تفسير سورة يونس

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة يونس من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤر ﴾: مرَّ بيانه.
﴿ تِلْكَ ﴾: السُّورةُ ﴿ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ ﴾: المشتمل على الحكمة، أو الغير المنسوخ بكتَابٍ ﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ ﴾: قُريش ﴿ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ ﴾: الكفار.
﴿ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ ﴾: بأن.
﴿ لَهُمْ قَدَمَ ﴾: سابقة ﴿ صِدْقٍ ﴾: أي: ثواب ما قدَّموا والعرب تقول إذا مدحت شيئاً تضيف إلى صدق كما سيجئ ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا ﴾: القرآن أو الرسل.
﴿ لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ﴾: بَيّن ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي ﴾: قدر.
﴿ سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ﴾: فسِّر في الأعراف ﴿ يُدَبِّرُ ﴾: يقدر.
﴿ ٱلأَمْرَ ﴾: كله بحكمته ﴿ مَا مِن ﴾: صلة ﴿ شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ﴾: الموصوف ﴿ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ﴾: وحِّدوهُ ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾: تتعظون ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً ﴾: بالموت ﴿ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً ﴾: مصدران مؤكدان لنفسه ولغيره ﴿ إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بعد له، أو بعدالتهم ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴾: ما حار وتُغْلي قطرة منه بحراً.
﴿ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ﴾: غير الأسلوب مبالغة في استحقاقهم له، وخصَّ الأولين بالعدل مع أن الكل عدل لمزيد عنايته.
﴿ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً ﴾: ذات ضياء جمع ضوءٍ، وهو ما يبصر به الأشياء ﴿ وَٱلْقَمَرَ نُوراً ﴾: ذا نور وهو ما يبصر به ذُو النور. * تنبيه: الضوء يطلق على الشعاع المنبسِط والنور على ما للشيء في نفسه فالضوء فرعه، ولكنه أبلغُ، لأن الإبصار إنما يتأتى به والنور بُبصر به ذُو النور فقط، ولذا جعل الشمس سراجاً فإنه يبصر به الأشياء، وجعل القمر نوراً ليبصر ويهتدي به.
﴿ وَقَدَّرَهُ ﴾: كُلاًّ منهما أو القمر، لأنَّ المنازل تنسب إليه وحسابُ العامة بالشهور الهلالية ذا ﴿ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ﴾: شهراً ويوماً لمعاملاتكم.
﴿ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ ﴾: مُلتبساً ﴿ بِٱلْحَقِّ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾: أي: هم ينتبعون بها.
﴿ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾: طُوْلاً ونوراً وضِدّهما ﴿ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴾: العَواقب، فإنه يحملهم على التفكر.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ ﴾: لا يتوقعون ﴿ لِقَآءَنَا ﴾: لإنكار العبث ﴿ وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: من الآخرة.
﴿ وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا ﴾: سكنوا إليها ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا ﴾: الكونيَّة والشرعيَّة ﴿ غَافِلُونَ ﴾: بترك النظر فيهما.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾: من المعاصي ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾: إلى ما يؤدي إلى الجنة.
﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ ﴾: دعاؤهم لما يشتهون ﴿ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ ﴾: فإذا مطلوبهم عندهم ﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ ﴾: بينَهُم ﴿ فِيهَا سَلاَمٌ ﴾: إذْ ملكهم سَالم من الزّوال ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ ﴾: حين أكلوا ﴿ أَنِ ﴾: أنه.
﴿ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ﴾: حين دعوا على أنفسهم نحو:﴿ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ ﴾[الأنفال: ٣٢].
. إلى آخره.
﴿ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ ﴾: حين دعوه.
﴿ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ فيذهب طعامهم لكن يمهلهم ﴿ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ﴾: استدراجاً لهم.
﴿ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾: يتحيرون غايةً.
﴿ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا ﴾ لدفعه مضطجاً.
﴿ لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً ﴾: أي: في كل حالاته.
﴿ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ ﴾: مضى على طريقته قبل الضر.
﴿ كَأَن ﴾: كأنه.
﴿ لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ﴾: كشف.
﴿ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذٰلِكَ ﴾: من تزيين الحالتين له.
﴿ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾: بالكفر.
﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾: يا أهل مكة.
﴿ لَمَّا ظَلَمُواْ ﴾: بتكذيب رسلهم ﴿ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾: على صدقهم.
