تفسير سورة إبراهيم

أحكام القرآن للكيا الهراسي
تفسير سورة سورة إبراهيم من كتاب أحكام القرآن للكيا الهراسي المعروف بـأحكام القرآن للكيا الهراسي .
لمؤلفه الكيا الهراسي . المتوفي سنة 504 هـ

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

سورة ابراهيم
قوله تعالى: (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)، الآية/ ٢٥.
روي عن ابن عباس أنه قال: غدوة وعشية، ولعله أخذ ذلك من قوله تعالى: (فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) «١».
وعن ابن عباس رواية أخرى أنه قال: هي النخلة تطعم في كل ستة أشهر «٢».
وعن علي أنه قال: الحين سنة.
وقال ابن المسيب «٣» : الحين شهران من حين تصرم النخل إلى حين تطلع.
وروي عنه أنه قال: النخلة لا يكون فيها أكلها إلا شهران.
وقال تعالى: (لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) «٤»، وعنى به ثلاث عشرة سنة.
(١) سورة الروم آية ١٧
(٢) أنظر تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، وتفسير الطبري، وتفسير ابن كثير.
(٣) هو سعيد بن المسيب، سيد التابعين.
(٤) سورة يوسف آية ٣٥.
237
وقال تعالى: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) «١» : يوم القيامة.
وعن عكرمة أن رجلا قال: إن فعلت كذا وكذا إلى حين فغلامه حر، فأتى إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن ذلك، فسألني عنها فقلت:
إن من الحين حين لا يدرك.
قوله تعالى: (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) «٢».
فأرى أن يمسك ما بين صرام النخل إلى حملها، فأعجبه ذلك.
وبالجملة: للحين مصارف، ولم ير للشافعي تعيين مصرف من هذه المصارف، لأنه لم يوضع في اللغة لمعنى معين، والذي ذكره أبو حنيفه من تقييد الحين في الحلف بستة أشهر اتباعا لعكرمة تحكم، وتخصيصه بإدراك النخل لا مأخذ له فلا معنى لاعتباره.
(١) سورة ص آية ٨٨.
(٢) سورة الأنبياء آية ١١١ [.....]
238
Icon