تفسير سورة الشورى

تفسير ابن عباس
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس .
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿حم عسق﴾ قَالَ هِيَ ثَنَاء أثنى بهَا على نَفسه يَقُول الْحَاء حلمه وَالْمِيم ملكه وَالْعين علمه وَالسِّين سناؤه وَالْقَاف قدرته على خلقه وَيُقَال الْحَاء كل حَرْب يكون وَالْمِيم تَحْويل كل ملك يكون وَالْعين كل وعد يكون وَالسِّين سنُون كَسِنِي يُوسُف وَالْقَاف كل قذف يكون وَيُقَال قسم أقسم بهَا أَن لَا يعذب فِي النَّار أبدا من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مخلصاً بهَا لرَبه وَلَقي بهَا ربه
﴿كَذَلِكَ يوحي إلَيْكَ وَإِلَى الَّذين مِن قَبْلِكَ﴾ من الرُّسُل يَقُول كَمَا أَوْحَينَا إِلَيْك حم عسق كَذَلِك أَوْحَينَا إِلَى الَّذين من قبلك من الرُّسُل ﴿الله الْعَزِيز﴾
405
بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ ﴿الْحَكِيم﴾ فِي أمره وقضائه أَمر أَن لَا يعبد غَيره وَيُقَال الْعَزِيز فِي ملكه وسلطانه الْحَكِيم فِي أمره وقضائه
406
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْخلق كلهم عبيده وإماؤه ﴿وَهُوَ الْعلي﴾ أَعلَى كل شَيْء ﴿الْعَظِيم﴾ أعظم كل شَيْء
﴿تَكَادُ السَّمَاوَات يَتَفَطَّرْنَ﴾ يتشققن ﴿مِن فَوْقِهِنَّ﴾ بَعْضهَا فَوق بعض من هَيْبَة الرَّحْمَن وَيُقَال من مقَالَة الْيَهُود ﴿وَالْمَلَائِكَة﴾ فِي السَّمَاء ﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ يصلونَ بِأَمْر رَبهم ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ﴾ يدعونَ بالمغفرة ﴿لِمَن فِي الأَرْض﴾ من الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿أَلاَ إِنَّ الله هُوَ الغفور﴾ لمن تَابَ ﴿الرَّحِيم﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿وَالَّذين اتَّخذُوا﴾ عبدا ﴿من دونه﴾ من دون الله ﴿أوليآء﴾ أَرْبَابًا من الْأَصْنَام ﴿الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ﴾ شَهِيد عَلَيْهِم وعَلى أَعْمَالهم ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ بكفيل تُؤْخَذ بهم ثمَّ أمره بعد ذَلِك بقتالهم
﴿وَكَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾ أنزلنَا إِلَيْك جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾ بقرآن على مجْرى لُغَة الْعَرَب ﴿لِّتُنذِرَ﴾ لتخوف بِالْقُرْآنِ ﴿أُمَّ الْقرى﴾ أهل مَكَّة ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ من الْبلدَانِ ﴿وَتُنذِرَ﴾ تخوف ﴿يَوْمَ الْجمع﴾ من أهوال يَوْم الْجمع يجْتَمع فِيهِ أهل السَّمَاء وَأهل الأَرْض ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ لَا شكّ فِيهِ ﴿فَرِيقٌ﴾ مِنْهُم من أهل الْجمع ﴿فِي الْجنَّة﴾ وهم الْمُؤْمِنُونَ ﴿وَفَرِيقٌ﴾ طَائِفَة مِنْهُم ﴿فِي السعير﴾ فِي نَار الْوقُود وهم الْكَافِرُونَ
﴿وَلَوْ شَآءَ الله لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ لجمع الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين على مِلَّة وَاحِدَة مِلَّة الْإِسْلَام ﴿وَلَكِن يُدْخِلُ﴾ يكرم ﴿مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ بِدِينِهِ الْإِسْلَام ﴿والظالمون﴾ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكُونَ ﴿مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ﴾ قريب يَنْفَعهُمْ ﴿وَلاَ نَصِيرٍ﴾ مَانع يمنعهُم من عَذَاب الله
﴿أَمِ اتَّخذُوا مِن دُونِهِ﴾ عبدُوا من دون الله ﴿أَوْلِيَآءَ﴾ أَرْبَابًا ﴿فَالله هُوَ الْوَلِيّ﴾ بهم جَمِيعًا ﴿وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى﴾ للبعث ﴿وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْإِحْيَاء والإماتة ﴿قَدِيرٌ﴾
﴿وَمَا اختلفتم فِيهِ﴾ فِي الدّين ﴿مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله﴾ فَاطْلُبُوا حكمه من كتاب الله ﴿ذَلِكُم الله رَبِّي﴾ أَمركُم بذلك ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ اتكلت ﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ أقبل