﴿ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ﴾: أي: في صَدَدٍ أن يؤمنوا.
﴿ كَذٰلِ ﴾: الأهلالك ﴿ كَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: فاحذروهم.
﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ ﴾: منهم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾: فيجازيكم.
﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ﴾: بالعبث ﴿ ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ ﴾: المذكور فيه التوحيد ﴿ أَوْ بَدِّلْهُ ﴾: بإزالة ما نكرهه عنه.
﴿ قُلْ مَا يَكُونُ ﴾: يصحُّ ﴿ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ ﴾: قبل ﴿ نَفْسِيۤ إِنْ ﴾: مَا ﴿ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ﴾: بالتبديل.
﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾: القيامة.
﴿ قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: أن لا أتلوه عليكم.
﴿ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ ﴾: أعلمكم الله.
﴿ بِهِ ﴾: على لساني و " لأدراكم " أي: لأعلمكم على لسان غيري.
﴿ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً ﴾: أربعين سنة.
﴿ مِّن قَبْلِهِ ﴾: وكنتُ أُمِّيّاً مَا شَهِدْتُّ عالماً، ولا أنشأت خطبة.
﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: أنه من الله.
﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: بالإشْراك.
﴿ أَوْ كَذَّبَ بِآيَـٰتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾: بالشرك.
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ ﴾: بتركه.
﴿ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ﴾: بعبادته.
﴿ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: الأصنام.
﴿ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ ﴾: في الدنيا وفي الآخرة، إن كان بعث.
﴿ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ﴾: تخبرون.
﴿ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ ﴾: وهو أن له شريكاً حَالة كونه لا ﴿ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: وما لا يعلمه لا يثبت، ونبَّه بالتخصيص على أن شركائهم إما سماوي أو أرضي وعلى التقديرين مقهورة حادثة مثلهم.
﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾: عن إشراكهم.
﴿ وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ ﴾: بين آدم ونوح.
﴿ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾: على الإسلام.
﴿ فَٱخْتَلَفُواْ ﴾: بالإشرك.
﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ﴾: بأن لكل أمة أجَلاً مُعيَّناً.
﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾: عاجلاً.
﴿ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾: بأهلاك المبطل.
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾: المشركون.
﴿ لَوْلاَ ﴾: هلاَّ.
﴿ أُنزِلَ عَلَيْهِ ﴾: على محمد.
﴿ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ﴾: ما اقترحنا.
﴿ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ ﴾: فلعله يعلم في إنزاله مفاسد.
﴿ فَٱنْتَظِرُوۤاْ ﴾: إنزاله.
﴿ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ ﴾: ما يفعل الله بكم.
﴿ وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً ﴾: كالرخاء.
﴿ مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ ﴾: كشدة.
﴿ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ ﴾: بالطَّعْن.
﴿ فِيۤ آيَاتِنَا قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً ﴾: فيمكر إذ دبر عقابكم قبل.
﴿ إِنَّ رُسُلَنَا ﴾: الحفظة.
﴿ يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾: للمجازاة.
﴿ هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ ﴾: يمكنكم من السير.
﴿ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ﴾: في السفن والغاية كأنه قيل: سيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة في مخرج الرياح وتراكم الأمواج وظنَّ الهلاك والدعاء جاءتها ريح.. إلى آخره جميع ما في حيز إذا، فلا يردُ أنَّ الكون فيها ليست غاية التَّسْيير.
﴿ وَجَرَيْنَ بِهِم ﴾: فيه التفاتٌ ﴿ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا ﴾: السفن.
﴿ رِيحٌ عَاصِفٌ ﴾: ذاتُ عَصفٍ وشدَّةٍ والتذكير لأنه من السبب.
﴿ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ ﴾: ظرف.
﴿ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾: أي: أهلكوا.
﴿ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ﴾: لله.
﴿ ٱلدِّينَ ﴾: بترك الشرك قائلين: ﴿ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ ﴾: الشدة.
﴿ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ * فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ ﴾: يُفسدونَ ﴿ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾: احتراز عن نحو تخريب ديار الكفرة.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ ﴾: يحصلُ وبالهُ ﴿ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ ﴾: هذا ﴿ مَّتَاعَ ﴾: منفعة بالنصب، أي تتمتعا متاعَ ﴿ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: بالجزاء.
