تفسير سورة نوح

تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة نوح من كتاب تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
تفسير سورة نوح
أهداف سورة نوح
( سورة نوح مكية، وآياتها ٢٨ آية، نزلت بعد سورة النحل )
فكرة السورة :
السورة قصة نبي كريم من أولي العزم من الرسل، أرسله الله إلى قومه ليدعوهم إلى الإيمان فقاموا دعوته وأنكروا رسالته، فلفت نوح نظرهم إلى التأمل في خلق السماء والشمس والقمر، والأرض والنبات وسائر المخلوقات، ولكنهم صمّوا آذانهم عن سماع الحق، وحجبوا عيونهم عن النظر في الأدلة الواضحة والحجة الدامغة، فاستحقوا عقاب الله وأغرقوا بالطوفان في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد.
أهداف الرسالات :
السورة نموذج حتى لمعاناة الرسل مع أقوامهم، وجهادهم في سبيل الدعوة، لقد مكث نوح مع قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وما آمن معه إلا قليل، ولقد كان عناد قومه سببا في هلاكهم، وكأن الله أراد أن يحذر أهل مكة من العناد، وأن يذكرهم بمن أهلك من الكافرين.
قال تعالى : وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. ( الإسراء : ١٧ ).
يعني لقد أهلك الله قوم نوح، وأهلك من بعده عددا كبيرا كعاد وثمود وفرعون، وكان هلاكهم جزاء عادلا وعقابا مناسبا لقوم يعلم الله إصرارهم على الكفر وبعدهم عن قبول الحق.
لقد صبر الرسل وصابروا من أجل إبلاغ الدعوة إلى أقوامهم، وحملوا كلمة الله ناصعة نقية واضحة سليمة، وعرضوها أمام العيون والقلوب لتبصر وترى آثار قدرة الله وعظيم خلقه، وليكون إيمانهم عن بينة ويقين، ولئلا يحتجّ إنسان يوم القيامة بأن الرسالة لم تبلغه.
قال تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين للناس على الله حجّة بعد الرسل... ( النساء : ١٦٥ ).
ومن هؤلاء الرسل خمسة كانوا أكثر معاناة مع أقوامهم، وهم : نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد كان جهادهم مع أقوامهم أية في تحمل البلاء، والصبر على الإيذاء والعناد.
قال تعالى : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل... ( الأحقاف : ٣٥ ).
لقد صبر نوح دهرا طويلا على قومه، وألقي إبراهيم في النار، وأوذي موسى أبلغ الأذى فصبر، وحاول اليهود الإيقاع بالمسيح، والإغراء بقتله فرفعه الله إليه، وكان خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم يتحمّل صنوف الأذى وألوان الاضطهاد بمكة، ويتحمل نفاق المنافقين وكيد اليهود بالمدينة.
ولكن العاقبة كانت للمتقين، لقد أدّى الرسل واجبهم، وبلّغوا رسالتهم، ونجاهم الله مع المؤمنين، ثم عاقب الجاحدين.
ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين* إنهم لهم المنصورون* وإن جندنا لهم الغالبون. ( الصافات : ١٧١ -١٧٣ ).
مع آيات السورة
١- ٤- أرسل الله نوحا عليه السلام ليدعو قومه إلى عبادة الله وطاعته، وقد بلّغ نوح دعوة ربه إلى قومه، ولخّص دعوته في ثلاث كلمات : اعبدوا الله وحده، واتقوه وآمنوا به عن يقين، وأطيعوا رسولكم فيما يأمركم به وينهاكم عنه.
وبهذا الإيمان تستحقون مغفرة الله لكم، والبركة في أعماركم، ولا شك أن للطاعات مدخلا في راحة البال، واستقرار العيش، وهدوء النفس، وهذا بلا ريب يطيل العمر ويجعله مباركا حافلا بالأعمال النافعة.
٥-٩- تعبّر الآيات عن جهود نبي كريم في دعوة قومه إلى الإيمان، فهو يؤدي رسالته، وينهض بدعوة قومه، ويناجي ربه قائلا :
لقد دعوت قومي إلى عبادتك والإيمان بك في الليل والنهار، وانتهزت كل فرصة مناسبة لدعوتهم وإرشادهم، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوة الله، وقابلوها بالجحود والعناد، وأغلقوا في وجه الدعوة قلوبهم، وسدّوا منافذ العلم إلى نفوسهم، فجعلوا أصابعهم في آذانهم ليمنعوها من السمع، وغطّوا عيونهم بثيابهم ليمنعوها من الإبصار، واستمروا في عنادهم وكفرهم.
وقد لوّن نوح في أساليب الدعوة، فدعاهم علنا في أماكن التجمع فلم يستجيبوا، فدعا كل فرد على حدة وحاول استمالة الأشخاص وإقناعهم فلم يلق قبولا.
١٠-١٢- وقد دعاهم إلى التوبة والإنابة وطلب المغفرة من الله، فإذا صدقوا في توبتهم غمرهم الله بالنعم، وأنزل عليهم المطر، ورزقهم الأموال والذرية، والبساتين النضرة والمياه الجارية.
١٣- ٢٠- لم لا تعظمون الله وهو خالق الأولين والآخرين في أطوار وجودهم ؟ وجميع ما في الكون يدل على الله، فالسماوات السبع المتطابقة بعضها فوق بعض، والشمس والقمر، وخلق الإنسان ونموه كما ينمو النبات، ثم دعوته إلى الأرض بعد الموت، والأرض الممهدة المهيأة للانتفاع بما في باطنها من كنوز ومعادن، وما في ظاهرها من زراعة وصناعة وتجارة، كل هذه المخلوقات تدل على الإله الخالق.
٢١- ٢٥- في هذا المقطع نسمع آلام نبي كريم، قدّم لقومه سائر الحجج والبراهين، ولكن قومه قابلوا دعوته بالتكذيب والعصيان، واتّبعوا الخاسرين الهالكين، والزعماء المضللين، وبيّتوا أمرهم بالكيد لنوح ودعوته، وتواصوا بالبقاء على كفرهم ومألوفهم وعبادة أصنامهم، وخصّوا بالذكر الأصنام الخمسة الكبار وهي : ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، وهي أصنام كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب.
وهنا ضاق نوح بقومه وضلالهم البعيد، فدعا الله أن يزيدهم ضلالا جزاء عنادهم، لقد ارتكبوا كثيرا من الأخطاء ولذلك أغرقهم الله بالطوفان، ثم أدخلوا في عذاب القبر وعذاب النار، ولم يجدوا أحدا ينصرهم وينقذهم من عذاب الله، وهكذا جزاء كل كافر معاند، أن يحل به بطش الله القوي الغالب.
ألم تر كيف فعل ربك بعاد* إرم ذات العماد* التي لم يخلق مثلها في البلاد* وثمود الذين جابوا الصّخر بالواد* وفرعون ذي الأوتاد* الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد* فصبّ عليهم ربك سوط عذاب* إن ربك لبالمرصاد. ( الفجر : ٦-١٤ ).
٢٦، ٢٧- وفي آخر السورة زفرات نبي مكلوم، مكث ألف سنة ثم قوبل بالجحود، فقال : يا رب أهلك جميع الكافرين، ولا تترك منهم أحدا، وليس ذلك حبّا في الانتقام، ولكن رغبة في نظافة الأرض منهم، لأن بقاءهم كفارا يخشى منه أن يفتنوا المؤمنين ويضلّوهم بالرغبة أو الرهبة، ولا يخرج من أصلاب هؤلاء الكافرين إلا فاجر كافر، فالإناء ينضح بما فيه.
٢٨- وفي آخر آية تبتل نبي كريم بدعاء ندي رضي، يطلب فيه مغفرة الله له ولوالديه، ولمن دخل في دعوته وآمن به، ولسائر المؤمنين والمؤمنات، أما الظالمون فلا يستحقون الهداية التي أعرضوا عنها، بل يستحقون أن يزيدهم الله ضلالا إلى ضلالهم، فمن أعرض عن الله سلب الله عنه الهدى والتوفيق، وتركه يتخبط في دياجير الظلام : نسوا الله فنسيهم... ( التوبة : ٦٧ ).
المعنى الإجمالي للسورة
الهدف الرئيسي للسورة بيان دعوة نوح، وحرصه على إيمان قومه، وقد حوت هذه الدعوة ما يأتي :
( أ‌ ) طلب تركهم للذنوب، وأنهم إذا فعلوا ذلك أكثر الله لهم المال والبنين.
( ب‌ ) النظر في خلق السماوات والأرض والأنهار والبحار.
( ج ) النظر في خلق الإنسان، وأنه يخلق في الأرض كما يخلق النبات، وأن الأرض مسخّرة له يتصرف فيها كما يشاء.
وبينت السورة كفر قوم نوح وعنادهم، وعقابهم في الدنيا والآخرة.

