تفسير سورة يوسف

الدر المنثور
تفسير سورة سورة يوسف من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ
أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة يوسف بمكة.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن الزبير رضي الله عنه قال : أنزلت سورة يوسف بمكة.
وأخرج الحاكم وصححه، عن رفاعة بن رافع الزرقي أنه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفران حتى قدما مكة، وهذا قبل خروج الستة من الأنصار فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم قال : فقلت أعرض علي، فعرض عليه الإسلام وقال :«من خلق السماوات والأرض والجبال ؟ قلنا الله، قال : فمن خلقكم ؟ قلنا الله، قال : فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون ؟ قلنا نحن. قال : فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق ؟ فأنتم أحق أن يعبدوكم ! وأنتم عملتموها، والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه، وأنا أدعوكم إلى عبادة الله وإلى شهادة أن لا إلاه إلا الله وإني رسول الله. وصلة الرحم، وترك العدوان، وبغض الناس ». قلنا : لو كان الذي تدعونا إليه باطلا لكان من معالي الأمور ومحاسن الأخلاق. أمسك راحلتينا حتى نأتي البيت فجلس عند معاذ بن عفران، قال : فطفت وأخرجت سبعة أقداح، فجعلت له منها قدحا، فاستقبلت البيت فضربت بها وقلت : اللهم إن كان ما يدعو إليه محمد حقا فأخرج قدحه سبع مرات، قال : فضربت فخرج سبع مرات، فصحت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فاجتمع الناس علي وقالوا : مجنون، رجل صبأ. قلت : بل رجل مؤمن، ثم جئت إلى أعلى مكة فلما رآني معاذ قال : لقد جاء رافع بوجه ما ذهب بمثله. فجئت وآمنت وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يوسف و( اقرأ باسم ربك ) ثم رجع إلى المدينة.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة أن مصعب بن عمير لما قدم المدينة يعلم الناس القرآن، بعث إليهم عمرو بن الجموح : ما هذا الذي جئتمونا به ؟ فقالوا : إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن، قال : نعم. فواعدهم يوما، فجاء فقرأ عليه القرآن ( الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن حبرا من اليهود دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف، فقال يا محمد، من علمكها ؟ ! قال :«الله علمنيها » فعجب الحبر لما سمع منه، فرجع إلى اليهود، فقال لهم : والله أن محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة، فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا عليه. فعرفوه بالصفة، ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه، فجعلوا يستمعون إلى قراءته بسورة يوسف فتعجبوا منه وأسلموا عند ذلك.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : سمعت عمر رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف.

أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ قَالَ: أَي وَالله يبين بركته وهداه ورشده
وَفِي لفظ يبين الله رشده وهداه
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ قَالَ: يبين حَلَاله وَحَرَامه
وَأخرج ابْن جرير عَن خَالِد بن معدان عَن معَاذ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ فِي قَول الله ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ قَالَ: يبين الله الْحُرُوف الَّتِي سَقَطت عَن ألسن الْأَعَاجِم وَهِي سِتَّة أحرف
495
الْآيَة ٢
496
أخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب الْعَرَب لثلاث: لِأَنِّي عَرَبِيّ وَالْقُرْآن عَرَبِيّ وَكَلَام أهل الْجنَّة عَرَبِيّ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنا عَرَبِيّ وَالْقُرْآن عَرَبِيّ وَكَلَام أهل الْجنَّة عَرَبِيّ
وَأخرج الْحَاكِم عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَلا ﴿قُرْآنًا عَرَبيا﴾ ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ألهم إِسْمَاعِيل هَذَا اللِّسَان الْعَرَبِيّ إلهاماً
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: نزل الْقُرْآن بِلِسَان قُرَيْش وَهُوَ كَلَامهم
الْآيَة ٣
أخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالُوا يَا رَسُول الله لَو قصصت علينا فَنزلت ﴿نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص﴾
وَأخرج إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن الْمُنْذر وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن حبَان وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أنزل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن فَتلا عَلَيْهِم زَمَانا فَقَالُوا: يَا رَسُول الله لَو قصصت علينا فَأنْزل الله ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ هَذِه السُّورَة ثمَّ تَلا عَلَيْهِم زَمَانا فَأنْزل الله (ألم يَأن للَّذين آمنُوا أَن تخشع قُلُوبهم لذكر الله) (الْحَدِيد الْآيَة ١٦)
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عون بن عبد الله عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُول الله لَو قصصت علينا فَنزلت ﴿نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص﴾
496
وَأخرج ابْن جرير عَن عون بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مل أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِلَّة فَقَالُوا: يَا رَسُول الله حَدثنَا فَأنْزل الله تَعَالَى (الله نزل أحسن الحَدِيث) (الزمر آيَة ٢٣) ثمَّ ملوا مِلَّة أُخْرَى فَقَالُوا: يَا رَسُول الله حَدثنَا فَوق الحَدِيث وَدون الْقُرْآن - يعنون الْقَصَص - فَأنْزل الله ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ هَذِه السُّورَة فأرادوا الحَدِيث فدلهم على أحسن الحَدِيث
وَأَرَادُوا الْقَصَص فدلهم على أحسن الْقَصَص
وَأخرج أَبُو يعلى وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَنصر الْمَقْدِسِي فِي الْحجَّة والضياء فِي المختارة عَن خَالِد بن عرفطة قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد عمر إِذْ أَتَاهُ رجل من عبد الْقَيْس فَقَالَ لَهُ عمر: أَنْت فلَان الْعَبْدي قَالَ نعم
فَضَربهُ بقناة مَعَه فَقَالَ الرجل: مَا لي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ إِلَى قَوْله ﴿لمن الغافلين﴾ فقرأها عَلَيْهِ ثَلَاثًا وضربه ثَلَاثًا فَقَالَ لَهُ الرجل: مَا لي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ: أَنْت الَّذِي نسخت كتاب دانيال
قَالَ: مرني بِأَمْرك أتبعه قَالَ: انْطلق فامحه بالحميم وَالصُّوف ثمَّ لَا تَقْرَأهُ وَلَا تقرئه أحدا من النَّاس فلئن بَلغنِي عَنْك أَنَّك قرأته أَو أَقرَأته أحدا من النَّاس لأنهكنك عُقُوبَة ثمَّ قَالَ: اجْلِسْ
فَجَلَسَ بَين يَدَيْهِ
فَقَالَ: انْطَلَقت أَنا فانتسخت كتابا من أهل الْكتاب ثمَّ جِئْت بِهِ فِي أَدِيم فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا هَذَا فِي يدك يَا عمر فَقلت يَا رَسُول الله كتاب نسخته لنزداد بِهِ علما إِلَى علمنَا فَغَضب رَسُول الله حَتَّى احْمَرَّتْ وجنتاه ثمَّ نُودي بِالصَّلَاةِ جَامِعَة
فَقَالَت الْأَنْصَار: أغضب نَبِيكُم السِّلَاح
فجاؤوا حَتَّى أَحدقُوا بمنبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس إِنِّي قد أُوتيت جَوَامِع الْكَلم وخواتيمه وَاخْتصرَ لي اختصاراً وَلَقَد أتيتكم بهَا بَيْضَاء نقية فَلَا تتهوّكوا وَلَا يَغُرنكُمْ المتهوّكون قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: فَقُمْت فَقلت: رضيت بِاللَّه ربًّا وبالإِسلام دينا وَبِك رَسُولا ثمَّ نزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَابْن الضريس عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ رجل يطْلب كتب دانيال وَذَلِكَ الضَّرْب فجَاء فِيهِ كتاب من
497
عمر بن الْخطاب أَن يدْفع إِلَيْهِ فَلَمَّا قدم على عمر رَضِي الله عَنهُ علاهُ بِالدرةِ ثمَّ جعل يقْرَأ عَلَيْهِ ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين﴾ حَتَّى بلغ ﴿الغافلين﴾ قَالَ: فَعرفت مَا يُرِيد فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ دَعْنِي
فوَاللَّه لَا أدع عِنْدِي شَيْئا من تِلْكَ الْكتب إِلَّا حرقته
قَالَ فَتَركه
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص﴾ قَالَ: من الْكتب الْمَاضِيَة وَأُمُور الله السالفة فِي الْأُمَم ﴿وَإِن كنت من قبله﴾ أَي من قبل هَذَا الْقُرْآن ﴿لمن الغافلين﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص﴾ قَالَ الْقُرْآن
الْآيَة ٤
498
أخرج أَحْمد وَالْبُخَارِيّ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ
أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم: يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكباً﴾ قَالَ رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وَحي
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم والعقيلي وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ مَعًا فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ بستاني يَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّد أَخْبرنِي عَن الْكَوَاكِب الَّتِي رَآهَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام سَاجِدَة لَهُ مَا أسماؤها فَسكت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يجبهُ بِشَيْء
فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأخْبرهُ بأسمائها فَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى البستاني الْيَهُودِيّ فَقَالَ: هَل أَنْت مُؤمن إِن أَخْبَرتك بأسمائها قَالَ: نعم
قَالَ: حرثان والطارق
498
وَالذَّيَّال وَذُو الكفتان وَقَابِس ودثان وهودان وَالْفَيْلَق وَالْمصْبح وَالضَّرُوح والفريخ والضياء والنور رَآهَا فِي أفق السَّمَاء سَاجِدَة لَهُ فَلَمَّا قصّ يُوسُف على يَعْقُوب قَالَ: هَذَا أَمر مشتت يجمعه الله من بعد فَقَالَ الْيَهُودِيّ: أَي وَالله أَنَّهَا لَأَسْمَاؤُهَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿أحد عشر كوكباً﴾ قَالَ: إخْوَته
وَالشَّمْس: قَالَ امهِ وَالْقَمَر: قَالَ أَبوهُ ولأمه راحيل ثلث الْحسن
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿أحد عشر كوكباً وَالشَّمْس وَالْقَمَر﴾ قَالَ: الْكَوَاكِب إخْوَته وَالشَّمْس وَالْقَمَر أَبَوَاهُ
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ رَضِي الله عنهفي قَوْله ﴿إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكباً﴾ الْآيَة
قَالَ: رأى أَبَاهُ وَإِخْوَته سجوداً لَهُ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: قَالَ إخْوَته - وَكَانُوا أَنْبيَاء - مَا رَضِي أَن يسْجد لَهُ إخْوَته حَتَّى سجد لَهُ أَبَوَاهُ حِين بَلغهُمْ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن مُنَبّه عَن أَبِيه قَالَ: كَانَت رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْقدر
الْآيَات ٥ - ٦
499
أخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وَكَذَلِكَ يجتبيك رَبك﴾ قَالَ يصطفيك
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة مثله
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ويعلمك من تَأْوِيل الْأَحَادِيث﴾ قَالَ: عبارَة الرُّؤْيَا
499
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ويعلمك من تَأْوِيل الْأَحَادِيث﴾ قَالَ: تَأْوِيل الْعلم والحلم
قَالَ: وَكَانَ يَوْمئِذٍ أعبر النَّاس
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿كَمَا أتمهَا على أَبَوَيْك من قبل إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق﴾ قَالَ: فنعمته على إِبْرَاهِيم نجاه من النَّار وعَلى إِسْحَق أَن نجاه من الذّبْح
الْآيَة ٧
500
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وكذلك يجتبيك ربك ﴾ قال يصطفيك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ويعلمك من تأويل الأحاديث ﴾ قال : عبارة الرؤيا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ ويعلمك من تأويل الأحاديث ﴾ قال : تأويل العلم والحلم. قال : وكان يومئذ أعبر الناس.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله :﴿ كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق ﴾ قال : فنعمته على إبراهيم نجاه من النار، وعلى إسحق أن نجاه من الذبح.
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات﴾ قَالَ عِبْرَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات للسائلين﴾ يَقُول: من سَأَلَ عَن ذَلِك فَهُوَ كَذَا مَا قصّ الله عَلَيْكُم وأنبأكم بِهِ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لقد كَانَ فِي يُوسُف وَإِخْوَته آيَات للسائلين﴾ قَالَ: من كَانَ سَائِلًا عَن يُوسُف وَإِخْوَته فَهَذَا نبؤهم
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن إِسْحَق رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّمَا قصّ الله على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خبر يُوسُف وبغي إخْوَته عَلَيْهِ وحسدهم إِيَّاه حِين ذكر رُؤْيَاهُ
لما رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بغي قومه عَلَيْهِ وحسدهم إِيَّاه حِين أكْرمه الله بنبوّته ليتأسى بِهِ
الْآيَات ٨ - ٩
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام نازلاً بِالشَّام وَكَانَ لَيْسَ لَهُ هم إِلَّا يُوسُف وَأَخُوهُ بنيامين فحسده إخْوَته مِمَّا رَأَوْا من حب أَبِيه لَهُ
وَرَأى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي النّوم رُؤْيا إِن أحد عشر كوكباً وَالشَّمْس وَالْقَمَر ساجدين لَهُ فَحدث أَبَاهُ بهَا فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: ﴿يَا بني لَا تقصص رُؤْيَاك على إخْوَتك فيكيدوا لَك كيداً﴾ فَبلغ إخْوَة يُوسُف
500
الرُّؤْيَا فحسدوه فَقَالُوا ﴿ليوسف وَأَخُوهُ﴾ بنيامين ﴿أحب إِلَى أَبينَا منا وَنحن عصبَة﴾ - كَانُوا عشرَة - ﴿إِن أَبَانَا لفي ضلال مُبين﴾ قَالُوا: فِي ضلال من أمرنَا
﴿اقْتُلُوا يُوسُف أَو اطرحوه أَرضًا يخل لكم وَجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين﴾ يَقُول: تتوبون مِمَّا صَنَعْتُم بِهِ
﴿قَالَ قَائِل مِنْهُم﴾ وَهُوَ يهوذا ﴿لَا تقتلُوا يُوسُف وألقوه فِي غيابة الْجب يلتقطه بعض السيارة إِن كُنْتُم فاعلين﴾
فَلَمَّا أَجمعُوا أَمرهم على ذَلِك أَتَوا أباهم فَقَالُوا لَهُ ﴿يَا أَبَانَا مَا لَك لَا تأمنا على يُوسُف﴾ قَالَ: لن أرْسلهُ مَعكُمْ إِنِّي ﴿وأخاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب وَأَنْتُم عَنهُ غافلون قَالُوا لَئِن أكله الذِّئْب وَنحن عصبَة إنَّا إِذا لخاسرون﴾ فَأرْسلهُ مَعَهم فأخرجوه وَبِه عَلَيْهِ كَرَامَة
فَلَمَّا برزوا إِلَى الْبَريَّة أظهرُوا لَهُ الْعَدَاوَة فَجعل يضْربهُ أحدهم فيستغيث بِالْآخرِ فيضربه فَجعل لَا يرى مِنْهُم رحِيما فضربوه حَتَّى كَادُوا يقتلونه فَجعل يَصِيح وَيَقُول: يَا أبتاه يَا يَعْقُوب لَو تعلم مَا صنع بابنك بَنو الْإِمَاء
فَلَمَّا كَادُوا يقتلونه قَالَ يهوذا: أَلَيْسَ قد أعطيتموني موثقًا أَن لَا تقتلوه
فَانْطَلقُوا بِهِ إِلَى الْجب ليطرحوه فِيهِ فَجعلُوا يدلونه فِي الْبِئْر فَيتَعَلَّق بشفير الْبِئْر فربطوا يَدَيْهِ ونزعوا قَمِيصه فَقَالَ: يَا إخوتاه ردوا عليّ قَمِيصِي أتوارى بِهِ فِي الْجب
فَقَالُوا لَهُ: ادْع الْأَحَد عشر كوكباً وَالشَّمْس وَالْقَمَر يؤنسوك
قَالَ: فَإِنِّي لم أر شَيْئا
فدلوه فِي الْبِئْر حَتَّى إِذا بلغ نصفهَا ألقوه إِرَادَة أَن يَمُوت فَكَانَ فِي الْبِئْر مَاء فَسقط فِيهِ فَلم يضرّهُ ثمَّ أَوَى إِلَى صَخْرَة فِي الْبِئْر فَقَامَ عَلَيْهَا فَجعل يبكي فناداه إخْوَته فَظن إِنَّهَا رقة أدركتهم فأجابهم فأرادوا أَن يرضخوه بصخرة فَقَامَ يهوذا فَمَنعهُمْ وَقَالَ: قد أعطيتموني موثقًا أَن لَا تقتلوه فَكَانَ يهوذا يَأْتِيهِ بِالطَّعَامِ
ثمَّ إِنَّهُم رجعُوا إِلَى أَبِيهِم فَأخذُوا جدياً من الْغنم فذبحوه ونضحوا دَمه على الْقَمِيص ثمَّ أَقبلُوا إِلَى أَبِيهِم عشَاء يَبْكُونَ فَلَمَّا سمع أَصْوَاتهم فزع وَقَالَ: يَا بني مَا لكم هَل أَصَابَكُم فِي غنمكم شَيْء
قَالُوا: لَا
قَالَ: فَمَا فعل يُوسُف: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِق وَتَركنَا يُوسُف عِنْد متاعنا فَأَكله الذِّئْب وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا﴾ يَعْنِي بمصدق لنا ﴿وَلَو كُنَّا صَادِقين﴾ فَبكى الشَّيْخ وَصَاح بِأَعْلَى صَوته ثمَّ قَالَ: أَيْن الْقَمِيص ثمَّ جاؤوا بِقَمِيصِهِ وَعَلِيهِ دم كذب فَأخذ الْقَمِيص وَطَرحه على وَجهه ثمَّ بَكَى حَتَّى خضب وَجهه من دم الْقَمِيص ثمَّ قَالَ: إِن هَذَا الذِّئْب يَا بني لرحيم فَكيف أكل لَحْمه وَلم يخرق قَمِيصه
وَجَاءَت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فَتعلق يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
501
بالحبل فَخرج فَلَمَّا رَآهُ صَاحب الدَّلْو دَعَا رجلا من أَصْحَابه يُقَال لَهُ بشراي فَقَالَ: يَا بشراي هَذَا غُلَام
فَسمع بِهِ إخْوَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فجاؤوا فَقَالُوا: هَذَا عبد لنا آبق ورطنوا لَهُ بلسانهم فَقَالُوا: لَئِن أنْكرت إِنَّك عبد لنا لنقتلنك أترانا نرْجِع بك إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَقد أخبرناه إِن الذِّئْب قد أكلك
قَالَ: يَا إخوتاه ارْجعُوا بِي إِلَى أبي يَعْقُوب فَأَنا أضمن لكم رِضَاهُ وَلَا أذكر لكم هَذَا أبدا
فَأَبَوا فَقَالَ الْغُلَام: أَنا عبد لَهُم
فَلَمَّا اشْتَرَاهُ الرّجلَانِ فرقا من الرّفْقَة أَن يَقُولَا اشْتَرَيْنَاهُ فيسألونهما الشّركَة فِيهِ فَقَالَا: نقُول إِن سألونا مَا هَذَا نقُول هَذِه بضَاعَة استبضعناها من الْبِئْر
فَذَلِك قَوْله ﴿وأسروه بضَاعَة﴾ ﴿وشروه بِثمن بخس دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ - وَكَانَت عشْرين درهما - وَكَانُوا فِي يُوسُف من الزاهدين
فَانْطَلقُوا بِهِ إِلَى مصر فَاشْتَرَاهُ الْعَزِيز - ملك مصر - فَانْطَلق بِهِ إِلَى بَيته فَقَالَ لامْرَأَته ﴿أكرمي مثواه عَسى أَن ينفعنا أَو نتخذه ولدا﴾ فأحبته امْرَأَته فَقَالَت لَهُ: يَا يُوسُف مَا أحسن شعرك
قَالَ: هُوَ أوّل مَا يَتَنَاثَر من جَسَدِي
قَالَ: يَا يُوسُف مَا أحسن عَيْنَيْك قَالَ: هما أوَّل مَا يسيلان إِلَى الأَرْض من جَسَدِي
قَالَت: يَا يُوسُف مَا أحسن وَجهك قَالَ: هُوَ للتراب يَأْكُلهُ ﴿وَقَالَت هيت لَك﴾ قَالَ هَلُمَّ لَك - وَهِي بالقبطية - قَالَ معَاذ الله إِنَّه رَبِّي قَالَ: سَيِّدي أحسن مثواي فَلَا أخونه فِي أَهله
فَلم تزل بِهِ حَتَّى أطمعها فهمّت بِهِ وهمّ بهَا فدخلا الْبَيْت ﴿وغلقت الْأَبْوَاب﴾ فَذهب ليحل سراويله فَإِذا هُوَ بِصُورَة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَائِما فِي الْبَيْت قد عض على أُصْبُعه يَقُول: يَا يُوسُف لَا تواقعها فَإِنَّمَا مثلك مثل الطير فِي جوّ السَّمَاء لَا يُطَاق وَمثلك إِذا وَقعت عَلَيْهَا مثله إِذا مَاتَ فَوَقع على الأَرْض لَا يَسْتَطِيع أَن يدْفع عَن نَفسه وَمثلك مثل الثور الصعب الَّذِي لم يعْمل عَلَيْهِ وَمثلك إِذا واقعتها مثله إِذا مَاتَ فَدخل المَاء فِي أصل قرنيه لَا يَسْتَطِيع أَن يدْفع عَن نَفسه
فَربط سراويله وَذهب ليخرج فَأَدْرَكته فَأخذت بمؤخر قَمِيصه من خَلفه فخرقته حَتَّى أخرجته مِنْهُ وَسقط وَطَرحه يُوسُف وَاشْتَدَّ نَحْو الْبَاب والفيا سَيِّدهَا جَالِسا عِنْد الْبَاب هُوَ وَابْن عَم الْمَرْأَة فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَة ﴿قَالَت مَا جَزَاء من أَرَادَ بأهلك سوءا إِلَّا أَن يسجن أَو عَذَاب أَلِيم﴾ إِنَّه راودني عَن نَفسِي فَدَفَعته عني فشققت قَمِيصه
فَقَالَ يُوسُف: لَا بل هِيَ راودتني عَن نَفسِي فأبيت وفررت مِنْهَا فأدركتني فَأخذت بقميصي فشقته عَليّ
فَقَالَ ابْن عَمها: فِي الْقَمِيص تبيان الْأَمر انْظُرُوا
502
إِن كَانَ الْقَمِيص قدّ من قبل فصدقت وَهُوَ من الْكَاذِبين وَإِن كَانَ قدّ من دُبر فَكَذبت وَهُوَ من الصَّادِقين فَلَمَّا أُتِي بالقميص وجده قد قدّ من دُبر فَقَالَ ﴿إِنَّه من كيدكن إِن كيدكن عَظِيم يُوسُف أعرض عَن هَذَا واستغفري لذنبك﴾ يَقُول: لَا تعودي لذنبك
﴿وَقَالَ نسْوَة فِي الْمَدِينَة امْرَأَة الْعَزِيز تراود فتاها عَن نَفسه قد شغفها حبا﴾ والشغاف جلدَة على الْقلب يُقَال لَهَا لِسَان الْقلب يَقُول دخل الْحبّ الْجلد حَتَّى أصَاب الْقلب - فَلَمَّا سَمِعت بمكرهن - يَقُول بقولهن - أرْسلت إلَيْهِنَّ واعتدت لَهُنَّ متكأً يتكئن عَلَيْهِ وآتت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ سكيناً وأترجاً تَأْكُله وَقَالَت ليوسف: أخرج عَلَيْهِنَّ
فَلَمَّا خرج وَرَأى النسْوَة يُوسُف أعظمنه وجعلن يحززن أَيْدِيهنَّ وهم يَحسبن إنَّهُنَّ يقطعن الأترج وَيَقُلْنَ ﴿حاش لله مَا هَذَا بشرا إِن هَذَا إِلَّا ملك كريم﴾ قَالَت: ﴿فذلكن الَّذِي لمتنني فِيهِ وَلَقَد راودته عَن نَفسه فاستعصم﴾ بَعْدَمَا كَانَ حل سراويله ثمَّ لَا أَدْرِي مَا بدا لَهُ
قَالَ يُوسُف ﴿رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ﴾ من الزِّنَا
ثمَّ إِن الْمَرْأَة قَالَت لزَوجهَا: إِن العَبْد العبراني قد فضحني فِي النَّاس إِنَّه يعْتَذر إِلَيْهِم ويخبرهم أَنِّي راودته عَن نَفسه وَلست أُطِيق أَن أعْتَذر بعذري فإمَّا أَن تَأذن لي فَأخْرج فَاعْتَذر كَمَا يعْتَذر وَإِمَّا أَن تحبسه كَمَا حبستني فَذَلِك قَوْله ﴿ثمَّ بدا لَهُم من بعد مَا رَأَوْا الْآيَات﴾ وَهُوَ شقّ الْقَمِيص وَقطع الْأَيْدِي ﴿ليسجننه حَتَّى حِين وَدخل مَعَه السجْن فتيَان﴾ غضب الْملك على خَبّازه أَنه يُرِيد أَن يسمه فحبسه وَحبس الساقي وَظن أَنه مالأه على السم
فَلَمَّا دخل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام السجْن قَالَ: إِنِّي أعبّر الأحلام
قَالَ أحد الفتيين: هَلُمَّ فَلْنُجَرِّب هَذَا العَبْد العبراني فتراءيا من غير أَن يَكُونَا رَأيا شَيْئا ولكنهما خرصا فَعبر لَهما يُوسُف خرصهما فَقَالَ الساقي: رَأَيْتنِي أعصر خمرًا
وَقَالَ الخباز: رَأَيْتنِي أحمل فَوق رَأْسِي خبْزًا تَأْكُل الطير مِنْهُ
قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه فِي النّوم إِلَّا نبأتكما بتأويله فِي الْيَقَظَة ثمَّ قَالَ: ﴿يَا صَاحِبي السجْن أما أَحَدكُمَا فيسقي ربه خمرًا﴾ فيعاد على مَكَانَهُ ﴿وَأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رَأسه﴾ ففزعا وَقَالا: وَالله مَا رَأينَا شَيْئا
قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: ﴿قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان﴾ إِن هَذَا كَائِن لَا بُد مِنْهُ وَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام للساقي: ﴿اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾
ثمَّ أَن الله أرى الْملك رُؤْيا فِي مَنَامه هالته فَرَأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وَسبع سنبلات خضر يأكلهن سبع يابسات
503
فَجمع السَّحَرَة والكهنة والعافة - وهم الْقَافة - والحاذة - وهم الَّذين يزجرون الطير - فَقَصَّهَا عَلَيْهِم فَقَالُوا: أضعاث أَحْلَام وَمَا نَحن بِتَأْوِيل الأحلام بعالمين
﴿وَقَالَ الَّذِي نجا مِنْهُمَا وادّكر بعد أمة أَنا أنبئكم بتأويله فأرسلون﴾
قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: لم يكن السجْن فِي الْمَدِينَة فَانْطَلق الساقي إِلَى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ ﴿أَفْتِنَا فِي سبع بقرات﴾ إِلَى قَوْله ﴿لعَلي أرجع إِلَى النَّاس لَعَلَّهُم يعلمُونَ﴾ تَأْوِيلهَا ﴿قَالَ تزرعون سبع سِنِين دأباً فَمَا حصدتم فذروه فِي سنبله﴾ قَالَ هُوَ أبقى لَهُ ﴿إِلَّا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك سبع شَدَّاد يأكلن مَا قدمتم لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلا مِمَّا تحصنون﴾ قَالَ: مِمَّا ترفعون ﴿ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك عَام فِيهِ يغاث النَّاس وَفِيه يعصرون﴾ قَالَ: الْعِنَب فَلَمَّا أَتَى الْملك الرَّسُول وَأخْبرهُ قَالَ: ﴿ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُول﴾ فَأمره أَن يخرج إِلَى الْملك أَبى يُوسُف وَقَالَ: ﴿ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ﴾
قَالَ السّديّ: قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: لَو خرج يُوسُف يَوْمئِذٍ قبل أَن يعلم الْملك بِشَأْنِهِ مَا زَالَت فِي نفس الْعَزِيز مِنْهُ حَاجَة يَقُول هَذَا الَّذِي راود امْرَأَته
قَالَ الْملك ائْتُونِي بِهن ﴿قَالَ مَا خطبكن إِذْ راودتُنَّ يُوسُف عَن نَفسه قُلْنَ حاش لله مَا علمنَا عَلَيْهِ من سوء﴾ وَلَكِن امْرَأَة الْعَزِيز أخبرتنا أَنَّهَا راودته عَن نَفسه وَدخل مَعهَا الْبَيْت وَحل سراويله ثمَّ شده بعد ذَلِك وَلَا تَدْرِي مَا بدا لَهُ
فَقَالَت امْرَأَة الْعَزِيز ﴿الْآن حصحص الْحق﴾ قَالَ تبين
﴿أَنا راودته عَن نَفسه﴾ قَالَ يُوسُف - وَقد جِيءَ بِهِ - ذَلِك ليعلم الْعَزِيز ﴿أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ فِي أَهله ﴿وَأَن الله لَا يهدي كيد الخائنين﴾
فَقَالَت امْرَأَة الْعَزِيز: يَا يُوسُف وَلَا حِين حللت السَّرَاوِيل قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾
فَلَمَّا وجد الْملك لَهُ عذرا قَالَ: ﴿ائْتُونِي بِهِ استخلصه لنَفْسي﴾ فأستعمله على مصر فَكَانَ صَاحب أمرهَا هُوَ الَّذِي يَلِي البيع وَالْأَمر فَأصَاب الأَرْض الْجُوع وَأصَاب بِلَاد يَعْقُوب الَّتِي كَانَ فِيهَا فَبعث بنيه إِلَى مصر وَأمْسك بينامين أَخا يُوسُف فَلَمَّا دخلُوا على يُوسُف ﴿فعرفهم وهم لَهُ منكرون﴾ فَلَمَّا نظر إِلَيْهِم أَخذهم وأدخلهم الدَّار - دَار الْملك - وَقَالَ لَهُم: أخبروني مَا أَمركُم فَإِنِّي أنكر شَأْنكُمْ
قَالُوا: نَحن من أَرض الشَّام
قَالَ: فَمَا جَاءَ بكم قَالُوا: نمتار طَعَاما
قَالَ: كَذبْتُمْ أَنْتُم عُيُون كم أَنْتُم قَالُوا نَحن عشرَة
قَالَ أَنْتُم عشرَة آلَاف كل رجل مِنْكُم أَمِير ألف فَأَخْبرُونِي خبركم
قَالُوا: إِنَّا إخْوَة بَنو رجل
504
صديق وَإِنَّا كُنَّا إثني عشر فَكَانَ يحب أَخا لنا وَأَنه ذهب مَعنا إِلَى الْبَريَّة فَهَلَك منا وَكَانَ أحبنا إِلَى أَبينَا
قَالَ: فَإلَى من يسكن أبوكم بعده
قَالُوا إِلَى أَخ لَهُ أَصْغَر مِنْهُ
قَالَ: كَيفَ تحدثوني أَن أَبَاكُم صدّيق وَهُوَ يحب الصَّغِير مِنْكُم دون الْكَبِير ائْتُونِي بأخيكم هَذَا حَتَّى أنظر إِلَيْهِ ﴿فَإِن لم تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كيل لكم عِنْدِي وَلَا تقربون قَالُوا سنراود عَنهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لفاعلون﴾ قَالَ: فَإِنِّي أخْشَى أَن لَا تَأْتُونِي بِهِ فضعوا بَعْضكُم رهينة حَتَّى ترجعوا
فارتهن شَمْعُون عِنْده فَقَالَ لفتيته وَهُوَ يَكِيل لَهُم: اجعلوا بضاعتهم فِي رحالهم لَعَلَّهُم يعرفونها إِذا انقلبوا إِلَى أهلهم لَعَلَّهُم يرجعُونَ إليَّ
فَلَمَّا رجعٍ الْقَوْم إِلَى أَبِيهِم كَلمُوهُ فَقَالُوا: يَا أَبَانَا إِن ملك مصر أكرمنا كَرَامَة لَو كَانَ رجلا منا من بني يَعْقُوب مَا أكرمنا كرامته وَإنَّهُ ارْتهن شَمْعُون وَقَالَ: ائْتُونِي بأخيكم هَذَا الَّذِي عطف عَلَيْهِ أبوكم بعد أخيكم الَّذِي هلك حَتَّى أنظر إِلَيْهِ فَإِن لم تَأْتُونِي بِهِ فَلَا تقربُوا بلادي أبدا
فَقَالَ لَهُم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا أتيتم ملك مصر فاقرؤوه مني السَّلَام وَقُولُوا: إِن أَبَانَا يُصَلِّي عَلَيْك وَيَدْعُو لَك بِمَا أوليتنا وَلما فتحُوا رحالهم وجدوا بضاعتهم ردَّتْ إِلَيْهِم أَتَوا أباهم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نبغي هَذِه بضاعتنا ردَّتْ إِلَيْنَا﴾
فَقَالَ أَبوهُ حِين رأى ذَلِك: ﴿لن أرْسلهُ مَعكُمْ حَتَّى تؤتون موثقًا من الله لتأتنني بِهِ إِلَّا أَن يحاط بكم﴾
فَحَلَفُوا لَهُ ﴿فَلَمَّا آتوه موثقهم﴾ قَالَ يَعْقُوب: ﴿الله على مَا نقُول وَكيل﴾
ورهب عَلَيْهِم أَن يصيبهم الْعين إِن دخلُوا مصر فَيُقَال هَؤُلَاءِ لرجل وَاحِد قَالَ: ﴿يَا بني لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ - يَقُول من طَرِيق وَاحِد - فَلَمَّا دخلُوا على يُوسُف عرف أَخَاهُ فأنزلهم منزلا وأجرى عَلَيْهِم الطَّعَام وَالشرَاب فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل أَتَاهُم بِمثل قَالَ: لينم كل أَخَوَيْنِ مِنْكُم على مِثَال حَتَّى بَقِي الْغُلَام وَحده فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: هَذَا ينَام معي على فِرَاشِي فَبَاتَ مَعَ يُوسُف فَجعل يشم رِيحه ويضمه إِلَيْهِ حَتَّى أصبح وَجعل يَقُول روبيل: مَا رَأينَا رجلا مثل هَذَا إِن نَحن نجونا مِنْهُ
﴿فَلَمَّا جهزهم بجهازهم جعل السِّقَايَة فِي رَحل أَخِيه﴾ وَالْأَخ لَا يشْعر فَلَمَّا ارتحلوا ﴿أذن مؤذّن﴾ قبل أَن يرتحل العير: ﴿أيتها العير إِنَّكُم لسارقون﴾ فَانْقَطَعت ظُهُورهمْ ﴿وَأَقْبلُوا عَلَيْهِم﴾ يَقُولُونَ: ﴿مَاذَا تَفْقِدُونَ﴾ إِلَى قَوْله ﴿فَمَا جَزَاؤُهُ﴾ ﴿قَالُوا جَزَاؤُهُ من وجد فِي رَحْله فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ يَقُول تأخذونه فَهُوَ لكم ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قبل وعَاء أَخِيه﴾ فَلَمَّا بَقِي رَحل أَخِيه الْغُلَام قَالَ: مَا كَانَ هَذَا الْغُلَام ليأخذها
قَالُوا وَالله لَا يتْرك حَتَّى
505
تنظروا فِي رَحْله وَنَذْهَب وَقد طابت نفوسكم فَأدْخل يَده فِي رَحْله فاستخرجها من رَحل أَخِيه
يَقُول الله ﴿كَذَلِك كدنا ليوسف﴾ يَقُول صنعنَا ليوسف ﴿مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك﴾ يَقُول فِي حكم الْملك ﴿إِلَّا أَن يَشَاء الله﴾ وَلَكِن صنعنَا لشأنهم قَالُوا فَهَذَا جَزَاؤُهُ
قَالَ: فَلَمَّا استخرجها من رَحل الْغُلَام انْقَطَعت ظُهُورهمْ وهلكوا وَقَالُوا: مَا يزَال لنا مِنْكُم بلَاء يَا بني راحيل حَتَّى أخذت هَذَا الصواع
قَالَ بنيامين: بَنو راحيل لَا يزل لنا مِنْكُم بلَاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه فِي الْبَريَّة وَمَا وضع هَذَا الصواع فِي رحلي إِلَّا الَّذِي وضع الدَّرَاهِم فِي رحالكُمْ قَالُوا لَا تذكر الدَّرَاهِم فتؤخذ بهَا فوقعوا فِيهِ وشتموه فَلَمَّا أدخلوهم على يُوسُف دَعَا بالصواع ثمَّ نقر فِيهِ ثمَّ أدناه من أُذُنه ثمَّ قَالَ: إِن صواعي هَذَا يُخْبِرنِي أَنكُمْ كُنْتُم إثني عشر أَخا وأنكم انطلقتم بِأَخ لكم فبعتموه
فَلَمَّا سَمعهَا بنيامين قَامَ فَسجدَ ليوسف وَقَالَ: أَيهَا الْملك سل صواعك هَذَا أحيّ أخي ذَاك أم لَا فنقرها يُوسُف ثمَّ قَالَ: نعم هُوَ حَيّ وسوف ترَاهُ
قَالَ: اصْنَع بِي مَا شِئْت فَإِنَّهُ أعلم بِي
فَدخل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَبكى ثمَّ تَوَضَّأ ثمَّ خرج
فَقَالَ بنيامين: أَيهَا الْملك إِنِّي أَرَاك تضرب بصواعك الْحق فسله من صَاحبه فَنقرَ فِيهِ ثمَّ قَالَ: إِن صواعي هَذَا غَضْبَان يَقُول: كَيفَ تَسْأَلنِي من صَاحِبي وَقد رَأَيْت مَعَ من كنت وَكَانَ بَنو يَعْقُوب إِذا غضبوا لم يطاقوا فَغَضب روبيل فَقَامَ فَقَالَ: أَيهَا الْملك وَالله لتتركنا أَو لأصِيحَنَّ صَيْحَة لَا تبقى امْرَأَة حَامِل بِمصْر إِلَّا طرحت مَا فِي بَطنهَا وَقَامَت كل شَعْرَة من جَسَد روبيل فَخرجت من ثِيَابه فَقَالَ يُوسُف لِابْنِهِ مرّة: مر إِلَى جنب روبيل فمسه فمسه فَذهب غَضَبه فَقَالَ روبيل: من هَذَا
إِن فِي هَذِه الْبِلَاد لبزراً من بزر يَعْقُوب
قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: وَمن يَعْقُوب فَغَضب روبيل فَقَالَ: أَيهَا الْملك لَا تذكرَنَّ يَعْقُوب فَإِنَّهُ بشرى لله ابْن ذبيح الله ابْن خَلِيل الله فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْت إِذا كنت صَادِقا فَإِذا أتيتم أَبَاكُم فاقرؤوا عَلَيْهِ مني السَّلَام وَقُولُوا لَهُ: إِن ملك مصر يَدْعُو لَك أَن لَا تَمُوت حَتَّى ترى ابْنك يُوسُف حَتَّى يعلم أبوكم أَن فِي الأَرْض صديقين مثله
فَلَمَّا أيسوا مِنْهُ وَأخرج لَهُم شَمْعُون وَكَانَ قد ارْتَهَنَهُ خلوا بَينهم نجياً يتناجون بَينهم قَالَ كَبِيرهمْ - وَهُوَ روبيل وَلم يكن بأكبرهم سنا وَلَكِن كَانَ كَبِيرهمْ فِي الْعلم -: ﴿ألم تعلمُوا أَن أَبَاكُم قد أَخذ عَلَيْكُم موثقًا من الله وَمن قبل مَا فرطتم فِي يُوسُف فَلَنْ أَبْرَح الأَرْض حَتَّى يَأْذَن لي أبي أَو يحكم الله لي وَهُوَ خير الْحَاكِمين﴾
506
فَأَقَامَ روبيل بِمصْر وَأَقْبل التِّسْعَة إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فأخبروه الْخَبَر فَبكى وَقَالَ: يَا بني مَا تذهبون من مرو إِلَّا نقصتم وَاحِدًا
ذهبتم فنقصتم يُوسُف ثمَّ ذهبتم الثَّانِيَة فنقصتم شَمْعُون ثمَّ ذهبتم الثَّالِثَة فنقصتم بنيامين وروبيل ﴿فَصَبر جميل عَسى الله أَن يأتيني بهم جَمِيعًا إِنَّه هُوَ الْعَلِيم الْحَكِيم وَتَوَلَّى عَنْهُم وَقَالَ يَا أسفى على يُوسُف وابيضت عَيناهُ من الْحزن فَهُوَ كظيم﴾ من الغيظ
﴿قَالُوا تالله تفتأ تذكر يُوسُف حَتَّى تكون حرضاً أَو تكون من الهالكين﴾ الميتين
﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله وَأعلم من الله مَا لَا تعلمُونَ﴾
قَالَ: أَتَى يُوسُف جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ فِي السجْن فَسلم عَلَيْهِ وجاءه فِي صُورَة رجل حسن الْوَجْه طيب الرّيح نقي الثِّيَاب فَقَالَ لَهُ يُوسُف: أَيهَا الْملك الْحسن الْوَجْه الْكَرِيم على ربه الطّيب رِيحه حَدثنِي كَيفَ يَعْقُوب قَالَ حزن عَلَيْك حزنا شَدِيدا
قَالَ فَمَا بلغ من حزنه قَالَ حزن سبعين مثكلة
قَالَ فَمَا بلغ من أجره قَالَ أجر سبعين شَهِيدا
قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: فَإلَى من أَوَى بعدِي قَالَ إِلَى أَخِيك بينامين
قَالَ فتراني أَلْقَاهُ قَالَ نعم
فَبكى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لما لَقِي أَبوهُ بعده ثمَّ قَالَ: مَا أُبَالِي بِمَا لقِيت أَن الله أرانيه
قَالَ: فَلَمَّا أَخْبرُوهُ بِدُعَاء الْملك أحست نفس يَعْقُوب وَقَالَ: مَا يكون فِي الأَرْض صديق إِلَّا ابْني فطمع وَقَالَ: لَعَلَّه يُوسُف
قَالَ: ﴿يَا بني اذْهَبُوا فتحسسوا من يُوسُف وأخيه﴾ بِمصْر ﴿وَلَا تيأسوا من روح الله﴾
قَالَ: من فرج الله أَن يرد يُوسُف فَلَمَّا رجعُوا إِلَيْهِ ﴿قَالُوا يَا أَيهَا الْعَزِيز مسنا وأهلنا الضّر وَجِئْنَا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الْكَيْل﴾ بهَا كَمَا كنت تُعْطِينَا بِالدَّرَاهِمِ الجيدة ﴿وَتصدق علينا﴾ تفضل مَا بَين الْجِيَاد والرديئة
قَالَ لَهُم يُوسُف - ورحمهم عِنْد ذَلِك -: ﴿مَا فَعلْتُمْ بِيُوسُف وأخيه إِذْ أَنْتُم جاهلون قَالُوا أئنك لأَنْت يُوسُف قَالَ أَنا يُوسُف وَهَذَا أخي﴾
فاعتذروا إِلَيْهِ ﴿قَالُوا تالله لقد آثرك الله علينا وَإِن كُنَّا لخاطئين قَالَ لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم﴾ لَا أذكر لكم ذنبكم ﴿يغْفر الله لكم﴾
ثمَّ قَالَ مَا فعل أبي بعدِي قَالُوا عمي من الْحزن
فَقَالَ ﴿اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فألقوه على وَجه أبي يَأْتِ بَصيرًا وأتوني بأهلكم أَجْمَعِينَ﴾
فَقَالَ يهوذا أَنا ذهبت بالقميص إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ متلطخ بالدماء وَقلت: أَن يُوسُف قد أكله الذِّئْب وَأَنا أذهب بالقميص وَأخْبرهُ أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام حَيّ فأفرحه كَمَا أحزنته
فَهُوَ كَانَ البشير
فَلَمَّا ﴿فصلت العير﴾ من مصر
507
منطلقة إِلَى الشَّام وجد يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ريح يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لبني بنيه: ﴿إِنِّي لأجد ريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون﴾
قَالَ لَهُ بَنو بنيه ﴿تالله إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم﴾ من شَأْن يُوسُف ﴿فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير﴾ وَهُوَ يهوذا ألْقى الْقَمِيص على وَجهه ﴿فَارْتَد بَصيرًا﴾
قَالَ لِبَنِيهِ ﴿ألم أقل لكم إِنِّي أعلم من الله مَا لَا تعلمُونَ﴾ ثمَّ حملُوا أهلهم وعيالهم فَلَمَّا بلغُوا مصر كلم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْملك الَّذِي فَوْقه فَخرج هُوَ وَالْملك يتلقونهم فَلَمَّا لَقِيَهُمْ قَالَ: ﴿ادخُلُوا مصر إِن شَاءَ الله آمِنين﴾
فَلَمَّا دخلُوا على يُوسُف آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ أَبَاهُ وخالته ورفعهما ﴿على الْعَرْش﴾
قَالَ: السرير فَلَمَّا حضر يَعْقُوب الْمَوْت أوصى إِلَى يُوسُف أَن يدفنه عِنْد إِبْرَاهِيم
فَمَاتَ فنفح فِيهِ المر ثمَّ حمله إِلَى الشَّام وَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ إِلَى قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾
قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا هَذَا أول نَبِي سَأَلَ الله الْمَوْت وَأخرجه ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم مفرقاً فِي السُّورَة
وَأخرج ابْن جرير ثَنَا وَكِيع ثَنَا عَمْرو بن مُحَمَّد العبقري عَن أَسْبَاط عَن السّديّ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث ثَنَا الْحُسَيْن بن عَليّ ثَنَا عَامر بن الْفُرَات عَن أَسْبَاط عَن السّديّ بِهِ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله فِي قَوْله ﴿إِذْ قَالُوا ليوسف وَأَخُوهُ﴾ يَعْنِي بينامين وَهُوَ أَخُو يُوسُف لِأَبِيهِ وَأمه
وَفِي قَوْله ﴿وَنحن عصبَة﴾ قَالَ الْعصبَة مَا بَين الْعشْرَة إِلَى الْأَرْبَعين
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَنحن عصبَة﴾ قَالَ: الْعصبَة الْجَمَاعَة
وَفِي قَوْله ﴿إِن أَبَانَا لفي ضلال مُبين﴾ قَالَ: لفي خطأ من رَأْيه
الْآيَة ١٠
508
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قَالَ قَائِل مِنْهُم لَا تقتلُوا يُوسُف﴾ قَالَ: كُنَّا نُحدث أَنه روبيل وَهُوَ أكبر إخْوَته وَهُوَ ابْن خَالَة يُوسُف
508
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قَالَ قَائِل مِنْهُم لَا تقتلُوا يُوسُف﴾ قَالَ: هُوَ شَمْعُون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ان عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿قَالَ قَائِل مِنْهُم لَا تقتلُوا يُوسُف وألقوه فِي غيابة الْجب﴾ قَالَ: قَالَه كَبِيرهمْ الَّذِي تخلف
قَالَ: والجب بِئْر بِالشَّام ﴿يلتقطه بعض السيارة﴾ قَالَ: التقطه نَاس من الْأَعْرَاب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وألقوه فِي غيابة الْجب﴾ يَعْنِي الرَّكية
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْجب الْبِئْر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وألقوه فِي غيابة الْجب﴾ قَالَ: هِيَ بِئْر بِبَيْت الْمُقَدّس
يَقُول فِي بعض نَوَاحِيهَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْجب الَّذِي جعل فِيهِ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بحذاء طبرية بَينه وَبَينهَا أَمْيَال
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ تلتقطه بعض السيارة بِالتَّاءِ
الْآيَات ١١ - ١٢
509
أخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي قَاسم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَرَأَ أَبُو رزين مَا لَك لَا تتمنا على يُوسُف قَالَ لَهُ عبيد بن نَضْلَة لحنت قَالَ: مَا لحن من قَرَأَ بلغَة قومه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله أرْسلهُ مَعنا غَدا نرتع وَنَلْعَب قَالَ: نسعى وننشط ونلهو
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن هرون رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ أَبُو عَمْرو يقْرَأ / نرتع وَنَلْعَب / بالنُّون فَقلت لأبي عَمْرو: كَيفَ يَقُولُونَ: نرتع وَنَلْعَب وهم أَنْبيَاء
قَالَ: لم يَكُونُوا يَوْمئِذٍ أَنْبيَاء
509
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ ﴿أرْسلهُ مَعنا غَدا يرتع ويلعب﴾ هُوَ يَعْنِي بِالْيَاءِ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ ﴿يرتع﴾ بِالْيَاءِ وَكسر الْعين
قَالَ يرْعَى غنمه ينظر وَيعْقل وَيعرف مَا يعرف الرجل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ / نرتع / بالنُّون وَكسر الْعين
قَالَ يحفظ بَعْضنَا بَعْضًا نتكالأ نتحارس
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الحكم بن عمر الرعيني قَالَ: بَعَثَنِي خَالِد الْقَسرِي إِلَى قَتَادَة أسأله عَن قَوْله نرتع وَنَلْعَب فَقَالَ قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ لَا نرتع وَنَلْعَب بِكَسْر الْعين
ثمَّ قَالَ: النَّاس لَا يرتعون إِنَّمَا ترتع الْغنم
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مقَاتل بن حَيَّان رَضِي الله عَنهُ
أَنه كَانَ يقرؤوها أرْسلهُ مَعنا غَدا نَلْهُو وَنَلْعَب
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف عَن الْأَعْرَج رَضِي الله عَنهُ
أَنه قَرَأَ نرتعي بالنُّون وَالْيَاء ﴿ويلعب﴾ بِالْيَاءِ
الْآيَات ١٣ - ١٤
510
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله «أرسله معنا غداً نرتع ونلعب » قال : نسعى وننشط ونلهو.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال : كان أبو عمرو يقرأ ﴿ نرتع ونلعب ﴾ بالنون فقلت لأبي عمرو : كيف يقولون : نرتع ونلعب وهم أنبياء ؟ !. . قال : لم يكونوا يومئذ أنبياء.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه ﴿ أرسله معنا غداً يرتع ويلعب ﴾ هو، يعني بالياء.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ يرتع ﴾ بالياء وكسر العين. قال يرعى غنمه وينظر ويعقل، ويعرف ما يعرف الرجل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ نرتع ﴾ بالنون وكسر العين. قال يحفظ بعضنا بعضاً، نتحارس.
وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عمر الرعيني قال : بعثني خالد القسري إلى قتادة أسأله عن قوله «نرتع ونلعب » فقال قتادة رضي الله عنه لا «نرتع ونلعب » بكسر العين. ثم قال : الناس لا يرتعون إنما ترتع الغنم.
وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه ؛ أنه كان يقرؤها «أرسله معنا غداً نلهو ونلعب ».
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الأعرج رضي الله عنه ؛ أنه قرأ «نرتعي » بالنون والياء ﴿ ويلعب ﴾ بالياء.
أخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه والسلفي فِي الطيوريات عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تلقنوا النَّاس فيكذبوا فَإِن بني يَعْقُوب لم يعلمُوا أَن الذِّئْب يَأْكُل النَّاس فَلَمَّا لقنهم أبوهم كذبُوا فَقَالُوا أكله الذِّئْب
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي مجلز رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يلقن ابْنه الشَّرّ فَإِن بني يَعْقُوب لم يدروا أَن الذِّئْب يَأْكُل النَّاس حَتَّى قَالَ لَهُم أبوهم إِنِّي (أَخَاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب)
الْآيَة ١٥
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وأوحينا إِلَيْهِ﴾ الْآيَة
قَالَ: أوحى إِلَى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ فِي الْجب لتنبئن إخْوَتك بِمَا صَنَعُوا وهم لَا يَشْعُرُونَ بذلك الْوَحْي
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وأوحينا إِلَيْهِ﴾ الْآيَة
قَالَ: أوحى الله إِلَيْهِ وحْياً وَهُوَ فِي الْجب أَن ستنبئهم بِمَا صَنَعُوا وهم - أَي إخْوَته - لَا يَشْعُرُونَ بذلك الْوَحْي فهوّن ذَلِك الْوَحْي عَلَيْهِ مَا صنع بِهِ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وهم لَا يَشْعُرُونَ﴾ قَالَ: لَا يَشْعُرُونَ أَنه أُوحِي إِلَيْهِ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وهم لَا يَشْعُرُونَ﴾ يَقُول: لَا يَشْعُرُونَ أَنه يُوسُف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: لما دخل إخْوَة يُوسُف على يُوسُف فعرفهم وهم لَهُ منكرون
جِيءَ بالصواع فَوَضعه على يَده ثمَّ نقره فطن فَقَالَ: إِنَّه ليخبرني هَذَا الْجَام أَنه كَانَ لكم أَخ من أبيكم يُقَال لَهُ يُوسُف يدين دينكُمْ وأنكم انطلقتم بِهِ فألقيتموه فِي غيابة الْجب فأتيتم أَبَاكُم فقلتم أَن الذِّئْب أكله وجئتم على قَمِيصه بِدَم كذب
فَقَالَ بَعضهم لبَعض أَن هَذَا الْجَام ليخبره خبركم
قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: فَلَا نرى هَذِه الْآيَة نزلت إِلَّا فِي ذَلِك ﴿لتنبئنهم بأمرهم هَذَا وهم لَا يَشْعُرُونَ﴾
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لما ألقِي يُوسُف فِي الْجب أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ: يَا غُلَام من أَلْقَاك فِي هَذَا الْجب قَالَ: إخوتي
قَالَ: وَلم قَالَ: لمودة أبي إيَّايَ حسدوني
قَالَ: تُرِيدُ الْخُرُوج من هَهُنَا قَالَ: ذَاك إِلَى إِلَه يَعْقُوب
قَالَ: قل اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِاسْمِك المخزون والمكنون يَا بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض يَا ذَا الْجلَال والاكرام أَن تغْفر لي ذَنبي وترحمني وَأَن تجْعَل لي من أَمْرِي فرجا ومخرجاً وَأَن ترزقني من حَيْثُ أحتسب وَمن حَيْثُ لَا أحتسب
فَقَالَهَا فَجعل الله لَهُ من أمره فرجا ومخرجاً ورزقه ملك مصر من حَيْثُ لَا يحْتَسب فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلظُّوا بهؤلاء الْكَلِمَات فَإِنَّهُنَّ دُعَاء المصطفين الأخيار
511
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي بكر بن عَيَّاش رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْجب ثَلَاثَة أَيَّام
الْآيَات ١٦ - ١٧
512
أخرج ابْن الْمُنْذر عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَت امْرَأَة إِلَى شُرَيْح رَضِي الله عَنهُ تخاصم فِي شَيْء فَجعلت تبْكي فَقَالُوا: يَا أَبَا أُميَّة أما ترَاهَا تبْكي فَقَالَ: قد جَاءَ اخوة يُوسُف أباهم عشَاء يَبْكُونَ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا﴾ قَالَ بمصدق لنا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا وَلَو كُنَّا صَادِقين﴾ قَالَ: نزلت على كَلَام الْعَرَب
كَقَوْلِك: لَا تصدق بِالصّدقِ وَلَو كنت صَادِقا
الْآيَة ١٨
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ﴾ قال : نزلت على كلام العرب. كقولك لا تصدق بالصدق ولو كنت صادقاً.
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب﴾ قَالَ: كَانَ دم سخلة
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بِدَم كذب﴾ قَالَ: كَانَ ذَلِك الدَّم كذبا لم يكن دم يُوسُف كَانَ دم سخلة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: أخذُوا ظَبْيًا فذبحوه فلطخوا بِهِ الْقَمِيص فَجعل يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام يقلب الْقَمِيص فَيَقُول: مَا أرى أثر أثر نَاب وَلَا ظفر إِن هَذَا السَّبع رَحِيم
فَعرف أَنهم كذبوه
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب﴾ قَالَ: لما أُتِي يَعْقُوب
512
بقميص يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَلم ير فِيهِ خرقاً قَالَ كَذبْتُمْ لَو كَانَ كَمَا تَقولُونَ أكله الذِّئْب لخرق الْقَمِيص
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما جِيءَ بقميص يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام جعل يقلبه فَيرى أثر الدَّم وَلَا يرى فِيهِ شقاً وَلَا خرقاً فَقَالَ: يَا بني وَالله مَا كنت أَعهد الذِّئْب حَلِيمًا إِذْ أكل ابْني وَأبقى قَمِيصه
وَأخرج ابْن جرير عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذَبَحُوا جدياً ولطخوه بدمه فَلَمَّا نظر يَعْقُوب إِلَى الْقَمِيص صَحِيحا عرف أَن الْقَوْم كذبوه فَقَالَ لَهُم: ان كَانَ هَذَا الذِّئْب لَحَلِيمًا حَيْثُ رحم الْقَمِيص وَلم يرحم ابْني
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما أَتَوا نَبِي الله يَعْقُوب بِقَمِيصِهِ قَالَ: مَا أرى أثر سبع وَلَا طعن وَلَا خرق
وَأخرج ابو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ فِي أَمَالِيهِ عَن ربيعَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما أَتَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَقيل: إِن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أكله الذِّئْب
دَعَا الذِّئْب فَقَالَ: أكلت قُرَّة عَيْني وَثَمَرَة فُؤَادِي
قَالَ: لم أفعل
قَالَ: فَمن أَيْن جِئْت وَمن أَيْن تُرِيدُ قَالَ: جِئْت من أَرض مصر وَأُرِيد أَرض جرجان
قَالَ: فَمَا يَعْنِيك بهَا قَالَ: سَمِعت الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام قبلك يَقُولُونَ: من زار حميماً أَو قَرِيبا كتب الله لَهُ بِكُل خطْوَة ألف حَسَنَة وَحط عَنهُ ألف سَيِّئَة يرفع لَهُ ألف دَرَجَة
فَدَعَا بنيه فَقَالَ: اكتبوا هَذَا الحَدِيث فَأبى أَن يُحَدِّثهُمْ
فَقَالَ: مَا لَك لَا تحدثهم فَقَالَ: إِنَّهُم عصاة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مبارك قَالَ: سُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رجل رأى فِي الْمَنَام أَنه يستاك كلما أخرج السِّوَاك رأى عَلَيْهِ دَمًا
قَالَ: اتَّقِ الله وَلَا تكذب
وَقَرَأَ ﴿وجاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿بل سوّلت لكم أَنفسكُم أمرا﴾ قَالَ: أَمرتكُم أَنفسكُم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بل سوّلت لكم أَنفسكُم أمرا﴾
513
يَقُول: بل زينت لكم أَنفسكُم أمرا ﴿فَصَبر جميل وَالله الْمُسْتَعَان على مَا تصفون﴾ أَي على مَا تكذبون
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الصَّبْر وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن حَيَّان بن أبي حِيلَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَوْله ﴿فَصَبر جميل﴾ قَالَ: لَا شكوى فِيهِ من بَث وَلم يصبر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَصَبر جميل﴾ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ جزع
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الصَّبْر الْجَمِيل الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شكوى إِلَّا إِلَى الله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الثَّوْريّ عَن بعض الصَّحَابَة قَالَ: يُقَال ثَلَاثَة من الصَّبْر: أَن لَا تحدث بِمَا يوجعك وَلَا بمصيبتك وَلَا تزكي نَفسك
الْآيَة ١٩
514
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك فِي الْآيَة قَالَ: جَاءَت سيارة فَنزلت على الْجب فأرسلوا واردهم فاستقى من المَاء فاستخرج يُوسُف فاستبشروا بِأَنَّهُم أَصَابُوا غُلَاما لَا يعلمُونَ علمه وَلَا مَنْزِلَته عِنْد ربه فزهدوا فِيهِ فباعوه وَكَانَ بَيْعه حَرَامًا وباعوه بِدَرَاهِم مَعْدُودَة
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فأرسلوا واردهم﴾ يَقُول: فأرسلوا رسولهم فأدلى دلوه فتشبث الْغُلَام بالدلو فَلَمَّا خرج قَالَ: يَا بشراي هَذَا غُلَام تباشروا بِهِ حِين استخرجوه: وَهِي بِئْر بِبَيْت الْمُقَدّس مَعْلُوم مَكَانهَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي روق فِي قَوْله [يَا بشراي] قَالَ: يَا بِشَارَة
وَأخرج ابْن الْمُنْذر من طَرِيق أبي عبيد قَالَ: سَمِعت الْكسَائي يحدث عَن حَمْزَة عَن الْأَعْمَش وَأبي بكر عَن عَاصِم أَنَّهُمَا قرآ ﴿يَا بشرى﴾ بإرسال الْيَاء غير مُضَاف إِلَيْهِ
514
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن السّديّ فِي قَوْله ﴿يَا بشرى﴾ قَالَ: كَانَ اسْم صَاحبه بشرى
قَالَ: يَا بشرى كَمَا تَقول يَا زيد
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الشّعبِيّ فِي قَوْله ﴿يَا بشرى﴾ قَالَ كَانَ اسْمه بشرى
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وأسروه بضَاعَة﴾ يَعْنِي إخْوَة يُوسُف أَسرُّوا شَأْنه وكتموا أَن يكون أَخَاهُم وكتم يُوسُف مَخَافَة أَن يقْتله إخْوَته وَاخْتَارَ البيع فَبَاعَهُ إخْوَته بِثمن بخس
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿وأسروه بضَاعَة﴾ قَالَ: أَسرُّوا بَيْعه
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿وأسروه بضَاعَة﴾ قَالَ: أسره التُّجَّار بَعضهم من بعض
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وأسروه بضَاعَة﴾ قَالَ: صَاحب الدَّلْو وَمن مَعَه فَقَالُوا لأصحابهم: إِنَّا استَبْضعناه خُفْيَة أَن يستشركوكم فِيهِ إِن عمِلُوا بِهِ وأتبعهم إخْوَته يَقُولُونَ للمدلي وَأَصْحَابه: استوثقوا مِنْهُ لَا يأبقن حَتَّى وثقوه بِمصْر فَقَالَ: من يبتاعني ويستسر فابتاعه الْملك وَالْملك مُسلم
الْآيَة ٢٠
515
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وشروه﴾ قَالَ: إخْوَة يُوسُف باعوه حِين أخرج المدلي دلوه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وشروه﴾ قَالَ: بيع بَينهمَا بِثمن بخس
قَالَ: حرَام لم يحل لَهُم بَيْعه وَلَا أكل ثمنه
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة ﴿وشروه بِثمن بخس﴾ قَالَ: هم السيارة
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وشروه بِثمن بخس﴾ قَالَ: باعوه بِثمن حرَام كَانَ بَيْعه حَرَامًا وشراؤه حَرَامًا
515
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وشروه بِثمن بخس﴾ قَالَ: البخس هُوَ الظُّلم
وَكَانَ بيع يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وثمنه حَرَامًا عَلَيْهِم وَبيع بِعشْرين درهما
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
أَنه قضى فِي اللَّقِيط أَنه حر ﴿وشروه بِثمن بخس﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن إِبْرَاهِيم رَضِي الله عَنهُ أَنه كره الشِّرَاء وَالْبيع للبدوي وتلا هَذِه الْآيَة ﴿وشروه بِثمن بخس﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بِثمن بخس﴾ قَالَ البخس الْقَلِيل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: البخس الْقَلِيل
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّمَا اشْترِي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِعشْرين درهما وَكَانَ أَهله حِين أرسل إِلَيْهِم بِمصْر ثلثمِائة وَتِسْعين إنْسَانا رِجَالهمْ أَنْبيَاء وَنِسَاؤُهُمْ صديقات وَالله مَا خَرجُوا مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى بلغُوا سِتّمائَة ألف وَسبعين ألفا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ قَالَ: عشرُون درهما
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ قَالَ: اثْنَان وَعِشْرُونَ درهما لإخوة يُوسُف أحد عشر رجلا
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن نوف الشَّامي الْبكالِي مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَطِيَّة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ قَالَ: عشرُون درهما كَانُوا عشرَة اقتسموا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن نعيم بن أبي هِنْد ﴿دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ قَالَ: ثَلَاثُونَ درهما
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله ﴿بِثمن بخس﴾ قَالَ: البخس الْقَلِيل
﴿دَرَاهِم مَعْدُودَة﴾ قَالَ: أَرْبَعُونَ درهما
516
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَكَانُوا فِيهِ من الزاهدين﴾ قَالَ: إخْوَته زهدوا فِيهِ لم يعلمُوا بنبوّته وَلَا بِمَنْزِلَتِهِ من الله ومكانه
الْآيَة ٢١
517
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الَّذِي اشْتَرَاهُ ظيفر بن روحب وَكَانَ اسْم امْرَأَته راعيل بنت رعائيل
وَأخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: لما بَاعَ يُوسُف صَاحبه الَّذِي بَاعه من الْعَزِيز - واسْمه مَالك بن ذعر - قَالَ حِين بَاعه: من أَنْت - وَكَانَ مَالك من مَدين - فَذكر لَهُ يُوسُف من هُوَ وَابْن من هُوَ فَعرفهُ فَقَالَ: لَو كنت أَخْبَرتنِي لم أبعك
ادْع لي فَدَعَا لَهُ يُوسُف فَقَالَ: بَارك الله لَك فِي أهلك
قَالَ: فَحملت امْرَأَته اثْنَي عشر بَطنا فِي كل بطن غلامان
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿أكرمي مثواه﴾ قَالَ: مَنْزِلَته
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة مثله
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَفرس النَّاس ثَلَاثَة: الْعَزِيز حِين تفرس فِي يُوسُف فَقَالَ لامْرَأَته: أكرمي مثواه عَسى أَن ينفعنا أَو نتخذه ولدا وَالْمَرْأَة الَّتِي أَتَت مُوسَى فَقَالَت لأَبِيهَا: يَا أَبَت اسْتَأْجرهُ وَأَبُو بكر حِين اسْتخْلف عمر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: بلغنَا أَن الْعَزِيز كَانَ يَلِي عملا من أَعمال الْملك
وَقَالَ الْكَلْبِيّ: كَانَ خبازه وَصَاحب شرابه وَصَاحب دوائه وَصَاحب السجْن
517
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ولنعلمه من تَأْوِيل الْأَحَادِيث﴾ قَالَ: عبارَة الرُّؤْيَا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله ﴿وَالله غَالب على أمره﴾ قَالَ: فعال
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿وَالله غَالب على أمره﴾ قَالَ: لُغَة عَرَبِيَّة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وَالله غَالب على أمره﴾ قَالَ: لما يُرِيد أَن يبلغ يُوسُف
الْآيَة ٢٢
518
أخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي فِي كتاب الأضداد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَلما بلغ أشده﴾ قَالَ: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بلغ أشده﴾ قَالَ: خمْسا وَعشْرين سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بلغ أشده﴾ قَالَ: ثَلَاثِينَ سنة
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وَلما بلغ أشده﴾ قَالَ: عشْرين سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿بلغ أشده﴾ قَالَ: عشر سِنِين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ربيعَة فِي قَوْله ﴿بلغ أشده﴾ قَالَ: الْحلم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لأشد الْحلم إِذا كتبت لَهُ الْحَسَنَات وكتبت عَلَيْهِ السَّيِّئَات
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿آتيناه حكما وعلماً﴾ قَالَ: هُوَ الْفِقْه وَالْعلم وَالْعقل قبل النُّبُوَّة
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وَكَذَلِكَ نجزي الْمُحْسِنِينَ﴾ يَقُول: المهتدين
518
الْآيَة ٢٣
519
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿وراودته الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا﴾ قَالَ: هِيَ امْرَأَة الْعَزِيز
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وراودته الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا عَن نَفسه﴾ قَالَ: حِين بلغ مبلغ الرِّجَال
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْبُخَارِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي وَائِل رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَرَأَهَا عبد الله ﴿هيت لَك﴾ بِفَتْح الْهَاء وَالتَّاء فَقُلْنَا لَهُ: إِن نَاسا يقرؤونها ﴿هيت لَك﴾ فَقَالَ: دَعونِي فَإِنِّي أَقرَأ كَمَا اقرئت أحب إليَّ
وَأخرج ابْن جرير وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ ﴿هيت لَك﴾ بِنصب الْهَاء وَالتَّاء وَلَا يهمز
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: اقرأني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿هيت لَك﴾ يَعْنِي هَلُمَّ لَك
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طرق عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه كَانَ يقْرَأ كَمَا يقْرَأ عبد الله ﴿هيت لَك﴾ وَقَالَ: هَلُمَّ لَك تَدعُوهُ إِلَى نَفسهَا
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: هَلُمَّ لَك وَهِي بالحورانية
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: هَلُمَّ لَك وَهِي بالقبطية هُنَا
وَأخرج ابْن جرير عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: تعال
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: أَلْقَت نَفسهَا واستلقت لَهُ ودعته إِلَى نَفسهَا وَهِي لُغَة
519
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: أَلْقَت بِنَفسِهَا واستلقت لَهُ لُغَة عَرَبِيَّة تَدعُوهُ بهَا إِلَى نَفسهَا
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن يحيى بن وثاب أَنه قَرَأَهَا ﴿هيت لَك﴾ يَعْنِي بِكَسْر الْهَاء وَضم التَّاء يَعْنِي تهيأت لَك
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَرَأَ / هئت لَك / مَكْسُورَة الْهَاء مَضْمُومَة التَّاء مَهْمُوزَة
قَالَ: تهيأت لَك
وَأخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله عزَّ وَجل ﴿هيت لَك﴾ قَالَ: تهيأت لَك
قُم فَاقْض حَاجَتك
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم
أما سَمِعت أحيحة الْأنْصَارِيّ وَهُوَ يَقُول: بِهِ أحمى الْمُصَاب إِذا دعال إِذا مَا قيل للأبطال هيتا وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن أبي وَائِل رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يقْرَأ / هئت لَك / رفع أَي تهيأت لَك
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة عَن زر بن حُبَيْش رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يقْرَأ ﴿هيت لَك﴾ نصبا أَي هَلُمَّ لَك
وَقَالَ أَبُو عبيد كَذَلِك
كَانَ الْكسَائي يحكيها قَالَ: هِيَ لُغَة لأهل نجد وَقعت إِلَى الْحجاز مَعْنَاهَا: تعال
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر عَن عبد الله بن عَامر الْيحصبِي رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ ﴿هيت لَك﴾ بِكَسْر الْهَاء وَفتح التَّاء
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنَّه رَبِّي﴾ قَالَ: سَيِّدي يَعْنِي زوج الْمَرْأَة
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي بكر بن عَيَّاش رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنَّه رَبِّي﴾ قَالَ: يَعْنِي زَوجهَا
الْآيَة ٢٤
520
أخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: لما هَمت
520
بِهِ تزينت ثمَّ استلقت على فراشها وهم بهَا وَجلسَ بَين رِجْلَيْهَا يحل تبانه نُودي من السَّمَاء: يَا بن يَعْقُوب لَا تكن كطائر ينتف ريشه فَبَقيَ لَا ريش لَهُ فَلم يتعظ على النداء شَيْئا حَتَّى رأى برهَان ربه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَة يَعْقُوب عاضاً على اصبعيه فَفَزعَ فَخرجت شَهْوَته من أنامله فَوَثَبَ إِلَى الْبَاب فَوَجَدَهُ مغلقاً فَرفع يُوسُف رجله فَضرب بهَا الْبَاب الْأَدْنَى فانفرج لَهُ واتبعته فَأَدْرَكته فَوضعت يَديهَا فِي قَمِيصه فشقته حَتَّى بلغت عضلة سَاقه فألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه سُئِلَ عَن هم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام مَا بلغ قَالَ: حل الْهِمْيَان - يَعْنِي السَّرَاوِيل - وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الخاتن فصيح بِهِ يَا يُوسُف لَا تكن كالطير لَهُ ريش فَإِذا زنى قعد لَيْسَ لَهُ ريش
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا﴾ قَالَ: طمعت فِيهِ وطمع فِيهَا وَكَانَ من الطمع أَن هم بِحل التكة فَقَامَتْ إِلَى صنم مكلل بالدر والياقوت فِي نَاحيَة الْبَيْت فَسترته بِثَوْب أَبيض بَينهَا وَبَينه فَقَالَ: أَي شَيْء تصنعين فَقَالَت: استحي من الهي أَن يراني على هَذِه الصُّورَة
فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: تستحين من صنم لَا يَأْكُل وَلَا يشرب وَلَا استحي أَنا من إلهي الَّذِي هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت
ثمَّ قَالَ: لَا تنالينها مني أبدا
وَهُوَ الْبُرْهَان الَّذِي رأى
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وهم بهَا﴾ قَالَ: حل سراويله حَتَّى بلغ ثنته وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الرجل من امْرَأَته فَمثل لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَضرب بِيَدِهِ على صَدره فَخرجت شَهْوَته من أنامله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: رأى صُورَة أَبِيه يَعْقُوب فِي وسط الْبَيْت عاضاً على ابهامه فَأَدْبَرَ هَارِبا وَقَالَ: وحقك يَا أَبَت لَا أَعُود ابداً
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: حل السَّرَاوِيل وَجلسَ مِنْهَا مجْلِس الخاتن فَرَأى صُورَة فِيهَا وَجه يَعْقُوب عاضاً على أَصَابِعه فَدفع صَدره فَخرجت الشَّهْوَة من
521
أنامله فَكل ولد يَعْقُوب قد ولد لَهُ اثْنَا عشر ولدا إِلَّا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ نقص بِتِلْكَ الشَّهْوَة ولدا وَلم يُولد لَهُ غير أحد عشر ولدا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: تمثل لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَضرب فِي صدر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فطارت شَهْوَته من أَطْرَاف أنامله فولد لكل ولد يَعْقُوب اثْنَا عشر ذكرا غير يُوسُف لم يُولد لَهُ إِلَّا غلامان
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: رأى يَعْقُوب عاضاً على أَصَابِعه يَقُول: يُوسُف يُوسُف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: رأى آيَة من آيَات ربه حجزه الله بهَا عَن مَعْصِيَته
ذكر لنا أَنه مثل لَهُ يَعْقُوب عاضاً على أصبعيه وَهُوَ يَقُول لَهُ: يَا يُوسُف أتهم بِعَمَل السُّفَهَاء وَأَنت مَكْتُوب فِي الْأَنْبِيَاء فَذَلِك الْبُرْهَان فَانْتزع الله كل شَهْوَة كَانَت فِي مفاصله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بن سِيرِين رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: مثل لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام عاضاً على أصبعيه يَقُول: يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن اسْمك فِي الْأَنْبِيَاء وتعمل عمل السُّفَهَاء
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: رأى صُورَة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْجِدَار
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: زَعَمُوا أَن سقف الْبَيْت انفرج فَرَأى يَعْقُوب عاضاً على أصبعيه