﴿فَاطِرُ السَّمَاوَات﴾ أَي هُوَ خَالق السَّمَوَات ﴿وَالْأَرْض جَعَلَ لَكُم﴾ خلق لكم ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ آدَمِيًّا مثلكُمْ ﴿أَزْوَاجاً﴾ أصنافاً ذكرا وَأُنْثَى ﴿وَمِنَ الْأَنْعَام أَزْوَاجًا﴾ أصنافاذكرا وَأثْنى ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ يخلقكم فِي الرَّحِم وَيُقَال يكثركم بِالتَّزْوِيجِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فِي الصّفة وَالْعلم وَالْقُدْرَة وَالتَّدْبِير ﴿وَهُوَ السَّمِيع﴾ لمقالتكم ﴿الْبَصِير﴾ بأعمالكم
﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَات﴾ خَزَائِن السَّمَوَات الْمَطَر ﴿وَالْأَرْض﴾ النَّبَات ﴿يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ﴾ يُوسع المَال على من يَشَاء ﴿وَيَقْدِرُ﴾ يقتر على من يَشَاء ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْبسط والتقتير ﴿عليم﴾
﴿شَرَعَ لَكُم﴾ اخْتَار لكم يَا أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿مِّنَ الدّين﴾ دين الْإِسْلَام ﴿مَا وصّى بِهِ نُوحاً﴾ الَّذِي أَوْحَينَا بِهِ إِلَى نوح وَأمر أَن يَدْعُو الْخلق إِلَيْهِ ويستقيم عَلَيْهِ ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾ وَفِي الَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك يَا مُحَمَّد يَعْنِي الْقُرْآن أمرناك أَن تَدْعُو الْخلق إِلَى الْإِسْلَام وتستقيم عَلَيْهِ
406
﴿وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ﴾ وَالَّذِي اخترنا بِالْإِسْلَامِ إِبْرَاهِيم وأمرناه أَن يَدْعُو الْخلق إِلَيْهِ ويستقيم عَلَيْهِ ﴿ومُوسَى وَعِيسَى﴾ كَذَلِك ﴿أَنْ أَقِيمُواْ الدّين﴾ أَمر الله جملَة الْأَنْبِيَاء أَن أقِيمُوا الدّين أَن اتَّفقُوا فِي الدّين ﴿وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ﴾ لَا تختلفوا فِي الدّين ﴿كَبُرَ﴾ عظم ﴿عَلَى الْمُشْركين﴾ أبي جهل وَأَصْحَابه ﴿مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ من التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿الله يجتبي إِلَيْهِ﴾ لدينِهِ ﴿مَن يَشَآءُ﴾ وَهُوَ من ولد فِي الْإِسْلَام وَيَمُوت على ذَلِك ﴿وَيهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾ يرشد إِلَى دينه من يقبل إِلَيْهِ من أهل الْكفْر
407
﴿وَمَا تفَرقُوا﴾ وَمَا اخْتلف الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَالْإِسْلَام ﴿إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعلم﴾ بَيَان مَا فِي كِتَابهمْ من صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته ﴿بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ حسداً مِنْهُم كفرُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ﴾ وَجَبت ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ بِتَأْخِير عَذَاب هَذِه الْأمة ﴿إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ إِلَى وَقت مَعْلُوم ﴿لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ﴾ لفرغ من هَلَاك الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿وَإِنَّ الَّذين أُورِثُواْ الْكتاب﴾ أعْطوا التَّوْرَاة ﴿مِن بَعْدِهِمْ﴾ من بعد الرُّسُل وَيُقَال من بعد الْأَوَّلين ﴿لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ﴾ من التَّوْرَاة وَيُقَال الْقُرْآن ﴿مُرِيبٍ﴾ ظَاهر الشَّك
﴿فَلذَلِك فَادع﴾ إِلَى تَوْحِيد رَبك وَكتاب رَبك ﴿واستقم﴾ على التَّوْحِيد ﴿كَمَآ أُمِرْتَ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾ قبلتهم وَدينهمْ قبْلَة الْيَهُود وَدين الْيَهُود ﴿وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ على الْأَنْبِيَاء ﴿مِن كِتَابٍ﴾ من كتاب الله ﴿وَأُمِرْتُ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ يقْضِي بَيْننَا وَبَيْنكُم يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَنَآ أَعْمَالُنَا﴾ لنا عبَادَة الله وَدين الْإِسْلَام ﴿وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ عَلَيْكُم أَعمالكُم عبَادَة الْأَصْنَام وَدين الشَّيْطَان ﴿لاَ حُجَّةَ﴾ لَا خُصُومَة ﴿بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ فِي الدّين ﴿الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا﴾ وَبَيْنكُم يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَإِلَيْهِ الْمصير﴾ مصير الْمُؤمنِينَ والكافرين ثمَّ أَمر الله بعد ذَلِك بِالْقِتَالِ
