تفسير سورة النّور

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة النور من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

ومن سورة النور
١ سُورَةٌ: هذه سورة إذ لا يبتدأ بالنكرة، والسّورة المنزلة المتضمنة لآيات متصلة.
أَنْزَلْناها: أمرنا جبريل بإنزالها.
وَفَرَضْناها: فرضنا العمل بها، وَفَرَضْناها «١» : فصّلناها.
والفرض واجب بجعل جاعل، والواجب قد يكون بغير جاعل كشكر المنعم والكف عن الظّلم.
٢ الزَّانِيَةُ: على تقدير فيما فرض، وإلّا كان نصبا على الأمر «٢».
والابتداء ب «الزانية» بخلاف آية السّارق «٣» لأنّ المرأة هي الأصل في الزنا وزناهنّ أفحش وأقبح.
٣ وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ: هو نكاح وطء لا عقد «٤» فإنّ غير
(١) بتشديد الراء المفتوحة: وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد:
٤٥٢، والتبصرة لمكي: ٢٧٢، والتيسير للداني: ١٦١.
وانظر توجيه القراءتين في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٦٣، وغريب القرآن لليزيدي:
٢٦٩، وتفسير الطبري: ١٨/ ٦٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٧، والكشف لمكي:
٢/ ١٣٣.
(٢) والنصب اختيار سيبويه في الكتاب: ١/ ١٤٤، وذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٢٨ عن الخليل وسيبويه.
(٣) يريد بذلك قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ [المائدة: ٣٨].
(٤) نص عليه الجصاص في أحكام القرآن: ٣/ ٢٦٦، فقال: «وحقيقة النكاح هو الوطء في اللّغة فوجب أن يكون محمولا عليه على ما روي عن ابن عباس ومن تابعه في أن المراد الجماع، ولا يصرف إلى العقد إلا بدلالة، لأنه مجاز، ولأنه إذا ثبت أنه قد أريد به الحقيقة انتفى دخول المجاز فيه... ».
وأخرج الطبري في تفسيره: (١٨/ ٧٣، ٧٤) هذا القول عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ورجحه الطبري فقال: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال:
عني بالنكاح في هذا الموضع: الوطء، وأن الآية نزلت في البغايا المشركات ذوات الرايات، وذلك لقيام الحجة على أن الزانية من المسلمات حرام على كل مشرك، وأن الزاني من المسلمين حرام عليه كل مشركة من عبدة الأوثان. فمعلوم إذ كان ذلك كذلك، أنه لم يعن بالآية أن الزاني من المؤمنين لا يعقد عقد نكاح على عفيفة من المسلمات، ولا ينكح إلا بزانية أو مشركة. وإذ كان ذلك كذلك، فبين أن معنى الآية: الزاني لا يزني إلا بزانية لا تستحل الزنا، أو بمشركة تستحله»
اه.
واستبعد الزجاج في معانيه: ٤/ ٢٩ قول الطبري، ورده الزمخشري في الكشاف: ٣/ ٤٩ لأمرين فقال:
«أحدهما: أن هذه الكلمة أينما وردت في القرآن لم ترد إلا في معنى العقد».
والثاني: فساد المعنى وأداؤه إلى قولك: الزاني لا يزني إلا بزانية والزانية لا يزني بها إلا زان».
وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في تفسير الماوردي: ٣/ ١٠٩، وأحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٣٢٩، وتفسير القرطبي: ١٢/ ١٦٧، وتفسير آيات الأحكام للسائس:
(٣/ ١١٧- ١٢٢).
الزاني يستقذر الزّانية ولا يشتهيها.
٥ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا: الاستثناء من الفسق «١» لأنّ ما قبله ليس من جنسه «٢»، لأنّه اسم وخبر وما قبله فعل وأمر.
٦ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ نصبه «٣» لوقوعه موقع المصدر أو مفعول به، كأنّه يشهد أحدهم الشّهادات الأربع، فتكون الجملة مبتدأ.....
