تفسير سورة طه

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة طه من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

ومن سورة طه
٢ لِتَشْقى: تتعب بقيام جميع اللّيل «١». وقيل «٢» : لتحزن على قومك بأن لا يؤمنوا.
٧ يَعْلَمُ السِّرَّ: ما يسرّه العبد عن غيره، وَأَخْفى: ما يخطر بالبال.
ويهجس في الصّدر، أو هو ما يكون من الغيب الذي لا يعلمه ولا يسرّه أحد «٣».
١٢ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ: ليباشر بقدمه بركة الوادي «٤»، أو هو أمر تأديب وخضوع عند مناجاة الرّب «٥».
(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٨ عن مجاهد.
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٢٢/ ٤، وتفسير القرطبي: ١١/ ١٦٨. [.....]
(٢) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٨ عن ابن بحر، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٢٢/ ٤، وقال: «وهو كقوله: لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ الآية، وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ.
(٣) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٦/ ١٤٠ عن ابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٩، وابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٧١ عن ابن زيد أيضا.
قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ١٦/ ١٤١: «والصواب من القول في ذلك قول من قال: معناه: يعلم السر وأخفى الله سره، لأن «أخفى»
فعل واقع متعد، إذ كان بمعنى «فعل» على ما تأوله ابن زيد، وفي انفراد «أخفى» من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى «فعل» الدليل الواضح على أنه بمعنى «أفعل». وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السر وأخفى منه... » اه.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٦/ ١٤٣، ١٤٤) عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٩ عن علي بن أبي طالب، والحسن، وابن جريج.
وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٢٢/ ١٧ عن الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد.
(٥) نص هذا القول في تفسير القرطبي: ١١/ ١٧٣ دون عزو.
وأورد نحوه الماوردي في تفسيره: ٣/ ٩، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ١٠.
وذكر الفخر الرازي وجها آخر فقال: «أن يحمل ذلك على تعظيم البقعة من أن يطأها إلّا حافيا ليكون معظما لها وخاضعا عند سماع كلام ربه، والدليل عليه أنه تعالى قال عقيبة:
إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً وهذا يفيد التعليل، فكأنه قال تعالى: اخلع نعليك لأنك بالوادي المقدس طوى»
اه.
ينظر تفسيره: ٢٢/ ١٧.
طُوىً: اسم عجميّ لواد معروف، فلم ينصرف للعجمة والتعريف، أو للعدل عن «طاو» معرفة «١».
١٥ أَكادُ أُخْفِيها: أريد أخفيها «٢».
لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ: لأنّ من شرط التكليف إخفاء أمر السّاعة والموت.
١٧ وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ: السؤال للتنبيه «٣» ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها.
(١) عن معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٥١، وقد ورد هذا التوجيه لقراءة من لم ينوّن «طوى»، وهذه القراءة لابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: ٤١٧، والتبصرة لمكي: ٢٥٩، والتيسير للداني: ١٥٠.
وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٣٤، والكشف لمكي:
٢/ ٩٦، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٨٦.
(٢) ذكر الطبري هذا الوجه في تفسيره: ١٦/ ١٥١، وقال: «وذلك معروف في اللّغة، ثم أورد الأدلة والشواهد على ذلك».
وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: ٣/ ١١، وتفسير البغوي: ٣/ ٢١٤، والمحرر الوجيز: ١٠/ ١٥.
(٣) تفسير الطبري: ١٦/ ١٥٤، وتفسير البغوي: ٣/ ٢١٤، والمحرر الوجيز: ١٠/ ١٧.
قال الزجاج في معانيه: ٣/ ٣٥٤: «وهذا الكلام لفظه لفظ الاستفهام ومجراه في الكلام مجرى ما يسأل عنه، ويجيب المخاطب بالإقرار له لتثبت عليه الحجة بعد ما قد اعترف مستغنى بإقراره عن أن يجحد بعد وقوع الحجة، ومثله من الكلام أن تري المخاطب ماء فتقول له: ما هذا؟ فيقول: ماء، ثم تحيله بشيء من الصبغ فإن قال إنه لم يزل هكذا قلت له: ألست قد اعترفت بأنه ماء؟!» اه.
١٨ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها: أعتمد، وَأَهُشُّ: أخبط الورق للغنم «١».
٢٣ آياتِنَا الْكُبْرى: الكبر، فجرى على نظم الآي. / أو هو من آياتنا [٦١/ أ] الآية الكبرى.