﴿وَالَّذين يُحَآجُّونَ فِي الله﴾ يُخَاصِمُونَ فِي دين الله يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ فِي الْكتاب وَيُقَال هم الْمُشْركُونَ من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ يَوْم الْمِيثَاق ﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ﴾ خصومتهم بَاطِلَة ﴿عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾ سخط ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ أَشد مَا يكون
﴿الله الَّذِي أَنزَلَ الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿بِالْحَقِّ﴾ لبَيَان الْحق وَالْبَاطِل ﴿وَالْمِيزَان﴾ بَين فِيهِ الْعدْل ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ يَا مُحَمَّد وَلم تدر ﴿لَعَلَّ السَّاعَة قَرِيبٌ﴾ قيام السَّاعَة يكون قَرِيبا
﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا﴾ بِقِيَام السَّاعَة ﴿الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا﴾ بِقِيَام السَّاعَة وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَقيام السَّاعَة وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿مُشْفِقُونَ مِنْهَا﴾ خائفون من قيام السَّاعَة وأهوالها وشدائدها ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا﴾ يَعْنِي قيام السَّاعَة ﴿الْحق﴾ الْكَائِن ﴿أَلاَ إِنَّ الَّذين يُمَارُونَ﴾ يجادلون ويشكون ﴿فَي السَّاعَة﴾ فِي قيام السَّاعَة ﴿لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ عَن الْحق وَالْهدى
﴿الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ الْبر والفاجر وَيُقَال لطف علمه بعباده الْبر والفاجر ﴿يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ﴾ يُوسع على من يَشَاء بِالْمَالِ ﴿وَهُوَ الْقوي﴾ بأرزاق الْعباد ﴿الْعَزِيز﴾ بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَة﴾ ثَوَاب الْآخِرَة بِعَمَلِهِ لله ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ فِي ثَوَابه وَيُقَال فِي قوته ونشاطه وحسنته فِي الْعَمَل ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا﴾
407
ثَوَاب الدُّنْيَا بِعَمَلِهِ الَّذِي افْترض الله عَلَيْهِ ﴿نُؤْتِهِ﴾ نعطه ﴿مِنْهَا﴾ من الدُّنْيَا وندفع عَنهُ مِنْهَا ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة﴾ فِي الْجنَّة ﴿مِن نَّصِيبٍ﴾ من ثَوَاب لِأَنَّهُ عمل لغير الله
408
﴿أَمْ لَهُمْ﴾ ألهم لكفار مَكَّة ﴿شُرَكَاءُ﴾ آلِهَة ﴿شَرَعُواْ لَهُمْ﴾ اخْتَارُوا لَهُم ﴿مِّنَ الدّين مَا لم يَأْذَن بِهِ الله﴾ مالم يَأْمر الله بِهِ بالكافرين أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْل﴾ الْحق بِتَأْخِير الْعَذَاب عَن هَذِه الْأمة ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لفرغ من هلاكهم ﴿وَإِنَّ الظَّالِمين﴾ الْكَافرين أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع
﴿تَرَى الظَّالِمين﴾ الْكَافرين يَوْم الْقِيَامَة ﴿مُشْفِقِينَ﴾ خَائِفين ﴿مِمَّا كَسَبُواْ﴾ مِمَّا قَالُوا وَعمِلُوا فِي الْكفْر ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ﴾ نَازل ﴿بِهِمْ﴾ مَا يحذرون ﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿فِي رَوْضَاتِ الجنات﴾ فى رياض الْجنَّة ﴿لَهُم مَا يشاؤون﴾ مَا يتمنون ويشتهون ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ فِي الْجنَّة ﴿ذَلِك﴾ الْجنَّة (هُوَ الْفضل الْكَبِير) الْمَنّ الْعَظِيم
