٦٤ سورة ص.
(٦) آية ٤٨ سورة سبأ.
جعلته- يعني النعت- تابعًا للاسم المضمر فِي الفعل «٣» وهو خطأ وليس بِجائز لأن (الظريف) «٤» وما أشبهه أسماء ظاهرة، ولا يكون الظاهر نعتًا «٥» لمكنيّ إلا ما كَانَ مثل نفسه وأنفسهم، وأجمعين، وكلهم لأن هَذِه إنّما تكون أطرافًا لأواخر الكلام لا يُقال مررت بأجمعين، كما يُقال مررت بالظريف. وإن شئت جعلت قوله الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ رفعا.
بقوله: هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا
(٦٣) وذكر أن البشرى فِي الحياة الدُّنْيَا الرؤيا الصالِحة يراها المسلم أو ترى لَهُ، وَفِي الآخرة الجنة. وقد يكون قوله: هُمُ الْبُشْرى
ما بشرهم بِهِ فِي كتابه من موعوده، فقال وَ «٦» يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ فِي كَثِير من القرآن.
ثُمَّ قَالَ (لا تبديل لكلمات الله) أي لا خُلْف لوعد الله.
وقوله: وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ (٦٥) المعنى الاستئناف. ولم يقولوا هم ذاك، فيكون حكاية. فأمَّا قوله وَقَوْلِهِمْ «٧» إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ فإنها كسرت لأنها جاءت بعد القول، وما كان بعد القول من (إن)
(٤) أي فى نحو قولك: إنّ محمدا قائم الظريف. ويريد بصاحب الفعل اسم إنّ.
(٥) يريد بالنعت التابع الشامل للبدل والتوكيد والنعت.
(٦) آية ٢ سورة الكهف.
(٧) آية ١٥٧ سورة النساء.
قد قلت لك كلامًا حسنا: أن أباك شريف وأنك عاقل، فتحت (أنّ) لأنها فسرت الكلام، والكلام منصوب. ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها. وقد تكون (أن) مفتوحة بعد القول إِذَا كَانَ القول رافعًا لَهَا أو رافعة لَهُ من ذَلِكَ أن تَقُولُ:
قولُك مذ اليوم أن الناس خارجون كما تَقُولُ: قولك مذ اليوم كلام لا يفهم.
وقوله وَلا تَقُولَنَّ «٢» لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ المعنى: لا تقولنَّ لشيءٍ: إِنِّي فاعلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا بالاستثناء: إلا أن تَقُولُ: إن شاء الله. ولو أردت:
لا تقولنّ لشيء إني فاعلٌ ذَلِكَ: لا تقل إلا أن يشاء الله. كَانَ كأنه أُمر أن يقول إن شاء الله وحدها، فلا بدّ من أن مفتوحة بالاستثناء خاصة ألا ترى أنك قد تأمره إِذَا حلف فتقول: قل إن شاء الله، فلمّا أريدت الكلمة وحدها لَمْ تكن إلا مكسورة.
وقوله: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ (٦٩) ثم قال: مَتاعٌ فِي الدُّنْيا (٧٠) أي ذلك متاع فى الدنيا. و «٣» التي فِي النحل مثله، وهو كقوله (لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ) «٤» كله مرفوع بشيء مضمر قبله إمّا (هُوَ) وإما (ذاك).
(٢) آيتا ٢٣، ٢٤ سورة الكهف.
(٣) فى قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم» (آية ١١٧).
(٤) آية ٣٥ سورة الأحقاف.
ورأيت زوجك فِي الوغى | متقلِّدًا سيفًا وَرُمْحًا |
وقد قرأها الْحَسَن (وشركاؤكم) بالرفع، وإِنّما الشركاء هاهنا آلهتهم كأنه أراد: أجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم. ولست أشتهيه لِخلافه للكتاب، ولأن المعنى فِيهِ ضعيف لأن الآلهة لا تعمل ولا تُجْمع. وقال الشاعر:
يا ليت شِعْرِي والمنى لا تنفع | هَلْ أَغدُوَنْ يومًا وأمريِ مُجْمَعُ |
(٢) هو عبد الله بن الزبعرى. وانظر كامل المبرّد بشرح المرصفى ٣/ ٢٣٤.
