ﰡ
وقال مقاتل : يعني الطبع على القلب. وكأن القلب بمنزلة الباب المرتج، الذي قد ضرب عليه قفل. فإنه ما لم يفتح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراءه. وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن.
وتأمل تنكير القلب وتعريف الأقفال بالإضافة إلى ضمير القلوب. فإن تنكير القلوب يتضمن إرادة قلوب هؤلاء وقلوب من هم بهذه الصفة. ولو قال : أم على القلوب أقفالها. لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة.
وفي قوله :﴿ أقفالها ﴾ بالتعريف نوع تأكيد. فإنه لو قال : أقفال. لذهب الوهم إلى ما يعرف بهذا الإسم. فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب، فكأنه أراد أقفالها المختصة بها، التي لا تكون لغيرها، والله أعلم.