﴿ إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: في سُرعة تقضيها واغتراركم بها.
﴿ كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ ﴾: اشتبك وتخالط.
﴿ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ ٱلنَّاسُ ﴾: كالزرع.
﴿ وَٱلأَنْعَامُ ﴾: كالحشيشِ ﴿ حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا ﴾: زينتها.
﴿ وَٱزَّيَّنَتْ ﴾: تزينت بأصناف النبات.
﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ ﴾: على منفعتها ﴿ أَتَاهَآ أَمْرُنَا ﴾: عذابنا.
﴿ لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا ﴾: أي زرعها.
﴿ حَصِيداً ﴾: شبيهاً به في طرحه على الأرض.
﴿ كَأَن ﴾: كأنها.
﴿ لَّمْ تَغْنَ ﴾: لم تلبث، أي: زرعها.
﴿ بِٱلأَمْسِ ﴾: أي: قيل ﴿ كَذٰلِكَ ﴾: التبيين.
﴿ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ ﴾: كما مَرَّ ﴿ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ﴾: العَمل ﴿ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: الجنَّة.
﴿ وَزِيَادَةٌ ﴾: النظرُ إلى جه الله، كذا صحَّ في الحديث.
﴿ وَلاَ يَرْهَقُ ﴾: يغشى ﴿ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ﴾: غبار.
﴿ وَلاَ ذِلَّةٌ ﴾: هو ان.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَٱلَّذِينَ ﴾ للذين ﴿ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ﴾: تغشاهم.
﴿ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ ﴾: عذابه.
﴿ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ ﴾: لكمال سوادها.
﴿ قِطَعاً ﴾: لغة في قطع كضلع ﴿ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ ﴾: ولو كان جمعاً فقوله: ﴿ مُظْلِماً ﴾ حَالٌ من الليل ﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَ ﴾: اذكر.
﴿ يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾: الزموا ﴿ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ ﴾: لتجازوا وقفا غير موقف لا يكلمهم الله.
﴿ فَزَيَّلْنَا ﴾: فَرَّقْنا.
﴿ بَيْنَهُمْ ﴾: تواصلهم ﴿ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ * فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن ﴾ إنّما ﴿ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴾: لأنا كنَّا جمادا.
﴿ هُنَالِكَ ﴾: في ذلك المقام.
﴿ تَبْلُواْ ﴾: تُخْبر ﴿ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ ﴾: من العمل أضار أمْ نافع.
﴿ وَرُدُّوۤاْ ﴾ أمرهم ﴿ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ﴾ متولي أمرهم ﴿ ٱلْحَقِّ ﴾: لاشراكهم الباطل.
﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾: أنه إلههم.
﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ﴾: بالمطر.
﴿ وَٱلأَرْضِ ﴾: بالنبات.
﴿ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ ﴾: أي خلقهما ﴿ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ ﴾: كالنطفة ﴿ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ ﴾: كالنطفة ﴿ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ ﴾: أمر العالم.
﴿ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ ﴾: لوضوحه.
﴿ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: منا لشرك مع هذا الإقرار.
﴿ فَذَلِكُمُ ﴾ المَوْصوفُ ﴿ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ ﴾ الثابت ربوبيته ﴿ فَمَاذَا ﴾ ليس ﴿ بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ ﴾: كيف.
﴿ تُصْرَفُونَ ﴾: عن عبادته.
﴿ كَذَلِكَ ﴾: كما حقت الربوبية.
﴿ حَقَّتْ كَلِمَتُ ﴾: حكم.
﴿ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ ﴾: تمردوا وخرجوا عن الاستصلاح بدل من كلمة حقّت أي: حقت ﴿ أَنَّهُمْ ﴾: بأنهم.
﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾: جعلَ الإعادة كالإبداء وإن أنكروهما لظهور برهانها ﴿ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ فإنهم ينكرونه.
﴿ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾: تُصرفون عن الحق.
﴿ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ ﴾: يهتدي ﴿ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ ﴾: هذا حال أشرافهم كالمسيح، فكيف بحجارة؟ أو هدى بمعنى: نقَل أي: يهدي الخلق إلى مراشدهم أحق أو من لا ينتقل من مكان إلا بإمداد الخلق.
﴿ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾: بما يبطل بديهة.
﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ ﴾: أي: كلهم.