(١) في الآية قبل هذه، وهو قوله تعالى:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ.
(٢) وهو الاستثناء المنقطع.
(٣) نصب (أربع)، قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية شعبة.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٥٢، والتبصرة لمكي: ٢٧٢، والتيسير لأبي عمرو الداني:
١٦١.
والخبر إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ «١»، ومن رفع أَرْبَعُ «٢» جعله خبر «شهادة».
١١ بِالْإِفْكِ: بالكذب «٣» لأنّه صرف عن الحق.
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ: لأنّ الله برّأها، وأثابها.
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ: عبد الله بن أبيّ بن سلول، جمعهم في بيته «٤».
ومن عدّ حسّان بن ثابت معه عدّ حدّه، وذهاب/ بصره من عذابه العظيم «٥».
١٦ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ: هلّا «٦».
(١) ينظر توجيه هذه القراءة في تفسير الطبري: ١٨/ ٨١، ومعاني الزجاج: ٤/ ٣٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ١٢٩، والكشف لمكي: ٢/ ١٣٤.
(٢) قراءة حمزة، والكسائي وعاصم في رواية حفص، كما في السبعة لابن مجاهد: ٤٥٣، وحجة القراءات: ٤٩٥، والتبصرة لمكي: ٢٧٢.
(٣) قال النحاس في معاني القرآن: ٤/ ٥٠٧: «وأصله من قولهم: أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشيء، فقيل للكذب إفك. لأنه مصروف عن الصّدق ومقلوب عنه، ومنه المؤتفكات».
(٤) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٦/ ٥، كتاب التفسير، باب «قوله إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ... عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢١٣١، كتاب التوبة، باب «في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف»
.
وقال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: ١٨/ ٨٩: «لا خلاف بين أهل العلم بالسير أن الذي بدأ بذكر الإفك وكان يجمع أهله ويحدثهم عبد الله بن أبي بن سلول، وفعله ذلك على ما وصفت كان توليه كبر ذلك الأمر» اه.
(٥) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: ٦/ ١٠، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «جاء حسّان بن ثابت يستأذن عليها. قلت: أتأذنين لهذا؟ قالت: أو ليس قد أصابه عذاب عظيم.
قال سفيان: تعني ذهاب بصره»
.
وأخرج عن عائشة أنها قالت: «وأيّ عذاب أشدّ من العمى». [.....]
(٦) ذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٣٦، وقال: «لأنّ المعنى: ظن المؤمنون بأنفسهم، في موضع الكناية عنهم وعن بعضهم، وكذلك يقال للقوم الذين يقتل بعضهم بعضا أنهم يقتلون أنفسهم».
١٥ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ: كلّما سمعه سامع نشره كأنّه تقبّله «١».
وقراءة عائشة «٢» : تَلَقَّوْنَهُ وهو الاستمرار على الكذب «٣».
وشأن الإفك أنّها في غزوة بني المصطلق تباعدت لقضاء الحاجة، فرجعت وقد رحلوا، وحمل هودجها «٤» على أنّها فيه، فمرّ بها صفوان «٥» بن المعطّل السّهمي فأناخ لها بعيره وساقه حتى أتاهم بعد ما نزلوا «٦».
٢٢ وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ: لا يحلف على حرمان أولي القربى.
أَنْ يُؤْتُوا: أن لا يؤتوا. في أبي بكر- رضي الله عنه- حين حرم
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٦٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٠١.
(٢) بكسر اللام وضم القاف، وردت هذه القراءة لعائشة رضي الله تعالى عنها في صحيح البخاري: ٦/ ١٠، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ».
وانظر هذه القراءة عن عائشة في معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٤٨، وتفسير الطبري:
١٨/ ٩٨، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٢٠٤، والبحر المحيط: ٦/ ٤٣٨.