(٣) آية ١٠٣ سورة هود. [.....]
(٤) آية ٢ سورة الهمزة. وقراءة التشديد لابن عامر وحمزة والكسائي من السبعة. وقرأ الباقون بالتخفيف.
وأمّا الإفضاء فكأنه قَالَ: ثُمَّ توجَّهُوا إِليّ حَتَّى تصلوا «٢»، كما تَقُولُ: قد أفضت إليّ الخلافة والوجع، وما أشبهه.
وقوله: بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ (٧٤) يقول: لَمْ يكونوا ليؤمنوا لك يا مُحَمَّد بِما كذبوا بِهِ فِي الكتاب الأوّل، يعني اللوح المحفوظ.
وقوله: قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا (٧٧) يقول القائل: كيف أدخل ألف الاستفهام فِي قوله (أسحر هذا) وهم قد قالوا (هَذَا سِحْرٌ) بغير استفهام؟
قلت: قد يكون هَذَا من قولهم عَلَى أَنَّهُ سحر عندهم وإن استفهموا كما ترى الرجل تأتيه الجائزة فيقول: أحقّ هَذَا؟ وهو يعلم أَنَّهُ حقّ لا شك فِيهِ. فهذا وجه.
ويكون أن تزيد الألف فِي قولهم وإن كانوا لَمْ يقولوها، فيخرج الكلام عَلَى لفظه وإن كانوا لَمْ يتكلموا بِهِ كما يقول الرجل: فلان أعلم منك، فيقول المتكلم: أقلتَ أحدٌ أعلم بذا مني؟ فكأنه هُوَ القائل: أأحد أعلم بِهذا مني. ويكون عَلَى أن تَجعل القول بِمنزلة الصلة لأنه فضل فِي الكلام ألا ترى أنك تَقُولُ للرجل:
أتقول عندك مال؟ فيكفيك من قوله أن تَقُولُ: ألك مال؟ فالمعنى قائم ظهرَ القولُ أو لم يظهر.
(٢) فى ا: «تضلوا» ويبدو أنها مصحفة عما أثبتنا. وفى ش، ج: «تملوا».
ويقول القائل: كيف قالوا (وتكون لكما الكبرياء فى الأرض) فإنّ «١» النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صُدِّق صارت مقاليدُ أمّته ومُلْكُهم إِلَيْهِ، فقالوه عَلَى مُلك ملوكهم من التكبر.
وقوله: مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ (٨١) (ما) فِي موضع الَّذِي كما تَقُولُ: ما جئت بِهِ باطل. وهي فِي قراءة عبد الله (ما جِئتم بِهِ سِحر) وإنما قال (السحر) بالألف واللام لأنه جواب لِكلام قد سبق ألا ترى أنهم قالوا لِما جاءهم بِهِ موسى: أهذا سحر؟ فقال: بَلْ ما جئتم بِهِ السحر. وكل حرف ذكره متكلم نكرة فرددْتَ عليها لفظها فِي جواب المتكلم زدت فيها ألفا ولاما كقول الرجل: قد وجدت درهمًا، فتقول أنت:
فأين الدرهم؟ أو: فأرني الدرهم. ولو قلت: فأرني درهمًا، كنت كأنك سألته أن يريكَ غير ما وجده.
وَكَانَ مُجاهد «٢» وأصحابه يقرءون: ما جئتم بِهِ السحرُ: فيستفهم ويرفع السحر من نِيَّة الاستفهام، وتكون (ما) فِي مذهب أيّ كأنه قَالَ: أي شيء جئتم بِهِ؟
آلسحر هُوَ؟ وَفِي حرف أُبَيّ (ما أتيتم بِهِ سحر) قَالَ الفراء: وأشكّ فِيهِ.