إرسال نوح عليه السلام إلى قومه
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ١ قال يا قوم إني لكم نذير مبين ٢ أن اعبدوا الله واتّقوه وأطيعون ٣ يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل الله إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون ٤ ﴾
المفردات :
إلى قومه : هم سكان جزيرة العرب ومن قرب منهم.
أن أنذر : بأن أنذر، أو بإنذار.
عذاب أليم : مؤلم في الدنيا بالطوفان، ومؤلم في الآخرة بنار جهنم.
التفسير :
١- إنّا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم.
رسالة الرسل
كان آدم عليه السلام الأب الأوّل للبشرية، ولعل رسالته اقتصرت على أبنائه وأحفاده، وكان بين آدم ونوح عشرة قرون، انحرفت فيها البشرية، وعبدت أوثانا من دون الله تعالى، فأرسل الله نوحا إلى قومه.
وهو أوّل رسول أرسل إلى قومه، وأطول الرّسل عمرا، وربما كان أطول البشر عمرا، لقد جاءت إليه الرسالة وعمره أربعون عاما، ثم مكث في قومه رسولا ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم جاء الطوفان فأغرق الكافرين، ونجّى الله المؤمنين، ثم مكث نوح قومه ستّين عاما بعد الطوفان.
لقد طالت رسالة نوح، وطال تكذيب قومه له، مع تذرّع نوح بالصبر والحلم، والجدال الواضح المبين، حتى تحدّاه قومه قائلين : يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين. ( هود : ٣٢ ).
الحكمة من إرسال الرسل
خلق الله الإنسان من تراب، ثم نفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة، ومنحه العقل والحرية والاختيار، وجعله أهلا للطاعة وأهلا للمعصية، ثم أرسل الله له الرسل، وأنزل له الكتب، لإرشاده إلى الحق والخير والإيمان، وتحذيره من الكفر والطغيان، وقد جاهد الرّسل جهادا مستمرّا من عهد نوح الأب الثاني للبشرية إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين، جاهد الرّسل وتحمّلوا التكذيب والتعذيب والقتل من أجل الدعوة إلى الإيمان، وبيان حجة الله تعالى على عباده، وحتى يكون للجنة أهلها عن عدالة وبيّنة، وللنار أهلها عن عدالة وبيّنة.
قال تعالى : رسلا مبشّرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ( النساء : ١٦٥ ).
أرسل الله الرّسل دعاة إلى الإيمان، وهداة للبشرية، ومعلّمين للحق والخير، ولا يتقاضون أجرا على تبليغ الرسالة، وإنما ينفّذون تعاليم السماء، ويبلّغون الوحي، وينصحون الناس، ويذكّرون الخلق بقدرة الخالق وفضله، ونعمائه وعدالته، ويبيّنون للناس أن هناك بعثا ونشرا وحسابا وجزاء وجنة ونارا، فمن أطاع فله الجنة، ومن عصى الله وكذّب رسله فله النار.
قصة نوح في سورة نوح
وسورة نوح تحمل قصته، ودعوته، وأدلته على هذا الإيمان، وجهاده الطويل ليلا ونهارا، وسرّا وجهارا، ثم تكذيب قومه له، وغرق الكافرين منهم، ونجاة المؤمنين، وظلّ هذا ديدن البشرية وعقوبة تكذيبها، مثل قوم عاد، وقوم ثمود، وفرعون ومثله، وغيرهم.
قال تعالى : وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. ( الإسراء : ١٧ ).
لقد استمرت رسالة الرسل في تاريخ البشرية الطويل، وهي من رحمات الله وأفضاله، أن يرسل الرسل، وأن ينزل الكتب، وأن يدعو الناس إلى الإيمان، وأن يحذّرهم من الكفر والعصيان، وأن يمهل العصاة لعلهم أن يتوبوا، فإذا تابوا قبل توبتهم.
قال تعالى : إن الله التوابين ويحب المتطهرين. ( البقرة : ٢٢٢ ).
عود إلى التفسير
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم.
الله تعالى هو الذي يتحدث عن فضله بعباده، فيقول : إنا أرسلنا نوحا رسولا من عند الله إلى قومه في جزيرة العرب وما حولها، ليقول لقومه : إنّي أحذّركم من عبادة الأوثان، موضّح لكم أن العبادة لا تكون إلا لله الواحد الأحد، الخالق الرزّاق، المتّصف بكل كمال، المنزّه عن كل نقص.
المفردات :
نذير مبين : منذر موضّح، بيّن الإنذار.
التفسير :
٢- قال يا قوم إني لكن نذير مبين.
قال نوح لقومه : يا عشيرتي ويا قومي، إني لكم نذير واضح الإنذار، صاحب رسالة ودعوة إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام.
٣- أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون.
تتلخص رسالة نوح في هذه الأمور الثلاثة :
( أ‌ ) عبادة الله وحده، والخضوع لأمره، وامتثال أحكامه، واجتناب نواهيه.
( ب‌ ) تقوى الله، ومراقبته وخشيته، فهو الرقيب الحسيب المطلع على كل شيء.
( ج‌ ) طاعة الرسول، فهو مبلّغ عن الله تعالى، قال سبحانه : من يطع الرسول فقد أطاع الله... ( النساء : ٨٠ ).
المفردات :
يغفر لكم من ذنوبكم : يغفر لكم ذنوبكم التي سبقت في الجاهلية.
ويؤخركم إلى أجل مسمّى : يمدّ في أعماركم إلى الأمد الأقصى الذي قدّره الله لكم.
إن أجل الله إذا جاء لا يؤخّر : ما قدره الله لكم، إذا جاء على الوجه المقدّر به أزلا لا يؤخّر، فبادروا في أوقات الإمهال.
التفسير :
٤- يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجل مسمّى إنّ أجل الله إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون.
إن عبادة الله وتقواه وطاعة رسوله، تؤدي بصاحبها إلى مغفرة الله ومرضاته، والبركة في العمر، والنجاة من العذاب في الدنيا، ودخول الجنة في الآخرة.
لقد كان نوح واضحا وضوح الشمس في رائعة النهار، حيث قال لقومه ما يأتي :