﴿ إِلاَّ ظَنّاً ﴾: مستنداً إلى أقيسة فاسدة كقياس الخالق على المخلوق بمشاركة موهومة.
﴿ إِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ﴾: العلم.
﴿ ٱلْحَقِّ شَيْئاً ﴾: من الإغناء، دل على أن علم الأصول بلا تقليد واجب.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾: فيجازيهم.
﴿ وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ ﴾: افتراءً ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن ﴾: كان.
﴿ تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾: من الكتاب.
﴿ وَتَفْصِيلَ ﴾: تبيين.
﴿ ٱلْكِتَابِ ﴾: ما كتب وأُثْبتَ من الشرائع.
﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾: مُنزَّلٌ.
﴿ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * أَمْ ﴾: بل، أ ﴿ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ ﴾: محمد ﴿ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ﴾: في البلاغة افتراءً ﴿ وَٱدْعُواْ ﴾: إلى معاونتكم ﴿ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾: أنه افتراه، فإنكم أشعر منه وأكتبُ ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ ﴾: وهو ما في القرآن ممَّا لم يعرفوا حقيقتها، والمرءُ عدو لهما جهل.
﴿ وَلَمَّا ﴾: لم.
﴿ يَأْتِهِمْ ﴾: بعد.
﴿ تَأْوِيلُهُ ﴾: مَآل ما فيه من الوعيد، حاصله: فأحبُّوا إنكاره قبل التدبر فيه ومعرفة صدقه.
﴿ كَذَلِكَ ﴾: التكذيب ﴿ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾: رسلهم ﴿ فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: وقِسْهُم عليهم ﴿ وَمِنهُمْ ﴾: من المكذبين.
﴿ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ ﴾: بعدُ ﴿ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ ﴾: المعادين.
﴿ وَإِن كَذَّبُوكَ ﴾: أصروا على تكذيبك ﴿ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ﴾: أي: تبرأ منهم.
﴿ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ ﴾: من الطاعة.
﴿ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾: من المعصية، نُسخَتْ بالسَّيف.
﴿ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ﴾: إذا قرأْت القرآن بلا قبول.
﴿ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ﴾: أتقدر على إسماعهم؟ ﴿ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾: مع صممهم، نبَّه على أن حقيقة استماع كلام فهم معناه ﴿ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ﴾: ويعاين دلائل صدقكَ ﴿ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ ﴾: أي: ولو انضم إلى العمى عدم البصيرةِ، فهما تعليل للتبري.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً ﴾: بسَلْب حواسِّهم وعقولهم، دلَّ على أنَّ للعبد كسباً اختياراً، خلافاً للمجبرة.
﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: بتضييعها.
﴿ وَ ﴾: اذكر.
﴿ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن ﴾: كأنه ﴿ لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ ﴾: في الدنيا أو القبر لهولِ المحشرِ ﴿ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ﴾: يعرف بعضهم بعضاً، كأنهم لم يتعارفوا ﴿ إِلاَّ سَاعَةً ﴾: قليلاً ثم ينقطع التعارف.
﴿ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ ﴾: بالبعث.
﴿ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ﴾: لمصالح هذه التجارة.
﴿ وَإِمَّا ﴾: صِلة.
﴿ نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ ﴾: من العقوبة فذاك.
﴿ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾: قبلُ ﴿ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ﴾: فنعاقبهم، فعقوبتهم مُتعينةٌ على كلِّ حالٍ ﴿ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ ﴾: أراد نتيجة الشهادة من الجزاء.
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ﴾: يدعوهم إلى الحقّ.
﴿ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ مع أنبياءِهمْ ﴿ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بإهْلاك مكذبيه وإنجاء متبعيه.
﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ في تعذيبهم، فلا تكرار ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ المشركون استعباداً: ﴿ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ ﴾: من العذاب.
﴿ إِن كُنتُمْ ﴾: أي: الرسول وأتباعه.
﴿ صَادِقِينَ * قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً ﴾: فكيف أملك لكم استعجاله؟ ﴿ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: أنْ ملكهُ ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾: لهلاكهم ﴿ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾: فُسِّر مرَّةً ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ﴾: أخبروني.
﴿ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً ﴾: وقتُهُ ﴿ أَوْ نَهَاراً ﴾: حاصلهُ وقت غفلتكم بالنوم أو طلب المعاش، ولم يذكر ليلا لأنَّ العذاب إذا فاجأ بلا شعور يكن أشد لأنه لا بيات في كله.