﴿ذَلِك﴾ الْفضل ﴿الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ﴾ فِي الدُّنْيَا الَّذين آمَنُواْ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿قُل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد لأصحابك وَيُقَال لأهل مَكَّة ﴿لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿أَجْراً﴾ جعلا ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى﴾ إِلَّا أَن تودوا قَرَابَتي من بعدِي وَيُقَال إلاَّ أَن تتقربوا إِلَى الله بِالتَّوْحِيدِ فِي قَول الْحسن الْبَصْرِيّ وَفِي قَول الْفراء تتقربوا إِلَى الله بِالتَّوْبَةِ ﴿وَمَن يَقْتَرِفْ﴾ يكْتَسب ﴿حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً﴾ تسعا ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ ﴿شَكُورٌ﴾ يشْكر الْيَسِير وَيجْزِي الجزيل
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ ﴿افترى﴾ اختلق مُحَمَّد ﴿عَلَى الله كَذِباً﴾ فَاغْتَمَّ بذلك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الله عز وَجل ﴿فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ﴾ يرْبط ﴿على قَلْبِكَ﴾ وَيُقَال يحفظ قَلْبك ﴿وَيَمْحُ الله الْبَاطِل﴾ يهْلك الله الشّرك وَأَهله ﴿وَيُحِقُّ الْحق بِكَلِمَاتِهِ﴾ يظْهر دينه الْإِسْلَام بتحقيقه ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَات وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذين آمَنُواْ﴾ يغْفر للَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ﴾ بكرامته الثَّوَاب والكرامة فِي الْجنَّة وَيُقَال رُؤْيَة الله ﴿والكافرون﴾ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾
﴿وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق﴾ وسع الله المَال ﴿لِعِبَادِهِ﴾ على عباده ﴿لَبَغَوْاْ﴾ لطغوا وتطاولوا ﴿فِي الأَرْض وَلَكِن يُنَزِّلُ﴾ يُوسع ﴿بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ﴾ على من يَشَاء ﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ﴾ بصلاح عباده ﴿خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ بأعمالهم
﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْث﴾ يَعْنِي الْمَطَر ﴿مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ﴾ أَي أيسوا من الْمَطَر ﴿وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ ينزل رَحمته يَعْنِي الْمَطَر ﴿وَهُوَ الْوَلِيّ﴾ بالمطر عَاما بعام ﴿الحميد﴾ الْمَحْمُود فِي فعاله
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ من عَلَامَات وحدانيته وَقدرته ﴿خَلْقُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَثَّ﴾ نشر ﴿فِيهِمَا﴾ مَا خلق فِي الأَرْض ﴿مِن دَآبَّةٍ﴾ كلهَا آيَة لكم ﴿وَهُوَ على جَمْعِهِمْ﴾ على إحيائهم ﴿إِذَا يَشَاء قدير﴾
﴿وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ﴾ مَا تصابون فِي أَنفسكُم ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ فِيمَا جنت أَيْدِيكُم يُصِيبكُم ﴿وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ من الذُّنُوب فَلَا يجزيكم بِهِ
﴿وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْض﴾ بفائتين من عَذَاب الله ﴿وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿مِن وَلِيٍّ﴾ قريب ينفعكم ﴿وَلاَ نَصِيرٍ﴾ مَانع يمنعكم من عَذَاب الله
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ من عَلَامَات وحدانيته وَقدرته ﴿الْجوَار﴾ يَعْنِي السفن ﴿فِي الْبَحْر كالأعلام﴾ كالجبال
﴿إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرّيح﴾ الَّتِي تجْرِي بهَا السفن ﴿فَيَظْلَلْنَ﴾ فيصرن ﴿رَوَاكِدَ﴾ ثوابت ﴿على ظَهْرِهِ﴾ على ظهر المَاء ﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِيمَا ذكرت من السفن ﴿لآيَاتٍ﴾ لعلامات وعبراً ﴿لِّكُلِّ صَبَّارٍ﴾ على الطَّاقَة ﴿شَكُورٍ﴾ بنعم الله
﴿أَوْ يُوبِقْهُنَّ﴾ يهلكهن يَعْنِي السفن فِي الْبَحْر ﴿بِمَا كَسَبُوا﴾ بِمَعْصِيَة أهلهن ﴿وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ﴾ لَا يجازيهم بِهِ
﴿وَيَعْلَمَ﴾ لكَي يعلم ﴿الَّذين يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ يكذبُون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ﴾ من مغيث وَلَا نجاة من عَذَاب الله
