تفسير سورة البلد

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة البلد من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْبلد
٩٠
قَوْلُهُ تَعَالَى: لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ
١٩٣٠٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ قَالَ: مَكَّةُ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ قَالَ: أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُقَاتِلَ بِهِ، وَأَمَّا غَيْرُكَ فَلا «١».
١٩٣٠١ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: لا أُقْسِمُ قَالَ: لَا رَدًّا عَلَيْهِمْ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ «٢».
١٩٣٠٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ يعني مكة وأنت حل بهذا البلد يعنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أنت في حل مما صنعت فيه.
١٩٣٠٣ - عَنِ قتادة لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ قَالَ: مَكَّةُ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ قال: أنت به غير حرج ولا آثم «٣».
١٩٣٠٤ - عَنِ الْحَسَنِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ قَالَ: أَحَلَّهَا اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنْ نَهَارِ يَوْمِ الْفَتْحِ «٤».
١٩٣٠٥ - عَنِ الضَّحَّاكِ وأنت حل بهذا البلد يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنْتَ حِلٌّ بِالْحَرَمِ فَاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ أَوْ دَعْ «٥».
١٩٣٠٦ - عَنْ عَطَاءٍ لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، لَمْ تَحِلَّ لِبَشَرٍ إِلا لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَلا يَخْتَلِي خَلاهَا، وَلا يَعْضِدُ عَضَاهَا، وَلا يَنْفِرُ صَيْدُهَا، وَلا تَحِلُّ لَقْطَتُهَا إِلا لِمُعَرِّفٍ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
١٩٣٠٧ - عَنْ شَرِيكٌ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ الْوَالِدُ: الَّذِي يَلِدُ، وَمَا وَلَدَ: الْعَاقِرُ الَّذِي لا يُولَدُ له «٧».
(١) الدر ٨/ ٥١٩.
(٢) الدر ٨/ ٥١٩.
(٣) الدر ٨/ ٥١٩
(٤) الدر ٨/ ٥١٩
(٥) الدر ٨/ ٥١٩
(٦) الدر ٨/ ٥١٩
(٧) الدر ٨/ ٥١٩
عن ابن عباس ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال : أنت يا محمد يحل لك أن تقاتل به، وأما غيرك فلا.
عن مجاهد ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : أنت في حل مما صنعت فيه.
عن قتادة ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال : أنت به غير حرج ولا آثم.
عن الحسن ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال : أحلها الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار يوم الفتح.
عن الضحاك ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : أنت حل بالحرم فاقتل إن شئت أو دع.
عن عطاء ﴿ لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال : إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل لبشر إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار، ولا يختلي خلاها، ولا يعضد عضاها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمعرف.
قوله تعالى :﴿ ووالد وما ولد ﴾
عن شريك عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قوله :﴿ ووالد وما ولد ﴾ الوالد : الذي يلد، وما ولد : العاقر الذي لا يولد له.
عن ابن عباس ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : الوالد الذي يلد ﴿ وما ولد ﴾ العاقر الذي لا يلد من الرجال والنساء- وقال عكرمة : الولد : العاقر، وما ولد : الذي يلد.
عن أبي عمران الجوني ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : إبراهيم وما ولد.
عن مجاهد ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : الوالد آدم ﴿ وما ولد ﴾ ولده.
١٩٣٠٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ قَالَ: الْوَالِدُ الَّذِي يَلِدُ وَمَا وَلَدَ الْعَاقِرُ الَّذِي لَا يَلِدُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ- وَقَالَ عِكْرَمَةُ: الوالد: العاقر، وما ولد: الذي يَلِدُ «١».
١٩٣٠٩ - عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ وَمَا وَلَدَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ إِلَى قَوْلِهِ: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ
١٩٣١٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ ووالد وما ولد قال: الوالد آدَمُ وَمَا وَلَدَ وَلَدُهُ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ في كبد قال: في شدة يقول أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا قَالَ: كَثِيرًا أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَالَ: لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ «٣».
١٩٣١١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ قَالَ: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ فِي وِلَادَتِهِ وَنَبْتِ أسنانه وسوره وَمَعِيشَتِهِ وَخِتَانِهِ «٤».