إن الإيمان بالله تعالى يحقق لكم مغفرة الله لذنوبكم التي ارتكبتموها قبل الإيمان، ويحفظكم من عذاب الله في الدنيا، ويؤخّر حياتكم إلى الأجل المنضوب لكم في الأزل، فقد قدّر الله تعالى لكل إنسان أجله وعمره ورزقه، وهو جنين في بطن أمّه، وعقاب الله للكافرين إذا نزل بهم لا يتأخّر، كما أن أجل الإنسان في هذه الدنيا لا يتقدم ولا يتأخر.
إن أجل الله إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون.
وقال تعالى : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ( النحل : ٦١ ).
وقال سبحانه وتعالى : وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له، وما لهم من دونه من وال. ( الرعد : ١١ ).
جهاد نوح في تبليغ الدعوة
﴿ قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ٥ فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا ٦ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا ٧ ثم إني دعوتهم جهارا ٨ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ٩ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا ١٠ يرسل السماء عليكم مدرارا ١١ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا ١٢ مالكم لا ترجون لله وقارا ١٣ وقد خلقكم أطوارا ١٤ أولم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ١٥ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ١٦ والله أنبتكم من الأرض نباتا ١٧ ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ١٨ والله جعل لكم الأرض بساطا ١٩ لتسلكوا منها سبلا فجاجا ٢٠ ﴾
المفردات :
فرارا : تباعدا ونفارا من الإيمان.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
التفسير :
٥-٦- قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا.
شكا نوح إلى ربه قائلا : لقد دعوت قومي إلى الإيمان دعاء مستمرّا، لم أقصّر عنه، ولم أنقطع عن تقديمه بالليل أو بالنهار، فمن الناس من ينقطع لعمله بالنهار، ومنهم من يعمل بالليل، فكان نوح ينتهز الفرصة المناسبة لمن يدعوهم، لكنّهم قابلوا دعوته بالكنود والجحود، والرفض والفرار منه، بل كان الرجل يوصي أولاده بعدم الإيمان بنوح عليه السلام.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
جعلوا أصابعهم في آذانهم : سدّوا مسامعهم عن استماع الدعوة.
استغشوا ثيابهم : بالغوا في التغطّي بها كراهة لي.
أصرّوا : تشدّدوا وانهمكوا في الكفر.
التفسير :
٧- وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا.
إنها صورة معبّرة عن فرار هؤلاء القوم من دعوته، وخوفهم من مقابلته، وإصرارهم على العناد والمكابرة، فكلما دعاهم نوح إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم، أعرضوا عنه إعراضا شديدا، ووضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا صوته.
والتعبير هنا يوحى بأنهم حاولوا وضع أصابعهم كلها في آذانهم، ليتأكدوا من أنّ صوت نوح لن يصل إليهم، لذلك قال : جعلوا أصابعهم في آذانهم... ولم يقل : جعلوا أناملهم في آذانهم.
كما أنّهم جعلوا ثيابهم فوق وجوههم، حتى لا يشاهدوا نوحا، رغبة في الإصرار على الكفر والعناد، وقد أصرّوا على كفرهم، واستكبروا استكبارا شديدا في عناد وتكبّر، وعدم استجابة لدعوة نوح عليه السلام.
وقد أخبر القرآن الكريم عن كفار قريش بما يثبت عنادهم وتكبّرهم، فقال : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون. ( فصلت : ٢٦ ).
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
٨، ٩- ثم إني دعوتهم جهارا* ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا.
قدّم نوح دعوته إليهم في كل وقت، سواء كان ذلك ليلا أو نهارا، وسلك كل سبيل إلى دعوتهم.
فدعاهم سرّا في البداية، ثم دعاهم جهرا مرة ثانية، ثم قرن بين العلانية والسّرية حسب الحالة الأنسب لكل منهم.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
ثم وضّح ما وعظهم به، فقال :
١٠- فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا.
أي : قلت : آمنوا بالله تعالى ووحّدوه، وتوبوا إليه من الكفر وعبادة الأصنام، فإن الله يغفر لكم ويقبل توبتكم، ويحسن مثوبتكم.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
يرسل السماء : المطر الذي في السحاب.
مدرارا : غزيرا متتابعا.
التفسير :
١١- يرسل السماء عليكم مدرارا.
إن التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله من أسباب نزول المطر المتتابع الذي يتسبب في حياة الأرض بالزراعة، وخروج الحبّ والخير.
قال قتادة : كانوا أهل حبّ للدنيا، فاستدعاهم إلى الآخرة من الطريق التي يحبّونها. اه.
وكانوا قد أصيبوا بالقحط وقلة الذريّة وعقم النّساء، فوعدهم إن آمنوا أن يرفع الله عنهم القحط، وييسر لهم الرزق.
وقد تكرّر هذا المعنى في القرآن الكريم حيث ربط القرآن بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى الله وبين تيسير الأرزاق وعموم الرخاء.
قال تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون. ( الأعراف : ٩٦ ).
وقال عز شأنه : ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم* ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أجلهم... ( المائدة : ٦٥، ٦٦ ).
وهذه القاعدة التي وضعها القرآن قاعدة صحيحة، تقوم على أسبابها من وعد الله ومن سنة الحياة.
