ﰡ
نزلت هذه السورة الكريمةُ حاملةً أجملَ بشرى للرسول الكريم، ملقيةً في نفسه الطمأنينة، معدِّدة ما أنعمَ الله به عليه. وقد أقسم سبحانه بآيتين عظيمتين من آياتِه في هذا الكون العجيب : ضحى النهارِ وصدرِه.
والليلِ وسكونِه.
وما قلَى : ما أَبغضك.
إنه ما ترككَ أيها الرسول، وما أبغضَك.
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى ﴾،
ألم تكن يتيماً يا محمد فآواك، إذ كَفَلَكَ جدُّك عبدُ المطلب. ثم عمُّك أبو طالب الّذي ظلَّ يرعاك ويدافِع عنك طوال حياته.
ووجدك حائراً لا تُقْنِعُك هذه المعتقداتُ التي حولك فهداكَ إلى خيرِ دينٍ وأحسنِ منهاج.
وبعد أن عدّد هذه النعمَ عليه، وصّاه بوصايا كلُّها خيرٌ ورحمة فقال تعالى :
﴿ فَأَمَّا اليتيم فَلاَ تَقْهَرْ وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾
وهذه الوصايا توجيهٌ كريم من الله تعالى لرسولِه وللمسلمين من بعدِه إلى رعاية اليتيم وكفالتِه.
والى كِفاية كلِّ سائل.
اللهم اهدِنا سواء السبيل، واجعلنا ممن يقتفون آثارَ الرسول الكريم ويتبعون سُننه وأخلاقَه.