١٩٣١٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ قَالَ مُنْتَصِبٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ «٥».
١٩٣١٣ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي كَبَدٍ قَالَ مُنْتَصِبًا «٦».
١٩٣١٤ - عَنِ الْحَسَنِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ قَالَ: يُكَابِدُ مَضَايِقَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ «٧».
١٩٣١٥ - عَنِ الْحَسَنِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ قَالَ: يُكَابِدُ أُمُورُ الدُّنْيَا وَأُمُورُ الْآخِرَةِ «٨».
١٩٣١٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ سَأَلَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ:
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ قَالَ: فِي قِيَامِهِ وَاعْتِدَالِهِ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أبو جعفر «٩».
(١) الدر ٨/ ٥١٩. [.....]
(٢) الدر ٨/ ٥١٩.
(٣) الدر ٨/ ٥٢٠
(٤) الدر ٨/ ٥٢٠
(٥) الدر ٨/ ٥٢٠
(٦) الدر ٨/ ٥٢٠
(٧) الدر ٨/ ٥٢٠
(٨) الدر ٨/ ٥٢٠
(٩) ابن كثير ٨/ ٤٢٥.
قوله تعالى :﴿ أهلكت مالا لبدا. . . ﴾
عن مجاهد ﴿ يقول أهلكت مالا لبدا ﴾ قال : كثيرا.
عن الضحاك في قوله :﴿ أهلكت مالا لبدا ﴾ قال : أنفقت مالا في الصد عن سبيل الله. عن ابن جريج في قوله :﴿ يقول أهلكت مالا لبدا ﴾ قال : أيمن علينا فما فضلناه أفضل ﴿ ألم نجعل له عينين ﴾ وكذا وكذا.
عن مجاهد ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : لم يقدر عليه أحد.
عن الضحاك في قوله :﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : الأحد : الله عز وجل.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا إِلَى قَوْلِهِ: أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ
١٩٣١٧ - عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا قَالَ: أَنْفَقْتُ مَالًا فِي الصَّدِّ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَالَ: الْأَحَدُ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ «١».
١٩٣١٨ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا قَالَ: أَيَمُنُّ عَلَيْنَا فما فضلناه أَفْضَلُ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ
١٩٣١٩ - عَنْ قَتَادَةَ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ قَالَ: نِعَمٌ مِنَ اللَّهِ مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُنَا بِهَا كَيْمَا نَشْكُرَ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
١٩٣٢٠ - عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ قَالَ:
سَبِيلَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ «٤».
١٩٣٢١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ قَالَ: الْهُدَى وَالضَّلالَةَ «٥».
١٩٣٢٢ - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«هَمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ» «٦».
١٩٣٢٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الزُّبَيْرِيِّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عِقَالٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ قَالَ:
الثَّدْيَيْنِ «٧».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
١٩٣٢٤ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ قَالَ: جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ «٨».
١٩٣٢٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: الْعَقَبَةُ النَّارُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لِلنَّاسِ عَقَبَةٌ دَوْنَ الجنة واقتحامها فك رقبة الآية «٩».
(١) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢.
(٢) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢.
(٣) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢.
(٤) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢.
(٥) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢.
(٦) الدر ٨/ ٥٢١- ٥٢٢. [.....]
(٧) ابن كثير ٨/ ٤٢٥.
(٨) الدر ٨/ ٥٢٠.
(٩) الدر ٨/ ٥٢٠.
قوله تعالى :﴿ وهديناه النجدين ﴾
عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : سبيل الخير والشر. عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الهدى والضلالة.
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ".
حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، حدثنا أحمد بن الزبيري، حدثنا عيسى بن عقال، عن أبيه عن ابن عباس في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الثديين.
قوله تعالى :﴿ فلا اقتحم العقبة ﴾
عن ابن عمر رضي الله عنه ﴿ فلا اقتحم العقبة ﴾ قال : جبل في جهنم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : العقبة النار. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : للناس عقبة دون الجنة واقتحامها ﴿ فك رقبة ﴾ الآية.
وأبو عمران الجوني : إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان، وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره، فأوثقوا في الحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم، ثم أوصدوها عليهم، أي : أطبقوها قال : فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا، ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبدا، ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا، ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبدا.