﴿ مَّاذَا ﴾: أي: شيء.
﴿ يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ﴾: من العذاب.
﴿ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾: إذا كله مكروه ﴿ أَ ﴾ كفرتم ﴿ ثُمَّ إِذَا مَا ﴾ أي: إن ﴿ وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ ﴾ وقيل لكم: ﴿ الآنَ ﴾ آمنتم به.
﴿ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾: استهزاءً ﴿ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ * وَيَسْتَنْبِئُونَكَ ﴾: يستخبرونك.
﴿ أَحَقٌّ هُوَ ﴾: ما يقول من البعث وغيره.
﴿ قُلْ إِي ﴾: نعم.
﴿ وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ ﴾: ثابت.
﴿ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾: فائتيه.
﴿ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ﴾: غيره أو نفسه بالشرك.
﴿ مَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: من الخزائن.
﴿ لاَفْتَدَتْ بِهِ ﴾: من العَذّاب ﴿ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ ﴾: أخفوا حذرا من التعبير لو أظهروا لشدة الأمر.
﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾: مع أنبيائهم.
﴿ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعدل ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ في تعذيبهم، فلا تكرار ﴿ أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: فيقدر على الكل.
﴿ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: لغفلتهم.
﴿ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: بالموت.
﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾: تبين محاسن الأعمال ومقابحها، وهو الحكمة العملية.
﴿ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ ﴾: من الشكوك، وهو الحكمة النظرية ﴿ وَهُدًى ﴾: إلى الحقّ ﴿ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾: بإنجائهم من الضلال، نزل بالعطف تغاير الصفات منزلة تغاير الذات، نحو: إلى السيِّد القرم وابن الهُمّام   .....................﴿ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ ﴾: كالإسلام ﴿ وَبِرَحْمَتِهِ ﴾: كالقُرْانُ، فليفرحوا، دَلّ عليه: ﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ﴾: والفاء للربط والدلالة على أن مجيء الكتاب الموصوف موجبه وكررها تأكيداً ﴿ هُوَ ﴾: الفَرحُ بهما ﴿ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾: من المال.
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ﴾: أخبروني ﴿ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ ﴾: بأسباب سماوية.
﴿ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً ﴾: كالبحائر.
﴿ وَحَلاَلاً ﴾: كالميتة.
﴿ قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ﴾: في هذا الجعل.
﴿ أَمْ ﴾: بل.
﴿ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ ﴾: في نسبته إليه، كفى به زاجراص لمن أفتى بغير إتقان كبعض فقهاء هذا الزمان.
﴿ وَمَا ﴾: أي: شيء ﴿ ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾: أيحسبون عدم مجازاتهم.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾: بأمهالهم وغيره.
﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ ﴾: نعمته.
﴿ وَمَا تَكُونُ ﴾: يا محمد ﴿ فِي شَأْنٍ ﴾: أمْرٍ وقَصْدٍ ﴿ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ ﴾: أي: لأجل هذا الشأن.
﴿ مِن ﴾: صلة أو بعض.
﴿ قُرْآنٍ ﴾: أي: ما تتلوا من القرآن بعضه، أضمر قبل الذكر تفخيما.
﴿ وَلاَ تَعْمَلُونَ ﴾: أنت مع أمتك.
﴿ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً ﴾: مُطلعين ﴿ إِذْ تُفِيضُونَ ﴾: تخوضون.
﴿ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ ﴾: يبعد ويغيب ﴿ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ ﴾: نملة صغيرة أو هباء.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: قدمها لأنّ الكلام في حال أهلها بخلاف ما في سبأ ﴿ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾: أي: في الوجود، خصهما بالذكر لعدم تجاوز حسهم عنهما.
﴿ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ ﴾: المثقال.
﴿ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾: أي: اللوح.
﴿ أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ ﴾: الذين يتولونه طاعة ويتولاهم كرامة.
﴿ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾: عن الفزع الأكبر.
﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾: لفوات مأمول.
﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾: المعاصي.
﴿ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ كالرؤيا الصالحة يرونها وترى لهم، أو يرى الملائكة عند النزع.
﴿ وَفِي ٱلآخِرَةِ ﴾: بنحو الجنة.