وقد يكون (مَا جِئْتُمْ بِهِ السحر) تجعل السحر منصوبًا كما تَقُولُ: ما جئت بِهِ الباطل والزور. ثُمَّ تجعل (ما) فِي معنى جزاء و (جئتم) فِي موضع جزم إِذَا نصبت، وتضمر الفاء فى قوله إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ فيكون جوابا للجزاء. والجزاء لا بدّله أن
(٢) وهى قراءة أبى عمرو وأبى جعفر.
من يفعلِ الحسناتِ اللهُ يشكرها | والشرُّ بالشرِّ عِند اللَّهِ مثلانِ |
وقوله: فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ (٨٣) ففسر المفسرون الذرية: القليل. وكانوا- فيما بلغنا- سبعين أهل بيت.
وإنما سموا الذرية لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم كن من بنى إسرائيل، فسموا الذرّية كما قيل لأولاد أهل فارس الَّذِينَ سقطوا إلى اليمن فسموا ذراريهم الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم.
وقوله: عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ، وإنما قال (وملئهم) وفرعون واحد لأن الملك إِذَا ذُكِرَ بخوف أو بسفر أو قدوم من سفر ذهب الوهم إِلَيْهِ وإلى من معه ألا ترى أنك تَقُولُ: قدم الخليفة فكثر الناس، تريد: بمن معه، وقدم
(٢) نسبه الكاتبون على شواهد سيبويه إلى عبد الرحمن بن حسان. ورواه جماعة لكعب بن مالك الأنصارىّ. ويرى بعضهم أن الرواية: «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» فغيره النحويون. وانظر الخزانة ٣/ ٦٤٤
(٣) أي إضمار الفاء.
وقوله: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (٨٧) كَانَ فرعون قد أَمَر بتهديم المساجد، فأُمِر موسى وأخوه أن يُتَّخذ المساجد فِي جوف الدور «٣» لتخفى من فرعون. وقوله: وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً إلى الكعبة.
وقوله: رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (٨٨) ثُمَّ قَالَ موسى (ربنا) فعلت ذَلِكَ بهم (لِيُضِلُّوا) الناس (عَن سبيلك) وتقرأ (لَيِضلُّوا) هم (عَن سبيلك) وهذه لام كي.
ثُمَّ استأنف موسى بالدعاء عليهم فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ. يقول:
غَيِّرها. فذُكر أنها صارت حجارة. وهو كقوله مِنْ «٤» قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً.
يقول: نمسخها.
قوله: وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ. يقول: واختم عليها.
قوله: فَلا يُؤْمِنُوا. كلّ ذَلِكَ دعاء، كأنه قَالَ اللَّهُمَّ فَلا «٥» يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ وإن شئت جعلت (فلا يؤمنوا) جوابا لمسئلة «٦» موسى عليه
(٢) أول سورة الطلاق.
(٣) كذا فى ش، ج.
وفى ا: «البيوت».
(٤) آية ٤٧ سورة النساء.
(٥) فالفعل (يؤمنوا) مجزوم بلا التي للدعا.
(٦) أي فى قوله: اطمس وما عطف عليه. [.....]
يَا ناقَ سِيرِي عَنَقًا فسِيحا | إلى سُلَيْمَان فنستريحا |
وقوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما (٨٩) نُسبت الدعوة إليهما وموسى كَانَ الداعي وهارون المؤمّن، فالتأمين كالدعاء.
ويقرأ»
(دعواتكما).
وقوله: فَاسْتَقِيما أُمِرَا بالاستقامة عَلَى أمرهما والثبات عَلَيْهِ إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة. ويُقال: إنه كَانَ بينهما «٣» أربعون سنة.
قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ قرأها أصحاب «٤» عبد الله بالكسر عَلَى الاستئناف. وتقرأ (أنه) عَلَى وقوع الإيمان عليها. زعموا أن فرعون قالها حين ألجمه الماء.