﴿فَمَآ أُوتِيتُمْ﴾ أعطيتم ﴿مِّن شَيْءٍ﴾ من المَال والزهرة ﴿فَمَتَاعُ الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ لَا يبْقى ﴿وَمَا عِندَ الله﴾ من الثَّوَاب ﴿خَيْرٌ﴾ مِمَّا عنْدكُمْ فِي الدُّنْيَا ﴿وَأبقى﴾ أدوم من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهَا فانية ثمَّ بَين لمن هُوَ فَقَالَ ﴿للَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يَعْنِي أَبَا بكر وَأَصْحَابه ﴿وعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ لَا على المَال
﴿وَالَّذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْم﴾ يَعْنِي الشّرك ﴿وَالْفَوَاحِش﴾ يَعْنِي الزِّنَا والمعاصي ﴿وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ﴾ بالجفاء ﴿يَغْفِرُونَ﴾ يتجاوزون وَلَا يكافئون بِهِ
﴿وَالَّذين اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ﴾ أجابوا لرَبهم بِالتَّوْحِيدِ وَالطَّاعَة ﴿وَأَقَامُواْ الصَّلَاة﴾ أَتموا الصَّلَوَات الْخمس ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ إِذا أَرَادوا أمرا وحاجة تشاوروا فِيمَا بَينهم ثمَّ عمِلُوا بِهِ ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أعطيناهم من المَال ﴿يُنفِقُونَ﴾ يتصدقون
﴿وَالَّذين إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغي﴾ الْمظْلمَة ﴿هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾ ينتصفون بِالْقصاصِ لَا بالمكابرة
﴿وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا﴾ جَزَاء جِرَاحَة جِرَاحَة مثلهَا ﴿فَمَنْ عَفَا﴾ عَن مظلمته ﴿وَأَصْلَحَ﴾ ترك الْقصاص وَلَا يكافىء بِهِ ﴿فَأَجْرُهُ عَلَى الله﴾ فثوابه على الله ﴿إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمين﴾ المبتدئين بالظلم
﴿وَلَمَنِ انتصر﴾ انتصف بِالْقصاصِ ﴿بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾ مظلمته ﴿فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ﴾ من مأثم بِالْقصاصِ
﴿إِنَّمَا السَّبِيل﴾ المأثم ﴿عَلَى الَّذين يَظْلِمُونَ النَّاس﴾ بِالِابْتِدَاءِ بِغَيْر قصاص ﴿وَيَبْغُونَ﴾ يتطاولون
409
﴿فِي الأَرْض بِغَيْرِ الْحق﴾ بِلَا حق يكون لَهُم ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع
410
﴿وَلَمَن صَبَرَ﴾ على مظلمته ﴿وَغَفَرَ﴾ تجَاوز وَلم يقْتَصّ وَلم يكافىء بِهِ ﴿إِنَّ ذَلِكَ﴾ الصَّبْر والتجاوز ﴿لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور﴾ من خير الْأُمُور وَيُقَال من حزم الْأُمُور وَنزل من قَوْله وَالَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَى قَوْله لمن عزم الْأُمُور فِي شَأْن أبي بكر الصّديق وَصَاحبه عَمْرو بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ فِي كَلَام وتنازع كَانَ بَينهمَا فشتم الْأنْصَارِيّ أَبَا بكر الصّديق فَأنْزل الله فيهمَا هَؤُلَاءِ الْآيَات
﴿من يضلل﴾ عَن دينه ﴿فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ﴾ من مرشد ﴿مِّن بَعْدِهِ﴾ غير الله ﴿وَتَرَى الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين أَبَا جهل وَأَصْحَابه يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَاب﴾ حِين رَأَوْا الْعَذَاب ﴿يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ﴾ هَل إِلَى رُجُوع إِلَى الدُّنْيَا من حِيلَة
﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾ على النَّار ﴿خَاشِعِينَ مِنَ الذل﴾ ذليلين من الْحزن ﴿يَنظُرُونَ﴾ إِلَيْك ﴿مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ مسارقة الْأَعْين ﴿وَقَالَ الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿إِنَّ الخاسرين﴾ المغبونين ﴿الَّذين خسروا﴾ الَّذين غبنوا ﴿أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ﴾ خدمهم فِي الْجنَّة ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة أَلاَ إِنَّ الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ﴾ دَائِم
