ﰡ
قوله عز وجل :﴿ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ﴾.
أي : أرسلناه بالإنذار. ( أن ) : في موضع نصب ؛ لأنك أسقطت منها الخافض. ولو كانت إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أنذر قومك بغير أن ؛ لأن الإرسال قول في الأصل، وهي، في قراءة عبد الله كذلك بغير أن.
مسمّى عندكم تعرفونه لا يميتكم غرقا ولا حرقا ولا قتلا، وليس في هذا حجة لأهل القدر لأنه إنما أراد مسمّى عندكم، ومثله :﴿ وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عليه ﴾ عندكم في معرفتكم.
وقوله :﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ ﴾.
من قد تكون لجميع ما وقعت عليه، ولبعضه. فأما البعض فقولك : اشتريت من عبيدك، وأما الجميع فقولك : رَوِيت من مائك، فإذا كانت في موضع جمع فكأنّ مِنْ : عن ؛ كما تقول : اشتكيت من ماء شربته، وعن ماء شربته كأنه في الكلام : يغفر لكم عن أذنابكم، ومن أذنابكم.
أي : دعوتهم بكل جهة سرًّا وعلانية.
أي : سكتوا على شركهم، ﴿ وَاسْتَكْبَرُواْ ﴾ عن الإيمان.
كانت السنون الشدائد قد ألحّت عليهم، وذهبت بأموالهم لانقطاع المطر عنهم، وانقطع الولد من نسائهم، فقال :﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ﴾.
نطفةً، ثم علقةً، ثم مضغةً، ثم عظما.
إن شئت نصبت الطباق [ ٢١٧/ب ] على الفعل أي : خلقهن مطابِقاتٍ، وإن شئت جعلته من نعت السّبع لا على الفعل، ولو كان سبع سمواتٍ طباقٍ بالخفض كان وجها جيداً كما تقرأ :«ثِيابُ سُنْدسٍ خُضْرٍ »، و«خضرٌ ».
ذكر : أن الشمس يضيء ظهرُها لما يليها من السموات، ووجهها يضيء لأهل الأرض. وكذلك القمر، والمعنى : جعلَ الشمس والقمر نوراً في السماوات والأرض.
طرقاً، واحدها : فج، وهي الطرق الواسعة.
الكُبَّار : الكبير، والعرب تقول كُباَر.
ويقولون : رجل حُسَّان جُمَّال بالتشديد. وحُسَان جُمال بالتخفيف في كثير من أشباهه.
هذه آلهة كان إبليس جعلها لهم. وقد اختلف القراء في وَدَّ، فقرأَ أهل المدينة :( وُدًّا ) بالضم، وقرأ الأعمش وعاصم :( وَدًّا ) بالفتح.
ولم يجروا :( يَغُوثَ، ويَعُوقَ ) ؛ لأن فيها ياء زائدة. وما كان من الأسماء معرفة فيه ياء أو تاء أو ألف فلا يُجرى. من ذلك : يَملِك، ويزيد، ويعمَر، وتغلب، وأحمد. هذه لا تُجرى لما زاد فيها. ولو أجريت لكثرة التسمية كان صوابا، ولو أجريت أيضا كأنه يُنْوىَ به النكرةُ كان أيضا صوابا.
وهي في قراءة عبد الله :«ولا تَذَرُنَّ وَدَّا ولا سُواعاً ويَغوثاً ويَعَوقاً ونَسْراً » بالألف.
العرب تجعل ( ما ) صلة فيما ينوي به مذهب الجزاء، كأنك قلت : من خطيئاتهم ما أغرقوا وكذلك رأيتُها في مصحف عبد الله، فتأخرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها في مصحف عبد الله :﴿ أي الأجَلَيْنِ ما قضيتُ فلا عُدْوانَ على ﴾ ألا ترى أنك تقول : حيثما تكن أكن، ومهما تقل أقلْ. ومن ذلك :﴿ أَيًّا ما تَدْعُو فَلَه الأَسْماء الحسنى ﴾ وصل الجزاء بما، فإذا كان استفهاما لمْ يصلوه بما ؛ يقولون : كيف تصنع ؟ وأين تذهب ؟ إذا كان استفهاماً لم يوصل بما، وإذا كان جزاء وُصِل وتُرِك الوصل.
وهو من دُرت، ولكنه فيْعال من الدوران، كما قرأ عمر بن الخطاب ﴿ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيّامُ ﴾، وهو مِن قمتُ.