٣٩ مَحَبَّةً مِنِّي: من رآك أحبّك «٢».
وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي: تغذّى وتربّى بإرادتي ورعايتي.
صنعت الجارية: تعهّدتها حتى سمنت «٣»، وهو صنيعه: تخريجه وتربيته.
٤٠ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً: بلوناك بلاء «٤» بعد بلاء، أو خلّصناك تخليصا «٥»،
(١) في غريب القرآن لليزيدي: ٢٤٤: «خبطت وهششت واحد».
وانظر المعنى الذي ذكره المؤلف في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٧٨، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٥٤، والمفردات للراغب: ٥٤٣.
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٤ عن ابن زيد.
وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥٦٧، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٧٩، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٦١، وزاد المسير:
٥/ ٢٨٤.
(٣) تهذيب اللغة: ٢/ ٣٨، واللسان: ٨/ ٢١٠ (صنع).
(٤) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ١٩، والطبري في تفسيره: ١٦/ ١٦٤، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٥٧.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٤ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥٦٩، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم.
(٥) عن تفسير الماوردي: ٣/ ١٤، ونص كلامه: «خلصناك تخليصا، من محنة بعد محنة، أولها أنها حملته في السنة التي كان يذبح فيها فرعون الأطفال ثم إلقاؤه في اليم، ومنعه الرضاع إلا من ثدي أمه، ثم جره بلحية فرعون حتى همّ بقتله، ثم تناوله الجمرة بدل التمرة فدرأ ذلك عنه قتل فرعون، ثم مجيء رجل من شيعته يسعى بما عزموا عليه من قتله».
وأورد ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٣١ القول الذي ذكره المؤلف، ثم قال: «هذا قول جمهور المفسرين».
من فتنت الذهب بالنار «١».
عَلى قَدَرٍ: موعد ومقدار الرسالة وهو أربعون سنة «٢».
٤٤ لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ: على رجاء الرسل لا المرسل، إذ لو يئس الرسول من ذلك لم يحسن الإرسال، أو الكلام معدول إلى المرسل إليه، كأنه: لعلّه يتذكّر متذكر عنه وما حل به.
٤٥ نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا: يعجل بقتلنا «٣».
٤٧ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى: أي: سلم من العذاب من اتبع الهدى.
٥٠ أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ: صورته التي لا يشبهها فيها غيره «٤»، أو المراد صورة الأنواع المحفوظة بعضها عن بعض، أو أعطى كل شيء من الأعضاء خلقه، فأدرك كلّ حاسة بإدراك، وأنطق اللسان، ومكّن اليد من البطش والأعمال العجيبة، والرّجل من المشي، خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا «٥».
(١) في تهذيب اللغة للأزهري: ١٤/ ٢٩٦: «فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيد... ».
وانظر الصحاح: ٦/ ٢١٧٥، واللسان: ١٣/ ٣١٧ (فتن).
(٢) ينظر تفسير الطبري: (١٦/ ١٦٧، ١٦٨)، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٥٧، وتفسير الماوردي: ٣/ ١٥. [.....]
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٠، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٤٦.
وقال الطبري في تفسيره: ١٦/ ١٧٠: «وهو من قولهم: فرط مني إلى فلان أمر: إذا سبق منه ذلك إليه، ومنه: فارط القوم وهو المتعجل المتقدم أمامهم إلى الماء أو المنزل... ».
(٤) نقل البغوي نحو هذا القول في تفسيره: ٣/ ٢٢٠ عن مجاهد.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٢٩١، وقال: «رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وسعيد بن جبير».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٥٨٢، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٥) تفسير القرطبي: ١١/ ٢٠٥.
ثُمَّ هَدى: للمعيشة في الدنيا والسعادة في الآخرة.
٥١ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى: حين حذّره البعث، فقال: ما بال الأمم الخالية كيف يبعثون ومتى وهم رمم بالية؟.
٥٨ مَكاناً سُوىً: المكان النّصف بين الفريقين يستوي مسافته عليهما «١».
٥٩ يَوْمُ الزِّينَةِ: ارتفع يَوْمُ لأنّه خبر مَوْعِدُكُمْ، على أنّ الموعد اسم زمان الوعد أو مكانه، ومن نصب «٢» نصبه على الظرف للموعد، وجعل الموعد حدثا كالوعد لئلا يتكرر الزمان.