عن أبي رجاء رضي الله عنه قال : بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة.
عن كعب الأحبار قال : العقبة سبعون درجة في جهنم.
١٩٣٢٦ - وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ بِكُلِّ جَبَّارٍ وَكُلِّ شَيْطَانٍ، وَكُلِّ مَنْ كَانَ يَخَافُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا شره، فَأُوثَقُوا فِي الْحَدِيدِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ إِلَى جهنم، ثم أو صدوها عَلَيْهِمْ، أَيْ: أَطْبَقُوهَا قَالَ: فَلا وَاللَّهِ لَا تَسْتَقِرُ أَقْدَامُهُمْ عَلَى قَرَارٍ أَبَدًا، وَلا وَاللَّهِ لا ينظرون فيها إلى أَدِيمَ سَمَاءٍ أَبَدًا، ولَا وَاللَّهِ لَا تَلْتَقِي جُفُونُ أَعْيُنِهِمْ عَلَى غَمْضِ نَوْمٍ أَبَدًا، وَلا وَاللَّهِ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَارِدَ شَرَابٍ أَبَدًا «١».
١٩٣٢٧ - عَنِ أَبِي رَجَاءٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْعَقَبَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كتابه مطلعها سبعة آلالف سَنَةٍ وَمَهْبِطُهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ «٢».
١٩٣٢٨ - عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: الْعَقَبَةُ سَبْعُونَ دَرَجَةً فِي جَهَنَّمَ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
١٩٣٢٩ - عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قَالَ:
مَجَاعَةٌ.
١٩٣٣٠ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قَالَ: يَوْمٌ فِيهِ الطَّعَامُ عَزِيزٌ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذَا مَقْرَبَةٍ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذَا مَتْرَبَةٍ
١٩٣٣١ - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: ذَا مَقْرَبَةٍ أَيْ ذَا قَرَابَةٍ.
وَفِي قَوْلِهِ: ذَا مَتْرَبَةِ يَعْنِي بَعِيدُ التُّرْبَةِ أَيْ غَرِيبًا مِنْ وَطَنِهِ «٥».
١٩٣٣٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ قَالَ:
هُوَ الْمَطْرُوحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ، وَفِي لَفْظِ الْحَاكِمِ: هُوَ التَّرِبُ الَّذِي لَا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ شَيْءٌ وَفِي لَفْظٍ: هُوَ اللازِقُ بِالتُّرَابِ مِنْ شِدَّةِ الْفَقْرِ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
١٩٣٣٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ يَعْنِي بِذَلِكَ رَحْمَةُ النَّاسِ كُلِّهِمْ «٧».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مُؤْصَدَةٌ
قَالَ: مُغْلَقَةُ الْأَبْوَابِ.
١٩٣٣٤ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مُؤْصَدَةٌ مُطْبَقَةٌ «٨».
(١) ابن كثير ٨/ ٤٣٢
(٢) الدر ٨/ ٥٢٣- ٥٢٤.
(٣) الدر ٨/ ٥٢٣- ٥٢٤.
(٤) الدر ٨/ ٥٢٥- ٥٢٦.
(٥) الدر ٨/ ٥٢٥- ٥٢٦.
(٦) الدر ٨/ ٥٢٥- ٥٢٦.
(٧) الدر ٨/ ٥٢٥- ٥٢٦.
(٨) الدر ٨/ ٥٢٥- ٥٢٦.
قوله تعالى :﴿ ذا مقربة ﴾
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ذا مقربة ﴾ أي ذا قرابة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ذا متربة ﴾ يعني بعيد التربة أي غريبا من وطنه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أو مسكينا ذا متربة ﴾ قال : هو المطروح الذي ليس له بيت، وفي لفظ الحاكم : هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.
قوله تعالى :﴿ وتواصوا بالمرحمة ﴾
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وتواصوا بالمرحمة ﴾ يعني بذلك رحمة الناس كلهم.
قوله تعالى :﴿ مؤصدة ﴾ قال : مغلقة الأبواب.
عن أبي هريرة قال ﴿ مؤصدة ﴾ مطبقة.
Icon