وقوله: فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ (٩٣) يعني بني إسرائيل أنهم كانوا مجتمعين عَلَى الإيمان بِمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يُبْعث، فلمّا بُعث كذَّبه بعض وآمن بِهِ بعض. فذلك اختلافهم. و (العلم) يعني محمدا ﷺ وصفته.
(٢) تنسب هذه القراءة إلى على وأبى عبد الرحمن السلمى.
(٣) أي بين هذه الإجابة من الله وتأويلها أي وقوع مضمونها وهو هلاك فرعون وقومه.
(٤) هذه قراءة حمزة والكسائي وخلف.
وقوله: فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها (٩٨) وهي فِي قراءة أُبَيّ (فهلا) ومعناها: أنهم لَمْ يؤمنوا، ثُمَّ استثنى قوم يونس بالنصب عَلَى الانقطاع مما قبله: ألا ترى أن ما بعد (إِلا) فِي الجحد يتبع ما قبلها، فتقول: ما قام أحد إلا أبوك، وهل قام أحد إلا أبوك لأن الأب من الاحد فإذا قلت: ما فيها أحد إلا كلبًا وحمارًا، نصبت لأنها منقطعة مما قبل إلا إذ لم تكن من جنسه، كذلك كان قوم يُونُس منقطعين من قوم غيره من الأنبياء.
ولو كَانَ الاستثناء هاهنا وقع عَلَى طائفة منهم لكان رفعًا. وقد يَجوز الرفع فيها كما أن المختلف فِي الجنس قد يتبع فِيهِ ما بعد إلا ما قبل إلا كما قَالَ الشاعر:
وبلدٍ ليس به أنيس... إلا اليعافير وإلا العيس
لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم. وأنشدونا بيت النابغة:
...... وما بالربع من أحد «١» إلا أوارىّ ما إن لا أُبَيِّنها قَالَ الفراء: جمع فِي هَذَا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد: لا، وإنْ، وما. والنصب فِي هَذَا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز، والاتباع من كلام تَميم.
وقوله: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (١٠٠) : العذاب والغضب. وهو مضارع لقوله الرجز، ولعلهما لغتانِ بدّلت السِّين زايًا كما قيل الأسد والأزد «٢».
وقفتُ فيها أُصَيْلانًا أُسائلها | عَيَّت جوابًا وما بالربع من أحد |
إِلا أَواري ما إن لا أبينها | والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد |
(٢) وهو أبو حى من اليمن. ومن أولاده الأنصار.
تم بحمد الله وتوفيقه طبع الجزء الأوّل من كتاب معانى القرآن للفراء ويتلوه إن شاء الله الجزء الثاني، وأوّله سورة هود
تاريخ تدوين هذا التفسير ١ ألف (اسم) والكلام على حذفها وإثباتها ٢ أم الكتاب تفسير «أم الكتاب» والكلام على «الْحَمْدُ لِلَّهِ» ٣ الكلام على «عَلَيْهِمْ» ولغاته وعلى (أمّ) واللغات فيه ٥ قوله تعالى: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» ووجوه الإعراب فيه ٧ قوله تعالى: «وَلَا الضَّالِّينَ» ووجوه الكلام فى «لَا» ٨ سورة البقرة قوله تعالى: «الم» الاختلاف فى قراءته ورسمه ٩ قوله تعالى: «ذلِكَ الْكِتابُ» والكلام على اسم الإشارة ووجوه صلاحيته ١٠ القول فى قوله: «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» ووجوه الإعراب فيه ١١ قوله تعالى: «خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» الآية، ووجوه الإعراب فيه ١٣ قوله سبحانه: «فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ» والقول فى إسناد الفعل إلى غير من هو له ١٤ قوله عز وجل: «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً» وبيان أنه مثل للفعل لا للأعيان ١٥ قوله تعالى: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ» ووجوه الإعراب فيه والقراءات ١٦ قوله تعالى: «أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ» وما بعده من الآيات ١٧ قوله تعالى: «يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ» ووجوه إعرابه وقراءاته ١٧
«الْمَنَّ وَالسَّلْوى» وما فى ذلك من خلاف فيهما ٣٦ قوله تعالى: «وَقُولُوا حِطَّةٌ» فيه وجوه من المعاني والإعراب ٣٨