٦١ فَيُسْحِتَكُمْ: يستأصلكم «٣». سحت وأسحت، وسمّي السّحت لأنّه مهلك «٤»، ودم سحت: هدر «٥».
٦٣ إِنْ هذانِ لَساحِرانِ: قال أبو عمرو «٦»، إني لأستحي أن أقرأ: إِنْ هذانِ والقرآن أفصح اللّغات.
(١) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨١، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٤٧، ومعاني الزجاج: (٣/ ٣٦٠، واللسان: (١٤/ ٤١٣، ٤١٤) (سوا).
(٢) تنسب قراءة النصب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤٢، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٢، وإتحاف فضلاء البشر: ٢/ ٢٤٨.
وانظر توجيه هذه القراءة في معاني الزجاج: ٣/ ٣٦٠، ومشكل إعراب القرآن لمكي:
٢/ ٤٦٤، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٩٢، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٢.
وقال ابن الأنباري في البيان: ٢/ ١٤٤: «ولا يجوز أن يكون يَوْمُ ظرفا لأن العرب لم تستعمله مع الظرف استعمال سائر المصادر، ولهذا قال تعالى: إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ اه.
(٣) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٠، ومعاني الزجاج:
٣/ ٣٦١، والمفردات للراغب: ٢٢٥.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢١.
(٥) اللسان: ٢/ ٤١ (سحت).
(٦) قراءته في هذا الموضع: «إنّ هذين»
.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وحجة القراءات: ٤٥٤، والتبصرة لمكي: ٢٦٠.
549
وأمّا خط المصحف فروى عيسى «١» بن عمر أنّ عثمان- رضي الله عنه- قال: أرى فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها «٢».
[٦٠/ ب] وقرأ ابن كثير «٣» : إِنْ هذانِ فهي ضعيفة في نفسها خفيفة/ من المثقلة، فلم تعمل فيما بعدها، فارتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، ودخل اللام الخبر فرقا بينها وبين إن النافية، أو هي بمعنى «ما» نافية واللّام في
(١) هو عيسى بن عمر الثقفي البصري، كان صديقا ملازما لأبي عمرو بن العلاء.
وصفه الذهبي بقوله: «العلّامة، إمام النحو... »، توفي عيسى بن عمر سنة ١٤٩ هـ.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ٤٠، وسير أعلام النبلاء: ٧/ ٢٠٠، وتقريب التهذيب: ٤٤٠.
(٢) ذكر الفراء الرواية المنسوبة إلى أبي عمرو بن العلاء عن عثمان رضي الله عنه، لكنه لم يصرح بذكر عثمان، وإنما قال: «عن بعض أصحاب محمد ﷺ... ».
معاني القرآن: ٢/ ١٨٣.
وأورد الفخر الرازي في تفسيره: ٢٢/ ٧٤، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٢١٦، نص الرواية التي وردت عند المؤلف هنا.
ودافع الفخر الرازي عن قراءة الجمهور، ونقد الرواية المذكورة عن عثمان رضي الله عنه، فقال: «إنه لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن فلو حكمنا ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن، وذلك يفضي إلى القدح في التواتر وإلى القدح في كل القرآن وأنه باطل، وإذا ثبت ذلك وامتنع صيرورته معارضا بخبر الواحد المنقول عن بعض الصحابة.
وثانيها: أن المسلمين أجمعوا على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى لا يجوز أن يكون لحنا وغلطا، فثبت فساد ما نقل عن عثمان وعائشة رضي الله عنهما أن فيها لحنا وغلطا.
وثالثها: قال ابن الأنباري: إن الصحابة هم الأئمة والقدوة، فلو وجدوا في المصحف لحنا لما فوضوا إصلاحه إلى غيرهم من بعدهم مع تحذيرهم من الابتداع وترغيبهم في الاتباع... »
.
وينظر نقد هذه الرواية عن عثمان رضي الله عنه في مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله (١٥/ ٢٥٠- ٢٥٤).
(٣) هو عبد الله بن كثير الداري، أحد القراء السبعة، توفي سنة ١٢٠ هـ.
ترجمته في: معرفة القراء الكبار: ١/ ٨٦، وغاية النهاية: ١/ ٤٤٣.
وانظر قراءته في السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وحجة القراءات: ٤٥٦، والتبصرة لمكي:
٢٦٠.