(٣) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٤٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٠١، وتفسير القرطبي:
١٢/ ٢٠٤.
(٤) الهودج: بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة وآخره جيم: محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه، يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء.
اللسان: ٢/ ٣٨٩، وتاج العروس: ٦/ ٢٧٤ (هدج)).
(٥) هو صفوان بن المعطل بن ربيعة الذكواني، ورد ذكره في حديث الإفك، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما علمت عليه إلّا خيرا».
استشهد صفوان رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
انظر ترجمته في الاستيعاب: ٢/ ٧٢٥، وأسد الغابة: ٣/ ٣٠، والإصابة: ٣/ ٤٤٠.
(٦) ينظر خبر الإفك في صحيح البخاري: ٥/ ٥٥، كتاب المغازي، باب «حديث الإفك».
وصحيح مسلم: (٤/ ٢١٢٩- ٢١٣٦)، كتاب التوبة، باب «في حديث الإفك».
والسيرة لابن هشام: (٢/ ٢٩٧- ٣٠٢)، وتفسير الطبري: (١٨/ ٩٠- ٩٤)، وأسباب النزول للواحدي: (٣٦٨- ٣٧٣).
مسطح «١» بن أثاثة- ابن خالته- بسبب دخوله في الإفك.
٢٤ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ: شهادتهما بأن يبنيهما الله بنية تنطق. وشهادة الألسنة بعد شهادتهما لما رأوا أنّ الجحد لم ينفعهم.
ويجوز أن يخرج الألسنة ويختم على الأفواه.
٢٥ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ: جزاءهم «٢».
٢٧ تَسْتَأْنِسُوا: تستبصروا، أي: تطلبوا من يبصركم «٣».
وقيل «٤» : تَسْتَأْنِسُوا: بالتنحنح والكلام الذي يدل على الاستئذان.
(١) مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي.
قال الحافظ في الإصابة: ٦/ ٩٣: «كان اسمه عوفا، وأما مسطح فهو لقبه... ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، ويقال: عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين، ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين».
وانظر ترجمته في الاستيعاب: ٤/ ١٤٧٢، وأسد الغابة: ٤/ ١٥٦.
(٢) ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ٤٥٣، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٠٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٤/ ٥١٤، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٢١٠.
(٣) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٣٦ عن الخليل.
وفي تهذيب اللغة للأزهري: ١٣/ ٨٩: «وأصل الإنس والأنس والإنسان من الإيناس وهو الإبصار، يقال: أنسته وأنسته: أي أبصرته».
وانظر الصحاح: ٣/ ٩٠٥، واللسان: ٦/ ١٦ (أنس).
(٤) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٨/ ٤١٩، كتاب الأدب، باب «في الاستئذان» عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! هذا السلام فما الاستئناس؟ قال: يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت».
وأخرجه ابن ماجة في سننه: ٢/ ١٢٢١، كتاب الأدب، باب «الاستئذان» عن أبي أيوب مرفوعا وفي إسناده أبو سورة، قال في مصباح الزجاجة: ٢/ ٢٤٧: «هذا إسناد ضعيف، أبو سورة هذا قال فيه البخاري: منكر الحديث، يروى عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا بإسناده سواء»
.
وأخرجه- أيضا- ابن أبي حاتم في تفسيره: ٢٢١ (سورة النور)، وأورده ابن كثير في تفسيره: ٦/ ٤١ وقال: «هذا حديث غريب».
٢٩ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ: حوانيت التجار ومناخات «١» الرّحال للسّابلة.
٣١ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ: أمر لهن بالاختمار على أستر ما يكون دون التطوّق بالخمار.
أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ: من الإماء «٢».
أَوِ التَّابِعِينَ: الذي يتبعك بطعامه ولا حاجة له في النساء.
وقيل: هو العنّين «٣». وقيل «٤» : الأبله الذي لا يقع في نفوس النساء.
لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ: لم يبلغوا أن يطيقوا النساء، ظهر عليه: قوي «٥».
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ: إذ إسماع صوت الزينة كإظهارها، ومنه
(١) أي: المواضع التي تناخ فيها الإبل، وهي مواضع بروكها.
والسابلة: أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم.
اللسان: ٣/ ٦٥ (نوخ)، ١١/ ٣٢٠ (سبل). وانظر هذا القول في تفسير الماوردي:
٣/ ١١٩.
ونقل القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٢٢١ عن محمد بن الحنفية، وقتادة، ومجاهد قالوا: «هي الفنادق التي في طرق السابلة».
(٢) نقل النحاس هذا القول في معاني القرآن: ٤/ ٥٢٥ عن سعيد بن المسيب، وكذا ابن العربي في أحكام القرآن: ٣/ ١٣٧٥، والقرطبي في تفسيره: ١٢/ ٢٣٤، واستبعده النحاس بقوله:
«هذا بعيد في اللغة، لأن «ما» عامة».
وهو مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: ٣/ ٣١٨، وأحد قولي الشافعي.
كما في أحكام القرآن للكيا الهراس: ٤/ ٢٨٨، وتفسير آيات الأحكام للسائس: ٣/ ١٤.
(٣) العنّين: الذي لا يأتي النساء ولا يريدهن.
الصحاح: ٦/ ٢١٦٦، واللسان: ١٣/ ٢٩١ (عنن). [.....]
(٤) أورد النحاس في معاني القرآن: ٤/ ٥٢٦ الأقوال السابقة وغيرها ثم قال: «وهذه الأقوال متقاربة، وهو الذي لا حاجة له في النساء، نحو الشيخ الهرم، والخنثى، والمعتوه، والطفل، والعنين».
وانظر تفسير الطبري: ١٨/ ١٢٢، وأحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٣٧٤، وزاد المسير:
(٦/ ٣٣، ٣٤).
(٥) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٥٠، ومعاني النحاس: ٤/ ٥٢٦.
سمّي صوت الحليّ وسواسا «١».
٣٣ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً: قوة على الاحتراف «٢». وقيل «٣» : صدقا ووفاء.
وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ: هو حطّ شيء من الكتابة على الاستحباب «٤». أو سهمهم من الصّدقة «٥».
٣٥ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: هادي أهلها، ومدبّر أمرها.
أو منوّرهما «٦»، كما يقال: هو زادي، أي: مزوّدي/.
كَمِشْكاةٍ: كوّة لا منفذ لها.
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ: منسوب إلى الدّر في حسنه وصفائه «٧».
(١) الصحاح: ٣/ ٩٨٨ (وسوس)، واللسان: ٦/ ٢٥٤ (وسس).
(٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٢٧ عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن ابن عمر، وابن عباس أيضا.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٨/ ١٢٧، ١٢٨) عن الحسن، ومجاهد، وطاوس، وعطاء، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن طاوس، وقتادة. وابن الجوزي في زاد المسير:
٦/ ٣٧ عن إبراهيم النخعي.
(٤) هذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى كما في أحكام القرآن للجصاص: ٣/ ٣٢٢.
وحمله الشافعي- رحمه الله- على الوجوب، ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٣١ عن إبراهيم النخعي.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٧ عن الحسن، وإبراهيم النخعي، وابن زيد.
وهو أولى القولين بالصواب عند الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٣٢.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٢٩ دون عزو، وكذا البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٤٥، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٢٥٧ عن الضحاك، والقرظي، وابن عرفة، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: ٦/ ٤٥٥ عن الحسن.
(٧) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٤، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٣٠٥.
601
مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ: لأنّ الله بارك في زيتون الشّام، وزيتها أضوأ وأصفى، ويسيل من غير اعتصار.
لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ: ليست من الشّرق دون الغرب، أو الغرب دون الشّرق لكنها من شجر الشّام واسطة البلاد بين المشرق والمغرب «١».