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: لما هم قيل لَهُ: يُوسُف ارْفَعْ رَأسك
فَرفع رَأسه فَإِذا هُوَ بِصُورَة فِي سقف الْبَيْت تَقول: يَا يُوسُف أَنْت مَكْتُوب فِي الْأَنْبِيَاء فعصمه الله عز وَجل
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن أبي صَالح رَضِي الله عَنهُ قَالَ: رأى صُورَة يَعْقُوب فِي سقف الْبَيْت تَقول: يُوسُف يُوسُف
522
وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق الزُّهْرِيّ أَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أخبرهُ أَن الْبُرْهَان الَّذِي رأى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ يَعْقُوب
وَأخرج ابْن جرير عَن الْقَاسِم بن أبي بزَّة قَالَ: نُودي: يَا ابْن يَعْقُوب لَا تكونن كالطير لَهُ ريش فَإِذا زنى قعد لَيْسَ لَهُ ريش
فَلم يعرض للنداء وَقعد فَرفع رَأسه فَرَأى وَجه يَعْقُوب عاضاً على أُصْبُعه فَقَامَ مَرْعُوبًا استحياء من أَبِيه
وَأخرج ابْن جرير عَن عَليّ بن بديمة قَالَ: كَانَ يُولد لكل رجل مِنْهُم اثْنَا عشر اثْنَا عشر إِلَّا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ولد لَهُ أحد عشر من أجل مَا خرج من شَهْوَته
وَأخرج ابْن جرير عَن شمر بن عَطِيَّة قَالَ: نظر يُوسُف إِلَى صُورَة يَعْقُوب عاضاً على أُصْبُعه يَقُول: يَا يُوسُف فَذَاك حَيْثُ كف وَقَامَ
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: يَزْعمُونَ أَنه مثل لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فاستحيا مِنْهُ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا يَقُول: فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: رأى آيَة من كتاب الله فنهته مثلت لَهُ فِي جِدَار الْحَائِط
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْبُرْهَان الَّذِي رأى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاث آيَات من كتاب الله (وَإِن عَلَيْكُم لحافظون كراماً كاتبين يعلمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الإنفطار الْآيَات ١٠ - ١١ - ١٢) وَقَول الله (وَمَا تكون فِي شَأْن وَمَا تتلو مِنْهُ من قُرْآن وَلَا تعلمُونَ من عمل إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُم شُهُودًا إِذْ تفيضون فِيهِ
) (يُونُس الْآيَة ٦١ - ٦٢) وَقَول الله (أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت
) (الرَّعْد الْآيَة ٣٣)
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بن كَعْب قَالَ: رأى فِي الْبَيْت فِي نَاحيَة الْحَائِط مَكْتُوبًا (وَلَا تقربُوا الزِّنَا إِنَّه كَانَ فَاحِشَة وساء سَبِيلا) (الْإِسْرَاء الْآيَة ٣٢)
523
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما خلا يُوسُف وَامْرَأَة الْعَزِيز خرجت كف بِلَا جَسَد بَينهمَا مَكْتُوب عَلَيْهِ بالعبرانية (أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس مَا كسبت
) (الرَّعْد الْآيَة ٣٣) ثمَّ انصرفت الْكَفّ وقاما مقامهما ثمَّ رجعت الْكَفّ بَينهمَا مَكْتُوب عَلَيْهَا بالعبرانية (ان عَلَيْكُم لحافظين كراماً كاتبين يعلمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الإنفطار الْآيَات ١٠ - ١١ - ١٢) ثمَّ انصرفت الْكَفّ وقاما مقامهما فَعَادَت الْكَفّ الثَّالِثَة مَكْتُوب عَلَيْهَا (وَلَا تقربُوا الزِّنَا إِنَّه كَانَ فَاحِشَة وساء سَبِيلا) (الْإِسْرَاء الْآيَة ٣٢) وانصرفت الْكَفّ وقاما مقامهما فَعَادَت الْكَفّ الرَّابِعَة مَكْتُوب عَلَيْهَا بالعبرانية (وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله ثمَّ توفى كل نفس مَا كسبت وهم لَا يظْلمُونَ) (الْبَقَرَة الْآيَة ٢٨١) فولى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام هَارِبا
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه﴾ قَالَ: آيَات ربه رأى تِمْثَال الْملك
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما دخل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام مَعهَا الْبَيْت وَفِي الْبَيْت صنم من ذهب قَالَت: كَمَا أَنْت حَتَّى أغطي الصَّنَم فَإِنِّي أستحي مِنْهُ
فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: هَذِه تَسْتَحي من الصَّنَم أَنا أَحَق أَن أستحي من الله
فَكف عَنْهَا وَتركهَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿كَذَلِك لنصرف عَنهُ السوء والفحشاء﴾ قَالَ: الزِّنَا وَالثنَاء الْقَبِيح
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿إِنَّه من عبادنَا المخلصين﴾ قَالَ: الَّذين لَا يعْبدُونَ مَعَ الله شَيْئا
الْآيَة ٢٥
524
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿واستبقا الْبَاب﴾ قَالَ: استبق هُوَ وَالْمَرْأَة الْبَاب
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: فِي قِرَاءَة عبد الله [ووجدا سَيِّدهَا]
وَأخرج ابْن جرير عَن زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ قَالَ: السَّيِّد الزَّوْج
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وألفيا سَيِّدهَا﴾ قَالَ: زَوجهَا
﴿لَدَى الْبَاب﴾ قَالَ: عِنْد الْبَاب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن نوف الشَّامي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام يُرِيد أَن يذكرهُ حَتَّى ﴿قَالَت مَا جَزَاء من أَرَادَ بأهلك سوءا﴾ فَغَضب يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ ﴿هِيَ راودتني عَن نَفسِي﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿إِلَّا أَن يسجن أَو عَذَاب أَلِيم﴾ قَالَ: الْقَيْد
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: عثر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاث عثرات: حِين هم بهَا فسجن وَحين قَالَ: اذْكُرْنِي عِنْد رَبك فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين فأنساه الشَّيْطَان ذكر ربه وَحين قَالَ: إِنَّكُم لسارقون
قَالُوا إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل
الْآيَات ٢٦ - ٢٨
أخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿وَشهد شَاهد﴾ قَالَ: حكم حَاكم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: صبي فِي المهد
525
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: صبي أنطقه الله كَانَ فِي الدَّار
وَأخرج أَحْمد وَابْن جرير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تكلم أَرْبَعَة وهم صغَار: ابْن ماشطة فِرْعَوْن وَشَاهد يُوسُف وَصَاحب جريج وَعِيسَى بن مَرْيَم
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ عِيسَى وَصَاحب يُوسُف وَصَاحب جريج تكلمُوا فِي المهد
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جريج وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: كَانَ صَبيا فِي المهد
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: كَانَ رجلا ذَا لحية
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: كَانَ من خَاصَّة الْملك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: رجل لَهُ عقل وَفهم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن زيد بن أسلم رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: ابْن عَم لَهَا كَانَ حكيماً
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: ذكر لنا أَنه رجل حَكِيم من أَهلهَا
قَالَ: الْقَمِيص يقْضِي بَينهمَا إِن كَانَ قَمِيصه قدّ إِلَى آخِره
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من أَهلهَا﴾ قَالَ: لَيْسَ بإنسي وَلَا جَان هُوَ خلق من خلق الله
وَفِي لفظ قَالَ: قَمِيصه مشقوق من دبر فَتلك الشَّهَادَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الشّعبِيّ رَضِي الله
526
عَنهُ قَالَ: كَانَ فِي قَمِيص يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاث آيَات: حِين قدّ قَمِيصه من دبر وَحين ألقِي على وَجه أَبِيه فارتدّ بَصيرًا وَحين جاؤوا على قَمِيصه بِدَم كذب عرف أَن الذِّئْب لَو أكله خرق قَمِيصه
الْآيَة ٢٩
527
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿يُوسُف أعرض عَن هَذَا﴾ قَالَ: عَن هَذَا الْأَمر والْحَدِيث ﴿واستغفري لذنبك﴾ أيتها الْمَرْأَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿يُوسُف أعرض عَن هَذَا﴾ قَالَ: لَا تذكره
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿واستغفري لذنبك إِنَّك كنت من الخاطئين﴾ قَالَ: حلماً
الْآيَة ٣٠
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ غلبها
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿قد شغفها﴾ قَالَ: قَتلهَا حب يُوسُف
الشغف الْحبّ الْقَاتِل والشغف حب دون ذَلِك
والشغاف حجاب الْقلب
وَأخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: الشغاف فِي الْقلب فِي النياط قد امْتَلَأَ قَلبهَا من حب
527
يُوسُف
قَالَ وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت نَابِغَة بني ذبيان وَهُوَ يَقُول: وَفِي الصَّدْر حب دون ذَلِك دَاخل وحول الشغاف غيبته الأضالع وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: قد علقها
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يَقْرَأها ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: بَطنهَا حبا
قَالَ: وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ بَطنهَا حبا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الشّعبِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: الشغوف الْمُحب والمشغوف المحبوب
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يقْرؤهَا ﴿قد شغفها حبا﴾ وَيَقُول: الشغف شغف الْحبّ
والشغف شغف الدَّابَّة حِين تذْعَر
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي الْعَالِيَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ / قد شعفها حبا / بِالْعينِ الْمُهْملَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: هُوَ الْحبّ اللازق بِالْقَلْبِ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الشغاف جلدَة رقيقَة تكون على الْقلب بَيْضَاء حبه خرق ذَلِك الْجلد حَتَّى وصل إِلَى الْقلب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد قَالَ: إِن الشعف والشغف يَخْتَلِفَانِ فالشعف فِي البغض والشغف فِي الْحبّ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد الْعَبادَانِي قَالَ: قَالَ رجل ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي أحبك
فَقَالَ لَهُ يُوسُف: لَا أُرِيد أَن يحبني أحد غير الله من حب أبي ألقيت فِي الْجب وَمن حب امْرَأَة الْعَزِيز ألقيت فِي السجْن
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: دخل حبه فِي شغافها
528
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قد شغفها حبا﴾ قَالَ: دخل حبه تَحت الشغاف
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك ﴿قد شغفها حبا﴾ يَقُول: هَلَكت عَلَيْهِ حبا
وَأخرج ابْن جرير عَن الْأَعْرَج رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ / قد شعفها حبا / بِالْعينِ الْمُهْملَة وَقَالَ ﴿شغفها حبا﴾ يَعْنِي بالغين مُعْجمَة إِذا كَانَ هُوَ يُحِبهَا
الْآيَة ٣١
529
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا سَمِعت بمكرهنَّ﴾ قَالَ: بحديثهن
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿سَمِعت بمكرهن﴾ قَالَ: يعملهن
وَقَالَ: كل مكر فِي الْقُرْآن فَهُوَ عمل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وأعتدت لَهُنَّ متكأ﴾ قَالَ: هيأت لَهُنَّ مَجْلِسا وَكَانَ سنتهمْ إِذا وضعُوا الْمَائِدَة أعْطوا كل إِنْسَان سكيناً يَأْكُل بهَا
فَلَمَّا رأينه قَالَ: فَلَمَّا خرج عَلَيْهِنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿أكبرنه﴾ قَالَ: أعظمنه ونظرن إِلَيْهِ وأقبلن يحززن أَيْدِيهنَّ بالسكاكين وَهن يَحسبن أَنَّهُنَّ يقطعن الطَّعَام
وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وأعتدت لَهُنَّ متكأ﴾ قَالَ: أعطتهن أترنجاً وأعطت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ سكيناً فَلَمَّا رأين يُوسُف أكبرنه وجعلن يقطعن أَيْدِيهنَّ وَهن يَحسبن أَنَّهُنَّ يقطع الأترنج
وَأخرج مُسَدّد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: المتكأ الأترنج وَكَانَ يقْرؤهَا خَفِيفَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر من وَجه آخر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿متكأ﴾ قَالَ: هُوَ الأترنج
وَأخرج أبوعبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من وَجه
529
ثَالِث عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: من قَرَأَ ﴿متكأ﴾ شدها فَهُوَ الطَّعَام
وَمن قَرَأَ مَتَكاً خففها فَهُوَ الأترنج
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن سَلمَة بن تَمام أبي عبد الله الْقَسرِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ﴿متكاً﴾ بِكَلَام الْحَبَش يسمون الأترنج مَتَكاً
وَأخرج ابو الشَّيْخ عَن أبان بن تغلب رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ يقْرؤهَا ﴿واعتدت لَهُنَّ متكا﴾ مُخَفّفَة
قَالَ: الأترنج
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وأعتدت لَهُنَّ متكأ﴾ قَالَ: طَعَام وشراب وتكاء
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿متكأ﴾ قَالَ: كل شَيْء يقطع بالسكين
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أعطتهن ترنجاً وَعَسَلًا فَكُن يحززن الترنج بالسكين ويأكلن بالعسل فَلَمَّا قيل لَهُ اخْرُج عَلَيْهِنَّ خرج
فَلَمَّا رأينه أعظمنه وتهيمن بِهِ حَتَّى جعلن يحززن أَيْدِيهنَّ بالسكين وفيهَا الترنج وَلَا يعقلن لَا يَحسبن إِلَّا أَنَّهُنَّ يحززن الأترنج قد ذهبت عقولهن مِمَّا رأين وقلن ﴿حاش لله مَا هَذَا بشرا﴾ مَا هَكَذَا يكون الْبشر مَا هَذَا إِلَّا ملك كريم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق دُرَيْد بن مجاشع عَن بعض أشياخه قَالَ: قَالَت للقيم: أدخلهُ عَلَيْهِنَّ وَألبسهُ ثيابًا بيضًا فَإِن الْجَمِيل أحسن مَا يكون فِي الْبيَاض
فَأدْخلهُ عَلَيْهِنَّ وَهن يحززن مَا فِي أَيْدِيهنَّ فَلَمَّا رأينه حززن أَيْدِيهنَّ وَهن لَا يشعرن من النّظر إِلَيْهِ فنظرن إِلَيْهِ مُقبلا ثمَّ أَوْمَأت إِلَيْهِ أَن ارْجع
فنظرن إِلَيْهِ مُدبرا وَهن يحززن أَيْدِيهنَّ بالسكاكين لَا يشعرن بالوجع من نظرهن إِلَيْهِ فَلَمَّا خرج نظرن إِلَى أَيْدِيهنَّ وَجَاء الوجع فَجعلْنَ يولولن
وَقَالَت لَهُنَّ: أنتن من سَاعَة وَاحِدَة هَكَذَا صنعتن فَكيف أصنع أَنا
﴿وقلن حاش لله مَا هَذَا بشرا إِن هَذَا إِلَّا ملك كريم﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن الْوَزير بن الْكُمَيْت بن زيد بن الْكُمَيْت الشاعرقال: حَدثنِي أبي عَن جدي قَالَ: سَمِعت جدي الْكُمَيْت يَقُول فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا رأينه أكبرنه﴾ قَالَ: أمنين
وَأنْشد فِي ذَلِك:
530
لما رَأَتْهُ الْخَيل من رَأس شَاهِق صهلن وأكبرن المنيّ المدفقا وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه عَن جده ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا رأينه أكبرنه﴾ قَالَ: لما خرج عَلَيْهِنَّ يُوسُف حضن من الْفَرح وَقَالَ الشَّاعِر: نأتي النِّسَاء لَدَى اطهارهن وَلَا نأتي النِّسَاء إِذا أكبرن أكباراً
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا رأينه أكبرنه﴾ قَالَ: أعظمنه ﴿وقطعن أَيْدِيهنَّ﴾ قَالَ: حزًّا بالسكين حَتَّى ألقينها ﴿وقلن حاش لله﴾ قَالَ: معَاذ الله
وَأخرج ابْن أبي دَاوُد فِي الْمَصَاحِف والخطيب فِي تالي التَّلْخِيص عَن أسيد بن يزِيد أَن فِي مصحف عُثْمَان ﴿وقلن حاش لله﴾ لَيْسَ فِيهَا ألف
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي الْحُوَيْرِث الْحَنَفِيّ أَنه قَرَأَهَا ﴿مَا هَذَا بشرا﴾ أَي مَا هَذَا بمشترى
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِن هَذَا إِلَّا ملك كريم﴾ قَالَ: قُلْنَ ملك من الْمَلَائِكَة من حسنه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن يزِيد بن أساس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما قررن وَطَابَتْ أَنْفسهنَّ قَالَت لقيمها: آتهن ترنجاً وسكيناً
فأتاهن بِهن فَجعلْنَ يقطعن ويأكلن فَقَالَت: هَل لَكِن فِي النّظر إِلَى يُوسُف قُلْنَ: مَا شِئْت فَأمرت قيمها فَأدْخلهُ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رأينه جعلن يقطعن أصابعهن مَعَ الأترنج وَهن لَا يشعرن فَلَا يجدن ألماً مِمَّا رأين من حسنه فَلَمَّا ولى عَنْهُن قَالَت: هَذَا الَّذِي لمتنني فِيهِ فَلَقَد رأيتكن تقطعن أَيْدِيكُنَّ وَمَا تشعرن
قَالَ: فنظرن إِلَى أَيْدِيهنَّ فَجعلْنَ يصحن ويبكين
قَالَت: فَكيف أصنع فَقُلْنَ: ﴿حاش لله مَا هَذَا بشرا إِن هَذَا إِلَّا ملك كريم﴾ وَمَا نرى عَلَيْك من لوم بعد الَّذِي رَأينَا
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مُنَبّه عَن أَبِيه قَالَ: مَاتَ من النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ تسع عشرَة امْرَأَة كمداً
وَأخرج أَحْمد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم عَن أنس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أعطي يُوسُف وَأمه شطر الْحسن
531
وَأخرج ابْن سعد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ أعطي يُوسُف وَأمه ثلث الْحسن
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ وَجه يوف مثل الْبَرْق وَكَانَت الْمَرْأَة إِذا أَتَت لحَاجَة ستر وَجهه مَخَافَة أَن تفتن بِهِ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أُوتِيَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَأمه ثلث حسن خلق الْإِنْسَان: فِي الْوَجْه وَالْبَيَاض وَغير ذَلِك
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن إِسْحَق بن عبد الله قَالَ: كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِذا سَار فِي أَزِقَّة مصر تلألأ وَجهه على الجدران كَمَا يتلألأ المَاء وَالشَّمْس على الجدران
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أعطي يُوسُف وَأمه ثلث حسن أهل الدُّنْيَا وَأعْطِي النَّاس الثُّلثَيْنِ
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قسم الله الْحسن عشرَة أَجزَاء فَجعل مِنْهَا ثَلَاثَة أَجزَاء فِي حَوَّاء وَثَلَاثَة أَجزَاء فِي سارة وَثَلَاثَة أَجزَاء فِي يُوسُف وجزأ فِي سَائِر الْخلق وَكَانَت سارة من أحسن نسَاء الأَرْض وَكَانَت من أَشد النِّسَاء غَيره
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ربيعَة الجرشِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قسم الله الْحسن نِصْفَيْنِ فَجعل ليوسف وَسَارة النّصْف وَقسم النّصْف الآخر بَين سَائِر النَّاس
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قسم الْحسن ثَلَاثَة أَقسَام فَأعْطِي يُوسُف الثُّلُث وَقسم الثُّلُثَانِ بَين النَّاس وَكَانَ أحسن النَّاس
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ فضل حسن يُوسُف على النَّاس كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على نُجُوم السَّمَاء
وَأخرج الْحَاكِم عَن كَعْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قسم الله ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام من الْجمال الثُّلثَيْنِ وَقسم بَين عباده الثُّلُث وَكَانَ يشبه آدم عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم خلقه الله
532
تَعَالَى فَلَمَّا عصى آدم عَلَيْهِ السَّلَام نزع مِنْهُ النُّور والبهاء وَالْحسن ووهب لَهُ ثلث من الْجمال مَعَ التَّوْبَة فَأعْطى الله ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك الثُّلثَيْنِ وَأَعْطَاهُ تَأْوِيل الرُّؤْيَا
وَإِذا تَبَسم رَأَيْت النُّور من ضواحكه
الْآيَة ٣٢
533
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فاستعصم﴾ قَالَ: امْتنع
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فاستعصم﴾ قَالَ: فاستعصى
الْآيَة ٣٣
أخرج سنيد فِي تَفْسِيره وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عُيَيْنَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّمَا يوفق من الدُّعَاء للمقدر أما ترى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ﴿رب السجْن أحب إِلَيّ﴾
قَالَ: لما قَالَ اذْكُرْنِي عِنْد رَبك أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فكشف لَهُ عَن الصَّخْرَة فَقَالَ: مَا ترى قَالَ: أرى نملة تقضم
قَالَ: يَقُول رَبك انا لم أنس هَذِه أنساك أَنا حبستك
أَنْت قلت ﴿رب السجْن أحب إليَّ﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَإِلَّا تصرف عني كيدهن﴾ قَالَ: إِن لَا يكن مِنْك أَنْت القوى والمنعة لَا تكن مني وَلَا عِنْدِي
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿أصب إلَيْهِنَّ﴾ يَقُول: اتبعهن
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿أصب إلَيْهِنَّ﴾ قَالَ: أطاوعهن
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عَمْرو بن مرّة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: من أَتَى ذَنبا عمدا
533
أَو خطأ فَهُوَ جَاهِل حِين يَأْتِيهِ
أَلا ترى إِلَى قَول يُوسُف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿أصب إلَيْهِنَّ وأكن من الْجَاهِلين﴾ قَالَ: فقد عرف يُوسُف أَن الزِّنَا حرَام وَإِن أَتَاهُ كَانَ جَاهِلا
الْآيَة ٣٤
534
أخرج ابْن الْمُنْذر عَن بكر بن عبيد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: دخلت امْرَأَة الْعَزِيز على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا رَأَتْهُ عَرفته وَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي صير العبيد بِطَاعَتِهِ ملوكاً وَجعل الْمُلُوك بمعصيته عبيدا
الْآيَة ٣٥
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن قَوْله ﴿ثمَّ بدا لَهُم من بعد مَا رَأَوْا الْآيَات﴾
قَالَ: مَا سَأَلَني عَنْهَا أحد قبلك
من الْآيَات: قد الْقَمِيص وأثرها فِي جسده وَأثر السكين وَقَالَت امْرَأَة الْعَزِيز: إِن أَنْت لم تسجنه ليصدقنه النَّاس
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: من الْآيَات: شقّ فِي الْقَمِيص وخمش فِي الْوَجْه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ثمَّ بدا لَهُم من بعد مَا رَأَوْا الْآيَات﴾ قَالَ: قدَّ الْقَمِيص من دبر
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿من بعد مَا رَأَوْا الْآيَات﴾ قَالَ: من الْآيَات كَلَام الصَّبِي
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْآيَات جَزَّهن أَيْدِيهنَّ وقدّ الْقَمِيص
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رجل ذُو رَأْي مِنْهُم للعزيز إِنَّك مَتى تركت هَذَا العَبْد يعْتَذر إِلَى النَّاس ويقص عَلَيْهِم أمره وامرأةٌ فِي بَيتهَا لَا تخرج إِلَى النَّاس عذروه وفضحوا أهلك
فَأمر بِهِ فسجن
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم
534
وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: عُوقِبَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاث مَرَّات أما أول مرّة فبالحبس لما كَانَ من همه بهَا وَالثَّانيَِة لقَوْله: اذْكُرْنِي عِنْد رَبك فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين عُوقِبَ بطول الْحَبْس
وَالثَّالِثَة حَيْثُ قَالَ ﴿أيتها العير إِنَّكُم لسارقون﴾ فَاسْتقْبل فِي وَجهه ﴿إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ليسجننه حَتَّى حِين﴾ قَالَ: سبع سِنِين
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي كتاب الْوَقْف والابتداء والخطيب فِي تَارِيخه عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ: سمع عمر رَضِي الله عَنهُ رجلا يقْرَأ هَذَا الْحَرْف ﴿ليسجننه حَتَّى حِين﴾ فَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله عَنهُ: من أَقْرَأَك هَذَا الْحَرْف قَالَ: ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ ﴿ليسجننه حَتَّى حِين﴾ ثمَّ كتب إِلَى ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: سَلام عَلَيْك أما بعد
فَإِن الله أنزل الْقُرْآن فَجعله قُرْآنًا عَرَبيا مُبينًا وأنزله بلغَة هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش فَإِذا أَتَاك كتابي هَذَا فأقرئ النَّاس بلغَة قُرَيْش وَلَا تقرئهم بلغَة هُذَيْل
الْآيَة ٣٦
535
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَدخل مَعَه السجْن فتيَان﴾ قَالَ: أَحدهمَا خَازِن الْملك على طَعَامه وَالْآخر سَاقيه على شرابه
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن إِسْحَق رَضِي الله عَنهُ قَالَ: فِي قَوْله ﴿وَدخل مَعَه السجْن فتيَان﴾ قَالَ: غلامان كَانَا للْملك الْأَكْبَر الريان بن الْوَلِيد كَانَ أَحدهمَا على شرابه وَالْآخر على بعض أمره فِي سخطَة سخطها عَلَيْهِمَا اسْم أَحدهمَا مجلب وَالْآخر نبوا الَّذِي كَانَ على الشَّرَاب
فَلَمَّا رأياه قَالَا: يَا فَتى
535
وَالله لقد أَحْبَبْنَاك حِين رَأَيْنَاك قَالَ ابْن إِسْحَق: فَحَدثني عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ أَن يُوسُف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ لَهما حِين قَالَا لَهُ ذَلِك: أنشدكما بِاللَّه أَن لَا تحباني فوَاللَّه مَا أَحبَّنِي أحد قطّ إِلَّا دخل عَليّ من حبه بلَاء
قد أحبتني عَمَّتي فَدخل عَليّ من حبها بلَاء ثمَّ أَحبَّنِي أبي فَدخل عَليّ بحبه بلَاء ثمَّ أحبتني زَوْجَة صَاحِبي فَدخل عَليّ بمحبتها إيَّايَ بلَاء
فَلَا تحباني بَارك الله فيكما فأبيا إِلَّا حبه وألفه حَيْثُ كَانَ وَجعل يعجبهما مَا يريان من فهمه وعقله
وَقد كَانَا رَأيا حِين ادخلا السجْن رُؤْيا فَرَأى مجلب أَنه رأى فَوق رَأسه خبْزًا تَأْكُل الطير مِنْهُ وَرَأى نبوا أَن يعصر خمرًا فاستفتياه فِيهَا وَقَالا لَهُ ﴿نبئنا بتأويله إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ﴾ إِن فعلت فَقَالَ لَهما ﴿لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه﴾ يَقُول فِي نومكما ﴿إِلَّا نبأتكما بتأويله قبل أَن يأتيكما﴾ ثمَّ دعاهما إِلَى الله وَإِلَى الْإِسْلَام فَقَالَ ﴿يَا صَاحِبي السجْن أأرباب متفرقون خير أم الله الْوَاحِد القهار﴾ أَي خير أَن تعبدوا إِلَهًا وَاحِدًا أم آلِهَة مُتَفَرِّقَة لَا تغني عَنْكُم شَيْئا
ثمَّ قَالَ لمجلب: أما أَنْت فتصلب فتأكل الطير من رَأسك
وَقَالَ لنبوا أما أَنْت فَترد على عَمَلك ويرضى عَنْك صَاحبك ﴿قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان﴾
وَأخرج وَكِيع فِي الْغرَر عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ: قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: مَا لَقِي أحد فِي الْحبّ مَا لقِيت أَحبَّنِي أبي فألقيت فِي الْجب وأحبتني امْرَأَة الْعَزِيز فألقيت فِي السجْن
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا﴾ قَالَ: عنباً
وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه من طرق عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ [اني أَرَانِي أعصر عنباً] وَقَالَ: وَالله لقد أَخَذتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا﴾ يَقُول: أعصر عنباً وَهُوَ بلغَة أهل عمان يسمون الْعِنَب خمرًا
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿نبئنا بتأويله﴾ قَالَ: عِبَارَته
536
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا﴾ قَالَ: هُوَ بلغَة عمان
وَفِي قَوْله ﴿إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ﴾ قَالَ: كَانَ احسانه فِيمَا ذكر لنا أَنه كَانَ يعزي حزينهم ويداوي مريضهم وَرَأَوا مِنْهُ عبَادَة واجتهاداً فَأَحبُّوهُ بِهِ وَقَالَ لما انْتهى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى السجْن وجد فِيهِ قوما قد انْقَطع رجاؤهم وَاشْتَدَّ بلاؤهم وَطَالَ حزنهمْ فَجعل يَقُول: أَبْشِرُوا اصْبِرُوا تؤجروا إِن لهَذَا أجرا إِن لهَذَا ثَوابًا
فَقَالُوا: يَا فَتى بَارك الله فِيك
مَا أحسن وَجهك وَأحسن خلقك وَأحسن خلقك
لقد بورك لنا فِي جوارك إِنَّا كُنَّا فِي غير هَذَا مُنْذُ حبسنا لما تخبرنا من الْأجر وَالْكَفَّارَة وَالطَّهَارَة فَمن أَنْت يَا فَتى
قَالَ: أَنا يُوسُف ابْن صفي الله يَعْقُوب ابْن ذبيح الله إِسْحَق بن خَلِيل الله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَانَت عَلَيْهِ محبَّة
وَقَالَ لَهُ عَامل السجْن: يَا فَتى وَالله لَو اسْتَطَعْت لخليت سَبِيلك وَلَكِن سأحسن جوارك وَأحسن آثارك فَكُن فِي أَي بيُوت السجْن شِئْت
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: دَعَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لأهل السجْن فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تعم عَلَيْهِم الْأَخْبَار وهون عَلَيْهِم مر الْأَيَّام
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الايمان عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ
أَنه سُئِلَ عَن قَوْله ﴿إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ﴾ مَا كَانَ إِحْسَان يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: كَانَ إِذا مرض إِنْسَان فِي السجْن قَامَ عَلَيْهِ وَإِذا ضَاقَ عَلَيْهِ الْمَكَان أوسع لَهُ
وَإِذا احْتَاجَ جمع لَهُ
الْآيَة ٣٧
537
أخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه﴾ قَالَ: كره الْعبارَة كلهَا فاجابهما بِغَيْر جوابهما ليريهما ان عِنْده علما وَكَانَ الْملك إِذا أَرَادَ قتل انسان صنع لَهُ طَعَاما مَعْلُوما فَأرْسل
537
بِهِ إِلَيْهِ
فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه﴾ إِلَى قَوْله ﴿تشكرون﴾ فَلم يَدعه صَاحب الرُّؤْيَا حَتَّى يعبر لَهما فكرة الْعبارَة فَقَالَ ﴿يَا صَاحِبي السجْن أأرباب﴾ إِلَى قَوْله ﴿وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ﴾ قَالَ: فَلم يدعاه فَعبر لَهما
الْآيَة ٣٨
538
أخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِم السَّلَام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم عَن أبي الْأَحْوَص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: فاخر أَسمَاء بن خَارِجَة الْفَزارِيّ رجلا فَقَالَ: أَنا من الْأَشْيَاخ الْكِرَام فَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ: ذَاك يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق ذبيح الله ابْن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله
وَأخرج الْحَاكِم عَن عمر رَضِي الله عَنهُ
أَنه اسْتَأْذن عَلَيْهِ رجل فَقَالَ: اسْتَأْذنُوا لِابْنِ الأخيار فَقَالَ عمر: ائذوا لَهُ فَلَمَّا دخل قَالَ: من أَنْت قَالَ: فلَان بن فلَان بن فلَان فعد رجَالًا من أَشْرَاف الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله عَنهُ: أَنْت يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم قَالَ: لَا
قَالَ: ذَاك من الأخيار وَأَنت فِي الأشرار إِنَّمَا تَعُدّ لي جبال أهل النَّار
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه كَانَ يَجْعَل الْجد أَبَا وَيَقُول: من شَاءَ لاعناه عِنْد الْحجر مَا ذكر الله جدا وَلَا جدة قَالَ الله إِخْبَارًا عَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَاتَّبَعت مِلَّة آبَائِي إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿ذَلِك من فضل الله علينا﴾ قَالَ: إِن جعلنَا أَنْبيَاء ﴿وعَلى النَّاس﴾ قَالَ: إِن جعلنَا رسلًا إِلَيْهِم
538
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿ذَلِك من فضل الله علينا وعَلى النَّاس﴾ قَالَ: إِن الْمُؤمن ليشكر مَا بِهِ من نعْمَة الله ويشكر مَا فِي النَّاس من نعْمَة الله ذكر لنا أَن أَبَا الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ كَانَ يَقُول: يَا ربّ شَاكر نعْمَة غير منعم عَلَيْهِ لَا يدْرِي وَيَا ربّ حَامِل فقه غير فَقِيه
الْآيَات ٣٩ - ٤٠
539
أخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة
قَالَ لما عرف نَبِي الله يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام إِن أَحدهمَا مقتول دعاهما إِلَى حظهما من ربهما وَإِلَى نصيبهما من آخرتهما
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿يَا صَاحِبي السجْن﴾ يُوسُف يَقُوله
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي الْعَالِيَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِن الحكم إِلَّا لله أَمر أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه﴾ قَالَ: أسس الدّين على الْإِخْلَاص لله وَحده لَا شريك لَهُ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ذَلِك الدّين الْقيم﴾ قَالَ: الْعدْل
الْآيَة ٤١
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ﴿ إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ﴾ قال : أسس الدين على الإِخلاص لله وحده ولا شريك له.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ ذلك الدين القيم ﴾ قال العدل.
أخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَتَاهُ فَقَالَ: رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم أَنِّي غرست حَبَّة من عِنَب فَنَبَتَتْ فَخرج فِيهِ عناقيد فعصرتهن ثمَّ سقيتهن الْملك
فَقَالَ: تمكث فِي السجْن ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تخرج فتسقيه خمرًا
539
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فيسقي ربه خمرًا﴾ قَالَ: سَيّده
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا رأى صاحبا سجن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام شَيْئا إِنَّمَا تحاكما إِلَيْهِ ليجرّبا علمه فَلَمَّا أوّل رؤياهما قَالَا: إِنَّمَا كُنَّا نلعب وَلم نر شَيْئا فَقَالَ ﴿قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان﴾ يَقُول: وَقعت الْعبارَة فَصَارَ الْأَمر على مَا عبر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي مجلز رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ أحد اللَّذين قصا على يُوسُف الرُّؤْيَا كَاذِبًا
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان﴾ قَالَ عِنْد قَوْلهمَا: مَا رَأينَا رُؤْيا إِنَّمَا كُنَّا نلعب
قَالَ: قد وَقعت الرُّؤْيَا على مَا أوّلت
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام للخباز: إِنَّك تصلب فتأكل الطير من رَأسك
وَقَالَ لساقيه: أما أَنْت فَترد على عَمَلك فَذكر لنا أَنَّهُمَا قَالَا حِين عبر: لم نر شَيْئا
قَالَ ﴿قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ ﴿أما أَحَدكُمَا فيسقي ربه خمرًا﴾
الْآيَة ٤٢
540
أخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن سابط رَضِي الله عَنهُ ﴿وَقَالَ للَّذي ظن أَنه نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾ قَالَ: عِنْد ملك الأَرْض
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾ يَعْنِي بذلك الْملك
وَأخرج ابْن جرير عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما انْتهى بِهِ إِلَى بَاب
540
السجْن قَالَ لَهُ: اوصني بحاجتك
قَالَ: حَاجَتي أَن تذكرني عِنْد رَبك
يَنْوِي الرب الَّذِي ملك يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَقَالَ للَّذي ظن أَنه نَاجٍ﴾ قَالَ إِنَّمَا عبارَة الرُّؤْيَا بِالظَّنِّ فَيُحِقُّ الله مَا يَشَاء وَيبْطل مَا يَشَاء
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتب الْعُقُوبَات وَابْن جرير وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو لم يقل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا: مَا لبث فِي السجْن طول مَا لبث
حَيْثُ يَبْتَغِي الْفرج من عِنْد غير الله تَعَالَى
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْلَا أَنه يَعْنِي يُوسُف قَالَ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَ مَا لبث فِي السجْن طول مَا لبث
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: رحم الله يُوسُف لَو لم يقل: اذْكُرْنِي عِنْد رَبك مَا لبث فِي السجْن طول مَا لبث
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذكر لنا أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رحم الله يُوسُف لَوْلَا كَلمته مَا لبث فِي السجْن طول مَا لبث قَوْله اذْكُرْنِي عِنْد رَبك ثمَّ بَكَى الْحسن رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ: نَحن إِذا نزل بِنَا أَمر فزعنا إِلَى النَّاس
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذكر لنا أَن النَّبِي اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْلَا أَن يُوسُف استشفع على ربه مَا لبث فِي السجْن طول مَا لبث
وَلَكِن إِنَّمَا عُوقِبَ باستشفاعه على ربه
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أوحى إِلَى يُوسُف: من استنقذك من الْقَتْل حِين همَّ اخوتك أَن يَقْتُلُوك قَالَ: أَنْت يَا رب
قَالَ: فَمن استنقذك من الْجب إِذْ ألقوك فِيهِ قَالَ: أَنْت يَا رب
قَالَ: فَمن استنقذك من الْمَرْأَة إِذْ هَمَمْت بهَا قَالَ: أَنْت يَا رب
قَالَ: فَمَا لَك نسيتني وَذكرت آدَمِيًّا قَالَ: جزعاً وَكلمَة تكلم بهَا لساني
قَالَ: فَوَعِزَّتِي لأخلدنك فِي السجْن بضع سِنِين
فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين
541
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام للساقي: اذْكُرْنِي عِنْد رَبك قيل لَهُ يَا يُوسُف اتَّخذت من دوني وَكيلا لأطيلن حَبسك: فَبكى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ: يَا رب تشاغل قلبِي من كَثْرَة الْبلوى فَقلت كلمة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَقَالَ للَّذي ظن أَنه نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾ قَالَ يُوسُف للَّذي نجا من صَاحِبي السجْن: اذْكُرْنِي للْملك فَلم يذكرهُ حَتَّى رأى الْملك الرُّؤْيَا وَذَلِكَ أَن يُوسُف أنساه الشَّيْطَان ذكر ربه وَأمره بِذكر الْملك وابتغاء الْفرج من عِنْده فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين عُقُوبَة لقَوْله ﴿اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين﴾ قَالَ: بلغنَا أَنه لبث فِي السجْن سبع سِنِين
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أصَاب أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام الْبلَاء سبع سِنِين وَترك يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي السجْن سبع سِنِين وعذب بخت نصر خون فِي السبَاع سبع سِنِين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين﴾ اثْنَتَيْ عشرَة سنة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي بكر بن عَيَّاش عَن الْكَلْبِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام كلمة وَاحِدَة حبس بهَا سبع سِنِين قَالَ أَبُو بكر: وَحبس قبل ذَلِك خمس سِنِين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن طَاوس وَالضَّحَّاك فِي قَوْله ﴿فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين﴾ قَالَا: أَربع عشرَة سنة
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الْبضْع مَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع
542
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: الْبضْع دون الْعشْرَة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: عثر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاث عثرات: قَوْله اذْكُرْنِي عِنْد رَبك وَقَوله لإخوته إِنَّكُم لسارقون وَقَوله ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ
فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا حِين هَمَمْت فَقَالَ: وَمَا أبرئ نَفسِي
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذهب يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن سبع عشرَة ولبث فِي الْجب سبعا وَفِي السجْن سبعا وَجمع الطَّعَام فِي سبعا فيرون أَنه التقى هُوَ وَأَبوهُ عِنْد ذَلِك
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن أبي الْمليح رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ دُعَاء يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي السجْن اللَّهُمَّ إِن كَانَ خلق وَجْهي عنْدك فَإِنِّي أَتَقَرَّب إِلَيْك بِوَجْه يَعْقُوب أَن تجْعَل لي فرجا ومخرجاً ويسراً وترزقني من حَيْثُ لَا أحتسب
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن عبد الله مُؤذن الطَّائِف قَالَ: جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا يُوسُف اشْتَدَّ عَلَيْك الْحَبْس قَالَ نعم
قَالَ: قل اللَّهُمَّ اجْعَل لي من كل مَا أهمني وكربني من أَمر دنياي وَأمر آخرتي فرجا ومخرجاً وارزقني من حَيْثُ لَا أحتسب واغفر لي ذَنبي وَثَبت رجائي واقطعه من سواك حَتَّى لَا أَرْجُو أحدا غَيْرك
الْآيَات ٤٣ - ٤٦
543
أخرج ابْن إِسْحَق وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام للساقي ﴿اذْكُرْنِي عِنْد رَبك﴾ أَي الْملك الْأَعْظَم ومظلمتي وحبسي فِي غير شَيْء
قَالَ: أفعل
فَلَمَّا خرج الساقي رد على مَا كَانَ عَلَيْهِ وَرَضي عَنهُ صَاحبه وانساه الشَّيْطَان ذكر الْملك الَّذِي أمره يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَن يذكرهُ لَهُ فَلبث يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بعد ذَلِك فِي السجْن بضع سِنِين ثمَّ إِن الْملك رَيَّان بن الْوَلِيد رأى رُؤْيَاهُ الَّتِي أرِي فِيهَا فهالته وَعرف أَنَّهَا رُؤْيا وَاقعَة وَلم يدر مَا تَأْوِيلهَا فَقَالَ للملأ حوله من أهل مَمْلَكَته ﴿إِنِّي أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وَسبع سنبلات خضر وَأخر يابسات﴾ فَلَمَّا سمع نبوا من الْملك مَا سمع مِنْهُ ومسألته عَن تَأْوِيلهَا ذكر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا كَانَ عبر لَهُ ولصاحبه وَمَا جَاءَ من ذَلِك على مَا قَالَ من قَوْله فَقَالَ ﴿أَنا أنبئكم بتأويله﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿أضغاث أَحْلَام﴾ قَالَ: من الأحلام الكاذبة
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أضغاث أَحْلَام﴾ قَالَ: أخلاط أَحْلَام
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طرق عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وادّكر بعد أمة﴾ قَالَ: بعد حِين
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد وَالْحسن وَعِكْرِمَة وَعبد الله بن كثير وَالسُّديّ - رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم - مثله
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وادّكر بعد أمة﴾ يَقُول: بعد سِنِين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وادّكر بعد أمة﴾ يَقُول: بعد سِنِين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - أَنه قَرَأَ ﴿وادكر بعد أمة﴾ قَالَ: بعد أمة من النَّاس
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه قَرَأَ ﴿وادكر بعد أمة﴾ - بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف يَقُول بعد نِسْيَان
544
وَأخرج ابْن جرير وَعِكْرِمَة وَالْحسن وَقَتَادَة وَمُجاهد وَالضَّحَّاك - رَضِي الله عَنْهُم - أَنهم قرأوا ﴿بعد أمة﴾ أَي بعد نِسْيَان
وَأخرج ابْن جرير عَن حميد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَرَأَ مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿وادّكر بعد أمة﴾ مجزومة مُخَفّفَة
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر عَن هرون - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ فِي قِرَاءَة أبيّ بن كَعْب / أَنا آتيكم بتأويله /
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كَانَ يقْرَأ / أَنا آتيكم بتأويله / فَقيل لَهُ: أَنا انبئكم
قَالَ: أهوَ كَانَ ينبئهم وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أَفْتِنَا فِي سبع بقرات﴾ الْآيَة
قَالَ: أما السمان فسنون فِيهَا خصب
وَأما السَّبع الْعِجَاف فسنون مُجْدِبَة
وَسبع سنبلات خضر هِيَ السنون المخاصيب تخرج الأَرْض نباتها وزرعها وثمارها
وَأخر يابسات المحول الجدوب لَا تنْبت شَيْئا
الْآيَات ٤٧ - ٤٩
545
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ أضغاث أحلام ﴾ قال : من الأحلام الكاذبة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله.
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أضغاث أحلام ﴾ قال : أخلاط أحلام.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وادّكر بعد أمة ﴾ قال : بعد حين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير والسدي ﴿ رضي الله تعالى عنهم ﴾ مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وادّكر بعد أمة ﴾ يقول : بعد سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وادّكر بعد أمة ﴾ يقول : بعد سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قرأ ﴿ وادّكر بعد أمة ﴾ قال : بعد أمة من الناس.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ ﴿ وادكر بعد أمة ﴾ بالفتح والتخفيف، يقول بعد نسيان.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك - رضي الله عنهم - أنهم قرأوا ﴿ بعد أمة ﴾ أي بعد نسيان.
وأخرج ابن جرير عن حميد - رضي الله عنه - قال : قرأ مجاهد رضي الله عنه ﴿ وادّكر بعد أمة ﴾ مجزومة مخففة.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون - رضي الله عنه - قال في قراءة أبي بن كعب ﴿ أنا آتيكم بتأويله ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ ﴿ أنا آتيكم بتأويله ﴾ فقيل له : أنا أنبئكم. قال : أهو كان ينبئهم ؟
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أفتنا في سبع بقرات. . . ﴾ الآية. قال :
أما السمان، فسنون فيها خصب. وأما السبع العجاف، فسنون مجدبة. وسبع سنبلات خضر، هي السنون المخاصيب، تخرج الأرض نباتها وزرعها وثمارها. وأخر يابسات، المحول الجدوب لا تنبت شيئاً.
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لقد عجبت من يُوسُف وَصَبره وَكَرمه - وَالله يغْفر لَهُ - حِين سُئِلَ عَن الْبَقَرَات الْعِجَاف وَالسمان
وَلَو كنت مَكَانَهُ - وَالله يغْفر لَهُ - حِين أَتَاهُ الرَّسُول لبادرتهم الْبَاب
وَلكنه أَرَادَ أَن يكون لَهُ الْعذر
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لم يرض يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَن أفتاهم بالتأويل حَتَّى أَمرهم بالرفق فَقَالَ: ﴿تزرعون سبع سِنِين دأبا فَمَا حصدتم فذروه فِي سنبله﴾ لِأَن الْحبّ إِذا كَانَ فِي سنبله لَا يُؤْكَل
545
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فذروه فِي سنبله﴾ قَالَ: أَرَادَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْبَقَاء
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فذروه فِي سنبله﴾ قَالَ: فِي بعض الْقِرَاءَة الأولى: هُوَ أبقى لَهُ لَا يُؤْكَل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن زيد بن أسلم - رَضِي الله عَنهُ - أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي زَمَانه كَانَ يصنع لرجل طَعَام اثْنَيْنِ فيقربه إِلَى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه حَتَّى إِذا كَانَ يَوْمًا قرَّبهُ لَهُ فَأَكله فَقَالَ لَهُ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: هَذَا أول يَوْم من السَّبع الشداد
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك سبع شَدَّاد﴾ قَالَ: هن السنون المحول الجدوب
وَفِي قَوْله ﴿يأكلن مَا قدمتم لَهُنَّ﴾ يَقُول: يأكلن مَا كُنْتُم اتخذتم فِيهِنَّ من الْقُوت ﴿إِلَّا قَلِيلا مِمَّا تحصنون﴾ أَي مِمَّا تدخرون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿مِمَّا تحصنون﴾ يَقُول: تخزنون
وَفِي قَوْله ﴿وَفِيه يعصرون﴾ يَقُول: الأعناب والدهن
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿عَام فِيهِ يغاث النَّاس﴾ يَقُول: يصيبهم فِيهِ غيث ﴿وَفِيه يعصرون﴾ يَقُول: يعصرون فِيهِ الْعِنَب ويعصرون فِيهِ الزَّيْت ويعصرون من كل الثمرات
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَفِيه يعصرون﴾ يحتلبون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَفِيه يعصرون﴾ يحتلبون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك عَام فِيهِ يغاث النَّاس﴾ قَالَ: يغاث النَّاس بالمطر ﴿وَفِيه يعصرون﴾ الثِّمَار وَالْأَعْنَاب وَالزَّيْتُون من الخصب
وَهَذَا علم آتَاهُ الله علمه لم يكن فِيمَا سُئِلَ عَنهُ
546
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك عَام﴾ الْآيَة
قَالَ: زادهم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام علم سنة لم يسألوه عَنهُ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿ثمَّ يَأْتِي من بعد ذَلِك عَام﴾ قَالَ: أخْبرهُم بِشَيْء لم يسألوه عَنهُ وَكَانَ الله تَعَالَى قد علمه إِيَّاه ﴿فِيهِ يغاث النَّاس﴾ بالمطر ﴿وَفِيه يعصرون﴾ السمسم دهناً وَالْعِنَب خمرًا وَالزَّيْتُون زيتاً
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ ﴿فِيهِ يغاث النَّاس﴾ قَالَ: بالمطر ﴿وَفِيه يعصرون﴾ قَالَ: يعصرون أعنابهم
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - ﴿فِيهِ يغاث النَّاس﴾ قَالَ: يغاث النَّاس بالمطر ﴿وَفِيه يعصرون﴾ قَالَ: الزَّيْت
وَأخرج ابْن جرير عَن عَليّ بن طَلْحَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنهُ - يقْرَأ / وَفِيه تعصرون / بِالتَّاءِ يَعْنِي تحتلبون
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طَرِيق عَبْدَانِ الْمروزِي - رَضِي الله عَنهُ - عَن عِيسَى بن عبيد عَن عِيسَى بن عُمَيْر الثَّقَفِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سمعته يقْرَأ / فِيهِ يغاث النَّاس وَفِيه تعصرون / بِالتَّاءِ يَعْنِي الغياث الْمَطَر ثمَّ قَرَأَ ﴿وأنزلنا من المعصرات مَاء ثجاجاً﴾
الْآيَات ٥٠ - ٥٣
547
وأخرج عبد الرزاق وابن جرر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ﴾ قال : هن السنون المحول الجدوب. وفي قوله ﴿ يأكلن ما قدمتم لهن ﴾ يقول : يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت ﴿ إلا قليلاً مما تحصنون ﴾ أي مما تدخرون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ مما تحصنون ﴾ يقول : تخزنون. وفي قوله ﴿ وفيه يعصرون ﴾ يقول : الأعناب والدهن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ مما تحصنون ﴾ يقول : تخزنون. وفي قوله ﴿ وفيه يعصرون ﴾ يقول : الأعناب والدهن.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ عام فيه يغاث الناس ﴾ يقول : يصيبهم فيه غيث ﴿ وفيه يعصرون ﴾ يقول : يعصرون فيه العنب، ويعصرون فيه الزيت، ويعصرون من كل الثمرات.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وفيه يعصرون ﴾ يحتلبون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وفيه يعصرون ﴾ يحتلبون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ﴾ قال : يغاث الناس بالمطر، ﴿ وفيه يعصرون ﴾ الثمار والأعناب والزيتون من الخصب.
وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ثم يأتي من بعد ذلك عام. . . ﴾ الآية. قال : زادهم يوسف عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ ثم يأتي من بعد ذلك عام ﴾ قال : أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه إياه ﴿ فيه يغاث الناس ﴾ بالمطر ﴿ وفيه يعصرون ﴾ السمسم دهناً، والعنب خمراً، والزيتون زيتاً.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه ﴿ فيه يغاث الناس ﴾ قال : بالمطر ﴿ وفيه يعصرون ﴾ قال : يعصرون أعنابهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه ﴿ فيه يغاث الناس ﴾ قال : يغاث الناس بالمطر ﴿ وفيه يعصرون ﴾ قال : الزيت.
وأخرج ابن جرير، عن علي بن طلحة - رضي الله عنه - قال : كان ابن عباس - رضي الله عنه - يقرأ ﴿ وفيه تعصرون ﴾ بالتاء، يعني تحتلبون.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبدان المروزي - رضي الله عنه - عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفي - رضي الله عنه - قال : سمعته يقرأ ﴿ فيه يغاث الناس وفيه تعصرون ﴾ بالتاء، يعني الغياث المطر، ثم قرأ ﴿ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً ﴾.
أخرج أَحْمد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة ﴿فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُول قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ﴾ فَقَالَ: لَو كنت أَنا لَأَسْرَعت الاجابة وَمَا ابْتَغَيْت الْعذر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يرحم الله يُوسُف إِن كَانَ لذا أَنَاة حَلِيمًا لَو كنت أَنا الْمَحْبُوس ثمَّ أرسل إليّ لَخَرَجت سَرِيعا
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه من طرق عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: عجبت لصبر أخي يُوسُف وَكَرمه - وَالله يغْفر لَهُ - حَيْثُ أرسل إِلَيْهِ ليستفتى فِي الرُّؤْيَا وَإِن كنت أَنا لم أفعل حَتَّى أخرج وَعَجِبت من صبره وَكَرمه - وَالله يغْفر لَهُ - أَتَى ليخرج فَلم يخرج حَتَّى أخْبرهُم بِعُذْرِهِ وَلَو كنت أَنا لَبَادَرت الْبَاب وَلكنه أحب أَن يكون لَهُ الْعذر
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رحم الله أخي يُوسُف لَو أَنا أَتَانِي الرَّسُول بعد طول الْحَبْس لَأَسْرَعت الْإِجَابَة حِين قَالَ ﴿ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿مَا بَال النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ﴾ قَالَ: أَرَادَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْعذر قبل أَن يخرج من السجْن
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: لما جمع الْملك النسْوَة قَالَ لَهُنَّ: انتن راودتن يُوسُف عَن نَفسه ﴿قُلْنَ حاش لله مَا علمنَا عَلَيْهِ من سوء قَالَت امْرَأَة الْعَزِيز الْآن حصحص الْحق أَنا راودته عَن نَفسه وَإنَّهُ لمن الصَّادِقين﴾ قَالَ يُوسُف: ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ فغمزه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: وَلَا حِين هَمَمْت بهَا فَقَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿الْآن حصحص الْحق﴾ قَالَ: تبين
548
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَابْن زيد وَالسُّديّ مثله
وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَابْن مرْدَوَيْه والديلمي عَن أنس رَضِي الله عَنهُ
أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ هَذِه الْآيَة ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ لما قَالَهَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: يَا يُوسُف اذكر همك
قَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن عبد الله بن أبي الْهُذيْل قَالَ: لما قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: وَلَا يَوْم هَمَمْت بِمَا هَمَمْت بِهِ فَقَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة قَالَ: لما قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ الْملك - وَطعن فِي جنبه - يَا يُوسُف وَلَا حِين هَمَمْت قَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي حَاتِم عَن حَكِيم بن جَابر فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ: قَالَ لَهُ جِبْرِيل: وَلَا حِين حللت السَّرَاوِيل فَقَالَ عِنْد ذَلِك ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ: هُوَ قَول يُوسُف لمليكه حِين أرَاهُ الله عذره
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج قَالَ: أَرَادَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْعذر قبل أَن يخرج من السجْن فَقَالَ ﴿ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة اللَّاتِي قطعن أَيْدِيهنَّ إِن رَبِّي بكيدهن عليم﴾ ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ ابْن جريج: وَبَين هَذَا وَبَين ذَلِك مَا بَينه قَالَ: وَهَذَا من تَقْدِيم الْقُرْآن وتأخيره
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ يُوسُف - يَقُول - لم أخن سَيِّدي
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي صَالح رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ هَذَا قَول يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لم يخن الْعَزِيز فِي امْرَأَته
قَالَ: فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: وَلَا حِين حللت السَّرَاوِيل فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾ إِلَى آخر الْآيَة
549
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ: قَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: اذكر همك
قَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ فَقَالَ لَهُ الْملك أَو جِبْرِيل: وَلَا حِين هَمَمْت بهَا فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ فَقَالَ لَهُ الْملك أَو جِبْرِيل وَلَا حِين ههمت بهَا فَقَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي إِن النَّفس لأمارة بالسوء﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْملك: وَلَا حِين ههمت فَقَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: ذكر لنا أَن الْملك الَّذِي كَانَ مَعَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: اذكر مَا هَمَمْت بِهِ
قَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ﴾ قَالَ: خشِي نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يكون زكى نَفسه فَقَالَ ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾ الْآيَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم من وَجه آخر عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا أبرئ نَفسِي﴾ قَالَ: يَعْنِي همته الَّتِي هم بهَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عبد الْعَزِيز بن عُمَيْر - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: النَّفس أَمارَة بالسوء فَإِذا جَاءَ الْعَزْم من الله كَانَت هِيَ الَّتِي تَدْعُو إِلَى الْخَيْر
الْآيَة ٥٤
550
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما جمع الملك النسوة قال لهن : انتن راودتن يوسف عن نفسه ؟ ﴿ قلن : حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ﴾ قال يوسف :﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ فغمزه جبريل عليه السلام فقال : ولا حين هممت بها ؟ فقال ﴿ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الآن حصحص الحق ﴾ قال : تبين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد والسدي مثله.
وأخرج الحاكم في تاريخه، وابن مردويه والديلمي، عن أنس رضي الله عنه. « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال «لما قالها يوسف عليه السلام، قال له جبريل عليه السلام : يا يوسف، اذكر همك. قال :﴿ وما أبرئ نفسي ﴾ ».
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما قال يوسف عليه السلام ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال له جبريل عليه السلام : ولا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال ﴿ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ﴾.