قال تعالى : ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون. ( الأنبياء : ١٠٥ ).
لقد كان الاتحاد السوفيتي من أعظم الدول، وسادت فيه الجاسوسية وإهدار قيمة الإنسان، وتفككت دوله وانهار كيانه.
( ونجد في أمريكا وفرة في الأرزاق، وتمكينا في الأرض، ومع ذلك نجد هبوطا في المستوى الأخلاقي، وهبوطا في تصوّر الحياة إلى الدرك الأسفل، فيقوم كلّه على الدولار )i.
لقد بيّن القرآن أن الله يختبرنا بالخير والشر فتنة، قال تعالى : ونبلوكم بالشر والخير فتنة... ( الأنبياء : ٣٥ ).
إن الأمة الإسلامية مدعوة إلى الرجوع إلى هدى القرآن الكريم والسنة المطهرة، والارتفاع إلى مستوى الأحداث، والتقدم العلمي والعملي، والرقي في السلوك والأخلاق، لتعود بحق : خير أمة أخرجت للناس... ( آل عمران : ١١٠ ).
ولن يجد بابا مفتوحا لعز الدنيا وسعادة الآخرة أوسع من باب الله، والفهم الصحيح لكتابه، والقدوة الذكية لسنّة نبينا، والتبصّر بأحداث أيامنا، وفقه الواقع الذي نعيش فيه، حتى يغيّر الله ما بنا من تخلف وهوان.
كما قال سبحانه وتعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ( الرعد : ١١ ).
وكما قال سبحانه وتعالى : إن تنصروا الله ينصروكم ويثبت أقدامكم. ( محمد : ٧ ).
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
١٢- ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.
إن إيمانكم بالله والتوبة والاستغفار، يكون مصدرا للرزق والمطر وتيسير الأموال والأولاد، أي يكثر أموالكم وأبناءكم ويجعل لكم الحدائق الظليلة، والبساتين الفسيحة ذات الأشجار المظلّة المثمرة، ويجعل لكم الأنهار تجري خلالها.
لقد حرّك نوح فيهم الرغبة في الغنى والمال والأولاد، والزروع والبساتين والأنهار، وبيّن أن كفرهم بالله وعبادة الأوثان مصدر القحط والبلاء، وأن الطاعة والإيمان مصدر الخيرات والبركات.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
لا ترجون لله وقارا : لا تخافون عظمة الله.
التفسير :
ثم عاد نوح فهزّ نفوسهم هزّا، وحرّك قلوبهم نحو الإيمان، فقال :
١٣- ما لكم لا ترجون لله وقارا.
ما لكم لا تعظمون الله حق تعظيمه، ولا تخافون بأسه ولا انتقامه، ولا تتقربون إليه بالطاعة، ولا تخشون عقوبته بترك المعاصي.
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
خلقكم أطوارا : مدرجا لكم في حالات مختلفة.
التفسير :
١٤- وقد خلقكم أطوارا.
وقد خلقكم في أطوار مختلفة، ومراحل متعددة تدل على كمال قدرته.
فقد خلقنا الله من النطفة، ثم جعل النطفة ( وهي الحيوان المنوي الذي يتم به إخصاب بويضة الأنثى ) تتحول إلى علقة ( أي قطعة دم تعلق بجدار الرحم وتمسك به لتكون في قرار مكين )، ثم مضغة ( أي قطعة لحم قدر ما يمضع الإنسان في فمه )، ثم تتحول المضغة إلى هيكل عظمى أولا، ثم تكسي العظام لحما ثانيا، ثم ينفخ الله فيه الروح فيصبح خلقا آخر وإنسانا سويا.
قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان من سلسلة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النّطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميّتون* ثم إنكم يوم القيامة تبعثون. ( المؤمنون : ١٢-١٦ ).
ونلحظ أن الإنسان في حياته يبدأ طفلا، ثم يافعا، ثم فتى، ثم شابا، ثم رجلا، ثم كهلا، ثم شيخا، فهي أطوار متعددة.
قال تعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير. ( الروم : ٥٤ ).
تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
سماوات طباقا : متطابقة بعضها فوق بعض، كالقباب من غير مماسة.
نورا : منوّرا لوجه الأرض في الظلام.
الشمس سراجا : مصباحا مضيئا يمحو الظلام.
التفسير :
١٥، ١٦- ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا* وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا.
ألم تشاهدوا بأعينكم نعم الله تعالى فوقكم : هذه السماوات الممتدة امتدادا بعيدا، وهي محكمة البناء، وأيضا متطابقة، كل سماء فوق الأخرى، وكل سماء طبق الأخرى أيضا من غير مماسة، وهي في غاية الإحكام والإتقان.
قال تعالى : ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت... ( الملك : ٣ ).
وقد جعل الله القمر نورا يضيء الليل، ويمكّن الناس من أداء مهامهم في البرّ والبحر والجوّ.
وجعله متدرجا، فيبدأ هلالا صغيرا، ثم يكبر إلى أن يصير بدرا كامل الاستدارة، ثم يتناقص حتى يعود هلالا صغيرا، ثم يستتر ليلة أو ليلتين، وذلك لنعرف عدد السنين والحساب.
قال تعالى : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج... ( البقرة : ١٨٩ ).
وجعل الله الشمس والقمر سراجا مضيئا يستضيء به أهل الدنيا، والسراج ما كان ضوءه من ذاته كالشمس، والمنير ما استمد نوره من غيره كالقمر، وهذا من إعجاز القرآن، أنه عبّر الشمس بالسراج، وعن القمر بالنور.
وقد تقرر في علم الفلك أن نور الشمس ذاتي فيها، ونور القمر عرضي مكتسب من نور الشمس، فسبحان الذي أحاط بكل شيء علما، وقد أنزل هذا القرآن على نبي أمّيّ، وأنزله بهذه الدّقة التي تبين أنه ليس من تأليف بشر، ولكنه تنزيل من حكيم عليم.
ونحو الآية قوله تعالى : هو الذي جعل الشمس ضياء نورا وقدّره، منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصّل الآيات لقوم يعلمون. ( يونس : ٥ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :


١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.


٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.


٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.


٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.


٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.


٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.

المفردات :

سماوات طباقا : متطابقة بعضها فوق بعض، كالقباب من غير مماسة.
نورا : منوّرا لوجه الأرض في الظلام.
الشمس سراجا : مصباحا مضيئا يمحو الظلام.

التفسير :

١٥، ١٦- ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا* وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا.
ألم تشاهدوا بأعينكم نعم الله تعالى فوقكم : هذه السماوات الممتدة امتدادا بعيدا، وهي محكمة البناء، وأيضا متطابقة، كل سماء فوق الأخرى، وكل سماء طبق الأخرى أيضا من غير مماسة، وهي في غاية الإحكام والإتقان.
قال تعالى : ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت... ( الملك : ٣ ).
وقد جعل الله القمر نورا يضيء الليل، ويمكّن الناس من أداء مهامهم في البرّ والبحر والجوّ.
وجعله متدرجا، فيبدأ هلالا صغيرا، ثم يكبر إلى أن يصير بدرا كامل الاستدارة، ثم يتناقص حتى يعود هلالا صغيرا، ثم يستتر ليلة أو ليلتين، وذلك لنعرف عدد السنين والحساب.
قال تعالى : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج... ( البقرة : ١٨٩ ).
وجعل الله الشمس والقمر سراجا مضيئا يستضيء به أهل الدنيا، والسراج ما كان ضوءه من ذاته كالشمس، والمنير ما استمد نوره من غيره كالقمر، وهذا من إعجاز القرآن، أنه عبّر الشمس بالسراج، وعن القمر بالنور.
وقد تقرر في علم الفلك أن نور الشمس ذاتي فيها، ونور القمر عرضي مكتسب من نور الشمس، فسبحان الذي أحاط بكل شيء علما، وقد أنزل هذا القرآن على نبي أمّيّ، وأنزله بهذه الدّقة التي تبين أنه ليس من تأليف بشر، ولكنه تنزيل من حكيم عليم.
ونحو الآية قوله تعالى : هو الذي جعل الشمس ضياء نورا وقدّره، منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصّل الآيات لقوم يعلمون. ( يونس : ٥ ).

تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
أنبتكم من الأرض : أنشأكم من طينتها.
التفسير :
١٧-١٨- والله أنبتكم من الأرض نباتا* ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا.
كما يخرج النبات من الأرض ويتغذى بتربتها، خلق الله آدم من تراب الأرض، وخلق ذريته من النطفة، وهي مكونة من الدّم، والدّم خلاصة النبات، والنبات من الأرض، وهناك صلة بيننا وبين الأرض، فهي أمّنا نعيش عليها، ونتمتع بخيراتها، وندفن في ترابها.
قال تعالى : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى. ( طه : ٥٥ ).
ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا.
ثم يعيدنا الله إلى الأرض عند الموت، حيث ندفن في ترابها، ثم يخرجنا الله إخراجا محققا لا ريب فيه، عند البعث والحشر والحساب والجزاء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :


١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.


٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.


٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.


٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.


٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.


٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.

المفردات :

أنبتكم من الأرض : أنشأكم من طينتها.

التفسير :


١٧-
١٨- والله أنبتكم من الأرض نباتا* ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا.
كما يخرج النبات من الأرض ويتغذى بتربتها، خلق الله آدم من تراب الأرض، وخلق ذريته من النطفة، وهي مكونة من الدّم، والدّم خلاصة النبات، والنبات من الأرض، وهناك صلة بيننا وبين الأرض، فهي أمّنا نعيش عليها، ونتمتع بخيراتها، وندفن في ترابها.
قال تعالى : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى. ( طه : ٥٥ ).
ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا.
ثم يعيدنا الله إلى الأرض عند الموت، حيث ندفن في ترابها، ثم يخرجنا الله إخراجا محققا لا ريب فيه، عند البعث والحشر والحساب والجزاء.

تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :

١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.

٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.

٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.

٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.

٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.

٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.
المفردات :
الأرض بساطا : فراشا مبسوطا للاستقرار عليها.
سبلا فجاجا : طرقا واسعات.
التفسير :
١٩، ٢٠- والله جعل لكم الأرض بساطا* لتسلكوا منها سبلا فجاجا.
من نعم الله أنه جعل الأرض لنا بساطا ممتدّا، نزرعها ونحصد خيراتها، وننتفع بثمراتها، وجعل لنا فيها طرقا واسعة للتنقل فيها، أو مسالك ومعابر بين الجبال لننتقل من مكان إلى مكان.
أي نوحا لفت أنظارهم إلى بديع صنع الله في خلق السماء والأرض، والشمس والقمر، وآفاق الكون، وآفاق النّفس.
قال تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق... ( فصلت : ٥٣ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:تمهيد :
تصور الآيات الكريمة اجتهاد نوح عليه السلام في دعوة قومه إلى الهداية والإيمان، وكأنما يناجي ربه ويشره مهمته فيما يأتي :
لقد دعا قومه ليلا ونهارا، أي بذل جهدا متتابعا كبيرا، لكنّهم أعرضوا عنه، ولم يهتدوا بل عاندوا، وقد قاوموا دعوته، حتى وضعوا أنامل أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه، وغطّوا وجوههم حتى لا يشاهدوه، وقاوموا الإيمان بإصرار واستكبار.
وقد لوّن نوح في دعوته، حيث دعاهم سرّا، ثم علنا، ثم جمع بين الجهر والسر.
أنعم الله
عرض نوح لبيان نعم الله وأفضاله على عباده، ومن هذه النعم ما يأتي :
( أ‌ ) قبول الاستغفار والتوبة لمن تاب وأناب، ثم التفضل بالنّعم.
( ب‌ ) إنزال الأمطار، ويتبعها إنبات النبات.
( ج‌ ) توسعة الرزق بالمال والبنين.
( د ) الإمداد بالبساتين والأنهار الجارية.
ثم التفت إليهم نوح متسائلا عن سبب عدم تعظيمهم لله وعدم طاعتهم له سبحانه، فقد منّ الله على الخليقة بما يأتي :


١-
تطوّر مراحل تخليق الجنين في بطن أمّه، وتطوّر حياة الإنسان من الطفولة إلى الشباب، ثم الرجولة والكهولة والشيخوخة.


٢-
خلق سبع سماوات متطابقة.


٣-
جعل الشمس سراجا مضيئا بذاته، والقمر منيرا يستمدّ ضوءه من غيره.


٤-
خلق آدم من تراب، وخلق ذريته من المنيّ الذي يتكون من الغذاء، وهو ينبت من الأرض.


٥-
خلق الإنسان من الأرض، ثم عودته إليها عند الموت.


٦-
جعل الله الأرض مسطّحة أمام العين كالبساط، ويسّر بها الطرق الواسعة الممهدة، التي تيسّر الانتفاع بالأرض، والانتقال بين أرجائها.

المفردات :

الأرض بساطا : فراشا مبسوطا للاستقرار عليها.
سبلا فجاجا : طرقا واسعات.

التفسير :

١٩، ٢٠- والله جعل لكم الأرض بساطا* لتسلكوا منها سبلا فجاجا.
من نعم الله أنه جعل الأرض لنا بساطا ممتدّا، نزرعها ونحصد خيراتها، وننتفع بثمراتها، وجعل لنا فيها طرقا واسعة للتنقل فيها، أو مسالك ومعابر بين الجبال لننتقل من مكان إلى مكان.
أي نوحا لفت أنظارهم إلى بديع صنع الله في خلق السماء والأرض، والشمس والقمر، وآفاق الكون، وآفاق النّفس.
قال تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق... ( فصلت : ٥٣ ).

شكوى نوح إلى ربه سبحانه وتعالى
﴿ قال نوح رب إنهم عصوني واتّبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ٢١ ومكروا مكرا كبّارا ٢٢ وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ٢٣ وقد أضلّوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ٢٤ ﴾
المفردات :
الخسار : الخسران.
مكرا كبارا : كبيرا عظيما.
تمهيد :
يعرض نوح شكواه على ربه القدير، فقد قدّم نوح النصح والإرشاد، سرا وجهرا، ليلا ونهارا، ومع كل ما فعل هرب القوم منه، وخالفوا أمره، وتركوا دعوته، وساروا وراء دعاة آثمين، غرّهم المال والجاه، والأولاد والسلطان، فازدادوا خسرانا وكفرانا، وبيتوا الاحتيال على البسطاء والعامة، وألحّوا عليهم بالكفار والبعد عن نوح، والالتزام بعبادة الأصنام، خصوصا أكبر الأصنام وهي خمسة : ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، ولقد ضل هؤلاء الكفار وأضلوا كثيرا من العامة، وهنا نوح ربه بأن يزيد هؤلاء الظالمين الطغاة، دعاة السوء والكفر، ضلالا وبعدا عن الهداية، عقوبة عاجلة في الدنيا، وسبيلا إلى النار في الآخرة.
التفسير :
٢١، ٢٢- قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله، وولده إلا خسارا* ومكروا مكرا كبّارا.
كرّر نوح شكواه إلى الله الخبير العليم. فقال :
رب إنهم عصوني. أي : خالفوا أمري، وأعرضوا عن رسالتي، واتبعوا عمالقة الكفر الذين غرّهم المال والولد والجاه، فتركوا الرشاد والإيمان، وسلكوا طريق الكفر والخسران.
ومكروا مكرا كبّارا.
دبّروا الكيد لإغراء البسطاء والدهماء من العامة، بالكيد واستمرار التوصية لهم بالابتعاد عن نوح، والاستمرار على عبادة الأصنام.
كما يقول الضعفاء لهؤلاء الكبراء المضلّلين يوم القيامة : بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا... ( سبأ : ٣٣ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:شكوى نوح إلى ربه سبحانه وتعالى
﴿ قال نوح رب إنهم عصوني واتّبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ٢١ ومكروا مكرا كبّارا ٢٢ وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ٢٣ وقد أضلّوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ٢٤ ﴾

المفردات :

الخسار : الخسران.
مكرا كبارا : كبيرا عظيما.
تمهيد :
يعرض نوح شكواه على ربه القدير، فقد قدّم نوح النصح والإرشاد، سرا وجهرا، ليلا ونهارا، ومع كل ما فعل هرب القوم منه، وخالفوا أمره، وتركوا دعوته، وساروا وراء دعاة آثمين، غرّهم المال والجاه، والأولاد والسلطان، فازدادوا خسرانا وكفرانا، وبيتوا الاحتيال على البسطاء والعامة، وألحّوا عليهم بالكفار والبعد عن نوح، والالتزام بعبادة الأصنام، خصوصا أكبر الأصنام وهي خمسة : ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، ولقد ضل هؤلاء الكفار وأضلوا كثيرا من العامة، وهنا نوح ربه بأن يزيد هؤلاء الظالمين الطغاة، دعاة السوء والكفر، ضلالا وبعدا عن الهداية، عقوبة عاجلة في الدنيا، وسبيلا إلى النار في الآخرة.