أو ليست بشرقية في جبل يدوم إشراق الشّمس عليها، ولا غربية نابتة في وهاد «٢» لا يطلع عليها الشّمس، بل المراد أنها ليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية أو غربية ولكنها من شجر الجنّة «٣»، وكما قال بأنه مَثَلُ نُورِهِ فلا يؤول على ظاهره، ولكن نور الله: الإسلام، والمشكاة: صدر المؤمن، والزّجاجة: قلبه، والمصباح: فيه الإيمان، والشّجرة المباركة: شجرة النّبوة «٤».
(١) عن تفسير الماوردي: ٣/ ١٣٠، ونص كلامه: «أنها ليست من شجر الشرق دون الغرب ولا من شجر الغرب دون الشرق، لأن ما اختص بأحد الجهتين أقل زيتا وأضعف، ولكنها شجر ما بين الشرق والغرب كالشام لاجتماع القوتين فيه. وهو قول ابن شجرة وحكى عن عكرمة».
وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ٢٣٧، وضعفه بقوله: «وهذا ضعيف لأن من قال: الأرض كرة لم يثبت المشرق والمغرب موضعين معينين، بل كل بلد مشرق ومغرب على حدة، ولأن المثل مضروب لكل من يعرف الزيت، وقد يوجد في غير الشام كوجوده فيها».
(٢) الوهاد: جمع وهدة، المكان المنخفض من الأرض.
الصحاح: ٢/ ٥٥٤، واللسان: ٣/ ٤٧٠ (وهد).
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٤٢ عن الحسن رحمه الله تعالى.
وهو عن الحسن أيضا في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٤٥، وتفسير الماوردي: ٣/ ١٣١، وتفسير البغوي: ٣/ ٣٤٦، وزاد المسير: ٦/ ٤٣، وغرائب التفسير للكرماني: ٢/ ٧٩٨.
وضعف الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: ٢٣/ ٢٣٧ فقال: «وهذا ضعيف لأنه تعالى إنما ضرب المثل بما شاهدوه، وهم ما شاهدوا شجر الجنة».
(٤) ينظر ما سبق في تفسير البغوي: (٣/ ٣٤٦، ٣٤٧)، وزاد المسير: ٦/ ٤٥، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: (٢٣/ ٢٣٥، ٢٣٦) عن بعض الصوفية.
وفي هذا القول تكلف ظاهر لأن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه نورا فلا حاجة لمثل هذا التأويل، ويقال في إثباته كما يقال في بقية صفاته.
ولا يلزم من المثل التشبيه، وإنما تقريب ذلك إلى الأذهان، ولله المثل الأعلى.
602
نُورٌ عَلى نُورٍ: فهو يتقلب في خمسة أنوار: فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة «١».
٣٦ فِي بُيُوتٍ: أي: المساجد «٢»، أي: هذه المشكاة فيها.
و «البيع» «٣» قد يكون لغير التجارة فجمع بينهما.
٣٧ تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ: ببلوغها إلى الحناجر، وَالْأَبْصارُ:
بالشّخوص والزّرقة والردّ على الأدبار.
٣٩ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ: جمع «قاع». ك جار وجيرة «٤».
والسّراب: شعاع يتكثف فيتسرّب ويجري كالماء تخيّلا «٥».
٤٠ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ: مضاف إلى اللّجة وهو معظم البحر «٦».
(١) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٣٨ عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: ٣٧٣ (سورة النور).
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ١٩٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه- كلهم- عن أبي بن كعب.
وانظر تفسير البغوي: ٣/ ٣٤٧، وتفسير الفخر الرازي: ٢٣/ ٢٣٨، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٦٤. [.....]
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٤٤ عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وسالم بن عمر، وابن زيد.
ورجحه الطبري وقال: «وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك لدلالة قوله: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ على أنها برزت وبنيت للصلاة، فلذلك قلنا هي المساجد».
