ﰡ
(١) - حِينَمَا جَاءَ جِبْرِيلُ عََلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِالوَحْيِ لأَوَّلِ مَرَّةٍ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ، خَافَ النَّبِيُّ ﷺ وَظَنَّ أَنَّ بِهِ مَسّاً مِنَ الجِنِّ، فَرَجَعَ مِنَ الجَبَلِ، مُرْتَعِداً، وَقَالَ: زَمَّلُونِي زَمِّلُونِي. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ وَنَادَاهُ (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ.. أَيْ يَا أَيُّهَا المُتَلَفِّفُ بِثِيَابِهِ).
المُزَّمِّلُ - المُلْتَفُّ بِثِيَابِهِ.
(٢) - قُمِ اللَّيْلَ مُصَلِّياً، كُلَّهُ، إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُ.
(٤) - قُمْ نِصْفَ اللَّيْلِ أَوْ زِدْ عَلَى نِصْفِ اللَّيْلِ قَلِيلاً حَتَّى تَبْلُغَ الثُّلُثَينِ، وَاقْرَأ القُرْآنَ مُتَمَهِّلاً فِي قِرَاءَتِهِ، لأَنَّ ذَلِكَ يُعِينُ عَلَى فَهْمِ مَعَانِيهِ وَتَدَبُّرِهِ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ (A) يَقْرَأُ القُرْآنَ.
رَتِّلِ القُرْآنَ - اقْرَأْهُ بِتَمَهُّلٍ وَتَبَيَّنْ حُرُوفَهُ.
قَوْلاً ثَقِيلاً - شَاقّاً عَلَى المُكَلِّفِينَ - القُرْآنُ.
(٦) - إِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ أَشَدُّ مُوَاطَأَةً وَمُوَافَقَةً بَيْنَ القَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَأَجْمَعُ لِلْخَاطِرِ فِي أَدَاءِ القِرَاءَةِ وَتَفَهُّمِهَا، وَهَذَا أَفْرَغُ لِلْقَلْبِ مِنَ النَّهَارِ، لأَنَّ النِّهَارَ يَكْثُُرُ فِيهِ لَغْطُ النَّاسِ وَانْتِشَارُهُمْ، وَبَحْثُهُمْ عَنْ مَعَاشِهِمْ.
نَاشِئَةَ اللَّيْلِ - العِبَادَةَ التِي تَنْشَأُ فِيهِ وَتَحْدُثُ، وَنَشَأَ - إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ.
أَشَدُّ وَطْئاً - ثَبَاتاً لِلقَدَمِ وَرُسُوخاً فِي العِبَادَةِ أَوْ مُوَاطَأَةً وَتَوَافُقاً بَيْنَ القَلْبِ وَاللسَانِ.
أَقْوَمُ قِيلاً - أَثْبَتُ قِرَاءَةً لِحُضُورِ القَلْبِ فِيهَا.
سَبْحاً طَوِيلاً - تَقَلُّباً طَوِيلاً فِي أُمُورِ دُنْيَاكَ.
تَبَتَّلْ - انْقَطِعْ إِلَى عِبَادَتِهِ أَوِ اسْتَغْرِقْ فِي مُرَاقَبَتِهِ.
هَجْراً جَمِيلاً - اعْتِزَالاً حَسَناً لاَ جََزَعَ فِيهِ.
ذَرْنِي - دَعْنِي وَإِيَّاهُمْ فَسَأَكْفِيكَ أَمْرَهُمْ.
أَوُلِى النَّعْمَةِ - أَهْلُ التَّرَفِ والعَيْشِ المُتْرَفِ.
الجَحِيمُ - النَّارُ الشَّدِيدَةُ الحَرَارَةِ.
الأَنْكَالُ - القُيُودُ الثِّقَالُ.
ذَا غُصَّةٍ - إِذَا أَكَلَهُ الإِنْسَانُ غَصَّ بِهِ.
تَرْجُفُ الأَرْضُ - تَضْطَرِبُ وَتَتَزَلْزَلُ، وَهُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ.
مَهِيلاً - لاَ تَمَاسُكَ بَيْنَ أَجْزَائِهِ.
(١٥) - إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ رَسُولاً يَشْهَدُ عَلَيْكُمْ، بِمَا أَجَبْتُمُوهُ عَلَى دَعْوَتِهِ لَكُمْ، كَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلُ مُوسَى رَسُولاً إِلى فِرْعَوْنَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ.