﴿ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ﴾: مواعيده ﴿ ذٰلِكَ ﴾: المبشر به ﴿ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾: تهديدُهم.
﴿ إِنَّ ﴾: استئناف ﴿ ٱلْعِزَّةَ ﴾: أي: الغلبة والقدرة.
﴿ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾ وهو معزك، وقوله:﴿ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[المنافقون: ٨] بمعنى القدرة وظهور الدين والنصر على الأعداء ﴿ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾: لأقوالهم.
﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾: بقصدهم.
﴿ أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: فله العزَّةُ، خَصَّ أول العقل ليعلم غيرهم من باب الأولى ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ ﴾: يعبدون.
﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ ﴾: حقيقة وإن سَمَّوها " شركاء " ﴿ إِن ﴾ مَا ﴿ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ ﴾: بأنهم آلهة.
﴿ وَإِنْ ﴾: ما.
﴿ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ﴾: يكذبون ﴿ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ ﴾: لتستريحوا.
﴿ فِيهِ ﴾: من تعب النهار ﴿ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً ﴾: تبصرون فيه مكاسبكم، ذكر علَّة خلق الليل ووصف النهار ليدل على كل محذوف مقابله، وترك: لتبصروا تفرقة بين الظرف المجرد والسبب ﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾: تدبُّراً.
﴿ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً ﴾: كالملائكة.
﴿ سُبْحَانَهُ ﴾: تنزيهاً له عن التبني ﴿ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾: والتبني للحاجة.
﴿ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَا فِي ٱلأَرْضِ إِنْ ﴾ مَا ﴿ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ ﴾: دليل.
﴿ بِهَـٰذَآ أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ﴾: في الدراين، لهم ﴿ مَتَاعٌ ﴾: قليلٌ ﴿ فِي ٱلدُّنْيَا ﴾: كافترائهم لحفظ رياستهم ﴿ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ﴾: بالموت ﴿ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ * وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ ﴾: ليعتبروا ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ ﴾: عظم وشقَّ ﴿ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي ﴾: إقامتي بينكم.
﴿ وَتَذْكِيرِي ﴾: إيَّاُمْ ﴿ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ ﴾: اعزموا عليه.
﴿ وَشُرَكَآءَكُمْ ﴾: مع شركائكم ﴿ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ ﴾: في قصدي.
﴿ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ﴾: مستوراً، بل أظْهِرُوهُ غايةً ﴿ ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ ﴾: أدُّوا ﴿ إِلَيَّ ﴾: إلى ما تريدون بي.
﴿ وَلاَ تُنظِرُونَ ﴾: تمهلون، فإن لا أبالي بكم ثقة بالله.
﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ﴾ عن تذكيري ﴿ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ ﴾: يفوت بتوليكم فينصرني.
﴿ إِنْ ﴾: ما ﴿ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾: المنقادين لأمر الله ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾: اصَّرُّوا على تكذيبه.
﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ﴾: من الغرق ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ ﴾: من المغرقين.
﴿ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ ﴾: المُكذِّبين.
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ ﴾ بعد نوح ﴿ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ ﴾: من المعجزات ﴿ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ﴾: ما استقام لهم أن يؤمنوا.
﴿ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ ﴾ من الحق ﴿ مِن قَبْلُ ﴾: قبل بعثة الرسل وهو تعودهم بتكذيب الحقَّ ﴿ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ ﴾: نختم.
﴿ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ ﴾: المجاوزين حدودَ الله.
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ ﴾: بعد هؤلاء الرسل ﴿ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ ﴾: أشراف قومه، إذْ سفلتهم تبع ﴿ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ ﴾: عادتهم الإجرام.
﴿ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ ﴾: معجزاته.
﴿ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾: واضحٌ ﴿ قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ ﴾: إنه أي: إنَّ هذا إلى آخره لسحر يدل على حذفه ما قبله، أو أتعيبونه من المقالة بمعنى الطعن ولا يجوز كون المقول.
﴿ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ ﴾: كلام موسى إلا أن يكون استفهام تقرير.
﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا ﴾: لتصرفنا.
﴿ عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾: من عبادة الأصنام.
﴿ وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ ﴾: العظمة.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾: مصدقين ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴾: حاذق يعارض.
﴿ فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ ﴾: لعدم مبالاته بهم.