﴿وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ﴾ أقرباء ﴿يَنصُرُونَهُم﴾ يمنعونهم ﴿مِّن دُونِ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله﴾ عَن دينه مثل أبي جهل ﴿فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ﴾ من دين وَلَا حجَّة
﴿اسْتجِيبُوا لِرَبِّكُمْ﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لاَّ مَرَدَّ لَهُ﴾ لَا مَانع لَهُ ﴿مِنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ﴾ من نجاة ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ من عَذَاب الله ﴿وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ﴾ من معِين
﴿فَإِنْ أَعْرَضُواْ﴾ عَن الْإِيمَان ﴿فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً﴾ تحفظهم ﴿إِنْ عَلَيْكَ﴾ مَا عَلَيْك ﴿إِلاَّ الْبَلَاغ﴾ التَّبْلِيغ عَن الله ثمَّ أمره بِالْقِتَالِ بعد ذَلِك ﴿وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الْإِنْسَان﴾ أصبْنَا الْكَافِر ﴿مِنَّا رَحْمَةً﴾ نعْمَة ﴿فَرِحَ بِهَا﴾ أعجب بهَا غير شَاكر لَهَا ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ شدَّة وفقر وبلية ﴿بِمَا قَدَّمَتْ﴾ عملت ﴿أَيْدِيهِمْ﴾ فِي الشّرك ﴿فَإِنَّ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي أَبَا جهل ﴿كَفُورٌ﴾ كَافِر بِاللَّه وبنعمته
﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ خَزَائِن السَّمَوَات وَالْأَرْض الْمَطَر والنبات ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ﴾ كَمَا يَشَاء ﴿يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً﴾ مثل لوط لم يكن لَهُ ولد ذكر ﴿وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُور﴾ مثل إِبْرَاهِيم لم يكن لَهُ أُنْثَى
﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ﴾ يخلطهم ﴿ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً﴾ مثل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَهُ الذّكر وَالْأُنْثَى ﴿وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عقيما﴾ بِلَا ولد مثل يحيى ابْن زَكَرِيَّا ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ فِيمَا وهب من الذُّكُور وَالْإِنَاث
﴿وَمَا كَانَ﴾ مَا جَازَ ﴿لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله﴾ مُوَاجهَة بِغَيْر ستر ﴿إِلاَّ وَحْياً﴾ فِي الْمَنَام ﴿أَو من وَرَاء حجاب﴾ ستركما كلم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً﴾ جِبْرِيل كَمَا أرسل إِلَى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ﴾ بأَمْره ﴿مَا يَشَآءُ﴾ الَّذِي شَاءَ من الْأَمر والنهى
410
﴿إِنَّهُ عَلِيٌّ﴾ أَعلَى من كل شَيْء ﴿حَكِيمٌ﴾ فِي أمره وقضائه
411
﴿وَكَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا﴾ يَعْنِي جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكتاب﴾ مَا الْقُرْآن قبل نزُول جِبْرِيل عَلَيْك وَمَا كنت تحسن قِرَاءَة الْقُرْآن قبل الْقُرْآن ﴿وَلاَ الْإِيمَان﴾ وَلَا الدعْوَة إِلَى التَّوْحِيد ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ﴾ قُلْنَاهُ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿نُوراً﴾ بَيَانا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام وَالْحق وَالْبَاطِل ﴿نَّهْدِي بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿مَن نَّشَآءُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك ﴿مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لتهدي﴾ لتدعو ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ دين مُسْتَقِيم حق
﴿صِرَاطِ الله﴾ دين الله ﴿الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْخلق ﴿أَلاَ إِلَى الله تَصِيرُ الْأُمُور﴾ عواقب الْأُمُور فى الْآخِرَة تصير إِلَى الْحَكِيم الْملك
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الزخرف وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سبع وَثَمَانُونَ آيَة وكلماتها ثَمَانمِائَة وَثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ وحروفها ثَلَاثَة آلَاف وَأَرْبَعمِائَة حرف
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
Icon