(٣) في قوله تعالى: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [آية: ٣٧].
(٤) عن معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٤٥، وقال الزجاج في معانيه: ٤/ ٤٧: «والقيعة والقاع ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبات».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٠٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٤/ ٥٤٠، واللسان: ٨/ ٣٠٤ (قوع).
(٥) اللسان: ١/ ٤٦٥ (سرب).
(٦) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٦٧.
وانظر غريب القرآن لليزيدي: ٢٧٣، وتفسير الطبري: ١٨/ ١٥٠، وتفسير البغوي:
٣/ ٣٤٩.
ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ: ظلمة اللّيل، وظلمة السّحاب، وظلمة البحر، مثل الكافر في ظلمة حاله واعتقاده ومصيره إلى ظلمة النار.
إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها: لم يرها إلّا بعد جهد، أو لم يرها ولم يكد «١»، وهي نفي مقاربة الرّؤية، أي: لم يقارب أن يراها.
٤١ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ: مصطفة الأجنحة في الهواء.
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ: الإنسان، وَتَسْبِيحَهُ: ما سواه «٢».
٤٣ يُزْجِي سَحاباً: يسيّره ويسوقه.
رُكاماً: متراكبا «٣».
والودق: المطر «٤» لخروجه من السّحاب، ودقت سرّته: خرجت فدنت من الأرض «٥».
[٦٨/ ب] وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ: «من» لابتداء/ الغاية.
مِنْ جِبالٍ: للتبيين فيها، مِنْ بَرَدٍ: للتبعيض لأنّ البرد بعض الجبال والجبال هي السّحاب على الكثرة والمبالغة.
٤٥ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ: أصل الخلق من الماء، ثم قلب إلى
(١) ذكره المبرد في الكامل: ١/ ٢٥٢، والزجاج في معانيه: ٤/ ٤٨.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٤/ ٥٤٢، وتفسير الطبري: ١٢/ ١٥١، وتفسير القرطبي:
١٢/ ٢٨٥.
(٢) اختاره الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٥٢، وأخرجه عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٣٦ عن مجاهد، وكذا البغوي في تفسيره: ٣/ ٣٥٠.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٦٧، وتفسير الطبري: ١٨/ ١٥٣، والمفردات للراغب:
٢٠٣.
(٤) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٥٦، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٦٧، والمفردات للراغب:
٥١٧.
(٥) في اللسان: ١٠/ ٣٧٣ (ودق) :«ودقت سرّته تدق ودقا إذا سالت واسترخت».
النّار فخلق منه الجن، وإلى الريح «١» فخلق منه الملائكة، وإلى الطين فخلق منه آدم.
٥٣ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
: أي: طاعة أمثل من أن تقسموا.
أو طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ
أولى من طاعتكم [المدخولة] «٢» أو طاعتكم معروفة أنها كاذبة قول بلا عمل «٣».
٥٨ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ: أي: وهو مميّز ويصف.
ثَلاثُ عَوْراتٍ: أوقات عورة وخصّها بالاستئذان لأنّها أوقات تكشّف وتبذل.
٦٠ وَالْقَواعِدُ: اللاتي قعدن بالكبر عن الحيض والحبل.
غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ: غير مظهرات زينتها.
٦١ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ: من أموال عيالكم أو بيوت أولادكم.
أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ: ما يتولاه وكيل الرّجل في ماله وضياعه،
(١) كذا في تفسير الماوردي: ٣/ ١٣٧، ويبدو أنه مصدر المؤلف في هذا النص. وذكره أيضا البغوي في تفسيره: ٣/ ٣٥١، والزمخشري في الكشاف: ٣/ ٧١.
والمعروف أن الملائكة مخلوقون من نور كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢٢٩٤، كتاب الزهد والرقائق، باب «في أحاديث متفرقة» عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم».