وتفسير الضرب فيه ٤٨ قوله تعالى: «لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ» وفيه فى الأمانى وجوه ٤٩ معنى «أَيَّاماً مَعْدُودَةً» ومعنى «فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ» ٥٠ تفسير قوله تعالى: «وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ» وبيان العماد فى العربية ٥٠ الكلام على «بلى» ٥٢ وجه الرفع فى قوله تعالى: «لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ» ووجه الجزم ومعنى أخذ الميثاق ٥٣ قوله تعالى: «وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ» ووجه الرفع فى مصدق ٥٥ قوله تعالى: «بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ» ومذهب العرب فى شروا ونعم وبئس ٥٦ قوله تعالى: «بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» وفيه الكلام على الجزاء بأن وإن ٥٨ قوله سبحانه: «فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ» فيه القول فى لما وجوابها وكون الثانية وجوابها جوابا للأولى ٥٩ قوله تعالى: «فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ» فى معناه وجهان ٥٩ قوله تعالى: «فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ». وقوله: «وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ» ومعنى وراء ٦٠ قوله تعالى: «فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ» فيه الكلام على تفعلون للماضى ٦٠ قوله تعالى: «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ» والكلام على حذف المضاف ٦١
وفى ص ٩٠ أيضا ٨٥ إعراب قولهَ يْنَ ما تَكُونُوا»
وفيه بحث أين وأمثالها متصلة بما ٨٥ القول فى إعراب قوله: «إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» وفيه كلام على «إلا» الاستثنائية ٨٩ قوله تعالى: «وَاخْشَوْنِي» والكلام على ياء المتكلم وواو الجمع والاكتفاء بالكسرة والضمة ٩٠ القول فى إعراب قوله تعالى: «كَما أَرْسَلْنا» وقوله: «وَاشْكُرُوا لِي» ٩٢ قوله تعالى: «وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ» والكلام على إعرابه وما يماثله ٩٣ قوله تعالى: «إِنَّا لِلَّهِ» وبيان أن العرب لم تمل إن مع اللام إلا فى هذا الحرف ٩٤ تفسير قوله تعالى: «فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما» وقوله: «اللَّاعِنُونَ» ٩٥ إعراب قوله تعالى: «عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ» ٩٦ تفسير قوله تعالى: «تَصْرِيفِ الرِّياحِ» وقوله: «يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ» وإعراب قوله: «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ» ٩٧ إعراب قوله تعالى: «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ» ٩٨ تفسير قوله سبحانه: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا» وفيه وجوه من العربية ٩٩ إعراب قوله تعالى: «صُمٌّ بُكْمٌ» وقوله: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ» وفيه الكلام على «إِنَّما» و «ما» ١٠٠ تفسير وإعراب قوله تعالى: «وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ» ١٠٢
وما يماثله فى القرآن ووجوه إعرابه وشواهده ١٠٥ تفسير قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ» ١٠٨ قوله تعالى: «فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ» وتفسيره ووجوه إعرابه ١٠٩ معنى قوله تعالى: «حَياةٌ» وقوله: «كُتِبَ» حيث ورد فى القرآن، وقوله: «الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ» ١١٠ معنى «جَنَفاً» والكلام على صيام من قبلنا، فى قوله تعالى: «كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ»
١١١ إعراب «أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ» و «فَعِدَّةٌ» و «فِدْيَةٌ» و «شَهْرُ رَمَضانَ» ١١٢ تفسير قوله: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ». وقوله تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» والكلام على لام كى ١١٣ تفسير قوله تعالى: «فَإِنِّي قَرِيبٌ» وتفسير الرفث ١١٤ قوله تعالى: «الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» ١١٤ قوله تعالى: «وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ» ١١٥ تفسير قوله تعالى: «عَنِ الْأَهِلَّةِ». وقوله «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ من أبوابها» وما كان تفعله قريش ١١٥ تفسير قوله تعالى: «وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» ١١٦ تفسير قوله تعالى: «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ» ومذهب العرب فى الإحصار ١١٧ إعراب قوله: «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ». وقوله: «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ».