550
خبرها بمعنى «إلا»، أي: ما هذان إلّا ساحران «١»، كقوله «٢» : وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ.
وأما القراءة المعروفة «٣» فهي على لغة كنانة، وبلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، ومراد، وبني عذرة، فالتثنية في لغاتها بالألف أبدا «٤».
وقيل «٥» : معنى إِنْ نعم، وقيل «٦» : هو على حذف الهاء بمعنى «إنه». وزبدة كلام أبي عليّ «٧» أنّ هذانِ ليس بتثنية «هذا» «٨» لأنّ «هذا» من أسماء الإشارة، فيكون معرفة أبدا، والتثنية والجمع من خصائص النكرات لأنّ واحدا أعرف، فلما لم يصح تنكير هذا لم يصح [تثنية] «٩» «هذا» [وجمعه] «١٠» من لفظه.
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٣، ومشكل إعراب القرآن: ٢/ ٤٦٧، والبحر المحيط:
٦/ ٢٥٥.
(٢) سورة الشعراء: آية: ١٨٦. [.....]
(٣) يريد قراءة الجمهور بتشديد «إنّ» و «هذان» مرفوعا.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤١٩، وتفسير الطبري: ١٦/ ١٨٠، وإعراب القرآن للنحاس:
٣/ ٤٣، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٥.
(٤) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٨٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٦٢، والكشف لمكي:
٢/ ٩٩، والمحرر الوجيز: (١٠/ ٤٩، ٥٠)، والبحر المحيط: ٦/ ٢٥٥.
(٥) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٢٢، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٦٣، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٤٨، وأبو حيان في البحر: ٦/ ٢٥٥.
(٦) في معاني الزجاج: ٣/ ٣٦٢ عن النحويين القدماء.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٤٦، وحجة القراءات: ٤٥٥، والمحرر الوجيز:
١٠/ ٥٠.
(٧) يريد أبا علي الفارسي.
(٨) هذا معنى قول الفراء في معانيه: ٢/ ١٨٤، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٥٠ عن الفراء أيضا.
(٩) في الأصل: «تثنيته»، والمثبت في النص عن «ك».
(١٠) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك».
551
ألا ترى أنّ «أنت» و «هو» و «هي» لما كانت معارف لم تثنّ على لفظها، فلا يقال: «أنتان» و «هوان»، بل يصاغ لها أسماء مبنيّة في التثنية لا يختلف أبدا على صورة الأسماء المثناة، وهي «أنتما» و «هما»، فكذا صيغ ل «هذا» عند التثنية لفظ مبنيّ، ألا ترى كيف فعلوا في «الذين» هكذا.
وقيل «١» : إنّ الألف لما حذفت عوّضت منها ألف التثنية فلم تزل على حالها.
٦٤ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ: إجماع الأمر بمعنى جمعه، وبمعنى اجتماع الرأي والتدبير «٢».
ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا: مصطفين جميعا، والصفّ مجتمع القوم «٣».
٦٧ فَأَوْجَسَ: أسرّ وأخفى «٤».
٦٩ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا: تأخذه بفيها وتبتلعها «٥».
٧٧ لا تَخافُ دَرَكاً: منصوب على الحال، أي: اضرب لهم طريقا غير خائف «٦».
أو على نعت الطريق، أي: طريقا مأمونا غير مخشيّ فيه الدرك.
٨٧ ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا: بطاقتنا «٧»، أو بملكنا
(١) يريد أنه حذف ألف «هاذا» الأخيرة ثم عوض عنها بألف التثنية فقامت مقامها وسدت مسدها ولزمت حالها وأخذت حكمها فلم تتغير ألف البناء.
(٢) اللسان: ٨/ ٥٧ (جمع).
(٣) ينظر تفسير البغوي: ٣/ ٢٢٣، واللسان: ٩/ ١٩٤ (صفف).
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٠.
(٥) تفسير الطبري: ١٦/ ١٨٦، وتفسير الماوردي: ٣/ ٢١، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٢٤.
(٦) إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٥٠، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ٣/ ٤٧٠، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ١٥٠، والتبيان للعكبري: ٢/ ٨٩٩. [.....]
(٧) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٨١، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٦/ ١٩٨ عن قتادة والسدي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٣١٤ عن قتادة والسدي أيضا.
الصّواب «١».
أو لم نملك اختيارنا، أو لم نملك أنفسنا «٢».
وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ: إذ السّامريّ قال لهم: إنّها أوزار الذنوب والمال الحرام فانبذوه في النّار، وكان صائغا «٣».
٨٨ فَنَسِيَ: ترك السّامريّ إيمانه «٤»، أو هو قول السّامريّ: / نسي [٦٢/ أ] موسى إلهه عندكم فلذلك أبطأ «٥».
٩٦ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ: من تراب حافر فرس الرسول، فحذف المضافات.
٩٧ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ: أمر موسى بني إسرائيل أن لا يقاربوه ولا يخالطوه «٦». وقيل: هرب السّامريّ وتوحش في البراري خوفا، لا يماسّ أحدا «٧».
لَنَنْسِفَنَّهُ: نذرّينّه، نسف الطعام بالمنسف ذرّاه ليطير قشوره «٨».
(١) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ١٨٩، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٧١.
(٢) ينظر تفسير البغوي: ٣/ ٢٢٨، وزاد المسير: ٥/ ٣١٤، وتفسير القرطبي: ١١/ ٢٣٤.
(٣) نقله القرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٣٥ عن قتادة.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٦/ ٢٠١ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٧٢، وتفسير الماوردي: ٣/ ٢٥، والمحرر الوجيز: ١٠/ ٧٨.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٦/ ٢٠١ عن قتادة، ورجح هذا القول.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٢٥ عن قتادة، والضحاك.
(٦) ذكره الطبري في تفسيره: ١٦/ ٢٠٦ دون عزو، وكذا الماوردي في تفسيره: ٣/ ٢٨، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٢٣٠، والقرطبي في تفسيره: ١١/ ٢٤٠.
(٧) تفسير الماوردي: ٣/ ٢٨، وتفسير البغوي: ٣/ ٢٣٠.
(٨) تهذيب اللغة: ١٣/ ٦، والصحاح: ٤/ ١٤٣١، واللسان: ٩/ ٣٢٨ (نسف).
قال الجوهري: «والمنسف» : ما ينسف به الطعام، وهو شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع».
١٠٢ زُرْقاً: عميا «١». وقيل «٢» : عطاشا لأنّ سواد العين من شدّة العطش يتغيّر حتى يزرق.
١٠٣ يَتَخافَتُونَ: يتناجون «٣».
١٠٦ صَفْصَفاً: مستويا «٤».
١٠٧ عِوَجاً: غورا، أَمْتاً: نجدا «٥».
١٠٨ هَمْساً: صوتا خفيّا، وهو هاهنا صوت وطئ الأقدام «٦».
١١١ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ: ذلّت وخشعت، والعاني: الأسير «٧».
١١٤ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ: لا تسأل إنزاله قبل الوحي إليك، وقيل «٨» :
كان يعاجل جبريل في التلقن حرصا عليه.
(١) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ١٩١، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٢٨٢، والزجاج في معانيه: ٣/ ٣٧٦، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٢٩ عن الفراء.
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٣/ ٣٧٦.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٩١، وتفسير الطبري: ١٦/ ٢١٠، وتهذيب اللغة للأزهري: ٨/ ٤٢٨.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٢، والمفردات للراغب: ١٥٢.
(٤) في المفردات: ٢٨٢: «والصفصف المستوي من الأرض كأنه على صف واحد».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٥٠، وتفسير القرطبي: ١١/ ٢٤٦.
(٥) أي مرتفعا، والأمت ما ارتفع من الأرض.
معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٩١، واللسان: ٢/ ٥ (أمت). [.....]
(٦) معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٩٢، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٥١، والمفردات للراغب:
٣٥٠.
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٣٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٥١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٢، واللسان: ١٥/ ١٠١ (عنا).
(٨) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٢ عن الكلبي.
وذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ٢٣٢، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٠/ ٩٨ دون عزو.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٦٠٢، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
١٢١
فَغَوى: ضلّ عن الرأي.
١٢٤ وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى: لا حجة له يهتدي إليها «١».
١٢٨ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ: فاعل يَهْدِ مضمر يفسره كَمْ أَهْلَكْنا: ولا يجوز رفعها ب يَهْدِ، لأنه على طريق الاستفهام بمنزلة: قد تبيّن لي أقام زيد أم عمرو.
١٢٩ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ: تقديره: ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمّى لكان لزاما، أي: عذابا لازما.
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٦/ ٢٢٨، ٢٢٩) عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٣، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٢٣٥ عن مجاهد.
Icon