وأخرج ابن جرير، عن عكرمة قال : لما قال يوسف عليه السلام ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال الملك - وطعن في جنبه - يا يوسف، ولا حين هممت ؟ قال ﴿ وما أبرئ نفسي ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم، عن حكيم بن جابر في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال : قال له جبريل : ولا حين حللت السراويل ؟ فقال عند ذلك ﴿ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال : هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج قال : أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن، فقال ﴿ ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم. . . ﴾ و ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال ابن جريج : وبين هذا وبين ذلك ما بينه، قال : وهذا من تقديم القرآن وتأخيره.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال يوسف - يقول - لم أخن سيدي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال هذا قول يوسف عليه السلام، لم يخن العزيز في امرأته. قال : فقال له جبريل عليه السلام : ولا حين حللت السراويل ؟ فقال يوسف عليه السلام ﴿ وما أبرئ نفسي. . . ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال : قال له جبريل عليه السلام : اذكر همك. قال ﴿ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ فقال له الملك أو جبريل : ولا حين هممت بها ؟ فقال يوسف عليه السلام ﴿ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال : فقال له الملك : ولا حين هممت ؟ فقال ﴿ وما أبرئ نفسي ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ﴾ قال : خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زكى نفسه فقال ﴿ وما أبرئ نفسي. . . ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن الملك الذي كان مع يوسف عليه السلام قال له : اذكر ما هممت به. قال ﴿ وما أبرئ نفسي ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وما أبرئ نفسي ﴾ قال : يعني همته التي هم بها.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عبد العزيز بن عمير - رضي الله عنه - قال : النفس أمارة بالسوء، فإذا جاء العزم من الله، كانت هي التي تدعو إلى الخير.
أخرج ابْن عبد الحكم فِي فتوح مصر من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُول فَقَالَ لَهُ: ألق عَنْك ثِيَاب السجْن والبس ثيابًا جدداً وقم إِلَى الْملك فَدَعَا لَهُ أهل السجْن - وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن ثَلَاثِينَ سنة - فَلَمَّا أَتَاهُ رأى غُلَاما حَدثا
فَقَالَ: أيعلم هَذَا رُؤْيَايَ وَلَا يعلمهَا
550
السَّحَرَة والكهنة
وَأَقْعَدَهُ قدامه وَقَالَ لَهُ: لَا تخف وَألبسهُ طوقاً من ذهب وَثيَاب حَرِير وَأَعْطَاهُ دَابَّة مسرجة مزينة كدابة الْملك وَضرب الطبل بِمصْر أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام خَليفَة الْملك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أستخلصه لنَفْسي﴾ قَالَ: أتخذه لنَفْسي
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن زيد الْعَمى - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما رأى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام عَزِيز مصر قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بخيرك من خَيره وَأَعُوذ بعزتك من شَره
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي ميسرَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما رأى الْعَزِيز لبق يُوسُف وكيسه وظرفه دَعَاهُ فَكَانَ يتغدى مَعَه ويتعشى دون غلمانه فَلَمَّا كَانَ بَينه وَبَين الْمَرْأَة مَا كَانَ قَالَت: لم تدني هَذَا من بَين غلمانك
مره فليتغد مَعَ الغلمان
قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فتغد مَعَ الغلمان
فَقَالَ لَهُ يُوسُف: أترغب أَن تَأْكُل معي
أَنا وَالله يُوسُف بن يَعْقُوب نَبِي الله بن إِسْحَق ذبيح الله بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله
وأخؤج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ الْملك ليوسف: إِنِّي أحب أَن تخالطني فِي كل شَيْء إِلَّا فِي أَهلِي وَأَنا آنف أَن تَأْكُل معي
فَغَضب يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: أَنا أَحَق أَن آنف أَنا ابْن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله وَأَنا ابْن إِسْحَاق ذبيح الله وَأَنا ابْن يَعْقُوب نَبِي الله
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أسلم الْملك الَّذِي كَانَ مَعَه يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
الْآيَة ٥٥
551
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: استعملني عمر - رَضِي الله عَنهُ - على الْبَحْرين ثمَّ نزعني وغرمني اثْنَي عشر ألفا ثمَّ دَعَاني بعد إِلَى الْعَمَل فأبيت فَقَالَ: وَلم وَقد سَأَلَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْعَمَل وَكَانَ خيرا مِنْك
فَقلت: إِن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام نَبِي ابْن نَبِي ابْن نَبِي ابْن نَبِي
551
وَأَنا ابْن أُمَيْمَة وَأَنا أَخَاف أَن أَقُول بِغَيْر حلم وَأَن أُفْتِي بِغَيْر علم وَأَن يضْرب ظَهْري ويشتم عرضي وَيُؤْخَذ مَالِي
وَأخرج الْخَطِيب فِي رُوَاة مَالك عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لَا يشْبع فَقيل لَهُ: مَا لَك لَا تشبع وبيدك خَزَائِن الأَرْض
قَالَ: إِنِّي إِذا شبعت نسيت الجائع
وَأخرج وَكِيع فِي الْغرَر وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قيل ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام: تجوع وخزائن الأَرْض بِيَدِك قَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن أشْبع فأنسى الجيعان
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن شيبَة بن نعَامَة الضَّبِّيّ - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿اجْعَلنِي على خَزَائِن الأَرْض﴾ يَقُول: على جَمِيع الطَّعَام إِنِّي حفيظ لما استودعتني عَلَيْهِم بسنين المجاعة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿اجْعَلنِي على خَزَائِن الأَرْض﴾ قَالَ: كَانَ لفرعون خَزَائِن كَثِيرَة غير الطَّعَام فَأسلم سُلْطَانه كُله لَهُ وَجعل الْقَضَاء إِلَيْهِ أمره وقضاؤه نَافِذ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي حفيظ﴾ قَالَ: لما وليت ﴿عليم﴾ بأَمْره
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿إِنِّي حفيظ عليم﴾ قَالَ: حفيظ لِلْحسابِ عليم بالألسن
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْأَشْجَعِيّ - رَضِي الله عَنهُ - مثله
الْآيَة ٥٦
552
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَكَذَلِكَ مكنا ليوسف فِي الأَرْض﴾ قَالَ: ملكناه فِيمَا يكون فِيهَا ﴿حَيْثُ يَشَاء﴾ من تِلْكَ الدُّنْيَا يصنع - فِيهَا مَا يَشَاء فوّضت إِلَيْهِ
قَالَ: لَو شَاءَ أَن يَجْعَل فِرْعَوْن من تَحت يَده ويجعله من فَوق لفعل
552
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الفضيل بن عِيَاض - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: وقفت امْرَأَة الْعَزِيز على ظهر الطَّرِيق حَتَّى مر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي جعل العبيد ملوكاً بِطَاعَتِهِ وَجعل الْمُلُوك عبيدا بمعصيته
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن إِسْحَق - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: ذكرُوا أَن أطيفر هلك فِي تِلْكَ اللَّيَالِي وَإِن الْملك الريان زوّج يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام امْرَأَته راعيل فَقَالَ لَهَا حِين أدخلت عَلَيْهِ: أَلَيْسَ هَذَا خيرا مِمَّا كنت تريدين فَقَالَ: أَيهَا الصّديق لَا تلمني
فَإِنِّي كنت امْرَأَة كَمَا ترى حسناء جملاء ناعمة فِي ملك وَدُنْيا وَكَانَ صَاحِبي لَا يَأْتِي النِّسَاء وَكنت كَمَا جعلك الله فِي حسنك وهيئتك فغلبتني نَفسِي على مَا رَأَيْت فيزعمون أَنه وجدهَا عذراء فأصابها فَولدت لَهُ رجلَيْنِ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عبد الْعَزِيز بن مُنَبّه عَن أَبِيه قَالَ: تعرضت امْرَأَة الْعَزِيز ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام فِي الطَّرِيق حَتَّى مر بهَا فَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي جعل الْمُلُوك بمعصيته عبيدا وَجعل العبيد بِطَاعَتِهِ ملوكاً فعرفها فَتَزَوجهَا فَوَجَدَهَا بكرا وَكَانَ صَاحبهَا من قبل لَا يَأْتِي النِّسَاء
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: أَصَابَت امْرَأَة الْعَزِيز حَاجَة لَهَا فَقيل لَهَا
لَو أتيت يُوسُف بن يَعْقُوب فَسَأَلته فاستشارت النَّاس فِي ذَلِك فَقَالُوا: لَا تفعلي فَإنَّا نَخَاف عَلَيْك
قَالَت: كلا إِنِّي لَا أَخَاف مِمَّن يخَاف الله
فَدخلت عَلَيْهِ فرأته فِي ملكه فَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي جعل العبيد ملوكاً بِطَاعَتِهِ ثمَّ نظرت إِلَى نَفسهَا فَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي جعل الْمُلُوك عبيدا بمعصيته فَقضى لَهَا جَمِيع حوائجها ثمَّ تزَوجهَا فَوَجَدَهَا بكر فَقَالَ لَهَا: أَلَيْسَ هَذَا أجمل مِمَّا أردْت قَالَت: يَا نَبِي الله إِنِّي ابْتليت فِيك بِأَرْبَع: كنت أجمل النَّاس كلهم وَكنت أَنا أجمل أهل زماني وَكنت بكر وَكَانَ زَوجي عنيناً
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن زيد بن أسلم - رَضِي الله عَنهُ - أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام تزوج امْرَأَة الْعَزِيز فَوَجَدَهَا بكر وَكَانَ زَوجهَا عنيناً
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي الْفرج وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن أنس بن مَالك - رَضِي الله عَنهُ - عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ:
553
اطْلُبُوا الْخَيْر دهركم كُله وتعرضوا لنفحات رَحْمَة الله فَإِن لله عز وَجل نفحات من رَحمته يُصِيب بهَا من يَشَاء من عباده واسألوا الله أَن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم
الْآيَة ٥٧
554
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مَالك بن دِينَار - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سَأَلت الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - فَقلت: يَا أَبَا سعيد قَوْله ﴿ولأجر الْآخِرَة خير للَّذين آمنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ مَا هِيَ قَالَ: يَا مَالك اتَّقوا الْمَحَارِم خمصت بطونهم
تركُوا الْمَحَارِم وهم يشتهونها
الْآيَة ٥٨
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: إِن إخْوَة يُوسُف لما دخلُوا عَلَيْهِ فعرفهم وهم لَهُ منكرون جَاءَ بصواع الْملك الَّذِي كَانَ يشرب فِيهِ فَوَضعه على يَده فَجعل ينقره ويطن وينقره ويطن فَقَالَ: إِن هَذَا الْجَام ليخبرني عَنْكُم خَبرا
هَل كَانَ لكم أَخ من أبيكم يُقَال لَهُ يُوسُف وَكَانَ أَبوهُ يُحِبهُ دونكم وَإِنَّكُمْ انطلقتم بِهِ فألقيتموه فِي الْجب وأخبرتم أَبَاكُم أَن الذِّئْب أكله وجئتم على قَمِيصه بِدَم كذب
قَالَ: فَجعل بَعضهم ينظر إِلَى بعض ويعجبون إِنَّه هَذَا الْجَام ليخبر خبرهم فَمن أَيْن يعلم هَذَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْجلد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لإخوته: إِن أَمركُم ليريبني كأنكم جواسيس قَالُوا: يَا أَيهَا الْعَزِيز إِن أَبَانَا شيخ صديق وَأَنا قوم صديقون وَإِن الله ليحيي بِكَلَام الْأَنْبِيَاء الْقُلُوب كَمَا يحيي وابل السَّمَاء الأَرْض وَيَقُول لَهُم - وَفِي يَده الإِناء وَهُوَ يقرعه الْقرعَة - كَأَن هَذَا يخبر عَنْكُم بأنكم جواسيس
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عون قَالَ: قلت لِلْحسنِ - رَضِي الله عَنهُ - ترى يُوسُف عرف اخوته قَالَ: لَا وَالله مَا عرفهم حَتَّى تعرفوا إِلَيْهِ
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فعرفهم وهم لَهُ منكرون﴾ قَالَ: لَا يعرفونه
554
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن وهب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما جعل يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ينقر الصَّاع ويخبرهم قَامَ إِلَيْهِ بعض اخوته فَقَالَ: أنْشدك الله أَن لَا تكشف لنا عَورَة
الْآيَات ٥٩ - ٦٦
555
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ائْتُونِي بِأَخ لكم من أبيكم﴾ قَالَ: يَعْنِي بنيامين وَهُوَ أَخُو يُوسُف لِأَبِيهِ وَأمه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَأَنا خير المنزلين﴾ قَالَ: خير من يضيف بِمصْر
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَأَنا خير المنزلين﴾ قَالَ: خير المضيفين
555
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وَأَنا خير المنزلين﴾ قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: أَنا خير من يضيف بِمصْر
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ يقْرَأ / وَقَالَ لفتيته / أَي لِغِلْمَانِهِ ﴿اجعلوا بضاعتهم﴾ أَي أوراقهم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن إِسْحَق قَالَ: كَانَ منزل يَعْقُوب وبنيه فِيمَا ذكر لي بعض أهل الْعلم بالعربات من أَرض فلسطين بغور الشَّام
وَبَعض كَانَ يَقُول بالأدلاج من نَاحيَة شعب أَسْفَل من جسمي وَمَا كَانَ صَاحب بادية لَهُ بهَا شَاءَ وإبل
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن الْمُغيرَة عَن أَصْحَاب عبد الله ﴿فَأرْسل مَعنا أخانا نكتل﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - ﴿فَأرْسل مَعنا أخانا﴾ يكتل لَهُ بَعِيرًا
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن مُغيرَة عَن أَصْحَاب عبد الله - رَضِي الله عَنهُ - ﴿فَالله خير حَافِظًا﴾
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَأَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر عَن عَلْقَمَة أَنه كَانَ يقْرَأ ﴿ردَّتْ إِلَيْنَا﴾ بِكَسْر الرَّاء
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿مَا نبغي هَذِه بضاعتنا ردَّتْ إِلَيْنَا﴾ يَقُول: مَا نبغي هَذِه أوراقنا ردَّتْ إِلَيْنَا وَقد أوفي لنا الْكَيْل ﴿ونزداد كيل بعير﴾ أَي حمل بعير
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ونزداد كيل بعير﴾ قَالَ: حمل حمَار
قَالَ: وَهِي لُغَة
قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي مُجَاهِد أَن الْحمار يُقَال لَهُ فِي بعض اللُّغَات بعير
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿الا أَن يحاط بكم﴾ قَالَ: إِلَّا أَن تغلبُوا حَتَّى لَا تُطِيقُوا ذَلِك
556
الْآيَات ٦٧ - ٦٨
557
وأخرج سعيد بن منصور، عن إبراهيم أنه كان يقرأ ﴿ وقال لفتيته ﴾ أي لغلمانه ﴿ اجعلوا بضاعتهم ﴾ أي أوراقهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن إسحق قال : كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لي، بعض أهل العلم بالعربات، من أرض فلسطين بغور الشام. وبعض كان يقول بالأدلاج، من ناحية شعب أسفل من جسمي، وما كان صاحب بادية له بها شاء وإبل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن المغيرة، عن أصحاب عبد الله ﴿ فأرسل معنا أخانا نكتل ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج، رضي الله عنه - ﴿ فأرسل معنا أخانا ﴾ يكتل له بعيراً.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن مغيرة، عن أصحاب عبد الله - رضي الله عنه - ﴿ فالله خير حافظاً ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر، عن علقمة أنه كان يقرأ ﴿ ردت إلينا ﴾ بكسر الراء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ﴾ يقول : ما نبغي هذه أوراقنا ردت إلينا، وقد أوفي لنا الكيل ﴿ ونزداد كيل بعير ﴾ أي حمل بعير.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ونزداد كيل بعير ﴾ قال : حمل حمار. قال : وهي لغة. قال أبو عبيد يعني مجاهد أن الحمار، يقال له في بعض اللغات، بعير.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ إلا أن يحاط بكم ﴾ قال : إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَقَالَ يَا بني لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ قَالَ: رهب يَعْقُوب عَلَيْهِم الْعين
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُحَمَّد بن كَعْب - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ قَالَ: خشِي عَلَيْهِم الْعين
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ قَالَ: خشِي يَعْقُوب على وَلَده الْعين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ قَالَ: خَافَ عَلَيْهِم الْعين
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَا تدْخلُوا من بَاب وَاحِد﴾ قَالَ: كَانُوا قد أُوتُوا صوراً وجمالاً فخشي عَلَيْهِم أنفس النَّاس
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وادخلوا من أَبْوَاب مُتَفَرِّقَة﴾ قَالَ: أحب يَعْقُوب أَن يلقى يُوسُف أَخَاهُ فِي خلْوَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿إِلَّا حَاجَة فِي نفس يَعْقُوب قَضَاهَا﴾ قَالَ: خيفة الْعين على بنيه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَإنَّهُ لذُو علم لما علمناه﴾ قَالَ: إِنَّه لعامل بِمَا علم وَمن لَا يعْمل لَا يكون عَالما
557
الْآيَات ٦٩ - ٧٦
558
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله ﴿ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ﴾ قال : خيفة العين على بنيه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وإنه لذو علم لما علمناه ﴾ قال : إنه لعامل بما علم، ومن لا يعمل لا يكون عالماً.
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿آوى إِلَيْهِ أَخَاهُ﴾ قَالَ: ضمه إِلَيْهِ وأنزله مَعَه
وَفِي قَوْله ﴿فَلَا تبتئس﴾ قَالَ: لَا تحزن وَلَا تيأس
وَفِي قَوْله ﴿فَلَمَّا جهزهم بجهازهم﴾ قَالَ: لما قضى حَاجتهم وكال لَهُم طعامهم
وَفِي قَوْله ﴿جعل السِّقَايَة﴾ قَالَ: هُوَ إِنَاء الْملك الَّذِي يشرب مِنْهُ ﴿فِي رَحل أَخِيه﴾ قَالَ: فِي مَتَاع أَخِيه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿جعل السِّقَايَة﴾ قَالَ: هُوَ الصواع وكل شَيْء يشرب مِنْهُ فَهُوَ صواع
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: السِّقَايَة والصواع شَيْء وَاحِد يشرب مِنْهُ يُوسُف
558
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: السِّقَايَة هُوَ الصواع وَكَانَ كأساً من ذهب على مَا يذكرُونَ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أيتها العير﴾ قَالَ: كَانَت العير حميراً
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مَنْدَه فِي غرائب شُعْبَة وَابْن مرْدَوَيْه والضياء عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿صواع الْملك﴾ قَالَ: شَيْء يشبه المكوك من فضَّة كَانُوا يشربون فِيهِ
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْوَقْف والابتداء والطستي عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿صواع الْملك﴾ قَالَ: الصواع الكأس الَّذِي يشرب فِيهِ
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ نعم
أما سَمِعت الْأَعْشَى وَهُوَ يَقُول: لَهُ درمك فِي رَأسه ومشارب وَقدر وطباخ وَصَاع وديسق وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿صواع الْملك﴾ قَالَ: هُوَ المكوك الَّذِي يلتقي طرفاه كَانَت تشرب فِيهِ الْأَعَاجِم
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿صواع الْملك﴾ قَالَ: كَانَ من فضَّة
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿صواع الْملك﴾ قَالَ: كَانَ من نُحَاس
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كَانَ يقْرَأ ﴿نفقد صواع الْملك﴾ بِضَم الصَّاد مَعَ الْألف
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْأَنْبَارِي عَن أبي هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كَانَ يقْرَأ صَاع الْملك
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن يحيى بن يعمر أَنه كَانَ يقْرؤهَا صوغ الْملك بالغين الْمُعْجَمَة
قَالَ: كَانَ صِيغ من ذهب أَو فضَّة سقايته الَّتِي كَانَ يشرب فِيهَا
559
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي عَن أُبيّ رَجَاء - رَضِي الله عَنهُ - أَنه قَرَأَ ﴿نفقد صواع الْملك﴾ بِعَين غير مُعْجمَة وصاد مَفْتُوحَة
وَأخرج عَن عبد الله بن عون - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كَانَ يقْرَأ صوع الْملك بصاد مَضْمُومَة
وَأخرج عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كَانَ يقْرَأ صياع الْملك
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَلمن جَاءَ بِهِ حمل بعير﴾ قَالَ: حمل حمَار طَعَام وَهِي لُغَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿حمل بعير﴾ وقر بعير
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَأَنا بِهِ زعيم﴾ قَالَ كَفِيل
وَأخرج ابْن جرير عَن سعيد بن جُبَير وَمُجاهد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك مثله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَأَنا بِهِ زعيم﴾ قَالَ: الزعيم هُوَ الْمُؤَذّن الَّذِي قَالَ ﴿أيتها العير﴾
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْوَقْف والابتداء عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿وَإِنَّا بِهِ زعيم﴾ مَا الزعيم
قَالَ: الْكَفِيل
قَالَ فِيهِ فَرْوَة بن مسيك: اكون زعيمكم فِي كل عَام بِجَيْش جحفل لجب لهام وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الرّبيع بن أنس - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿مَا جِئْنَا لنفسد فِي الأَرْض﴾ يَقُول: مَا جِئْنَا لنعصي فِي الأَرْض
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ﴾ قَالَ: عرفُوا الحكم فِي حكمهم فَقَالُوا ﴿جَزَاؤُهُ من وجد فِي رَحْله فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ وَكَانَ الحكم عِنْد الْأَنْبِيَاء يَعْقُوب وبنيه عَلَيْهِم السَّلَام أَن يُؤْخَذ السَّارِق بسرقته عبدا يسترق
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْكَلْبِيّ - رَضِي الله
560
عَنهُ - قَالَ: أَخْبرُوهُ بِمَا يحكم فِي بِلَادهمْ أَنه من سرق أَخذ عبدا
فَقَالُوا ﴿جَزَاؤُهُ من وجد فِي رَحْله﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ﴾ الْآيَة
قَالَ: ذكر لنا أَنه كَانَ كلما فتح مَتَاع رجل اسْتغْفر تأثماً مِمَّا صنع حَتَّى بَقِي مَتَاع الْغُلَام قَالَ: مَا أَظن أَن هَذَا أَخذ شَيْئا
قَالُوا: بلَى فاستبره
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿كَذَلِك كدنا ليوسف﴾ قَالَ: كَذَلِك صنعنَا ليوسف ﴿مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك﴾ يَقُول: فِي سُلْطَان الْملك
قَالَ: كَانَ فِي دين ملكهم أَنه من سرق أخذت مِنْهُ السّرقَة وَمثلهَا مَعهَا من مَاله فيعطيه الْمَسْرُوق
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك﴾ يَقُول: فِي سُلْطَان الْملك
وَأخرج ابْن جرير عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ - رَضِي الله عَنهُ - فِي الْآيَة
قَالَ: دين الْملك لَا يُؤْخَذ بِهِ من سرق أصلا وَلَكِن الله تَعَالَى كَاد لِأَخِيهِ حَتَّى تكلمُوا بِمَا تكلمُوا بِهِ فآخذهم بقَوْلهمْ وَلَيْسَ فِي قَضَاء الْملك
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك﴾ قَالَ: لم يكن ذَلِك فِي دين الْملك أَن يَأْخُذ من سرق عبدا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْكَلْبِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ حكم الْملك أَن من سرق ضاعف عَلَيْهِ الْغرم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿إِلَّا أَن يَشَاء الله﴾ قَالَ: إِلَّا بعلة كادها الله ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام فاعتل بهَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طَرِيق مَالك بن أنس - رضى الله عَنهُ - قَالَ: سَمِعت زيد بن أسلم - رَضِي الله عَنهُ - يَقُول فِي هَذِه الْآيَة ﴿نرفع دَرَجَات من نشَاء﴾ قَالَ: بِالْعلمِ
يرفع الله بِهِ من يَشَاء فِي الدُّنْيَا
561
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿نرفع دَرَجَات من نشَاء﴾ قَالَ: يُوسُف واخوته اوتوا علما
فرفعنا يُوسُف فَوْقهم فِي الْعلم دَرَجَة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾ قَالَ: يكون هَذَا أعلم من هَذَا وَهَذَا أعلم من هَذَا وَالله فَوق كل عَالم
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كُنَّا عِنْد ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فَحدث بِحَدِيث فَقَالَ رجل عِنْده ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾ فَقَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - بئس مَا قلت الله الْعَلِيم الْخَبِير هُوَ فَوق كل عَالم
وَأخرج ابْن جرير عَن مُحَمَّد بن كَعْب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سَأَلَ رجل عليا - رَضِي الله عَنهُ - عَن مَسْأَلَة فَقَالَ فِيهَا
فَقَالَ الرجل: لَيْسَ هَكَذَا وَلَكِن كَذَا وَكَذَا قَالَ عَليّ - رَضِي الله عَنهُ -: أَحْسَنت وأخطأت ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾ قَالَ: علم الله فَوق كل عَالم
وَأخرج ابْن جرير عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾ قَالَ: الله أعلم من كل أحد
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن فِي الْآيَة قَالَ: لَيْسَ عَالم إِلَّا فَوْقه عَالم حَتَّى يَنْتَهِي الْعلم إِلَى الله
مِنْهُ بدا وَإِلَيْهِ يعود
وَفِي قِرَاءَة عبد الله وَفَوق كل عَالم عليم
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج فِي قَوْله ﴿وَفَوق كل ذِي علم عليم﴾ قَالَا: هُوَ ذَلِك أَيْضا يُوسُف واخوته هُوَ فَوْقهم فِي الْعلم
562
الْآيَات ٧٧ - ٧٩
563
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ آوى إليه أخاه ﴾ قال : ضمه إليه وأنزله معه. وفي قوله ﴿ فلا تبتئس ﴾ قال : لا تحزن ولا تيأس. وفي قوله ﴿ فلما جهزهم بجهازهم ﴾ قال : لما قضى حاجتهم وكال لهم طعامهم. وفي قوله ﴿ جعل السقاية ﴾ قال : هو إناء الملك الذي يشرب منه ﴿ في رحل أخيه ﴾ قال : في متاع أخيه.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ جعل السقاية ﴾ قال : هو الصواع، وكل شيء يشرب منه فهو صواع.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : السقاية والصواع شيء واحد، يشرب منه يوسف.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : السقاية، هو الصواع. وكان كأساً من ذهب على ما يذكرون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أيتها العير ﴾ قال : كانت العير حميراً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن منده في غرائب شعبة، وابن مردويه والضياء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ صواع الملك ﴾ قال : شيء يشبه المكوك من فضة، كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ صواع الملك ﴾ قال : الصواع، الكأس الذي يشرب فيه. قال وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول :
له درمك في رأسه ومشارب*** وقدر وطباخ وصاع وديسق
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ﴿ صواع الملك ﴾ قال : هو المكوك الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ صواع الملك ﴾ قال : كان من فضة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ صواع الملك ﴾ قال : كان من نحاس.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ ﴿ نفقد صواع الملك ﴾ بضم الصاد مع الألف.
وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري، عن أبي هريرة. رضي الله عنه - أنه كان يقرأ « صاع الملك ».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها « صوغ الملك » بالغين المعجمة.
قال : كان صيغ من ذهب أو فضة، سقايته التي كان يشرب فيها.
وأخرج ابن الأنباري، عن أبي رجاء - رضي الله عنه - أنه قرأ ﴿ نفقد صواع الملك ﴾ بعين غير معجمة، وصاد مفتوحة.
وأخرج عن عبد الله بن عون - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ «صوع الملك » بصاد مضمومة.
وأخرج عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ «صياع الملك ».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ولمن جاء به حمل بعير ﴾ قال : حمل حمار طعام، وهي لغة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ حمل بعير ﴾ وقر بعير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وأنا به زعيم ﴾ قال كفيل.
وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وأنا به زعيم ﴾ قال : الزعيم، هو المؤذن الذي قال ﴿ أيتها العير ﴾.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ وأنا به زعيم ﴾ ما الزعيم ؟. . . . قال : الكفيل. قال فيه فروة بن مسيك :
أكون زعيمكم في كل عام *** بجيش جحفل لجب لهام
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ما جئنا لنفسد في الأرض ﴾ يقول : ما جئنا لنعصي في الأرض.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ قالوا فما جزاؤه ﴾ قال : عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا ﴿ جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه ﴾ وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه عليهم السلام أن يؤخذ السارق بسرقته عبداً يسترق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٤:وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ قالوا فما جزاؤه ﴾ قال : عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا ﴿ جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه ﴾ وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه عليهم السلام أن يؤخذ السارق بسرقته عبداً يسترق.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن الكلبي - رضي الله عنه - قال : أخبروه بما يحكم في بلادهم، أنه من سرق أخذ عبداً. فقالوا ﴿ جزاؤه من وجد في رحله ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ فبدأ بأوعيتهم ﴾ الآية. قال : ذكر لنا أنه كان كلما فتح متاع رجل، استغفر تأثماً مما صنع، حتى بقي متاع الغلام، قال : ما أظن أن هذا أخذ شيئاً. قالوا : بلى، فاستبره.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ﴿ كذلك كدنا ليوسف ﴾ قال : كذلك صنعنا ليوسف ﴿ ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ﴾ يقول : في سلطان الملك.
قال : كان في دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله، فيعطيه المسروق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ﴾ يقول : في سلطان الملك.
وأخرج ابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في الآية. قال : دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلاً، ولكن الله تعالى كاد لأخيه، حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم، وليس في قضاء الملك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ﴾ قال : لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من سرق عبداً.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن الكلبي - رضي الله عنه - قال : كان حكم الملك، أن من سرق ضاعف عليه الغرم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ إلا أن يشاء الله ﴾ قال : إلا بعلة كادها الله ليوسف عليه السلام، فاعتل بها.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال : سمعت زيد بن أسلم - رضي الله عنه - يقول في هذه الآية ﴿ نرفع درجات من نشاء ﴾ قال : بالعلم. يرفع الله به من يشاء في الدنيا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ نرفع درجات من نشاء ﴾ قال : يوسف وإخوته، أوتوا علماً. فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ قال : يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوق كل عالم.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : كنا عند ابن عباس - رضي الله عنهما - فحدث بحديث، فقال رجل عنده ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - بئس ما قلت ؛ الله العليم الخبير هو فوق كل عالم.
وأخرج ابن جرير، عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال : سأل رجل علياً - رضي الله عنه - عن مسألة، فقال فيها.
فقال الرجل : ليس هكذا، ولكن كذا وكذا، قال علي - رضي الله عنه - : أحسنت وأخطأت ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ قال : علم الله فوق كل عالم.
وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ قال الله أعلم من كل أحد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الحسن في الآية قال : ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي العلم إلى الله. منه بدأ وإليه يعود. وفي قراءة عبد الله «وفوق كل عالم عليم ».
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد وأبو الشيخ، عن ابن جريج في قوله ﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾ قالا : هو ذلك أيضاً، يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم.
