ﰡ
قوله تعالى :﴿ إذ تسوروا المحراب ﴾ كانوا اثنين. ( العقد المنظوم : ٢/١٦٧ )
استثنى عموما غير متناه مضبوطا بصيغته من نكرة غير محصورة، وهو " كثير من الخلطاء " الذي يصدق بعشرة من الخلطاء، فإنها عدد كثير. ( نفسه : ٢٩٣ )
قالت لها : ولم ذلك ؟
قالت لها : لأن الله تعالى قال لأيوب عليه السلام :﴿ وخذ بيمينك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ﴾ فلو كان الاستثناء بمشيئة الله تعالى صحيحا بعد انفصال اليمين وطول الزمان، لقال الله تعالى : " استثن بمشيئة الله تنحل يمينك " ولم تكن هناك ضرورة لهذا التحيل بالضغث.
قال ابن العربي : فانظر إلى ملك تكون نساؤهم بهذا الطور من العقل فكيف تكون رجالهم.
فائدة : وردت النصوص بإفراد اليد وتثنيتها وجمعها :﴿ يد الله فوق أيديهم ﴾، ﴿ لما خلقت بيدي ﴾، ﴿ أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا وأنعاما فهم لها مالكون ﴾ مع أن المتجوز إليه واحد في نفسه، وهو القدرة. وسببه أن القدرة لها متعلق، فإن عبر عن القدرة باعتبار ذاتها أفردت أو باعتبار متعلقاتها جمعت، أو باعتبار أن متعلقاتها قسمان ثنيت، واختلف في تقدير التثنية، فقيل : الجواهر والأعراض إذ لم توجد القدرة غيرهما أو أمر الدنيا وأمر الآخرة، أو الخيور والشرور. ( الذخيرة : ١٣/٢٣٦ )