﴿ فَلَمَّآ أَلْقَواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ﴾: هؤلاء ﴿ ٱلسِّحْرُ ﴾: لا ما جئت به.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ﴾: بمحقهُ ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ ﴾: لا يقوى ﴿ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ ﴾: يثبت.
﴿ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ﴾: بأمره ﴿ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾: ذلك.
﴿ فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ ﴾ نحو أولاد شبان.
﴿ مِّن قَوْمِهِ ﴾: موسى من قبل الأم أو فرعون من قبل الأب.
﴿ عَلَىٰ ﴾: معَ ﴿ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ ﴾: أشراف قومه جمع لأنه ذُوا صحب يأتمرون له، لا لفظة إذ هو في التكلم فقط، وقيل: مطلقاً.
﴿ أَن يَفْتِنَهُمْ ﴾: يعذبهم.
﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ ﴾ غالب ﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ ﴾: في الكبر.
﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ﴾: منقادين لأمره، فالإيمان شرط لوجوبه والإسلام لحصوله فليس من تعلق الحكم بشرطين، كإن دخلتها فأنت طالق إن كلمت، بل مثل: إن دخلتها فأنت طالق إن كنت زوجتي.
﴿ فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: بتسليطهم فيفتنونا في ديننا فَيظن بنا الضلا، نَبَّهَ على أن تقديم التوكل على الدعاء يوجب الإجابة.
﴿ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ﴾: كيد.
﴿ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا ﴾: اتخذا مباءةً موضع أقامة.
﴿ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ﴾: مُصلَّى، كانوا لا يصلون إلاَّ في كنائسهم، وخافوا من فرعون ﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ ﴾: فيها.
﴿ وَبَشِّرِ ﴾: يا موسى ﴿ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: بالنصر، ثنى أوَّلاً لأنَّ التبوئه للرئيس، ثم جمع لأن تحصيل مواضع الصلاة يجب على الكل ثم وحَّد لأن البشارة لصاحب الشريعة.
﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً ﴾: ما يتزين به.
﴿ وَأَمْوَالاً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ﴾: أي: استدرجتهم بإيتائها.
﴿ رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ ﴾: أذهب نورها وبهجتها فاصرت معادنهم مطموسة ودراهمهم حجارة منقوشة ﴿ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾: أقسها ﴿ فَلاَ يُؤْمِنُواْ ﴾: جاب الدعاء.
﴿ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ ﴾: دعا به غضباً لله ولدينه بعد يأسه من إيمانهم، كلعنتنا على إبليس، ثم الرضا بالكفر من حيث إنه كُفْرٌّ كُفر لا يكفر شخص معين بعقوبته، أو عطف على: ليضلوا، وقيل: بمعنى: فلا آمنوا.
﴿ قَالَ ﴾: الله.
﴿ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا ﴾: لأن هارون أمن على دعائه.
﴿ فَٱسْتَقِيمَا ﴾: على الدعوة إليَّ ﴿ وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: في الاستعجال، ثم حصل بعد أربعين سنة.
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ ﴾: في أرضه.
﴿ فَأَتْبَعَهُمْ ﴾: لحقهم.
﴿ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً ﴾: باغين ﴿ وَعَدْواً ﴾: ظالمين.
﴿ حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ ﴾: بأنه.
﴿ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾: فدَسَّ جبريل في فمه الحَمْأةَ مخافة قبوله فقال الله أو جبريل: ﴿ آلآنَ ﴾: حين يأْسكَ تؤمن:﴿ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ ﴾[غافر: ٨٥] ﴿ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾: مدة عمرك ﴿ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴾: المضلين ﴿ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ ﴾: نبعدك عن قعر البحر فنجعلك طافيا، ولم ير من الغرقاء غير فرعون ﴿ بِبَدَنِكَ ﴾: بلا روح أو بدرعك أو نلقيه على نجوةٍ من الأرض، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - كان له درعمن ذهب يرف به ﴿ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ﴾: بعدك من القرون.
﴿ آيَةً ﴾: عبرة ﴿ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾: لا يتفركون بها.
﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا ﴾: أنزلنا ﴿ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ ﴾: منزل.
﴿ صِدْقٍ ﴾: الشَّام ومصر، وبين في: " قدم صدق ".
﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾: اللذائذ.
﴿ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ ﴾: في دينهم.