قال أبو حيان في البحر المحيط: ٦/ ٤٦٥: «ويخرج عما خلق من ماء ما خلق من نور وهم الملائكة، ومن نار وهم الجن، ومن تراب وهو آدم... ».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ٢٤/ ١٦، وتفسير القرطبي: ١٢/ ٢٩١، وفتح القدير للشوكاني: (٤/ ٤٢، ٤٣).
(٢) في الأصل: «المدخول»، والمثبت هنا عن «ك»، ووضح البرهان للمؤلف.
(٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٠٦: «وفي هذا الكلام حذف للإيجاز، يستدل بظاهره عليه. كأن القوم كانوا ينافقون ويحلفون في الظاهر على ما يضمرون خلافه فقيل لهم: لا تقسموا، هي طاعة معروفة، صحيحة لا نفاق فيها، لا طاعة فيها نفاق».
فيأكل مما يقوم عليه «١»، أو هو فيما يتولاه القيّم من أموال اليتامى.
وفي حديث الزهري «٢» : كانوا إذا خرجوا إلى المغازي يدفعون مفاتيحهم إلى الضّيف «٣» ليأكلوا مما في منازلهم فتوقّوا أكله، فنزلت: أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ.
أَوْ صَدِيقِكُمْ: إذا كان الطعام حاضرا غير محرز «٤»، أو كان الصديق بحيث لا يحتجب بعضهم عن بعض في مال ونفس.
فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ: أي: بيوتا فارغة فقولوا: السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين «٥».
٦٢ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ: الجهاد وكل اجتماع في الله حتى الجمعة والعيدين.
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٨/ ١٧٠، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٥٢٤ (سورة النور) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٢٢٤، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والبيهقي عن ابن عباس أيضا. [.....]
(٢) الزهري: (٥٨- ١٢٤ هـ).
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، الإمام التابعي الجليل.
وصفه الحافظ في التقريب: ٦٠٦ بقوله: «الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه».
ترجمته في حلية الأولياء: ٣/ ٣٦٠، وتذكرة الحفاظ: ١/ ١٠٨، وسير أعلام النبلاء:
٥/ ٣٢٦.
وانظر حديثه في تفسير عبد الرزاق: ٢/ ٦٤، وتفسير الطبري: ١٨/ ١٦٩، والدر المنثور:
٦/ ٢٢٥.
(٣) الضيف: لإرادة الجنس كما في قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي.
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٣/ ١٤٣.
(٥) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد: ٣٦٣ عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ٨/ ٤٦٠، كتاب الأدب، باب «في الرجل يدخل البيت ليس فيه أحد» عن ابن عمر أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٢٢٨، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والبيهقي عن أبي مالك رضي الله عنه.
٦٣ لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ: أي: تحاموا «١» عن سخطته فإنّ دعاءه مسموع «٢».
وقيل: لا تدعوه باسمه ولكن: يا رسول الله.
يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً: يلوذ بعضهم ببعض ويستتر به حتى ينسلّ من بين القوم فرارا من الجهاد.
(١) كذا في كتاب وضح البرهان للمؤلف، وورد في هامش الأصل: «تجافو».
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٨/ ١٧٧ عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه... ، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء.
راجع ص (١٣٥).
وأورد النحاس هذا القول في معانيه: ٤/ ٥٦٥ عن ابن عباس بصيغة التمريض، واستحسن النحاس هذا القول فقال: «وهذا قول حسن، لكون الكلام متصلا، لأن الذي قبله والذي بعده نهي عن مخالفته، أي: لا تتعرضوا لما يسخطه، فيدعو عليكم فتهلكوا، ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس» اه.
وذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: ١٠/ ٥٥٦، وقال: «ولفظ الآية يدفع هذا المعنى»، وأشار إلى القول الثاني ورجحه، وقال: «وذلك هو مقتضى التوقير والتعزير... ».
Icon