التفسير :

٢١، ٢٢- قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله، وولده إلا خسارا* ومكروا مكرا كبّارا.
كرّر نوح شكواه إلى الله الخبير العليم. فقال :
رب إنهم عصوني. أي : خالفوا أمري، وأعرضوا عن رسالتي، واتبعوا عمالقة الكفر الذين غرّهم المال والولد والجاه، فتركوا الرشاد والإيمان، وسلكوا طريق الكفر والخسران.
ومكروا مكرا كبّارا.
دبّروا الكيد لإغراء البسطاء والدهماء من العامة، بالكيد واستمرار التوصية لهم بالابتعاد عن نوح، والاستمرار على عبادة الأصنام.
كما يقول الضعفاء لهؤلاء الكبراء المضلّلين يوم القيامة : بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا... ( سبأ : ٣٣ ).

تمهيد :
يعرض نوح شكواه على ربه القدير، فقد قدّم نوح النصح والإرشاد، سرا وجهرا، ليلا ونهارا، ومع كل ما فعل هرب القوم منه، وخالفوا أمره، وتركوا دعوته، وساروا وراء دعاة آثمين، غرّهم المال والجاه، والأولاد والسلطان، فازدادوا خسرانا وكفرانا، وبيتوا الاحتيال على البسطاء والعامة، وألحّوا عليهم بالكفار والبعد عن نوح، والالتزام بعبادة الأصنام، خصوصا أكبر الأصنام وهي خمسة : ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، ولقد ضل هؤلاء الكفار وأضلوا كثيرا من العامة، وهنا نوح ربه بأن يزيد هؤلاء الظالمين الطغاة، دعاة السوء والكفر، ضلالا وبعدا عن الهداية، عقوبة عاجلة في الدنيا، وسبيلا إلى النار في الآخرة.
المفردات :
لا تذرن آلهتكم : التزموا عبادتها ولا تتركوها على الإطلاق.
ودّ وسواع : أسماء أصنام كانوا يعبدونها.
التفسير :
٢٣- وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.
قال هؤلاء القادة المضلّلون لأتباعهم : لا تتبعوا نوحا ولا تعبدوا رب نوح، ولا تتركوا عبادة آلهتكم، أي التي عبدتموها سابقا فصارت آلهتكم، لإثارة النخوة فيهم حتى يتعصبوا لها، ولا تتركوا عبادة الأصنام والأوثان كلها، وخصوصا عبادة الخمسة الكبار.
ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.
وهي أصنام انتقلت إلى العرب فيما بعد، وهي أسماء لأشخاص صالحين، زيّن الشيطان لبعض أتباعهم أن يتخذوا لهم صورا ورموزا، ليكون هذا أنشط لهم في العبادة والاقتداء، فصوّروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دبّ إليهم إبليس، فقال : إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم. ii.
وقد أخرج البخاري، وابن المنذر، وابن مردويه، عن ابن عباس قال : صارت هذه الأوثان في العرب بعد، فكان :
ودّ : لكلب.
سواع : لهذيل.
يغوث : لغطيف بالجرف عند سبأ.
يعوق : لهمدان.
نسر : لحمير آل ذي الكلاع. اه.
وهناك أصنام أخرى لأقوام آخرين، مثل :
اللات : لثقيف بالطائف.
العزّى : لسليم وغطفان وجشم.
مناة : لخزاعة بقديد.
أساف : لأهل مكة.
نائلة : لأهل مكة.
هبل : لأهل مكة، وهو أكبر الأصنام وأعظمها عندهم، ومن ثمّ كان يوضع فوق الكعبةiii.
وليس المراد أن أعيان هذه الأصنام صارت إليهم، بل المراد أنهم أخذوا هذه الأسماء، وسمّوا بها أصنامهم.
تمهيد :
يعرض نوح شكواه على ربه القدير، فقد قدّم نوح النصح والإرشاد، سرا وجهرا، ليلا ونهارا، ومع كل ما فعل هرب القوم منه، وخالفوا أمره، وتركوا دعوته، وساروا وراء دعاة آثمين، غرّهم المال والجاه، والأولاد والسلطان، فازدادوا خسرانا وكفرانا، وبيتوا الاحتيال على البسطاء والعامة، وألحّوا عليهم بالكفار والبعد عن نوح، والالتزام بعبادة الأصنام، خصوصا أكبر الأصنام وهي خمسة : ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، ولقد ضل هؤلاء الكفار وأضلوا كثيرا من العامة، وهنا نوح ربه بأن يزيد هؤلاء الظالمين الطغاة، دعاة السوء والكفر، ضلالا وبعدا عن الهداية، عقوبة عاجلة في الدنيا، وسبيلا إلى النار في الآخرة.
٢٤- وقد أضلّوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا.
أي : أضلّ القادة المبطلون خلقا كثيرا بهذه الأصنام، أو أضلت الأصنام خلقا كثيرا، حيث توهّموا أنها آلهة حقا، وأنها تنفع أو تضرّ، وهو وهم خاطئ، وقد استمرت عبادتها قرونا كثيرة، فقلّدهم الناس بدون أدلة عقلية أو نقلية، أو برهان أو حجة.
كما قال إبراهيم عليه السلام في دعائه لله : واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام* رب إنهن أضللن كثيرا من الناس... ( إبراهيم : ٣٥، ٣٦ ).
ولا تزد الظالمين إلا ضلالا.
توجه نوح إلى ربه بعد أن يئس من هداية هؤلاء الطغاة المضللين، قائلا : لا تزد هؤلاء الظالمين المشجّعين للناس على عبادة الأصنام إلا ضلالا وبعدا عن الهداية.
كما قال موسى عليه السلام حين دعا على فرعون وملئه : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى روا العذاب الأليم. ( يونس : ٨٨ ).
وقد استجاب الله لنوح فأغرق قومه المكذبين، واستجاب الله لموسى فأغرق فرعون وملأه.
ختام سورة نوح
{ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ٢٥ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا ٢٦ إنك إن تذرهم يضلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفّارا ٢٧ رب اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا ٢٨ )
المفردات :
مما خطيئاتهم : من أجل ذنوبهم وآثامهم.
أغرقوا : بالطوفان.
فأدخلوا نارا : عذابا في القبر.
تمهيد :
ذكر القرآن شكوى نوح إلى ربه فبين هنا استجابة الله له، وإغراق الكافرين من قوم نوح، وأنهم لم يجدوا من يدفع عنهم، ولم تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله.