وقوله: «لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ» ١١٨ تفسير وإعراب قوله تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ» ١١٩
تعالى: «الْحَيُّ الْقَيُّومُ» معنى القيوم ١٩٠ قوله تعالى: «مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ» ١٩٠ قوله تعالى: «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» ١٩١ قوله تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ» وتفسير القراءتين ١٩١ قوله تعالى: «آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا» فيه وجوه من الإعراب ١٩٢ الحال الذي ينصب على غير الشرط ١٩٣ الحال الذي ينصب على الشرط ١٩٤ تفسير قوله تعالى: «يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ» ١٩٤ تفسير قوله تعالى: «الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ» ١٩٥ تحول اللام بين أوّل الكلام وآخره وفيه وجوه ١٩٥ قوله تعالى: «النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا» فيه ثلاثة أوجه ١٩٨ قوله تعالى: «الَّذِينَ يَقُولُونَ» فيه وجهان ١٩٨ تفسير قوله تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ» ١٩٩ وجوه الإعراب فى قوله تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» ١٩٩ إن شئت استأنفت «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ» ٢٠٠ للعرب فى الياءات فى أواخر الحروف طريقان كقوله تعالى: «أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ» ٢٠٠ قوله تعالى: «أَأَسْلَمْتُمْ» وتأويله ٢٠٢ قوله تعالى: «وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ» ووجوه القراءات فيه ٢٠٢ قوله تعالى: «لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ» والقول فى اللام ٢٠٢ قوله تعالى: «قُلِ اللَّهُمَّ» والقول فى زيادة العرب الميم فى الأسماء ٢٠٣ كثرت اللهم فى الكلام ٢٠٤
«وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» ٢٣٤ قوله تعالى: «وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» وقوله: «وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا» وبيان الصرف عند الكوفيين ٢٣٥ قوله تعالى: «أَفَإِنْ ماتَ» وفيه معنى الاستفهام يدخل على جزاء ٢٣٦ قوله تعالى: «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ» الآية وتفسير ذلك ٢٣٧ قوله تعالى: «بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ» ٢٣٧ تفسير قوله تعالى: «حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ» وفيه الكلام على طرح الواو ٢٣٨ تفسير قوله تعالى: «إِذْ تُصْعِدُونَ» وفيه الإثابة بمعنى العقاب ٢٣٩ قوله تعالى: «يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ» فيه قراءتان ووجوه من الإعراب ٢٤٠ قوله تعالى: «وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ» فيه: الذين يذهب بها إلى معنى الجزاء ٢٤٣ قوله تعالى: «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ» جعل العرب (ما) صلة ٢٤٤ قوله تعالى: «ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» وفيه قراءتان وتفسيرهما ٢٤٦ قوله تعالى: «فَرِحِينَ» وفيه وجوه، وقوله: «الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ» وتفسير (الناس) ٢٤٧ تفسير آيات: «إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ» إلى قوله: «هُوَ خَيْراً لَهُمْ» ٢٤٨ تفسير قوله تعالى: «سَيُطَوَّقُونَ» وقوله: «حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ» ٢٤٩ تفسير قوله تعالى: «يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا» ٢٥٠ تفسير قوله تعالى: «لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا» وقوله: «اصْبِرُوا وَصابِرُوا» ٢٥١
«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ» ٢٧٢ تفسير الجبت، والنقير وإعراب: «فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» ٢٧٣ تفسير قوله تعالى: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ» وقوله: «فَانْفِرُوا ثُباتٍ» ٢٧٥ قوله تعالى: «وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ» وفيه وجوه من الإعراب ٢٧٥ قوله تعالى: «يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ» نصب الفعل بعد الفاء فى جواب التمني ٢٧٦ قوله تعالى: «فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ»