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالُوا إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل﴾ قَالَ: يعنون يُوسُف
وَأخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ أول مَا دخل على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام من الْبلَاء فِيمَا بَلغنِي أَن عمته وَكَانَت أكبر ولد إِسْحَق عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَت إِلَيْهَا منْطقَة إِسْحَق
فَكَانُوا يتوارثونها بِالْكبرِ وَكَانَ يَعْقُوب حِين ولد لَهُ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قد حضنته عمته فَكَانَ مَعهَا وإليها
فَلم يحب أحد شَيْئا من الْأَشْيَاء كحبها إِيَّاه حَتَّى ترعرع وَقعت نفس يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْهِ فَأَتَاهَا فَقَالَ: يَا أخية سلمي إِلَيّ يُوسُف فوَاللَّه مَا أقدر على أَن يغيب عني سَاعَة
قَالَت: فوَاللَّه مَا أَنا بتاركته فَدَعْهُ عِنْدِي أَيَّامًا أنظر إِلَيْهِ لَعَلَّ ذَلِك يسليني عَنهُ
فَلَمَّا خرج يَعْقُوب من عِنْدهَا عَمَدت إِلَى منْطقَة إِسْحَق عَلَيْهِ السَّلَام فحزمتها على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام من تَحت ثِيَابه ثمَّ قَالَت: فقدت منْطقَة إِسْحَق فانظروا من أَخذهَا وَمن أَصَابَهَا فَالْتمست ثمَّ قَالَت: اكشفوا أهل الْبَيْت
فكشفوهم فوجدوها مَعَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَت: وَالله إِنَّه لسلم لي أصنع فِيهِ مَا شِئْت فَأَتَاهَا يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَأَخْبَرته الْخَبَر فَقَالَ لَهَا: أَنْت وَذَاكَ إِن كَانَ فعل ذَلِك فَهُوَ سلم لَك مَا أَسْتَطِيع غير ذَلِك فأمسكته فَمَا قدر عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَت عَلَيْهَا السَّلَام
فَهُوَ الَّذِي يَقُول إخْوَة يُوسُف عَلَيْهِم السَّلَام حِين صنع بأَخيه مَا صنع: ﴿إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: سرق مكحلة لخالته
563
وَأخرج ابو الشَّيْخ عَن عَطِيَّة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سرق فِي صباه ميلين من ذهب
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ﴿إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل﴾ قَالَ: سرق يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام صنماً لجده أبي أمه من ذهب وَفِضة فَكَسرهُ وألقاه فِي الطَّرِيق فَعَيَّرَهُ بذلك إخْوَته
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - فِي الْآيَة قَالَ: كَانَت أم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أمرت يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَن يسرق صنماً لخاله كَانَ يعبده وَكَانَت مسلمة
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سَرقته الَّتِي عابوه بهَا: أَخذ صنماً كَانَ لأبي أمه وَإِنَّمَا أَرَادَ بذلك الْخَيْر
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن زيد بن أسلم - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام غُلَاما صَغِيرا مَعَ أمه عِنْد خَال لَهُ وَهُوَ يلْعَب مَعَ الغلمان فَدخل كَنِيسَة لَهُم فَوجدَ تمثالاً لَهُم صَغِيرا من ذهب فَأَخذه
قَالَ: وَهُوَ الَّذِي عيره إخْوَته بِهِ ﴿إِن يسرق فقد سرق أَخ لَهُ من قبل﴾
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَطِيَّة - رَضِي الله عَنهُ - فِي الْآيَة قَالَ: كَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام مَعَهم على الخوان فَأخذ شَيْئا من الطَّعَام فَتصدق بِهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - أَنه سُئِلَ: كَيفَ أَخَاف يُوسُف أَخَاهُ بِأخذ الصواع وَقد كَانَ أخبرهُ أَنه أَخُوهُ وَأَنْتُم تَزْعُمُونَ أَنه لم يزل متنكراً لَهُم
مكايدهم حَتَّى رجعُوا فَقَالَ: إِنَّه لم يعْتَرف لَهُ بِالنّسَبِ وَلكنه قَالَ: أَنا أَخُوك مَكَان أَخِيك الْهَالِك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿فأسرها يُوسُف فِي نَفسه وَلم يبدها لَهُم﴾ قَالَ: أسر فِي نَفسه
قَوْله ﴿أَنْتُم شَرّ مَكَانا وَالله أعلم بِمَا تصفون﴾
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿شَرّ مَكَانا﴾ قَالَ يُوسُف: يَقُول ﴿وَالله أعلم بِمَا تصفون﴾ قَالَ: تَقولُونَ
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن شيبَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما لَقِي
564
يُوسُف أَخَاهُ قَالَ: هَل تزوجت بعدِي قَالَ: نعم
قَالَ: وَمَا شغلك الْحزن عَليّ قَالَ: إِن أَبَاك يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لي: تزوج لَعَلَّ الله أَن يذرأ مِنْك ذُرِّيَّة يثقلون أَو قَالَ يسكنون الأَرْض بتسبيحة
الْآيَة ٨٠
565
أخرج ابْن جرير عَن ابْن إِسْحَق - رَضِي الله عَنهُ - ﴿فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ﴾ قَالَ: أيسوا وَرَأَوا شدته فِي الْأَمر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿خلصوا نجياً﴾ قَالَ: وحدهم
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالَ كَبِيرهمْ﴾ قَالَ: شَمْعُون الَّذِي تخلف أكبرهم عقلا وأكبر مِنْهُ فِي الميلاد روبيل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالَ كَبِيرهمْ﴾ هُوَ روبيل وَهُوَ الَّذِي كَانَ نَهَاهُم عَن قَتله وَكَانَ أكبر الْقَوْم
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أَو يحكم الله لي﴾ قَالَ: أقَاتل بِالسَّيْفِ حَتَّى أقتل
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن وهب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: إِن شَمْعُون كَانَ أَشد بني يَعْقُوب بَأْسا وَإنَّهُ كَانَ إِذا غضب قَامَ شعره وانتفخ فَلَا يُطْفِئ غَضَبه شَيْء إِلَّا أَن يمسهُ أحد من آل يَعْقُوب وَإنَّهُ كَانَ قد أغار مرّة على أهل قَرْيَة فدمرهم
وَإنَّهُ غضب يَوْم أَخذ بَنو يَعْقُوب بالصواع غَضبا شَدِيدا
حَتَّى انتفخ فَأمر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ابْنه أَن يمسهُ فسكن غَضَبه وَبرد وَقَالَ: قد مسني يَد من آل يَعْقُوب
565
الْآيَات ٨١ - ٨٣
566
أخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه قَرَأَ ﴿إِن ابْنك سرق﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لِبَنِيهِ: مَا يدْرِي هَذَا الرجل أَن السَّارِق يُؤْخَذ بسرقته إِلَّا بقولكم
قَالُوا: مَا شَهِدنَا إِلَّا بِمَا علمنَا لم نشْهد أَن السَّارِق يُؤْخَذ بسرقته إِلَّا وَذَاكَ الَّذِي علمنَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن إِبْرَاهِيم - رَضِي الله عَنهُ - أَنه كره أَن يكْتب الرجل شَهَادَته فَإِذا اسْتشْهد شهد وَيقْرَأ ﴿وَمَا شَهِدنَا إِلَّا بِمَا علمنَا﴾
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا كُنَّا للغيب حافظين﴾ قَالَ: لم نعلم أَنه سيسرق
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا كُنَّا للغيب حافظين﴾ قَالَ: مَا كُنَّا نعلم أَن ابْنك يسرق
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا كُنَّا للغيب حافظين﴾ قَالَ: يَقُولُونَ مَا كُنَّا نظن أَن ابْنك يسرق
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ قَالَ: مصر
وَفِي قَوْله ﴿عَسى الله أَن يأتيني بهم جَمِيعًا﴾ قَالَ: بِيُوسُف وأخيه وروبيل
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿عَسى الله أَن يأتيني بهم جَمِيعًا﴾ قَالَ: بِيُوسُف وأخيه وَكَبِيرهمْ الَّذِي تخلف
566
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي روق - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما حبس يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَخَاهُ بِسَبَب السّرقَة كتب إِلَيْهِ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: من يَعْقُوب ابْن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله إِلَى يُوسُف عَزِيز فِرْعَوْن أما بعد فَإنَّا أهل بَيت مُوكل بِنَا الْبلَاء إِن أبي إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ألقِي فِي النَّار فِي الله فَصَبر فَجَعلهَا الله عَلَيْهِ بردا وَسلَامًا وَإِن أبي إِسْحَق عَلَيْهِ السَّلَام قرب للذبح فِي الله فَصَبر فَفَدَاهُ الله بِذبح عَظِيم
وَإِن الله كَانَ وهب لي قُرَّة عين فسلبنيه فَأذْهب حزنه بَصرِي وأيبس لحمي على عظمي فَلَا ليلِي ليل وَلَا نهاري نَهَار والأسير الَّذِي فِي يَديك بِمَا ادعِي عَلَيْهِ من السرق أَخُوهُ لأمه فَكنت إِذا ذكرت أسفي عَلَيْهِ قربته مني فيسلي عني بعض مَا كنت أجد
وَقد بَلغنِي أَنَّك حَبسته بِسَبَب سَرقَة فَخَل سَبيله فَإِنِّي لم أَلد سَارِقا وَلَيْسَ بسارق وَالسَّلَام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْجلد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ لَهُ أَخُوهُ: يَا أَيهَا الْعَزِيز لقد ذهب لي أَخ مَا رَأَيْت أحدا أشبه بِهِ مِنْك لكأنه الشَّمْس
فَقَالَ لَهُ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: اسْأَل إِلَه يَعْقُوب أَن يرحم صباك وَأَن يرد إِلَيْك أَخَاك
الْآيَة ٨٤
567
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وسأل القرية ﴾ قال : مصر. وفي قوله ﴿ عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ﴾ قال : بيوسف وأخيه وروبيل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٢:وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وسأل القرية ﴾ قال : مصر. وفي قوله ﴿ عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ﴾ قال : بيوسف وأخيه وروبيل.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله ﴿ عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ﴾ قال : بيوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي روق - رضي الله عنه - قال : لما حبس يوسف عليه السلام أخاه بسبب السرقة، كتب إليه يعقوب عليه السلام : من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون، أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء، إن أبي إبراهيم عليه السلام ألقي في النار في الله فصبر، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، وإن أبي إسحق عليه السلام قرب للذبح في الله فصبر، ففداه الله بذبح عظيم. وإن الله كان وهب لي قرة عين فسلبنيه، فأذهب حزنه بصري، وأيبس لحمي على عظمي، فلا ليلي ليل، ولا نهاري نهار، والأسير الذي في يديك بما ادعي عليه من السرق أخوه لأمه، فكنت إذا ذكرت أسفي عليه قربته مني، فيسلي عني بعض ما كنت أجد. وقد بلغني أنك حبسته بسبب سرقة، فخل سبيله، فإني لم ألد سارقاً وليس بسارق، والسلام.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : قال له أخوه : يا أيها العزيز، لقد ذهب لي أخ ما رأيت أحداً أشبه به منك، لكأنه الشمس. فقال له يوسف عليه السلام : اسأل إله يعقوب أن يرحم صباك، وأن يرد إليك أخاك.
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طرق عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿يَا أسفى على يُوسُف﴾ قَالَ: يَا حزنا
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿يَا أسفى على يُوسُف﴾ قَالَ: يَا حزنا على يُوسُف
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿يَا أسفى على يُوسُف﴾ قَالَ: يَا جزعاً
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن سعيد وَابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر عَن يُونُس - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما مَاتَ سعيد بن الْحسن حزن عَلَيْهِ الْحسن حزنا شَدِيدا فَكلم الْحسن فِي ذَلِك فَقَالَ: مَا سَمِعت الله عَابَ على يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام الْحزن
567
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ مُنْذُ خرج يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام من عِنْد يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى يَوْم رَجَعَ ثَمَانُون سنة لم يُفَارق الْحزن قلبه ودموعه تجْرِي على خديه
وَلم يزل يبكي حَتَّى ذهب بَصَره
وَالله مَا على وَجه الأَرْض يَوْمئِذٍ خَلِيقَة أكبر على الله من يَعْقُوب
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لم يُعْط أحد الاسترجاع غير هَذِه الْأمة وَلَو أعطيها أحد لأعطيها يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام
أَلا تستمعون إِلَى قَوْله ﴿يَا أسفى على يُوسُف﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْأَحْنَف بن قيس - رَضِي الله عَنهُ - أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَن دَاوُد قَالَ: يَا رب إِن بني إِسْرَائِيل يَسْأَلُونَك بإبراهيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب فَاجْعَلْنِي لَهُم رَابِعا
فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن إِبْرَاهِيم ألقِي فِي النَّار بسببي فَصَبر وَتلك بلية لم تنلك
وَأَن إِسْحَق بذل مهجة دَمه فِي سببي فَصَبر وَتلك بلية لم تنلك وَإِن يَعْقُوب أخذت مِنْهُ حَبِيبه حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيناهُ من الْحزن فَصَبر وَتلك بلية لم تَنَلكَ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿فَهُوَ كظيم﴾ قَالَ: حَزِين
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْوَقْف عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿فَهُوَ كظيم﴾ مَا الكظيم قَالَ: المغموم
قَالَ فِيهِ قيس بن زُهَيْر: فَإِن أك كاظماً لمصاب شَاس فَإِنِّي الْيَوْم منطلق لساني وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فَهُوَ كظيم﴾ قَالَ: كظم الْحزن
وَأخرج ابْن الْمُبَارك وَعبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فَهُوَ كظيم﴾ قَالَ: كظم على الْحزن فَلم يقل إِلَّا خيرا أَو فِي لفظ: يردد حزنه فِي جَوْفه وَلم يتَكَلَّم بِسوء
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فَهُوَ كظيم﴾ قَالَ: فَهُوَ مكروب
568
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿كظيم﴾ قَالَ: مكروب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الكظيم الكمد
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - ﴿فَهُوَ كظيم﴾ قَالَ: مكمود
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الكظيم الَّذِي لَا يتَكَلَّم بلغ بِهِ الْحزن حَتَّى كَانَ لَا يكلمهم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن لَيْث بن أبي سليم - رَضِي الله عَنهُ - أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام دخل على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي السجْن فَعرفهُ فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الْملك الْكَرِيم على ربه هَل لَك علم بِيَعْقُوب قَالَ نعم
قَالَ: مَا فعل قَالَ: ابْيَضَّتْ عَيناهُ من الْحزن عَلَيْك
قَالَ: فَمَاذَا بلغ من حزنه قَالَ: حزن سبعين مثكلة
قَالَ: هَل لَهُ على ذَلِك من أجر قَالَ: نعم
أجر مائَة شَهِيد
وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق لَيْث عَن ثَابت الْبنانِيّ - رَضِي الله عَنهُ - مثله سَوَاء
وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق لَيْث بن أبي سليم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: حدثت أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام دخل على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ بِمصْر فِي صُورَة رجل فَلَمَّا رَآهُ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام عرفه فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَيهَا الْملك الطّيب رِيحه الطَّاهِر ثِيَابه الْكَرِيم على ربه هَل لَك بِيَعْقُوب من علم قَالَ: نعم
قَالَ: فَكيف هُوَ
فَقَالَ: ذهب بَصَره
قَالَ: وَمَا الَّذِي أذهب بَصَره قَالَ: الْحزن عَلَيْك
قَالَ: فَمَا أعطي على ذَلِك قَالَ: أجر سبعين شَهِيدا
وَأخرج ابْن جرير عَن عبد الله بن أبي جَعْفَر - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: دخل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي السجْن فَقَالَ لَهُ يُوسُف: يَا جِبْرِيل مَا بلغ من حزن أبي قَالَ: حزن سبعين ثَكْلَى
قَالَ: فَمَا بلغ أجره من الله قَالَ: أجر مائَة شَهِيد
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن خلف بن حَوْشَب مثله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما أَتَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يُوسُف عَلَيْهِ
569
السَّلَام بالبشرى وَهُوَ فِي السجْن قَالَ: هَل تعرفنِي أَيهَا الصّديق قَالَ: أرى صُورَة طَاهِرَة وريحاً طيبَة لَا تشبه أَرْوَاح الخاطئين
قَالَ: فَإِنِّي رَسُول رب الْعَالمين وَأَنا الرّوح الْأمين
قَالَ: فَمَا الَّذِي أدْخلك إِلَى مدْخل المذنبين وَأَنت أطيب الطيبين وَرَأس المقربين وَأمين رب الْعَالمين
قَالَ: ألم تعلم يَا يُوسُف أَن الله يطهر الْبيُوت بمطهر النَّبِيين وَأَن الأَرْض الَّتِي تدخلونها هِيَ أطيب الْأَرْضين وَأَن الله قد طهر بك السجْن وَمَا حوله بِأَطْهَرَ الطاهرين وَابْن المطهرين إِنَّمَا يتَطَهَّر بِفضل طهرك وطهر آبَائِك الصَّالِحين المخلصين
قَالَ: كَيفَ تسميني بأسماء الصديقين وتعدني من المخلصين وَقد دخلت مدْخل المذنبين وَسميت بالضالين المفسدين
قَالَ: لم يفتن قَلْبك الْحزن وَلم يدنس حريتك الرّقّ وَلم تُطِع سيدتك فِي مَعْصِيّة رَبك فَلذَلِك سماك الله بأسماء الصديقين وعدّك مَعَ المخلصين وألحقك بآبائك الصَّالِحين
قَالَ: هَل لَك علم بِيَعْقُوب قَالَ: نعم وهب الله لَهُ الصَّبْر الْجَمِيل وابتلاه بالحزن عَلَيْك فَهُوَ كظيم
قَالَ: فَمَا قدر حزنه قَالَ: قدر سبعين ثَكْلَى
قَالَ: فَمَاذَا لَهُ من الْأجر قَالَ: قدر مائَة شَهِيد
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: أَتَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ فِي السجْن فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يُوسُف: أَيهَا الْملك الْكَرِيم على ربه الطّيب رِيحه الطَّاهِر ثِيَابه هَل لَك علم بِيَعْقُوب قَالَ: نعم مَا أَشد حزنه
قَالَ: مَاذَا لَهُ من الْأجر قَالَ: أجر سبعين ثَكْلَى
قَالَ: أفتراني لاقيه قَالَ: نعم
فطابت نفس يُوسُف
وَأخرج ابْن جرير عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ مَا بلغ وجد يَعْقُوب على ابْنه قَالَ: وجد سبعين ثَكْلَى
قيل فَمَا كَانَ لَهُ من الْأجر قَالَ: أجر مائَة شَهِيد وَمَا سَاءَ ظَنّه بِاللَّه سَاعَة من ليل أَو نَهَار
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن عَمْرو بن دِينَار أَنه ألقِي على يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام حزن سبعين مثكل وَمكث فِي ذَلِك الْحزن ثَمَانِينَ عَاما
570
الْآيَات ٨٥ - ٨٦
571
أخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿تالله تفتأ تذكر يُوسُف﴾ قَالَ: لَا تزَال تذكر يُوسُف ﴿حَتَّى تكون حرضاً﴾ قَالَ: دنفاً من الْمَرَض ﴿تكون من الهالكين﴾ قَالَ الميتين
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالُوا تالله تفتأ تذكر يُوسُف﴾ قَالَ: لَا تزَال تذكر يُوسُف لَا تفتر عَن حبه ﴿حَتَّى تكون حرضاً﴾ قَالَ: هرماً ﴿أَو تكون من الهالكين﴾ قَالَ: أَو تَمُوت
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - ﴿حَتَّى تكون حرضاً﴾ قَالَ: الحرض الشَّيْء الْبَالِي ﴿أَو تكون من الهالكين﴾ قَالَ الميتين
وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي والطستي عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿تفتأ تذكر يُوسُف﴾ قَالَ: لَا تزَال تذكر يُوسُف
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت الشَّاعِر وَهُوَ يَقُول: لعمرك لَا تفتأ تذكر خَالِدا وَقد غاله مَا غال تبع من قبل قَالَ: أَخْبرنِي عَن قَوْله ﴿حَتَّى تكون حرضاً﴾ قَالَ: الحرض المدنف الْهَالِك من شدَّة الوجع
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم
أما سَمِعت الشَّاعِر وَهُوَ يَقُول: أَمن ذكر ليلى أَن نأت قَرْيَة بهَا كَأَنَّك حم للأطباء محرض وَأخرج ابْن جرير عَن طَلْحَة بن مصرف الأيامي قَالَ: ثَلَاثَة لَا تذكرهن واجتنب ذكرهن: لَا تَشْكُ مرضك وَلَا تَشْكُ مصيبتك وَلَا تُزَكِّ نفسكَ
قَالَ: وأنبئت أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام دخل عَلَيْهِ جَار لَهُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوب مَا لي أَرَاك قد انهشمت وفنيت وَلم تبلغ من السن مَا بلغ أَبوك قَالَ: هشمني وأفناني مَا ابتلاني الله بِهِ من هم يُوسُف وَذكره
فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا يَعْقُوب اتشكوني إِلَى خلقي فَقَالَ: يَا رب خَطِيئَة أخطأتها فاغفرها لي
قَالَ: فَإِنِّي قد غفرت لَك
فَكَانَ بعد ذَلِك إِذا سُئِلَ قَالَ ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾
571
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير عَن مُسلم بن يسَار - رَضِي الله عَنهُ - يرفعهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من بَث لم يصبر ثمَّ قَرَأَ ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾
وَأخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن عمر - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَث لم يصبر ثمَّ قَرَأَ ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾
وَأخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن عمر - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من كنوز الْبر إخفاء الصَّدَقَة وكتمان المصائب والأمراض وَمن بَث لم يصبر
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: بَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ثَلَاث من كنوز الْبر: كتمان الصَّدَقَة وكتمان الْمُصِيبَة وكتمان الْمَرَض
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَضَعفه عَن أنس - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أصبح حَزينًا على الدُّنْيَا أصبح ساخطاً على ربه
وَمن أصبح يشكو مُصِيبَة نزلت بِهِ فَإِنَّمَا يشكو الله وَمن تضعضع لَغَنِيّ لينال من دُنْيَاهُ أحبط الله ثُلثي عمله
وَمن أعطي الْقُرْآن فَدخل النَّار فَأَبْعَده الله
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَضَعفه عَن ابْن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - مَرْفُوعا مثله
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: ثَلَاث من ملاك أَمرك: أَن لَا تَشْكُو مصيبتك وَأَن لَا تحدث بوجعك وَإِن لَا تزكي نَفسك بلسانك
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: وجدت فِي التَّوْرَاة أَرْبَعَة أسطر مُتَوَالِيَة: من شكا مصيبته فَإِنَّمَا يشكو ربه وَمن تضعضع لَغَنِيّ ذهب ثلثا دينه وَمن حزن على مَا فِي يَد غَيره فقد سخط قَضَاء ربه وَمن قَرَأَ كتاب الله فَظن أَن لَا يغْفر لَهُ فَهُوَ من الْمُسْتَهْزِئِينَ بآيَات الله
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: من ابتلى ببلاء فكتمه ثَلَاثًا لَا يشكو إِلَى أحد أَتَاهُ الله برحمته
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن حبيب بن أبي ثَابت: أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ قد سقط
572
حاجباه على عَيْنَيْهِ من الْكبر فَكَانَ يرفعهما بِخرقَة
فَقيل لَهُ: مَا بلغ بك هَذَا قَالَ طول الزَّمَان وَكَثْرَة الأحزان
فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا يَعْقُوب اتشكوني قَالَ: يَا رب خَطِيئَة أخطأتها فَاغْفِر لي
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن نصر بن عَرَبِيّ قَالَ: بَلغنِي أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لما طَال حزنه على يُوسُف ذهبت عَيناهُ من الْحزن
فَجعل العوّاد يدْخلُونَ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: السَّلَام عَلَيْك يَا نَبِي الله كَيفَ تجدك فَيَقُول: شيخ كَبِير قد ذهب بَصرِي
فاوحى الله إِلَيْهِ يَا يَعْقُوب شكوتني إِلَى عوادك قَالَ: أَي رب هَذَا ذَنْب عملته لَا أَعُود إِلَيْهِ فَلم يزل بعد يَقُول ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي﴾ قَالَ: همي
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أَشْكُو بثي﴾ قَالَ: حَاجَتي
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَأعلم من الله مَا لَا تعلمُونَ﴾ يَقُول: أعلم أَن رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام صَادِقَة وَإِنِّي سأسجد لَهُ
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن عبد الله بن شَدَّاد رضى الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت نشيج عمر بن الْخطاب - رَضِي الله عَنهُ - وَإِنِّي لفي آخر الصُّفُوف فِي صَلَاة الصُّبْح وَهُوَ يقْرَأ ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَلْقَمَة بن أبي وَقاص - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: صليت خلف عمر بن الْخطاب - رَضِي الله عَنهُ - الْعشَاء فَقَرَأَ سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا أَتَى على ذكر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام نشج حَتَّى سَمِعت نَشِيجه وَأَنا فِي مُؤخر الصُّفُوف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: ذكر لنا أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَلم تنزل بِهِ شدَّة بلَاء قطّ إِلَّا أَتَاهُ حسن ظَنّه بِاللَّه من وَرَاء بلائه
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن عبد الرَّزَّاق - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: بلغنَا أَن يَعْقُوب
573
عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: يَا رب أذهبت وَلَدي وأذهبت بَصرِي
قَالَ: بلَى وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَإِنِّي لأرحمك ولأردنَّ عَلَيْك بَصرك وولدك
وَإِنَّمَا ابتليتك بِهَذِهِ البلية لِأَنَّك ذبحت جملا فشويته فَوجدَ جَارك رِيحه فَلم تنله
وَأخرج إِسْحَق بن رَاهَوَيْه فِي تَفْسِيره وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْفرج بعد الشدَّة وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن أنس - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ ليعقوب عَلَيْهِ السَّلَام أَخ مؤاخ فَقَالَ لَهُ ذَات يَوْم: يَا يَعْقُوب مَا الَّذِي أذهب بَصرك وَمَا الَّذِي قَوس ظهرك قَالَ: أما الَّذِي أذهب بَصرِي فالبكاء على يُوسُف
وَأما الَّذِي قَوس ظَهْري فالحزن على بنيامين
فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا يَعْقُوب إِن الله عز وَجل يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك: مَا تَسْتَحي تشكوني إِلَى غَيْرِي قَالَ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إِلَى الله﴾ فَقَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
الله أعلم بِمَا تَشْكُو يَا يَعْقُوب
ثمَّ قَالَ يَعْقُوب: أما ترحم الشَّيْخ الْكَبِير أذهبت بَصرِي وقوست ظَهْري فاردد عَليّ ريحانتي أشمه شمة قبل الْمَوْت ثمَّ اصْنَع بِي مَا أردْت
فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا يَعْقُوب إِن الله يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك: أبشر وليفرح قَلْبك فَوَعِزَّتِي لَو كَانَا ميتين لنشرتهما لَك
فَاصْنَعْ طَعَاما للْمَسَاكِين فَإِن أحب عبَادي إِلَيّ: الْأَنْبِيَاء وَالْمَسَاكِين
وَتَدْرِي لم أذهبت بَصرك وقوست ظهرك وصنع إخْوَة يُوسُف بِهِ مَا صَنَعُوا إِنَّكُم ذبحتم شَاة فأتاكم مِسْكين وَهُوَ صَائِم فَلم تطعموه مِنْهَا شَيْئا
فَكَانَ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام إِذا أَرَادَ الْغَدَاء أَمر منادياً يُنَادي أَلا من أَرَادَ الْغَدَاء من الْمَسَاكِين فليتغد مَعَ يَعْقُوب وَإِذا كَانَ صَائِما أَمر منادياً أَلا من كَانَ صَائِما من الْمَسَاكِين فليفطر مَعَ يَعْقُوب
الْآيَة ٨٧
574
وأخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الأيامي قال : ثلاثة لا تذكرهن واجتنب ذكرهن : لا تَشْكُ مرضك، ولا تَشْكُ مصيبتك، ولا تُزَكِّ نفسكَ. قال : وأنبئت أن يعقوب عليه السلام دخل عليه جار له فقال : يا يعقوب، ما لي أراك قد انهشمت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك ؟ قال : هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف، وذكره. فأوحى الله إليه «يا يعقوب، أتشكوني إلى خلقي ؟ فقال : يا رب، خطيئة أخطأتها فاغفرها لي. قال : فإني قد غفرت لك ». فكان بعد ذلك إذا سئل قال ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال «من بث لم يصبر » ثم قرأ ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من كنوز البر، إخفاء الصدقة، وكتمان المصائب والأمراض، ومن بث لم يصبر ».
وأخرج البيهقي من وجه آخر، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب - رضي الله عنه - قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«ثلاث من كنوز البر : كتمان الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان المرض ».
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه، عن أنس - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من أصبح حزيناً على الدنيا، أصبح ساخطاً على ربه. ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به، فإنما يشكو الله. ومن تضعضع لغني لينال من دنياه، أحبط الله ثلثي عمله. ومن أعطي القرآن فدخل النار، فأبعده الله ».
وأخرج البيهقي وضعفه، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً مثله.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ثلاث من ملاك أمرك : أن لا تشكو مصيبتك، وأن لا تحدث بوجعك، وإن لا تزكي نفسك، بلسانك.
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية : من شكا مصيبته فإنما يشكو ربه، ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دينه، ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط قضاء ربه، ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له، فهو من المستهزئين بآيات الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : من ابتلى ببلاء فكتمه ثلاثاً، لا يشكو إلى أحد، أتاه الله برحمته.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن حبيب بن أبي ثابت : أن يعقوب عليه السلام، كان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فكان يرفعهما بخرقة. فقيل له : ما بلغ بك هذا ؟ قال طول الزمان، وكثرة الأحزان. فأوحى الله إليه «يا يعقوب، أتشكوني ؟ قال : يا رب، خطيئة أخطأتها، فاغفر لي ».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن نصر بن عربي قال : بلغني أن يعقوب عليه السلام، لما طال حزنه على يوسف، ذهبت عيناه من الحزن. فجعل العوّاد يدخلون عليه فيقولون : السلام عليك يا نبي الله، كيف تجدك ؟ فيقول : شيخ كبير قد ذهب بصري. فأوحى الله إليه « يا يعقوب، شكوتني إلى عوادك ؟ قال : أي رب، هذا ذنب عملته لا أعود إليه » فلم يزل بعد يقول ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ إنما أشكو بثي ﴾. قال : همي.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أشكو بثي ﴾ قال : حاجتي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وأعلم من الله ما لا تعلمون ﴾ يقول : أعلم أن رؤيا يوسف عليه السلام صادقة، وإني سأسجد له.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال : سمعت نشيج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخر الصفوف في صلاة الصبح، وهو يقرأ ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي، عن علقمة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : صليت خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - العشاء، فقرأ سورة يوسف عليه السلام، فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام، نشج حتى سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن يعقوب عليه السلام، لم تنزل به شدة بلاء قط إلا أتاه حسن ظنه بالله من وراء بلائه.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن يعقوب عليه السلام قال :«يا رب، أذهبت ولدي، وأذهبت بصري !. . . قال : بلى، وعزتي وجلالي وإني لأرحمك، ولأردنَّ عليك بصرك وولدك. وإنما ابتليتك بهذه البلية، لأنك ذبحت جملاً فشويته، فوجد جارك ريحه فلم تنله ».
وأخرج إسحق بن راهويه في تفسيره، وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ، فقال له ذات يوم : يا يعقوب، ما الذي أذهب بصرك ؟ وما الذي قوس ظهرك ؟ قال : أما الذي أذهب بصري، فالبكاء على يوسف. وأما الذي قوس ظهري، فالحزن على بنيامين. فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب، إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : ما تستحي تشكوني إلى غيري ؟ فقال يعقوب عليه السلام ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾ فقال جبريل عليه السلام : الله أعلم بما تشكو يا يعقوب. ثم قال يعقوب : أما ترحم الشيخ الكبير ؟ أذهبت بصري وقوست ظهري، فاردد علي ريحانتي أشمه شمة قبل الموت، ثم اصنع بي ما أردت. فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب، إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أبشر وليفرح قلبك، فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك. فاصنع طعاماً للمساكين، فإن أحب عبادي إلي : الأنبياء والمساكين. وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك، وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا ؟ إنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئاً. فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر منادياً ينادي، ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب، وإذا كان صائماً، أمر منادياً ألا من كان صائماً، من المساكين فليفطر مع يعقوب ».