ثم أخبر بدعاء نوح على قومه، وعلل نوح ذلك بأنهم ضالون، ولا يلدون إلا كفارا ضالاّ، ثم ختم السورة بدعاء نوح لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة.
التفسير :
٢٤- مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا.
بسب ذنوبهم، وإعراضهم عن الإيمان، وإصرارهم على الكفر، أغرقهم الله بالطوفان، ثم أدخلهم النار في عذاب القبر، أو أدخلهم نار جهنم، فلم يجدوا أحدا ينصرهم، ولم تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله، لقد حاق سوء عملهم، فأهلكهم الغرق في الدنيا، ولهم عذاب السعير يوم القيامة.
وقريب من ذلك قوله تعالى : فدعا ربه أني مغلوب فانتصر* ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. ( القمر : ١٠، ١١ ).
تمهيد :
ذكر القرآن شكوى نوح إلى ربه فبين هنا استجابة الله له، وإغراق الكافرين من قوم نوح، وأنهم لم يجدوا من يدفع عنهم، ولم تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله.
ثم أخبر بدعاء نوح على قومه، وعلل نوح ذلك بأنهم ضالون، ولا يلدون إلا كفارا ضالاّ، ثم ختم السورة بدعاء نوح لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة.
المفردات :
ديارا : أي أحدا، يقال : ما بالدار ديار، أي : ما بها أحد.
التفسير :
٢٥- وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا.
توضح الآية أن غرقهم المذكور في الآية السابقة كان بسبب ذنوبهم، وبسبب دعاء نوح عليهم، فقد طال مكثه فيهم، وما آمن منهم إلا قليل، وأخبره الله : أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. ( هود : ٣٦ ).
فدعا الله أن يهلك جميع الكافرين، وألا يترك منهم أحدا يسكن دارا.
لقد مكث نوح فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، وسلك كل سبيل إلى دعوتهم، لكنهم صمّوا آذانهم، وتحجّرت قلوبهم، وكانوا طغاة بغاة ظالمين، فدعا نوح ربه أن يطهّر الأرض من الظالمين، وأن يغسلها بالطوفان، حتى لا يكون هؤلاء الطغاة عقبة في وجه إيمان الجيل الجديد.
تمهيد :
ذكر القرآن شكوى نوح إلى ربه فبين هنا استجابة الله له، وإغراق الكافرين من قوم نوح، وأنهم لم يجدوا من يدفع عنهم، ولم تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله.
ثم أخبر بدعاء نوح على قومه، وعلل نوح ذلك بأنهم ضالون، ولا يلدون إلا كفارا ضالاّ، ثم ختم السورة بدعاء نوح لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة.
المفردات :
إلا فاجرا كفارا : من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه لوثوقه بذلك، نتيجة لتجربته الطويلة.
التفسير :
٢٦- إنك إن تذرهم يضلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.
إنك يا ربّنا إذا تركت هؤلاء الكافرين الطغاة فسيحملون الناس على الشرك بدعوتهم لعبادة الأصنام.
وهم في نفس الوقت يحذّرون ذريتهم من اتباع نوح، فكان الرجل يأتي بابنه إلى نوح، ويقوله له : احذر من هذا الرجل فلا تتبعه، فقد حذّرني أبي من اتباعه، وأنا أحذرك من اتباعه.
وتبين لنوح أن الضال أصيل فيهم، فهم أباطرة في الضلال والإضلال، لذلك قال نوح :
إنك إن تذرهم يضلّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.
إنك إن تتركهم أحياء يتسببوا في إضلال المؤمنين من عبادك بحيلهم وكيدهم، وأبناؤهم سيتبعونهم ويكونوا مثلهم في الفجور والكفران.
تمهيد :
ذكر القرآن شكوى نوح إلى ربه فبين هنا استجابة الله له، وإغراق الكافرين من قوم نوح، وأنهم لم يجدوا من يدفع عنهم، ولم تنفعهم الأصنام التي عبدوها من دون الله.
ثم أخبر بدعاء نوح على قومه، وعلل نوح ذلك بأنهم ضالون، ولا يلدون إلا كفارا ضالاّ، ثم ختم السورة بدعاء نوح لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة.
المفردات :
تبارا : هلاكا، ويعدّى بالتضعيف فيقال : تبّره الله، إذا أهلكه.
التفسير :
٢٧- رب اغفر لي ولولديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
تختم السورة بهذه الآية الكريمة، وهي ترنيمة دعاء من نبيّ صالح.
رب اغفر لي.
فالرسول بشر، في حاجة إلى مغفرة الله وستره توفيقه، ثم دعاء لوالديه، وبرّ المؤمن بوالديه من أصول الأديان.
ثم دعاء لكل من دخل بيته مؤمنا، مشتركا معه في حقيقة الإيمان. فبين المؤمنين أخوة عامة، ورحم يجب أن توصل، لذلك ختم دعاءه بقوله :
وللمؤمنين والمؤمنات.
أي : واغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك يدل على سرّ عجيب، وآصرة قوية تربط بين المؤمنين والمؤمنات، مهما تباعد الزمان أوالمكان، فإن أخوّة الإيمان بالله أصرة قوية، ورباط وثيق بين المؤمنين من عهد آدم إلى قيام الساعة.
ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
أي : أهلك هؤلاء الظالمين لأنهم عقبة في سبيل دعوة الإيمان والخير.
وقد استجاب الله دعاءه فأغرق الظالمين، ونجى المؤمنين.
وسجّلت السورة كفاح هذا النبي الكريم، والرسول الصابر الذي لوّن في أسلوب دعوته، وصبر وصابر، ليكون قدوة وأسوة للدعاة والهداة. والله ولي التوفيق.
***
وكان ختام تفسير سورة ( نوح ) مساء الجمعة ٢٨ من ذي الحجة ١٤٢١ه، الموافق ٢٣ من مارس ٢٠٠١م.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
i في ظلال القرآن، الجزء ٢٩ ص٣٠١.
ii انظر تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير.
iii تفسير المراغي، الجزء ٢٩ ص ( ٨٧، ٨٨ ).
Icon