وفيه وجوه من اللغة ٢٧٧ تفسير قوله تعالى: «وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» الآية ٢٧٨ قوله تعالى: «وَيَقُولُونَ طاعَةٌ» وفيه مثله وجوه من الإعراب ٢٧٨ تفسير قوله تعالى: «وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ» ٢٧٩ تفسير قوله تعالى: «يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» وقوله: «إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ» ٢٨٠ تفسير قوله تعالى: «فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ» الآية ٢٨٠ تفسير قوله تعالى «إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ» الآية ٢٨١ قوله تعالى «أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» وفيه إضمار قد ٢٨٢ تفسير قوله تعالى: «فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ. فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ». ٢٨٢
تفسير قوله تعالى: «إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا» ٢٨٣ قوله تعالى: «غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» فيه الرفع والنصب ٢٨٣ قوله تعالى: «الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ، وقوله تعالى: «يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً» ٢٨٤
وفيه أعاريب ٢٨٦ قوله تعالى: «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ» ٢٨٧ تفسير قوله تعالى: «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» ٢٨٨ تفسير قوله تعالى: «وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا» تفسير الخلة ٢٨٩ قوله تعالى: «يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ» وتفسير قوله «خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً» ٢٩٠ تفسير قوله تعالى: «كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ» الآية ٢٩١ قوله تعالى: «أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ» وفيه أعاريب ٢٩٢ قوله تعالى: «لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ» الآية وفيه وجوه من الإعراب ٢٩٣ تفسير قوله تعالى: «قُلُوبُنا غُلْفٌ» وقوله: «ما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ» ٢٩٤ قوله تعالى: «لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» وما فى الضمير من المعنى ٢٩٤ قوله تعالى: «وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ» وقوله: «فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ» وفى ذلك أعاريب ٢٩٥ قوله تعالى: «وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ» وقوله: «إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ» الآية ٢٩٦ سورة المائدة تفسير قوله تعالى: «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» الآية ٢٩٨ تفسير قوله تعالى: «لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ» الآية ٢٩٨ تفسير قوله تعالى: «وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ» وفيه قراءتان وإعرابان ٢٩٩ قوله تعالى: «أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» وفيه وجوه من الإعراب ٣٠٠
«وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ» نصبا وجزما ٣١٢ قوله تعالى: «وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا» استئناف. وقوله: «أَذِلَّةٍ» يجوز فيه النعت والقطع ٣١٣ قوله تعالى: «وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ» ٣١٣ قوله تعالى: «مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ» الآية فيه أعاريب ٣١٤ قوله تعالى: «وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ». وتفسير قوله: «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» ٣١٥ قوله تعالى: «فَعَمُوا وَصَمُّوا» رفع «كَثِيرٌ» من جهتين ٣١٥
«تَكُونُ لَنا عِيداً» ٣٢٦ قوله تعالى: «يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ». وقوله تعالى: «هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ» وفى ذلك أعاريب ٣٢٦ سورة الأنعام تفسير قوله تعالى: «مِنْ قَرْنٍ». وقوله: «لَجَعَلْناهُ رَجُلًا» ٣٢٨ قوله تعالى: «كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» فيه أن المفتوحة فى جواب الأيمان ٣٢٨ قوله تعالى: «فاطِرِ السَّماواتِ» فيه وجوه من الإعراب ٣٢٨