(١٦) - فَعَصَى فِرْعَوْنُ رَسُولَ رَبِّهِ، وَهُوَ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَخَذَهُ اللهُ أَخْذاً شَدِيداً، وَأَغْرَقَهُ وَقَوْمَهُ فِي صَبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ.
أًَخْذَاً وَبِيلاً - أَخْذَاً شَدِيداً وَخِيمَ العَاقِبَةِ.
(١٧) - فَكَيْفَ تَدْفَعُونَ عَنْكُمْ، إِنْ كَفَرْتُمْ بِرَبِّكُمْ وَكَذَّبْتُمْ رَسُولَهُ، عَذَابَ يَوْمٍ مَخُوفٍ يَجْعَلُ الشَّبَابَ شُيُوخاً، لِمَا فِيهِ مِنَ الفَزَعِ وَالأَهْوَالِ؟
السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ - تَتَشَقَّقُ السَّمَاءُ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ اليَوْمِ.
(٢٠) - إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَقَلَّ مِنْ ثُلْثَي اللَّيْلِ، وَأَكْثَرَ مِنْ نِصْفِهِ، وَتَقُومُ النِّصْفَ، وَتَقُومُ الثُّلُثَ، أَنْتَ وَطَائِفَةٌ مِنَ أَصْحَابِكَ المُؤْمِنِينَ، حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ قِيَامُ اللَّيْلِ. وَلاَ يَعْلَمُ مَقَادِيرَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ إِلاَّ اللهُ، وَأَنْتُمْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ ضَبْطَ المَوَاقِيتِ، وَإِحْصَاءَ السَّاعَاتِ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ بِأَنْ رَخَّصَ لَكُمْ تَرْكَ القِيَامِ المُقَدَّرِ، وَعَفَا عَنْكُمْ، وَرَفَعَ عَنْكُمْ هَذِهِ المَشَقَّةَ، فَصَلُّوا مَا تَيَسَّرَ لَكُمْ مِنَ الصَّلاَةِ فِي اللَّيْلِ، وَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ فِيهَا، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَكُمْ ذَوُوا أَعْذَارٍ لاَ يَسْتَطِيعُونَ مَعَهَا القِيَامَ بِاللَّيْلِ، كَالمَرَضِ والسَّفَرِ وَابْتِغَاءِ الرِّزْقِ (الضَّرْبِ فِي الأَرْضِ) وَالجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهَؤُلاَءِ إِذَا لَمْ يَنَامُوا اللَّيْلَ تَعِبَتْ أَجْسَادُهُمْ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا القِيَامَ بِوَاجِبِهِمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ فِي الصَّلاَةِ، وَصَلُّوا الصَّلاَةِ المَفْرُوضَةَ، وَقُومُوهَا فَلاَ تَكُونُ قُلُوبُكُمْ غَافِلَةً، وَآتُوا الزَّكَاةَ الوَاجِبَةَ عَلَيْكُمْ، وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فِي أَوْجُهِ الطَّاعَاتِ، وَسَيَجْعَلُ رَبُّكُمْ هَذَا الإِنْفَاقَ بِمَثَابَةِ القَرْضِ لَهُ، وَسَيَجْزِيكُمْ فِي الآخِرَةِ أَحْسَنَ الجَزَاءِ، وَمَا تُقَدِّمُوا فِي الدُّنْيَا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ فَعْلِ خَيْرٍ فَإِنَّكُمْ وَاجِدُونَ ثَوَابَهُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، وَاسْتَغْفِرُو اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
لَنْ تُحْصُوهُ - لَنْ تُطِيقُوا ضَبْطَ وَقْتِ قِيَامِهِ.
فَتَابَ عَلَيْكُمْ - بِالتَّرْخِيصِ فِي تَرْكِ القِيَامِ المَقَدَّرِ.
فَاقْرَؤْوا مَا تَيَسَّرَ - فَصَلُّوا مَا سَهُلَ عَلَيْكُمْ مِنْ صَلاَةٍ.
يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ - يُسَافِرُونَ لِلتَّجَارَةِ وَطَلَبِ الرِّزْقِ.
أَقِيمُوا الصَّلاَةَ - المَفْرُوضَةَ.
قَرْضاً حَسَناً - احْتِسَاباً بِطِيبَةِ خَاطِرٍ وَنَفْسٍ.