تفسير سورة الشورى

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٣٧٠- قال الشافعي : واعلموا أن خالق العالم لا يشابه شيئا من المخلوقات، والدليل عليه : أن التشبيه يوجب الاشتراك في جميع الأحكام، لأن حقيقة المشبهين هما المقتربان اللذان يجوز على كل واحد منها جميع ما جاز على الآخر، فيقوم مقامه، ويسدُّ مسدَّه.
فلو كان الباري سبحانه وتعالى مشبها بخلقه لكان يجوز عليه من صفات خلقه، وذلك محال لأنه يقتضي جواز كونه محدثا، وإنه متناقض. فثبت أن الباري تعالى لا يشبه خلقه ولا
٣٧١- قال الشافعي رضي الله عنه : وشهد له جل ثناؤه باستمساكه بأمر ربه والهدى في نفسه وهداية من اتبعه، فقال :﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنَ اَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا اَلْكِتَابُ وَلا اَلاِيـمَانُ وَلَـاكِن جَعَلْنَاهُ نُورا نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اِللَّهِ اِلذِى لَهُ مَا فِى اِلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِى اِلاَرْضِ أَلا إِلَى اَللَّهِ تَصِيرُ اَلاُمُورُ ﴾ وذكر معها غيرها، ثم قال في شهادته له : أنه يهدي إلى صراط مستقيم صراط الله.
وفيما وصفت من فرض طاعته : ما أقام الله به الحجة على خلقه بالتسليم لحكم رسوله واتباع أمره. فما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حكم فحكم الله سنَّتُهُ. ( أحكام الشافعي : ١/٣٠-٣١. )
ــــــــــــ
٣٧٢- قال الشافعي : ولم يأمر الناس أن يتبعوا إلا كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قد عصمه الله من الخطا وبرأه منه، فقال تعالى :﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾. فأما من كان رأيه خطا أو صواب فلا يؤمر أحد باتباعه. ومن قال : للرجل يجتهد برأيه، فيستحسن على غير أصل، فقد أمر باتباع من يمكن منه الخطأ، وأقامه مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فرض الله اتباعه. ( الأم : ٦/٢٠٢. )
Icon