﴿ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ ﴾: التوراة، فصار سبب اتفاقهم سبب شقاقهم.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾: بإقامة المحق، ومعاقبة المبطل ﴿ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ﴾: هذا لتهييجه، أو على الفرض، أو لتوبيخ الشاكين، كقوله لعيسى:﴿ أَأَنتَ قُلتَ ﴾[المائدة: ١١٦] إلى آخرهِ ﴿ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ﴾: كابن سَلاَم فإنه محققٌّ عندهم، فقال عليه الصلاة والسلام:" لا أشُكُّ ولا أسْأَلُ ".
﴿ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ ﴾: بالتزلزل عن يقينك.
﴿ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ * إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ ﴾: ثبتت.
﴿ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ ﴾: قَضاءُ ﴿ رَبِّكَ ﴾: بموتهم على الكفر ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ ﴾: وحينئذ لا ينفعهم إيمانهم.
﴿ فَلَوْلاَ كَانَتْ ﴾: تحضيض يتضمن النفي، أي: ليست.
﴿ قَرْيَةٌ آمَنَتْ ﴾: أي: أهلهاب عد معاينة العذاب.
﴿ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ ﴾: أهل نينوى من موصل.
﴿ لَمَّآ آمَنُواْ ﴾: بعد ما عاينوه ففرقوا بين كلِّ حيوان وولده، وليسوا المسموح، وتضرعوا إلى الله تائبين.
﴿ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ ﴾: دخان أسود غشيهم.
﴿ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴾: وقت موتهم.
﴿ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ﴾: مجتمعين على الإيمان، فيه رد على القدرية ﴿ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ ﴾ بما لم يشأ ﴿ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ ﴾: بإرادة الله ﴿ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ ﴾: الخذلان ﴿ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾: حُجج الله ﴿ قُلِ ٱنظُرُواْ ﴾: تفكروا ﴿ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: من الصنائع.
﴿ إوَمَ ﴾: لا.
﴿ تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ ﴾: الإنذارات.
﴿ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾: أي: لا تنفعهم.
﴿ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ ﴾: مضوا ﴿ مِن قَبْلِهِمْ ﴾: فانهم بارتكاب موجباته كمنتظريه.
﴿ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا ﴾: حكاية عن الماضي.
﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ ﴾: الإنجاء.
﴿ حَقّاً عَلَيْنَا ﴾: أي: بحسب وعدنا.
﴿ نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن ﴾: صحة.
﴿ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ﴾ بقبض أرواحكم، خص التوفي إرهابا لهم عن الإشراك.
﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ ﴾: بأن.
﴿ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: بالله ﴿ وَأَنْ ﴾ بأن.
﴿ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ﴾: أي: بالاستقامة فيه.
﴿ حَنِيفاً ﴾: مائلا عن الشرك.
﴿ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ ﴾: إن عبدته.
﴿ وَلاَ يَضُرُّكَ ﴾: إن تركته.
﴿ فَإِن فَعَلْتَ ﴾: ذلك ﴿ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ ﴾: يصبك.
﴿ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ﴾: ذكر الإرادة مع الخير والمس مع الضر مع تلازمهما ليفهم أنَّ الخير مراد بالذات، والضر ليس بالقصد الأول، وعدل عن الإرادة التي في الأنعام لأن الخير له فلا راد، وإنما الرد فيما يقع، والمَسُّ فيما وقع وما استثني لأن مراده لا يمكن رده ووضع لفضله موضع له ليفهم أنه متفضل بلا استحقاق مِنَّا.
﴿ يُصَيبُ بِهِ ﴾: بالخير.
﴿ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾: فتعرضوا لرحمته بالطاعة.
﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ ﴾ القرآن ﴿ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ ﴾: به.
﴿ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ﴾: نفعه لها.
﴿ وَمَن ضَلَّ ﴾: بالكفر به ﴿ فَإِنَّمَا يَضِلُّ ﴾، وبَالُ ضلالهِ ﴿ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾: موكول إليَّ أمْركم ﴿ وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ ﴾: امتثالاً وتبليغاً.
﴿ وَٱصْبِرْ ﴾: على أذاهم.
﴿ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ ﴾: بجهادهم أو الهجرةِ ﴿ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ ﴾: لا يُخْطئُ في حُكمه لاطلاعه على السرائر كالظواهر جَلَّ وعَلا - سُبحانه وتعالى.
Icon