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن النَّصْر بن عَرَبِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: بَلغنِي أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام مكث أَرْبَعَة وَعشْرين عَاما لَا يدْرِي أَحَي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أم
574
ميت حَتَّى تخَلّل لَهُ ملك الْمَوْت فَقَالَ لَهُ: من أَنْت قَالَ: أَنا ملك الْمَوْت
قَالَ: فأنشدك بإله يَعْقُوب هَل قبضت روح يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: لَا
فَعِنْدَ ذَلِك قَالَ ﴿يَا بني اذْهَبُوا فتحسسوا من يُوسُف وأخيه وَلَا تيأسوا من روح الله﴾ فَخَرجُوا إِلَى مصر فَلم دخلُوا عَلَيْهِ لم يَجدوا كلَاما أرق من كَلَام اسْتَقْبلُوهُ بِهِ
﴿قَالُوا يَا أَيهَا الْعَزِيز مسنا وأهلنا الضّر﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَلَا تيأسوا من روح الله﴾ قَالَ: من رَحْمَة الله
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - مثله
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَلَا تيأسوا من روح الله﴾ قَالَ: من فرج الله يفرج عَنْكُم الْغم الَّذِي أَنْتُم فِيهِ
الْآيَة ٨٨
575
أخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿يَا أَيهَا الْعَزِيز مسنا وأهلنا الضّر﴾ أَي الضّر فِي الْمَعيشَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَجِئْنَا ببضاعة﴾ قَالَ: دَرَاهِم ﴿مزجاة﴾ قَالَ: كاسدة غير طائلة
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: رثَّة الْمَتَاع خلق الْحَبل والغرارة وَالشَّيْء
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: الْوَرق الردية الزُّيُوف الَّتِي لَا تنْفق حَتَّى يوضع فِيهَا
575
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: قَليلَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: دَرَاهِم زيوف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ أَحدهمَا: نَاقِصَة
وَقَالَ الآخر: فلوس رَدِيئَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عبد الله بن الْحَارِث - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: مَتَاع الإِعراب الصُّوف وَالسمن
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن أبي صَالح - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: حَبَّة الخضراء وصنوبر وقطن
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: ببعيرات وبقرات عجاف
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿مزجاة﴾ قَالَ: كاسدة
وَأخرج ابْن النجار عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿ببضاعة مزجاة﴾ قَالَ: سويق الْمقل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مَالك بن أنس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه سُئِلَ عَن أجر الكيالين: أيؤخذ من المُشْتَرِي قَالَ: الصَّوَاب - وَالَّذِي يَقع فِي قلبِي - أَن يكون على البَائِع
وَقد قَالَ إخْوَة يُوسُف عَلَيْهِم السَّلَام: ﴿فأوف لنا الْكَيْل وَتصدق علينا﴾
وَكَانَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ الَّذِي يَكِيل
وَأخرج ابْن جرير عَن إِبْرَاهِيم - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: فِي مصحف عبد الله ((فأوف لنا الْكَيْل وأوقر رِكَابنَا))
وَأخرج ابْن جرير عَن سُفْيَان بن عيينه - رَضِي الله عَنهُ - أَنه سُئِلَ: هَل حرمت الصَّدَقَة على أحد الْأَنْبِيَاء قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أم تسمع قَوْله ﴿فأوف لنا الْكَيْل وَتصدق علينا إِن الله يَجْزِي المتصدقين﴾
576
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام لَا يَأْكُلُون الصَّدَقَة إِنَّمَا كَانَت دَرَاهِم نفاية لَا تجوز بَينهم فَقَالُوا: تجوّز عَنَّا وَلَا تُنْقِصْنا من السّعر لأجل رَدِيء دراهمنا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَتصدق علينا﴾ قَالَ: ارْدُدْ علينا أخانا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عمر بن عبد الْعَزِيز - رَضِي الله عَنهُ - أَن رجلا قَالَ لَهُ: تصدق عليَّ تصدق الله عَلَيْك بِالْجنَّةِ فَقَالَ: وَيحك إِن الله لَا يتَصَدَّق وَلَكِن الله يَجْزِي المتصدقين
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - أَنه سُئِلَ: أيكره أَن يَقُول الرجل فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ تصدق عَليّ فَقَالَ: نعم إِنَّمَا الصَّدَقَة لمن يَبْتَغِي الثَّوَاب
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ثَابت الْبنانِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قيل لبني يَعْقُوب: إِن بِمصْر رجلا يطعم الْمِسْكِين ويملأ حجر الْيَتِيم
قَالُوا: يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا منا أهل الْبَيْت فنظروا فَإِذا هُوَ يُوسُف بن يَعْقُوب
الْآيَات ٨٩ - ٩٠
577
أخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْأَعْمَش - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَرَأَ يحيى بن وثاب - رَضِي الله عَنهُ - أَنَّك لأَنْت يُوسُف بِهَمْزَة وَاحِدَة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: فِي حرف عبد الله ﴿قَالَ أَنا يُوسُف وَهَذَا أخي﴾ بيني وَبَينه قربى ﴿قد منّ الله علينا﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي قَوْله ﴿إِنَّه من يتق﴾ الزِّنَا ﴿ويصبر﴾ على الْعُزُوبَة فَإِن الله ﴿لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الرّبيع بن أنس - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: مَكْتُوب فِي الْكتاب الأول أَن الْحَاسِد لَا يضر بحسده إِلَّا نَفسه لَيْسَ ضاراً
577
من حسد
وَإِن الْحَاسِد ينقصهُ حسده وَإِن الْمَحْسُود إِذا صَبر نجاه الله بصبره لِأَن الله يَقُول ﴿إِنَّه من يتق ويصبر فَإِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ﴾
الْآيَة ٩١
578
أخرج أبو الشيخ عن الأعمش - رضي الله عنه - قال : قرأ يحيى بن وثاب - رضي الله عنه «أنك لأنت يوسف » بهمزة واحدة.
وأخرج أبو الشيخ، عن الضحاك - رضي الله عنه - قال : في حرف عبد الله ﴿ قال : أنا يوسف وهذا أخي ﴾ بيني وبينه قربى ﴿ قد منّ الله علينا ﴾.
وأخرج أبو الشيخ في قوله ﴿ إنه من يتق ﴾ الزنا ﴿ ويصبر ﴾ على العزوبة فإن الله ﴿ لا يضيع أجر المحسنين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال : مكتوب في الكتاب الأول، أن الحاسد لا يضر بحسده إلا نفسه، ليس ضاراً من حسد. وإن الحاسد ينقصه حسده، وإن المحسود إذا صبر، نجاه الله بصبره ؛ لأن الله يقول ﴿ إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ﴾.
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قَالُوا تالله لقد آثرك الله علينا﴾ وَذَلِكَ بَعْدَمَا عرفهم نَفسه لقوا رجلا حَلِيمًا لم يبث وَلم يثرب عَلَيْهِم أَعْمَالهم
الْآيَات ٩٢ - ٩٣
أخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿لَا تَثْرِيب﴾ قَالَ: لَا تعيير
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لَا تَثْرِيب﴾ قَالَ لَا إباء
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: لما استفتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة الْتفت إِلَى النَّاس فَقَالَ: مَاذَا تَقولُونَ وماذا تظنون
قَالُوا: ابْن عَم كريم
فَقَالَ ﴿لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم﴾
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما فتح مَكَّة صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: يَا أهل مَكَّة مَاذَا تظنون مَاذَا تَقولُونَ قَالُوا: نظن خيرا ونقول خيرا: ابْن عَم كريم قد قدرت قَالَ: فَإِنِّي أَقُول كَمَا قَالَ أخي يُوسُف ﴿لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ﴾
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن أبي هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما فتح مَكَّة طَاف بِالْبَيْتِ وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أَتَى الْكَعْبَة فَأخذ بِعضَادَتَيْ
578
الْبَاب فَقَالَ: مَاذَا تَقولُونَ وماذا تظنون قَالُوا: نقُول ابْن أَخ وَابْن عَم حَلِيم رَحِيم فَقَالَ: أَقُول كَمَا قَالَ يُوسُف ﴿لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ﴾ فَخَرجُوا كَأَنَّمَا نشرُوا من الْقُبُور فَدَخَلُوا فِي الإِسلام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: طلب الْحَوَائِج إِلَى الشَّبَاب أسهل مِنْهَا إِلَى الشُّيُوخ
ألم تَرَ إِلَى قَول يُوسُف ﴿لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم﴾ وَقَالَ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي عمرَان الْجونِي - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: أما وَالله مَا سمعنَا بِعَفْو قطّ مثل عَفْو يُوسُف
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما كَانَ من أَمر إخْوَة يُوسُف مَا كَانَ كتب يَعْقُوب إِلَى يُوسُف - وَهُوَ لَا يعلم أَنه يُوسُف - بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
من يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم إِلَى عَزِيز آل فِرْعَوْن سَلام عَلَيْك
فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد: فَإنَّا أهل بَيت مولع بِنَا أَسبَاب الْبلَاء
كَانَ جدي إِبْرَاهِيم خَلِيل الله عَلَيْهِ السَّلَام ألقِي فِي النَّار فِي طَاعَة ربه فَجَعلهَا عَلَيْهِ الله بردا وَسلَامًا
وَأمر الله جدي أَن يذبح لَهُ أبي ففاده الله بِمَا فدَاه الله بِهِ
وَكَانَ لي ابْن وَكَانَ من أحب النَّاس إِلَيّ فَفَقَدته
فَأذْهب حزني عَلَيْهِ نور بَصرِي وَكَانَ لَهُ أَخ من أمه كنت إِذا ذكرته ضممته إِلَى صَدْرِي
فَأذْهب عني وَهُوَ الْمَحْبُوس عنْدك فِي السّرقَة وَأَنِّي أخْبرك أَنِّي لم أسرق وَلم أَلد سَارِقا
فَلَمَّا قَرَأَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْكتاب بَكَى وَصَاح وَقَالَ ﴿اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فألقوه على وَجه أبي يَأْتِ بَصيرًا﴾
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي قَوْله ﴿اذْهَبُوا بقميصي هَذَا﴾ إِن نمْرُود لما ألقِي إِبْرَاهِيم فِي النَّار نزل إِلَيْهِ جِبْرِيل بقميص من الْجنَّة وطنفسة من الْجنَّة فألبسه الْقَمِيص وَأَقْعَدَهُ على الطنفسة وَقعد مَعَه يتحدث فَأوحى الله إِلَى النَّار (كوني بردا وَسلَامًا على إِبْرَاهِيم) (سُورَة الْأَنْبِيَاء الْآيَة ٦٩) وَلَوْلَا أَنه قَالَ: وَسلَامًا لأذاه الْبرد ولقتله الْبرد
579
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا خير الْبشر فَقَالَ: ذَاك يُوسُف صديق الله ابْن يَعْقُوب إِسْرَائِيل الله ابْن اسحاق ذبيح الله ابْن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله
إِن الله كسا إِبْرَاهِيم ثوبا من الْجنَّة فَكَسَاهُ إِبْرَاهِيم إِسْحَاق فَكَسَاهُ اسحاق يَعْقُوب فَأَخذه يَعْقُوب فَجعله فِي قَصَبَة حَدِيد وعلقه فِي عنق يُوسُف وَلَو علم إخْوَته إِذْ ألقوه فِي الْجب لأخذوه فَلَمَّا أَرَادَ الله أَن يرد يُوسُف على يَعْقُوب وَكَانَ بَين رُؤْيَاهُ وتعبيرها أَرْبَعِينَ سنة أَمر البشير أَن يبشره من ثَمَان مراحل فَوجدَ يَعْقُوب رِيحه فَقَالَ ﴿إِنِّي لأجد ريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون﴾ فَلَمَّا أَلْقَاهُ على وَجهه ارْتَدَّ بَصيرًا وَلَيْسَ يَقع شَيْء من الْجنَّة على عاهة من عاهات الدُّنْيَا إِلَّا أبرأها بِإِذن الله تَعَالَى
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْمطلب بن عبد الله بن حنْطَب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما ألقِي إِبْرَاهِيم فِي النَّار كَسَاه الله تَعَالَى قَمِيصًا من الْجنَّة فَكَسَاهُ إِبْرَاهِيم إِسْحَاق وكساه اسحاق يَعْقُوب وكساه يَعْقُوب يُوسُف فطواه وَجعله فِي قَصَبَة فضَّة فَجعله فِي عُنُقه وَكَانَ فِي عُنُقه حِين ألقِي فِي الْجب: وَحين سجن وَحين دخل عَلَيْهِ إخْوَته
وَأخرج الْقَمِيص من القصبة فَقَالَ ﴿اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فألقوه على وَجه أبي يَأْتِ بَصيرًا﴾ فشم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ريح الْجنَّة وَهُوَ بِأَرْض كنعان بِأَرْض فلسطين فَقَالَ ﴿إِنِّي لأجد ريح يُوسُف﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ أَهله حِين أرسل إِلَيْهِم فَأتوا مصر ثَلَاثَة وَتِسْعين إنْسَانا رِجَالهمْ أَنْبيَاء وَنِسَاؤُهُمْ صديقات وَالله مَا خَرجُوا مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى بلغُوا سِتّمائَة ألف وَسبعين ألفا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الرّبيع بن أنس - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: خرج يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِمصْر فِي اثْنَيْنِ وَسبعين من وَلَده وَولد وَلَده فَخَرجُوا مِنْهَا مَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وهم سِتّمائَة ألف
الْآيَات ٩٤ - ٩٥
580
وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال : لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب يعقوب إلى يوسف - وهو لا يعلم أنه يوسف - بسم الله الرحمن الرحيم. من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم إلى عزيز آل فرعون، سلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد : فإنا أهل بيت، مولع بنا أسباب البلاء. كان جدي إبراهيم، خليل الله عليه السلام ألقي في النار في طاعة ربه، فجعلها عليه الله برداً وسلاماً. وأمر الله جدي أن يذبح له أبي، ففداه الله بما فداه الله به. وكان لي ابن وكان من أحب الناس إلي ففقدته.
فأذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من أمه، كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري. فأذهب عني وهو المحبوس عندك في السرقة، وأني أخبرك أني لم أسرق ولم ألد سارقاً. فلما قرأ يوسف عليه السلام الكتاب، بكى وصاح وقال ﴿ اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً ﴾.
وأخرج أبو الشيخ، عن الحسن - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله ﴿ اذهبوا بقميصي هذا ﴾ « إن نمرود لما ألقى إبراهيم في النار، نزل إليه جبريل بقميص من الجنة، وطنفسة من الجنة، فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة، وقعد معه يتحدث، فأوحى الله إلى النار ﴿ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ﴾ [ الأنبياء : ٦٩ ] ولولا أنه قال : وسلاماً، لأذاه البرد ولقتله البرد ».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم :« يا خير البشر، فقال : ذاك يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله. إن الله كسا إبراهيم ثوباً من الجنة، فكساه إبراهيم إسحاق، فكساه إسحاق يعقوب، فأخذه يعقوب فجعله في قصبة حديد، وعلقه في عنق يوسف، ولو علم إخوته إذ ألقوه في الجب لأخذوه، فلما أراد الله أن يرد يوسف على يعقوب وكان بين رؤياه وتعبيرها أربعين سنة، أمر البشير أن يبشره من ثمان مراحل، فوجد يعقوب ريحه فقال ﴿ إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ﴾ فلما ألقاه على وجهه ارتد بصيراً، وليس يقع شيء من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا إلا أبرأها بإذن الله تعالى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب - رضي الله عنه - قال : لما ألقي إبراهيم في النار، كساه الله تعالى قميصاً من الجنة، فكساه إبراهيم إسحاق، وكساه إسحاق يعقوب، وكساه يعقوب يوسف، فطواه وجعله في قصبة فضة، فجعله في عنقه وكان في عنقه حين ألقي في الجب، وحين سجن، وحين دخل عليه إخوته. وأخرج القميص من القصبة فقال ﴿ اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً ﴾ فشم يعقوب عليه السلام ريح الجنة وهو بأرض كنعان، بأرض فلسطين، فقال ﴿ إني لأجد ريح يوسف ﴾.
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : كان أهله حين أرسل إليهم، فأتوا مصر ثلاثة وتسعين إنساناً، رجالهم أنبياء، ونساؤهم صِدِّيقات، والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام، حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - قال : خرج يعقوب عليه السلام إلى يوسف عليه السلام بمصر، في اثنين وسبعين من ولده وولد ولده، فخرجوا منها مع موسى عليه السلام وهم ستمائة ألف.
أخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَلما فصلت العير﴾ قَالَ: خرجت العير هَاجَتْ ريح فَجَاءَت يَعْقُوب برِيح قَمِيص يُوسُف قَالَ ﴿إِنِّي لأجد ريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون﴾ تسفهون
قَالَ: فَوجدَ رِيحه من مسيرَة ثَمَانِيَة أَيَّام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿إِنِّي لأجد ريح يُوسُف﴾ قَالَ: وجد رِيحه من مسيرَة عشرَة أَيَّام
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه سُئِلَ من كم وجد يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ريح الْقَمِيص قَالَ: وجده من مسيرَة ثَمَانِينَ فرسخاً
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: وجد ريح يُوسُف من مسيرَة شهر
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: وجد يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام ريح يُوسُف من مسيرَة سِتَّة أَيَّام
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بن كَعْب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: وجد رِيحه من مسيرَة سَبْعَة أَيَّام
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن تفندون﴾ يَقُول: تجهلون
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن تفندون﴾ قَالَ: تكذبون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن تفندون﴾ قَالَ: تهرمون تَقولُونَ قد ذهب عقلك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي الْآيَة قَالَ: المفند الَّذِي لَيْسَ لَهُ عقل
يَقُولُونَ: لَا يعقل
قَالَ: وَقَالَ الشَّاعِر: مهلا فَإِن من الْعُقُول مفندا وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن الرّبيع - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لَوْلَا أَن تفندون﴾ قَالَ: لَوْلَا أَن تُحَمِّقون
581
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما بعث يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام الْقَمِيص إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام أَخذه فشمه ثمَّ وَضعه على بَصَره فَرد الله عَلَيْهِ بَصَره ثمَّ حملوه إِلَيْهِ فَلَمَّا دخلُوا وَيَعْقُوب متكئ على ابْن لَهُ يُقَال لَهُ يهودا استقبله يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْجنُود وَالنَّاس فَقَالَ يَعْقُوب: يَا يهودا هَذَا فِرْعَوْن مصر
قَالَ: لَا يَا أَبَت وَلَكِن هَذَا ابْنك يُوسُف قيل لَهُ إِنَّك قادم فتلقاك فِي أهل مَمْلَكَته وَالنَّاس فَلَمَّا لقِيه ذهب يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ليبدأه بِالسَّلَامِ فَمنع من ذَلِك ليعلم أَن يَعْقُوب أكْرم على الله مِنْهُ فاعتنقه وقبّله وَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك أَيهَا الذَّاهِب بالأحزان عني
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: إِن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لَقِي ملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: هَل قبضت نفس يُوسُف فِيمَن قبضت قَالَ: لَا
فَعِنْدَ ذَلِك ﴿قَالَ ألم أقل لكم إِنِّي أعلم من الله مَا لَا تعلمُونَ﴾
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَأَبُو الشَّيْخ عَن عمر بن يُونُس اليمامي قَالَ: بَلغنِي أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أحب أهل الأَرْض إِلَى ملك الْمَوْت وَأَن ملك الْمَوْت اسْتَأْذن ربه فِي أَن يَأْتِي يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَأذن لَهُ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: يَا ملك الْمَوْت أَسأَلك بِالَّذِي خلقك: هَل قبضت نفس يُوسُف فِيمَن قبضت من النُّفُوس قَالَ: لَا
قَالَ لَهُ ملك الْمَوْت: يَا يَعْقُوب أَلا أعلمك كَلِمَات لَا تسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أَعْطَاك قَالَ: بلَى
قَالَ: قل: يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يُحْصِيه غَيْرك
فَدَعَا بهَا يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَلم يطلع الْفجْر حَتَّى طرح الْقَمِيص على وَجهه فَارْتَد بَصيرًا
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن حسن أَنه حدث أَن ملكا من مُلُوك العمالق خطب إِلَى يَعْقُوب ابْنَته رقية فَأرْسل إِلَيْهِ يَعْقُوب أَن الْمَرْأَة الْمسلمَة المعزوزة لَا تحل للْكَافِرِ الأغرل فَغَضب ذَلِك الْملك وَقَالَ: لأقتلنه ولأقتلن وَلَده فَبعث إِلَيْهِم جَيْشًا فغزا يَعْقُوب وَمَعَهُ بنوه فَجَلَسَ لَهُم على تل مُرْتَفع ثمَّ قَالَ: أَي بني أَي ذَلِك أحب إِلَيْكُم أَن تَقْتُلُوهُمْ بِأَيْدِيكُمْ قتلا أَو يكفيكموهم الله فَإِنِّي قد سَأَلت الله ذَلِك فأعطانيه
قَالُوا نقتلهم بِأَيْدِينَا هُوَ أشفى لأنفسنا
قَالَ: أَي بني أَو تقبلون كِفَايَة الله قَالَ: فَدَعَا الله عَلَيْهِم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَخسفَ بهم
582
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم﴾ يَقُول: خطئك الْقَدِيم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لفي ضلالك الْقَدِيم﴾ يَقُول: جنونك الْقَدِيم
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لفي ضلالك الْقَدِيم﴾ قَالَ: حبك الْقَدِيم
الْآيَة ٩٦
583
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ إنك لفي ضلالك القديم ﴾ يقول : خطئك القديم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ﴿ لفي ضلالك القديم ﴾ قال : جنونك القديم.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد – رضي الله عنه – في قوله ﴿ لفي ضلالك القديم ﴾ قال : حبك القديم.
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير أَلْقَاهُ على وَجهه﴾ قَالَ: الْبَرِيد
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿فَلَمَّا أَن جَاءَ البشير﴾ قَالَ: البشير يهودا بن يَعْقُوب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن سُفْيَان - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: البشير هُوَ يهودا
قَالَ: وَكَانَ ابْن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - يقْرَأ: [وَجَاء البشير من بَين يَدي العير]
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما جَاءَ البشير إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: مَا وجدت عندنَا شَيْئا وَمَا اختبزنا مُنْذُ سَبْعَة أَيَّام
وَلَكِن هوّن الله عَلَيْك سكرة الْمَوْت
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن لُقْمَان الْحَنَفِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: بلغنَا أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لما أَتَاهُ البشير قَالَ لَهُ: مَا أَدْرِي مَا أثيبك الْيَوْم وَلَكِن هوّن الله عَلَيْك سَكَرَات الْمَوْت
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما أَن جَاءَ البشير إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَألْقى عَلَيْهِ الْقَمِيص قَالَ: على أَي دين خلفت عَلَيْهِ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: على الإِسلام
قَالَ: الْآن تمت النِّعْمَة
583
الْآيَات ٩٧ - ٩٨
584
أخرج أَبُو عبيد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله (سأستغفر لكم رَبِّي) قَالَ: إِن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام أخر بنيه إِلَى السَحَر
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾ قَالَ: أخرهم إِلَى السَحَرِ وَكَانَ يُصَلِّي بِالسحرِ
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ: لم أخر يَعْقُوب بنيه فِي الاسْتِغْفَار
قَالَ: أخرهم إِلَى السحر لِأَن دُعَاء السحر مستجاب
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فِي قصَّة قَول أخي يَعْقُوب لِبَنِيهِ ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾ يَقُول: حَتَّى تَأتي لَيْلَة الْجُمُعَة
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ جَاءَ عَليّ بن أبي طَالب - رَضِي الله عَنْهُمَا - إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ بِأبي أَنْت وَأمي تفلت هَذَا الْقُرْآن من صَدْرِي
فَمَا أجدني أقدر عَلَيْهِ
فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أَبَا الْحسن أَفلا أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بِهن وينفع الله بِهن من عَلمته وَيثبت مَا تعلمت فِي صدرك
قَالَ: أجل يَا رَسُول الله فعلمني
قَالَ: إِذا كَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة فَإِن اسْتَطَعْت أَن تقوم ثلث اللَّيْل الْأَخير فَإِنَّهُ سَاعَة مَشْهُودَة وَالدُّعَاء فِيهَا مستجاب
وَقد قَالَ أخي يَعْقُوب لِبَنِيهِ ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾ يَقُول: حَتَّى تَأتي لَيْلَة الْجُمُعَة فَإِن لم تستطع فَقُمْ فِي وَسطهَا فَإِن لم تستطع فَقُمْ فِي أَولهَا فصل أَربع رَكْعَات تقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكتاب وَسورَة يس وَفِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وحم الدُّخان وَفِي الرَّكْعَة الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب والم تَنْزِيل السَّجْدَة وَفِي الرَّكْعَة الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمفصل فَإِذا فرغت من التَّشَهُّد فاحمد الله وَأحسن الثَّنَاء على الله وصلّ عليّ وعَلى سَائِر النَّبِيين واستغفر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات ولإِخوانك الَّذين
584
سبقوك بالإِيمان ثمَّ قل فِي آخر ذَلِك: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بترك الْمعاصِي أبدا مَا أبقيتني وارحمني أَن أتكلف مَا لَا يعنيني وارزقني حسن النّظر فِيمَا يرضيك عني اللَّهُمَّ بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض ذَا الْجلَال والإِكرام والعزة الَّتِي لَا ترام أَسأَلك يَا الله يَا رَحْمَن بجلالك وَنور وَجهك أَن تلْزم قلبِي حفظ كتابك كَمَا علمتني وارزقني أَن أتلوه على النَّحْو الَّذِي يرضيك عني
اللَّهُمَّ بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض ذَا الْجلَال والإِكرام والعزة الَّتِي لَا ترام أَسأَلك يَا الله يَا رَحْمَن بجلالك وَنور وَجهك أَن تنوّر بكتابك بَصرِي وَأَن تطلق بِهِ لساني وَأَن تفرج بِهِ عَن قلبِي وَأَن تشرح بِهِ صَدْرِي وَأَن تغسل بِهِ بدني فَإِنَّهُ لَا يُعِيننِي على الْحق غَيْرك وَلَا يؤتيه إِلَّا أَنْت وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
يَا أَبَا الْحسن تفعل ذَلِك ثَلَاث جمع أَو خمْسا أَو سبعا بإِذن الله تَعَالَى وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخطَأ مُؤمنا قطّ
قَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فوَاللَّه مَا مكث عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - إِلَّا خمْسا أَو سبعا حَتَّى جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مثل ذَلِك الْمجْلس قَالَ يَا رَسُول الله كنت فِيمَا خلا لَا آخذ الْأَرْبَع آيَات ونحوهن فَإِذا قرأتهن على نَفسِي تفلتن وَأَنا أتعلم الْيَوْم أَرْبَعِينَ آيَة وَنَحْوهَا فَإِذا قرأتها على نَفسِي فَكَأَنَّمَا كتاب الله بَين عَيْني وَلَقَد كنت أسمع الحَدِيث فَإِذا رَددته تفلت
وَأَنا الْيَوْم أسمع الْأَحَادِيث فَإِذا تحدثت بهَا لم أخرم مِنْهَا حرفا
فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد ذَلِك: مُؤمن وَرب الْكَعْبَة أَبَا الْحسن
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَمْرو بن قيس - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾ قَالَ: فِي صَلَاة اللَّيْل
وَأخرج ابْن جرير عَن أنس بن مَالك - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: إِن الله لما جمع ليعقوب عَلَيْهِ السَّلَام شَمله ببنيه وَأقر عينه خلا وَلَده نجيا
فَقَالَ بَعضهم لبَعض: ألستم قد علمْتُم مَا صَنَعْتُم وَمَا لَقِي مِنْكُم الشَّيْخ فجلسوا بَين يَدَيْهِ ويوسف إِلَى جنب أَبِيه قَاعد قَالُوا: يَا أَبَانَا أَتَيْنَاك فِي أَمر لم نأتك فِي مثله قطّ وَنزل بِنَا أَمر لم ينزل بِنَا مثله حَتَّى حركوه - والأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام أرْحم الْبَريَّة - فَقَالَ: مَا لكم يَا بني
قَالُوا: أَلَسْت قد علمت مَا كَانَ منا إِلَيْك وَمَا كَانَ منا إِلَى أخينا يُوسُف قَالَا: بلَى
قَالُوا: أفلستما قد عفوتما قَالَا: بلَى
قَالُوا: فَإِن عفوكما لَا يُغني عَنَّا شَيْئا إِن كَانَ الله لم يغن عَنَّا
قَالَ: فَمَا تُرِيدُونَ يَا بني قَالُوا: نُرِيد أَن
585
تَدْعُو الله فَإِذا جَاءَك من عِنْد الله بِأَنَّهُ قد عَفا قرت أَعيننَا واطمأنت قُلُوبنَا
وَإِلَّا فَلَا قُرَّة عين فِي الدُّنْيَا لنا أبدا
قَالَ: فَقَامَ الشَّيْخ فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَقَامَ يُوسُف خلف أَبِيه وَقَامُوا خلفهمَا أَذِلَّة خاشعين فَدَعَا وَأمن يُوسُف فَلم يجب فيهم عشْرين سنة حَتَّى إِذا كَانَ رَأس الْعشْرين نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام على يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِن الله بَعَثَنِي أُبَشِّرك بِأَنَّهُ قد أجَاب دعوتك فِي ولدك وَإنَّهُ قد عَفا عَمَّا صَنَعُوا وَإنَّهُ قد اعْتقد مواثيقهم من بعْدك على النبوّة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما جمع الله ليعقوب عَلَيْهِ السَّلَام بنيه قَالَ ليوسف: حَدثنِي مَا صنع بك اخوتك قَالَ: فابتدأ يحدثه فَغشيَ عَلَيْهِ جزعاً
فَقَالَ: يَا أَبَت إِن هَذَا من أَهْون مَا صَنَعُوا بِي فَقَالَ لَهُم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: يَا بني أما لكم موقف بَين يَدي الله تخافون أَن يسألكم عَمَّا صَنَعْتُم قَالُوا يَا أَبَانَا قد كَانَ ذَاك فَاسْتَغْفر لنا وَقَالَ: وَقد كَانَ الله تبَارك وَتَعَالَى عود يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام إِذا سَأَلَهُ حَاجَة أَن يُعْطِيهَا إِيَّاه فِي أول يَوْم أَو فِي الثَّانِي أَو الثَّالِث لَا محَالة - فَقَالَ: إِذا كَانَ السحر فأفيضوا عَلَيْكُم من المَاء ثمَّ البسوا ثيابكم الَّتِي تصونوها ثمَّ هلموا إِلَيّ: فَفَعَلُوا فجاؤوا فَقَامَ يَعْقُوب أمامهم ويوسف عَلَيْهِ السَّلَام خَلفه وهم خلف يُوسُف إِلَى أَن طلعت الشَّمْس لم تنزل عَلَيْهِم التَّوْبَة ثمَّ الْيَوْم الثَّانِي ثمَّ الْيَوْم الثَّالِث فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الرَّابِعَة نَامُوا فَجَاءَهُمْ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا بني تنامون وَالله عَلَيْكُم ساخط فَقومُوا
فَقَامَ وَقَامُوا عشْرين سنة يطْلبُونَ إِلَى الله الْحَاجة فَأوحى الله إِلَى يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: إِنِّي قد تبت عَلَيْهِم وَقبلت تَوْبَتهمْ
قَالَ: يَا رب النبوّة قَالَ: قد أخذت ميثاقهم فِي النَّبِيين
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَائِشَة قَالَ: مَا تيب على ولد يَعْقُوب إِلَّا بعد عشْرين سنة وَكَانَ أبوهم بَين أَيْديهم فَمَا تيب عَلَيْهِم حَتَّى نزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَعلمه هَذَا الدُّعَاء: يَا رَجَاء الْمُؤمنِينَ لَا تقطع رجاءنا يَا غياث الْمُؤمنِينَ أغثنا
يَا مَانع الْمُؤمنِينَ امنعنا
يَا مُجيب التائبين تب علينا
قَالَ: فَأَخَّرَهُ إِلَى السحر فَدَعَا بِهِ فتيب عَلَيْهِم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن اللَّيْث بن سعد أَن يَعْقُوب وإخوة يُوسُف أَقَامُوا عشْرين سنة يطْلبُونَ فِيمَا فعل إخْوَة يُوسُف بِيُوسُف لَا يقبل ذَلِك مِنْهُم حَتَّى لَقِي
586
جِبْرِيل يَعْقُوب فَعلمه هَذَا الدُّعَاء: يَا رَجَاء الْمُؤمنِينَ لَا تخيب رجائي وَيَا غوث الْمُؤمنِينَ أَغِثْنِي
وَيَا عون الْمُؤمنِينَ أَعنِي
يَا حبيب التوّابين تب عَليّ
فاستجيب لَهُم
وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله ﴿سَوف أسْتَغْفر لكم رَبِّي﴾ إِلَى قَوْله ﴿إِن شَاءَ الله آمِنين﴾ قَالَ يُوسُف: أسْتَغْفر لكم رَبِّي إِن شَاءَ الله
وَبَين هَذَا وَبَين ذَاك مَا بَينه قَالَ: وَهَذَا من تَقْدِيم الْقُرْآن وتأخيره
قَالَ أَبُو عبيد: ذهب ابْن جريج إِلَى أَن الِاسْتِثْنَاء فِي قَوْله ﴿إِن شَاءَ الله﴾ من كَلَام يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: ادخُلُوا مصر
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي عمرَان الْجونِي - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: مَا قصّ الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك إِنَّهُم أَنْبيَاء من أهل الْجنَّة وَلَكِن قصّ علينا نبأهم لِئَلَّا يقنط عَبده
الْآيَات ٩٩ - ١٠٠
587
أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – في قوله ﴿ سأستغفر لكم ربي ﴾ قال : إن يعقوب عليه السلام أخر بنيه إلى السَحَر.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ سأستغفر لكم ربي ﴾ قال : أخرهم إلى السَحَرِ، وكان يصلي بالسحر.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار ؟ !. . . قال :«أخرهم إلى السحر ؛ لأن دعاء السحر مستجاب ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :« في قصة قول أخي يعقوب لبنيه ﴿ سوف أستغفر لكم ربي ﴾ يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ».
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال « بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري. فما أجدني أقدر عليه ؟. . . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع الله بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟. . . قال : أجل يا رسول الله، فعلمني. قال : إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير، فإنه ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه ﴿ سوف أستغفر لكم ربي ﴾ يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع، فقم في وسطها، فإن لم تستطع، فقم في أولها، فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصلّ عليّ وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإِخوانك الذين سبقوك بالإِيمان، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني. اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا ألله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمساً أو سبعاً، بإِذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط »
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فوالله ما مكث علي - رضي الله عنه - إلا خمساً أو سبعاً، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، قال « يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ الأربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت. وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن. . . ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن عمرو بن قيس - رضي الله عنه - في قوله ﴿ سأستغفر لكم ربي ﴾ قال : في صلاة الليل.
وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : إن الله لما جمع ليعقوب عليه السلام شمله ببنيه وأقر عينه، خلا ولده نجيا. فقال بعضهم لبعض : ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقي منكم الشيخ ؟ فجلسوا بين يديه ويوسف إلى جنب أبيه قاعد، قالوا : يا أبانا، أتيناك في أمر لم نأتك في مثله قط، ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله، حتى حركوه - والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أرحم البرية - فقال : ما لكم يا بني ؟ ؟ ؟. . . قالوا : ألست قد علمت ما كان منا إليك، وما كان منا إلى أخينا يوسف ؟ قالا بلى. قالوا : أفلستما قد عفوتما ؟ قلا بلى : قالوا : فإن عفوكما لا يغني عنا شيئا إن كان الله لم يغن عنا. قال : فما تريد يا بني ؟ قالوا : نريد أن تدعو الله، فإذا جاءك من عند الله بأنه قد عفا، قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا. وإلا، فلا قرة عين في الدنيا لنا أبداً. قال : فقام الشيخ فاستقبل القبلة، وقام يوسف خلف أبيه، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين. فدعا وأمن يوسف، فلم يجب فيهم عشرين سنة، حتى إذا كان رأس العشرين، نزل جبريل عليه السلام على يعقوب عليه السلام فقال : إن الله بعثني أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك، وإنه قد عفا عما صنعوا، وإنه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوّة.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لما جمع الله ليعقوب عليه السلام بنيه، قال ليوسف : حدثني، ما صنع بك إخوتك ؟ قال : فابتدأ يحدثه، فغشي عليه جزعاً.
فقال : يا أبت، إن هذا من أهون ما صنعوا بي، فقال لهم يعقوب عليه السلام : يا بني، أما لكم موقف بين يدي الله تخافون أن يسألكم عما صنعتم ؟ قالوا يا أبانا، قد كان ذاك فاستغفر لنا، قال : وقد كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب عليه السلام، إذا سأله حاجة أن يعطيها إياه في أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة - فقال : إذا كان السحر، فأفيضوا عليكم من الماء، ثم البسوا ثيابكم التي تصونوها، ثم هلموا إلي : ففعلوا فجاؤوا، فقام يعقوب أمامهم ويوسف عليه السلام خلفه، وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس لم تنزل عليهم التوبة، ثم اليوم الثاني، ثم اليوم الثالث، فلما كانت الليلة الرابعة، ناموا، فجاءهم يعقوب عليه السلام فقال : يا بني، تنامون والله عليكم ساخط ؟ ! فقوموا. فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة، فأوحى الله إلى يعقوب عليه السلام : إني قد تبت عليهم وقبلت توبتهم. قال : يا رب، النبوّة قال : قد أخذت ميثاقهم في النبيين.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عائشة قال : ما تيب على ولد يعقوب إلا بعد عشرين سنة، وكان أبوهم بين أيديهم فما تيب عليهم، حتى نزل جبريل عليه السلام فعلمه هذا الدعاء «يا رجاء المؤمنين، لا تقطع رجاءنا، يا غياث المؤمنين، أغثنا. يا مانع المؤمنين، امنعنا. يا مجيب التائبين، تب علينا ». قال : فأخره إلى السحر فدعا به، فتيب عليهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الليث بن سعد، أن يعقوب وإخوة يوسف، أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف، لا يقبل ذلك منهم، حتى لقي جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء : يا رجاء المؤمنين، لا تخيب رجائي، ويا غوث المؤمنين ؛ أغثني. ويا عون المؤمنين، أعني. يا حبيب التوّابين، تب علي. فاستجيب لهم.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج في قوله ﴿ سوف أستغفر لكم ربي. . . ﴾ إلى قوله ﴿ إن شاء الله آمنين ﴾ قال يوسف : أستغفر لكم ربي إن شاء الله. وبين هذا وبين ذاك ما بينه قال : وهذا من تقديم القرآن وتأخيره. قال أبو عبيد : ذهب ابن جريج إلى أن الاستثناء في قوله ﴿ إن شاء الله ﴾ من كلام يعقوب عليه السلام، حين قال ادخلوا مصر.
وأخرج ابن جرير عن أبي عمران الجوني - رضي الله عنه - قال : ما قص الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك إنهم أنبياء من أهل الجنة، ولكن قص علينا نبأهم لئلا يقنط عبده.
أخرج أَبُو الشَّيْخ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: دخل يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام مصر فِي ملك يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن مائَة وَثَمَانِينَ سنة وعاش فِي ملكه ثَلَاثِينَ سنة
وَمَات يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة - رَضِي الله عَنهُ - وَبَلغنِي أَنه كَانَ عمر إِبْرَاهِيم خَلِيل الله مائَة وَخَمْسَة وَتِسْعين سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ قَالَ: أَبوهُ وَأمه ضمهما
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - فِي
587
قَوْله ﴿وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش﴾ قَالَ: أَبوهُ وخالته وَكَانَت توفيت أم يُوسُف فِي نِفَاس أَخِيه بنيامين
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن سُفْيَان بن عَيْنِيَّة ﴿وَرفع أَبَوَيْهِ﴾ قَالَ: كَانَت الْخَالَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش﴾ قَالَ: السرير
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش﴾ قَالَ: السرير
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش﴾ قَالَ: مَجْلِسه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عدي بن حَاتِم - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وخروا لَهُ سجدا﴾ قَالَ: كَانَ تَحِيَّة من كَانَ قبلكُمْ السُّجُود بهَا يحيي بَعضهم بَعْضًا وَأعْطى الله هَذِه الْأمة السَّلَام تَحِيَّة أهل الْجنَّة كَرَامَة من الله عجلها لَهُم ونعمة مِنْهُ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وخروا لَهُ سجدا﴾ قَالَ: ذَلِك السُّجُود تشرفة كَمَا سجدت الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم السَّلَام تشرفة لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام وَلَيْسَ بسجود عبَادَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وخروا لَهُ سجدا﴾ قَالَ: بلغنَا أَن أَبَوَيْهِ واخوته سجدوا ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام إِيمَاء برؤوسهم كَهَيئَةِ الْأَعَاجِم وَكَانَت تِلْكَ تحيتهم كَمَا يصنع ذَلِك نَاس الْيَوْم
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك وسُفْيَان - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَا: كَانَت تِلْكَ تحيتهم
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن أبي شيبَة وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْعُقُوبَات وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن سلمَان الْفَارِسِي - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَين رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَبَين تَأْوِيلهَا أَرْبَعُونَ سنة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن شَدَّاد -
588
رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَين رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وتأويلها أَرْبَعُونَ سنة
وَإِلَيْهِ يَنْتَهِي أقْصَى الرُّؤْيَا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: بَينهمَا خَمْسَة وَثَلَاثُونَ عَاما
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَين الرُّؤْيَا والتأويل ثَمَانُون سنة
وَأخرج ابْن جرير وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن الفضيل بن عِيَاض - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَين فِرَاق يُوسُف بن يَعْقُوب إِلَى أَن التقيا ثَمَانُون سنة
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَينهمَا سبع وَسَبْعُونَ سنة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن عبد الحكم فِي فتوح مصر وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ألقِي فِي الْجب وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَلَقي أَبَاهُ بعد ثَمَانِينَ سنة وعاش بعد ذَلِك ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَمَات وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن زِيَاد يرفعهُ قَالَ: لبث يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْعُبُودِيَّة بضعَة وَعشْرين سنة
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن حُذَيْفَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ بَين فِرَاق يُوسُف يَعْقُوب عَلَيْهِمَا السَّلَام إِلَى أَن لقِيه سَبْعُونَ سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَليّ بن أبي طَلْحَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَجَاء بكم من البدو﴾ قَالَ: كَانَ يَعْقُوب وَبَنوهُ بِأَرْض كنعان أهل مواش وبرية
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَجَاء بكم من البدو﴾ قَالَ: كَانُوا أهل بادية وماشية وبلغنا أَن بَينهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِينَ فرسخاً وَقد كَانَ فَارقه قبل ذَلِك ببضع وَسبعين سنة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿إِن رَبِّي لطيف لما يَشَاء﴾
589
قَالَ: لطف بِيُوسُف وصنع لَهُ حِين أخرجه من السجْن وَجَاء بأَهْله من البدو وَنزع من قلبه نَزغ الشَّيْطَان وتحريشه على اخوته
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ثَابت الْبنانِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما قدم يَعْقُوب على يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام تَلقاهُ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام على الْعجل وَلبس حلية الْمُلُوك وتلقاه فِرْعَوْن إِكْرَاما ليوسف فَقَالَ يُوسُف لِأَبِيهِ: إِن فِرْعَوْن قد أكرمنا فَقل لَهُ
فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب: لقد بوركت يَا فِرْعَوْن
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما التقى يُوسُف وَيَعْقُوب عانق كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه وَبكى
فَقَالَ يُوسُف: يَا أَبَت بَكَيْت عَليّ حَتَّى ذهب بَصرك ألم تعلم أَن الْقِيَامَة تجمعنا قَالَ: بلَى يَا بني وَلَكِن خشيت أَن يسلب دينك فيحال بيني وَبَيْنك
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ثَابت الْبنانِيّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما حضر يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام الْمَوْت قَالَ: ليوسف عَلَيْهِ السَّلَام
إِنِّي أَسأَلك خَصْلَتَيْنِ وَأُعْطِيك خَصْلَتَيْنِ أَسأَلك أَن تَعْفُو عَن اخوتك وَلَا تعاقبهم بِمَا صَنَعُوا بك وَأَسْأَلك إِذا أَنا متّ أَن تحملنِي فتدفنني مَعَ آبَائِي إِبْرَاهِيم واسحق وَأُعْطِيك أَن تغمضني عِنْد الْمَوْت وَأَن ادخل ابْنَيْنِ لَك فِي الأسباط فَمَا وضع يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام يَده على وَجه أَبِيه ليغمضه فتح عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ: يَا بني إِن هَذَا من الْأَبْنَاء للآباء عِنْد الله عَظِيم
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن أبي بكر بن عَيَّاش - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: لما مَاتَ يَعْقُوب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أقيم عَلَيْهِ النوائح أَرْبَعَة أشهر
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن مَالك بن دِينَار - رَضِي الله عَنهُ - أَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لما ثقل لِابْنِهِ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: أَدخل يدك تَحت صلبي فاحلف لي بِرَبّ يَعْقُوب لتدفنني مَعَ آبَائِي فَإِنِّي قد اشركتهم فِي الْعَمَل فاشركني مَعَهم فِي قُبُورهم
فَلَمَّا توفّي يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فعل ذَلِك يُوسُف حَتَّى أَتَى بِهِ أَرض كنعان فدفنه مَعَهم
الْآيَة ١٠١
590
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ورفع أبويه على العرش ﴾ قال : أبوه وخالته، وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة ﴿ ورفع أبويه ﴾ قال : كانت الخالة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ ورفع أبويه على العرش ﴾ قال : السرير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ورفع أبويه على العرش ﴾ قال : السرير.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ ورفع أبويه على العرش ﴾ قال : مجلسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وخروا له سجداً ﴾ قال : كان تحية من كان قبلكم السجود، بها يحيي بعضهم بعضاً، وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة، كرامة من الله عجلها لهم ونعمة منه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وخروا له سجداً ﴾ قال : ذلك السجود تشرفة، كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفة لآدم عليه السلام، وليس بسجود عبادة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ وخروا له سجداً ﴾ قال : بلغنا أن أبويه وإخوته سجدوا ليوسف عليه السلام إيماء برؤوسهم، كهيئة الأعاجم، وكانت تلك تحيتهم كما يصنع ذلك ناس اليوم.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك وسفيان - رضي الله عنهما - قالا : كانت تلك تحيتهم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال : كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وبين تأويلها، أربعون سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي، عن عبد الله بن شداد - رضي الله عنه - قال : كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وتأويلها أربعون سنة. وإليه ينتهي أقصى الرؤيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - قال : بينهما خمسة وثلاثون عاماً.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : كان بين الرؤيا والتأويل ثمانون سنة.
وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه، عن الفضيل بن عياض - رضي الله عنه - قال : كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى أن التقيا، ثمانون سنة.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - قال : كان بينهما سبع وسبعون سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه، عن الحسن - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام ألقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة، ولقي أباه بعد ثمانين سنة، وعاش بعد ذلك ثلاثاً وعشرين سنة، ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وأخرج ابن مردويه عن زياد يرفعه قال : لبث يوسف عليه السلام في العبودية، بضعة وعشرين سنة.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السلام إلى أن لقيه، سبعون سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن علي بن أبي طلحة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وجاء بكم من البدو ﴾ قال : كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان، أهل مواش وبرية.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وجاء بكم من البدو ﴾ قال : كانوا أهل بادية وماشية، وبلغنا أن بينهم يومئذ ثمانين فرسخاً، وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ إن ربي لطيف لما يشاء ﴾ قال : لطف بيوسف وصنع له حين أخرجه من السجن، وجاء بأهله من البدو، ونزع من قلبه نزغ الشيطان، وتحريشه على إخوته.
وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : لما قدم يعقوب على يوسف عليه السلام، تلقاه يوسف عليه السلام على العجل، ولبس حلية الملوك، وتلقاه فرعون إكراماً ليوسف، فقال يوسف لأبيه : إن فرعون قد أكرمنا، فقل له فقال يعقوب : لقد بوركت يا فرعون.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال : لما التقى يوسف ويعقوب، عانق كل واحد منهما صاحبه وبكى. فقال يوسف : يا أبت، بكيت علي حتى ذهب بصرك، ألم تعلم أن القيامة تجمعنا ؟ قال : بلى يا بني، ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك.
وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني - رضي الله عنه - قال : لما حضر يعقوب عليه السلام الموت قال : ليوسف عليه السلام. إني أسألك خصلتين وأعطيك خصلتين : أسألك أن تعفو عن إخوتك ولا تعاقبهم بما صنعوا بك، وأسألك إذا أنا متّ أن تحملني فتدفنني مع آبائي إبراهيم واسحق وأعطيك أن تغمضني عند الموت، وأن ادخل ابنين لك في الأسباط، فلما وضع يوسف عليه السلام يده على وجه أبيه ليغمضه، فتح عينيه ثم قال : يا بني، إن هذا من الأبناء للآباء عند الله عظيم.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش - رضي الله عنهما - قال : لما مات يعقوب النبي عليه السلام، أقيم عليه النوائح أربعة أشهر.
وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - أن يعقوب عليه السلام، قال لما ثقل لابنه يوسف عليه السلام : أدخل يدك تحت صلبي، فاحلف لي برب يعقوب لتدفنني مع آبائي، فإني قد أشركتهم في العمل، فأشركني معهم في قبورهم. فلما توفي يعقوب عليه السلام، فعل ذلك يوسف حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم.
أخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْأَعْمَش - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما قَالَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ إِلَى قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ شكر الله لَهُ ذَلِك فزاده فِي عمره ثَمَانِينَ عَاما
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ من طَرِيق ابْن جريج عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي الْآيَة قَالَ: اشتاق إِلَى لِقَاء الله وَأحب أَن يلْحق بِهِ وبآبائه فَدَعَا الله أَن يتوفاه وَأَن يلْحقهُ بهم
قَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - وَلم يسْأَل نَبِي قطّ الْمَوْت غير يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ الْآيَة
قَالَ ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - وَأَنا أَقُول: فِي بعض الْقُرْآن من الْأَنْبِيَاء من قَالَ توفني
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: مَا سَأَلَ نَبِي الْوَفَاة غير يُوسُف
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ يَقُول: توفني على طَاعَتك واغفر لي إِذا توفيتني
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: يَعْنِي إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَق وَيَعْقُوب
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿توفني مُسلما وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: يَعْنِي أهل الْجنَّة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن وهب بن مُنَبّه - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما أُوتِيَ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام من الْملك مَا أُوتِيَ تاقت نَفسه إِلَى آبَائِهِ قَالَ ﴿رب قد آتيتني من الْملك﴾ إِلَى قَوْله ﴿وألحقني بالصالحين﴾ قَالَ: بآبائه إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة قَالَ: لما قدم على يُوسُف أَبوهُ واخوته وَجمع الله شَمله وَأقر عَيْنَيْهِ - وَهُوَ يَوْمئِذٍ مغموس فِي نعيم من الدُّنْيَا - اشتاق إِلَى آبَائِهِ الصَّالِحين: إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب فَسَأَلَ الله الْقَبْض وَلم يتمن الْمَوْت أحد قطّ نَبِي وَلَا غَيره إِلَّا يُوسُف
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز - رَضِي الله عَنهُ - أَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لما حَضرته الْوَفَاة قَالَ: يَا اخوتاه إِنِّي لم انتصر من أحد
591
ظَلَمَنِي فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي كنت أحب أَن أظهر الْحَسَنَة وأخفي السَّيئَة فَذَلِك زادي من الدُّنْيَا
يَا اخوتاه إِنِّي أشركت آبَائِي فِي أَعْمَالهم فأشركوني مَعَهم فِي قُبُورهم وَأخذ عَلَيْهِم الْمِيثَاق فَلم يَفْعَلُوا حَتَّى بعث الله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ عَن قَبره فَلم يجد أحدا يُخبرهُ إِلَّا امْرَأَة يُقَال لَهَا شارخ بنت شيرا بن يَعْقُوب فَقَالَت: أدلك عَلَيْهِ على أَن أشْتَرط عَلَيْك
قَالَ ذَاك لَك قَالَت: أصير شَابة كلما كَبرت
قَالَ: ذَلِك لَك
قَالَ: وأكون مَعَك فِي درجتك يَوْم الْقِيَامَة
فَكَأَنَّهُ امْتنع فَأمر أَن يمْضِي لَهَا ذَلِك فَفعل فدلته عَلَيْهِ فَأخْرجهُ فَكَانَت كلما كَانَت بنت خمسين سنة صَارَت مثل ابْنة ثَلَاثِينَ
حَتَّى عمرت عمر نسرين ألف وسِتمِائَة سنة أَو ألف وَأَرْبَعمِائَة حَتَّى أدْركهَا سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَتَزَوجهَا
وَأخرج ابْن إِسْحَق وَابْن أبي حَاتِم عَن عُرْوَة بن الزبير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: إِن الله حِين أَمر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بالسير ببني إِسْرَائِيل أمره أَن يحْتَمل مَعَه عِظَام يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَأَن لَا يخلفها بِأَرْض مصر وَأَن يسير بهَا حَتَّى يَضَعهَا بِالْأَرْضِ المقدسة فَسَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَمَّن يعرف مَوضِع قَبره فَمَا وجد إِلَّا عجوزاً من بني إِسْرَائِيل فَقَالَت: يَا نَبِي الله إِنِّي أعرف مَكَانَهُ إِن أَنْت أخرجتني مَعَك وَلم تخلفني بِأَرْض مصر دللتك عَلَيْهِ
قَالَ: أفعل
وَقد كَانَ مُوسَى وعد بني إِسْرَائِيل أَن يسير بهم إِذا طلع الْفجْر فَدَعَا ربه أَن يُؤَخر طلوعه حَتَّى يفرغ من أَمر يُوسُف فَفعل
فَخرجت بِهِ الْعَجُوز حَتَّى أرته إِيَّاه فِي نَاحيَة من النّيل فِي المَاء فاستخرجه مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام صندوقاً من مرمر فاحتمله
الْآيَات ١٠٢ - ١٠٦
592
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَمَا كنت لديهم إِذْ أَجمعُوا أَمرهم وهم يمكرون﴾ قَالَ: هم بَنو يَعْقُوب إِذْ يمكرون بِيُوسُف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وَمَا كنت لديهم﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ﴿وَمَا كنت لديهم﴾ وهم يلقونه فِي غيابة الْجب ﴿وهم يمكرون﴾ بِيُوسُف
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وكأين من آيَة﴾ - قَالَ: كم من آيَة فِي السَّمَاء يَعْنِي شمسها وقمرها ونجومها وسحابها
وَفِي الأَرْض مَا فِيهَا من الْخلق والأنهار وَالْجِبَال والمدائن والقصور
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة قَالَ فِي مصحف عبد الله [وكأين من آيَة فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض يَمْشُونَ عَلَيْهَا] وَالسَّمَاء وَالْأَرْض آيتان عظيمتان
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾ قَالَ: سلهم من خلقهمْ وَمن خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض
فَيَقُولُونَ: الله
فَذَلِك إِيمَانهم وهم يعْبدُونَ غَيره
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَطاء - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾ قَالَ: كَانُوا يعلمُونَ إِن الله رَبهم وَهُوَ خالقهم وَهُوَ رازقهم وَكَانُوا مَعَ ذَلِك يشركُونَ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾ قَالَ: إِيمَانهم قَوْلهم: الله خلقنَا وَهُوَ يرزقنا ويميتنا فَهَذَا إِيمَان مَعَ شرك عِبَادَتهم غَيره
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾ قَالَ: كَانُوا يشركُونَ بِهِ فِي تلبيتهم يَقُولُونَ: لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك إِلَّا شَرِيكا هُوَ لَك تملكه وَمَا ملك
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا يُؤمن أَكْثَرهم بِاللَّه إِلَّا وهم مشركون﴾ قَالَ: ذَاك الْمُنَافِق يعْمل بالرياء وَهُوَ مُشْرك بِعَمَلِهِ
593
الْآيَة ١٠٧
594
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - ﴿ وكأين من آية ﴾ قال : كم من آية في السماء، يعني شمسها وقمرها ونجومها وسحابها. وفي الأرض، ما فيها من الخلق والأنهار والجبال والمدائن والقصور.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة قال في مصحف عبد الله [ وكأين من آية في السماوات والأرض يمشون عليها ] والسماء والأرض آيتان عظيمتان.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ قال : سلهم من خلقهم، ومن خلق السماوات والأرض ؟ ؟. . . فيقولون : الله. فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ قال : كانوا يعلمون إن الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم، وكانوا مع ذلك يشركون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ قال : إيمانهم، قولهم الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا. فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ قال : كانوا يشركون به في تلبيتهم، يقولون : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ قال : ذاك المنافق، يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله.
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿غاشية من عَذَاب الله﴾ قَالَ: تغشاهم
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿غاشية من عَذَاب الله﴾ قَالَ: وَاقعَة تغشاهم
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿غاشية﴾ قَالَ: عُقُوبَة من عَذَاب الله
الْآيَة ١٠٨
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿قل هَذِه سبيلي﴾ قَالَ: دَعْوَتِي
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن الرّبيع بن أنس - رَضِي الله عَنهُ - مثله
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - ﴿قل هَذِه سبيلي﴾ قَالَ: صَلَاتي
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿قل هَذِه سبيلي﴾ قَالَ: أَمْرِي وسنتي ومنهاجي
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿على بَصِيرَة﴾ أَي على هدى ﴿أَنا وَمن اتبعني﴾
الْآيَة ١٠٩
أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿وَمَا أرسلنَا من قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم من أهل الْقرى﴾ أَي لَيْسُوا من أهل السَّمَاء كَمَا قُلْتُمْ
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن جريج - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا أرسلنَا من قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم﴾ قَالَ: إِنَّهُم قَالُوا (مَا أنزل الله على بشر من شَيْء) (الْأَنْعَام الْآيَة ٩١) وَقَوله (وَمَا أَكثر النَّاس وَلَو حرصت بمؤمنين) (وَمَا تَسْأَلهُمْ عَلَيْهِ من أجر) وَقَوله (وكأين من آيَة فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض يَمرونَ عَلَيْهَا) وَقَوله (أفأمنوا أَن تأتيهم غاشية من عَذَاب الله) وَقَوله ﴿أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين من قبلهم﴾ قَالَ: كل ذَلِك قَالَ لقريش أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا فِي آثَارهم فيعتبروا ويتفكروا
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَمَا أرسلنَا من قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم من أهل الْقرى﴾ قَالَ: مَا نعلم أَن الله أرسل رَسُولا قطّ إِلَّا من أهل الْقرى لأَنهم كَانُوا أعلم وَأحكم من أهل العمود
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين من قبلهم﴾ قَالَ: فينظروا كَيفَ عذب الله قوم نوح وَقوم لوط وَقوم صَالح والأمم الَّتِي عذب
الْآيَة ١١٠
أخرج أَبُو عبيد وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عُرْوَة أَنه سَأَلَ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن قَوْله ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ قَالَ: قلت: أكذبوا أم كذبُوا قَالَت عَائِشَة - رَضِي الله عَنْهَا - بل (كذّبوا) يَعْنِي بِالتَّشْدِيدِ قلت: وَالله لقد استيقنوا أَن قَومهمْ كذبوهم فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ
قَالَت: أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك
فَقلت لَعَلَّهَا ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ مُخَفّفَة
قَالَت: معَاذ الله لم تكن الرُّسُل لتظن ذَلِك بربها
قلت: فَمَا هَذِه الْآيَة قَالَت: هم اتِّبَاع الرُّسُل الَّذين آمنُوا برَبهمْ
595
وصدقوهم وَطَالَ عَلَيْهِم الْبلَاء واستأخر عَنْهُم النَّصْر حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل مِمَّن كذبهمْ من قَومهمْ وظنت الرُّسُل أَن أتباعهم قد كذبوهم جَاءَهُم نصر الله عِنْد ذَلِك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن عبد الله بن أبي مليكَة - رَضِي الله عَنهُ - أَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَرَأَهَا عَلَيْهِ ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ مُخَفّفَة
يَقُولُوا اخلفوا وَقَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - وَكَانُوا بشرا وتلا (حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه مَتى نصر الله) (الْبَقَرَة الْآيَة ٢١٤) قَالَ ابْن أبي مليكَة: فَذهب ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - إِلَى أَنهم يئسوا وضعفوا فظنوا أَنهم قد أخْلفُوا قَالَ ابْن أبي مليكَة: وَأَخْبرنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا خَالَفت ذَلِك وأبته وَقَالَت: مَا وعد الله رَسُوله من شَيْء إِلَّا علم أَنه سَيكون قبل أَن يَمُوت وَلكنه لم يزل الْبلَاء بالرسل حَتَّى ظنُّوا أَن من مَعَهم من الْمُؤمنِينَ قد كذبوهم وَكَانَت تقرؤها ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ مثقلة للتكذيب
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ بِالتَّشْدِيدِ
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَرَأَ ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ مُخَفّفَة
وَأخرج أَبُو عبيد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أَنه كَانَ يقْرَأ ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ مُخَفّفَة
قَالَ: يئس الرُّسُل من قَومهمْ أَن يَسْتَجِيبُوا لَهُم وَظن قَومهمْ أَن الرُّسُل قد كذبوهم فِيمَا جاؤوهم بِهِ ﴿جَاءَهُم نصرنَا﴾ قَالَ: جَاءَ الرُّسُل نصرنَا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ عَن تَمِيم بن حرَام قَالَت: قَرَأت على ابْن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - الْقُرْآن فَلم يَأْخُذ عَليّ إِلَّا حرفين (كل أَتَوْهُ داخرين) فَقَالَ: أَتَوْهُ مُخَفّفَة
وقرأت عَلَيْهِ ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ فَقَالَ: ﴿كذبُوا﴾ مُخَفّفَة قَالَ: ﴿استيأس الرُّسُل﴾ من أَيْمَان قَومهمْ أَن يُؤمنُوا لَهُم وَظن قَومهمْ حِين ابطأ الْأَمر ﴿أَنهم قد كذبُوا﴾
596
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي الْأَحْوَص عَن ابْن مَسْعُود - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: حفظت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سُورَة يُوسُف ﴿وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ خَفِيفَة
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن ربيعَة بن كُلْثُوم قَالَ: حَدثنِي أبي أَن مُسلم بن يسَار - رَضِي الله عَنهُ - سَأَلَ سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الله آيَة قد بلغت مني كل مبلغ ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ فَهَذَا الْمَوْت إِن نظن الرُّسُل أَنهم قد كذبُوا أَو نظن أَنهم قد كذبُوا مُخَفّفَة
فَقَالَ سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل﴾ من قَومهمْ أَن يَسْتَجِيبُوا لَهُم وَظن قَومهمْ أَن الرُّسُل كذبتهم ﴿جَاءَهُم نصرنَا﴾ فَقَامَ مُسلم إِلَى سعيد فاعتنقه وَقَالَ: فرج الله عَنْك كَمَا فرجت عني
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن إِبْرَاهِيم عَن أبي حَمْزَة الْجَزرِي قَالَ: صنعت طَعَاما فدعوت نَاسا من أَصْحَابنَا مِنْهُم سعيد بن جُبَير وَالضَّحَّاك بن مُزَاحم فَسَأَلَ فَتى من قُرَيْش سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الله كَيفَ تقْرَأ هَذَا الْحَرْف فَإِنِّي إِذا أتيت عَلَيْهِ تمنيت أَنِّي لَا أَقرَأ هَذِه السُّورَة ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا﴾ قَالَ: نعم ﴿حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل﴾ من قَومهمْ أَن يصدقوهم وَظن الْمُرْسل إِلَيْهِم أَن الرُّسُل ﴿قد كذبُوا﴾ فَقَالَ الضَّحَّاك - رَضِي الله عَنهُ - لَو رحلت فِي هَذِه إِلَى الْيمن لَكَانَ قَلِيلا
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - أَنه قَرَأَهَا ﴿كذبُوا﴾ بِفَتْح الْكَاف وَالتَّخْفِيف
قَالَ: استيأس الرُّسُل أَن يعذب قَومهمْ وَظن قَومهمْ أَن الرُّسُل قد كذبُوا ﴿جَاءَهُم نصرنَا﴾ قَالَ: جَاءَ الرُّسُل نصرنَا
قَالَ مُجَاهِد: قَالَ فِي الْمُؤمن (فَلَمَّا جَاءَتْهُم رسلهم بِالْبَيِّنَاتِ فرحوا بِمَا عِنْدهم من الْعلم) (غَافِر آيَة ٨٣) قَالَ قَوْلهم: نَحن أعلم مِنْهُم وَلنْ نعذب وَقَوله (وحاق بهم مَا كَانُوا بِهِ يستهزئون) (الزمر آيَة ٤٨) قَالَ: حاق بهم مَا جَاءَت بِهِ رسلهم من الْحق
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - ﴿فنجي من نشَاء﴾ قَالَ: فننجي الرُّسُل وَمن نشَاء ﴿وَلَا يرد بأسنا عَن الْقَوْم الْمُجْرمين﴾ وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى بعث الرُّسُل يدعونَ قَومهمْ فَأَخْبرُوهُمْ أَنه من أطَاع الله نجا وَمن عَصَاهُ
597
عذب وغوى
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - ﴿جَاءَهُم نصرنَا﴾ قَالَ: الْعَذَاب
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن نصر بن عَاصِم - أَنه قَرَأَ [فنجا من نشَاء]
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن أبي بكر - أَنه قَرَأَ / فننجي من نشَاء /
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن السّديّ - ﴿وَلَا يرد بأسنا﴾ قَالَ: عَذَابه
الْآيَة ١١١
598
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة﴾ قَالَ: يُوسُف واخوته
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله ﴿لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة﴾ قَالَ: معرفَة ﴿لأولي الْأَلْبَاب﴾ قَالَ: لِذَوي الْعُقُول
وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشيخعن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - ﴿مَا كَانَ حَدِيثا يفترى﴾ والفرية الْكَذِب ﴿وَلَكِن تَصْدِيق الَّذِي بَين يَدَيْهِ﴾ قَالَ: الْقُرْآن يصدق الْكتب الَّتِي كَانَت قبله من كتب الله الَّتِي أنزلهَا قبله على أنبيائه فالتوراة والإِنجيل وَالزَّبُور يصدق ذَلِك كُله وَيشْهد عَلَيْهِ أَن جَمِيعه حق من عِنْد الله ﴿وتفصيل كل شَيْء﴾ فصل الله بِهِ بَين حرَامه وَحَلَاله وطاعته ومعصيته
وَأخرج ابْن السّني والديلمي عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا عسر على الْمَرْأَة وِلَادَتهَا أَخذ اناءٌ نظيفٌ وكُتِبَ عَلَيْهِ (كَأَنَّهُمْ يَوْم يرَوْنَ مَا يوعدون
) (الْأَحْقَاف الْآيَة ٣٥) إِلَى آخر الْآيَة (وَكَأَنَّهُم يَوْم يرونها
) (النازعات الْآيَة ٤٦) إِلَى آخر الْآيَة ﴿لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب﴾ إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ تغسل وتسقى الْمَرْأَة مِنْهُ وينضح على بَطنهَا وفرجها
598
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (١٣)
سُورَة الرَّعْد
مَدَنِيَّة وآياتها ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ
مُقَدّمَة سُورَة الرَّعْد أخرج النّحاس فِي ناسخه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: سُورَة الرَّعْد نزلت بِمَكَّة
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سُورَة الرَّعْد مَكِّيَّة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - قَالَ: نزلت سُورَة الرَّعْد بِالْمَدِينَةِ
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: نزلت الرَّعْد بِالْمَدِينَةِ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: سُورَة الرَّعْد مَدَنِيَّة إِلَّا آيَة مَكِّيَّة ﴿وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا تصيبهم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة﴾
وَأخرج ابْن أبي شيبَة والمروزي فِي الْجَنَائِز عَن جَابر بن زيد - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: كَانَ يسْتَحبّ إِذا حضر الْمَيِّت أَن يقْرَأ عِنْده سُورَة الرَّعْد فَإِن ذَلِك يُخَفف عَن الْمَيِّت فَإِنَّهُ أَهْون لقبضه وأيسر لشأنه
الْآيَة ١
599
Icon