، وفيه تقديم أحد الفعلين وقد وقعا معا ٣٧١ تفسير وإعراب قوله تعالى: «أَوْ هُمْ قائِلُونَ. فَما كانَ دَعْواهُمْ» ٣٧٢ مثل معايش لا يهمز إلا إذا كانت الياء زائدة ٣٧٣ يجتمع حرفان للجحد للتوكيد ٣٧٤ الصفة عند الكوفيين (الظرف) وذكر ما يجوز القاؤها فيه ٣٧٥ تفسير وإعراب قوله تعالى: «وَرِيشاً» ٣٧٥ نصب مثل قوله تعالى: «فَرِيقاً هَدى» وجواز رفعه ٣٧٦ قوله تعالى: «خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ» جواز نصبه ورفعه ٣٧٧ تفسير قوله تعالى: «نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ» وقوله: «لَعَنَتْ أُخْتَها» ٣٧٨ قوله تعالى: «لا تُفَتَّحُ لَهُمْ» وجواز التذكير والتأنيث فى الجمع ٣٧٨ قوله تعالى: «أَصْحابُ الْأَعْرافِ» وتفسير ذلك ٣٧٩ إعراب: «هُدىً وَرَحْمَةً» وتفسير قوله: «إِلَّا تَأْوِيلَهُ» وقوله:
«إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ» ٣٨٠ تفسير قوله تعالى: «يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً» ٣٨١ إعراب قوله تعالى: «ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ» ٣٨٢ واو نسق تدخل عليها همزة الاستفهام ٣٨٣ قوله تعالى: «وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً» ينصب بفعل مقدر ورفعه جائز ٣٨٣ قوله تعالى: «وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ». معنى الرجفة ٣٨٤ قوله تعالى: «لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» وقوله: «وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ» ٣٨٥ قوله تعالى: «افْتَحْ بَيْنَنا» فى لغة أهل عمان اقض ٣٨٥ قوله تعالى: «وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ» وفيه عطف فعل على يفعل وعكسه ٣٨٦
اخترت رجلا واخترت منكم ٣٩٥ قوله تعالى: «ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ» ثم للاستئناف ٣٩٦ قوله تعالى: «مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها» اللغة فى «ظلم» ٣٩٧ قوله تعالى: «إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ» وقوله: «مَعْذِرَةً» رفعا ونصبا ٣٩٨ قوله: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ» وقوله: «يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ- وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ» ٣٩٩ تفسير قوله تعالى: «أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ» وقوله: «أَيَّانَ مُرْساها» ٣٩٩ قوله تعالى: «حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ» وقوله: «جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ» ٤٠٠ قوله تعالى: «سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ» ٤٠١ قوله تعالى: «وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ» المراد الآلهة ٤٠١ قوله تعالى: «وَإِخْوانُهُمْ» وقوله: «اجْتَبَيْتَها» كان الناس يتكلمون فى الصلاة ٤٠٢
لفظا وهو بمنزلة الجزاء ٤٤١ قوله تعالى: «إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا» فيه الكلام على إن وأن بعد إلا ٤٤٢
الرؤيا الصالحة. وقوله: «إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ» استئناف ٤٧١ قوله تعالى: «مَتاعٌ فِي الدُّنْيا» وأمثاله مرفوع بمضمر ٤٧٢ قوله تعالى: «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ» الضمير هاهنا يصلح إلقاؤه ٤٧٣ قوله تعالى: «أَسِحْرٌ هذا» وجه الاستفهام هنا وفى شبهه ٤٧٤ قوله تعالى: «ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ» فيه الرفع والنصب ٤٧٥ تفسير قوله تعالى: «فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ» ومعنى الذرية هنا ٤٧٦ تفسير قوله تعالى: «رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ» الآية ومعنى دعاء موسى عليه السلام ٤٧٧ كيف نسبت الدعوة لموسى وهارون والداعي موسى إلخ ٤٧٨ بنو إسرائيل كانوا مجتمعين على الإيمان بمحمد فلما بعث آمن بعض وكذب آخرون ٤٧٨ قوله تعالى: «فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ» ٤٧٩ قوله تعالى: «فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ» لولا للتحضيض ٤٧٩ قوله تعالى: «وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ» ومعنى الرجس هنا ٤٨٠